ﻛﺎﻥ ﻳﺎﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﻴﺮﺓ ﺟﻤﻴﻠﺔ ﺗﺪﻋﻲ ﺍﻻﻣﻴﺮﺓ ﺃﺭﻳﻞ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻋﻦ ﺑﺎﻗﻲ
ﺍﻷﻣﻴﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ، ﻷﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﻮﺭﻳﺔ ﺑﺤﺮ، ﻟﻬﺎ ﺷﻜﻞ ﺟﻤﻴﻞ ﻭﺫﻳﻞ ﻃﻮﻳﻞ
ﻳﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﺒﺎﺣﺔ، ﻭﺑﻴﻨﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻷﻣﻴﺮﺓ ﺃﺭﻳﻞ ﺗﻐﻨﻲ ﺍﻏﻨﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﻤﻔﻀﻠﺔ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻜﻲ ﻓﻴﻬﺎ ﻋﻦ ﺃﻣﻨﻴﺘﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﺇﻧﺴﺎﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ، ﻷﻧﻬﺎ ﺫﺍﺕ ﻳﻮﻡ
ﺃﻧﻘﺬﺕ ﺷﺎﺏ ﻭﺳﻴﻢ ﻏﺮﻗﺖ ﺳﻔﻴﻨﺘﻪ ﻭﻗﺪ ﺃﺣﺒﺘﻪ ﺃﺭﻳﻞ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭﻣﻨﺬ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻴﻮﻡ
ﻭﻫﻲ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺸﺮ، ﺳﻤﻌﺘﻬﺎ ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺔ ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ ﺍﻭﺭﺳﻮﻻ،
ﻭﻋﺮﻓﺖ ﺍﻣﻨﻴﺘﻬﺎ ﻓﺎﻗﺘﺮﺑﺖ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻬﺎ : ﺇﺫﺍ ﺍﺭﺩﺗﻲ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺤﻲ ﺇﻧﺴﺎﻧﻪ،
ﻳﻤﻜﻨﻨﻲ ﺍﻥ ﺍﺣﻘﻖ ﻟﻚ ﺍﻣﻨﻴﺘﻚ ﻭﻟﻜﻦ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺃﻥ ﺗﻌﻄﻴﻨﻲ ﺻﻮﺗﻚ ﺍﻟﺠﻤﻴﻞ،
ﻓﻮﺍﻓﻘﺖ ﺃﺭﻳﻞ ﺣﺘﻲ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺣﺒﻴﺒﻬﺎ، ﻭﻓﻌﻼً ﺗﺤﻮﻟﺖ ﻹﻧﺴﺎﻧﻪ ﻭﻟﻜﻦ
ﺑﻤﺠﺮﺩ ﺣﺪﻭﺙ ﺫﻟﻚ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﺴﺒﺎﺣﺔ ﻓﺴﺎﻋﺪﻫﺎ ﺍﺻﺪﻗﺎﺋﻬﺎ
ﺳﻴﺒﺎﺳﺘﻴﺎﻥ ﻭﻓﻠﻮﻧﺪﺭ ﻟﻠﺼﻌﻮﺩ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺴﻄﺢ .
ﺟﻠﺴﺖ ﺍﻷﻣﻴﺮﺓ ﺃﺭﻳﻞ ﺗﺤﺖ ﺷﺠﺮﺓ ﻭﻫﻲ ﺗﺮﺗﺪﻱ ﻗﻄﻌﺔ ﻣﻦ ﺳﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺴﻔﻴﻨﺔ،
ﻓﺮﺃﻫﺎ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺇﻳﺮﻳﻚ ﻭﺃﻋﺠﺐ ﺑﻬﺎ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭﺗﺴﺎﺀﻝ ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ : ﻳﺎ ﺗﺮﻱ ﻫﻞ
ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻘﺬﺗﻨﻲ ﻭﺃﺧﺬﺕ ﺗﻐﻨﻲ ﺇﻟﻲ ﺣﺘﻲ ﺃﻓﻴﻖ ؟ ﺍﻗﺘﺮﺏ
ﺇﻳﺮﻳﻚ ﻣﻦ ﺃﺭﻳﻞ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺍﻛﺘﺸﻒ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻭﻫﻨﺎ ﻓﻬﻢ ﺃﻧﻬﺎ
ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻦ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﻟﻜﻦ ﻋﻠﻲ ﺃﻯ ﺣﺎﻝ ﻓﻘﺪ ﺩﻋﺎﻫﺎ ﺇﻳﺮﻳﻚ ﻟﺘﻌﻴﺶ ﻣﻌﻪ
ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﺍﻟﻤﻠﻜﻲ، ﻓﺮﺣﺖ ﺃﺭﻳﻞ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﻭﺫﻫﺒﺖ ﻣﻊ ﺇﻳﺮﻳﻚ ﺇﻟﻲ ﺍﻟﻘﺼﺮ ..
ﻓﻲ ﺧﻼﻝ ﺫﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﺻﺪﻗﺎﺀ ﺃﺭﻳﻞ ﺳﻴﺒﺎﺳﺘﻴﺎﻥ ﻭﻓﻮﻻﻧﺪﺭ ﻳﺮﺍﻗﺒﻮﻥ ﺍﻟﺤﻮﺭﻳﺔ
ﺍﻟﺸﺮﻳﺮﺓ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﺣﺘﻲ ﻋﻠﻤﻮﺍ ﺃﻥ ﻃﺮﻳﻘﺔ ﺍﺑﻄﺎﻝ ﻣﻔﻌﻮﻝ ﺍﻟﺴﺤﺮ ﺍﻟﺬﻱ
ﺳﺤﺮﺕ ﺑﻪ ﺍﻷﻣﻴﺮﺓ ﻭﻣﻨﻌﺘﻬﺎ ﺑﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻫﻲ ﺃﻥ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﺘﻘﺒﻴﻞ ﺍﻷﻣﻴﺮ،
ﻭﻟﻜﻦ ﻛﻠﻤﺎ ﺣﺎﻭﻝ ﺍﻷﻣﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﻘﺒﻞ ﺃﺭﻳﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﺭﺳﻮﻻ ﺗﺪﻓﻊ ﺑﺤﻴﻮﺍﻧﻬﺎ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ
ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺣﺘﻲ ﺗﻤﻨﻌﻪ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ .
ﺧﺎﻓﺖ ﺍﺭﺳﻮﻻ ﺃﻥ ﻳﻘﻊ ﺍﻳﺮﻳﻚ ﻓﻲ ﺣﺐ ﺃﺭﻳﻞ، ﻓﻘﺎﻣﺖ ﺑﺈﺣﻀﺎﺭ ﻓﺘﺎﺓ ﺗﺪﻋﻲ
ﻓﻴﻨﻴﺴﺎ ﻭﺳﺤﺮﺕ ﺻﻮﺗﻬﺎ ﺣﺘﻲ ﻳﺒﺪﻭﺍ ﻛﺼﻮﺕ ﺃﺭﻳﻞ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺻﺪﻓﺔ
ﺳﺤﺮﻳﺔ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺣﻮﻝ ﻋﻨﻖ ﻓﻴﻨﺴﻴﺎ، ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺳﻤﻌﻬﺎ ﺍﻳﺮﻳﻚ ﻭﺗﺄﻛﺪ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ
ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﺍﺧﺬ ﻳﺨﻄﻂ ﻟﻠﺰﻭﺍﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻔﻮﺭ، ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ
ﺍﻗﻴﻤﺖ ﻣﺮﺍﺳﻢ ﺍﻟﺰﻭﺍﺝ ﻋﻨﺪ ﻏﺮﻭﺏ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻟﻜﻦ ﺍﺻﺪﻗﺎﺀ ﺍﺭﻳﻞ ﺗﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ
ﺗﺨﺮﻳﺐ ﺍﻟﺰﻓﺎﻑ، ﺑﻤﺴﺎﻋﺪﺓ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﻄﻴﺒﺔ .
ﺛﻢ ﻗﺎﻡ ﻛﻼ ﻣﻦ ﺳﻴﺒﺎﺳﺘﻴﺎﻥ ﻭﻓﻮﻻﻧﺪﺭ ﺑﺘﺪﻣﻴﺮ ﺍﻟﺼﺪﻓﻪ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﺣﻮﻝ ﻋﻨﻖ
ﻓﻴﻨﻴﺴﻴﺎ، ﻓﻌﺎﺩ ﺻﻮﺕ ﺃﺭﻳﻞ ﺇﻟﻲ ﻃﺒﻴﻌﺘﻪ ﻣﻦ ﺟﺪﻳﺪ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺃﻳﻀﺎً ﺇﻟﻲ
ﺣﻮﺭﻳﺔ ﺑﺤﺮ ﻛﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ، ﻭﻫﻨﺎ ﺃﺩﺭﻙ ﺍﻳﺮﻳﻚ ﺃﻥ ﺍﺭﻳﻞ ﻫﻲ ﺣﺒﻴﺒﺘﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﻧﻘﺬﺗﻪ
ﻣﻦ ﺍﻟﻐﺮﻕ، ﻓﻘﺎﻡ ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎﻡ ﻣﻦ ﺍﺭﺳﻮﻻ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺎﻭﻟﺖ ﺧﻄﻒ ﺃﺭﻳﻞ ﻭﺍﺑﻌﺎﺩﻫﺎ
ﻋﻨﻪ، ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻳﺠﺘﻤﻊ ﺍﻳﺮﻳﻚ ﻭﺍﺭﻳﻞ ﻭﻳﻘﻴﻤﺎﻥ ﺣﻔﻞ ﺯﻓﺎﻑ ﺭﺍﺋﻊ ﻳﺤﻀﺮﻩ
ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﺍﻟﻜﺎﺋﻨﺎﺕ ﺍﻝ
ﺑﺤﺮﻳﺔ