:30: :(93):
الوطن هو كل هذه الاشياء مجتمعة فهو الحياة بمبناها.. ومعناها يعيشها هنا او هناك لكن شتان ما بين حياتين الاولى حرة كريمة في ارضك ووطنك والثانية تنأى فيها بعيدا عن الاحبة والاهل الا يشغلك الحنين اليها ؟الا يشدك الشوق الى رملها وترابها اطلالها كما فعل الشعراء الجاهليون الذين اسسوا اول ظاهرة في الشوق والحنين الى المكان الذي هو الوطن مهما كان بسيطا او صغيرا والذين راوا ان هذا الحنين هو ظاهرة فنية عابرة لم يكونوا على حق ابدا لانهم لو غاصوا في تفاصيل واعماق اللوعة والشوق الذين عاشهما الشاعر الجاهلي لهفة على ملاعب صباه وحبه وولهه باي شيء يحيط به لو فعلوا ذلك لرأوا ان هذه الظاهرة ليست الا حبا للوطن وشوقا اليه بدءا من امرئ القيس مرورا بعنترة وغيره من الشعراء ولم تكن ميسون زوجة معاوية التي استقدمها من البادية لتعيش في القصور بعيدة عن هذه الحال ابدا فالخيمة وطن والمعز لديها أليفة وخير وأفضل من كل الحيوانات والطيور الاخرى لم تبهجها أي حياة بعد بعدها عن وطنها الخيمة فاذا كانت الخيمة الوطن الاول تشدك اليها فكيف بالوطن الاخر وطن الحضارة ولا يظنن احد اننا ننتقص من مكانة الخيمة لا فكل مكان تألفه هو وطنك هو الشوق والحنين اليه الا ترى ذلك ميسون حين تخاطب زوجها قائلة: لبيت تخفق الارواح فيه
احب الي من قصر منيف ولبس عباءة وتقر عيني احب الي من لبس الشفوف واكل كسيرة من كسر بيتي احب الي من اكل الرغيف واصوات الرياح بكل فج احب الى من نقر الدفوف وكلب ينبح الطراق دوني احب الي من قط اليف وخرق من بني عمي نحيف احب الي من علج عنوف خشونة عيشتي في البدو اشهى الى نفسي من العيش الظريف فما ابغي سوى وطني بديلا فحسبي ذاك من وطن شريف ولي وطنٌ آليت ألا أبيعهُ وألا أرى غيري له الدهر مالكا فقد ألفته النفس حتى كأنه لها جسدٌ إن بان غودرتُ هالكا وحبّب أوطان الرجال إليهمُ مآرب قضّاها الشباب هنالكا إذا ذكرواْ أوطانهم ذكّرتهمُ عهود الصبا فيها فحنواْ لذلكا ألا يا صبا نجدٍ متى هجت من نجد لقد زادني مسراك وجدا على وجدِ رعى الله من نجدٍ أُناسا أحبهم فلو نقضوا عهدي حفظت لهم ودّي سقى الله نجدا والمقيم بأرضها سحاب غوادٍ خاليات من الرعد إذا هتفت ورقاء في رونق الضحى على غصن بانٍ أو غصون من الرند بكيتُ كما يبكي الوليد ولم اكن جليدا وابديت الذي لم اكن أبدي وطني لو شغلت بالخلد عنه نازعتني إليه في الخلد نفسي العين بعد فراقها الوطنا لا سكنا الفت ولا سكنا يادم، يانقود ياريح يا ابداً تخيط لي الشراع فلتنطفي يا أنت.. ياقطرات.. متى اعود؟ إلى العراق؟ متى أعود ؟مازلت أضرب مترب القدمين أشعت في الدروب تحت الشموس الاجنبية الشمس أجمل في بلادي من سواها والظلام حتى الظلام هناك أجمل فهو يحتضن العراق عد بي الى حمص ولو حشو الكفن
برعاية THE KILLERS :30: :(93):
|