من أجمــل الاشياء وأطهرهآآ على وجههـ الارض ان تككون صادقــآآ فيـ ككلامكـ معـ النآآس الصحابى الجليل كعب بن مالك الذى تخلف عن إحدى غزوات النبى صلى الله علية وسلم،
وهى غزوة تبوك وقد أنزل الله عز وجل فى كتابة فى حقة قرآناً، قال تعالى : ” وَعَلَى الثَّلَاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ” صدق الله العظيم . قصة هذا الصحابى الجليل من أجمل قصص الصدق مع الله عز وجل، وبها مغزى وعبرة عظيمة جداً، القصة بإختصار هى عندما رجع النبى صلى الله علية وسلم من غزوة تبوك ووصل إلى المدينة المنورة، جاء بعض من المنافقون وأخذوا يعتذرون له واحداً تلو الآخر بعذر بليغ فصيح،
فقبل نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم إعتذارهم واستغفر لهم، وإنتهى الأمر. وكان سيدنا كعب بن مالك من الثلاثة الذين تخلفو فى غزوة تبوك والتى كان فيها إختبار عظيم للمسلمين فاق أى غزوة أخرى، و لهذا كانت غزوة تبوك هى آخر غزوات المسلمين وكان الله عز وجل يريد من نبينا الكريم
أن يتأكد أن جيش المسلمين قد بلغ مبلغاً عظيماً من الصبر و التحمل على الجهاد فى سبيل الله. وعندما تخلف كعب عن هذة الغزوة وعاد النبى منها بدأ المنافقون يقدمون له أعذاراً كاذبة
حتى يسامحهم على فعلهم هذا، وعندما علم كعب بعودة النبى أخذ يتذكر الكذب ويقو ل : بم أخرج من سخطه غدًا؟ وعرف كعب أن الكذب لن ينجية فى شئ فقرر أن يتحدث بالصدق،
فهذهب إلى رسول الله صلى الله علية وسلم وكان قد إجتمع لدية المنافقون من المتخلفين عن الغزوة يعتذرون له ويحلفون له
وكانوا بضعة وثمانين رجلاً فقبل النبى عذرهم وبايعهم واستغفر لهم، ووكل سرائرهم – أى ما بداخلهم – إلى الله فهو أعلى وأعلم به ،
حتى جاء كعب فجلس بين يدى النبى ، فقال له النبى : ما خلفك؟ ألم تكن قد ابتعت ظهرك ،
فرد كعب : بلى ني والله لو جلست عند غيرك من أهل الدنيا، لرأيت أن سأخرج من سخطه بعذر، ولقد أعطيت جدلاً، ولكني -والله- لقد علمت لئن حدثتك اليوم حديث كذب ترضى به عني،
ليوشكن الله أن يُسخطك علي، ولئن حدثتك حديث صدق تجد عليَّ فيه، إني لأرجو فيه عقبى الله “، والمعنى من كلام كعب هو إن آتى النبى بعذر كاذب سوف يرضى عنه النبى ولكن الله يعلم حقيقة ما بداخلة وهو مقلب القلوب وقادر على أن يسخط النبى على كعب، فصدق مع الرسول حديثة، حيث أن رضا النبى دون رضا الله لن ينجية بشئ .
|