إن الحـــمد لله نحــمده و نســــتعينه و نســـــتغفره و نعوذ بالله من شـــــرو ر أنفســـنا و من سيئات أعـــــمالنا،
من يهـــــده الله فلا مضــــل له و من يضــــــلل فلا هادي له،
و أشهد أن لا إلاه إلا الله وحده لا شـــــريك له و أشهد أن محــــــمدا عبـــــده ورســـــوله
صلى الله عـــــــليه و على آله و صـــــــحبه و مــــن تبـــعه بإحـــــسان إلى يوم الدين.
أما بعد.
**خلق مفقود التعفف**
يقول الله تعالى: ﴿لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍفَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ البقرة/273.
التعفف هذا الخلق الجميل الذي فُقد في الأمة حتى كثر المتسولون وأي نوع من المتسولين !!!متسولون إتخدوا التسول حرفة بل وتفننوا في الإحتيال على الناس فهذا يجلس بالقرب من مصرف ويوهم الناس أنه أعمى وأخرى وضعت إبنتها الصحيحة السليمة على كرسي متحرك تجوب بها الطرقات وأمام إشارات المرور تستعطف السائقين في الضوء الأحمر,بل تعداه الأمر إلى التظاهر بإعاقات بدنية وهم أصحاء السالمون .
لماذا ؟
ألم يعلموا هؤلاء أن الله حرم التحايل على الناس والتظاهر بالإعاقات وأنت صحيح سليم ألم يخشوا هؤلاء أن يصبح حالهم بما تظاهروا به من أمراض وإعاقات بدنية ...
أين هو التعفف
هل رأيتم كيف مدح القرءان العظيم أهل الصفة من تعففهم حيث قال ربنا تبارك وتعالى: ﴿لِلْفُقَرَاء الَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاء مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍفَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ﴾ البقرة/273.
هؤلاء الذين تعفّفوا عن السؤال، تعفّفوا عن المسألة، تعفّفوا عن الطلب، عن طلب المال من الناس فيحسبهم من لا يعرف حالهم أغنياء لإظهارهم التجمل وتركهم المسألة أي طلب المال. يقال أن من العفة:
فالعفة ليست هي فقط الإمتناع عن التسول بل من العفة والتعفف أن يؤدي كل واحد من المسلمين وظيفته على أكمل وجه دون التلميح أو الإبتزاز من أجل أخد مال الأخرين بالباطل ...
** أين تعففك أيها الشرطي الذي تمد يداك إلى الرشوة **
** أين تعففك أيها الطبيب الذي تبتز المرضى **
** أين تعففك أيها الموظف الذي لا يقضي مصالح الناس إلا بعد أخد الرشوة **
فالعفة هي الامتناع عن سؤال الناس، ففي هذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم: من يستعف يعفه الله، ومن يتصبر يصبره الله، ومن يستغن يغنه الله، ولن تعطوا عطاء خيرا وأوسع من الصبر.متفق عليه.
**قال ابن حجر في الفتح: قال القرطبي: معنى قوله ـ من يستعف ـ أي يمتنع عن السؤال. وقوله ـ يعفه الله ـ أي إنه يجازيه على استعفافه بصيانة وجهه ودفع فاقته.
وقال ابن الجوزي: لما كان التعفف يقتضي ستر الحال عن الخلق وإظهار الغنى لهم فيكون صاحبه معاملا لله في الباطن فيقع له الربح على قدر
الصدق في ذلك.
والتعفف يشمل كذلك العفة عن الحرام وعدم الوقوع في الزنا
يقول صلى الله عليه وسلم: ثلاثة حق على الله عونهم: المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الذي يريد الأداء، والناكح الذي يريد العفاف. رواه الترمذي وحسنه، والنسائي وابن ماجه وأحمد، وحسنه الألباني.
أين تعففك أيتها الشابة عن الحرام
اللَّهُمَّ اكْفِنا بِحَلَالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأَغْنِنا بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ .وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والحمد لله رب العالمين.