حلم أنثى وجود مُتألق
مسآهمـآتــيً $ : : 507 تقييمــيً % : : 49583 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 4 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 10/08/2011
| موضوع: فن التعامل مع الهموم 7/12/2011, 9:36 pm | |
| ما عودَتْنا الحياة أن تتعاهدنا باللين والدلال، وما كان من أخلاقها العطف والرقة
ومع لحظات الضيق وساعات الألم وأوقات الانكسار التي لا تفتأ الحياة تهديها لنا
يتباين البشر في طباعهم وأساليبهم لمواجهة هذه المواقف
فتجد بعضهم يدمن الشكوى، ويمتهن اللوم، ويتقمص دور الضحية عند القاصي
والداني، ويتسول العطف من الجميع, فبمجرد ما يُسأل عن حاله تجده ينظم
القصائد الطوال في رثاء نفسه كثير التسخط، ولا تجده إلا متوجعًا، ناقما
على الدنيا والنتيجة المتوقعة هي انفضاض الناس من حولهم
لأن الجلوس معهم استنزاف للطاقة، وهدر للوقت، ومجلبة للكدر
والضيق، ناهيك عما يقومون به من فضح لأنفسهم، وتشهير بزلاتهم، وهتك
لأسرارهم
وهناك نمط آخر قد كلف نفسه ما لا تطيق، حمل همه وحده، وبقي حبيسًا
لغوائل الأيام وعاديات الليالي، لا صديقًا يُشتكى له، ولا صدرًا حنونًا يختبئ فيه، ولا
عقلًا حكيمًا ينير له ما أظلم في طريقه، قد كظم مشاعره ليحمل ثقله بنفسه
حتى لا يكدر صفاء من حوله، وعندها ستتراكم الهموم، وتتكثف الأحزان، فتضحي
كالرواسي الجاثمة على صدره
وفريق ثالث يتعامل مع الأزمات بحنكة وهدوء، يمارس تقنية ـ(الإفضاء النفسي)ـ
أو ـ(تنفيس العواطف)ـ عند الحاجة، وعند تجاوز الحزام الطبيين، وهي كما قرر
علماء النفس وسيلة مثلى للتخلص من الكثير من الضغوط النفسية، وقد أطلق
الدكتور كارل مننجر -أحد البارزين في علم النفس- عليها مصطلح ـ (انطقها وتخلص منها) ـ
وجعلها أحد أهم أدوات العلاج النفسي، وهي طريقة فعالة
للسيطرة على القلق والتوقف عن أكل النفس، وذلك بالجهر بالأفكار، وتنفيس
العواطف، والتخلص منها بطردها خارج الجهاز العصبي قبل أن يفور بخارها من
الأذنين، وقبل الوصول للنقطة الحرجة التي سننفجر معها بمئات الأشكال
المدمرة والكارثية
وللإفضاء النفسي صور متعددة، منها:ـ
ـ اللجوء للبكاء عندما يعصف الحزن.. فالبكاء يخفف الضغط النفسي الكبير، وكذلك
يقوّي جهاز المناعة، ويساعد الجسم على مقاومة الأمراض المتعلقة بالضغوط النفسية
ـ ومن أروع طرق الفضفضة اللجوء إلى إنسان ثقة ذي حكمة ونظر وكاتم للسر
تبث له الآلام والآمال والاعترافات والتطلعات والأحلام؛ طلبًا للإحساس بالمشاركة
الوجدانية، التي يشير لها الشعار المتحضر: ـ(قلبي معك)ـ تيمنًا بقول الشاعر
ولابد من شكوى إلى ذي مروءة **** يسليك أو يواسيك أو يتوجع
ولأن كلًا منا يرى الموضوع من زاوية واحدة، تصبح إحدى أهم فوائد الفضفضة
للثقات هي مشاركتهم لنا برؤاهم المختلفة، وآرائهم المتعددة، وقد فعل هذا
قدوتنا وقرة أعيننا، عندما اشتد عليه الأمر في الغار، فأباح بسره، وأفضى بهمه
لأمنا خديجة، اللهم صلِّ وسلم عليه، وكذلك فعل مع أم سلمة، رضي الله عنها
في الحديبية. ويُذكر عن القائد العجيب نابليون بونابرت، الرجل الذي ساد أوربا، وقد
كان يلهو بتيجانها كما يلهو لاعب الشطرنج بالقطع، قال ذات يوم عن نفسه: ـ(إنه
أضعف من أن يقدر على كتمان متاعبه وهمومه، وأن يحتفظ بها وحده)، وعليك
الانتباه لقضية هامة، وهي أنك عندما تشرع في إفراغ حمولة الألم، عليك أن
تتأكد من إفراغها كاملة، والتخلص منها دفعة واحدة، ثم بعد ذلك انْسَ الأمر تمامًا
ـ ومن الوسائل الجيدة للتنفيس عن المشاعر، كما أكدت بعض الدراسات النفسية،
التعبير عن المشاعر السلبية بالكتابة، وهو يخفف عنا الأحمال، ويزيح الكثير من
الهموم، ويساعد على اندمال الجراحات النفسية، ويدفع شرور مرض الاكتئاب
ويجعلنا في حالة نفسية جيدة، تمكّن من التعامل مع مشكلاتنا بشكل أفضل
ـ ومن أروع الطرق، وأعظمها أثرًا، وأضمنها نتيجة، وأيسرها ممارسة، تقنية
ـ(الإفضاء النفسي)ـ مع العزيز العظيم، فقد جاء في الحديث أن الحبيب، اللهم
صلِّوسلم عليه، كان إذا حزبه أمر فزع للصلاة، وفيها ينطرح تحت عتبة الرحيم
يجأرإليه، ويغبر جبهته على بابه، شاكيًا إليه الهم، وطالبًا العون، وبعده سيذهب
الوجوم، ويتشرد الأسف، وتسكن اللوعة | |
|
عزف الغرور كبار الشخصيات VIP
مسآهمـآتــيً $ : : 4500 تقييمــيً % : : 72467 سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 45 أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 02/08/2009
| موضوع: رد: فن التعامل مع الهموم 8/12/2011, 12:34 am | |
| : :
طرح مميز راااقي
الف شكر لشخصك
. . | |
|