من السهل أن يتملكك الغضب الشديد . بإمكان أي شيء أن يثير الغضب - مثلا ،
نسيان زوجتك إحضار الأولاد من المدرسة ، زميلك في العمل يخلق مصاعب في
المكتب ، أو ألغيت رحلة الطائرة التي كنت ستذهب بها . طبعا ، القلق، أو جرح
الشعور ، أو ذكريات غير سارة ، قد تؤدي إلى الغضب أيضا . الحقيقة ، أي من
الصعوبات - كبيرة أو صغيرة قد تثير الحنق .
بالتأكيد بعض
الناس بطبيعتهم يغضبون أكثر من آخرين . بعضهم يلدون رديئي الطبع . هذا
النوع من الناس لا يحتملون الإحباط . لا يستطيعون التعاطي مع الإزعاجات
اليومية . وهناك أناس يحبون الغضب ، فغيظهم الشديد يجعلهم يشعرون بالقوة .
الرجال يشعرون بالفحولة . يقول الدكتور مايكل شكومان- عالم سيكولوجي متخصص
بالغضب يعمل في عيادة في نيويورك - إن الواحد من هؤلاء لايشعر بمتعة مساء
السبت بدون شجار قوي في الحانة . شعورهم بذاتهم مرتبط بمقدرتهم على
الإنفجار .
الغضب ، سواء انزعاج معتدل أو غيظ شديد ، يزيد
دقات القلب ويرفع ضغط الدم . والأسوء من هذا أن تأثير الغضب يكون أحيانا
مدمرا . الأشخاص الذين يشعرون بالغضب دائما غالبا ما يعانون من مشاكل
جسمانية مثل قرحة في المعدة أو نوبة قلبية . تبين دراسة أجرتها جامعة جونز
هبكينز على أكثر من ألف شخص أن الشباب الذين يغضبون إذا تعرضوا للضغط
النفسي يكون احتمال اصابتهم بنوبات قلبية خمسة أضعاف زملائهم الذين يحتفظون
بهدوئهم في مثل نفس الظروف حتى ولو لم يكن في عائلاتهم أمراض في القلب في
السابق .
واضح أن الغضب يعود بالوبال على الصحة . إذن كيف
تتصرف حيال هذه العواطف ؟ العدوانية رد فعل طبيعي تجاه التهديد . ولكن
الغضب غير الملائم قد يسبب أضرار صحية . البحث عن الاستجابة السليمة أمر في
غاية الأهمية . بناء عليه ، هل من الأفضل صحيا التعبير عن مشاعرك ، أم
الأفضل كبتها ؟ لا زال الباحثون غير متيقنين من ذلك .
بعض الناس يركزون على الأمور الإيجابية بدلا من التفكير في الغضب ، هادفين من ذلك توجيه كل عواطفهم إلى تصرف إيجابي .
مع
أن هذه الطريقة قد تساعدنا ، إلا أنها محفوفة بالمخاطر . قد يكون توجيه
العواطف شكلا من أشكال كبتها ، فإذا ظل غضبك قويا وتركته يجيش داخلك كانت
هناك إمكانية حدوث عواقب وخيمة ، مثل الكآبة . علاوة على ذلك ، فإن الغضب
المكبوت قد يؤدي إلى عدوانية سلبية تهدد الآخرين تهديدا غير مباشر .
إذا
كنت ذا نزعة لكبت غضبك داخل نفسك ، ربما كان الأفضل لك التعبير عما في
داخلك . المفتاح لمثل هذا التعبير هو الحزم ، والحزم لا يعني الإلحاح أو
القسوة . الإعراب بوضوح عن ما تحتاجه دون تجريح الاخرين هي الطريقة السليمة
للتعاطي مع الغضب . ما نوع العلاقة التي تريدها مع الآخرين ؟ يجب أن يكون
تفكيرك واضحا حيال كيفية تفاعلك مع الناس . إذا وضحّت ذلك لنفسك ، قف وعد
إلى العشرة .
توجد عدة طرق للسيطرة على الغضب . بامكانك أن تتعلم
توجيه عواطفك بطريقة إيجابية وبناءة . إليك فيما يلي بعض الاستراتيجيات
لتحقيق ذلك :
الاسترخاء يساعد على راحة الأعصاب . جرب الأساليب التالية :
· التنفس العميق ، والتأمل .
· التمارين ، مثل اليوغا .
· تخيل بعض الممارسات الباعثة على الاسترخاء ، كالمشي على شاطيء البحر
· تكرير عبارة " إهدأ " . هذه أيضا قد تساعدك .
تـواصـل أفـضـل:
إذا
كنت تشارك في نقاش محتدم ، إهدأ وتريث ، وفكر فيما تقوله . يجب أن تستمع
إلى ما يقوله الآخرون أيضا ، فهذا يساعدك . استماعك إلى الآخرين يساعدك على
إعداد استجابتك بعناية . وإذا فعلت ذلك قد تستطيع حتى اكتشاف المشكلة
الأساسية .
الــفكـاهــة:
تلطيف الجو والمرح يريح الأعصاب . إذا كان أحد يزعجك ، تخيّله عاريا ، مثلا . الفكاهة تخفف حدة المواجهة .
استـرح بـعـض الـوقـت:
جدولة
الوقت الشخصي أمر مهم لاستعادة الرؤية الذهنية . جرب بعض النشاط الجسدي ،
كالمشي وكتابة أفكارك والحديث مع صديق والاستماع إلى الموسيقى .
التعامل مع مشاعر الغضب أمر دقيق يستدعي الحذر ، ولكنك الآن تعرف كيف تظل مسيطرا على غضبك._