البارت الثاني من القصة 

part 2 حب ثلاثى الأبعاد 3D love

..











............................................

مع أوّل رَشْفة مِن الشَّاى، بدأتُ أذكرُ قولَك ذاتَ مرة:

"عادَتِى فقط أن أشْربَ الشاىَ مُرًا"

وأجبْتُ ضاحِكة:

"حقًا! كنتُ أظُنُّ لشُربِكَ له هكذا مغزًا آخَر"

وبدلع الصغار تسألنى:

ـ أَحَتَّى لا أسْمن؟

أجيبُ كعادتى بنعم، حتى ولو لم يكُن هذا الجواب جوابى، ولكننا عادةً

نقول "نعم" ربما لنوضح لنصفنا الآخر أننا كما اقتسَمْنا

القلوب تقاسمنا الأفكار،

وهل من قوةٍ تمنعُ حُبًا تآخَى فيه القلب والعقل!

أضفتُ:

أو لتُوَفِّر السُكّر

ـ وأنت أجبتَ بثقة:

"وما حاجتى لتوفيره إن كنتُ أمتلكُ من الكونِ حلاوَته!"

ولأنّى أحبُّ الخُلاصة وأَمَلُّ بُطء الحديثِ أَجبْتُكَ:

"اممم أظن أنّى تلك الحلاوة التى عنها تتحدث، فكفاكَ رتابة وأَجِبْنى

لِم منذ أن عرَفْتَنِى وأنت تشرب الشاى بدون السكر"

ـ ظننتُكِ تستطيعين التخمين يا حلاوةَ الكَون وسُكَّره

ـ يمكننى الإجابة بناءً على قولك لى بأننى السكر،

فمنذ أن التَقَيتَ بى ما عُدتَ بحاجة لسكرٍ غيرى

وتضحك عاليًا ـ أو مُستهزِئًا ـ :

"ههه هذا فقط فى فلسفتكِ المُتَكلِّفة أيتها الشاعرة،

عيشى الواقع، وبناءً أيضًا على أنكِ السكر فيمكننى القول بأننى

أشربُ الشاى مُرًا لأُذكِّر نفسى دائمًا كيف تكون حياتى

من دونِك، فأجدُها صعبةً مريرة

لا تُطاق،

فأحاول بكل جُهدِى ألاّ أخسرك"

بصرف النظر عن أنها أيضًا فلسفةٌ مُتكَلّفة، ربما هذا هو سبب هجرك لى،

ربما صار يعجبك مذاق الشاى مُرًا،

بل ولربما صرت #تتلذذ بشربه بدون السكر !

وإن كنتُ أنا السُكَّر فى حياتك.. فأنت المرارة

التى لا أطيقُ احتلالها للشاى !

لذا ـ لأُنهيك من حياتى كما من وجودِكَ أَنْهَيتَنِى ـ أمسكتُ بالملعقة

وبدأتُ أمْلأ الكوبَ بالسكر،

حتى كاد يتبَدَّل اسم المشروب إلى "مشروب السكر"

ثم لم أحتمل الرشفة الأولى من هذا المشروب عالى الحلاوة،

فتركتُه لحاله ..

فعلا .. قد بالغتُ فى وضعِ السُكَّر ...

وربما الآن أخيرًا يُمكِنُنِى القول بأننى أدرَكتُ سبب هجرِكَ لى، فدقيقة

واحدة مع مشروبٍ من الشاى أَجابَتْنِى على تساؤلٍ

ظلَلتُ عامًا كامِلاً أبحثُ له عن تفسيرٍ وما وُفِّقت ..

رُبَّما ما كان علىّ أن أُعطيكَ من هذا السُكَّر

فوق حاجَتِك!

اهٍ يا له من مطعمٍ سَخِى، أنا أشربُ الشَّاى بمعدل ثلاثة أكواب

يوميًا منذُ أن تَركتَنِى، ولم يُجيبنى أى كوب

لِمَ هذا الكوب بالتحديد يُجيبُنى!

هذا المكان فعلاً غريبٌ كغرابتِك، لم أرى مثله فى حياتى، يُحسِنون

التعامل بأناقة مع الحُضور، بل ويطربون آذانهم بموسيقاىَ المُفضَّلة، والمناضد

فُرشَت وزُيِّنَت بألوانى المُفضَّلة، وكأنه جُزءًا من غرفتى المكنونة والمُحاطة بجُدر قلبى،

وكأنه حُجرة من حُجراتِ القلب، ارتاح لها بشكل كبير، وأرادَ أن يهجُر جسدى

لينام فيها بسلام، كما هجَرَهُ من ذى قبل، ليُقيمَ حولَ مَلامِحَك، وحولَ أطياف صوتِك،

وخُطُواتِك،

وكل شيئٍ يلحقُ بِك ..

الآن يا عزيزى...

وبرفقة هذا الشاى الذى لم أتناوَله،

ـ هو أيضًا تُرِك وحيدًا مثلما تَرَكْتَنِى أنت ـ

سأبدأ بكتابة قصَّتِنا ..

ويُؤسِفُنى أنك ربما تكون قد ظننتَ من العُنوان أننى أتحدث

عن حُبٍ ثُلاثِىّ الأطراف،

فبالطبع لا أعنى ذلك، بل المعنى أعمق بكثير

يقولُ أحدُهُم:

"وحدُهم الذين غَرِقُوا بما يكفى يتحدَّثُون عن الأشياء بعُمقٍ واضِح"

ولأنه ليس هنالك من يجرُؤ على النَّجاةِ من برمودا،

ولأنه ثمة مصير آخر ينتَظِرُنى،

فرجائى فقط أن أستطيعَ "مُقابلتك" قبل أن يَلحقَ بى

ذلك الغرق المُؤجَّل

ذلك الذى أنقَذَنى من #مُحيطِ برمودا

لـ #أحيطه بجَسَدِى !

Part رواية ثلاثى الأبعاد Love)

3D Love

حُبُّ ثُلاثِىّ الأبعاد

إسراء جمال

أتمنى أن تكون نالت إعجابكم

تابعوا البقية..

ودمتم بكل ود