تجمعنا على صوت جدتي وهي تنادي وتقول: يا أحفادي اقتربوا؛ كي احكي لكم حكاية صغيره عن رمضان. فتجمعنا كلنا حولها، وكان أولادها يجلسون بجانبها، ونحن من حولها على الأرض، وإذا بدأت بتحريك شفتيها.. بدأت تتكلم.. يا أيها الأولاد، في إحدى السنين حيث كنتُ صغيرةً في عمر الخامسة عشرة جلستُ مثل هذه الجلسة، وكانت جدتي تحكي لي حكاية رمضان، وسوف احكيها لكم اليوم. كانت جدتي تقول: مرتْ سنة وعاد رمضان وهو طالب منا هدية، ويجب أن نُهدِيه إياها، وإلاَّ سوف يذهب وهو غاضب، وسوف يأتي بوقتٍ لا نستطيع أن نهديه هذه الهدية فيه. فنظرت إلى جدتي وسألتها.. ما هي الهدية؟ أجابت: الصيام. فقالت: نَعَمْ، الصيام هو الهدية التي يجب أن نقدِّمها لرمضان، فيجب علينا أن نصوم كي يذهب وهو فرحان منا. ولا تنسوا أيضًا -يا أولادي- أن زيارة الأرحام والأقارب هو واجب يجب فعله في شهر رمضان. وذكَّرَتْنا جدتي بحكمةٍ عن شهر رمضان (أن نتحمل الصيام، وأن نُخرِج من الجيوب المملوء للجيوب الفارغة؛ لكي يكون ثوابنا عند الله كبير). وطبعًا.. آخر كلمه أقولها لكم يا أهل قريتي الأحِبَّاء: كل عام وأنتم بخير وصيام مقبول.. وإفطار شهيّ. وأتمنى أن تبقى بسمتنا على وجوهنا؛ لكي تدوم المحبة والسعادة. وإلى اللقاء...[1].