سلامٌ على من رد السلام
وسلامٌ حتى على من لم يرُد
سلامٌ ، بسم الرب السلام
رب العباد الله الصمد
سلامٌ ترعرعنا فيه
سلامٌ معجونٌ بهذا البلد
سلامٌ ما عاد يسكن فيه
سلامٌ ما عاد يسكنُ فينا
سلامٌ نراقبه وهو يحزم حقائبه
ليهجرَ رويداً رويداً أراضينا
ويحلُ مكانه تسليمٌ وأستسلامٌ
وتأسلُمٌ لا أسلام فيه
كأن إسلام أجدادنا ما عاد يعنيه
أتدرون لما يهاجر منا السلام ؟؟
أتدرون لما يعمُ فينا الظلام ؟؟
ببساطةٍ لأنَنا مُجتمعٌ يخاف
نحنُ مُجتمعٌ يخاف الإختلاف
كلماتي لن تعجِبُ بعضكم
أو جلكم أو كلكم ، أعرف
لٰكني سأقولها لأني
رافضاً أن أكون من الخراف
نحنُ مُجتمعٌ يرفض الاعتراف
أنهُ مُجتمعٌ يعيش التخلف
نحنُ مجتمعٌ يصيح بكلِ صفاقه
ويدعي أنه حامِلٌ لفكرٍ مُختلف
نحنُ مُجتمعٌ يهوى التعالي من فراغ
ويدعي أنه مجتمعٌ مُثقف
يا ويلي ما هٰذا القرف
فقبولِ الإختلاف عندنا
ليس إلا خلاف
إختلاف اللونِ يؤذينا
إختلاف الشكلِ يؤذينا
إختلاف الفكرِ يؤذينا
إختلاف الدين يؤذينا
حتى إختلاف الجنس يؤذينا
لذا نحاول إختيال كل إختلافٍ فينا
تحولنا لبعضنا سُماً زعاف
نحنُ مجتمعٌ أحمقُ مِن الحُمق
نتنازع على التفهاتِ والترهاتِ والخرافات
ونرفضُ دوماً أن نغوص في العمق
ولا نبرئُ أحداً
لا مديين وساسة
لا من يستكين لبلادة الصمت
ولا من يدعي فينا القداسة
لا من يتبع الغرب كـَ الأعمى
ولا من يريد إعادة أمجاد الخلافة و النخاسة
وتقطيع الارجل من خلاف
دعونا اليوم نجربُ أن نغوص فينا
في أعماقنا
دعونا نجربُ أن نعانق أرواحنا
أن نجرب في معانقة الأرواح أختلافنا
ها أنا أمامكم ..
بلوني بشَعري بشِعري بأطواري بأفكاري
أنا لا أخافكُم
أنا لا أخافُ أختلافُكُم عني
لأنني منكُم وأنتمُ مني
دعونا نخلق فن
دعونا نغوص في الْحُلْم
لِنرسي ثقافة بِلا سخافة
لِيكون الرُقيُ فينا هُوَ أسمى خلافة
دعونا نُذّوبُ الاعراف والاجناس والاطياف والافكار واللاوان والاديان
ولا نرىٰ سِوى الإنسان
~
يسمح بالرد ... أستودعكم الله اللذي لا تضيع ودائعه