لكل شيء بداية ولكل شيء نهاية

وقد بدأت بدايتي دون رغبتي أو قدرتي على الفعل والتغيير

وحدثت الكثير من التغيرات الغير متوقعه

فأنقلبت الأوضاع كشهيق هادئ لتندفع كزفير بارد

ليست برودة الشعور بل برودة الجمود

لا أعلم متى حَل فصل القسوه مبكراً

لأفقد من أكتسبت دون جهد أو عناء

فقدتهم بكل العناء والألم وكان ترحيب الصدمه حاراً خارقاً لكل حواجز نفسي

تصببت ذكرياتي المتبلوره في دموعي الواحده تلو الأخرى وكأنها إنعكاس لمعاناه مستمره مكرره

لن تنتهي

وكأن غيامة الكابوس السوداء تلك لن تذهب وتتركني هنا ولو وحيداً

فقط لتتركني قليلاً

حتى أتى ذلك اليوم بعد الظلام الدامس اللعين

ذلك اللون السماوي المُشرق المُكلل برائحة الشمس العذبه

ليتغير كل شيء مجدداً رأساً على عقب .. لا .. بل عقب على رأس

لم تتغير الأمور بل عادت لصوابها .. وأعتقدت أن الحياه تُهديني تعويضاً دائماً

بحق لقد كانت سعادتي كأوراق أشجار الكرز جميله حانيه لطيفه ... ساذجه !

فلا تعويض دائم

وددت لو أستزيد من مطر سعادتي المنهمر على روحي المنسجمه

فطاف قلبي باحثاً عن رفقاء جدد أسعد بهم وأستأنس بوجودهم حولي

بعدما كنت أتمنى وحده هادئه أصبحت أحلم بجماعه هانئه

وأزدهرت حديقتي بالذين أحبهم من قلب قلبي وكأني في صوره مصغره لسعادة السعاده

أستمرت الأمور جيده

ولكن بشكل مباغت

سقط أحدهم

لم يعد له وجود وشعرت هنا بشيء جديد .. هو في الواقع قديم

فقد أطل بظله ذلك الظلام اللعين السابق

لقد كان شعور الفقدان المتوحش يولّد فراغاً كفضاء بلا نجوم مُصمت ثقيل

لا لا أطيقه بحق لا أريده مجدداً .. هذه المره فقدت من أكتسبت بجهدي فكان شعوراً مختلفاً من الألم

ولتكتمل دائرة الفراغ القاتله .. أختفوا الآخرين الواحد تلو الآخر

وكأن أولهم كان طرف الخيط الذي جذبته الحياه لتقطعني قطعه غائره غير مكتمله في قلبي

شعرت بالمزيج المُركب من المشاعر المضطربه ..

تشتت حزين متألم بدموع ممزوجه بأمل يائس منقطع

وظهرت أشياء جديده تنمو بداخلي ..

إنها تلك الرغبات المُتولده من ألمي تحاول دفع هذا الكم الهائل من الأسى المُتركز في قاع نفسي

فكان هناك صدى همهمات بين جنبات نفسي تحثني على عدم الإستسلام لسبب لا أعلمه

فقط كنت أدرك بين تلافيف نفسي اللاواعيه بأن إستسلامي سيكون شيئاً مشوهاً شنيعاً أكثر مما أعاني منه الأن

حاولت كثيراً حاولت وحاولت وحاولت أحرك كل مشاعري لأسبح نحو شاطئ هادئ

بعيداً عن الأحاسيس المتلاطمه ودوامة الظلام التي تقترب مني

وبدأ الإرهاق يأكلني بشراهه ظالمه دون توقف وبسرعه متزايده

وأشعر بنفسي أسقط داخل نفسي وكأني أنساب للنهايه المأساويه

أو هذا ما أعتقدته ولكن ما أفقدني رؤيتي لم يكن إرهاق أو ظلام بل نور منطلق منه طاقه

طاقه صافيه غير معروفة المصدر لتنتشلني رغماً عني بعيداً عن كل هذه الضوضاء المُلوثه

وتجذبني إلى عالم آخر مليئ بالهدوء والسكينه يوفر لي آخرين يشعروني بالأمان

متى حدث هذا ! وكأني أستيقظت من غفوة موت لم تكتمل

ولكني لست الساذج القديم

أعلم الأن أن الحياه ستمنحني وستحرمني وستظل تفعل وتفعل وتفعل إلى نهاية ذلك اليوم الذي تفيض فيها روحي إلى خالقي

فلم يكن لي سوى خيار من إثنين , إما أن أبتعد وأنعزل في أرض الوحده السوداء

أو أن أنخرط في السعاده وأستمتع بالضوء الدافئ القادم من المحيطين

وعندما يحن وقت أختفائهم من حولي مجدداً ومجدداً سأتحمل ذلك الألم القارس ببرودته العنيفه

لأبحث عن غيرهم لتستمر الحياه كما أحب رغماً عنها ....

لقد أحببت أن أختار الحُب

لقد أحببت الحُب لأحب من أحببته بذلك الُحب

لأن وحشة الوحده أشد قسوه من ألم الفراق

وقررت أن أبحث عنهم وعن نفسي فيهم وعن سبب وجودي

والأهم

أردت كتابة نهايتي الخاصه بما أن بدايتي لم تكن من أختياري البحت

إذا سأقرر أين وكيف ستنتهي رحلتي المندمجه بالكثير والكثير من الأحداث

قررت أن أصبح ذلك الفارس الذي يبحث عن نسائم ربيع حُبه

أحببت نسائم ... نسائم الحب .. نسائم السعاده والإخاء

ولكن النسائم لم تُحبني .. لم تكرهني أيضاً بل كانت تسعد الجميع

لم تكُن ملكاً لي أو لأحدهم ... لذلك أحببتها لأنها حره نقيه

إنها المشاعر .. العاطفه والحب والأحاسيس

والأن بعد كل تلك الأشياء تموج نفسي بأمنيتي الجديده

بأن أكون

فارس يحاول أن يتشح بنسائم مشاعره وعاطفته ليحقق واقعاً ملموساً سعيداً

صرحاً هائلاً غير قابل للزوال أو التهديد ..

أرض عملاقه تجمع في أرجائها السعاده والرخاء وتشع بضياء الشفاء لجميع القلوب

أرض كتلك الأندلُس القديمه الفريده .. بل أفضل منها بكثير وكثير وكثير

والأن لأنني أدركت ماهية الطاقة الصافيه القديمه التي أنتشلتني وأنا أحاول بكل جهدي

إنها طاقه من نور لا يُرى ... ليس له مثيل ولا يمكن لخيال أن يتلمسه

إنه ربي الرحيم