**
ذَا زَمَانٌ لَيسَ زَمَانِي
وَلَا ذَا المَكَانُ مَكَانِي
**
هُمَا لِي مُغْتَصَبَانِ
أَوْ مِنِّي هُمَا يَتَبَرَّآنِ
**
هَذَا زَمَانُ قِطَطٍ سِمَانِ
قَنَّنَتْ قَوَانِينَ لِلْفِئْرَانِ
**
فَصَارَ لِلْحَقِّ صِيغَتَانِ
قَدْ أَلْزَمَاهُ سَائِرَ البُلدَانِ
**
عَلَيْهِمْ وعَلَيَّ لِهُ تَأْوِيلَانِ
يَتْسَتَّرا بِحُقُوْقِ الإِنْسَانِ
**
إِنْسَانُ صَهْيُونْ وَأَمْرِكَانِ
وَغَيرُهُمْ وَالْبَهِيمُ سَيَّانِ
**
صَهْيُونٌ وَغَرْبٌ مُتَوَاطِئَانِ
نَوَايَهُمْ جَلِيَّةٌ لِلْعِيَانِ
**
لِغَصْبِ أَرَاضِ مَهْدِ الْأَذْيَانِ
بِتَخَاذُلِ ذَوِيْ الصَّوْلَجَانِ
**
مَنْ تَبَارَوْا بَيَنْهُمْ فِي الشَّنَآنِ
كَمْ تَغَنَّوْا بِخِدْمَةِ الْأَوْطَانِ
**
يَخْشَوْنَ لِكُرْسِيِّ خُسْرَانَ
لَا تَعْجَبُوا مِنْ سَفَهِ الْغِلمَانِ
**
عَدُوُّهُمْ لَهُمْ فَرَسٌ لِلرِّهَانِ
ظَنُّوْهُ يَقَيهِمُ غَدْرَ الزَّمَانَ
**
سَيَكُوْنُونَ لِحُلمِهِ قُرْبَانَ
حُلمُ انْتِصَارٍ (بِهَرْمِدِجَانِ )**
**
هُمْ وَ (ابْنُ الْعَلْقَمِيِّ )** صِنْوَانُ
يُخَلَّدُوا فِي التَّارِيخِ هَوَانَا
**
ضَيَّعُوا لِيبْيَا وَيَمَانِ
وَرَضُوْا تَقْسِيمَ سُوْدَانِ
**
يَشْكُو مِنْهُمُ الرَّافِدَانِ
وَتَهْزَأْ بِهِمْ إِيرَانُ
**
ذُلوا وَلَوْ مَعَهُمْ قُرَآنُ
لَمْ يَفْهَمُوا لَهُ بَيَانَ
**
هَل لِي أَنْ أَحْلُمْ بِنُصْرَانِ
أَمْ ذَا مِنِّي عَيْنُ الْهَدَيَانِ
**
الأَوْطَانُ مَا بِالأَحْلَامِ تُصَانُ
أَدْرِي وَيُؤْلِمْنِي حَالُ شُبَّانِ
**
لِمَ هِامُوْا بِكُلِّ الوِدْيَانِ
إِلَّا وَاذِيَ الرَبٍ الدَّيَانِ
**
عَقِمَتْ أَرْحَامُ أَوْطَانِي
أَنْ تَلِدْ عِتْقَ زَمْنٍ وَمَكَانِ
**
أَأُقْبَرْ وَمُنَايَ بِأْكَفَانِي؟
أَمْ يَحِينُ لِرُؤيَاهُ أَوَانُ؟