الفقير فقير القلوب وليس فقير الجيوب

[size=42]ذهب عامل إلى الصيدلية وقال للصيدلي: هل لديك مرهم للأسمنت؟[/size]
[size=42]فضحك الصيدلي منه ساخرًا وقال له نعم لدينا، ولدينا مرهم للحجر وللحديد.[/size]
[size=42]هل تريد نوعية ممتازة مستوردة أم نوعية عاديّة مصنوعة في البلاد؟[/size]
[size=42]فقال الرجل: اعطني النوعية الممتازة المستوردة.[/size]
[size=42]ردّ عليه الصيدلي ساخرًا: إنّها غالية، أقول لك ذلك مقدّمًا. ثمّ انهمر ضاحكًا.[/size]
[size=42]رفع العامل يديه أمام الصيدلي وقال له: إنّي عامل أشتغل في الاسمنت،[/size]
[size=42]وقد علق الاسمنت في يديّ ولا أستطيع أن ألمس وجه ابنتي الصغيرة لكي أداعبها.[/size]
[size=42]إذا كانت النوعية الممتازة المستوردة التي لديك تزيل هذا الاسمنت، فاعطني إياها وسأتدبّر ثمنها.[/size]
[size=42]تجمّدت الضحكات الساخرة للصيدلي على شفتيه ورأى نفسه حقيرّا صغيرًا کما لم یراها من قبل.[/size]
[size=42]فهو لم يحضن أطفاله منذ زمن ولم يدللهم[/size]
[size=42]ولم يحن عليهم ابدا[/size]