يحكى انه كان في قديم من الزمان وفي احدى الممالك الصغيرة فتاة جميلة جدا تعيش مع اخوتها السبعة في دار صغير يعيشسون بما تنتجه لهم ارضهم ، وذات مرة مرت ساحرة شريرة من هناك فانبهرت من جمال الفتاة وحقدت عليها جدا لأنها كانت تعتقد بانها اجمل امراة في الكون ، لذا قررت الانتقام منها ومن جمالها الاخاذ، لذا فقد اتخذت شكل امراة عجوز فقيرة الحال تتسول الطعام والشراب من المحسنين، وهنا فقد رق قلب الفتاة عليها وادخلتها الى منزلها لتطعمها ، وحالما حضر الاخوة السبعة ، قامت الساحرة باخراج سبع عباءات من خرج كانت تضعه على كتفها وقالت : لأنكم اكرمتموني لذا فانا ساهب كل منكم عباءة ارجو ان تعجبكم .. لذا فانا اطلب منكم ان ترتدونها ... وما ان ارتدى الفتيان السبعة لتلك العباءات الا وكان الذهول يسيطر على الفتاة اذ تحول الجميع الى ثيران بين استهزاء الساحرة وهي خارجة منتصرة من بيت الفتاة .فما كان من الفتاة الا تمتنع عن الزواج كي تتفرغ لتربية هذه الثيران ... وذات مرة كان امير المملكة في رحلة صيد مع وزيره ومجموعة من حاشيته ، فمر بقرية صغيرة واذا به تصادفه فتاة في غاية الجمال ، فاضطرب قلبه لهذا الجمال الرائع فقرر القيام بخطبتها لتكون له زوجة ثانية ، وبالفعل فقد توجه الى منزل الفتاة ، فلم يجد الا فتاة فقيرة جدا وتربي سبعة من الثيران .. وكان شرط الفتاة للقبول به زوجا ان يعيش الثيران السبعة معها وفي غرف خاصة مفروشة وياكلون الطعام كالانسان ،ولا يحق له ان يسالها عن السبب.. استغرب الامير من هذا الطلب .لكنه وافق على شرطها وتزوجها وبالفعل اخذ الثيران السبعة الى القصر ووضع كل واحد منهم في غرفة مستقلة فيها كل اشكال الراحة من فراش انيق وديكورات جميلة ، كان الغلمان كل يوم يقومون بخدمة الثيران مقدمين لهم جميع انواع الطعام البشري وهم مستغربون لذلك .. لا بل حين كان الغلمان يتكلمون بسوء عنهم ، كانت الثيران تهج عليهم لأنها كانت تعلم ذلك.. اذ انهم لم يكونوا على علم بكون هذه الثيران هم اشقاء الاميرة الجميلة .. ومرت الايام وحبلت الفتاة وولدت طفلا جميلا.. كبر الطفل وتربى مع الثيران وكان يؤثر اللعب معهم اكثر من لعبه مع اقرانه .... وحين اصبح عمره سبع سنوات مرة الساحرة الشريرة من امام قصرهم ، وحين شاهدت الفتاة وقد اصبحت اميرة ، قررت في هذه الحالة ان تقتلها وان تصبح هي اميرة القصر ... لذا فقد عمدت الى حيلتها القديمة وتقمصت شخصية امرأة كبيرة السن وخادمة في القصر.. وبالفعل نجحت حيلتها واخذت تخدم الاميرة بكل جد واخلاص .. وفي احد الايام نصحت الساحرة اميرتها كي تذهبان معا للأستحمام في النهر القريب من القصر.. وحالما خلعت الاميرة ملابسها كشفت الساحرة عن نفسها وحولت الاميرة الى حمامة بيضاء وربطتها باحد اغصان شجرة الرمان في احدى المزارع .ومن ثم تقمصت شخصية الاميرة وارتدت ملابسها وهي تعتقد بانها قد تخلصت من غريمتها .. كان ابن الاميرة الطفل يراقب الموقف عن كثب ، لذا فقد قبضت عليه الساحرة وهددته بانها سوف تقتله ان افشى سرها لوالده ... ومرت الايام وقد تغيرت معاملة الاميرة ( الساحرة ) للثيران ، اذ اخذت بضربهم ومنعت عنهم طعام البشر وربطتهم بالزريبة وتعاقبهم بشتى انواع العذاب ، اما الطفل فما كان منه الا ان يذهب يوميا الى ضفة النهر وكلما مر سرب من طيور الحمام يناديه ويقول ( يا طيور ويا حمام ..امي وراكم لو جدام..... تجيبه الطيور قائلة ... لا ورانا ولا جدام . معلوكة بعود الرمان .. تسلم عليك وعلى سبع ثيران) .. فياخذ الطفل بالبكاء الشديد .. اخذت صحة الطفل بالاعتلال ، فاستدعى الامير خيرة اطباء المملكة .. لكن لا فائدة ترجى من ذلك.. فقرر الملك مراقبة الطفل بنفسه دون علم احد.. وفعلا سار خلفه من بعيد وحالما وصل ضفة النهر وجاء سرب من الحمام اطلق الطفل نداءه للطيور قائلا ( يا طيور ويا حمام .. امي وراكم لو جدام ...؟ فجاء صوت الطيور قائلا..... لا ورانا ولا جدام ..معلوكة بعود الرمان.. تسلم عليك وعلى سبع ثيران ) ..انذهل الامير من ذلك وقرر البحث عن ذلك وكيف ان ام الصبي تحولت الى حمامة ، واخذت الوساوس تدور في ذهنه .. اذن من هي المرأة التي في المنزل ...؟؟... عاد الى داره مهموما . ولما سالته الاميرة (الساحرة ) عن السبب لم يقل لها بما راه ، بل قال بان ولده مريض وان الاطباء نصحوه بان يجب ان يذهبوا به الى ساحرة كي تفك عقدته ، وهنا انتفضت الاميرة ( الساحرة) وقالت الحل عندي وهو ذبح الثيران السبعة لان الصبي قد تعقد من وجودهم في البيت ... وهنا استغل الامير الوضع وقال لها.. اذن سنقيم حفلة كبيرة هذا المساء وسنذبح فيه الضحية التي تنقذ ولدي من الموت.. وهنا .. اوصى الامير المنادي لينادي في جميع ارجاء البلدة بان ويقول ( ان الامير قرر استدعاء جميع ابناء القرية الى الاحتفال الكبير الذي سيقيمه حضرته في البيادر الكبيرة ولا يبقى في المنزل شيخ او امراة عجوز او طفل .. الجميع يجب عليه الحضور ليشاهدوا الاحتفال ) .. وفي المساء ارتدت الاميرة حلتها الملكية بجوارهها الثمينة ( حلة وجواهر الاميرة الحقيقية ) وحضرت الى ساحة الاحتفال لتجلس بجانب الامير والطفل بالجانب الاخر من الامير. وهنا امر الامير باحضار الثيران السبعة ، وما كان من الاميرة المزيفة الا البهجة والسرور لكونها سوف تتخلص من اخر الذكريات لتلك الاميرة المفقودة، وما ان تم احضار الثيران حتى نهض الامير من مكانه وذهب الى حيث الثيران مناديا الاميرة المزيفة ( تعالي يا زوجتي الحبيبة ها ان الثيران تحت امرك..) وما ان تقدمت الاميرة المزيفة نحو الثيران حتى هجم عليها الحراس واقتادوها الى مكان تحضير وتهيئة الذبيحة.. وهنا نادى عليها الاميرة قائلا ( ايتها الخائنة.... سنقطع راسك ان لم تعيدي الينا الاميرة الحقيقية ) فاضظرت الى فك عقدة السحر التي ربطت بها الاميرة فشوهدت بعد قليل حمامة جميلة تاتي وتسقط في حضن الامير وتتحول الى فتاة عارية ، فاخذها الامير بحضنه وسترها بعاءته . ومن ثم هم بقتل الساحرة لكن الاميرة رجته قائلة بان الثيران السبعة هم اشقاؤها السبعة حولتهم هذه الساحرة الى ثيران .. فامر الملك الاميرة الساحرة الى فك عقتدهم وفعلا تم تحريرهم من سحرها اللعين وعادوا شبانا كما كانوا بارعي الجمال والقوة ، بعد ذلك امر الامير بقطع راس الساحرة ، وحرم من يومها العمل في السحر في كل مملكته واصدر مرسوما اميريا بقتل كل ساحر ومشعوذ يثير البغض والكراهية والاعمال الشنيعة في البلاد....