-
روتينياً، ينتَهي يَومي على خيبتَين، خيبة منَ العالَم، وأُخرى مِن ذاتي ..
كَم هي شاقَه تلكَ المُهمة، أن تصبُر على ٢٤ ساعةٍ، وأن تتخِذ قرارَ النَوم وأنت تعلَم أنكَ غداً ستُعيد نفسَ الكرّه..
ستَرى نفسَ الوجُوه والأقنعةِ، ستستمِع إلى نفس الأكاذيبِ، ستتذَوق ذات المَرارة.
لا أنا أتحقَق، ولا أتلاشَى لا أنجرِف مع التَيار، ولا أجيدُ السباحة عكسِه
لا أرضي العالَم، ولا أرضى عنهُ، لا أحب ولا أكره، ولا سَعيد ولا حزينٌ
انا بينَ بينَ، خُطوة إلى الإمامِ وأخرى إلى الوراءِ
قدمايَ تائهتَان!
عينايَ تَبحثان عن مجهولٍ ..
تَنتهي، حينِ تفقُد إيمانُك، ثقتُك بنفسِك، بأحقيّة أفكارِك..
تَنتهي، حينَ لا تجِد لنفسكِ مكاناً، حتى في الظِل، وراء الستارِ
حينَ تتعَب قليلاً، تتوقَف لتلتقِط أنفاسُك في عالمٍ لا ينتظِر
حينَ تختارُ الصمتَ في عالمٍ لا يعرُف إلا الضجيج، ولا يلتفت إلى لمَن يصرُخ أكثر
تَنتهي، حين تُقرر في لحظة ضُعف، أن تَطوي أحلامُك، أن تَطفئ بريقَ عَينيك، وأن تخمِد نيرانَ قلبُك
لتَبقى، وتكُون نُقطة جديدةٌ تنسابُ بلا ضَجيج في بحِر من العاديّة ..