المرأة ضحية الحرية و المساواة !
في الحرب العالمية ضد الرجل و التي خاضتها المرأة لتنال حقوقها إنقلب اوضع وكانت الضحية هي المرأة في كل الأحوال ! فهذه الحركات النسوية تلوم الرجل على كل ما هو سيء في حياتها !! من النظام الحاكم إلى وسائل الإعلام .. إن السياسة سيئة لأن من يديرها الرجال و إن الإعلام رجل !!
هذا ما تعتقده ناشطات في المنظمات النسوية ! فالإعلام يعامل المرأة معاملة دونية فلا بد إنه رجل !!
فلطالما قامت هذه المنظمات الخبيثة بالترويج لسموم فكرية تركت أثرا بالغا في ضعاف النفوس فإنقلبت الموازين في ذهن المرأة المسلمة بسبب إعلام مفسد تلاعب بهويتها الإسلامية الراقية . فمن منا لا يعلم أن وسائل الإعلام تبرز في المرأة أكثر ما يجب أن يكون مكنونا ، و هو جسدها .. فبينما تنقل هذه الوسائل الإعلامية أفكار هذه المنظمات النسوية التي تدّعي إنها تعمل لضمان حقوق المرأة نجد إنها المنظمات ذاتها التي تدعو لتحويل المرأة الأنثى لرجل ذكر بسبب دعواتها المتكررة للمساواة بين المرأة و الرجل في كل مناحي الحياة .. دعوة من الواضح إنها سطحية لأبعد درجة لأنها منافية للواقع فليس الذكر كالأنثى كما جاء في القرآن الكريم ، حيث فصّل الله تعالى لكلا دوره الذي خُلق من أجله لكن أبى الإنسان الجاهل إلا أن ينساق وراء شعارات لها بريق أعمت بصائر النساء و الرجال بسبب إعلام يبهر العيون بشعارات زائفة !
فهذه المنظمات تعمل بخبث في بلاد المسلمين ، فهي تريد للمرأة المسلمة أن تنسلخ عن إسلامها و أن تصبح نسخة عن المرأة الغربية العلمانية المتخبطة في هذه الدنيا .. فالمراة الغربية نموذج يُحتذى به بالنسبة لوسائل الإعلام العربية .. فهي إمرأة حرة تملك زمام أمرها و لا تحتاج للرجل ! بينما هي في الحقيقة تعيش أسلوب حياة أساسه الفاحشة و القذارة و تعاني من تفسخ في العلاقات بين الأباء و الأمهات و الأبناء ! والأسوأ إنها تعيش في آزمة نفسية طاحنة فهي لا تعلم من تكون فهل هي إمرأة تفتن الناس بأنوثتها و بجمالها الصارخ فتُقيّم في دنيا الأعمال على هذا الأساس ؟ أم هي إمرأة عاملة لها حقوق كاملة مثلها مثل الرجل بل أصبح لديها مميزات فاقت مميزات الرجل و أصبح القانون في صفها و ضد الرجل في أغلب الأحيان لدرجة إنه أنشئت الأن منظمات رجالية تطالب بحقوق الرجل !! فتمر المرأة الغربية بآزمة ! حتى إختلطت عليها الأمور فأصبحت تخوض مجالات رجال الأعمال و الرياضة بدون ضابط و لا رابط . فهل كل هذه المجالات تصلح للمرأة ؟ طبعا لا ! كما إن هناك مجالات في العمل لا تصلح للرجل .. فالعاقل من يتحرى الواقع و الفالح من يرجع إلى الاحكام الشرعية التي يقوم عليها النظام الإجتماعي في الإسلام .
أما الوضع فهو أسوأ بعشرات المرات للمرأة المسلمة التي تعيش في ظل أنظمة لا تهاجم الإسلام فقط بل تعمل على تحويلها لرجل أيضا بحجة الحريات و المساواة ! و هذه الدعوة " الشاذة " و المنافية للدين في حقيقتها دعوة باطلة ووصلت لدرجة أن إستباحوا عٍرض المرأة بحجة العصرية و الحداثة .. فهل حرية المرأة في أن تخرج من بيتها بدون إذن وأن تخالط الرجال بدون حواجز و أن تمارس لعبة الكرة في ملبس فاضح أمام أعين كل من هب و دب ؟؟! طبعا لا ! لكن هذه هي الحرية التي يسوقها الإعلام فيضيع في الواقع شرف هذه الأمة العظيمة . فالإسلام رفع من شأن المرأة إن كانت مسلمة أو غير مسلمة بتنزيل أحكام شرعية تخصها و تعمل على تهييء الأجواء لها لممارسة دورها كأم و ربة منزل و عرض يجب أن يصان . فإن كانت الانظمة الحاكمة في بلادنا لا تعطي المرأة المسلمة هذه المميزات العظيمة التي أعطاها الله تعالى إياها منذ أكثر من ألف سنة فذلك لأن الانظمة لا تطبق الإسلام كاملا كنظام حكم فإندلعت هذه الثورات المباركة في بلاد المسلمين و قادت هذه الثورات النساء كما قادها الرجال و عملوا لتغيير الأوضاع جنب إلى جنب فالنساء شقائق الرجال كما جاء في الحديث الشريف .
و في خضم هذه الاحداث المتسارعة التي غيرت التأريخ تخرج علينا سلطة عباس في الخليل في فلسطين بما يدلل بالضبط على كلامنا هذا .. فالسلطة و الإعلام متآمران على الإسلام ! و هذه المؤامرة تركز على المرأة المسلمة و على إفسادها و على إشاعة الفاحشة في المجتمعات الإسلامية و هم يزعمون إنها حرية المرأة و مساواتها مع الرجل !! فبينما يهيء الإعلام المجتمع المسلم لتقبُل الرذيلة و الفواحش و الإنسلاخ عن النظام الإجتماعي في الإسلام ، تقوم السلطة بعقد فعاليات ترسخ هذه المفاهيم الغربية الباطلة و تقمع المخلصين من أبناء الأمة الذي ينكرون هذه المنكرات و لا تجد هذه القضية الهامة آذانا إعلامية مخلصة لتروج للحق ضد الباطل ! بالعكس فالإعلام يبرز المخلصين كالرجعيين والإرهابيين فهم ضد تطور المرأة و ضد حقوقها !! فهل هذا هو التطور و الحداثة و الحرية و المساواة ؟! يا لبئس ما تدعوننا إليه !! فالأصوات المخلصة تقمع و تمنع عن إنكار هذه المنكر !
و لنأخذ مثلا بيان حزب التحرير الصادر بتأريخ 28 من ذي القعدة 1432 ، 2011/10/26م و بعنوان : السلطة تنسّق مع اليهود وتستنفر البلطجية والجواسيس لفرض مباراة كرة قدم نسائية ، وتضرب وتعتقل وجهاء يطا المحتجين على إشاعتها لأسباب الفاحشة والرذيلة! و الذي جاء فيه : "
بالرغم من استنكار واعتراض وجهاء محافظة الخليل لدى مكتب المحافظ ورئيس بلدية دورا ومديرية تربية جنوب الخليل على عقد مباراة كرة قدم نسائية في مدينة دورا يوم الخميس 20/10/2011، إلا أن سلطة الإثم أصرت على عقدها، ثم أتبعتها بعقد مباراة أخرى في اليوم التالي، الجمعة، في قرية الكرمل شرق مدينة يطا بين فتيات من الكرمل وفريق إناث سويدي، متحديةً أهل فلسطين ووجهاءها مجاهرةً بالمعصية ومتعاونة على الإثم والعدوان مع الاحتلال اليهودي، وجندت أوباشها وأزلامها وبلطجيتها والجواسيس لفرض المباراة ولقمع واعتقال الذين احتجوا ورفضوا هذه الرذيلة.
إن الوجهاء والمشايخ وأهالي يطا والكرمل لمّا علموا أن السلطة مُصرّةٌ على الاستمرار في المعصية ونشر الرذيلة رغم محاسبة وجهاء محافظة الخليل، ولمّا علموا أن السلطة أحضرت الفتيات السويديات كاشفاتٍ لعوراتهن ليلعبن على ملعب الكرمل، خرجوا من مسجد بلال بن رباح في مسيرة حاشدة ضمت الوجهاء وأساتذة الجامعات والمدرسين باتجاه الملعب بعد صلاة الجمعة لإنكار هذا المنكر ورفض عقد المباراة بين أهليهم، وقد أسمعوا صوتهم للموجودين في نادي الكرمل، وعندما همّوا بمغادرة النادي وجدوا أن الشرطة استدعت الأجهزة الأمنية بعد التنسيق مع اليهود يرافقها البلطجية والجواسيس ليعتدوا على الناس بالهراوات والسكاكين وإطلاق الرصاص!!
لم يكتف رجال السلطة وأزلامها بالاعتداءات على الناس المحتجين وإصرارهم على عقد المباراة وحضورها ومشاهدة الفتيات خاصة الفتيات السويديات "بالشورت" وهن يركضن خلف الكرة، لم يكتفوا بذلك، بل وصف الذي تولّى كِبَرَهُ منهم (وهو مشبوه معروف) وجهاءَ وأساتذة ومدرّسي وأكارم يطا والكرمل "بالغوغاء المعزولين"، وصف لا يليق إلا بقائله، وبالأجهزة الأمنية والبلطجية الذين داهموا المنازل والمحالّ التجارية والمدارس بحثاً عن المشاركين في مسيرة الاحتجاج من شباب حزب التحرير وأقاربهم، ولا تزال حملة المداهمات والاعتقالات مستمرة حتى إعداد هذا البيان. "
لقراءة البيان كاملا
المصدر : المكتب الاعلامي لحزب التحرير
فهذه الاعمال التي ترعاها سلطة العار والشنار تهدف الى سحق الفضيلة والأخلاق الكريمة في نفوس الشباب والبنات، وتهدم المفاهيم الصحيحة عندهم، وتزيل حاجز النفرة بين المرأة والرجل الأجنبي عنها، وهي تختزن رسالة إعلامية موجهة بعناية، وهدفها الرئيس تنمية الاندماج بين الجنسين، وإشعار النشء أن لا إشكال في بناء العلاقات والصداقات بين الجنسين، وان طقوس الفصل بين الجنسين، والحدود في علاقاتهم هي أمور لا صحة لها، ومع كثرة الدعاية الإعلامية الخطيرة لهذه الاعمال يألفونها، ثم قليلاً قليلاً يعتادون على رؤية الحرام, ويعايشونه لحظة بلحظة، ورويدًا رويدًا حتى يعتادوا العيش بنفس الطريقة التي يهدف لايجادها الغرب الكافر ومن شايعهم من الحكام. فالعمل لتغيير هذه السلطات و الأنظمة هو الحل الجذري لمحاربة هذا الإعلام الفاسد المفسد الذي ينغص حياة المسلمين بإشاعة الفواحش لإطالة عمر هذه الأنظمة البالية و بالنتيجة إطالة عمر الإحتلال و الإستعمار في بلاد المسلمين . فالإعلام ليس رجل بل هو شيطان يستغل المرأة و يمرر أفكار و مفاهيم لترخيصها عند الرأي العام فيستسيغ الناس هذه الأعمال الفاضحة التي تقوم بها المنظمات و الجهات القذرة بحجة إن هذا حرية إختيار المرأة ! و الذي يدفع الثمن اولا و أخيرا هي المرأة التي أهدرت كرامتها بلبس شورت و صارت برنامج ترفيهي للناس !
( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ )