بسسسم الله الرححمان الرححيم والسسلام عليكم و رحمه الله تعالى وبرككاته اللهم صل وسسلم على سيدنا وحبيبنا محمد وعلى اله وصحبهه اجمعين اما بعد كيفكم ؟؟ ان شاء الله تكونو بخير وبالفف صحه وعافية وكل اموركم تمآم جبتلككم موضوع اسلامي عن العفة والاستعفاف اتمنى يعجبكم
معـنى العفة والإستعفاف قال ابن منظور : العفة : الكف عما يحل ويجمل عف عن المحارم والأطماع الدنية (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا) النور33 فسسره ثعلب فقال : ليضبط نفسه بمثل الصوم فإنه وجاء وفى الحديث :( ومن يستعفف يعفه الله ) رواه البخارى الإستعفاف : طلب العفاف ، وهو الكف عن الحرام والسؤال من الناس ، أى من طلب العفة وتكلفها أعطاه الله إياهاوقيل : الاستعفاف : الصبر والنزاهة عن الشئ . والعفة خلق إيمانى رفيع زينة للرجل المسلم والمرأة المسلمة فى الدنيا والآخرة ، يحفظان به إيمانهما ، ويضمنان به استقامتهما ،ويستجلبان به رضى ربهما ، ويعتصمان به من معاصيه وسخطه ويحفظان به شبابهما وصحتهما. وقال ابن القيم رحمه الله : إن للعفة لذة أعظم من لذة قضاء الوطر ، لكنها لذة يتقدمها ألم حبس النفس ، ثم تعقبها اللذة، أما قضاء الوطر فبالضد من ذلك .
فضل العفة والاستعفاف قال تعالى : (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّىٰ يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ ) النور 33 قال الزمخشرى :(وَلْيَسْتَعْفِفِ) وليجتهد فى العفة وظلف النفسوحمل النفس وعزفها عن الطموح إلى الشهوة عند العجز عن النكاح إلى أن يرزق القدرة عليه . وقال ابن عطية : طلب أن يكون عفيفاً ، والأمر بالاستعفاف على كل من تعذر عليه النكاح بأى وجه تعذر ( المحرر الوجيز ) . وقال تعالى : ( وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ) النور 60 قال القاسمى : لأنه أبلغ فى الحياء ، وأبعد عن التهمة والمظنة .
وقال تعالى : (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَمِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ ... ) النور 30-31 فغض البصر استعفاف ، لأن غضه وسيلة إلى حفظ الفرج والعفة فالعين رائد القلب كما قال بعضهم : ألم تر أن العين للقلب رائد فما تألف العينان فالقلب آلف فإطلاق البصر ذريعة للوقوع فى الفاحشة لذا أمر الله عز وجل بغضه من باب تحريم الوسائل إلى المحرموما حرم سداً للذريعة أبيح للمصلحة الراجحة ، فأباح الشرع للخاطب أن ينظر إلى من أراد أن يخطبها كما قال النبى صلى الله عليه وسلم : ( انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ) رواه الترمذى وصححه الألبانى وقد نفر النبى صلى الله عليه وسلم من إطلاق البصر وسمى إطلاقه زنا العينين فقال صلى الله عليه وسلم : ( كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا فهو مدرك ذلك لا محالة : العينان زناهما النظر ، والأذنان زناهما الاستماع ،واللسان زناه الكلام ، واليد زناها البطش ، والرجل زناها الخطى ، والقلب يهوى ويتمنى ، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه ) متفق عليه
وعن جرير بن عبد الله رضى الله عنه قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظر الفجأة فقال : ( اصرف بصرك ) رواه مسلم قال النووى : ومعنى نظر الفجأة أن يقع بصره على الأجنبية من غير قصد فلا إثم عليه فى أول ذلك ، ويجب عليه أن يصرف بصره فى الحال ،فإن استدام النظر أثم لهذا الحديث.
د - ثمرات العفة والاستعفاف لكل خلق فاضل ثمرات وفواضل ، وهذه الثمرات ليست قاصرة على ثواب الآخرة ، فإن الله عز وجل قد شرع لنا الشرائعمن أجل أن نسعد فى الدنيا والآخرة ،قال تعالى : (فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ ) طه123 فتكفل الله عز وجل لمن اتبع هداه بالهداية والرشاد ، والبعد عن الضنك والشقاء . فمن ثمرات العفة والاستعفاف النجاة من عقوبات المعاصى فللمعاصى عقوبات دنيوية كالوحشة فى القلب ، وحرمان نور العلم وحرمان الرزق ، وذهاب الغيرة والحياء ،والذل ، وضيق الصدر ، وظلمة القبر ، وحرمان الطاعة ، ونسيان العبد لنفسه ، والتعرض للعنة من الله عز وجل ولعنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وزوال الأمن والأمان ، ومحق البركة والعقوبات الشرعية وغير ذلك كثيـــر . أما عقوبة الآخرة فقد قال الله تعالى : {وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا} الفرقان68-69 . ومن ثمراتها : الفوز بثمرات التقوى العاجلة والآجلة ، فلا شك أن العفة من تقوى الله عز وجل ، وقد وعد الله تعالى المتقين ثمرات طيبة فمن الثمرات العاجلة : المخرج من كل ضيق ، والرزق من حيث لا يحتسب ، والسهولة واليسر فى كل أمر وتيسير تعلم العلم النافع ،وإطلاق نور البصيرة ، ومحبة الله عز وجل ومحبة ملائكته والقبول فى الأرض ، ونصرة الله عز وجل وتأييده وتسديده ، والبركات منالسماء والأرض والحفظ من كيد الأعداء ومكرهم ، وقبول الأعمال والنجاة من عذاب الدنيا وما يجعله الله عز وجل لهم من الهيبةوالشرف والمعرفة . ومن الثمرات الآجلة : تكفير السيئات وعز الفوقية فوق الخلق يوم القيامة ، وميراث الجنة ، والفوز بأعلى الدرجات ، والسعادة بالصحبةوالمحبة مع أحبابهم فى الله وهم يساقون إلى الجنة زمراً . ومن ثمراتها : طهارة الفرد ونقاء المجتمع فالعفيف يحيا حياة اجتماعية مستقرة ، يتمتع بالسمعة الطيبة والذكر الحسن ويهنأ بنفسية مطمئنة بأنس الطاعة ،وبهجة القرب من الله ، ولذة العبادة وحلاوة الإيمان ، يسعد ويسعد مجتمعه بأخلاقه الفاضلة ، بحيائه وعفافه ، وحشمته وتقواه ، وستره ، وصبره . ومن ثمراتها : النجاة من الإصابة بالأمراض الخبيثة التى تلاحق أصحاب الشهوات والنزوات . ومن ثمراتها : التدرب على مخالفة الهوى ، والله عز وجل لم يجعل للجنة طريقاً إلا مخالفة الهوى فقال تعالى : { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَىٰ(40) فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَىٰ} النازعات40-41