تجولت بين أرجـــاء المدينة ..
ڪنت أمشي و أنظر إلى وجوه من حولي ..
قد لا أعرفهمـ .. لڪني أستطيع معرفة أحاسيسهم !
فهناڪ من يمشي بعين دامعة .. و هناڪ من يصطدم ڪثيراً ~ لڪثرة شرودهـ ..
هناڪ المبتسمـ .. و القلق ! و هناڪ من يهرول ~ فيبدو أنه متعجل !
أطرقت و نظرت إلى نقاء الثلوج المتراڪمة على زوايا الطريق ..
" إننــــــا ما زلنــا في الشتــاء ! "
ڪمـ أحب تلڪ النسمات الشتوية البــاردة ..
و ذرات الجليد التي تدوس عليها الأقــدام من دون التفڪير بما تحــس به !
ڪمـ هو صعب أن يدوس عليڪ الناس !!
لــڪن
هي لم تڪترث .. و لم تتذمــر
فتصمــت .. بل و تأتي في العام القادم بشوق و سعــادة !
هي تعلم ڪم يتذمر الصغــار حين يأتي الشتاء ..
و ڪم يبقون طوال اليوم عند النافذة
" متى ينتهي الشتـــاء و تعود الشمــس من جديد ؟؟!"
لڪنهــا .. لم تڪترث !!
بل تنظر إليهمـ بفرح وسرور و هي تتمنى لهمـ السعادة ..
أمــا الڪبار .. فتسمع أصواتهمـ في قارعة الطريق
"ما هذا البرد ؟ يا إلهي .. إلى متى سيبقى هذا الشتاء القارس؟!!"
لڪنها أيضاً لم تأبه بهم ..بل تبتسم لهم في ود !
و تبقى طوال السنــة في مڪانها البعيــــــــــد تنتظر موعد زيارتها لهم بلهفة ..
" هل وجب عليها أن تأتي ؟"
لا..لڪنها تحــب ذلك !
لم تيأس يوما .. و لم تفڪر بان أحدا مــا لا يحبهــا
لم تشعر يوما بعدمـ أهميتها بالحيـــاة .. بل ڪانت واثقة بأنها مهمة !!
و مع معــاملة البشر القاسية لها .. و عدم اڪتراثهم بمشاعرها ..
بــل و جرأتهم التامة في أن يطئون عليها بأقدامهمـ ~ سواءاً قذرة أو نظيفة !
لڪنهـــا .. لم تفقد الثــقة بهمـ !
بل و لم تحبــس نفسها رافضةً الاحتڪــــاڪ بأحد ..
لڪنهــا ڪانت تأتي و بلهفــة مع علمها الشديد بما سيفعلونه !
"ڪم هي طيــبة"
هي ليست ساذجة !! لڪنها طيبة و نقيّة !
لمَ لا نــجد من البشر من يمتلڪون قلوباً ڪالثــلج ؟؟
لا يــشعر بالذنب بدون سبب .. و لا ييأس !
و لا يفقد الإيمان بذاته و بغيــره !
نضيع سنين عمرنــا بين سجن ألم و حزن نحن بنينا قضبانه ..
و ما يڪاد أحدهمـ يلقي بنقد حتى نقول
"أنه لا يوجد من يفهمنــا"
أتمنى لو أڪــون ڪهذا الثلج .. لو أملڪ ذرة من نقائه و صبره
لم أشعر إلا و قد وصلت إلى بيتي .. و ليس بي رغبة في الدخول ..
ترڪت مقبض الباب لتهبط على يدي ذرة ثلج بيضــاء
رفعت رأسي .. لينهمر الڪثير منهــا على وجنتي ..
استندت على جدار منزلي و بقيت أتابع انهمـــاره
" ڪم أحب الشتـــاء ! و ڪم أحب الثـــلج !"