:.::9: §¤°~
~°¤§إنه المطر الذي يحمل في كل قطرة من قطراته قصة حياة صامتة مليئة بالمشاهدات، استوطنت في بواطنها ذكريات السنين العجاف لتفجرها ينابيع تحيي الأرض وتكسوها لبوسا يواري جلدها القاحل فتستحيل أنهار الجراح ماء زلالا يسقي الظامئين ويروي الأنفس العطشى لمعاني البذل والعطاء والذوات الظمأى لطبيعة الأشياء بصفائها ونقائها.
قصة المطر انعكاس لقصة الإنسان الطيب الذي يحمل الحمل الطيب، ويجود به على كل محتاج صافيا نقيا لا تخالطه إلا ابتسامة الرضا وبشاشة المحيا؛ يكسو المجاد عليهم من خيره ثم يمضي كالمطر لا يحصي عدد قطراته إنه المطر في خيره تأخذ بمجامع لبك قوته في حجب الشمس المحرقة، وتأسرك رائحة اقترابه قبل هطوله فتنبلج أسارير وجهك الفطرية، وينالها غيث الرضا قبل هطول المطر.
قصة المطر قصة لم تصغها أنامل كاتب، ولم تبدع في تشكيلها ريشة فنان، ولم تترنم بها أبيات شاعر إنها رحمة لا ينقطع ينبوعها ولا تنفد يدها من مد العطاء، إنها آية من آيات الله، آن لأنفسنا أن تقف أمامها مليا وتكتشف سر تعلقنا بها، فلربما كان لنا في قلوب الآخرين قبولا، ولربما تقاربت أنفسنا وزالت خلافاتنا، وسال ودنا وصفاؤنا حبا يسقى ما أجدب من قلوبنا، وليسأل كل منا نفسه ما سر المشاعر التي تنتابه عند هطول المطر فقد سألت نفسي ووجدت الجواب.
كم يبعث المطر على التفاؤل، وكم يحث النفس على البكاء، ليس بكاء الحزن ولا بكاء الفرح بل بكاءً يحاكي قطرات المطر، يغسل زبد الأنفس فيذهب جفاء، ويبقي ما ينفع الناس فيمكث في القلب، ونبقى نردد : مطر...مطر...مطر...بأحاسيس نجهلها ونعلمها. §¤°~
~°¤§ :مع السلامة3: :ارنوووب: