(قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ) القرآن الكريم، الأنعام (145)، ممّا سبق نستنتج أن لحم الخنزير حرم لذاته (فإنّه رجس) على غرار الحوم الأخرى المذكورة في القرآن فقد حرمت لعلة خاضعة عليها؛ فالشاه مثلاً حلال أكلها إذا ذكيت، وفي حال كانت ميتة أو ذبحت لغير الله فحرام أكلها.
الخنزير:هو حيوان سبعي بهمي، لحمي عشبي، وهو آكل لكل شيء؛ القمامة الفضلات والنجاسة، وهو مفترس إذ يأكل الجرذان والفئران، وأيضاً الجيف حتى جيف أقرانه. وهنا تكمن فوائده فهو يخلص الأرض من القذارة فهو عبارة عن مكنسة حيوانية، ومضاره بالأمراض التي يحملها الخنزير داخل جسده إذ يبلغ عددها (450) مرضاً، (57) منها طفيلي ينتقل للإنسان ويقتله، وهو المصدر الرئيسي للأمراض الوبائية، إذ يحتوي جسده على (27) مرض وبائي، أيضاً يساهم لحم الخنزير بتصلب الشراين إذ يحتوي على كمية عالية جداً من الكولسترول على خلاف باقي الحيوانات، ويؤدي إلى العقم، تليف الكبد، السرطانات المختلفة.
الأمراض الفيروسية في لحم الخنزير فيروس نبا (Nipah Virus): في ماليزيا عام 1998 تعرف العالم إلى هذا الفايروس المميت، أعراضه تشبه أعراض الإنفلونزا، يعتقد الأطباء أن الفايروس أصاب خفاش الفواكه والذي بدوره نقله إلى الخنازير، فتوفى 117 مصابا. أثبتت المتابعات الطبية أن جميع المصابين كانت لهم علاقة وطيدة بالخنازير، تبعاً لذلك قامت الدوائر الصحية في ماليزيا بقتل مليون خنزير. فيروس التهاب الدماغ الياباني (Japanese encephalitis): أصاب الطيور وانتقل بواسطة البعوض إلى الخنازير، وبذلك أصاب مربيي الخنازير في شرق آسيا، يسبب هذا الفيروس التهاب الدماغ في الإنسان، وفي بعض الحالات يكون ميتا. فيروس التهاب الدماغ والقلب (encephalomyocarditis): الخنازير تتغذى على الجرذان والجران عبارة عن مستودع لهذا الفيروس الخطير فتنتقل العدوى من الجرذان إلى الخنازير إلى الإنسان، والذي يسبّب التهاب في الدماغ والقلب، ممّا يؤدي بحياة المصابين. الأمراض البكتيرية التي يسببها لحم الخنزير بكتيريا السلمونيا (salmonellosis): التيفوئيد، وبارا التيفوئيد، والتسمم الغذائي، من الأمراض التي تسببها السلمونيا. بكتيريا الحمرة الخبيثة (bacillus antharacis): من اللحاميين والدباغين تنتقل هذه البكتيريا الخبيثة، تكون على شكل لوحة حمراء، حارقة للأيدي، تصاحبها ارتفاع في درجات الحرارة، وقشعريرة والتهاب الأوعية اللمفاوية. هذه الأمراض بالإضافة إلى الديدان المفلطحة، الشريطية، الخيطية والأسطوانية التي ينقلها هذا الحيوان الرجس إلى الإنسان.
بعد هذا كله فإنّنا نقف أمام معجزة من معجزات التشريع، فتبارك الذي قال: (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِث). اكتشاف العلم لهذه الحقائق حول لحم الخنزير يثبت التطابق بين ديننا والحقائق العلمية الحديثة.