فتاة صغيرة، عمرها عشر سنوات، استيقظت في الصباح بعد الضوء، ولم تهتم بأنه الخامس عشر من رمضان وهي لم تصم بعد.
كانت أمها تجلس في غرفة الجلوس تعمل على الكمبيوتر. ابنتها اسمها ياسمين. قالت الأم متبسمة: "صباح الخير ياسمين". لم تجب ياسمين، بل توجهت إلى المطبخ وأخذت الحليب والطبق لتسكب منه مع بعض السيريال.
تنهدت أمها عندما رأتها تجلس مع صحنها على طاولة الطعام لتبدأ الأكل.
سألتها أمها: "متى ستصومين بهذا الشهر الفضيل؟
بلعت ياسمين اللقمة التاسعة وقالت: "أنا لست 11 سنة بعد، لا زلت صغيرة، ليس علي الصيام"
عبست أمها وقالت: "عندما كان يوم ميلادك كنت تقفزين حول المنزل وتغنين، أصبحت عشرة، أصبحت كبيرة"
أكملت ياسمين طعامها وذهبت إلى غرفة الكمبيوتر لتلعب. أمها ذهبت خلفها وقالت: "ياسمين، أدري أنك لا ترغبين، ولكنك ستصومين غداً طوال النهار، وسأيقظك على السحور."
كانت أمها حازمة، أنهت كلماتها وخرجت من الغرفة.
قالت ياسمين لنفسها: "هذا ليس عدلاً!" ثم خرجت من الغرفة.
في اليوم التالي أيقظتها أمها على السحور.
قالت ياسمين: "كيف آكل على هذا الوقت؟ القمر في وسط السماء ولا أرى بصيصاً من نور!"
أصرت أمها على أن عليها النهوض.
نظرت ياسمين إلى الطعام الذي وضعته لها أمها، ساندويش جبنة، كوب عصير فواكه، ثلاث حبات حلوى. أكلت ياسمين وتثاءبت.
قالت لها أمها: "بإمكانك الذهاب للنوم إن انتهيتِ من طعامك"
سألت ياسمين وهي ذاهبة لغرفتها: "أمي، ماذا يحدث إن أكل أحد سهواً وهو صائم؟"
أجابت أمها: "من يأكل ناسياً فلا يضيع صيامه، فهي هدية من الله".
وذهبت ياسمين لسريرها ونامت بسرعة.
بعد ساعة ونصف أيقظتها أمها: "حان وقت المدرسة يا ياسمين."
استيقظت ياسمين ولبست ملابس المدرسة، كانت جائعة.
فكرت بما قالته أمها على السحور عن الأكل سهواً، وقالت في نفسها: "أتمنى أن أنسى وآكل"
لبست حذاءها وذهبت مع أمها إلى السيارة لتأخذها للمدرسة. وصلت للمدرسة وكانت جائعة جداً، أكثر من قبل.
فجاءتها فكرة خاطئة، فكرت أنها ستذهب إلى الماء وتشرب حتى ترتوي وإن سألها الناس حولها إن كانت صائمة، ستدعي النسيان وأن صيامها قد فسد، وستبكي. وسيخبرها من هم حولها أنه لم يفسد لأنها نست.
فرحت ياسمين بالفكرة وبدأت بتنفيذها.
ذهبت للماء وقالت بصوت مسموع: "كم أنا عطشى، لماذا يا ترى؟"
شربت. كانت حولها معلمات وطلاب ولم يتكلم أحد.
شربت المزيد والمزيد حتى امتلأت بالماء.
نظرت إليها معلمة وقالت: "هل أنت صائمة يا ياسمين؟"
أجابت ياسمين وكأنها تذكرت: "يا إلهي، أنا صائمة، لقد فسد صيامي" وبالغت في الحزن!
فقالت المعلمة: "لا بأس، فالصائم إن نسى لا يفسد صيامه"
أجابت ياسمين كأنها لا تعرف: "حقاً؟، رائع"
ولكن المدرسة عرفت أنها تمثل. وقالت في نفسها: "سأكلم أمها"
ياسمين جلست وهمست في أذن صاحبتها: "أنا صائمة، هل أنت صائمة؟"
فأخبرتها صديقتها سارة: "الحمد لله، أنا صمت كل أيام رمضان حتى الآن".
عندما انتهى يوم المدرسة وقرع الجرس، جاءتها المعلمة وأخبرتها أنها تريد التحدث إليها.
فقالت ياسمين بشكل دفاعي: "لم يكن أنا من وضعها في الحمام!"
فقالت المدرسة: "عن أي شيء تتحدثين؟"
فانتبهت ياسمين أن المدرسة كانت تتحدث عن شيء آخر! فصمتت.
قالت المعلمة: "عندما شربتِ "سهواً" الماء، على كنتِ تدركين أن الصائم لا يفقد صيامه عندما يأكل أو يشرب ناسياً؟
خجلت ياسمين وقالت: "نعم، أعترف.. ولكني كنت أتضور جوعاً وعطشاً!!"
قالت المعلمة: "إذن لماذا صمتِ؟"
قالت ياسمين: "أمي أجبرتني"
لم تصدق المعلمة، وأكدت لها ياسمين أن أمها أجبرتها على السحور والصيام.
فقررت المعلمة الاتصال بالأم.
عندما ذهبت ياسمين للمنزل، جاءتها أمها وأخبرتها أنها لن تجبرها على الصيام حتى تكون هي مستعدة لهذا.
فقالت ياسمين: "أريد أن أصوم غداً."
ابتسمت الأم.
ذهبت ياسمين إلى غرفة الكمبيوتر، وبدأت بكتابة قصتها.