تكن قط أسرار البنات خارجة عن العادة، بل وجودها لدى البنات يكاد يكون هو الحقيقة الثابتة في حياتهن، فدائما ما تظهر لنا من الخارج على أنها شي وردي برئ، لا يشوبه ما يعكر طهارته ونقاءه، فهل وقفت أسرارهن عند هذا الحد؟ وهل حاولت إيجاد مفتاح هذا الصندوق الوردي لتعرف لونه من الداخل أو ما يحويه؟!
دائما ما كانت الممارسات الجنسية الخاطئة هي بالضرورة مرتبطة بالذكور دون الإناث، خاصة الفتيات التي لم تقبل على الزواج بعد، أما إذا كان التدين هو أحد سمات هذه الفتاة، فالأمر ليس محل شك.
فهل هذا صحيح؟!
هل فقدت عذريتي؟!
تقول بسمة خالد - 20 سنة -: "على الرغم من أني لم أسر في طريق الرذيلة أبدا، ولم أسمح لنفسي حتى بمحادثة شاب لأي سبب من الأسباب، إلا أنني خضعت لأهواء نفسي، فقد مارست العادة السرية مرارا، وكم ينتابني الندم بعد الممارسة واستغفر الله، ولكن أعود لممارستها".
ويبدو أن تملك الشهوة من بسمة لم يجعلها حالة شاذة عن باقي البنات، شيماء يحي- 21 سنة – مثلاً تعترف قائلة: "كنت أمارس العادة السرية، ثم عافاني الله منها بعد محاولات عديدة وتركتها فعلاً لمدة عامين، ولكن حدث لي أمر ألا وهو أن هناك شابًّا أراد خطبتي ولكن والدي رفضه؛ وقد عانيت كثيرًا لذلك؛ لأني مشتاقة جدًّا إلى الزواج، وبعد هذه الحادثة تغلبت عليّ الشهوة إلى أن صرت أقوم ببعض الحركات التي تثيرني، وخلال هذه الفترة أصابني وسواس فيما يخص عذريتي"..
وتكمل: "أخبرت والدتي بحكايتي، وهو أصعب شيء واجهته في حياتي، وقد انزعجت لذلك، ولكنها طمأنتني، وأخذتني لطبيبة، والحمد لله أخبرتنا الطبيبة بأنه لا توجد مشكلة، وبعدها عزمت على ألا أعود إلى تلك الأفعال، وبعد تخلصي من هذا المشكل أصابني وسواس في أمور تتعلق بالشرك بالله .. ثم تبت إلى الله بعد معاناة، ولكني عدت إلى التفكير في أمور الجنس، وفي الليل من كثرة التفكير قمت ببعض الحركات، وحاولت المقاومة ولم استطع و.. أشعر بإرهاق نفسي حتى إني فكرت في الانتحار، وتمنيت الموت".
وإذا كان الزواج هو حلم كل فتاة خاصة في عصرنا هذا، إلا أنه كان يسبب حالة فزع لدى وفاء محمد - 23 سنة -، فتقول: "منذ أعوام كثيرة وأنا أمارس العادة السرية، ولا أعلم أن كان الله يغفر لي ذلك، أنا أخجل من نفسي بعد كل ممارسة، وأحتقر نفسي، وقد عزمت على الإقلاع عنها، لكنني أفشل كثيرًا بالرغم من مداومتي على الصلاة".
وتضيف وفاء: "أنا الآن بصدد أن أُخطب لشاب، وأنا أخجل من مواجهة الواقع، وخاصة أنه تراودني الوساوس عن عذريتي، فأنا فيما يتعلق بالزواج لا أريد التفكير به، لكن الأمر مخجل، وأنا أفضل الموت على أن يعلم أحد بذلك، ربما حقًّا لا تكون مشكلتي هي الممارسة حاليًا لأنني أمارسها بشكل أقل مما كنت، لكن أنا أخشى من أن يعلم زوجي في المستقبل".
وإذا كانت العادة السرية كانت قد سيطرت على السابقات بدافع الشهوة، فهناك من سيطرت عليهم أيضا العادة السرية بدافع الجهل..
تقول إنجي محمود- 21 سنة - : "لديَّ صديقة مارست شكلاً من أشكال العادة السرية، وذلك جهلاً منها بسبب التعتيم الذي نعيشه حول هذا الموضوع، وصديقتي لا تشاهد الفضائيات، وليس لديها إنترنت، لكنها اكتشفت هذه العادة ومارستها بشكل سطحي، كما أن ممارستها لم تكن لفترة طويلة؛ إذ لم تتجاوز بضعة أشهر، وعلى فترات متباعدة أيضا. وهي لا تمارس هذه العادة إلا عندما تكون محبطة ومكتئبة"
وتكمل إنجي: "الآن وبعد أن تحسنت ظروفها، وبدأت تقبل على الحياة محاولة البدء من جديد في كل مجالات حياتها، متوكلة على الله، ونادمة على تفكيرها السابق في الانتحار، اعترفت لي بممارستها، وعندما وضحت لها أن ما تمارسه يعتبر من أنواع العادات السرية فقد ذعرت وبدأت في البكاء والصراخ".