كيفكُم جميعاً ؟ إن شاء الله تمام وبصحه وعافيه <33 !
موضوعي يتكلم عن - تطوير الذات - وأتمنى تستمتعوا بالقراءة
- ما يحتاج أقولكم اني أسفه على الهيدر مخيس صح ؟ -
تطوير الذات ؛
إن العالم يصير في عجلة دائمة ومتسارعة، وهذا يتوجب علينا التواكب معه قدر الإمكان، وإلاّ سوف نبقى مكاننا عاجزين على التأقلم فيما يدورحولنا، وستضيع علينا الكثير من الفرص التي وهبنا الله إيانا في قدراتنا الخلاقة الغير مستخدمة، والتي من الممكن أن تُغيّر حياتنا نحو الأفضل. الفرد الناجح يسعى تلقائيّاً للنمو، والتغيير، والتجديد من خلال تطوير ذاته، ما معنى أن يُطوّر الفرد ذاته؟ هو أن يتبع الفرد سياسة يعمل فيها على تنمية مهاراته، وأفكاره، وسلوكه، وعمله، وروحه، وينقل حاله إلى حال أفضل ممّا هو عليه، وتضمن أيضاً التخلّي عن العادات السلبيّة، والسيئة التي تُعيق عمليّة التطوّر. فتطوير الذات يشمل تطوير العقل، والنفس، والروح، ممّا يُشعر الفرد بالرضا والتميّز، لما حققّه من تغيير سواء باكتساب جديد مفيد أو تخلّي عن قديم سيئ، ممّا يُساعده على تحديد أهدافه في الحياة وتحقيقها، وتُهيأه للتعامل مع أي مشكلة تُواجهه بحرفيّة. إنّ علم تطوير الذات أصبح من العلوم التنمية البشرية المزدهرة في عصرنا الحالي، لما له تأثير قوي على شخصيّة الفرد فيتعلم كيف يتحكّم ويضبط ذاته ، وردّات فعله بإدارة سويّة ومتوازنة، كما يُعرّف الفرد بقدراته المميزة الخلاّقة عن غيره، وكيفيّة استثمارها بالنحو الذي تحقق أهدافه ، وتجعله قادراً على اتخاذ القرار وصنعه، وتحديد أهدافه ومن أين يبدأ وإلى أين يصبو، كما تجعله قادراً على إدارة وتنظيم وقته وتحديد أولوياته، وكيفية التفكير بطريقة إيجابيّة، والتخلّي عن التفكيرالسلبي في النظرة للأمور. إنّ أول خطوة لتطوير الفرد لذاته هو أن يُحب ويشعر الفرد بأهميّة نفسه، حتى يسعى لنقلها إلى حالٍ أفضل، وإلاّ سيبقى مكانه أو في حالة تدهور، فذات الفرد هي أساسه الذي هو عليها اليوم، وما يُقدمه الفرد لذاته يبقى ويعود بالنفع عليه لاحقاً، أمّا إذا قررّ البقاء على نمط وروتين حياة مُعينّة، فسيُصيبه الملل، والإحباط، واليأس، والتقاعس. ذات الفرد هي أرضه التي يجب عليه أن يزرع فيها كلّ مفيد، وأن يتخلص من كل ما هو ضار حتى يجني ثمار هذا التغيير لاحقاً. أمّا الخطوة الثانية فهي تحديد الفرد أهدافه في الحياة، وهذا يُشعره بأهميّة وجوده في هذه الحياة، وإلاّ أصبحت حياته عبثاً، قد تتخبطها المشاكل من كل الجِهات. أمّا الخطوة الثالثة فعلى الفرد إيقاظ هِممه وقدراته العملاقة، وتفجيرها، فالله عز وجل خلقنا بأفضل حال، وأودع فينا جميعاً طاقات هائلة، وقدرات كامنة، هناك أفراد اكتشفوا هذه الطاقات والقدرات فسخرّوها لإعمار الأرض، وبالتالي حققوا أهدافهم وذاقوا طعم النجاح، وأصبحوا هم صُناع الحياة، وهناك آخرون لم يحاولوا حتى التّعرف على إمكانياتهم فعطلّوا حياتهم، وهمّشوا ذواتهم، وأصبحوا عبئاً على الحياة، وآخرون عرفوا طاقاتهم ولكن لم يسعوا في تحفيزها، أو سيرّوها في المسار الخاطئ، فخسروا الكثير من الفُرص. كيف يتعرف الفرد على طاقاته وقدراته؟ على الفرد بدايةً أن يُحدد نقاط قوته، ونقاط ضعفه في كل المجالات، حتى لا يُحدد نفسه ويربطها في مجال مُعيّن، وأن يتعرف على كل ما حوله من جديد ولا يقتصر في مجال مُحدد، بل يُعطي نفسه الفرص في عدة مجالات، حتى يُتيح له التّعرف أكثر على مدى إمكانيّاته، فيستطيع أن يُحدد لاحقاً ما هي رغباته، بعد أن يتم معرفة الفرد برغباته وقدراته أكثر، يبدأ بتطويرها بالتدريج، وبطريقة منطقية متسلسة، حتى لا يقع في التشتت.