[size=42]القصة الثانية[/size]
[size=41]يحكي أن ذات يوم مر رجل من الصالحين علي رجل اصابة شلل نصفي وكان الدود يتناثر من جنبيه، وكان هذا الرجل اعمي واصم، ووجده يقول : الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً من خلقه . فتعجب الرجل ثم قال له : يا أخي ماالذي عافاك الله منه لقد رأيتُ جميع المصائب وقد تزاحمت عليك . فقال له : إليك عني يا بطال فإنه عافاني إذ أطلق لي لساناً يوحده وقلباً يعرفه وفي كل وقت يذكره .[/size]
[size=42]القصة الثالثة[/size]
[size=41]قال المدائني : رأيت بالبادية امرأة لم أر مثلها في الصبر والجلد، ولا احسن منها وجههاً ونضرة، كانت دائمة التبسم والضحط ، فقلت : تالله إن فعل هذا بكِ من الاعتدال والسرور , فقالت : كلا والله إن لدي أحزاناً وخلفي همومُ , وسأخبرك ، وبدات المرأة تحكي له قصتها قائلة : كان لدي زوج ولي منه ابنان، فذبح ابوهما شاه في يوم عيد الاضحي والصبيان يلعبان، فقال الاكبر للاصغر : أَتريد أن أُريك كيف ذبح أبي الشاة . قال : نعم , فذبحه ، فلما نظر الي الدم خاف وفزع وهرب نحو الجبل فأكله الذئب، فخرج ابوه يبحث عنه فضاع ومات عطشاً فأفردني الدهر، فقلت لها وكيف أنتِ والصبر ؟ فقالت : لو دام لي لدمت له، ولكنه كان جرحاً فَشُفِي .[/size]