هل سألت الليل يوماً
كيف أسألك ؟
فلنبتعد عن هذا السؤال
ونذهب
عند أول الليل
سألتني كم طولك
كنت سأجيب عن حجمي
وهل أبكي . .
أم أضحك . .
رغم وجود الليل
فتذكرت السؤال جيداً
وسحابة الليل
قلت :
متر في متر
وبعد أيام وزمن
وكم ليل . .
قالت :
بل هي . .
من تذكرتني وتذكرتها
من سؤالها
قلت :
ما قصدت طولي
ربما هو القبر
أو يوم
أو حياة
أو كل شيء
ثم بدأت أتذكر الأشياء
والإحساس بالأشياء
وكما لو كنا نراها
وسألت :
هل الحزن نراه
بالطبع . . لا
وهل الفرح نراه
بالطبع . . لا
إذاً هو إحساس نحسه
بأرواحنا
وكأننا نراه
ونرى هذا الإحساس
وكأننا نرى أرواحنا
تسكن عندومع
أحزاننا وأفراحنا
لو كنا نراها
وعدت من جديد لليل
وللسؤال . .
هل راقبت الوقت يوماً
هل تابعت كيف يجري
معنا وبداخلنا
وعند عتبة كل
ليل . .
هل سألت الليل يوماً
كيف أسألك
تابعت وقالت :
في الليل . . أكون
في الليل أجد الراحة
وابحث عن البحث
وأنتظر وأنتظر أن يأتي
وأتوه كل ليل . .
وأنا أنتظر
ربما أنام به كل يوم
وليل . .
لكن هو ليس كل
النوم . .
وعدت أسأل . .
هل الليل . . باب
هل الليل . . مكان
هل الليل . . زمان
هل الليل . . صندوق
وعاد الصمت . .
هل تاهت
هل خافت
هل هربت
وعادت مع الصمت
وقالت : أنا تائهة
أبحث عن أشياء كثيرة
تتمثل بجسد واحد
وربما هو العالم بأسره
وما زلت تائهة مع أحلامي
في الواقع . .
وهل هذا ذنب . .
وأنا ما زلت
أعشق الليل
بدأت أفكر بكلامها
والليل
قالت :
رغم كل شيء
لست مقيدة
أو حياتي بلا قيود
كخصلة شعر في شهر
كانت تترنح وسط ريح
خفيفة . . في مدينة
لا يوجد بها أحد
وكلها ليل
قلت :
كلك قيد حتى مع نفسك
وساعة معصمك
ورباط ضفيرتك الصغيرة
حتى وأنت بداخلك ولوحدك
كلك قيد وليل . .
هل تجرأت يوماً
ونظرت إلى نفسك
وأحسست بروحك
تتلمس أنفاسك
وتنهدت كثيراً
وكنتِ عارية
بلا قيد . .
داخل الليل
قالت :
هل الحرية هكذا
هل الحرية نزوة وجسد
بالطبع لا
الحرية هي الحرية
نحسها ونشمها ونتنفسها
ولا نراها
وليس كلها ليل . .
الحرية . .
كـ/ خصلة الشعر التي
تخلصت من قيد ضفيرتك
وترنحت وسط ريح خفيفة
بكل المدن . .
وكل ليل . .
قالت :
لا تسألني أكثر
أنا خائفة
أنا تائهة
أنا هاربة
من الواقع وأحلامي
وأبحث كل ليل
عن الليل . .
قلت : لا
لا واقع لديك ولا أحلام
أنت مقيدة
داخل كل ليل
وما بك إلا أوهام
مجرد أوهام
وبعض ليل . .
وهروبك من كل شيء
ومن كل ليل
قدم لك مبررات ليس
لها أي فِعل عندك
سوى أنها خزانة تختبئين
بها كل يوم
وكل ليل . .
نعم . .
لقد
أغضبتها وجعلتها تهتز
وقالت : أنت مثلي
ولست بعيداً عني
وعن الكل . .
وعن الليل . .
تائه
هارب
خائف
ومقيد
وتهرب بحروفك
دائماً وتسابق
وتنادي الليل . .
نعم . .
لقد
أغضبتني وجعلتني أبكي
وقلت :
لست تائهاً ولا خائفاً
وهارباً
لكنني مقيد
بواقع لم أختار منه أي شيء
حتى الليل . .
وأكتب عن روحي
لو كانت يوم حرة
ذات ليل . .
وعدت أسأل . .
هل سألتِ الليل يوماً
كيف أسألك
قالت :
هل سألته أنت
قلت : نعم
حين راقبت الوقت
سألته . .
قال :
أنا الزمن الذي يأتي
كل يوم . .
كل ليل . .
في وقت . .