:السلام عليكم:
يحكى ان أسدا كان يعيش في أرض كثيرة المياه والنبات . وكان في تلك الأرض كثيرمن الحيوانات والوحوش ,لأن مياهها واسعة ,ومراعيها غنية بالحشائش . ولشدة خوفها من اعتداء الأسد عليها لم تنتفع تلك الحيوانات بهذه الخيرات . فاجتمعت وأتت إلى الأسد,وقالت له : يا سيد السباع , إنك تصطاد منا كل يوم دابة من الدواب ,أو حيوانا من الحيوانات بعد التعب الشديد , وقد فكرنا في الأمر , واتفقنا على الرأي فيه راحة لك , وسلامة وأمن لنا . فإذا عاهدتنا واعطيتنا الأمان على انفسنا ,ولم تخفنا ,فلك علينا في كل يوم حيوان نرسله إليك في وقت غدائك , ليكون طعاما لك في ذلك اليوم.
فرضي الأسد بهذه الفكرة , وقبل هذا الحل , وصالح الحيوانات على هذا الرأي , ووعدها ألا يعتدي عليها, ولا يفترس منها شيئا , وقد وفى بوعده , ووفت الحيوانات والوحوش بوعودها . وفي كل يوم كانت تعمل القرعة , ومن وقعت عليه الفرعة أرسل إلى الأسد وقت الظهر ليتغذى به .
وذات يوم وقعت القرعة على أرنب , لتصير الأرنب غداء الأسد . فقالت الأرنب للحيوانات : إن عندي رأيا أريد أن أعرضه عليك , ولن يضرك هذا الرأي في شىء , وبه أرجو أن أريحك من الأسد , واحفظ نفسي من الموت
وقالت الحيوانات: وما هذا الرأي الذي تذكرينه ؟
وقالت الأرنب : ارجو ان تأمرني من يأخذني ليقدمني إلى الأسد أن يمهلني حتى أبطئ عليه بعض الوقت لأحتال عليه وانجي نفسي منه وأنقذ جميع الحيوانات .
فقالت الحيوانات :سنحقق لك ما تريدين ونرجو لك أن النجاح والأنتصار على العدو الظالم .
فذهبت الارنب وتباطأت في سيرها وتأخرت عن موعدها حتى مر الوقت الذي كان يتغذى فيه الاسد .
ثم تقدمت إليه وحدها على مهل وقد جاع جوعا شديدا فغضب منها كل الغضب وقام من مكانه وتجها اإليها .
وسألها :من أين جئت؟
أجابت الارنب : لقد ارسلتني الوحوش اليك .
وكان معي الارنب سمين لك يتغذى بها.
فمشي ورائي أسد في جهة في تلك الطريق فاغتصبها وأخذها مني وقالت : أنا اولى بهذه الارض وما فيها من وحوش.
فقلت :له إن هذا غذاء سيد السباع ارسلني به الوحوش اليه فلا تغضبه فأخذ يسبك بالفاظ قبيحة ويشتمك بشتائم لا اسطيع أن اذكرها على لساني فجئت مسرعة لاخبرك بما حدث لي.
فقال الاسد: اذهبي معي فأريني مكان هذا الاسد
فذهبت الارنب الى بئر عميق فيها ما صاف فنظرت فيها وقالت هذا هو المكان .
فنظرا الاسد في البئر فرى ظله وظل الارنب في الماء فلم يشك في قولها وقفز الى بئر ليقتال الاسد فغرق في البئر ولم يستطيع الخروج منها .
فرجعت الارنب الى الحبونات فأخبرتها بما صنعت بالاسد وما حدث له.
ففرحت الحيونات فرحا كثيرا وأعجبت بحيلة الارنب وشكرت لها عملها . واقيمت الافراح لتخلصها من العدوها الظلام .