يسر مجموعة محبى هع انتقدم هذه القصة
لقد عنونت لهذه القصة بعنوان :
ابن أم مكتوم زمانه
دخلنا تلك القرية..
إنه لا يوجد بها أي معلم من معالم الحضارة ..
قرية وهجرة بسيطة في بنائها وشكلها وهيئتها ..
بدأنا نرتفع مع الأرض حيث ارتفعت ..
قصدنا مسجد القرية ..
ذهبنا عنده ..
وصلنا إلى ذلكم المكان ، وإلى ذلكم المسجد ؛ وإذا بنا تبدأ معنا القصة ..
عندما وصلنا إلى المسجد وجدنا عند بابه حجراً كبيراً ومربوط به حبل ..
_ لا إله إلا الله _ ..
ما قصة هذا الحبل ؟!..
لقد وصلنا إلى الطرف الأول في هذه القصة ..
نعم ..
لقد وصلنا إلى الطرف الأول ..
بدأنا نسير مع هذا الحبل يرتفع بنا حيث ترتفع الأرض ، فإنها منطقة لم تأتيها حضارة مناطقنا ..
إنَّ هذا الحبل بدأ يأخذنا بين أشجار ..
سرنا بالسيارة تقريباً ما يزيد على نحو ست دقائق ..
_ سبحان الله _ ..
بدأنا نصل إلى نهاية الحبل ..
نعم .. لقد بدأنا نصل إلى الطرف الآخر ..
ما سرّ النهاية ! ..
يا ترى ما هي النهاية !..
إلى ماذا يحملنا هذا الحبل ، وإلى من سوف يوصلنا هذا الحبل ، وما هو الخبر وراء هذا الحبل !..
إنه حبل ممدود على الأرض ..
حبل ممدود على الأرض ..
عندما وصلنا إلى نهاية الحبل ، وجدنا بيتاً مكوناً من غرفة ودورة مياه ..
وإذا بالبيت نجد رجلاً كبيراً في السن ؛ كفيف البصر ؛ بلغ من العمر ما يزيد على 85 عاماً ..
إنه يا ترى من !..
إنه العم عابد ..
سألناه : قلت له : يا عم عابد ..يا عم عابد .. أخبرنا ما سر هذا الحبل ؟!.
ما سرّ هذا الحبل ؟!..
اسمعوا الجواب ..
اسمعوا الجواب ..
فإنه _ ولله _ ..
لنداء أخرجه ..
لأصحاب الأربعين ، والخمسين ، والستين ، والثمانين ..
نداء أخرجه ..
للأصحاء ؛ للمبصرين لمن أنعم الله عليهم بالخيرات ، والفضائل ، والكرامات ..
إنه نداء ..
لقد قال العم عابد كلمة تؤثر في كل قلبٍ مؤمن ..
قال : يا ولدي .. يا ولدي ..
هذا الحبل من أجل الصلوات الخمس في المسجد ..
هذا الحبل من أجل الصلوات الخمس في المسجد ..
إنني أمسك به ، أخرج من بيتي قبل الأذان ، ثم أمسك بهذا الحبل حتى أصل إلى المسجد ، ثم بعد الصلاة وخروج الناس أخرج آخر رجل من المسجد ، ثم أمسك بالحبل مرة أخرى حتى أعود إلى بيتي ليس لي قائد يقودني ..
يده لقد أصبحت بجميع الصفات التي نحكم عليها من جراء أثر الحبل عليها ..
إنه رجل ..
نوَّر الله قلبه بالإيمان ..
قصد طاعة الله ..
أراد الصلاة ..
أراد الصلاة ..
قصدها ؛ فصدق الله فيه { نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ } ..
فأين ..الذين حرموا أنفسهم من المساجد !..
أين ..أولئك الكسالى !..
أين ..أصحاب السيارات والخيرات والكرامات الذين امتنعوا عن حضور الصلوات الخمس في المسجد !..
إنه رجل بلغ به هذا السن ..
إنه بلغ هذا السن ؛ كفيف البصر ؛ ضعيف البناء في حالة لو رأيتموها لتعجبتم والله ..
ولكن يقول : هذا الحبل من أجل الصلوات الخمس في المسجد ..
وقرية قرب مدينة القنفذة ..
نعم رجلين كفيفي البصر أيضاً جيران ربطوا لهم حبل ؛ لماذا يا ترى هذا الحبل ؟! إنه من أجل حضور الصلوات الخمس في المسجد ..
مات الأول ..ولا يزال الحبل موجوداً ..
ومات الثاني .. ولا يزال الحبل شاهداً لهم ..
لا يزال الحبل شاهداً لهم على ورودهم للمساجد ..
فأين ..أولئك الرجال الذين تكاسلوا عن حضور الصلوات الخمس !..
أين ..الذين هجروا صلاة الفجر !..
لماذا لم يحرك قلوبنا قول الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم :
( بشر المشائين في الظلم بالنور التام يوم القيامة ) ..
بأمثال هؤلاء صدق قول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم :
(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظلّ إلا ظله ) ..
وذكر منهم ( رجل قلبه معلق بالمساجد ) ..
لله درّ الشيرازي عندما قال كلمة رائعة ..
قال كلمة رائعة :
إذا سمعتم حيّ على الصلاة ؛ ولم تجدوني في الصف الأول ؛ فإنما أنا في المقبرة ..
فإنما أنا في المقبرة ..
أين منا من حرص على براءة نفسه من النار !..
أين منا من حرص على براءة نفسه من النفاق !..
ألم نسمع حديث رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم ..
جاء عند الإمام الترمذي عن أنس وحسّنه الألباني قال:قال صلى الله عليه وسلم :
( من صلى لله أربعين يوماً في جماعة ..) ..
اسمعوا يا من تصلون منفردين ، ويا من تفوتكم تكبيرة إحرام في كل يوم ..
( من صلى لله أربعين يوماً في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب الله له براءتان : براءة من النار ، وبراءة من النفاق ) ..
من منا من سلم من النفاق ونحن نقرأ حديث رسولنا صلى الله عليه وآله وسلم :
( أربعٌ من كنّ فيه كان منافقاً خالصاً ، ومن كانت فيه خصلة واحدة كانت فيه خصلة من خصال النفاق : إذا حدَّث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وأذا أؤتمن خان ، وإذا خاصم فجر ) ..
من منا لم يكذب ! ..
من منا من إذا اختلف مع أخيه لم يرتفع صوته ولم يعتلي شجاره !..
من إذا واعد لم يخلف ذلكم المواعيد !..
من منا أدّى الأمانة ولم يتعامل بالرشوة ولم يتعامل بغيرها !..
أين براءة أنفسنا من النفاق ؟!..
أين أنتم يا من قرع قلوبكم نور الوحي ..
كان السلف إذا فاتتهم تكبيرة الإحرام عزوّا أنفسهم ثلاثة أيام ..
وإذا فاتتهم الجماعة عزوَّا أنفسهم سبعة أيام كما في " تحفة الأحوذي "..
يقول القاري معلقاً : وكأنهم ما فاتتهم الجمعة ولو فاتتهم صلاة الجمعة عزوَّا أنفسهم سبعين يوماً ..
سبعين يوماً ..
سبعين يوماً ..
يقول الإمام وكيع ابن الجرّاح عن الإمام العظيم سليمان بن مهران الأعمش : كان الأعمش قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى ..
لم تفته التكبيرة الأولى ..
وكان يحيى القطَّان يلتمس الجدار حتى يصل إلى المسجد وهو يقول :
الصف الأول ..الصف الأول ..الصف الأول ..
المساجد هي التي ربَّت الرجال ..
المساجد هي التي أخرجت الأبطال ..
المساجد هي التي علمتنا وثقفتنا ..
فأين البطَّالون ..
لا يُصنع الأبطال إلا *** في مساجدنا الفساح
في روضة القرآن *** في ظل الأحاديث الصحاح
شعب بغير عقيدة *** ورق يذريه الرياح
من خان حيَّ على الصلاة *** يخون حيَّ على الكفاح
روى الإمام مالك وأحمد والبخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم :
( لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا ..
ولو يعلمون ما في التهجير لاستبقوا إليه ..
ولو يعلمون ما في العتمة والصبح لأتوهما ولو حبواً ) ..
إنَّ رجلاً عندنا بالمنطقة أتى بعامل ، لماذا أتى به ؟!..
إنه رجل مشلول وصل إلى أنصاف الثمانين ..
لماذا يا ترى ؟!..
لما سألوه قال : لكي لا تفوتني صلاة مع الجماعة ..
يقول الذي يصلي معه : لا يفوته ولا فرض في المسجد ..
ولا فرض في المسجد ..
ولا فرض في المسجد ..
أين الآمرون !!..كما كان علي رضي الله عنه وأرضاه يمر في الطريق ، فإذا مرَّ في الطريق نادى بأعلى صوته يقول : الصلاة ..الصلاة ..يوقظ الناس لصلاة الفجر وكان رضي الله عنه يفعل ذلك كل يوم ..
وأنتِ أمة الله ما حالك مع الصلاة ، وما حالك في تأخيرها ؟!..
لئن كنا قد ذكرنا ذلك فإننا والله لنعيش مع مآسٍ حزينة مع الذين يتخلفون عن المساجد ..
والله لن يبدأ لنا انطلاق ولا نصرة ولا تأييد ولا دفاع ولا قوة إلا إذا انطلقنا من المساجد ..
وإذا أردت أن تعرف قوة إيمانك ، وقوة عقيدتك ، وقوة صدقك ، وحلال عزيمتك الراسخة ؛ فانظر تبكيرك للمسجد ..
أعود للعم عابد : إنه رجل سمته وصلاحه ووقاره ..
يقول أهل المنطقة : لقد عُرف عن هذا الرجل كفيف البصر من زمن بعيد ..
من زمن بعيد ..
ولقد غُيَّر هذا الحبل أكثر من مرة ..
أكثر من مرة ..
أكثر من مرة ..
فأين ..جيران المساجد الذين لا يشهدون الصلوات الخمس في المسجد !..
فأين ..الذين حرصوا على الوظائف وغيرها !..
إنها قصة التميز الأولى فلا تنساها رعاك الله ..
فلا تنساها رعاك الله ..
وأنطلق معكم انطلاقة سريعة إلى تميز آخر ..
إنه صاحب المطوية الصغيرة ..
سألت أحد الأحبة ؛ مدراء أحد مراكز الجاليات في المملكة وقلت له : حدثني بأعجب قصة قد مرت عليك خلال خدمتك في هذا المجال الدعوي ..
فقال : إنَّ أعجب قصة قد مرت علي ..
كنت جالساً في هذا المكتب فجاءني رجل فلبيني يريد الدخول في الإسلام ..
فرحت بذلك وابتهجت ؛ لأننا نحن الذين نذهب إليهم ، وحريصين عليهم ..
وهذا يأتيني لمكاني ..
قلت في نفسي الحمد لله ..الحمد لله ..
فقال : كيف الدخول في الإسلام ؟..
فبدأت أعلمه بذلك حتى قلت له : أن تنطق بالشهادة ..
فقلت له : قل أشهد أن لا إله إلا الله ، وأنَّ محمداً رسول الله ..
نطق بها ولسانه يتعثر ..
أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ..
{ فَمَن يُرِدِ اللّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقاً حَرَجاً كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاء كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ } ..
لقد انطلقت بداية التميز في هذه القصة ..
إنه بدأ نور الإيمان يتحرك في قلبه ..
إنه رجل طالما دعا غير الله ..
طالما سأل غير الله ..
طالما سجد لغير الله ..
طالما انفق ماله لغير الله ..
طالما فعل وفعل وعمل ..
ولكن تحرّك نور الإيمان في قلبه ..
{ أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا } ..
قبل القصة أسألك عدة أسئلة ..
السؤال الأول : كم عمرك ؟!.
السؤال الثاني : كم مدة هدايتك ؟!.
السؤال الثالث : ماذا قدَّمت لدين الله ؟!.
السؤال الرابع : هل سهرت ليلة في سبيل الله ؟!.
السؤال الخامس : كم أقصى مدة جلست في المسجد ؟!.
السؤال السادس : هل بكيت يوماً لأنك لم تقدم لدين الله ؟!.
السؤال السابع : كم أنفقت في سبيل الله ؟!.
السؤال الثامن ، والسؤال التاسع ، والسؤال العاشر ، ولن تنتهي الأسئلة ..
بدأ نور الخير في قلب هذا الرجل ..
يقول الشيخ في كل يومين أو ثلاثة وإذا برجل فليبني يأتي به معه يقول : إنه قد دخل في الإسلام ..
وكل يوم أو يومين يقول : إنَّ عندي ممرضة أو طبيبة لقد أعلنت دخولها في الإسلام .. أخبر الأخوات في القسم النسائي يستقبلونها ..
يقول بدأ يظل حاله على هذه الحال ..
كل أسبوع ..في الأسبوع مهتدٍ أو مهتديين أو ثلاثة ، أو امرأة أو امرأتين ..
مهندس الكترونيات ..
نقلنا كفالته على مكتب الجاليات ..
لقد ازداد نشاط الرجل ..
لقد ازداد خيره ..
بدأ يتحمس للدين أعظم مما كان يتحمّس ..
نفتخر بأنَّ هدايتنا عشر أو عشرون سنة !!..
وآخر يفتخر بأنه داعية إلى سنوات كذا !!..
وآخر إمام مسجد خدمته في المسجد ثلاثون سنة !!..
وآخر ، وآخر ، وآخر !..
يقول الشيخ : نقلنا كفالته على مكتب الجاليات ..
لقد ازداد نشاط الرجل ..
نقول إنه لا ينام الليل ؛ ولا يرتاح في النهار ..
يتجوَّل على القرى والهجر ..
والله لا نكلفه بذلك بل هو الذي يذهب ..
لقد زوّجنا بعض الرجال المهتدين من بعض النساء المهتديات ..فلله الحمد ..
ذهب إلى الفلبين ..
عاد إلينا وقال : لقد فتحت مدرسة إسلامية ..ولله الحمد ..
لقد ذهب بعض الدعاة من الدمام فرأوها ورأوا نشاطها ..
رجلٌ هنا بهذه البلاد ويشرف عليها هناك ..
ثم تأمل ..
تأمل ..
لم ندخل في العجائب في هذه القصة بعد ..
ما رأينا شيء !..
ما سمعنا شيء !..
حدّثت بهذه القصة في أحد المناطق فجاءني أحد المشايخ وقال : هذا ..لقد جاءنا هنا ، وأحضرنا له ثلاثمئة فلبيني ألقى عليهم محاضرة مدة ساعتين ..
مدة ساعتين ..
ما انتهى إلا وثلاثة يدخلون في الإسلام ..
ما انتهى إلا وثلاثة يدخلون في الإسلام ..
ثم العجب ..
ثم العجب ..
ندخل في العجب في هذه القصة ..
حتى ندرك الصبر على طاعة الله وعلى الدعوة إلى الله تعالى ..
أصيب بمرض السرطان ..
فلا إله إلا الله ..
بدأ معه في أصبع من أصابع الرجل ..
قرر الأطباء عندنا بالمملكة لا بدَّ من قطعه ..
وافق على ذلك ..
قُطع الأصبع ..
تتوقعون أخذ إجازة ؟! ..
لا ..ما أخذ إجازة ..
يعمل ..
وبعده فترة وجيزة انتشر مرض السرطان في رجله كلها ..
قرر الأطباء عندنا بالمملكة قطع الرجل ..
لقد وافق الرجُل على ذلك ..
أصبح برجل ثالثة ..
إنها عصا يتكأ عليها ..
يسافر إلى الفلبين ..
يذهب ولم تعيقه هذه الرجل عن الدعوة إلى الله ..
فأين المتشاغلون بالزوجات ؟!..
أين المتشاغلون بالوظائف ؟!..
أين المتشاغلون بمزارع وحيوانات وأمور عن تقديم دعوة الله ؟!..
يقول الشيخ : قُطعت رجله ولم يتغير نشاطه ..
لم يتغير نشاطه بل يسافر إلى الفلبين ويرجع مرة أخرى ..
ونحن نقول له : خلاص استرح لأولادك ..
استرح في بلادك ..
قال : لا .. أرضكم هذه خصبة ..
الذين يأتونكم هؤلاء من سنوات لقد تأثروا وقلوبهم لينة ؛ أما الذين هناك فلا ..فلا ..فلا ..
ثم بدأت أحواله تزداد دعوةً ونشاطاً وحيوية وقوة ..
فلا إله إلا الله ..
ما أعظم الذين يقدمون لدين الله ..
فأين هممنا الفاترة ؟!..
وأين نشاطنا الفاتر عن نصرة دين الله ؟!..
لئنَّ الدين يحتاج لرجال ينصروه ..
نعم ..ليحتاج لرجال ينصرونه ..
شباب من أهل جدة ..
شباب من أهل جدة في العام الماضي في الحج جزاهم الله تعالى خير الجزاء ..
قاموا بنشاط دعوي غريب وعجيب..
لعل منكم من يخرج بإذن الله وينبري لهذا النشاط ..
فكم أنا وأنت قد قصدنا مكة ، وكم ذهب بعض شباب المكتبات وغيرها لمكة ، وكم وكم ..
إنهم مجموعة من الفضلاء اشتروا حافلة واشتركوا فيها ثم ماذا يا ترى ؟!..
هم ما يقرب الخمسة أو زيادة ..
السيارة خلال أيام التشريق وقبلها تشتغل أربعة وعشرين ساعة لا تقف ..
ماذا تفعل ؟!.
اسمعوا يا من تجوبون بسياراتكم الطرقات ..
يا من تلمعون ..
يا من تزبردون ..
يا من تفعلون وتعملون ..
يا من جعلت السيارة أكبر همك ، وبيتك أكبر شغلك ..
استمع ..
إنهم قاموا بالسقيا للحجاج ..
ثم الأمر الأعظم من ذلك مع هذه السقيا ..
وفروا دعوة إلى الله ..
إنهم بدأوا يعالجون الشح الذي يقوم به بعض سائقي السيارات ..
يقول الأخوة : نحمل الأحبة من منى ونذهب بهم إلى مكة وننقلهم من المشاعر ..
ما هو الشرط ! ..
عندما يركب الحاج فيقول : كم الأجرة ؟.
يقول : اركب .... اركب ..اركب على ما تشاء ..
فإذا ركب الحجاج وسقوهم ؛ ولعلكم تتخيلون بينهم غير العربي ، وغير الخليجي ، بينهم من هو من شرق آسيا ، وبينهم من هو من غربها ، وبينهم، وبينهم ، وبينهم ..
لغات لا يعرفون كلامهم ..
فيسقونهم الماء ، ويطعمونهم بعض الطعام ..
خلال المشوار نصف ساعة أو زيادة ..
خلال المشوار ..
كلام عن العقيدة ..
كلام عن التوحيد ..
كلام عن الخير ..
عن هذه المشاعر ..
يبكي الحجاج ..
يتأثر الحجاج بهذا الأسلوب الدعوي الذي قام به بعض هذه الفئات ..
فما هو السرّ في التميز ؟!..
وما هو سرّ التميز في هذه القصة !..
عندما ينزل الحجاج يدفعون ضعف القيمة فيقولون لهم : { إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً } ..
فينزل الحجاج يبكون ويذرفون الدمعات ، ويبدأ هذا وذاك وذاك يقولون : زورونا في مخيمنا ..
زورونا في مكاننا ..
زورونا ..
يقول الأحبة : فيذهب بعض طلاب العلم معنا لزيارة هذه المخيمات فيستقبلونهم استقبلالاً بحفاوة وإكرام ..
والعجيب أنهم يدعوننا لزيارتهم في بلادهم ؛ ولقد زرناهم في بلادهم ..
ولقد زرناهم في بلادهم ..
ولقد جاء رجل وحدثني بها قبل شهرين تقريباً ..
جاء من أدغال إفريقيا ..
يقول : ذهبنا إلى هناك ..
قصدنا أحد التجَّار ..
مسكنه تقريبا 10 كيلو في 10 كيلو ..
دخلنا ذلكم القصر ..
أغلب الذين عنده من الهندوس ، وهو رجل مسلم تاجر ..
زرناه ..
بدأنا نذكر له الدين ..
أوَ تدرون ما الذي قال !!..
لقد قال لهم : إنني أتبرع بقصري هذا كله على دار تحفيظ القرآن ، وأجعله في سبيل الله ؛ وأبني لي قصراً آخر ..
ثم قال للعمال : إما أن تسلموا وإما أن تخرجوا ..
فقالوا : أسلمنا ودخلنا في دينك ..
إنها الدعوة إلى الله ..
إنها الدعوة إلى الله ..
وفي العام الماضي مع الوزارة وبعد إلقاء كلمة على الحجاج من نيجيريا وبعد الكلمة وقف أمامي رجل نيجيري احمَّرت عيناه ..
احمَّرت عيناه ؛ فقال كلمات لا أفهمها وأنا أنتظر على عجل ماذا يقول لي ..
قال المترجم بعد الانتهاء : إنه يقول جزاك الله خيراً على ما قلت وقدَّمت ، ولكن نحن في قريتنا لم يزورنا ولا داعية إلى الله ، والنصارى معنا من عشرات السنوات يسكنون معنا ..
إنَّ هذا الرجل صاحب المطوية ماذا قدَّم لدين الله ..
إننا لا بدَّ أن نتساءل أيضاً ..
فلا ننسى صاحب المطوية الذي قدَّم دريهمات لدين الله فنصر الله بها رجل نصر الدين وأقام بالدين ..
ولكن أعود لصاحبنا فأقول لكم جميعاً : عظَّم الله أجركم فيه ..
لقد مات بعد أن انتشر مرض السرطان في جسمه كله ..
اللهم اقبله يا ربَّ العالمين ..
اللهم اقبله يا ربَّ العالمين ..
اللهم اقبله يا ربَّ العالمين ..
إنها منائر الدعوة إلى الله التي يتحرَّق أصحابها لإخراج الناس من الظلمات إلى النور ، ومن الظلام إلى الظلال الوافرة ؛ من الانحراف إلى الاستقامة ..
طريق الهداة المهتدين ..
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في تفسير قول الله تعالى { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ، قُمْ فَأَنذِرْ } ..
يقول : فواجب على الأمة أن يبلّغوا ما أُنزل إليهم ولينذروا كما أنذر ..
قال الله تعالى : { فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَآئِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ ..} اسمعوا { لِّيَتَفَقَّهُواْ فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ } ..
يا أصحاب الشهادات ..
يا أصحاب الشهادات ..
ما حالنا جميعاً عندما نقف أمام الله ..
ما حالنا جميعاً عندما نقف أمام الله ..
ما حالنا جميعاً عندما نقف أمام الله ..
{ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ } ..
إنَّ الجن لما سمعت القرآن تحرَّكت بحركة عجز عنها كثير منا ..
نعم ..
لقد عجز عنها كثير منا ..
قال الله تعالى : { وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ ، قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَاباً أُنزِلَ مِن بَعْدِ مُوسَى مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُّسْتَقِيمٍ ، يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ، وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَولِيَاء}..
إنها الجن ..
قامت بالدعوة إلى الله ..
إنَّ النفس فيها صفات لا بدَّ أن تُعالج ..
لا بدَّ أن تؤدّب ..
يقول ابن القيم رحمه الله :
في النفس صفات ..
إنَّ فيها ..
كبر إبليس ..
وحسد قابيل ..
وعتوّ عاد ..
وطغيان ثمود ..
وجرأة نمرود ..
واستطالة فرعون ..
وبغي قارون ..
ووقاحة هامان ..
وحيل أصحاب السبت ..
وتمرد الوليد ..
وجهل أبي جهل ..
ومن أخلاق البهائم :
حرص الغراب ..
وشره الكلب ..
ورعونة الطاووس ..
ودناءة الجعل ..
وعقوق الضب ..
وحقد الجمل ..
وصولة الأسد ..
وفسق الفأرة ..
وخبث الحية ..
وعبث القرد ..
وجمع النملة ..
ومكر الثعلب ..
وخفة الفراش ..
ونوم الضبع ..
ووثوب الفهد ..
غير أنَّ الحازم بالمجاهدة يُذهب ذلك كله بإذن الله تبارك وتعالى ..
{ وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ } ..
ليس من الحزم بيع الوعد بالنقد ..
وليس من الحزم جزعٌ من صبر ساعة مع احتمال ذلّ الأبد ..
عجباً والله منا لا نصبر على الدعوة إلى الله ..
بل ولا نصبر على طاعة الله ..
أبن منا من يجلس في المسجد بعد صلاة الفجر ونستثني الذين عليهم أعمال ..
أين هم ؟!..
أين الذين يجلسون على الطاعات والقربات والاعتكاف على كتاب الله ؟!..كما سوف نرى بعد قليل ..
إننا نحتاج إلى همة ..
نحتاج إلى همة كبيرة ..
بعضنا أكبر همه ومبلغ علمه لقمة ولباس ومركب ..
مطعم شهي ، وملبس دفي ، ومركب وطي ..
قد رفع راية : إنما العيش سماع ، ومدام ، وردام ؛ فإذا فاتك هذا فعلى الدنيا السلام ..
الحزم بقدر الاهتمامات والهموم ..
والهموم بقدر الهمم والجَلد ..
والحزم خير من التفلت والتبلد ..
والصلاة خير من النوم ..
والمنية خير من الدنية ..
ومن عزَّ بز ..
ومن أراد المنزلة القصوى في الجنة فعليه بالمنزلة القصوى في الدنيا ..
على قدر مكانتك في الدنيا تكون بإذن الحي القيوم مكانتك في الآخرة ..
نعم رعاك الله ..
واحدة بواحدة ..
ولكل سلعة ثمن ..
كان أبو مسلم الخولاني رحمه الله تعالى حازماً مع نفسه أشدَّ الحزم ، قد علَّق سوطاً في بيته ..
ثم تأمل كيف الأدب يا أصحاب الهمم ..
يخوّف بذلك نفسه ويقول لنفسه :
قومي .. قومي .. فوالله لأزحفنَّ بك زحفاً إلى الجنة ..
فوالله لأزحفنَّ بك زحفاً إلى الله حتى يكون الكلل منك لا مني ..
فإذا فتر وكلَّ وتعب تناول سوطه ؛ وضرب رجله ، ثم قال كلمات رائعات طيبات ..
كلمات حري بكل صاحب همة أن يرددها ..
يقول : أيظن أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يستأثروا به دوننا ..
كلا ..
كلا والله لنزاحمنهم عليه زحاماً حتى يعلموا أنهم خلَّفوا وراءهم رجالاً ..
حتى يعلموا أنهم خلَّفوا وراءهم رجالاً ..
هم الرجال وعيب أن يُقال لمن لم يكن في زيهم رجل ..
حالهم يقول : عباس ..عباسٌ إذا احتدم الوغى ..
وفضل ..فضلٌ .. والربيع ربيع ..
هذا ابن عقيل الحنبلي رحمه الله بلغ الثمانين من العمر ولم يفتر ولك يضعف ولم يكل ولم يمل ؛ حتى قال : ما شاب عزمي ولا حزمي ولا خُلقي ، ولا ولائي ولا ديني ولا كرمي وإنما اعتاض شعري غير صبغته والشيب بالشعر غير الشيب في الهمم ..
التقيت ببعض الأخوة من أسبانيا..
فقال لي أحدهم جزاه الله تعالى خيراً ..
هذا رجل سائق أجرة ، ولكنه قدَّم لدين الله..
سائق أجرة قدَّم لدين الله ( فلا تحقرنَّ من المعروف شيئاً ) ..
ماذا قدَّم يا ترى ؟!.
إنه يُركب الركاب ويحرص على المسافات الطويلة ..
يقول : وأثناء الطريق يشغل الوقت بالكلام عن الإسلام بشريط أو غيره ؛ ويحرص على غير المسلمين أكثر ..
إذا جاء وقت الصلاة وقف وأخبر الذي عنده من الركاب أنَّ هذا وقت صلاة ثم يقول كلمة رائعة :
هذا موعد مع الله ..
هذا موعد مع الله ..
ثم إذا حضر غداء أو عشاء أو إفطار حرص على شراء الوجبة هو للذي أركبه معه ، والنظام هناك كلٌ يأكل لوحده وهو يقول : لا .. أأكل معك ..ثم يقول : أنت مسلم وأنا هندوسي أو نصراني أو بوذي ثم يقول : لقد علمنا الإسلام ورسولنا صلى الله عليه وسلم أننا نأكل حتى مع الفقير واليتيم والمسكين ..
يقول ناقل القصة .. يقول صاحب الأجرة ما أصل إلى المنطقة التي نقصدها إلا يقول الذي عندي من الركاب :
لا تذهب بنا إلى ذلك المكان ..
إذهب بنا إلى أقرب مركز للإسلام نريد أن ندخل في الإسلام ..
بمثل هذه الأخلاق ..
بمثل هذه الأخلاق أردنا الإسلام ..
الله أكبر ..
فأين أهل الأخلاق ؟!.
أين دعاة الأخلاق .؟!..
أين الكرماء ؟!..
أين الفضلاء ؟!..
أين من قاموا بالدعوة والدين بصدق وأمانة إلى غير ذلك من الأشياء والأمور ..
ولعلي أسألك ، وأسأل نفسي ، وأسألكِ أمةَ الله ، ولنسأل جميعاً أنفسنا ..
بماذا نقدم لدين الله من أشياء ..
إنني لا أقول أننا قد ارتكبنا الكبائر والموبقات ..
ولكنني أقول إننا قد عصينا الله..
مرت علينا ساعات غفلة ..
ربما كانت على الطرقات..
ربما كانت على الملاهي ..
ربما كانت على الشاشات ..
ربما كانت على الفضائيات ..
ربما كانت في الغيبة ..
ربما كانت في النميمة ..
ربما كانت على ما لا يرضي الله تعالى ..
إنني أجزم فأقول ..
لا شك أنه قد مرت علينا ساعات غفلة ..
ماذا عوضناها بعد الهداية ؟!
وماذا قدمنا لدين الله ؟!..
فصاحب المطوية ماذا قدم ..
وماذا عمل ..
وماذا فعلوا جميعاً ..
اسمعوا معي هذا الموقف الرائع الذي يضرب لنا قصة تميز رائعة ..
إنه عكرمة بن أبي جهل ..
عكرمة الذي حارب رسول الله ..
عكرمة الذي حارب الإسلام ..
عكرمة الذي حارب الله ..
عكرمة الذي طالما فعل وفعل ..
لقد دخل عكرمة وأسلم عام الفتح فجاء إلى الرسول صلى الله عليه وسلم وقال كلمات رائعات ..
قال : يا رسول الله والذي نجاني يوم بدر – يوم بدر الذي حارب عكرمة رسول الله فيه وأراد قتله - ..
قال : يا رسول الله لا أدع نفقة أنفقتها في الصدّ عن سبيل الله لأنفقنَّ ضعفها في سبيل الله ..
لأنفقنَّ ضعفها في سبيل الله ..
ولا قتالاً قاتلته في الصدّ عن دين الله لأقاتلنَّ ضعفه في سبيل الله ..
فعكرمة يبايع على هذا ..
عكرمة يبايع على هذا ..
فجاءت ساعة بيان الواقع ..
فكم نعاهد ، وكم نبرم من عقود مع الله وسرعان ما ننقضها !!..
أنني لأجزم أنَّ البعض منا يقول : إذا خرجت من هذه المحاضرة سوف أخرج إلى الكورنيش وأدعو ..
وآخر إمام مسجد سوف يقول أعمل دروس ..
والثاني يقول أزور ..
والثالث سأُخرج الدش والمحرَّم ..
ورابع ، وخامس ، وسادس ..
ثم سرعان ما تفتر هذه الهمم ..
سرعان ما تضعف هذه الهمم ..
استمع لبطولة ..
استمع لقصة تميز ..
جاءت معركة اليرموك ..
أقبل عكرمة على معركة اليرموك إقبال رجلٍ ظمآن .. ظمآن في يوم صائف شديد ..
أقبل عكرمة وهو بين المسلمين يقاتل قتال المستميت ..
رآه خالد ؛ فقال له – خالد بن الوليد – : يا عكرمة .. يا عكرمة .. يا عكرمة لا تفعل ذلك فإنَّ قتلك على المسلمين سيكون شديداً ..
كسر غمد سيفه ، وبدأ يضرب بالأعداء ويقول لخالد :
يا خالد لقد أسلمت قبلي ..
- انظروا التنافس في الهداية - ..
يا خالد لقد أسلمت قبلي ..
دعني يا خالد ..
دعني يا خالد أكفّر عما كان مني ..
دعني يا خالد أن أكفر عما كان مني مع رسول الله ..
لقد كنت أنا وأبي - أبي جهل - أشدّ الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
يا خالد أأقاتل رسول الله واليوم أفرّ من الروم !!..
والله لا يكون ذلك ..
والله لا يكون ذلك ..
لو بان عضدي ما تأسف منكبي لو مات زندي ما بكته الأنامل
ثم يقف عكرمة فيقول في لصحابة : من يبايع على الموت !..
من يبايع على الموت ! ..
فيقف أربعمئة رجل من المجاهدين يقولون :
يا عكرمة نحن نبايعك على الجهاد ..
فيقول : من يبايعني حتى ينصر الله دين الإسلام !..
فيقف أربعمئة .. أربعمئة بجهاد ونضال ..
بدأ عكرمة يريد أن يكفّر الماضي ..
يريد أن يكفّر أيام الجهالة والغفلة ؛ حتى لقي عكرمة ربه تبارك وتعالى مثخناً بجراحه ؛ ولسان حاله يقول { وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى } ..
أين من أنفقوا الأموال في الأغاني ؟!..
أين من أنفقوا الأموال في السفرات ؟!.
أين من أنفقوا الأموال في التذاكر ؟!..
أين من أنفقوا الأموال في محاربة دين الله ..في دعوة المغنين والمغنيات ؟!..
أين من أنفقوا الأموال في إقامة مشاريع تصد عن دين الله ؟!..
لنقول لهم جميعاً أين أنتم من عكرمة ؟!!!!..
وأخاطب المهتدين الذين استقاموا من سنوات ..
ربما أمضى الواحد سنوات ..
أمضى أموال في المخدرات..
أموال في المسكرات ..
أموال وأموال ..
لما استقام ..أصبح شحيح ..
لما استقام ..أصبح ما ينفق ..
لما استقام ..كم أنفق من الأموال في سبيل الله ..
كم أنفق من الأموال في الحفاظ على دين الله ..
أخاطب الجميع الذين أنفقوا الأموال على الدخان وعلى القات ..
من أنفقوا الأموال على البغاء مع البغايا والزوال ..
أين أولئك الذين أنفقوا الأموال !!..
وهذه قصة أذكر لكم رأسها فإنما احتفظت بها للقرار الشجاع ..
شاب يقول لي : أنفقت مئتين وخمسين ألف ( 25000 ) على المعاكسات فقط وعلى الزنا والحرام ..
نحو مئتين وخمسين ألف (25000 ) ..
فأين منا من يكفّر حتى يبلغ دين الله تعالى ويقوم بمثل ذلك !!..
ولتنأتي إلى قصة تميز آخرى أيضاً ..
إنها صاحبة أم الجرم ..
منطقة قرب محافظة جدة تبعد عنها نحو سبعين أو ثمانين كيلو ..
قد يعاتبني البعض في ذكر الأسماء ولكن أقول هذا منهج السلف فلو قرأت للذهبي وقرأت لابن كثير وابن الأثير رأيتهم قد نصوا في الأثر بذكر القصص وتاريخها وأسمائها وبلدانها فلماذا نتركها الآن فلعلنا نموت في هذه اللحظة ويأتي من بعدنا فيروونها بإذن الله بأسناديها بدل أن يقول كما يقول الناس في القهاوي والمقاهي: سمعنا قصة ..
تُذكر الأسانيد كما قال سفيان : لولا الإسناد لقال من شاء ما شاء ..
هذا الهدف من الإسناد ..
بعد المحاضرة وفي الجمعية الخيرية وعجيبة هذه الجمعية – سبحان الله – يقول الشيخ ..
_ أخرج عن القصة قليلاً _ ..
الكهرباء من الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ..
ذهب له أحد الأخوة فقال : ياشيخ نحن في منطقة أم الجرم نحتاج إلى كهرباء في الجمعية الخيرية والتكلفة عشرة آلاف ريال ..
يقول : فقام الشيخ مباشرة فكتب ورقة إلى مدير الكهرباء في المنطقة وقال هذا المبلغ مؤمَّن عندي ..
وأما التكييف فكله – يقول الشيخ – على نفقة الشيخ عمر السبيل رحم الله تعالى الجميع ..
مناطق وقرى تجد أهل الإحسان خيرهم قد وصل إلى هناك ..
قد وصل خيرهم إلى هناك ..
فتح الشيخ الظرف ..
الظرف فيه أربعمئة ( 400 ) ريال ..
لا تحتقرها ..
يا أصحاب الألف ، ويا من رواتبهم ألفين وثلاثة ..
يا أصحاب الرواتب العشرة والعشرين ..
اسمعوا ..
اسمعي أمةَ الله ..
أيتها المعلمة ..
أيتها الموظفة ..
يا طالبة الكلية ..
أخاطبكم جميعاً ..
قال الشيخ : هذه المرأة لها نحو خمس سنوات وهي ترسل هذا الظرف لم تتخلف شهراً واحداً تكفل به أيتام ..
امرأة .. امرأة ..
ثم قال الشيخ : زوجها ليس موظف ..
يقول : عندي الوصولات موجودة لم تتخلف شهراً واحد ..
ثم يقول : وهي الآن تكفل بيتاً كاملاً ..
ثم ألقيت محاضرة بجدة وكان أولادها قد حضروا معنا هناك ..
وبعد المحاضرة ؛ وقد ذكرت القصة في المحاضرة ..
قلت لأحد أولادها ..وأولادها فضلاء وصالحون ..
يقول الشيخ : الصغير قبل الكبير لا يفرطون في الصلوات الخمس عموماً وصلاة الفجر خصوصاً ..
امرأة لا ترضى أحدٌ أن يغتاب في مجلسها أحد ..
امرأة هي الصالحة من خيرة النساء ..
قلت لولدها : أخي رعاك الله ..
أسألك بالله هل تعرف المرأة التي ذكرت قصتها في المحاضرة ؟!.
والله وبالله وتالله قال لي : لا أعرفها .. لا أعرفها ..
فقلت له : هذه أمك ..
هذه أمك ..
فتأثر قلبه ..
تأثر قلبه ، وسالت دمعته على خده وقال :
أمي من خمس سنوات تكفل أيتام !!..
لأنًَّ الشيخ قد قال لي أنَّ ولدها هذا فقط هو الذي يأتي بهذا الظرف ، ثم قال : إنني معلم لم أتوظف إلا من سنتين،وأخي ضابط لم يتوظف إلا نحو ذلك أيضاً ..
قبل أربع سنوات وخمس كانت حالتنا فقيرة جداً ليس عندنا شيء ..
قلت : أمك تفعل ذلك ..
ويقول مدير الدعوة والإرشاد بالقوعية الشيخ عبد الله السلطان ..
يقول جاءتني امرأة وقالت يا شيخ عبد الله – ورقة ملفوفة بخرقة – وقالت :
يا شيخ ما عندي في هذه الدنيا إلا هذا البيت ..
خذه يا شيخ عبد الله واجعله لتحفيظ القرآن ..
يقول الشيخ : والله ما عندها شيء ولا أحد ..
هي الآن تسكن عندنا في المنطقة في غرفة ..
الجيران هم الذين يأتون لها بالطعام والشراب ..
إنها امرأة فانظروا ماذا قدمت ..
فأين الذين ينفقون أموالهم !!..
أين أصحاب الرواتب !!..
لماذا لا نجد خيرات !!..
وورقة جئت بها بأصلها ..
انظروا إليها ..
عندما ألقيت المحاضرة هذه في إحدى المناطق كتب لي أحدهم يقول :
بسم الله الرحمن الرحيم ..
فضيلة الشيخ ..
إننا نحبك في الله – أحبك الله الذي أحببتنا من أجله وإن كنت غائباً - ..
اسمعوا ماذا يقول :
أنا أعرف أني مقصر في كل شيء ..
الحمد لله أصلي مع ابنائي جميع الفروض ..
أشارك في جميع الجمعيات الخيرية في المنطقة بمبلغ ثلاثمئة ريال شهرياً ، أكفل ستة أيتام في الخارج ويتيم في الداخل وأسرة ، وأُخرج الزكاة ، وأتصدق والحمد لله ، ثم يقول : هل أنا مقصّر ؟..
ما رأيكم ، هل هذا مقصّر ؟!..
يقول : هل أنا مقصّر ؟..
أثابك الله وجعله في موازين أعمالك ..
روى البخاري عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا - وأشار بالسبابة والوسطى وفرَّج بينهما _ ) رواه البخاري ..
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وآله وسلم :
( كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة ) ..
أين هذه الأجور عنا ! ..
أين المتنافسون في الإنفاق والبذل لطاعة الله تعالى !..
نعم ..
أين أهل الإحسان !!..
أين أهل الخيرات !!..
أين أهل الفضائل والمكارم !!..
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في الصحيحين :
( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله ) وأحسبه قال :
( وكالقائم الذي لا يفتر ..) ..
هل تستطيع القيام ولا تفتر !..
هل تستطيع أن تصلي الليل كله !..
هل تستطيعين أمةَ الله أن تصلي الليل كله !..
هل نستطيع كلنا أن نفعل ذلك !..
وهل تستطيعون أن تصوموا ولا تفطروا ..
( كالقائم الذي لا يفتر ،كالصائم الذي لا يفطر ) ..
وعن أنس قال :
( من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين وضم أصابعه ) رواه مسلم ..
الله أكبر ..
أين منا من يكفل الأيتام !.
أين منا من يقوم على الأرامل !.
هذه المدارس بالأيتام وأولاد الفقراء تعج ..
وهذه المستشفيات بأصوات المرضى تضج ..
وهذه البيوت بالعجائز والشيوخ والأرامل ترتج ..
وأنفس البائسين والمحتاجين عند الله تحتج ..
فيا أهل الدثور لا تفوتون الأجور ..
يا أصحاب البيت المعمور ، والحال المستور ..
أنفق ما في الجيب تُرزق بإذن الله ما في الغيب ..
تصدق بالميسور فالله يخلف عليك ما أنفقت ..
ويقبل منك ما تصدقت ..
ويثيبك على ذلك بالجنة والحور والأنهار والقصور ..
{ إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَعِيمٍ ، فَاكِهِينَ بِمَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ وَوَقَاهُمْ رَبُّهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ } ..
إنها الأجور المضاعفة ..
فالزم فعل الخير مكانك ..
وأطعم البرّ إمكانك ..
واقرض ربك فقد رَبك ..
وعامل مولاك بما أولاك ..
ولا تردنًَّ سائلاً بلا فإنه موت عنده بالبلى ..
ولا تكن من البخلاء وقال الله وإياك أدوى داء ..
قال صلى الله عليه وسلم :
( وأي داء أدوى من البخل ) ..
اسمع واسمعي ..
أشابيب الوحي ، ونور الخير التي تنطق من في الحبيب صلوا عليه يا أحبة ..
عندما تنطلق من نبينا صلى الله عليه وعلى آله وسلم كما جاء في المسند :
( أيما مسلم كسا مسلماً ثوباً على عري كساه الله تعالى من خضر الجنة ،
وأيما مسلم أطعم مسلماً على جوع أطعمه الله تعالى يوم القيامة من ثمار الجنة ،
وأيما مسلم سقا مسلماً على ظمأ سقاه الله تعالى يوم القيامة من الرحيق المختوم).
كم يموت الناس جوعى !..
أين أولئك الأثرياء { لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ } ..
إنَّ الروح إذا بذلت لم تخشَ من ذي العرش إقلالاً ..
فعن نافع كان ابن عمر رضي الله عنهما ليفرق في المجلس الواحد ثلاثين ألفاً ، ثم يأتي عليه شهر ما يأكل مزعة لحم ، واشتهى في مرضه أن يأكل حوتاً ، ومرة أخرى اشتهى عنباً فلما جيء به إليه تصدَّق به في سبيل الله ..
تصدَّق به في سبيل الله ..
وما الجود من يعطي إذا ما سألته ولكن من يعطي بغير سؤال
أويس القرني ..
كان أويس القرني قد ذكر عنه بعض أهل السير أنه ذات مرة من المرات تصدق بثيابه حتى جلس وليس عنده ثوب يذهب به إلى الجمعة لأنه رأى رجلاً ليس عليه شيء ..
كان أحد السلف على المنبر يقول : إنني لأعرف رجلاً يُطعم كل يوم ستة وثلاثين ألفاً من الأعراب تمراً وسويقاً ..
فيا سبحان الله أي همم قد تحرَّكت ..
إنَّ البخل داء ..
إنَّ البخل داء دلَّاهم بغرور ثم أوردهم ..
إنَّ الخبيث لمن والاه غرَّار إنَّ { الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً }..
فأنفق رعاك الله ..
وأنفقي رعاك الله نؤجر بإذن الله ..
وهذه قصة في التميز أخرى ..
إنه رجل عندنا في المنطقة من التجَّار والأثرياء والبادرين والفاعلين ولكنه – سبحان الله – أراد استحضار الأجر ..
أراد استحضار الفقراء والمحتاجين ، ولكن لم ينسى شيء ..
لقد بنى مسجداً ؛ ولما بنى المسجد كل ليلة جمعة هو الذي يأتي مع أولاده وزوجته وينظفون المسجد ..
يغلقون الأبواب وهذا هو حالهم في كل أسبوع ..
والله لكأني بهذا الرجل وإنه ليستطيع أن يأتي بآلاف العمال لكي يخدمون بالمسجد ؛ ولكني كأني بهذا الرجل يتأمل حديث رواه الترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم :
( عُرضت علي أجور أمتي حتى القذاة يخرجها الرجل من المسجد ، وعرضت علي ذنوب أمتي فلم أرَ ذنباً أعظم من سورة من القرآن أو آية أوتيها رجل ثم نسيها ) ..
قال ابن رسلان : فيه ترغيب في تنظيف المساجد مما يحصل فيها من القمامات ..
إنها تُكتب في أجورهم وتُعرض على نبيهم ..
وأما صاحب القرآن فإنَّ المراد بذلك هو الذي ضيعه فلم يراجعه ولم يفعل ..
فاكتب قصة تميزك ..
وهذه قصة جعلت عنوانها ..
استيقظ يا نائم ..
استيقظ يا نائم فقد فاز القوم ونحن في نوم ..
لقد فاز القوم ..
بهمم جبارة وطوحات ، رائعة وقَصص متميزة كتبوها في الدنيا لنا ..
لنقرأها ونراها ونسمعها ..
يقول أحد الفضلاء والأحبة الكرماء ..
دخلت الجمعة ..
حرصت على الصف الأول ..
وجدت رجلاً فاضلاً بجواري قد بكَّر قبلي ، فلما انتهيت وإذا به يقرأ في الأجزاء الأخيرة من القرآن في تبارك ، والنبأ ..
قبل دخول الخطيب بخمس دقائق أو عشرة ..
_ اسمعوا والله _ حتى تنحتقر أنفسنا ..
حتى والله لنحتقر أنفسنا وسوف نرى ما هي هممنا وما التميز الذي عشناه !..
يقول وقبل دخول الخطيب بخمس دقائق أو نحوها رفع يديه إلى السماء فجلس يدعو الله تعالى ..
قلت : لعلي أن أكلمه ، لماذا يترك قراءة سورة الكهف ..
نحن نجيد النقد السريع ، والعيب السريع ، وتلمس العثرات والأخطاء دون النظر للحسنات ، دون النظر للخيرات ، دون النظر للبركات ..
فتأمل ..
قلت : لعلي أكلمه بعد الصلاة ثم امتنعت _ سبحان الله - ..
في الجمعة الأخرى حرصت أن أصلي بجانب هذا الرجل ، ولما جئت بجواره وجدته قبلي .. قبلي .. قبلي .. فلما انتهيت وأنا أقرأ ..لم يقرأ سورة الكهف وكان في الأجزاء الأخيرة من القرآن ..
قبل دخول الخطيب بخمس دقائق وإذا به ينتهي من سورة الناس { مِنَ الْجِنَّةِ وَ النَّاسِ } ثم يرفع كفيه إلى السماء يدعو الله .. يدعو الله .. يدعو الله ..يدعو الله..
قلت : لعلي أكلمه بعد الصلاة ..
فلما انتهيت جئت عنده فقلت : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي ..جزاك الله خيراً وأحسن الله إليك ..
ردَّ السلام فقال لي ، وقلت له :
ثم قلت له : أخي شكر الله لك تبكيرك ، وحسن تلاوتك ، وحرصك ؛ ولكني رأيتك تركت قراءة سورة الكهف أو لعلك قرأتها قبل أن آتي ..
فماذا يا ترى ردَّ وقال !..
يا ترى ماذا ردّ وقال !..
قال : جزاك الله خيراً يا أخي ..
جزاك الله خيراً يا أخي ..
ولكني ولله الحمد أقرأ القرآن ..
أبدأ بالبقرة من صلاة الفجر يوم الجمعة ..
وقبل أن يدخل الخطيب بخمس دقائق أو عشر أكون قد ختمت القرآن كاملاً ..
أكون قد ختمت القرآن كاملاً ..
{ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } ..
فأين أهل النوم !..
أين أهل الكلام !..
أين غيرهم !..
أين اللذين يغطون يوم الجمعة في سبات عميق !..
لعلنا نتساءل فنقول ..
عجباً لهذا الرجل ..
هذا غير قراءته في الأوقات الأخرى !..
ولقد توفي رجل من الفضلاء عندكم هنا بالدمام في الإجازة الماضية ..
يحدثني بذلك أحد الصالحين ..
يقول : طالما سابقناه ..
طالما سابقناه ..
هذا هو السباق ..
فلم نستطيع ..
كان يبدأ صلاة الفجر بالبقرة فما يأتي العشاء إلا وهو في سورة طه ..
وما يأتي الفجر اليوم الآخر إلا وقد بدأ بالبقرة من جديد ..
لا إله إلا الله ..
إنها همم ..
همم يا أهل القرآن ، فأين أولئك الناس !..
ألا نبكي على أنفسنا ! ..
إنَّ هؤلاء تشبهوا بأسلافهم ومن شابه أباه فما ظلم ..
فهذا أبو حنيفة ، وواصل بن عبد الرحمن ، ووكيع بن الجراح ، ومسعر بن كدام ، والحسن بن صالح ، وأخيه وأمه ، ويحيى بن سعيد القطان ، والشافعي ، وأبو العباس بن عطاء ، وعطاء بن السائب ، وأبو بشر بن حسنويه النيسابوري ، وغيرهم كثير ..
بل كثير .. بل كثير ..يختمون القرآن كل ليلة ..
يختمون القرآن كل ليلة ..
هل نضم اسمك مع اسمهم ..
هل تريد أن تضم اسمك معهم { وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ } ..
كل ليلة يختمون القرآن ..
كل ليلة يختمون القرآن ..
أبو بكر بن عياش إمام الإئمة المحدثين لما نزلت به سكرات الموت بكت أخته عند رأسه ..
فقال لأخته : _ اسمع كلمة نفخر جميعاً أن نقولها _..
قال : لا تبكين على أخيك ..
انظري لتلك الزواية ..
فلقد ختم أخوك القرآن في تلك الزاوية فقط ثمانية عشر ألف ختمة ..
( 18000) ثمانية عشر ألف ختمة ..
حرّك الهمم ..
والهدف من هذه القصص _ والله _ ليس سردها ..
ليس سردها ..
إنما تحريك هممنا لطاعة الله ..
دعوة وجهاد ..
وإنفاقاً وبذل ..
تعليماً ونصح ..
وتوجيهاً وبذل ..
بهذا نقوم بطاعة الله ..
بهذا لا يمل الله حتى تملوا ..
إنه بطل قصتنا الأخرى..
وصاحب التميز فيها ..
ربعي بن حراش ..
الإمام القدوة ، الولي الحافظ الحجة أبو مريم النطفاني ..
فعن حارث الغنوي قال ..
استمع ..استمع ..
آلى ربعي بن حراش أن لا تفتر أسنانه ضاحكة ..
لماذا ؟!..
لماذا ؟!..
لماذا ؟!..
حتى يعلم أين مصيره يكون ..
واستمع إلى الحارثي يقول فأخبر الذي غسله أنه لم يزل متبسماً على سريره ونحن نغسله ..
لم يزل مبتسماً على سريره ونحن نغسله ..
حتى فرغنا منه رحمه الله ..
والشيخ صلاح شحاتة قائد كتائب القسَّام ..
لعل بعضكم رآه نسأل الله تعالى أن يتقبله شهيداً ..
لما أُحرق – أحرق الله اليهود في كل مكان ، اللهم أحرقهم في كل مكان ، اللهم أحرقهم في كل مكان ، لا تدع لهم مكاناً إلا أحرقتهم فيه وأحرقته معهم _ الذي رآه ..
لقد رأيت صورته كما عرضتها شبكات الانترنيت وهو بهذه الهئية يديه مرتفعة إلى السماء وهو في حالة ابتسامة رائعة ..
وذكر ابن الجوزي رحمه الله تعالى في أول كتابه " الثبات عند الممات " قصة أحد السلف أنه توفي ولده فجلس يبكي..
فقالوا : تبكي على ولدك الصالح المجاهد الفاعل والعامل؟!..
فقال : إنني لا أبكي لأنه مات على خير وطاعة ، ولكني أبكي فأقول :
هل مات وهو راض عن الله ، وهل الله راض عنه !!..
هل مات وهو راض عن الله ، وهل الله راض عنه !!..
اسأل نفسك ..
واسألي نفسكِ ..
هل نحن جميعاً ونحن جالسين :
هل الله رضي عنا ، أم لا لم يرضَ هنا ؟!..
وهل نحن رضينا عن الله ، أم لم نرضَ عن الله ؟!..
زرنا رجل في المستشفى في حالة غيبوبة فيما يقرب من تسع سنوات ..
فلما وضعت يدي وقرأت عليه بدأ يحرك شفتيه ..
هو ينظر ؛ لكن لا يعي ، ولا ينطق ، وحركة شفتيه وهو بيده يقول : عاودوا ..عاودوا ..عاودوا ..
وهو يقول : جزاكم الله خيراً ..جزاكم الله خيراً ..جزاكم الله خيراً ..
ثم أقول له : صبَّرك الله ..صبَّرك الله ..
ثم تقول ولسان شفتيه : الحمد لله ..الحمد لله ..
تسع سنوات وهو في غيبوبة على سريره ..
وبعد محاضرة في قطر ؛ وفي الصباح الساعة التاسعة والنصف يتصل أحد الشباب القطريين ويقول : أنا حضرت البارحة محاضرة " الواعظ الصامت " ثم قال : أكلمك وأنا الآن في المستشفى ..أحد أقاربي في غيبوبة لسنوات طويلة ..
أفاق قبل قليل وبدأ يقرأ سورة الكهف مباشرة ،ولقد مات بعد أن انتهى منها ..
اللهم اختم حياتنا بلا إله إلا الله ..
اللهم إنا نسألك فعل الخيرات وترك المنكرات ..
نسألك اللهم حبك ، وحب من يحبك وحب العمل الذي يقربنا إلى حبك ..
اللهم إنا فقراء إليك ..
اللهم إنا فقراء إليك ..
اللهم إنا فقراء إليك ..
اللهم تقبل منا إنك أنت السميع العليم ..
وتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ..
اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله ..
اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله ..
اللهم اجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله ..
اللهم إنا نسألك عيش السعداء ومرافقة الأنبياء والنصر على الأعداء ..
اللهم أهلك اليهود ..
اللهم أهلك اليهود ..
اللهم أهلك اليهود ..
وفك أسرانا وأسرى المسلمين ..
اللهم فك أسرانا في كل مكان ..
اللهم فك أسرانا وردهم لنا سالمين غانمين مأجورين ثابتين صابرين
يا ربّ العالمين ..
اللهم اجعلنا يا ربَّ العالمين ممن فعل أفعال أهل الجنة فجعلت لهم المقام الأسمى ..
نسألك الفردوس الأعلى ..
نسألك مرافقة الأنبياء والنصر على الأعداء ..
اللهم يا ربَّ العالمين نسألك الصبر والثبات على طاعتك ..
اللهم ..
{رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ}
{ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ }
منقول لعيونكم
\\ملاك الرحمن\\
والى اللقاء مع عمل اخر من اعمال مجموعة محبى هع
تحياتى مديرة الشلة