موضوع: اخي المسلم هل حاولت تعد حسناتك وسيئاتك كما حاولت ان تعد دنانيرك 14/12/2011, 2:43 pm
أخي المسلم هل حاولتَ أنْ تعد حسناتك وسيئاتك كما تعد دنانيرك ودراهمك ؟ هل خلوتَ بنفسك يوماً فحاسبتَها على ما بَدَرَ منها من التقصير والإهمال في جنب الله ؟ هل تأملتَ يوماً طاعتَك التي تقرّبتَ بها إلى بارئك مفتخراً بها فوجدت أكثرها مشوبة بالرياء والسمعة وحظوظ النفس ؟ اعلم أخي المسلم أنَّ محاسبة النفس أمرٌ لا بد منه ، فحاسبْ نفسَك الآن قبل أنْ تُحاسَبَ يوم القيامة ، يوم الآخرة يوم الحسرة والندامة ، يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه . فعليك أخي المسلم أنْ تتصفح عملك في الليل ما صدر منك ذلك النهار ، فإنْ كان عملك محموداً أمضيته ثم تعمل فيما بعده بمثله ، وإنْ كان ما فعلته في ذلك النهار مذموماً فعليك أنْ تستغفر وتتوب وتستدركه ، وتنتهي عن مثله فيما يستقبل من الأيام . ثم عليك أخي المسلم أنْ تتثبت دائماً في جميع الأحوال قبل الفعل والترك ، حتى يتبين لك ما تفعل ، فإنْ كان خيراً فاعمل وإنْ كان دون ذلك فاترك . وتَبصّر دائماً بقوله تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ )) [ الأعراف : 201 ] . ولمحاسبة النفس فوائد جمة ومنافع عدة ، منها أنك تطّلع على عيوب نفسك ونقائصها ومثالبها ، ومن ثم تستطيع أنْ تضع الدواء على موضع الداء . وكذلك أنك بمحاسبتك لنفسك تتعرف على الله أكثر ، وتعلم عظيم فضله عليك . ثم إنَّ من أعظم ثمار المحاسبة التوبة والندم وتدارك ما فات من الأعمال الصالحة في زمن الإمكان ، وسيؤول ذلك إلى الاجتهاد في الطاعة وترك المعاصي ؛ حتى تسهل عليك المحاسبة في يوم لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون .
(ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه) البخاري (10/91).
(من جلس في مجلس فكثر فيه لغطه؟ فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذلك: [سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك] إلا غفر الله له ما كان في مجلسه ذلك) الترمذي (3/153).
( من توضأ فأحسن الوضوء خرجت خطاياه من جسده، حتى تخرج من تحت أظفاره) مسلم (245).
من قال سبحان الله وبحمده 100 مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر