- نصفي الآخر - 1
في بيت متوسط الحجم .. رغم صغر مساحته قليلا الا انه منزل جميل ومليء بالبهجة
وكيف لا يكون مليء بالبهجة وهو لطبيبة الامراض النفسية " ملك " التي عالجت علي يدها الالآف من
الحالات التي فقدت الامل بالحياه وقررت الانتحار
.. الطبيبة التي انقذت العديد من الناس من الاكتئاب والامراض النفسيه والعصبية ..
ملك هي اسم علي مسمي .. فتاة كالملاك علي الارض .. تنشر البهجة في كل مكان تذهب اليه
كانت ملك تنزل من علي درج منزلها الابيض في منزلها المتكون من طابقين ..
كان هناك ورود امام الباب التي ستفتحه .. رائحه جميلة جدا ومنتشرة بالمنزل
فتحت ملك الباب قائلة بإبتسامه بريئة - مرحبا ؟
ساعي البريد - تفضلي هذا الظرف لكِ
امسكت ملك الظرف وقامت بالامضاء علي ورقة الاستلآم واغلقت الباب وذهبت لتقرأ ما بالظرف ..
الظرف الذي سيكون من الاسباب لتقابل نصفها الآخر ..
كان في الظرف دعوة لحفل زفاف فتآة تعالجت علي يد ملك منذ عامين ابتسمت ملك وهي تقرأ تلك الدعوة وامتلأت عينيها بدموع الفرح
بأنها كانت السبب في سعاده شخص ما كان حفل الزفاف في مساء ليلة الغد
وضعت ملك الظرف علي الطاولةة ثم ذهبت للطابق الثاني ثم الي غرفتها لتبدل ثيابها وتستعد للذهاب لعملها بالمصحه
في إحدي القصور الضخمه
كان السيد يحي يجلس في حديقة القصر مع إمرأة تدعي دليلة كانت دليلة تحب السيد يحي كثيرا فهو في مقام والدها
وله فضل كبير عليها لقد وجدها السيد يحي في إحدي الشوارع وهي طفلة صغيرة وأخذها وقام بتربيتها والاعتناء بها كإبنته .. وهي لا تعلم السبب
فقط تظن انه يفعل الخير !
يحي بتألم - ماهي أخبار ملك ؟
دليلة بإبتسامة عريضة - انا أراقبها كما أمرتني يا أبي .. هي تعيش حياتها بهدوء تذهب من منزلها كل يوم في الساعة الثامنه
صباحا الي المصحه وبعد انتهاء العمل تذهب لمنزلها وبعض الاوقات تذهب الي شارع به كافيه صغير تجلس به بالساعات ثم تعود لمنزلها
يحي - ماهو اسم الكافيه ؟ وماهو عنوانه ؟
دليله - في شارع البحر .. والكافيه امام البحر مباشرة اسمه " ملاك البحر "
رجع يحي بذاكرته قليلا وهو يلقي بإمراة في ذلك الشارع من سيارته ويقوم بتوبيخها وهي
تبكي بقوة ثم يذهب بسيارته ثم إمتلأت عينيه بالدموع
دليلة بقلق- ابي هل يمكنني ان أعرف ماهي علاقتك بها؟
نظر يحي الي دليلة بضعة ثوانٍ ثم نهض وقال - لا يمكن ..
وذهب في طريقه وترك دليلة حائرة في مكانها يحرقها فضولها لتعلم ماهو السر وراء تلك الطبيبة ملك !!
في المصحه
دخلت ملك وبدأ الجميع يرمقها بعينيه بعض النظرات حقد وغيرة وبعضها حب وبعضها
امتنان لما تفعله تلك الطبيبة الجميلة ذات القلب الطيب الأبيض
كانت دائما ملك تسير وهي مبتسمه لتملأ الجميع بالبهجة والطاقة الايجابيه ..
كان الجميع يعشق ضحكتها وابتسامتها البريئة
امسكت ملك بمقبض الباب لتدخل مكتبها لكن قاطعها صوت عصام
" عصام هو طبيب امراض نفسية يعمل في نفس المصحة .. صديق ملك المفضل كصديق فقط !
لكن عصام في نظره غير ذلك .. عصام يعشق ملك كثيرا ويحاول فعل المستحيل ليحافظ عليها
.. يرفض ان يعترف لها بمشاعره حتي لا يفقد صداقتهم "
عصام بإبتسامه خفيفة - كيف الحال ؟
ملك - الحمدلله وانت ؟
عصام - اصبحت بخير عندما رأيتك
نظرت ملك للارض بخجل واحمرت وجنتيها فقالت - اعتذر يجب ان اذهب لمكتبي الآن يوجد علي الكثير من الأعمال ..
عصام بتوتر - لا داعي للاعتذار .. الي اللقاء ، هل نتقابل في المساء ؟
ملك - حسنا سأتصل بك اذا كان هناك وقت ونتقابل
عصام - حسنا الي اللقاء
ذهب كل منهم في طريقه
دخلت ملك مكتبها وجلست عليه ثم أمسكت هاتفها وأخذت تنظر لتفاصيل العياده الخاصة التي تتمني ان تكون ملكها في يوم من الأيام ..
لكن ليس لديها المال الكافي فهي وصلت لما عليه الآن بصعوبة للغايه .. لكن مازال عندها أمل ملك دائما لديها شعاع أمل في كل شيء تراه
وتعلم ان في يوم من الايام ستمتلك تلك العياده
وستكون اكثر الاطباء شهرة ومحبة .. ليس من أجل المال فقط .. بل من اجل نشر البهجة والقضاء علي الاكتئاب والحزن
في إحدي القصور الفخمه في إحدي غرف الطابق العلوي
في غرفه مغلقه مظلمه .. لا يدخلها النور أبدا مليئة بالحزن والطاقة السلبية
كان علي ينظر من نافذه غرفته علي الحديقة العريضة .. التي ليس لها نهاية
وعلامات الحزن تكسو وجهه منذ ان كان عمره 10 سنوات .. تقريبا لم يبتسم ولا يعرف معني السعاده
علي شاب يبلغ من العمر 27 عاما .. ذو شعر بني وعينين عسليتان ووجه بريء
لكن الحزن جعل كل من حوله يفهم انه يعاني من ازمه نفسيه .. دون ان يتحدث
17 عام حزين .. لم يعلم معني الطفولة والسعاده ابدا وكان لعائلته السبب الاكبر في ذلك رغم كل هذا المال الضخم !
قضي علي معظم سنين شبابه في المصحات النفسيه يذهب يريح اعصابه هناك ثم يرجع علي مكان عليه ..
حتي اصبح الحزن جزء من حياته لا يتخلي عنه ابدا !
كان الشيء الوحيد الذي يخرج فيه حزنه ويجعل قلبه يبتهج قليلا هو الموسيقي
يعشق البيانو والجيتار .. ينسي كل شيء عندما يبدأ في اللعب عليهم .. نوع موسيقته رقيقة وهادئة جدا ..
لا يوجد لعلي اصدقاء سوي عصام صديق طفولته الذي سيكون سببا في ان يري علي نصفه الآخر قريبآ ..
حوالي الساعة الخامسه مساءا
قطع تفكير علي في ماضيه ومارآه وهو صغير جعله علي هذا الحال صوت طرق الباب
ذهب علي ببرود وفتح الباب فكانت الخادمه
علي ببرود - ماذا ؟
زهراء - عصام بيه ينتظرك
علي - حسنا
اغلق علي الباب في وجه زهراء ثم قام بتغيير ملابسه واثناء نزوله من علي الدرج
وقفت في طريقه اخته نور الصغيرة التي تبلغ من العمر 15
نور برجاء - علي هل تجلس معي قليلا ؟
علي ببرود - هل سبق وجلست معك من قبل ؟
نور بتفكير - ممم ... لا ؟!
علي بسخريه - اذن وما الذي سيجعلني اجلس الآن!؟
تركها علي ووذهب جلست نور علي الدرج وامتلأت عينيها بالدموع قائلة في نفسها
" لماذا ليس لدي اخ يحبني مثل اخوات اصدقائي ؟ لماذا ليس لدي عائلة سعيده"
قام علي بمد يديه ليسلم علي عصام وقاما بإحتضان بعضهما البعض
ثم جلسا
عصام بقلق علي صديقه واخيه - كيف حالك يا أخي ؟
علي - كما تري
لحظة صمت ..
عصام - الا تريد بعد ان تذهب للطبيبة ملك ؟
علي بغضب - قلت لا الف مرة .. لا احب تلك الطبيبة التي تتظاهر ببأنها ملاك وطيبة والجميع يحبها
فقط تفعل هذا من اجل المال والشهرة فقط !!
عصام بحده - لا يا علي انت ترفض الذهاب اليها لانك تعلم انها عالجت الكثير من الناس وتخاف ان تتتعالج !! ..
انت عشت في هذا الحزن كثيرا .. لدرجة انك تظن انك علي مايرام !! واصبح حزنك جزء منك !!
لن ينفع هذا يجب ان تتعالج وانت تفهم هذا لكنك تستمر في الضحك علي نفسك ..
انت فقط لا تذهب لها لانك لا تريد ان تتعالج
علي بغضب - ومن لا يريد ان يتعالج !!؟
عصام بحزن عليه - صدقني ملك طبيبة ماهرة عالجت الكثير من الناس التي حاولت الانتحار وعانوا من الاكتئاب
نهض علي بغضب قائلا - انت لا تفهم لمااذا انا هكذا .. ولن تفهم ابدا لان لن يفهم احد ما يجول بداخلي ولن يفهم مشاعري
ابدااا لانك لم تعش ما عشته هل تفهم يا عصااااام انت تفهم نهاية هذا الحديث دائما وهو انني سأتركك وارحل حسنا ؟؟
انا لاااا ارييييد ان اتعالج ابداااااا
ذهب علي غاضبا للخاارج متجها لسيارته وترك عصام جالسا في القصر
نزلت كريمه من علي الدرج والده علي التي تبلغ من العمر 47 نزلت بفستانها الذي يصف جسدها بدون خجل ..
نزلت ببرود من علي الدرج ثم وقفت امام عصام قائلة ببرود -لا تحاول معه .. انا ايقنت منذ سنين انه لن يتغير
عصام بحزن - ماذا حدث له جعله هكذا !.؟
كريمه - صدقني انا ايضا لا أعلم ابدا ماحدث له !
في احدي الشوارع كان علي يقود السيارة بسرعه قصوي وهو غاضبا
وفجأة ظهرت امامه فتاة كان سيتسبب في قتلها فأدار سيارته بسرعه وهو يصرخ بصدمه
وصرخت الفتاة هي الاخري بخوف ووقعت علي الارض
اما هو فاصطدمت سيارته بشجرة واخذت الدماء تسيل من رأسه