صَديِقتَِي التَِّي أُحبُِّھاَ وتَُحبِنُِّي
رَمْلُ الشاَّطِىء حاَرٌّ جِد ا...أَشْعرُُ بِحرَاَرتَِهِ الشَّديِدَةِ رَغْمَ حِذاَئِي »
.«... السَّمیِكِ
أَشِعَّةُ الشَّمْ سِ مُحرْقَِة .ٌ.رَغْمَ أنَِّي أَحْمِلُ مِظلَتَِّي الصَّغیرةَ »
.« الْملُوَنََّةَ
لَمْ أَستَْطِعْ تنَاَوُلَ الآْي س كريم اللَّذيذ .ِ.ذاَبَ قبَْلَ انتِْھاَئِي منِْه .ُ.كاَدَ »
.«.. يبُلَِّلُ ثیِابِي
.« الْقَمرَُ ألَْطَفُ مِنَ الشَّمْ سِ..لاَ يزُْعِجنُِي »
عاَدَتْ مُسرِْعَةً إلِى البْیَْتِ...قاَلَتْ:
.«؟ُ أُمِّي..مَنِ الأَْكبْرَُ وَمَنِ الأْنَْفَعُ..الشَّمْ سُ أَمِ الْقَمرَ »
تبََسَّمَتِ الأُْمُّ...قاَلَتْ:
الشَّمْ سُ أكَبَْرُ بِكثَیِرٍ مِنَ الْقَمَر،ِ لِكُلٍّ منِْھُمَا فوَائِدهُُ وَمنَاَفِعُه،ُ »
.« وللِشَّمْ سِ فَضیِلَةٌ علَى الْقَمرَ؛ِ نوُرُهُ مُستَمَدٌّ مِنْ ضوَءِْ الشَّمْ سِ
استَْغرْبََتْ سعُاد..
ھَلْ تَقْصُديِنَ أَنَّ الشَّمْ سَ مَحَطَّةُ كَھرْبُاء .ٍ.بیَنَْھَ ا » :ً قاَلَتْ ضاَحِكة
.«.. وبَیَْنَ الْقَمرَِ أَسْلاَكٌ كَھرْبُاَئیَِّةٌ
باِلتأَّْكیِِد، لیَْ سَ كَماَ تَقوُلیِنَ ياَ سُعاَدُ.. » : الأُْمُّ
الشَّمْ سُ بَعیِدَةٌ جِدا عَنِ الْقَمرَِ..
لَكِنَّ الْقَمرََ مثِْلُ مرِآْةٍ عاَكِسَة،ٍ يَستَْقبِْلُ ضَوءَْ الشَّمْ سِ ثُمَّ يرُْسِلُهُ
مِنْ جَديدٍ إلِى الأْرَْضِ..
.«.. لَكِنْ دوُنَ حرَاَرةٍَ
.«.. لَكِنَّ الشَّمْ سَ لا تَكوُنُ فِي اللیَّْلِ..واَلقَمرَُ يأَتِْي فِي الظَّلامِ »
ھذا صَحیِحٌ ياَ سُعاَد،ُ الشَّمْ سُ تبَْقَى فِي مَكاَنِھاَ، ترُْسِلُ ضَوءَْھاَ، »
نَحْنُ لا نرَاھَا لأِنََّھا تَكُونُ فِي الجِّھَةِ الْأُخرَْى مِنَ الْأرَْضِ..أنَْتِ
تعَلَْمیِنَ أَنَّ الأْرَْضَ تَدوُرُ والشَّمْ سُ ثاَبتَِة،ٌ الْقَمَرُ يَدوُرُ ويَتََحَرَّكُ مثِْلَ
الأْرَْضِ..نرَاَهُ يَكبْرُ ويََصْغرُُ..وأََحیْاَناً يَختَْفِي..
الشَّمْ سُ والْقَمَرُ نِعْمتََانِ عَظیِمتََانِ لوَْلاَھُمَا لِمَا عرَفَنَْا اللیَّْلَ وَلاَ
النَّھار،َ وَلاَ عرَفَنْاَ حِسابَ السنِّینَ والأعوامِ.
كَماَ أَنَّ الأْقَْماَرَ واَلنُّجوُمَ كانتََا دلیلَ الْمُسَافرِينَ فِي الصَّحرْاَءِ قبَْلَ
.«... مَعرْفَِةِ البْوُصلَْةِ واَلطرُّقُاَتِ الْحَديِثَةِ
.«.. أُمِّي »
.«.. نعََمْ »
.«.. أرُيِدُ أَنْ أقَوُلَ لَكِ شیَئْاً وبَِصرَاَحَةٍ »
.«.. تَفَضلَِّي ياَ حبَیِبتَِي »
أنََا أُحِبُّ الشَّمْ سَ أَكثَْرَ مِنَ الْقَمَرِ..لكِنَّ الشَّمْ سَ لاَ تُحبِنُِّي، »
.«.. أرُيِدُھاَ صَديِقتَِي..لكنَِّھاَ لاَ تُحبِنُّي
تَضْحَكُ الأُْمُّ وتََقوُلُ:
الشَّمْ سُ لاَ تُحبُِّكِ؟! »
مَنْ قاَلَ لَكَ ذلِكَ ياَ سعُاَدُ؟
الشَّمْ سُ لاَ تَكرَْهُ أَحَدا .ً.ھِيَ تَقوُمُ بوِاَجبِِھا بِكُلِّ إِخْلاَصٍ.إنَِّھاَ تَحْرِقُ
.«.. نَفْسَھاَ، تبَُددُِّ طاَقتَِھاَ لتِنَْشرَُ الدِّفءَْ واَلنوُّرَ علََى الدنُّیْاَ
كلَُّمَا خرََجْتُ إلَِى الْحَديِقةِ لأِلَْعَب،َ أشْعرُُ أَنَّ الشَّمْ سَ » : سُعاَد
تؤُذْيِنِي بِحرَاَرتَِھاَ وَخُصوُصاً فِي فَصْلِ الصیَّْفِ..
عنِْدَماَ أَخرُْجُ للِتنَّزَُّهِ أضطرِ لِلاحتِْماَءِ منِْھاَ باِلْمِظلََّةِ أوَْ خلَْفَ سِتاَرٍ أوَْ
.«.. تَحْتَ الأَْشْجاَرِ
سُعادُ..أنَْتِ تثُیِريِنَ عَجبَِي... » : الأُْمُّ
أتَرُيِديِنَ مِنَ الشَّمْ سِ أَنْ تَكُفَّ عَنْ عَملَِھاَ؟ !ھِي تَسِیرُ بِأَمرِْ اللَّه،ِ
تنَُفِّذُ أوَامرَِهُ بِدقَِّةٍ متُنَاَھیِة،ٍ لاَ يُمْكِنُ أَنْ تُعْصیِهِ أوَْ تتََمرَدََّ علَیَْهِ.
كیَْفَ يُمْكِنُ ل لِشَّمْ سِ أَنْ تَكُونَ عَدوُتََّكِ وَھِيَ تَمنَْحُكِ أَسْباَبَ
الْحیَاَةِ؟!كُلُّ شَيءٍْ فِي الدنُّیْاَ يَحتْاَجُ إلِیَْھاَ ..ھَلْ تتََخیَلَّیِنَ الدنُّیْاَ مِنْ
دوُنِ الشَّمْ سِ؟!
سوَْفَ تتََحوَّلُ الأْرَْضُ إلَِى كرُةٍَ جلِیِديَِّةٍ ضَخْمَةٍ..
لاَ تبَْقَى فیِھا حیاة..
أنَاَ أُحِبُّ الشَّمْ س .َ.أرُيِدُ أَنْ تَكوُنَ صَديِقتَِي ..لَكنَّھاَ تؤُذْيِنِي » : سعُاَدُ
.«.. واَلْقَمرَُ لاَ يؤُذْيِنِي
ھَلْ تعَنِْي الصَّداَقَةُ أَنْ يتََخلََّى الإْنِْسَانُ عَنْ واَجبِاَتِهِ؟ .. » : الْأُمُّ
وكََذلِكَ الشَّمْ س،ُ لاَ بُدَّ أَنْ تَقوُمَ بِدوَرِْھاَ..
الشَّمْ سُ تُحبُِّك .ِ.لوَْ لَمْ تَكُنْ تُحبُِّكِ لَفَعلََتْ مثِلَْماَ ترُيِديِن .َ..وَخَفَّفَتْ
مِنْ ضوَئِْھاَ ووََھْجِھاَ .. سوَْفَ ترَتْاَحُ ھِيَ وتََمُوتُ الْكاَئنَِاتُ الْحیََّةُ ثُمَّ
تنَْعَدِمُ الْحیَاَةُ فوَْقَ الأْرَْض .ِ.وَھَذاَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ علَیَنَْا، فاَلشَّمْ سُ
.« تعَْمَلُ منُْذُ آلافِ السنِّیِنَ...لَمْ تتَوَقََّفْ عَنِ الْعَمَلِ لَحْظَةً واَحِدَةً
.«!؟ُ كُلُّ ھذاَ سیََحْدُث » : سعُاَد باِنْدِھاَ شٍ
ربَُّماَ أَكثْرَُ مِنْ ذلَِكَ.. » : الأُْمُّ
.«!؟َ أرَأَيَْتِ ياَ سُعاَدُ أَنَّ الشَّمْ سَ تُحبُِّكِ عنِْدَماَ ترُْسِلُ أَشعِتََّھاَ الْقوَيَِّة
.«.. نعََمُ..كَلاَمُكَ حَقٌّ » : سعُاد
قاَمَتْ سُعاَدٌ مُسرِْعَةٌ..
.« إلِى أيَْنَ ياَ سعُاَدُ » : الأُْمُّ
إلَِى الْحَديِقَةِ لأِلَْعَبَ مَعَ صَديِقتَِي الشَّمْ سِ التَِّي » : سُعاَدُ
.« تُحبِنُِّي
لكِنْ لاَ تُطیِلِي الوْقَْتَ..حتََّى لاَ تَشْغلَِي الشَّمْ سَ عَنْ » : الْأُمُّ
.«.. عَملَِھاَ