[size=42]أوقف سيارته قرب الشاطئ في شرود وانطلق يتامل المكان سارحا في أحلامه مستسلما لذكرياته ...يتأمل الوجود تارة ويغيب عن الواقع تارة أخرى ...صمت مدة ثم التفت ينظر إلى الافق الذي لم يكن ينفث سوى الرماد ..انه الشتاء بعنفوانه بقسوته وببروده.....وكأن المنظر من خلف زجاج سيارته ماهو إلا مرآة لخيباته تلوح له من بعيد أو لكأنه يشاركه همومه وأحزانه يترجم شعورة ويمثل على خشبة مسرح الطبيعة صراعه النفسي وتقلبات عواطفه وأحزانه إنه يتآزر معه يقف إلى صفه يسانده يدعمه يدعوه للسكون والتامل ام تراه يزيده ألما يفجر غضبه ويثير جنونه ..[/size]
[size=42]هاهي الأمواج تلطم الرمال بقوة بعنف , بقسوة ثائرة هائجة محدثة وقعا عظيما في المكان ...فتتطاير حبات الرمل والحصى في الفضاء كما تطايرت أحلامه بعيدا بعد خيبة أمل كبيرة ..كبيرة جدا .[/size]
[size=42]و هاهي الشمس تختبأ خلف السحب الدكن كما تختبأ المشاعر الجياشة خلف ضلوعه وتخشى الانفلات تخشى الصدمات المتتالية وتخشى الخيبات[/size]
[size=42]كلما أردات الشمس أن تتمرد لتسطع في المدى بحرارتها وتنير بضوءها الأرجاء راح تكدس السحب يردعها يطوقها ويحيط بها من كل مكان حتى حجبها بالكامل ولم تعد تظهر للعيان ...ولكن أ تقوى السحب على أن تحجب الشمس طول الزمن ؟؟؟ [/size]

[size=42]هكذا فسرها هو في مخيلته وترجمتها أحاسيسه وعواطفه وذلك ما تجلجل في قلبه .كذلك كان يعاملها دوما كان شغوفا مجنونبا متيما بها ..حنونا عطوفا رؤوفا بها .. غيورا ..وغيورا وغيورا جد ا عليها [/size]
[size=42]كم احبها بشجون كم عشقها بجنون كم تمناها له حتى آخر العمر [/size]
[size=42]لقد اقتلع كل الأشواك التي نمت على ضفاف حياتها والتي اينعت جراء قسوة الحياة وجورها وزرع بدل الأشواك زهورا من شتى الألوان ..ذاقت معه في واقعها طعم الاحلام الوردية فكان هو ربيع عمرها وسيد الأحلام [/size]
[size=42]رفعها إلى أعلى سقف اهتمامه وأحاطها بهالة كبيرة من الرعاية والحنان يسال عنها في كل حين يترقبها يساندها في أصعب اللحظات يرهف السمع ويوليها كامل الإهتمام ...يدعمها يدفعها للنجاح للطموح ينسيها أحزانها ويحضنها في كل حين ... لا يغمض له جفن حتى يسمعها أعذب الكلام ب صوته الحنون يهدهدها يروي لها قصصا قبل النوم يدللها يلاعبها كصغيرألف حضن امه وصوت امه وروح أمه وحضور أمه ويأبى بغير رعاية أمه أن يكون ..وكم غار عليها ,وآه من غيرة الرجال .[/size]
[size=42].فلكم تعارك من أجلها واوقد النيران ولكم تشجار وخاصم ولكم وجوها لا ذنب لها سوى انها حاولت استفزاز اسد ضاري لا يجيد الكلام لا يجادل لا يناقش لا يتفاهم انه إذا أريد بعرينه السوء ..يهجم بعنف ولا يسمع إلا صدى زئيره في المكان ؟؟ [/size]

[size=42]تنهد طويلا وهو يرقب الطبيعة الغاضبة في صمت ..ثم مال برأسه يسنده على المقعد واستسلم تاركا العنان لنفسه فأطلق زفيرا قويا ولم يشعر بلسانه إلا ونطق اسمها بخفوت وبرجفة مشددا على حرف السين وكأنه لايود أن يفلته من فمه خوفا من ضياعه في الأرجاء او ربما غيرة من ان يتلقنه لسان غير لسانه وينطق به :[/size]
[size=42]ـ شمسسس..؟؟[/size]
[size=42]ترجل من السيارة وقذف بحذاءه حانبا .. طوى بنطاله إلى نصف ساقيه ومضى قبالة الشاطئ بقلب يحدوه الشوق ويفجره الأسى والحنين ..تقدم يدنو من الأمواج شيئا فشيا بخطى ثقيلة متعثرةوأقدامه تغوص في الرمال اكثر فأكثر [/size]
[size=42]لامست المياة الباردة أصابع قدميه فتأوه صارخا والقى بجسده المتهالك على الأرض أمسك بقبضتيه وبقوة كادت تماحترم نفسكأوردة معصميه أمسك كمشة من الرمل ظل برهة من الزمن وهو يقبض عليها بشدة ثم بسط راحتيه وتأملها وهي تنسكب بين أطراف أصابع وتضيع من بين يديه ....فاختلطت أحاسيسه وألقى بما تبقى من حبات رمل في كفه بهدوء وهو ينظر إليها بعين تبثق دمعها [/size]
[size=42]ثم ألقى برأسه إلى الخلف واستلقى وهو يغمض عينيه قال يحدث نفسه والالم يعتصر قبله : [/size]
[size=42]ـ شمسس .. أيتها المرأة الاستثنائية ....ماذا فعلت بي ؟؟؟[/size]
[size=42]كيف استطعت التمرد علي ؟؟ [/size]
[size=42]كيف خيبتي أملي بعدما كنت كل الأحلام ؟؟ بعدما سكنت الروح والوجدان ..[/size]
[size=42]آيا شمس عمري كيف عصيتي أمري ؟؟.. و فجرتي غضبي .بعد كل ما لقنته لك من تهديد ووعيد ؟؟..لما جعلتني أقسو عليك بشدة مرغما مكرها ؟؟[/size]
[size=42]أنت سبب فراقنا ياشمس ..بسببك ضاع حبنا الكبير انت يا متمردة من أذاقني علقم الخذلان .[/size]
[size=42].لقد اضعتك دون قصد في لحظة غضب وسخط .[/size]
[size=42]شمس عمري أيتها الهائمة في أفكاري كيف سأغدو من دون ذكرى ؟؟... كيف سأعيش عقيما بلا نغم بعدما عزفت على نياط قلبي أعذب الألحان ؟؟[/size]
[size=42]فصوتك روحي وروحي فداك [/size]
[size=42]وحضورك حياتي وحياتي تتمناك [/size]
[size=42]وأنت جنتي وجنتي لا تريد سواك [/size]
[size=42]ذبحتني ..طعنتني ومازلت أهواك [/size]
[size=42]كيف السبيل للنجاة من عذاب حرمانك وجحيم فراقك [/size]
[size=42]وهل يقوى المرء أن يعيش يوما بلا شمس ؟؟ ...وما ينتج عن غيابها إما جوٌملبد كيئيب حزين أو ليل مظلم عتيم [/size]

[size=42]وان أنا أقدمت على خطوة ثامنة أضمها إلى مستحيلات السبع وعزمت يا شمسي على الزواج من بعد فراقك ب امرأة اخرى غيرك ..هل سارتوي ؟؟ هل أذوق حلاوة الحياه معها كما فعلت معك .هل ستشبهك في كل تفاصيلك ؟..وبماذا ستملأ تلك الهوة العظيمة التي خلفها فراقك في حنايا أضلعي والتي تمتد امتداد الفضاء [/size]
[size=42]هل ستكون شمسا مثلك تنير حاضري وغدي أم مجرد مصباح عتيق لا يفتأ يتوهج حتى يخفت نوره وينطفي مستسلما رافعا الراية البيضاء أمام شراهتي للنور وعشقي العظيم للحرارة للدفء ... للضياء [/size]
[size=42]وكيف ستكون لي شمس أخرى وكوكبي لا يرضى إلا بشمس واحدة في مداره ..ولا يعبأ قط بما يحيط به في الفضاء[/size]