[ البدايه ]
انها الحصه الأخيره بالفعل..
هل على أن أبقى لأدرس هنا أم أعود للمنزل و حسب؟
في كلتا الحالتان سيكون الوضع مشابه
وحدي هنا و حدي هناك
" أعتقد بأني سأبقلى هنا قليلا بعد"
حسمت قراري بأخراج هذه الكلمات من فاهي تزامناً مع صوت رنين جرس نهاية الحصه و نهاية اليوم الدراسي..
...
انقضت الساعات و غيم الهدوء في المكان و بدأت أولى ساعات الليل تأخذ مكانها~
لقد أنجزت جزءاً كبيراً و أتممت دراسة الجبر ايضاً
أشعر بالسعاده حقا؛ يمكنني الاستمتاع بوقتي قليلا اليوم
" الجو اليوم بارد للغايه؛ ترى هل ستثلج قريباً؟ "
نطقت بالنظر الى السماء الداكنه بينما كان جسدي يقشعر للبرد المغيم في الأرجاء..
لسبب ما لم أسلك طريقي المعتاد للعوده الى المنزل اليوم
رغم كوني لا أحب التجوال في مثل هذه الاجواء الى اني لازلت اشعر بأني لا اريد الذهاب للمنزل.
و بينما كنت في طريقي اعبر من هنا الى هناك
وقع نظري على تلك العائله الصغيره تتمشى بقربي
و كانت هالة من السعاده تحط بهم؛ تجبر من ينظر لهم على الابتسام.
لقد أخذني التفكير وقتها و بدأت أسترجع بعهض العناوين الرئيسيه التي مررت بها في حياتي
لدرجه بدأت أنفصل تدريجياً عن الواقع و عن الجميع لأدخل قبو أفكاري القديمه أتفقد جدرانه الهرمه المليئه بالغبار..
لم أنتبه لنفسي بتاتاً؛ حيث كنت على وشك أن أنهي حياتي بيداي!
أم كما يصح القول بخطواتي..
لم يكن صوت بوق السياره وحده ه ما استوقفني..
بل شعرت بقوه ضعيفه نوعاً ما تسحبني بقوه للخلف..!
أدركت ببصري الواقع بدلاً من تلك الصوره الضبابيه التتي كانت تسد بصيرتي منذ لحظات
أفاجأ بتلك السياره تمر بسرعه فائقه من أماما مباشرة
فقط بعض السنتيمترات هي التي تفصل بيننا، و أيضاً التي تفصل بيني و بين الموت...
أدرت بنظري للوراء لأبصر تلك الفاتنه تقف خلفي بملامح من اللهفه و الخوف و القلق الممتزجه مع ملامح وجهها الانثويه الناعمه..
لتخرج من فاهِها تلك الكلمات بقلق و بنبره ناعمه و بريئه:
" هل أنت بخير؟ "
أجبتها بالايماء وحسب
فنوعاً ما لم كن مستوعباً بما فيه الكفايه للوضع..
حيث كدت أن أموت منذ لحظات، و فتاة في غاية الجمال قامت بانقاذ روحي الباهته من الموت..
هل أنا في حلم؟!
هل أصبحت مديناً لهذه الأعين اللامعه؟ هل علي رد الجميل لهذه الاميره الفاتنه أمامي الآن؟!
" حمداً لله.. لقد خفت كثيراً أن يكون قد أصابك أي مكروه "
قالت شاكره سلامتى بملامح مسترخيه و أكثر راحه..
لقد فعلا حقاً أنا لا أحلم أليس كذلك؟
" هل على أن أرافقك في طريق العوده للمنزل اذا؟ "
قالت مبتسمه بكل أريحيه و ثقه..
و يبدوا ايضا بأنها لا تمزح بهذا الشأن!
فلم أقدر سوى على الموافقه بكل هدوء و بئماءه اخرى
لتجيب بكل حماسٍ مرة أخرى : " شكراً لك "
انها تتصرف بعفويه و برائه كما و كأنها طفله، و لكن عمرها يجعل منها خرقاء!
لقد أكملنا مسيرتنا بهدوء لبعض الدقائق قبل أن تكسر هي ذلك الصمت بنعومة صوتها قائله:
" لماذا تتصرف بهذه و الطريقه و اسمك يعني السعاده بحد ذاتها؟! "
" ماذا و كيف لكِ أن تعرفي اسمي؟ "
نطقت في دهشة من أمري على جملتها السابقه..
لما هذه الفتاه غريبة الاطوار الى هذا الحد؟
" هيرويوكي أليس كذلك؟ "
قالت بالنظري الى عيناي مباشرة..
فأجيبها بئيماءة أخرى بملامح مندهشه هذه المرة بعيده كل البعد عن البرود المعتاد..
" هذا يعني السعادة على نطاق واسع.. فلما تتصرف ببرود و كئابة طول الوقت هكذا؟!! "
لسبب ما كان سؤالها منطقي ..
لكن مهما كان فأنا لا أريد الحديث عن هذا الآن.
" أنه أمر لا يعنيكِ على أي حالى "
نظرت لي مقطبة حاجبَها قبل أن تعود ناقلة نظرها للأمام
" كيف ستساعدني بهذا الوجه الكئيب و ردودك البارده تلك؟ "
قالت بنبره حزينه ..
و قبل حتى أن أتمكن من رؤية ملامح وجهها لم أجدها بجانبي..
" وااااه، ما هذا، أين اختفت تلك الفتاة؟!! "
نطقت بنبره خائفه و مرتعشه بعض الشيء اثر عدم ادراكي لما يحدث معي الآن
فقط كيف لها أن تختفي هكذا فجأه و دون سابق انذار؟!
ماذا تكون هل هي ساحرة أو ماشابهه؟
أنه لغريب اختفاؤها من جانبي هكذا فجأه
و الأكثر غرابه هو أن تساقط كان قد بدأ مع جملتها الاخيره تلك قبل أن تختفي فجأه
لم أسمع جيداً ما قالته و لكن لازلت اشعر بنوعٍ من الغرابه..
فقط ما جعل الوضع يهدأ قليلاً من تلك الغرابه المبالغه فيها
هو أني قد وصلت الى المنزل..
يمكنني أن أدخل و أحصل على بعض الراحه و حسب.
أو هذا ما اعتقدته..