كان هناك تاجر قماش يعيش في قرية من قرى الهند الجميلة مع زوجته وطفليه الصغيرين ، وكانوا حقًا جميعهم في حالة جيدة جدًا فقد كانت لديهم دجاجة جميلة تضع لهم كل يوم بيضة ولكنها لم تكن مجرد بيضة عادية ، بل كانت بيضة ذهبية ثمينة لكن الرجل لم يكن راضياً عن بيضة واحدة يحصل عليها يوميًا ، فقد كان يطمع بالمزيد .
فقال لنفسه لما أنتظر كل يوم حتى تضع الدجاجة بيضتها الواحدة ؟ بالتأكيد هناك الكثير من البيض في الداخل وإن حصلت عليه مرة واحدة سأبيعه وأصبح ثريًا في غمضة عين ، وبالفعل قرر التاجر أن يذبح الدجاجة حتى يحصل على كل البيض دفعة واحدة ويصبح ثريًا ، فانتظر إلى اليوم التالي حتى وضعت الدجاجة بيضتها الذهبية .
وقبض عليها ثم أمسك سكين حاد قطع به عنقها وفصله عن جسدها ، فانتفضت الدجاجة ولما أمسكها التاجر كي يخرج البيضات الذهبية منها ، لم يجد لها أي أثر فكل ما كان هناك هو الدم المتساقط منها فقط ، فشعر التاجر بالصدمة والحزن الشديد لأنه فقد مصدر ثرائه .
فقد كانت حياته تسير بسلاسة مع بيضة واحدة في اليوم ولكنه الآن جعل حياته بائسة بيديه ، وكان هذا نتيجة لجشعه الشديد فبدأ المال الذي كان لديه ينفذ وأصبح أكثر فقراً وأشد بؤسًا يومًا بعد يوم ، وأدرك في النهاية كم أنه كان أحمقًا وجشعًا لم يشكر الله على هبته التي كان يمنحه إياها بل طمع فيها وأفنى حياتها من أجل أماله الزائفة .
القيمة الأخلاقية المستفادة :
ينبغي للمرء أن يكون قنوعًا بما يحصل عليه من راحترم نفسك، حتى لا يفقد ما لديه أو يشعر بالتعاسة بسبب رغباته فيما ليس لديه ، فالله سبحانه وتعالى قسم الأرزاق على عباده بالتساوي ، فهناك من يكن رزقه في ماله وهناك من يكن رزقه في صحته وهناك من يكن في أولاده ، فالكل متساوون ولكن المهم هو شكر الله على النعمة والقناعة بها حتى لا تزول.