*ღ منتديات احلى بنات للبنات فقط ღ*
*ღ منتديات احلى بنات للبنات فقط ღ*
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

*ღ منتديات احلى بنات للبنات فقط ღ*

.
 
الرئيسيةس .و .جبحـثالأعضاءالتسجيلدخول

 

 رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة

اذهب الى الأسفل 
+3
haruna
NαĐα Abdullαħ
R-thar
7 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
R-thar
خمس نجوم
خمس نجوم
R-thar


مسآهمـآتــيً $ : : 797
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 48512
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 17
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/01/2012

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة   رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty18/1/2012, 8:51 am

تذكير بمساهمة فاتح الموضوع :

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 526315
بنات بدخل في موضوعي على طول أنا قراءة روايات كثير لكن والله ما قراءة أجمل من هذي الرواية الرائعة بكل ما تعنيه الكلمة

أتمنى من الكل أن يقرئها والله يا بنات مرة حلوه

مضحكة ونهايتها سعيدة والكتبة هي المبدعة عاشقة أمها

كتبت الرواية لامها رحمها الله

وهي روايتها العاشرة والله ما من احد قرائها ثم ذمها

أعتذر فهي بل عامية وأتمنى أن تستمتعوا

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 153153
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كاتب الموضوعرسالة
R-thar
خمس نجوم
خمس نجوم
R-thar


مسآهمـآتــيً $ : : 797
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 48512
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 17
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/01/2012

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة   رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty30/1/2012, 9:07 pm

أول ما شاف الاسم رفع الجوال وقال بابتسامة وهو يطالع في ولده اللي زام شفايفه بضيق : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته , هلا نورة ..
كان صوتها الهاديء يحمل في طياته قلق وهي تسأله عن أحوالهم وكيف جوازهم , قال بهدوء : نورة اش فيك ؟؟ متصلة عليه عشان تشوفين أحوال الرجال , أنا خرجت من القاعة عشان أشوف حسان اللي جاب الجنان للدكتور يبغى يطلع شويه عشان يحضر الفرح ..
قال حسان بضيق : مافي فرق بين اليوم و أربع أيام , خلاص طفشت ..
قال علي بحزم : لازم تكمل أسبوعين زي ماقال الدكتور , ارتاح لأنك منت رايح مكان ..
بعد لحظات صمت قالت : خلاص أكلمك بعدين ..
قال بهدوء : استني ..
وخرج من غرفة حسان اللي قال بصوت عالي عشان يسمعه أبوه : أبويه تعبــــت , تجمدت من كثر القعدة على السرير ..
تجاوز الأسرة السبعة اللي كلها مرضى و همس بلطف بعد ما خرج من الغرفة المشتركة : اش عندك ؟؟
بدون لحظة تفكير قالت له على كل شي صار , طمنها وقال إنه هو بيشوف السالفة , ومن قفل من عندها دق على خوله ..
ما خلصت الرنة إلا وردت عليه خوله , بعد السلام قال : خوله اش صار أمك قلقانه عليكم ..
وسكت وهو يستمع للكلمات السريعة الغير مترابطة , غمض عيونه وهمس : إنا لله وإنا إليه راجعون , وينكم إنتم دحين ؟؟
سحب نفس وقال بهدوء : طيب لا تصيحين , قولي لعمر يستناني , أنا عندكم هنا فوق , دقايق وأكون عندكم , مسافة الطريق ..
ورجع لحسان وقال : عند إذنك , ماشي خلاص ..
زفر حسان وقال : روحوا كلوا مفطحات وخلوني أنا على أكل المستشفى اللي ماله طعم , أنا دحين عرفت سبب جلوس المرضى في المستشفى , من الأكل اللي يلوع الكبد ..
قال بحزم : قول الحمد لله ..
وسحب الستارة وخرج , زفر حسان ورجع ظهره للسرير , طالع في الطاقة اللي على يساره ورجع طالع للستارة اللي على يمينه وقال : هي , عزيز عندك أحد ..
انسحبت الستارة وطل من وراها عبد العزيز وهو يقول : لا , وإنت باين من صوتك الملعلع ما عندك أحد ..
ابتسم في وجه جاره اللي جاي عشان غسيل الكلى واللي ينتظر عمليته المقرره لزرع الكلى خلال يومين وقال : ما شاء الله الأهل جايبين لك قهوة ..
قال عبد العزيز بحزم وهو يبعد ثلاجة القهوة : أقول مابتشرب , مانعينك من السوائل المهيجة , الهيل ماينفع لك ..
زفر وقال : أنا ما خلصت من أمي وجدتي اللي كل شوي متصله تنصح تجيني إنت ..
قال عبد العزيز بتريقه : أكيد متضايق عشان بعض ناس ماجوا ..
لف عليه وقال بغيض : ياشين النااااااس لا بدأوا يرمون في الكلام , هي مي زوجتي عشان تجيني , البنت تستحي , يقولون رايحة لزوجها وهي مملكة , زين اللي جات أول مرة ..
حرك جواجبه بغيض وقال : قول هالكلام لنفسك اللي كل يوم تترجاها تجي ..
فتح عيونه على اتساعها و سأل بذهول واستنكار : مين قالك ؟؟
قال بضحكه : أبو عبد الله ..
قال حسان بصوت عالي : أبو عبد الله , شغلك عندي ..
وصلته ضحكة أبو عبد الله أربعيني العمر واللي متنوم من 4 أيام بانتظار عملية استئصال أورام حميدة في رجله اليمين اللي ما عاد يقدر يمشي عليها من شدة الألم ..


***************************


لملمت سفانة أطراف فستانها الباين من تحت عبايتها بيد وباليد الثانية مسحت دموعها وهي جالسة في انتظار النساء اللي أصر عمر يدخلون له عشان ما يستنون في السيارة , زفرت أزهار وهي تروح وتجي وسط غرفة الإنتظار المكتظة بالنساء المتوجعات وأطفال الباكيين واستغفرت خوله قبل ما تقول : أزهار ارتاحي ..
طالعت أزهار في كل المقاعد المشغولة وقالت بهدوء : مرتاحة وأنا واقفة ..
: خوله , أم سالم ..
نطت سفانة أول ما سمعت صوت أبوها وجريت لخارج الغرفة , شافته واقف على جنب ومعاه عمر على مقربة منه , جريت ورمت نفسها في حضنه وهي تصييح من قلبها , ضمها وطالع في خوله اللي خرجت بهدوء وقال : نرجعكم القاعة عشان الطبيب مصر يجي ولي أمرها عشان يستخرج شهادة الوفاة ..
هزت راسها بصمت , همس بحنان : عظم الله أجركم ..
همست خوله : جزاك الله خير ..
زاد احتضانه لسفانة وهو يردد على مسامعها كلام حسته مشابه لكلام عمر في السيارة ..
خرجوا من المستشفى وأزهار رغم عنها كانت تصرخ بداخلها ~ كيف نسيبها لوحدها ؟؟ كييييييف ؟؟ ~ مسكت كم عمر اللي ماشي قدامها و سألت : عمر , وينها ؟؟
ما حب يقولها إنهم حطوها في الثلاجة إلين يجي ولي أمرها فقال : ماعليك , هم مهتمين بها وإحنا شوية ونرجع ..



*************************


راحت لجناح العروسة ورفعت جوالها ودقت عليه , وأول ما وصلها همسه وهو يقول : ياااااااااا هلا والله , كنك حاسه فيني ..
ابتسمت الهنوف بخجل وقالت : السلام عليكم ..
: وعليكم السلااااام والرحمة , يا هلا والله , يااااااااااااأهلين وسهلين ..
زاد خجلها من ترحيبه الحار فقالت بهمس : عمتي تقول إنك زعلان تبغى تخرج وتحضر الفرح فقلت أتصل أتطمن عليك ..
زفر وقال : خلاص ما أبغى , مادام كلمتيني ..
ضحكت وقالت باستنكار : حساااااااااان , أتكلم جد أنا ..
قال بجدية : صراحة مليت , والله مليت , أحس نفسي منفي في الأسكيمو من كثر ما أنا لوحدي , أول عبود كان معايا يسليني لكن من فترة خلصت إجازته ورجع لعمله وصاير لوحدي محد يطل علي , بأتجنن من الطفش ..
قالت بهدوء : مادام إنك بخير وعافية هذا أهم شي ..
قال : صادقة , الحمد لله على العافية , بس إبن آدم طماع , يبغى كل شي ..
سكتت وهي ماعندها شي تضيفه , وصلها همسه الرقيق وهو يسألها : متصلة علي عشان كذا ؟؟
ابتسمت بحرج وقالت بتلعثم : لا هو ... يعني لمن قالت عمه نورة ... قصدي ... خفت إنك طفشان و ....
ضحك وقال : عمري , روحي لجواز أختك , مايهمك فيني , أنا بخير وعافيه ..
التزمت الصمت وهي تبتسم بهدوء , وتخافق قلبها لمن سأل بخفوت : هنيف ما بتجيني ..
نزلت راسها للأرض مع إنه مافي أحد معاها وبالقوة همست : ما أقدر , جده تقول لا ..
قال باعتراض : حاولي معاها , أنا يوم كلمتها ماخلت سبة ما سبتني إياها , حتى يوم حاولت أحنن قلبها علي قالت لولا ..
ضحكت وقالت : مادام قالت لولا يعني إقطع الأمل نهائي ..
: الله يصبرني , هنوفه , متى يجي يوم عرسنا ؟؟
انصعقت من سؤاله وحست بخجل الكون يتجمع في خدودها وهي تهمس : الله يقدم اللي فيه الخير ..
وشهقت لمن انفتح الباب عن آخره وطلت منه سمية اللي قالت وهي تبحلق فيها : شتسويييييييييييييييييييييييين ؟؟ اش به وجهك محمر ؟؟
قالت بتلعثم : هااااااا , ولا شي ..
دخلت وراها خنساء وطالعتها بنظرات مستمتعة وهي تقول : أكيييييييييييييييييييد تكلمين أخويه ..
وسكتت للحظة قبل ما تكمل : يالصاااااااااااااااااااااااااااايعة ..
تمنت الهنوف لو تتلاشى من مكانها وتختفي خاصة لمن سمعت ضحكة حسان اللي قال : الله يقطع شرهم من بنات , ردي عليهم ..
قالت سمية بتريقة : يوووووووو مهي قادرة تصبر إلين يخلص الجواز طلعت تتصل عليه ..
صرخت الخنساء : حسااااااااااااان أشوفك مصروع على الجواز , أتاريه من تحت راسها السوسه ..
شهقت الهنوف وتحركت بعصبية وخرجتهم من الغرفة وهم يحاول فيها إنها تخليهم لأنهم بيجيبون بعض الأشياء اللي طلبتها هدى , صك الباب واستندت عليه وسحبت نفس عميق ورجعت الجوال لإذنها وصلتها ضحكاته اللي ماانتهت وهو يقول : سوسة , حلللللللللللو اللقب ..
همست بإحراج : مع السلامه ..
حاول يخليها تكلمه أكثر لكنها ودعته وصكت الجوال , ولمن لفت وفتحت الباب لقيتهم واقفين جنب الباب وهم مدنقين عليه يتجسسون , رمتهم بنظرات نارية وهي تقول : ياقليلات الأدب ..
صرخوا وجريوا شاردين عنها وهم يضحكون , قالت : ما بجري وراكم يالمخبل , انتبهوا لا تطيحون وانتم بهالكشخة ..
ونزلت من الجناح وانتبهت في الإستقبال لوحده رشيقة القوام , كان الكثير من المعازيم موجودين لكن هي بالذات لفتتها , كانت لابسة فستان فوشي صارخ بلا حبال يوصل لأعلى ركبتيها ولابسه تحته شراب بلمعة , كان شكلها يشبه راقصات الباليه بحذاءها المنخفض ..
: جي جي ..
انتبهت لصرخة عهود اللي اندفعت تحضن هالبنت اللي صرخت بحماس : عوعو , وحشتيني ..
تبادلوا الأحضان الحارة والقبلات , تحركت الهنوف تسلم على بعض المعازيم وهي مستغربة الكيس الصغير اللي ناولته عهود لصديقتها اللي حطته في شنطتها وهي تغمز لها ..



*****************************


ابتسم أحمد لمن شاف علي جاي ووراه عمر , ضحك وهو يقول : وينك يارجال , حطينا العشا , الكل كان يسأل عنك , تصدق بدأت أشك إنهم جايين يتحمدون لك بالسلامة مهم جاين يباركون لصالح ..
ابتسم صالح وقال : يستاهل أبو حمزة ..
طالع علي فيهم بثبات وهو يقول : أبغاكم في كلمة راس ..
بان القلق على ملامحهم وهم يقومون بسرعة , انتبه جلال اللي قاعد ينكت مع أولاده والشباب على عبد الرحمن الواقف بينهم بثقة وهو يطالع للكاميرا اللي ماسكها عبد الإله اللي أزعجهم بكثرة التصوير , ساب الشباب و تحرك من الإستقبال للممر و خرج من القاعة ووقف عند الدرجات المؤدية للشارع و التفت ليمينه و قبل ما يلتفت ليساره شافهم واقفين جنب سيارة العريس المشرعة , تحرك لهم وهو يسمع علي يقول بهدوء : ونقلناها للمستشفى ..
قطب حواجبه وانفجع لمن شاف وجه أحمد الشاحب وهو يقول : واش قال الطبيب ؟؟
همس علي : قال إنها ارتاحت من عذاب الدنيا وشقاها ..
مسك طرف غترته وغطى وجهه بها و صالح يقول وهو حاط يدينه على راسه : لاحول ولا قوة إلا بالله , لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظييييييييييم , رحمتك يارب ..
~ بنتي ماتت , بنتي ماتت , بنتي ماتت , بنتي ماتت ~ استعاد عقله ضحكاتها صباح اليوم وهي متربعة على الأرض بكل حيوية الشباب , بكل صحتها , نظراتها المحبة الحنونة اللامعة اللي تخفي بين طياتها نظرة غريبة ما فهمها , يدينها البيضاء الصغيرة وهي تكبس رجله السمراء , عقله استعاد كل شريط اليوم كإنه يبغى يزيد وجعه وألمه وفقده , دموعه اللي بللت غترته وخلجات قلبه المنفطر زادت لمن سمع صوت جاتهم أصوات الرجال وهم يسألون : اش فيه ؟؟ اش صار ؟؟
ماقدر يبعد غترته عن وجهه عشان مايختفي وجهها الضاحك المرتسم بداخله , مايبغى يشوف الواقع دحين , جسم ثقيل حضنه وصاحبه يقول بوجع : الصبر يا أحمد , الصبر يا أحمد , لله ما أعطى ولله ما أخذ ..
صوت علي اللي فقد ولد من أولاده خلاه يبكي بحرقة , قال بوجع : إنت حسيت باللي أحسه يا علي . إنت توجعت على حمزة زي ما أتوجع عليها ياعلي ..
ضمه علي وهو يقول بهدوء : الصبر يا أحمد , الصبر ..
انتبه الشباب للرجال اللي كانوا ينسلون للخارج واحد واحد وشويه صاروا جماعات , استغرب جاسم من المنظر , صح هم يخرجون بعد العشا , لكن خروجهم كان فيه شي مريب , تحرك مع عدنان اللي لحقه وهو يقول : جاسم وين بتروح ؟؟
لحقهم عبد الإله بكاميرته وهو يقول بمرح : هي أخو العروس , نظرة وحده بس ..
انصدم جاسم لمن شاف الرجال متجمعين حولين أبوه , بعدهم وهو يقول : أبويه , أبويه ..
وتفاجأ لمن لقي نفسه في وجه عمر المحمر , طالع برعب في وجهه وهو يسأل : اش فيه ؟؟ اش صاااار ؟؟
سمع الناس يحوقلون ويقولون : عظم الله أجرك ..
وغيره من عبارات العزاء , بعد عمر وطالع في أبوه الجالس على طرف الرصيف حولينه أخوانه وعلي جالس على الشارع قدامه وهو حاط يدينه على أكتافه ..
: الله يصبره , بنته تموت ليلة عرسها ..
الكلمة انطلقت زي الرصاصة واخترقت إذنه خرق , طالع بذهول وهو مهو مصدق ~ البندري ماتت , مستحيييييييييييييييييييييييييييييييل ~ وفي لحظات استعاد كلماته الأخيرة معاها ..
حس عدنان بانقباض في قلبه , لف على الرجال وقال بحزم : يا أخوان لو سمحتم أعطوهم نفس , شويه الله يسلمكم إبعدوا عنهم ..
وحط يده على كتف جاسم اللي دف يده بخشونه وهو يلف للقاعة , كان يقطع المسافات بشبه هروله , ثواني وجري وراه عدنان وهو يصرخ : جااااااااااااسم ..
نط جاسم الدرجات اثنين اثنين وبكل وجع يحسه تقدم من عبد الرحمن وصرخ : ماتت يالحيواااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااان ...
وجمع قبضته وضربها في وجه عبد الرحمن المذهول , تراجع عبد الرحمن من قوة الضربة وصدم في محمد اللي سنده وهو يطالع بصدمة في اللي قاعد يصير , مسكه عدنان من وراه وهو يصرخ : جاسم يا مجنووووووووووون ..
طاحت غترته وعقاله من حركة جاسم العنيفة وهو يصرخ : مااااااااااااتت , البندي مااااااااااااتت ..
صرخ عدنان وهو يشده لصدره : جاسم خلاااااااااااااااااااااص ..
وحس بكل وجع جاسم لمن حس بتهدج أنفاسه تحت ذراعينه المكبلته بقوة , غطى جاسم وجهه وهو يحاول يتمالك نفسه , مسك عمر غترة جاسم اللي طاحت مع صراعه وغطى بها وجه جاسم , جلسه عدنان على واحد من الكراسي ودنق شال غترته وهو يرمي عبد الرحمن بنظرة حقد , ما عمره كره أحد مايعرفه , لكنه كره هالإنسان , ورغم منظره المذهول وشحوبه وعدم اهتمامه بغترته اللي صلحها له محمد وهو ينقل بصره بينهم بعدم تصديق , انتشر الخبر بسرعة واندفع الكل يعزون بعضهم بعد ماكانوا يلقون التبريكات قبل عدة ساعات , قفل عبد الإله الكاميرا وجلس على أول كرسي جنبه وهو ينقل بصره بين جاسم وأخوه والبقية بذهول ...



***************************

لاحظت العنود إنه في حركة غريبة في المكان , أمها والهنوف والجوهرة و عمتها نورة كلهم مختفيات , قامت عن الطاولة وتحركت خارجه من القاعة وهي تقول : اشبهم الناس ؟؟..
وشهقت وهي تقول : لا يكون بندوري جات وهم ماخبروني , الخونه ..
نطت ريم وبقية البنات لمن سمعوا احتمالية إنه البندري جات , وأول ما نزلت العتبة المؤدية من صالة الفرح لممر الإستقبال لاحظت تجمع عند الحاجز الزجاجي المعشق قدام باب القاعة , سألت : اش فيه ؟؟
: يا حسرتييييييييييييييييييي على بنتييييييييييييييييييييييييييييييي ...
وصلتها الصرخة الغريبة اللي تحمل كل أنواع الوجع , صرخت بفجعة : أمييييييييي ..
انتبهت ريم لخوله اللي كانت واقفة بعبايتها جنب سفانة الجالسة على أحد الكراسي وممدده جسمها على الكرسي المجاور وأشرت لها على العنود وهي تقول بحزم : امسكيها لا تروح ..
حاولت تمسك العنود لكنها جريت بكل قوة في جسمها وهي تسمع صرخات امها تتوالى وهي تقول : ياحسرتي علييييييييييييييييييييييييييييييك يالبندريييييييييييييييييييييييييييييييييييييي , ياحسرتي عليييييييييييييييييييييييييييييييييييك يابنتي ..
صرخت بلا شعور وهي تبعد الحريم المتجمعات : اش فييييييييييييه ؟؟ أمييييييييييييييي ...
تلقتها نورة في حضنها وهي تقول بوجه دامع وأنف محمر : مافيها شي , مافيها شي ...
تفلتت من عمتها لمن شافت جالسه على الأرض جنب الباب أبوها اللي ساند ظهرها بصدره وهو يقول : قولي لا إله إلا الله يا هدى ..
وجاسم وهو يقول برجاء : لا تسوين في نفسك كذا يا أمي ..
وأزهار ماسكه كاسه مويه , سحبتها منها الجوهرة بخشونه وهي تقول : هاتي عنك يا وجه النحس ..
انصدمت أزهار من كلمتها لكنها سكتت تقديرا لظروفها وهي تشوفها ترش الموية على أمها اللي صرخت من وسط دموعها : بنتي ماتت يوم عرسها وتقولون لي لاتسوين في نفسك كذاااااااااااااااااااااااا , بنتي مااااااااااااااااااااااااااااتت , بندري ماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااتت ..
توقفت العنود عن تملصها من عمتها لثواني قبل ماتصرخ : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااا ..
وطالعت فيهم بذهول وهي تقول : كذابييييييييييييييييييييييييييييييين , بندري ماااااااااااااااااااتت , مااااااااااااااااااااااااااااااااااتت , إنتم كذااااااااااااااااااااابين ..
تعالت صرخات البنات على صرخات الحريم , صرخ أحمد : نورة , نورة , روحي لأمي بسرعة قبل ما يوصل لها الخبر ...
وجاسم يصرخ بعصبية : بسسسسسسسسسسسسسسسسس , خلاااااااااااااااااااص ..
وبدأت رنات الجوال المختلفة تتعالى بعد ماوصل الرجال صرخات الحريم من خارج القاعة ..
صرخت العنود وهي تهز راسها : أزهار تكلميييييييييييييييي , بندري ماتت , قوليلي إنها ماماتت ..
وقفت أزهار وقالت بوجع : لله ما أعطى ولله ما أخذ يا عنود ..
سدت العنود أذانيها وصرخ : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااا , لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا , ما أبغى أسمــــــــــــع , لا تقولون لي ماااااااااااااااااااتت , لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااا ...
صرخ جاسم في أزهار لمن شاف أمه تغمض عيونها وتسكت صرخاتها مرة وحده : دخليها جوووووووووووووووه ..
ضمت أزهار العنود وسحبتها لبعد الحاجز وهي تطالع في أحمد اللي صفع خد هدى عدة صفعات وهو يقول : هدى , هدى لا تسوين فيني كذا , أنا فقدت بنتي فلا تخليني أشيل همك كمان , هدى , هدى ...
نورة انفجعت لمن شافت حريم يصيحون عند أمها المذهولة , تمنت لو تذبحهم ذبح على نقلهم لأمها الخبر بهالطريقة , طالعت فيها حمده بانكسار وسألت بهمس واهن : اللي أسمعه جد ..
دمعت عيونها وجريت لأمها حضنتها وهي تبكي , ضمتها حمده بيد وغطت وجهها بمسفعها باليد الثانية وهي تقول : ياربي عليك التكلان , ياربي هذ حكمتك , ياربي ترحمها , ياربي تعوض أهلها , ياربي ..
واختنق صوتها وزاد احمرار وجهها وهي تنخرط في بكاء مرير ..
نزلت الهنوف من الجناح اللي طلعت له عشان تغير ملابس ريناد وهي مستغربة توقف الدق لفترة طويلة نوعا ما وانصدمت من الأصوات اللي تسمعها كانت تسمع أزيز مختلط بهدير غريب , ذكرها بأصوات الناس في المسجد لمن ينفتح المايكروفون قبل الأذان , رصت على يد ريناد اللي داخل راحتها لمن شافت الحريم على كراسي الممر وهم يصيحون , صمت غريب مايخترقه إلا هدير البكاء الصامت وبعض الهمهمات اللي يتناقلونها العاملات وبعض الحريم الواقفات عند الحمامات يتطلعون لذات المنظر اللي تطالع فيه , نقلت بصرها بذهول بينهم , العنود على الأرض في حضن أزهار تصيح بصوت عالي وريم ضامتها من وراها وهي تصيح معاها , سفانة منسدحة على الكراسي وعيونها شاخصه للسقف بصمت وخوله والخنساء عند راسها يصيحون , سمية في حضن أمها اللي حاطه يد عليها ويد على راس سفانة , أسماء الواقفة بذهول وسط المكان , أم عبد الرحمن اللي حاضنتها أختها , عهود الجالسة على الأرض بذهول وصحبتها تحاول تقومها , جاتها وحده من الحريم مندفعة وقالت : عظم الله أجرك في أختك , الله يرحمها ويغمد روحها الجنة , والله إنها سخفت قلبي , ماتت في يوم عرسها و ......
اختفت الأصوات ومابقي إلا صوت ضربات قلبها تهدر في أذانيها مختلط بصوت البندري اللي ضمتها وهي تقول : إدعيلي يعدي هاليوم على خير ..
وتذكرت ضحكتها وهي تستهزأ فيها على هالطلب الغريب , منظر الحرمة اللي مازالت تتكلم انكسر وتشوش من عيونها اللي غطت المنظر في أقل جزء من الثانية , وظلاااااااااااام غريب لفها وآخر شي تتذكره ضحكة ريناد وهي تقول بصوت طفولي : تاحت زي أفلام كرتون ..


******************************


صرخ فيه صاحبه وهو ينفث دخان سيجارته ويضم بيده الثانية حمراء الشعر لصدره : جوالك يالمزعج , قطعت علينا الجو ..
بعد بصره عن ساحة الرقص ورفع جواله , استغرب من الرقم , خرج من البار وقال : هلاااااا ..
وصله صوت جاسم الهادئ وهو يقول : اش أخبارك ؟؟
: بخير , كيف جوازكم ؟؟
وطالع في ساعته وقال : الساعة توها 12 عندكم مو ؟؟..
حاوبه الصمت , بعد الجوال وطالع فيه , المكالمة لساعها مرفوعه , رجعها لإذنه وهو يقول : جااااااااااسم , معاي ..
: عبد الرزاق أبويه يبغاك ترجع لجدة في أول طيارة ...
استغرب وقال بضحكه : ليييييييييييييه , اشتاق لي ؟؟
: لا صار عندنا حالة وفاة ..
قطب حواجبه وقال بهدوء : مو معقولة بتنزلوني من فرنسا عشان أي أحد ..
: عبد الرزاق , كل شي مقدر ومكتوب و ..
قاطعه عبد الرزاق بنفاذ صبر : أخلص أنا ماني حمده تمهد لي عشان مايرتفع عندي الضغط ولا عمي عشان ما يوقف قلبه ..
وصله همس جاسم وهو يقول : البندري تطلبك الحل ..
تجمد الزمن حوله للحظة , كان ما يسمع إلا صوت دقات قلبه اللي تباطأت للحظات قبل ما تتسارع بشكل جنوني وهو يهمس : البندري ماتت ..
: ما حبيت أوصلك الخبر في التلفون لكن ولا واحد من أصحابك رد علي فاضطريت أكلم و ...
: طيب مع السلامة ..
: عبد الرزاق خليني أكلمك ..
صرخ بعصبية : مع السلاااااااااااامه , أصلا فكه منها ..
وصك جواله , رن الجوال مرة ومرتين لكنه نزع بطاريته ودخله في جيبه ورجع للبار , جلس على كرسيه وهو يطالع في اللي حولينه وهو مو شايف شي , كل اللي كان يشوفه ضباب , طالع في يدينه لقيها ترتجف , قبضها بقوة وهو يحاول يركز على موسيقى الهب هوب اللي تضج المكان لكن ماكان يسمع إلا صوت ضرباته المتسارعه مختلطة بصوت أنفاسه المتهدجة ..
: رزووووووووق , رزوق اش فيك ؟؟
: don’t said its about the ....
كان وده يصرخ فيهم سيبوني , لكنه كان يحس بجمود ..
: أقول يا شيخ , قوم أرقص لك كم رقصة , مو إنت دايم تقول سلي الروح قبل ما تروح ..
~ عبارتي اللي دايما أقولها ؟؟ ~ هب من مكانه ومسك كوب عصيره وطشه على وجهه وهو يقول بعصبية : سلي الرووووووووووح ..
وصرخ بكل قوة في جسده : أسليها بإييييييييييييييييييييه , أختي ماتت ليلة عرسهاااااااااااااااااااااااااا ..
وتوه بدأ يستوعب , تذكر دموعها , كل كلمة جارحة رماها في وجهها بدأ يستعيدها ومعاها تقطيبة حواجبها أو لمعة الألم في عيونها , حتى زمت شفايفها عشان ماتصيح قدامه استعادها , يدينها اللي تفركها وهي تتقدم له برجاء , مكالماتها اللي طنشها , رسالتها ...
أول ما وصلت ذاكرته لراسلتها اللي أرسلتها قبل ساعات من موتها خلته يصرخ من قلبه وهو يقبض يدينه بقهر : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ...
ومسك ياقة قميصه وجرها وهو يصرخ : ماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااتت , بندري مااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااااااااااااااااااااااااتت ..
نطوا أصحابه وفاقوا من الذهول اللي هم فيه وجريوا له وهم يصرخون بذهول ومطر يقول : عبد الرزاق , تمالك نفسك يا رجال ..
صرخ نايف : عبد الرزااااااق ..
انشق قميصه و يصرخ من أعماقه : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآآآآآآه , مااااااااااااااااااااااااااااااااااااااتت , أختي ماااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااتت , ماتت ليلة عرسهاااااااااااااااااااااااااااااااااااا ..
تعاونوا عليه الثلاثه مع ميشيل اللي كان يصرخ بالفرنسية مهو عارف سبب هالصراخ , رغم إنهم أربعة ماقدروا يثبتونه وهو يصرخ صرخات ممتالية , صفعه ميشيل وهو يصرخ : razoooooooooook waek up ...
بعد الصفعة تفجرت دموعه وهو يصرخ : أبغى أرجع السعوديـــــــــة , سيبونيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي , أبغى أرجـــــــــــع , أبغى أشوفهاااااااااااااااااااااااااااااااااااااا , بندريييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ي ..
وتشبث في مطر اللي بدأت عيونه تدمع وهو يقول : رزوق نوديك بس خلاص , ترى حرام اللي تسويه في عمرك ..
صاح وهو يقول : الله يخليكم أبغى أشوفهاااااااااااااااااااااااااااا , تكفون قولولهم لا يدفنونهاااااااااااااااااااااااااااااااا , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآ آآه يا البندري , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه , خلوها ترجــــــــــــــع , أبغى أقولها آآآآآآآآآآآآآسف , قولوها لا تمووووووووووووووووووووووووووووت , لا ترووووووووووووووووووووووح وأنا ماقلتلها آآآآآآآآآآآآآآآسف , بندري لا تموتيييييييييييييييييييييييييييييييين , لا تموتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييين ..
وطالع في نايف وهو يشهق ويقول : عذبتهااااااااااااااااااااا , عذبتهاااااااااااااااااا , أرسلت لي رسالة تترجاني فيها وتقولك محتاجة تسمع صوتييييييييييييييي , لكني طنشتهااااااااااااااااااا , مااااااااااااااااااااااااااااااااتت خلااااااااااااااااااااص , ماعاد بأسمع صوتها وماعاد بتسمع صوتييييييييييييييييييييييييييي ..
وانهار على الأرض , وأصحابه معاه وهم يحاول يوقفونه وهم يصيحون من صياحه , لأول مرة يشوفونه منهار بهالشكل , صرخ فيه مطر وهو يمسح دموعه : خلاص يا عبد الرزاق الله أخذ أمانته خلاص ..
انبح صوته من قوة صراخه لكنه استمر يقول رغم بحته : قولها ترجــــع , أنا اللي محتاج أسمع صوتها , تكفون رجعوها , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يالبندري ..
وضرب صدره وهو يتأوه , كانت عيونه زايغه وحركاته واضح إنه مو واعي لها , كان يرفع يده وتنهار جنبه ويحرك قدمه ويرجع يرخيها وهو يتأوه , ضمه مطر وهو يقول : إدعيلها بالرحمة ..
زاد صياح عبد الرزاق وهو يقول : أنا أعرف ربي , أنا أعرفه عشان أدعيه , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يالبندري , لييييييييييييه ؟؟ ليه متي ؟؟ ليه قررت تعذبيني لآآآآآآآآآآخر يوم في حياتي , ليييييييييييييييييييييييييييييييييييه ؟؟
وزاد صياحه وتحول لنشيج وهو يقول برجاء كسير : ودوني السعودية , أبغى أشوفهاااااااااااااااااااا , قلولهم لا يدفنونها ..
مسح صاحبه نايف دموعه وخرج جواله وناوله لميشيل وهو يطلب منه يشوف أول حجز لجدة على أي خطوط وتعاونوا وشالوا عبد الرزاق اللي تجمهر حولينه الناس بعد ما قفلوا الـ دي جي بسبب صرخاته , وسدحوه على الكنبة الخلفية للسيارة , قال مطر : لازم نوديه على المستشفى , ترى شكله مو بوعيه ..
طالعوا فيه , كان عيونه شبه مغمضة ودموعه بلا توقف ويتمتم بخفوت كلمات غير مفهومة , زفر نايف وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله , ليلة عرسها , الله يصبرهم ..
ولمن دخل السيارة شاف جواله يضيء رفعه أول ما عرف الرقم وقال : هلا جاسم , عظم الله أجركم ..
ولف على عبد الرزاق وقال : لا هو الحمد لله كويس , ودحين يدور حجز على جدة , المهم ..
وحرك سيارته بعد ماركب ميشيل ورى مع عبد الرزاق و ركبوا إثنين من الشلة السيارة الثانية وهو يكمل : لا تدفنونها قبل ما يجي , رجاء , تراه مأمني أقولك إنكم ماتدفنونها ..




**********************************


وقف وهو يحس بثقل العالم في قلبه , شد جاسم على يده وقال : أبويه إذا ...
سحب أحمد يده وأشر له بحزم إنه يسكت وتقدم للدرج اللي فتحه الممرض قبل مايخرج , فتح الغطاء وتأمل وجهها الهادئ الشاحب , كان مربوط بشريط من تحت دقنها لأعلى راسها عشان مايتدلى فكها , قال بصوت متحشرج : أبويه انتي , أبويه انتي بندوري ..
ومد يده يتلمس خدها وهو يكمل : رحتي عن أبوك وسبتيه , شكلك كنك نايمه ..
بعد خصلات شعرها الناعمه عن جبينها ودنق عليها وسلم عليها ورجع سلم على خدها , كان باااااارد زي الثلج , وسلم على خدها الثاني ورجع سلم على عيونها المغمضة ولف يدينه حولينها وضمها وهو يقول : أبويه انتي بندوري بتوحشيني , أبويه أنا مابنساك من الدعاء , والله مابنساك ..
ورجعها وطالع فيها وهو يقول ودموعه تتقاطر على وجهها : ترا فراقك كنه قطعه وانزعت من قلبي , فراغ محد بيمليه , مكانك بقلبي لك لكنه صار خاوي ..
ورجع مسح وجهها وهو يقول بحزن : أبويه انتي سامحيني , سامحيني إن كان غلط عليك ..
ودنق يسلم عليها مرة ثانية , تلثم جاسم بغترته ولف وجهه وهو يمسح عيونه , كان يحس بناااااااار تحرق جوفه وكلام أبوه زاد وجعه أكثر وأكثر ..
ولمن سمع صياح أبوه وهو رامي نفسه على البندري وهو حاضنها ويهمس لها إنه بيفتقدها , خرج وهو يبلع دموعه , وأول ما شاف عدنان قدامه تقدم له , ضمه عدنان وهو يقول : اصبر , اصبر وإن شاء الله يجيك أجر صبرك ..
همس بوجع : قهرتها , ماتت وأنا قاهرها يا عدنان ...
قال بلطف : بتعرف إنه من ورى قلبك , الله هي عارفه هالشي وإنه غصب عنك ...


********************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
R-thar
خمس نجوم
خمس نجوم
R-thar


مسآهمـآتــيً $ : : 797
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 48512
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 17
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/01/2012

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة   رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty30/1/2012, 9:08 pm

ضمت خلود سحر الباكيه وهي تطالع في أبوها اللي جلس قدامهم وهو حاط راسه بين كفينه و علا واقفة جنبه وهي تمسد على ظهره وتطالع في خالد اللي واقف بذهول يطالع فيهم , همس عبد الكريم : تذكرت كل لحظة مرت علي في عزا أخوي , كل لحظة ...
قالت سحر وهي تبعد عن حضن خلود : أبويه أبغى أروح لهم الله يخليك ..
قال بحزم : مو دحين ..
مسحت الكحل اللي سال على خدودها وهي تقول : طيب متى ؟؟؟
قال : بعد مايجيبون البنت من المستشفى , دحين نصهم في القاعة ونصهم راحوا البيت ومتشتتين , مو لازم نشغلهم إحنا كمان ..
قالت خلود : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
وقالت علا وهي تحط يدها على موضع قلبها : الحمد لله اللي أخرتنا الكوفيره , ما أتخيل إني كنت بأشوف منظرهم وسط الفرح وهم يتلقون الخبر , عروس و ...
قال خالد بهدوء : خلاص ياعلا ..
كان يعرف حرمته وقت الخلعه والخوف تقعد تثرثر بكلام ماله نهاية ...
قام عبد الكريم وقال : بأرتاح شوي إلين الفجر ..
ولف على خالد وقال : ترانا بنصلي عليها الفجر في الفيصلية يعني لازم نصحى قبل الأذان ...
ولمن راح خالد وحرمته لجناحهم طالعت سحر في أختها وهمست بوجع : ماتت فجأة ..
زفرت خلود وقالت : كثر موت الفجأة , الله يرحمنا برحمته , هذا من علامات قرب الساعة ...
زفرت سحر وطالعت في جوالها اللي أزعجتها العنود من كثر الإتصال عليه وهي تعجلها عشان مايفوتها الدق , ولمن تذكرت صوتها المرح وجلست تتخيل اش شعورها الآن رجعت تصيح من قلبها ...


******************************

.................... يتبع ..
نهاية الفصل السابع عشر : بأي حال عدت يا عيد ؟؟؟؟



خشبة ذات أذرع و غ ط اء ..
عتمة ليل في وضح النهار ودموع ترفض الانصياع ..
رائحة ك ا ف و ر شقت عنان السماء ..
.
.
.
ماذا أسمع ؟؟
قرع للطبول أم دوي مدافع !!
برودة غلفت حرارة جسد ي ذ و ب ..
و نحيب أغرق أنفاسا تسابق المجهول ..
.
.
.
لحظة !!
لماذا أهرب ؟؟
مم أحاول الاختباء ؟؟
.
.
.
القرع و الدوي بدأ يتخافت ... بل يتباطأ ..
يتباطأ حد الألم ..
لحظة صمت فـ هـ د و ء ..
.
.
.
لماذا لا نعرف قيمة من نحب إلا عندما يغادرنا ؟؟
يرحل عنا ..
يتركنا في هذه الدنيا نصارع وحدنا ..
.
.
.
لن نسمع همسه الحاني وهو يشجعنا ..
لن نرى بسمته الحلوة عندما يمازحنا ..
لن نستشعر دفأ يديه وهو يصافحنا ..
لن تلمع عينيه فرحا وهو يطالعنا ..
لن نضحك له اعتذارا عندما يعاتبنا ..
.
.
.
اقرعي يا طبول ..
غلفيني يا برودة ..
أغرقني يا نحيب ..
.
.
.
أ كـ رهـ ك يا جسدي عندما تذوب ألما ..
و يخفق قلبك شوقا ..
و فوق هذا ...
تأبى الدموع أن تجد لها من عينك هربا ..
.
.
.
و
ل
ك
ن
.
.
.
إلي يا كل خيوط الأمل ..
أربطيني , أوثقيني ..
أنسجيني بإبرة الإيمان على جدارن الصبر ..
اصنعي مني وشاحا حتى غ ط ا ء اصنعيني لو أردت للألم ..
.
.
.
أقنعي جسدي الكريه أن روحي تحتويه ..
ذب ألما واجعل قلبك يخفق شوقا ..
اصنع ما بدا لك اصنع ..
جفف دمعي لا أبالي ..
يكفيني أن لقاءها في جنان ربي ......... روحي ت رت ج ي هـ ..




*****************************


في القاعة :

بياض القماش الفخم يلمع الكلين على سطحه الواسع المطرز أطرافه و الصدر المطعم ببعض الفصوص الخليط من الوردي و التركواز حول كريستلات لامعه براقه تزينه , طالعت نورة في فستان بنت أخوها قبل ما تسحب سحاب الغطاء ويتوارى عن نظرها ببطء وهي تتذكر البندري يوم قاسته و مشيت فيه وهم مشغلين لها شريط زفتها عشان يشوفون هل تقدر تمشي به بسبب ثقله أم لا , مسحت دموعها وناولته لسيتي اللي ضمته وهي تصيح , قالت نورة : سيتي الله يرحم أهلك ماني ناقصة صياحك , ترى أنا قلبي يوجعني ..
مسحت سيتي دموعها وقالت : ماما نورة , والله بندري سوا سوا بنتي أنا , والله ..
وانخرطت في البكاء مرة ثانية , زفرت نورة وهي تطالع في جناح العروسة اللي بدأوا الشغالات يلمون اللي فيه , سبتات الورد وبداخلها الورد اللي اتفقوا إنه سمية والخنساء هم اللي يرشونها عليها وقت زفتها , مسكتها اللي كانت وردها متفتحه برونق جميل لدرجة يبعث الألم , جلست على السرير وصاحت , الكل كان يشوف إنها أقواهم عشان كذا دقت الصدر وقالت إنها هي بتلم أشياء البندري لكنها كانت تنطحن بداخلها مليون مرة , اليد اللي لامست كتفها خلتها ترفع وجهها وهي تمسح دموعها بسرعة , ابتسمت لها خوله وقالت : يلا يا أمي , خلاص شلنا كل شي ..
قامت نورة وهي تستند على يد بنتها وتحركت خارجه , كانت القاعه شبه خاوية بعد ماكان الناس يملؤنها بصخبهم ..



******************************


طالع بذهول في أبوه ورجع طالع في عبد الإله يبغاه ينكر اللي انقال , نزل عبد الإله راسه بانكسار , حط حسان يده موضع قلبه وهو يحس بوجع يجتاحه وهو يقول : لا إله إلا الله , لا حول ولا قوة إلا بالله ..
كان عقله يدور في دوامة ~ خاله أحمد ومرته , عبد الرحمن , جاسم , جدته و ...~ رفع راسه بسرعة وهو يسأل بخوف : هنوف ؟؟
قال أبوه بهدوء : الحمد لله كويسة ..
بعد لحافه ونزل وهو يقول : لازم أروح لهم ..
مسكه علي بقوة وقال وهو يرجعه للسرير : الدكتور ما أعطاك فسح ..
لف على أبوه وقال : أبويه ما أقدر أقعد ..
قال علي بهدوء : حسان ترا وقوفك مع خالك وعياله واجب لكن صحتك أهم , ما نبغى يصير شي ونقول لو إنه سمع كلام الدكتور كان ماصار اللي صار , أنا عارف إنه كل شيء بقضاء وقدر بس لازم ناخذ الأسباب , الدكتور قال ممنوع خروجك يعني ممنوع ..
وفلت يده وهو يقول : وإنت كبير وتعرف مصلحتك ..
تدلت أكتافه باستسلام وغطى وجهه وهو يقول : إنا لله وإنا إليه راجعون , الله يصبرهم , الله يصبرهم ...
ومسك جواله , دق عليها كذا مرة لكنها ماردت , لمن شاف أبوه قلقه من عدم ردها نقل له بأبسط و ألطف طريقة ممكنه إن الهنوف ما تقدر ترد عليه حاليا لأنه أغمي عليها لمن دريت بالخبر بطريقة صاعقة ..



*********************************



الساعة 1,30 صباحا :
في فيلا حمده :

البيت رغم الزحام الموجود فيه إلا إنه كان هادئ , كل غرفة فيه فيها جماعة من الناس , العائلة كلها رجعت من القاعه ومعاهم أخت جدتهم حمده وبناتها ..
أول ما رن الجرس جريت العنود للباب , كانت تبغى أي شي يشغلها عن التفكير , و أول ماشافت عمها جلال داخل وهو شايل الهنوف دمعت عيونها , قال بهدوء ولطف : ماعليك , قالوا إنهيار بسيط , أعطيناها إبرة ومحلول , شوفيلي درب لغرفة أمي ..
طرقت له ودخلته لغرفة جدتها اللي كانت منسدحه على سريها وهي متلثمه بمسفعها و سفانة عند راسها تقرأ عليها , فزت سفانة لمن شافت الهنوف اللي مددها عمها على الكنبه قبل ما يفك غطاها ويزيح طرحتها وهو يقول : ها هنوفه , دحين أحسن ...
كانت تطالع فيه بعيون غريبة وهي تهز راسها بصمت يعني إيوه , مسح على شعرها وراح لأمه , جلس جنبها على السرير ودنق عليها وسلم على جبينها وهو يقول : يمه كيف ضغطك ؟؟
أشرت على فمها يعني ما تقدر تتكلم ودموع عيونها تنزل بصمت , زفر وبدأ يكبس راسها وهو يطالع في العنود اللي جلست على الأرض قدام أختها وهي تمسد شعرها بحنان , قالت سفانة الجالسة عند رجولها تمسحها بحنان : هنوف اش تحسين ؟؟
ماحركت الهنوف الصامته عيونها الثابته على اللامكان , ابتسمت العنود ومررت يدها على خد أختها بحنان وهي تقول : هنوفه حبيبي إن شاء الله دحين أحسن ..
غمضت الهنوف عيونها للحظة وهزت راسها بصمت , مسكت العنود يدينها وضغطتها بقوة وهي تطالع فيها بخوف , ولمن سابت يدينها انفجعت لمن لقيتها تطيح على الكنبه بلا مقاومه , همست برجاء : هنوفي , هنوف ..
كانت الهنوف تطالع فيهم وهي مهي حاسة بشي , ولا تفكر بشي , كانت الأفكار تجي في راسها ولمن تحاول تمسكها عشان تفكر فيها أو تحللها تهرب وتجي فكرة جديدة , كان ودها تقوم وتقول للعنود الخايفة إنها بخير لكن جسمها ولسانها صاروا بثقل الجبال , كانت تعاني حتى من رمشة عيونها وبالقوة تحرك راسها بإيوه ولا , كانت تحس نفسها جسد بلا روح ..
~ هنوف لا تخوفيني عليك , كافي فقدت وحده ما أبغى أفقد الثانية , فقدت وحده ؟؟ فقدت وحده !! ~ حست بالرعب والألم يجتاحها ففضلت تبعد هالفكرة عن راسها , وهي تمسح شعر الهنوف ولمن تذكرت أمها قامت بسرعة رايحة لأمها اللي تمددت في مجلس الحريم الصغير , دخلت عليها لقيت عندها أزهار و ريم , حطت أزهار سبابتها قدام فمها وهي تهمس : شششششش ..
همست ريم : ماحسبنا إنها تنام ..
جات العنود وجلست عندهم وهي تهمس : جات الهنوف , جابها عمي جلال ..
قامت ريم عشان تشوفها , كان المجلس مظلم إلا من الأبجورة الصغيرة اللي تضيء المكان بإضاءة صفراء خفيفة , طالعت أزهار في زولية المجلس وهي تلعب في أطرافها وحست بنظرات عليها فرفعت راسها و حست بالحزن يتجمع في قلبها لمن شافت العنود تطالع فيها بنظرات متسائلة , سألتها العنود بهمس : اش آخر شي قالته ؟؟
بلعت أزهار غصتها وهمست : ما أدري , آخر شي قلته لها توضي قبل ما تحطين المكياج و بس ..
دنقت العنود بتفكير ورجعت همست تسأل بصوت مخنوق : اللي يموتون بالسكتة القلبية يتوجعون ؟؟
حاربت أزهار دموعها وهي تهمس : علمي علمك ..
زفرت العنود ومسحت دموعها وهمست : تتوقعين إنها نازعت طويل ومحد عندها , يمكن لو كان أحد عندها كان ..
قاطعتها أزهار بهمس وهي تزحف لجنبها قبل ما تضمها : حبيبتي هذا قضاء الله وقدره ..
همست بوجع وهي تغطي وجهها : ماتت لوحدها يا أزهار , أكيد كانت تدور على أحد يكون معاها أكيد ..
همست أزهار وهي تضمها أكثر : انت توجعين نفسك أكثر بهالكلام , حطي دايم في بالك إنه كللللللللللله بقضاء وقدر , مكتوب لها من كانت في بطن أمها ...
: الله يرحمها ..
همست أزهار : إيوه ابغاك كل ما جيتي تصيحين تقولين هالكلمة عارفه ليه , لأنها دحين ماتبغانا نتذكرها ونبكيها , ماتحتاج لهذا كله , اللي تحتاجه هو الدعاء , هي بحاجة للدعاء والصدقة , لكن البكاء ما بيفيدها في قبرها ..
وصلهم نشيج صامت , التفتوا وشافوا أكتاف هدى المتلحفة والمغمضة عيونها تهتز من بكاها , تفجرت الدموع من عيون العنود اللي قامت بسرعة وراحت حضنتها وهي تقول : اصبري يا أمي ..
: بنتي راحت , بنتي الصغيرة ماتت يا عنود , تعرفين اش معنى بنتي ؟؟ يوم بتجيبين عيال بتحسين بغلاتهم ..
وشهقت قبل ما تكمل بصوت متقطع يختلط بأنين : ماعاد بأسمع صوتها وهي تناديني ماما , ماعاد بأدخل غرفتها وأصحيها , انحرمت من شوفتها عروس , 21 سنة عمرها , ماشفتها زين , ما عشت معاها ..
ضمتها أكثر وهي تقول من بين دموعها : إدعيلها بالرحمة , إدعيلها بالرحمة , كلامك هذا اعتراض , مايجوز , ربي خلاك تشوفينها 21 سنة , ربي أعطاك إياها وهو أخذها , بتعترضين دحين ليش استرجع أمانته , بعدين هو أرحم منك بها , والله هو أرحم ..
حست أزهار بألمها يزيد , العنود اللي توها تشتكي تحولت للمصبر عند أمها المكلومة ..
قامت وخرجت من الغرفة في اللحظة اللي دخلت فيها الجوهرة , اصطدموا ببعض رغما عنهم , زفرت الجوهرة وقالت بخشونه : عميا ماتشوفين ..
تجاهلتها أزهار وتحركت وهي تقول لنفسها إنها لازم تسكت عنها لأنه مو وقته الرد على بعض , وصلها صوتها الحاد وهي تقول : ولا تدورين في البيت براحتك ترى أعمامي رايحين جايين ..
~ تجاهليها , تجاهليها ~ وكملت طريقها وهي تدعي البروده ومن داخلها مجروحة من تعاملها معاها ومقهورة في نفس الوقت ..
سألت سمية إذا في احد في غرفة حمده ولمن قالت لها إنه جلال خرج دخلت عشان تتطمن على الهنوف لقيت الخنساء عندها واللي قالت برجاء : هنوف حرام عليك , لازم تزورينه , تراه من زمان يطلبك ..
دقتها سفانة وهي تقول : اش تزوره في هالوقت ؟؟ صدق سخيفه ..
قالت الخنساء : هو يبغى يشوفهااااا , والمستشفى مانعته و ...
قرصتها من تحت عشان تسكتها من دون ماتشوفها الهنوف اللي قالت لها سفانة وهي تمد لها الجوال : خذي على الأقل كلميه , تراه على الخط من فوق العشر دقايق ..
ولمن ما شافت أي رد فعل من الهنوف رجعت الجوال على إذنها وقالت وهي تزفر : ما ترد علي وما تبغى تسوي أي شي ..
قال بحزم : حطي الجوال على إذنها بأكلمها حتى لو ماردت ..
حطت سفانة الجوال على إذنها وهي تهمس : هو يبغى يكلمك مو لازم تردين ..
وصلها صوته الحنون الخائف وهو يقول : هنوف , سامعتني , هنوف ردي علي بكلمة على الأقل ..
طالعت الهنوف فيهم بجمود , كانت منسدحة بدون مخدة على الكنبة وهي متكورة على نفسها , قالت حمده : يا حسرتي إن كان هالبنت بتلحق أختها ....
همس : هنوف عمري , يااااااا حبيبتي قولي لو حرف واحد تراك أقلقتيني , هنوفه , لاتخليني أخرج من المستشفى وأجيك , تراهم مانعيني من الخروج هنا , هنوفو , أجيك دحين , إذا تبغيني أجيك أجي ..
هزت راسها بلا , سحبت سفانة الجوال وقالت : تراها تهز راسها بلا ..
زفر وقال : كنت أبغى تنطق , هي اش فيها ؟؟ ليش ماتنطق ؟؟
بعدت سفانة عن الهنوف اللي جلست أزهار جنبها تقرأ عليها وقالت : هذي وحده من الحريم الله يهديها قالت لها عظم الله أجرك في أختك وطاحت الهنوف من طولها فجأة , ويوم شلناها قال الطبيب انهيار عصبي , أعطوها إبرة مهدئة ومحلول وجات ..
: لاحول ولا قوة إلا بالله , إسمعي , خلي الجوال في حلقك بأتصل عليك بعد شويه يمكن هي تعبانه شوي لأنها توها رجعت من المستشفى ..
: إن شاء الله ..
: مع السلامه ..
: مع السلامه ..
وقبل ما تصك سمعته يناديها رجعت الجوال فقال برجاء : سفانه لا تبعدين عيونك عنها أخاف تتعب ولا شي ومحد عندها ..
ابتسمت وقالت : لا تشيل هم , كلنا حولها , المهم انتبه لنفسك ولا تشغل بالك ..
وتوادعوا وقفلت الجوال وراحت للمجلس الكبير وهي في الطريق شافت عهود جالسه
بصمت غريييييييب عند أمها اللي جالسة تتكلم في الجوال ..



**************************


طالعت العنود برهبة وخوف في الطاولة الكبيرة الخشب المفرغة بأشكال مستطيلة تسمح للمويه بالخروج , كانت عمتها نورة واقفة عند الطاولة وهي تحط سطول موية كبيرة ومعاها مغارف حسب تعليمات جارتهم أن محمد اللي تغسل الموتى , كانت تطالع في ظهر أم محمد اللي كانت تسبح وتهلل وتكبر وهي تحط زبادي الكافور والسدر و ترتب أقمشة الكفن , رصت بقبضتها على الباب والتفتت لسمية والخنساء اللي وقفوا جنبها وهم يطالعون بذهول في المطبخ اللي شالوا عنه طاولة الطعام والكراسي عشان يلقون مساحة لطاولة الغسيل , أول ما انتبهت لهم نورة تحركت بسرعة وخرجتهم وهي تقول بلطف : روحوا شوفوا أمي وهدى , يمكن يحتاجون شي ولا غيره ..
وصكت الباب , تبادلت العنود نظرات غريبة مع البنتين الواقفات وعيونهم زايغة , همست الخنساء : من جد ماتت ..
جلست سمية على الأرض وهي تغطي وجهها وتصييح , تجاهلتهم العنود وهي تتحرك باضطراب , دخلت المجلس الكبير ودارت ببصرها بيت بنات خالة أبوها و الجوهرة اللي نايمة ريناد على رجولها وتحركت خارجة , غرفة جدتها كانت سفانة وهدى جالسات عند
راس الهنوف اللي مازالت مشخصه بصرها وتطالع بذهول في اللامكان , وجدتها مغيرة وضعية سدحتها على السرير للمرة الخامسة , خرجت ودورت إلين لقيتها , كانت تنشج نشيج موجع وهي تقول : يااااارب أحسن نزلها , يارب ثبتها عند السؤال , يارب وسع مدخلها , اللهم اغسلها بماء الثلج والبرد ونقها من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس , اللهم صبرهم على فقدها , اللهم اربط على قلوبهم , اللهم ....
وانخرطت في نوبة بكاء جديدة , جلست العنود على سرير سفانة وهي تطالع في أزهار اللي تلحفت بشرشف الصلاة ووقفت بين يدين ربها تدعيه بتذلل ويدينها المتعبه من الرفع تتراخى وترجع ترتفع وهي تهمس : يااااااااااااااارب ثبتها عند السؤااااااااااااااااال , يارب نزلت بك ضيفة وأنت خير المكرمين , يارب أكرم نزلها , يارب وسع مدخلها , يااااااااااااااارب إنك تنزل إلى السماء الدنيا نزولا يليق بجلااااااال وجهك وعظيم سلطانك , اللهم إنك تقول هل من داع فأستجيب له , اللهم إني سؤالي أن تقيها عذاب القبر , اللهم بدل سيئاتها حسنااااااااااات , يا حي يا قيوم , ارحمها , اللهم ارحمها , اللهم ارحمها ..
غطت العنود وجهها وصاحت من قلبها , ليش ما كانت زيها , ليش بدل ما تبكي ماقامت تدعي في آخر الليل والدعاء مستجاب في هذا الوقت , ليش إنشغلت بالبكاء والتفكير , غطى بكى أزهار على بكى العنود وهي تقول برجاء : يااااااااااااااااااارب ارحمهاااااااااا , يارب اغفر لها ذنوبهاااااااااااااااا ..
قامت العنود وراحت للحمام وقفلته واستندت على بابه وهي تصيح من قلبها , توضت وراحت لبست شرشفها وحذت حذو أزهار ..
بعد فترة رن جرس الباب يخترق سكون المكان الكل قام بترقب وهم متوقعين إنه جثة البندري هي اللي وصلت عشان يغسلونها و يكفنونها قبل الفجر ..
هدى وسفانة تحركوا بسرعة خارجين من غرفة حمده اللي انحنت تطالع رغم معرفتها إنها ما حتشوف أحد تحاول تلمح أي شي ورى بابها , دقايق وطل عليها , حست بالدموع تتجمع في مآقيها وهي تطالع في طوله المهيب , اشتاقت له , لكل شي فيه , طالع حسان في الغرفة وشاف جدته على السرير والهنوف على الكنبه , تجاوز الهنوف اللي كانت معطيته ظهرها وتقدم من جدته وهو يسحب الكمام الأبيض عن فمه وأنفه ويخليه متدلي حولين رقبته , مد ذراعينه واحتوى جسدها بصمت , شهقت حمده وصاحت بصوت عالي وهي تضمه وتشده لصدرها كإنها تبغى تدخله داخل صدرها , همس بحب : أنا هنا , أنا هنا ...
شهقت مرة ثانية وهي تقول بصوت مخنوق : آآآآآآآآآآآآآآه ياربي , ياحبيبي إنت , ياربي لك الحمد , يارب لك الحمد اللي خليتني أشوفه ..
دفن وجهه في حضنها وهو يقول : أنا هنا ياجده , خلاص لاتبكين , دموعك غاليه ..
تأوهت وهي تشده لصدرها أكثر وهي تسلم على راسه وتحضنه وهي تقبض على شعره بشوق , قالت بوجع : والله إني أبغى أجيك بس رجولي , رجولي ماعاد تشيلني , ماقدرت , والله ماقدرت ..
همس وهو يشد يدينه حولينها : عارف , عارف , يكفيني صوتك كل يوم يا جده ..
ضمته أكثر وهي تسلم مرة ثانية وهي تقول بشوق : أبويه إنته ..
جا أحمد ومسد على يد أمه بحنان وهو يقول : يمه تراك بتخنقينه , ما حسبنا بالقوة أعطاه الدكتور فسح ..
أشر له حسان من ورى جدته إنه يخليها براحتها ورجع ضمها بصمت , ولمن سابته بنفسها بعد عنها وسلم على راسها ويدها وقام وعيونه متعلقه بجسدها المستلقي بلا حراك , تجاهل نظرات أخواته وبنات أخته الواقفات بصدمة من حضوره المفاجئ عند الباب وتحرك لها , قالت سفانة : نايمه , دوبها اللي نامت ..
جلس على الأرض وسحب الكمام وحطه على الكنبه وهو يحط يده الثانية على كتفها , هزها بلطف وهو يقول : هنوف , نوفه , الهنوف ..
فتحت الهنوف عيونها بتعب وفي جزء من الثانية استعادت ذكرى موت أختها , فزت من سدحتها وطالعت بعيون زايغة في اللي حولها , ولمن شافت الكل يطالع فيها وإنه في شخص جنبها التفتت له , طالع فيها بحنان وهو يهمس : هنوف ..
ومد يده وبعد خصلات شعرها الطايحه على وجهها , طالعت فيه بصمت غريب , همس برجاء : هنوف ما بتكلميني ..
كان يحس قلبه يخفق وجع عليها , من عرف بحالتها أصر يخرج حتى لو ما أعطاه الدكتور الموافقه , التزمت الصمت وهي تطالع فيه بجمود , حط راحة يده اليمين على خدها اليسار وهمس : إذا ما تبغين تتكلمين هزي راسك عادي , إنت بخير ؟؟
هزت راسها بإيوه , كانت بداخلها تصرخ من أعماقها ~ لاااااااااااااااااااا أنا ماني بخير , أختي ماتت , ماني بخييييييييييييييييييييييييييير , لااااااااااااااااااااااااااا , ماني بخير ~ لكن في شي يمنعها من البكاء , في شي ساد حلقها , طالعت في أبوها الواقف وراه ولمحت نظرة الخوف في عيونه , رمقته بنظرات غريبة ورجعت طالعت في حسان اللي حس بالخوف يخنقه , بعد راحته عن خدها و رجع مسد عليه بقفا يده وهو يهمس : هنوفه ماتبغين تقولين شي ..
طالعت بجمود في عيونه اللي تجول على وجهها بخوف , ليه مهي قادرة تعبر عن اللي جوتها ليه , حط أحمد يده على كتف حسان وهو يقول : الدكتور قال إنها مصدومة ..
جات نورة وجلست جنب الهنوف وقالت بحنان : هنوف حبيبتي اش تحسين ؟؟
طالعت في عمتها بفتور ولفت وجهها ورجعت انسدحت على الكنبه بتعب , من بين الأجساد المحيطة بها شافت البندري جالسة بنفس البنطلون اللي تحبه وبلوزتها المفضلة الحمراء وهي ملتهية بمحمولها وحاطة السماعات على إذنها , فزت فجأة ومدت يدها وهي تقول : بندري , البندري هناك ..
طالعت سفانة جنبها على المكان اللي تأشر عليه الهنوف بصدمة , قالت نورة بخوف : مافي أحد ..
أشر حسان لأمه يقاطعها وهو يسأل بحنان وهو يمسد شعرها : اش تسوي ؟؟
قالت بوجع : جالسة ..
قال بهدوء : بس جالسه ..
همست وهي تطالع في الفراغ الغريب وهي تهز راسها : كانت هنا ..
مد يده وحطها موضع قلبها وقال بهدوء يؤكد لها : كانت هنا ..
لفت عليه وهزت راسها بإيوه بحركة بطئة دلته على وهنها , ضغط يده أكثر لمن حس بخفقات قلبها تخفق بسرعة غير طبيعية وقال بألم : هي ماتت , راحت عن الدنيا لكنها بتظل هنا يا هنوف , صدقيني بتظل هنا على طول ..
وهمس وهو يضمها : بتظل هنا يا قلبي , والله بتظل هنا ..
غمضت الهنوف عيونها وتسللت دمعتين منها وهي تهمس : صح , بتظل هنا ..
وبعدته وضغطت موضع قلبها وهي تهمس بتوهان : بتظل هنا , صح ؟؟
قبض على يدها الثانية وهز راسه وهو يبلع غصة خنقت حنجرته , كان كل شي فيها يدل إنها مهي واعية للي يصير , مهي واعية أبدا , هنوف اللي يعشقها لو فكر يقرب منها تموت من شدة الخجل , يحمر وجهها وترتفع حرارتها , وجهها أصفر شاحب وجسدها بارد بدرجة مخيفة , قالت نورة : حسان قوم عن الأرض تعب عليك هالجلسة ..
كان ثاني رجوله تحته وجالس قدام الهنوف اللي بدأت تطالع في اللي حولينها بنظرات غريبة ~ الله يسامح اللي كان السبب , الله يسامح اللي كان السبب , ليه ما نقلوه لها بشكل تدريجي , هم يعرفون إنها ~ انقطعت أفكاره لمن وصله صوت جلال اللي سابوه يتعاون مع جاسم و أخوه صالح على نقل جثمان البندري للمطبخ يقول بعصبية : محد يخش عليها قبل ماتتغسل , أم محمد و نورة وخوله هم اللي يدخلون بسسسسسسسسسسس ..
ووصله صوت بكاء الحريم اللي بدأ يتعالى , فتحت الهنوف عيونها على اتساعها وقامت بسرعة عجيبة وهي تقول : أبغى أشوفها ..
شهقت نورة وقال حسان يناديها : هنوووووووووف ..
وقام بسرعة لحقها مع أحمد اللي كان يقول : درب , طريييييييييييق ..
تعدت الهنوف كل الواقفين وبعدتهم وهي تجري للمطبخ , أول ماشافها جلال قال بفجعة : هنوف , لسه ما غسلناها و ..
صرخت وهي تبعده : أبغى أشوفهااااااااااااااااااااااا ...
مسكها بقوة وهو خايف إنها تشوفها وهي لسه مغلفه بأكياس الثلاجة وقال بحزم : مو دحييييييييييييين ..
صرخت بشكل هستيري وهي تضرب صدر عمها : أبغى أشوفها , أبغى أشوفها , أبغى أشوفهااااااااااااااااا ..
جات أزهار جري مع العنود لمن سمعوا صريخها الحاد وتراجعوا لمن شافوا حسان وأحمد يقبضون عليها كل من ذراع وهم يبعدونها عن جلال المذهول , صرخت وهي تحاربهم : سيبونييييييييييييييييييييييييييي , أبغى أشوفهاااااااااااااااااااااااا ..
انذهل حسان من القوة الغريبة اللي حسها فيها , كان بالقوة يمسك ذراعها , غمض عيونه بألم لمن حس بيدها المقاومة تضرب في صدره , قال صالح بحدة : خلوها تشوفها الله أكبر عليكم ..
قال جلال : ماجهزت يا صالح ..
قال صالح بوجع : غطيتها بشرشف , ووجهها باين , خليها تدخل تشوفها ..
لمن حست بتراخي يدينهم عنها بعدتهم ودخلت المطبخ , كانت مسجاة على الخشبة ومغطية بشرشف أخضر فاتح , باين إنه شرشف المستشفى , خطواتها المستعجلة تباطأت لمن شافت المنظر وازداد تباطأها كل ما قربت من الطاولة , ولمن شافت وجه أختها تفجرت الدموع من عيونها وهي تهمس : بندري , بندري ..
حطت يدها على كتفها ورغم وجود الغطاء استشعرت برودة جسم أختها اللي كانت تنام في حضنها الدافي قبل أيام , لفت يدينها حولين راس البندري وضمتها وهي تقول بهمس متوجع : ودعتك الله يا بندري , ودعتك الله يا قلبي , ودعتك الله , ودعتك الله ..
وتفلتت يدينها وهي تنهار على الأرض وهي تصيح بكل الألم والفقد والوجع اللي حسته , صياحها صيح الكل حتى أعمامها اللي تلثموا بغترهم اللي لابسينها من دون عُقل , تحرك جاسم من مكانه في طرف المطبخ وسندها وخرجها , حسان اللي حس بوجعها يذبحه ذبح واللي ماقدر يدخل عشان البندري , سحبها منه بعد ما خرجت وضمها بقوة , صرخت من أعماقها وهي تتشبث بأكتافه : مااااااااااااتت ياحساااااااااااااااااان , البندري مااااااااااااااااااتت , مااااااااااااااتت , ماعاد بأشوفها مرة ثانية , بتدفنونها وماعاد بأشوفهااااااااااااا , ماتت يا حساااااااااااااااااااان , البندري ماااااااااااااااااتت ..
ضمها أكثر وهو يبلع غصته اللي تزايدت , لازم يكون أقوى عشانها , قال بثبات بعد ما تمالك نفسه : الصبر يا هنوف , الصبر , وين إيمانك ؟؟ من قال ماعاد بتشوفينها , كلنا إن شاء الله بنشوفها وهي حورية وسط الجنة , قولي يارب ارحمها , يارب اغفر لها , ادعيلها , الدنيا فانية , كلللللللللنا بنموت , يمكن اليوم , بكره , بعده , محد يدري متى يومه صح , إدعيلها بالرحمة , ما تجوز على الميت إلا الرحمة , وين إيمانك وصبرك وكلامك اللي تقولينه لي دايم , الواحد لازم يؤمن بالقضاء والقدر , قولي يارب ارحمها , قولييييي ..
هدأت صرخاتها وهي تقول من بين شهقاتها : يارب ارحمها , يارب ارحمها , يارب ارحمها ..
ضمها أكثر وهي تردد العبارة وهو يهمس : خلاص , اقري المعوذات واستعيذي بالله , المؤمن عند الصدمة الأولى وانت دايم أقول عنك صابرة لا تخليني أغير كلامي ..
ولمن حس بثقلها عرف إنه أغمي عليها , أشر لجاسم إنه يجي يشيلها لأنه مستحيل يقدر يشيلها قدامهم لسببين , إحراج و ... ممنوع عنه لفترة طويلة إنه يشيل أي شي حتى لو كان خفيف ...
شالها جاسم ودخل مع أعمامه وحسان لغرفة جدته , سدحها على السرير ورى جدتها اللي جلست وهي تمسد شعرها ووجهها بحنان ..
سحب حسان الكمامة وحطها على وجهه وسند ظهره على المخدات اللي جابتها له أمه وحطتها ورى ظهره عشان يريح , غمض عيونه بتعب ورجع فتحها وهو يطالع في جدته والهنوف ..


***************************


الكل كان جالس في المجلس الكبير , وبسبب قربهم من المطبخ وصلتهم رائحة الكافور والسدر اللي فاحت من أثر طرطشة المويه , حست خوله باختناق فخرجت وسابت أم محمد وأمها جوة , سحبت نفس عميق ومسحت دموعها ورجعت تساعدهم , قلموا أظافر يدينها ورجولها , فرخوا جوفها من أي شي بداخله , غسلوا شعرها الطويل وجدلوه ثلاث جدائل وبعد ما انتهوا من الغسيل بدأوا يكفونها , شهقت نورة لمن غطى الشرشف الأبيض يد البندري المحناة وبلا تفكير بعدت الشرشف ورفعت يدها وقبلت راحتها الباردة وهي تصيح , قال أم محمد بحنان وهي تمسد ظهرها : يزفونها للجنة يارب , يزفونها للجنة ..
رجعت يد البندري وبعدت عن الطاولة وهي تمسح دموعها , ربطت خوله خيط القماش حولين رجول البندري وثبتتها و دموعها تتقاطر غصب عنها على الكفن ..
ولمن انتهوا مابقي إلا غطاء الرأس قالت أم محمد : نغطيها بعد مايسلمون عليها , شهقت خوله لمن شافتها مكفنه ومو باين إلا وجهها الصغير وتفجرت دموعها وهي تقول : بندريييييييييييي ..
وضمتها بقوة وهي تصيح من قلبها , وبعد ما تمالكوا نفسهم فتحوا الباب وراحوا للمجلس عشان يدخلون الرجال عندها , خرج حسان للمجلس الخارجي عشان وراح عند الشباب اللي جالسين هناك بصمت , و أعمامها دخلوا وسلموا على جبينها بالتناوب وضمها أحمد بقوة من دون أي همسة وبعد عنها , سلم جاسم على جبينها وبعد بسرعة وهو يقاوم دموعه , خرجوا من باب المطبخ وتركوا المجال للحريم بعد ما نقلوها على الخشبة اللي بتحمل عليها ..
راحوا الحريم يسلمون وبعدها قالوا للبنات إنهم ممكن يشوفونها راحوا لها , وأول ما شافوها فتحوا مناحة جديدة و ما قدروا يقربون من الطاولة الغريبة اللي كانت لها أربعة أذرع عشان تحمل بها فوق الأكتاف , خاصة لمن رمت العنود نفسها على البندري وضمتها وهي تقول بهدوء : بنات تعالوا ضموها والله تحسون براحة إذا ضميتوها ..
وهي تصرخ بداخلها ~ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يابندري , رحتي وسبتيني لييييييييييييييه ؟؟ لييييييييييه سبتيني ؟؟ استغفرك يارب , لازم أكون أصبر , لازم أكون أقوى ~ مسحت أزهار دموعها الصامته وتقدمت منها وسحبتها وضمتها عشان تعطي مجال لهدى اللي تقدمت مع نورة وهم ساندين حمده اللي كانت تمشي بخطوات متثاقلة وهي تسبح وتدعي ولمن وصلت لها قالت بصوت متحشرج : وااااو يا بنيتي والله إنك صغيرة , أنا قاعدة وانتي رحتي يا البندري ..
ودنقت عليها بالقوة وسلمت على راسها وهي تقول ببكاء : تراني ودعتك الله اللي ما تضيع عنده الودايع , تراني ودعتك الله , تروحين تقابلين جدك في الجنة إن شاء الله , تراك ارتحتي والشقا لنا إحنا اللي لساعنا عايشين , ودعتك الله ..
وسندتها نورة تبعدها وهي تكرر : ودعتك الله , ودعتك الله ..
وقفت هدى تطااااالع فيها بصمت ودموعها تتساكب ولمن انحنت وحضنتها انفجرت بعويل زاد دموعهم , مسكتها العنود وقالت من بين دموعها وهي تسحبها : أمي خلااااااص , خلاص ارحمي نفسك , خلاااااااااص ...
وتساعدت هي وأزهار والجوهرة وبعدوها عن البندري , عهود طالعت فيها من البعيد ومارضيت تسلم زي باقي البنات اللي سلموا عليها , ولمن قالولهم إنهم يخرجون عشان ياخذونها زاد نحيب البنات وتشبثت ريم بالبندري وهي تصيح من قلبها , دق جاسم باب المطبخ بقوة وقال : يلااااااااااا , يادوب نتحرك عشان نصلي الفجر ..
تحركوا الحريم وسحبوا البنات تسحيب عن البندري وهم يحاولون يصبرونهم , تفلتت سمية ورجعت ضمت البندري , سحبتها أمها وهي تقول بوجع : خلااااااص , سيبوها ..
قال جاسم بحزم : أنا داخل ..
غطت نورة وجهها ولفته برباط محكم ومسكت آخر قماش وغطتها بالكامل , قال جلال بعصبية لجاسم : خش عليهم عشان يخرجون ..
ولمن تردد جاسم دخل جلال وهو يصرخ : خلاااااااص , قلنا خلااااااااااص , أدخل يا جاسم ..
دخل جاسم و أشر للشباب اللي تجمعوا برا عشان يشيلون الجنازة إنهم يدخلون , ولمن دخلوا كانت رؤوسهم للأرض وهم يمسكون أطراف الخشبة ..
أول ماشافتهم العنود يخرجونها صرخت وهي تندفع بلا تفكير : لاااااااااااااااااااا , أبغى أسلم عليها , أبغى أسلم عليهااااااااااااا ...
لف جاسم وغطاها بغترته وهو يرجعها ويقول بحزم : خلاص ..
صرخت وهي تتشبث به : الله يخليك , والله بوسه بس , آآآآآآآآآخر مرة , الله يخليييييييييييييييييييك , جااااااااااااااااااااااااســـــم , الله يخليييييييييييييييييييييييييك ..
قالت أزهار من ورى الباب : خليها تسلم عليها , جاسم الله يخليك خليها تسلم عليها , تراها ماعاد بتشوفها ..
واختنق صوتها وهي تتذكر أمها اللي ما قدر لها ربي وشافتها , نزلوا الرجال الخشبة وسحب جاسم العباية من عمته نورة وغطى فيها العنود اللي راحت وضمتها بقوووووة وهي تقول بصوت حنون : سامحيني , سامحيني إذا زعلتك في يوم , ترا كل عنادي لك والله من حبي , سامحيني , بندري , ماعاد بشوفك ..
وسلمت عليها من فوق غطاها وسلمت ودموعها تتسكاب على وجهها كانت تحس ملامح وجهها من فوق الغطى , سلمت على خدودها وعيونها حتى فمها سلمت عليه وهي تصيح , مسح جاسم عيونه وسحبها وهي تطالع في جسد أختها المسجى , تلقتها أمها في صدرها وضمتها وهي تصيح معاها ...
وفي دقائق صار المطبخ خالي إلا من همهمات البكاء و رائحة الكافور والسدر ...


********************************


العصر :

رفع راسه عن الأرض وطالع في المعزي الجديد القادم , ولمن شاف واحد قدامه وهو لابس ثوبه ولاف شماغه حولين وجهه عرفه , قال بحنين : عبد الرزاق ..
وقبل ما يقوم جري عبد الرزاق وطاح عند رجوله وهو يصيح من قلبه وهو يصرخ : ليش دفنتوها قبل ما أشوفهاااااااااااااااااا , ليش دفنتوهااااااااااااااااااااااا ..
ضمه أبوه وهو يقول : ما قدرنا نأخرها يا ولدي إلى بعد رحلتك , إكرام الميت دفنه ..
صاح عبد الرزاق وهو دافن وجهه على فخوذ أبوه وهو ماهمه اش يقولون الرجال عليه , من المطار اللي استقبله فيه جاسم وعمر وهو كاتم بكاه ومو قادر يسألهم دفنتوها ولا لا كله خوف يقولون له إنها خلاص اندفنت , ولمن وصل وشاف المعزين عرف إنها خلاص اندفنت , ضم أبوه وهو يصرخ من قلبه : كنت أبغى أشوفهااااااااااااااااااا , كنت أبغى أودعهااااااااااااااااااااا , ليشد دفنوتها ليييييييييييييييييييييييييش , ليش تحرقون لي قلبييييييييي , قلتلكم لا تدفنونها , قلتلكم لا تدفنونهاااااااااااااااااااااا والله قلتكلم ...
مسح أحمد عيونه بطرف غترته ومسد ظهر ولده بصمت , لمن جا جلال يبعده عشان الرجال اللي جوا يسلمون أشر له صالح بعيون مبلله إنه يسيبه براحته , كان الرجال ينحنون من فوق عبد الرزاق ويسلمون على أحمد اللي يبادلهم السلام بيمنه ويسراه على تمسد باستمرار على ظهر ولد ..
صاح وصاح وصاح وكل ما فكر إنه يوقف عن صياحه ويقوم يزيد وجعه ويزيد صياحه ..



****************************


المكان كان مزدحم بسواد عظيم , دخلت سمية للمطبخ وهي شايلة ثلاجة القهوة , حطتها على الطاولة و حطت يدينها على آخر ظهرها وهي ترجع أكتافها لورى بتوجع , من الصباح والمعزيات موجودات وهم على حزنهم ووجعهم تكسرت رجولهم من كثر ما يباشرون بالقوة , جات سفانة وقالت بضيق وهي شايلة صينية كلها فنجاين مستخدمه ومناديل مستعملة : السنة إنك تعزي وتروح , مهم شايفين إننا تعبانين , وياليتهم جالسين باحترام , قاعدين يهرجون كإنهم في جلسة ..
عدلت طرحتها اللي لابستها وقالت : سماسم قلبي روحي ارتاحي أنا أباشر ..
قالت سمية وهي تشيل الثلاجة : لا ما عليك يا خاله ..
دخلت أزهار المطبخ وهي تزفر بضيق , ابتسمت سفانة وقالت : خير ..
قالت أزهار وهي تحس بالضيق يخنقها : جماعة مسكوني يحققون معايا اش صار وكيف ومتى وليش , مااحترموا مشاعري , لا وجماعة ثانية جالسة تحدق فيه وأنا رايحة وأنا جاية ولمن صبيت لهم القهوة تسألني وحده منهم أنا زوجة جاسم و اش اسم أبويه وأمي وغيره ..
دخلت العنود وجلست بتعب على واحد من الكراسي وربعت فوقه وهي تقول بهدوء : ترا عشان الكل كان يستنى طلتك , جواز الـ ..بندري كان أول طلة لك والكل كان متحمس ..
غمضت أزهار عيونها ومسحت وجهها وهي تقول بطفش : ما أبغى أخرج ..
سألت العنود : عشا اليوم على مين ؟؟
قالت سفانة وهي تشيل فناجين جديده : على أبويه , عمي عبد الكريم تكفل بالغدا ..
قالت العنود : الله يسعدهم ويرزقهم , جزاهم الله خير ..
قالت أزهار : عنود قلبي روحي نامي تراك مانمتى من أمس ..
هزت العنود راسها وقالت : ما أقدر المكان رججججججه , وأصلا ماتلقين مكان تنسدحين فيه ولا تريحين , حتى غرفة نوم جدتي كلها حريم حتى فوق السرير ..
وزفرت وطالعت في يدينها اللي مدخلتها في حضنها وسرحت للحظة قبل ماترجع تنفض كل أفكارها وتقوم بنشاط وهي تقول : بأروح أشوف أمي ..


****************************

بعد المغرب :


طالع عدنان في جواله طويل قبل ما يتصل عليها , أول ما سمع صوتها الهادي وهي تسلم ابتسم وقال بعد رد السلام : كيف أهل العزا ؟؟
همست سحر : إن شاء الله بخير , أحسن من أول ما جيت ..
قال بهدوء : طيب يلا أخرجي , خلود وعلا يستنونك في الفندق ..
قالت بخيبة أمل : بس أبغى أجلس معاهم شويه , أبغى أحس إني قدمت لهم شي ..
زفر وقال : طيب أعطيني العنود عشان أعزيها , خلاص عزيت أم جاسم ..
قالت سحر : طيب لحظة ..
كانت العنود خارجة من المجلس الصغير لمن لقيتها , مسكتها من يدها وجرتها وهي تقول : عنود , عدنان بيعزيك ..
حست بشعور غريب لمن حطت سحر الجوال في يدها قبل ماتروح , غمضت عيونها وحطت الجوال على إذنها وهي تقول : نعم ..
كان صوتها متحشرج فتنحنحت عشان تسلكه .
أول ما وصله صوتها قال بهدوء : كيف حالك ؟؟
كان صوتها بارد وهي تهمس : الحمد لله ..
كان مقدر برودها فقال بهدوء : عظم الله أجرك في مصيبتك وأخلفك خيرا منها ..
همست بذات الصوت : جزاك الله خير ..
قال ينهي المكالمة : هذا واجب , مع السلامة ..
صك الجوال ورجع للرجال , وهي صكت الجوال وطالعت فيه بألم , ما تخيلت ولا في أبشع أحلامها إنه أول مكالمة لها معاه بتكون عشان يعزيها في أختها الصغيرة , استغفرت وتحركت , استغربت لمن شافت الحريم يخرجون بسرعة من الممر المؤدي لغرفة جدتها , حست بخوف غريب , يكون الهنوف صار لها شي ولا أمها انهارت ولا ... تحركت بسرعة وهي تسمع صوت أبوها يقول : طريق , طريق ...
اضطرت تستنى إلين خلصوا الحريم ودخلت الممر وراحت لغرفة جدتها وهناك شافته واقف بصمت و أمه متشبثه فيه وهي تصيح , صرخت : عبد الرزاااااااااااااق ..
وجريت وضمته مع أمها وهي تصيح من صياحها , كان عبد الرزاق يطالع فيهم بانكسار غريب ما يناسب شخصيته , سلم عليهم وعلى جدته , الهنوف اللي فاقت من نومها على صوته تشبثت فيه وصاحت من قلبها على صدره وهو يهمس لها : على الأقل شفتيها , قولي الحمد لله اللي شفتيها ...
جاته عمته وسلمت عليه , ولمن انتهى السلام جلس جنب أمه وانسدح وحط راسه على فخوذها وغطى وجهه بشماغه ولف جسمه ودفن وجهه في جنبها وهو يصيح و زاد معاه صياح هدى من حال ولدها ..



***************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
R-thar
خمس نجوم
خمس نجوم
R-thar


مسآهمـآتــيً $ : : 797
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 48512
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 17
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/01/2012

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة   رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty30/1/2012, 9:08 pm

يوم الاثنين 10 / 9 / 1427 هـ :
بعد الفطور في سيارة جاسم :


: يا حيا الله النشبة ..
دقته أزهار وهي تطالع فيه باستنكار من ورى غطاها اللي رفعته عشان السيارة مضللة , وابتسمت العنود وقالت : عادي يا أزهار , لاتخزينه ولا شي أعرف ثقالة دمه , أخويه , خابزته وعاجنته ..
قال وهو يحرك حواجبه ويطالع لها من المراية الأمامية : عاجنتني بعسل مو ..
ضحكت أزهار وقالت : ترا يا شينك يوم تخفف دمك ..
ولفت على العنود وكملت : مو عنيدي ؟؟
قالت العنود تأيدها : مومو , مو مو واحد بس ..
قال بمرح : اللي يسمكعم يقول بقر يهرجون , اش مو مو !!
قالت أزهار : مو يعني إي ولا لا , مو يا عنيدي ..
ضحكت العنود وقالت : موين وعشر موات , تصدقين حاولت أشرح لوحده من صحباتي ما عرفت , يبغالي أرسلها لها في رسالة ..
قال جاسم : سؤال اليوم , كم مو نطقتها العنود ؟؟
وضحك للحظة وسكت لمن انتبه إن الثنتين يطالعون فيه ببرود والعنود تقول : ويييييييي الله يعينك عليه يا أزهار , يا حبيبتي متزوجه واحد دمه كاتشب ..
ضحك وقال : حللللللللللللللوة , حلللللللللللللللللوة كاتشب ..
وساب الدركسون ولف على ورى وضربها وهو يقول : تتريقين إنتي ووجهك على أخوك الكبير ..
قالت أزهار وهي تمد جسمها وتثبت الدركسون بيدينها : بسم الله , تعااااااااال إمسك الدركسون ..
وصرخت العنود : بنمووووووووووووووووووت ..
قال : قولي آسف ..
قالت بسرعة : آآآآآآآآآآآآآآآآآآسفه بس لف وامسك الطارة بسرعة ..
لف جاسم وعدل إحرامه وهو يقول لأزهار : ثبتي يدك زين عشان أعرف أصلح إحرامي ..
صرخت أزهار : بسسسسسسسسسسرعة , ظهري يعورني ..
مسك الدركسون وقال : شكرا ..
ضربته أزهار على كتفه وهي تصرخ : لا عاد تسويها مرة ثانية , خلعت قلبي , ولدي أحسه طار لحلقي من الفجعة ...
قال بحزم : طيب انتبهي لا يطلع مع خشمك , بعدين تقعدين تعاطسين , بعدين ما عندنا نلبس نلبسه به ..
ثانية وقهقهوا الثنتين , ابتسم وقال بفخر : إعترفوا إنه دمي خفيف ..
وبعد لحظات طالعت العنود في أزهار وهي تصب كوب شاهي لجاسم وتناوله له مع كروسان وهم يناقشون موعد الكتورة الجاي , لفت على القزاز وهمست بداخلها ~ بندور ما حسينا برمضان وفرحة دخوله من وجعنا برحيلك , يوم قطع عزاك كان ليلة رمضان اللي طلع ناقص , أول رمضان يمر من دون ما أتحارب أنا واياك من يخبر إنه رمضان كامل ولا ناقص , عارفه أنا رايحة أعتمر عنك ~ مدت يدها ونزعت قفازها وحطت راحة يدها على قزاز السيارة , كان بارد من أثر المكيف ~ الجو بدأ يعتدل , يمكن على شوال يكون بارد زي ما تحبينه دايما , شوال اللي حيكون أول عيد من دونك يا بندري , أول عيد من بعد 21 سنة حاربتيني فيها على التسريحة كل صباح عيد ~ سحبت يدها ورجعتها في القفاز وهي ترص شفايفها عشان ماتصيح , هي عزمت تكون أقوى عشان أمها و أبوها اللي مهم قادرين يتجاوزون محنتهم وعشان الهنوف اللي صارت تنام معاها كل ليلة في نفس السرير وهي تقولها إنها معاها , بلعت ريقها مرة ومرتين وثلاث عشان تضيع الغصة اللي اجتاحتها وهي تصرخ ~ محد بيعوضني فقدها , محد ~ سحبت نفس عميق ودخلت راسها بين المقعدين وقالت : شوف لا رجعنا أبغى أتسحر في البيك ..
أشر على عيونه وقال : تامرين أمر ..
ورفع نفسه يخرج جواله من حزامه وهو يقول بتريقة : بس استني خليني أستأذن من عدنان ....
ضربته على كتفه ورجعت لمقعدها وهي تقول : يا نذل ..
قال بعد لحظة : هلااااااااااااا بو رحم , كيف حالك يالدب ؟؟
قالت العنود بتريقة : ماتمشي عليه هالحركات ..
أشر لها إنه يكلم وهو يقول : أنا رايح مكة ومعايا المدام ومدامتك ..
عقدت يدينها قدام صدرها وقالت : هاهاها إلعب علي غيرها ..
مد لها الجوال وقال : خذي بيكلمك ..
سحبت الجوال وقالت بدلع : يا هلاااااااااا ..
قهقة جاسم العالية ما منعتها من سماع صوته العميق وهو يقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
شهقت لمن سمعت صوته و انشرقت من قوة شهقتها , لفت عليها أزهار برعب ولفت تدور على موية الصحة وجاسم يقول : اش فييييييييييييييك ؟؟ هذا كله عشان سمعتي صوته ..
سحب الجوال منها وقال لعدنان وهو يطالع في أزهار اللي تمد لها الموية وهي تقولها : تنفسي من خشمك , من خشمك ..
: معليش , تحسبني أمزح معاها عشان كذا كانت منطلقه ..
من وسط كحاتها مدت يدها وضربته , لف عليها قال : هااااااااا , تبغيني أكذب عليه , أنا مِحرم ..
وصله صوت عدنان وهو يقول بتريقة : وإنت ماتكون صادق إلا وإنت محرم سيد جاسم , يا خي كل شي منك يتعكنن لأنك مو سافطه , البنت بغت تموت من مزحتك ...
رفع حواجبه وقال : عجييييييييييييييييييييييييب , دحين صار كل شي معكنن , ما أقول غير أ .... اللهم إني صائم , يلا مع السلامة ..
وصله عتاب عدنان وهو يقول : ياخي حرام عليك تقول مع السلامة , أتطمن عليها على الأقل , إنت مسمعني صوتها حسرة يعني , ورانا عبادة وصلاة ...
قهقه جاسم وقال : الله يـ ..... يا خي لا تخليني أسب وأنا في هالأيام الفضيلة , ما أقول إلا الله يخلف على صاحبي ..
ولف على العنود وقال : راحت الشرقه ؟؟
هزت راسها بإيوه وأشرت على حلقها وهي تهمس بصوت مبحوح من قوة الشرقه : ما أقدر اتكلم ..
كانت تقدر تحمحم وتجلي صوتها لكنها ما تخيلت إنها تكلمه قدام أخوها و أزهار فحطته عذر وهي تشوف إنها جات من ربها , رجع الجوال لورى وهو يقول : مو لازم تتكلمين هو يبغى يقولك كلام ...
مسكت الجوال بيد مرتجفه وحطتها في إذنها وهي تتذكر محادثته السابقة والوحيدة , قالت بصوت مخنوق : نعم ..
وصلها صوته الهادئ وهو يقول : كيف حالك دحين ؟؟؟
حست بالمغصة ترجع لها فبلعت ريقها والتزمت الصمت , فكمل بذات الهدوء المريح : حبيت أتطمن عليك وأقولك إني .............. أبغاك قوية , أقوى من أي وقت ..
وسكت للحظة قبل ما يكمل : لا تنسينا من دعائك , في آمان الله ..
وقبل ما تبعد الجوال سمعته يقول : إي صح ..
رجعت الجوال لإذنها فقال بحزم : امسكي جاسم زين , ترى سحر تقول لك سوابق ضياع كثيرة ..
~ سحــــــــــر والله لا أذبحك ضرب على الفضايح ~ كمل : انتبهي لنفسك , في آمان الله ..
صكت الجوال ومدته من بين الكنبتين تناوله جاسم بصمت استغربته العنود ~ غرييييييييييييييييبه ما علق , يمكن تأدب وقال أرحم أختي شويه ~ مامرت دقايق إلا وهو يتنهد ويقول : تصدقين يا أزهار , صوت عدنان حلوووووو , ولا اش رايك يا عنود ..
~ وااااااااااااااااا , بدأ , بدأ ~ غاصت العنود في المقعد بصمت وهي تحس بالعرق يتجمع بين أصابيع يدينها رغم القفاز , كانت مقهورة من أزهار اللي بالقوة ماسكه ضحكها وهو يكمل : لااااااااااااااا مو بس الصوت , حتى الشكل ماشاء الله ..
وطالع في المراية اللي ورى وقال : انتي شفتيه في النظرة الشرعية مو حلو ؟؟
دقته أزهار وقالت : خلااااااااااص , ذبحت البنت دحين تقول ليتني ما جيت معاهم , بتطلع العمرة من خشمها ..
سأل بشكل مباشر كإنه اتهام : تكلمينه يا بنت ..
ردت بسرعة : لاءا ..
ضحك من قلبه وقال : حلللللللللوة لاءا , أقول تراني أمزح معاك , زوجك بتكلمينه كلميه ..
قالت أزهار بتريقه : اللي يسمعك يقول إن عدم موافقتك هي اللي كانت مانعه المكالمات
, هي ودددددددددها بس هو ثقيل ما اتصل عليـ ..
نطت العنود وضربتها بطرف يدها على كتفها تسكتها , ضحك جاسم من قلبه على أزهار اللي بدأت تشتكي إن النونو تأزم نفسيا و العنود اللي قالت بطفش : تراك ذليتينا بالنونو لاتخليني أبطل وما أدعي له ..
قال جاسم : بسك إنتي وإياها , عنود إنوي , لبيك عمرة ...
همست العنود بابتسامة : لبيك عمرة عن البندري ..


**************************




في الدمام _الشرقية :
في شقة العزابية :

طالع في جواله بابتسامه وهو مقهور على إيش يبتسم وهو ما أخذ منها حرف , لكن مجرد تذكره لترحيبها و شرقتها يدفعه للابتسام ..
: لاااااااااااااا إله إلا الله , عدنان يبتسم للجوال , يا خي لا تكلم البنات على الأقل في رمضان , خله ليلة العيد ..
لف عدنان على رفقينه اللي قعدوا معاه من بعد ماراح جاسم وقال بطفش وضيق من حالهم : أموت وأعرف ماعندكم إلا أنا تراقبوني , قوموا نظفوا غرفكم اللي يرحم الأم المسكينة اللي جابتكم ونظفوا الفوضى اللي سويتوها ..
وأشر على الصالة اللي كعادتها تبدو كأن إعصار هادر مر بها , قال هاني بلا اهتمام : لا إحنا بنخليها كمان كم يوم إلين تطفش وتبدأ تنظفها ..
رماه بنظرة نارية وقال بصوت قوي : لا تخليني أحطك في راسي , قوم بسرعة ونظف الصالة , غرفتك مالي دخل فيها , ويلا تجهزوا للصلاة ..
وتحرك لغرفته عشان يستعد لصلاة العشاء والتراويح ..
قال هاني وهو يدقه : قلتلك لا عاد تطري المغازل عنده تراه بيذبحك , إنت تعرف كيف هو شديد في هالموضوع ..
ابتسم أيمن وقال : تصدق قابلت بنية حلووووة طلعت أخت ليلى رفيقة جاسم ..
الاسم وقع في إذن عدنان وهو رايح لغرفته , التفت لهم وقال بصدمة : ليلـــى ..
قال هاني من بين أسنانه : جاك الموت ياتارك الصلاة .
رجع عدنان لهم وهو يقول بتساؤل يحمل الغضب بين طياته : ليلى ليلى ما غيرها ؟؟ إنت لساعك تكلمها وترد عليها ؟؟ أنا ما حذرتك منها ..
قال أيمن باعتراض : ياخي اش فيك إنت على هالبنية الضعيفة و ..
قاطعه عدنان : ياخي ما أواطنها , كيفي , قلت لك مليون مرة إبعد عنها وإني ما أبغى أسمع سيرتها ..
زفر وقال يفهمه : ياخي يوم نطري البنات ما تعصب بهالشكل اش معنى ليلى ؟؟..
صرخ بعصبية : ليلى بالذات ما أبغى أسمع سيرتها على لسانك ..
ولمن شاف إنهم مهم فاهمين سبب عصبيته سحب نفس عشان يهدي نفسه بعدها قال : ما أبغى أسمع سيرتها لأنك ما تعرف إن البنت الضعيفة اللي تقول عليها متزوجة وعندها ولدين ..
انصعقوا من اللي قاله , وقال هاني : مستحيييييييييييييييل , شكلها بنية ..
قال عدنان وهو مقهور إنه ما قدر يحافظ على هالسر اللي احتفظ فيه لنفسه من خبرته به أريام : شكلها ولا مو شكلها , إبعدوا عنها وبس , ترانا ماحسبنا نفتك من ملاحقتها ..
قال أيمن بهمس : بس أنا لمن قابلت أختها أعطيتها رقم جاسم ..
هتف بصدمة هو وهاني : إييييييييييييييييييييش ؟؟
وقبض عدنان يدينه بقوة لمن صرخ هاني بعصبية : ياخي من متى وهي تلاحقنا عشان جوال جاسم وإحنا متفقين ما نعطيها إياه , الرجال تزوج وراح في حال سبيله اش يبغى بها دحين , بعدين هو ناقص , توه اللي فاق من موت أخته ...
قال يفهمهم : أختها قالت إن ليلى من حزنها بلعت أدوية منومة وحاولت تنتحر وبالقوة لحقوا عليها وإنها في حالة صعبة وتبغى تكلم جاسم ضروري وكلمة منها وكلمة مني و أعطيتها الرقم ..
قال هاني بضيق : ياخي ليه ماشاورتنا , اتصل على واحد فينا واسأل ..
زفر عدنان وقال بهدوء : خلاص الشي صار وانتهى , اش بيفيد العتاب ..
وفكر يدق على جاسم يخبر لكنه تراجع وهو يقول : إن شاء الله هو بيتصرف ..
ولمن حس بعدم راحة اتصل على جاسم , ثواني ورد عليه وهو يقول بمرح بعد السلام : تراك اشغلتنا ...
قال بعد مارد السلام : ترى هاني أعطاها رقمك ..
وصله صوت جاسم الهادئ وهو يقول : مشكووووووور على الإهتمام , خلاص خلصت هالموضوع ..
هتف بفرح : والله ..
وصله صوته الواثق وهو يقول : الحمد لله ..
قال : الحمد لله , ريحتني , هيا مع السلامة ..
ولف على هاني وأيمن وبدأ يلقي محاضرته الدائمة عن الأعراض و اللي متأكد مليون إنهم حفظوها من كثر ما يرددها على مسامعهم ..



*************************


جدة بعد التراويح :

زفرت حمده وقالت وهي تدفه : وخر عنيييييييييييي , تراك ذبحتني ..
مسك حسان المنسدح على سريرها صدره وغمض عيونه وهو يتأوه , شهقت حمده و حطت يدها على جبينه تزحفه عشان تشوف وجهه وهو تقول : ولد , تعورت , صار لك شي ..
فتح عيونه وابتسم لها , ضربته على كتفه وهي تقول : قوم , قوم يعللللللللك العافية قوم ..
قام عن سريرها اللي يحب ينسدح عليه بعد كل فرض وقال بضحكه : جده هذي عاشر مرة أسويها فيك وكللللل مرة تصدقين ..
زفرت وقالت : من خوفي عليك , لكن إن شااااء الله يجي اليوم اللي تتزوج فيه وأفتك منك وتخلي لعبك الزايد لحرمتك ..
حط يده موضع قلبه وقال : آآآآآآآمين ..
ضحكت نورة اللي توها داخله في اللحظة اللي لف فيها على جدته وهو يشلم على راس جدته اللي تدفه وهي تقول : خلااااااص ياللصقة , خلاااااص , إطلع من غرفتي لا أشوفك , يلا إطلع ..
رفع حواجبه وقال : أفاااااااااااااا يا أم عبد الكريم تطردين حبيبك ولد بنتك الغاليه ..
قالت بعصبية : وأطرد عشرة زيك , قوم عني حشرتني وجبت لي الصداع ..
مثل إنه يبلع حاجة وقال بابتسامة : كل شي حلو منك يا جميل ..
قالت نورة : روح صحي أخواتك عشان يصلون العشاء والتراويح وفك جدتك من لصقتك شويه تراك رفعت لها الضغط ..
قام وهمس ببراءة وهو يمسك يد جدته : أنا رفعت لك الضغط يا شيخة الحريم ..
ضحكت حمده وهشته بيدها عشان يروح عنها , ابتسم وتحرك عشان يصحي أخواته ..



************************



الرياض :
فيلا عبد الكريم :

زفرت وهي تشوفها متنصبة قدام التفزيون تتابع المسلسل الرمضاني , قالت بغيض : انتي ما تتوبين , من أذن المغرب و انتي طاش ما طاش واللي بعده وتقلبين في القنوات , مسلسل على الإم بي سي و مسبقات في القناة الفلانية , حرام عليك اللي تسوينه ترانا في شهر فضييييييييييييل , الصحابة كانوا يتركون قراءة كتب العلم عشان يتفرعون للقرآن وانتي قاعدة على الخرابيط و ..
سدت أذانيها وقالت : كلها موسيقى , رخيييييييييييي الصوت ..
زفرت سلافة وصكت التلفزيون وقالت : أتفرج في غرفتي أحسن ..
طالعت فيها سحر بصدمة وقالت باستنكار : كلامي ما حرك فيك شعره , أقولك البنت ماتت وهي تتمكيج لفرحها فجأة يعني ممكن يجيك ملك الموت وياخذ روحك وانتي قدام التلفزيون ..
ولمن انقفل باب غرفتها نزلت للمطبخ وهي تتمتم بغيض , جاها سامر وقبل ما يفتح فمه قالت بعصبية : عارفه جيعاااااااااااان , حفظنا الموال ..
وراحت للمطبخ وخطواتها تضرب الأرض بقوة , هز أكتافه وقال : جيبيه للمجلس أوكييييييييييييييي ..
جاوبه الصمت فعرف إنها أكيد مقهورة من شي , راح بسرعة للمجلس وفرك يدينه وهو يطالع في ماهر المبتسم عند الباب قبل ما يأشر له بإبهامينه إنه كل شي تمام , دخل ماهر للمحلس وقال : يا حيا الله صقرنا ..
ابتسم صقر وقال : الله يحيك , ترا هاتها من الآخر وقول اش عندك و لك ساعة تهلي فيني , مو من عادتك إنت والـ ...
طالع في سامر المبتسم وكمل : تيت اللي واقف ..
قال سامر بضحكه : تكفى لا تعلم طلابي هالإختصار الرهيب لكلمة teacher لأني بأروح فيها من كثر تقطيعهم لله هم حشاشاين درجة أولى ..
كان صقر يسأله عن المدرسة وهو يجاوب بأجوبه ركيكه من كثر ما عقله مشغول بدخلة سحر , قال صقر : ياخي منت معاي , جسمك هنا وعقلك في مكان ثاني , يعني لو ماهر قلت عند أريج , إنت عقلك عند مين ؟؟
خاف إنها تسمع صوته فتشرد , عشان كذا قال : والعقل ما يروح وينشغل إلا بحرمه , أنا أفكر في المنتدى وفي الحصص وفي حياتي وفي مستقبلي وفي اللي بأسويه بكره واللي بعده ..
ضحك ماهر وقال : هي قمت تحشش زي طلابك ..
لو كان سمع هالكلمة قبل شهر كان حطمته وجرحت قلبه حتى لو كانت من توأمه لكنه تغير وهو سعيد بهالتغير , لف عليه وقال من بين أسنانه : أخاف تسمع صوته النشاز وتشرد ..
أول ما سمع ماهر صوت خطواتها العالية وهي تسحب صندلها قال بسرعة : جات , جات , حط نفسك مشغول ..
استغرب صقر من حركته خاصة لمن ناوله سامر الجريدة وهو يقول : إقرأ هالخبر ..
مسك الجريده وطالع فيها بحيرة قبل ما يرفعها عنها لحظة دخول سحر وهي تقول بعصبية : تقولون بارد أذبحكم ووالله لو تموتون ما أحميه عشان المرة الجاية تتعلمون تجون في الوقت اللي تحددونه ..
وحطت الصينية وسطهم وهي تكمل بتريقة : سحر الساعة 10 والأكل محمى بنمووووووووووووت جوع , طالعوا الساعة كـ....
لمن رفعت راسها وهي تأشر على ساعتها انتبهت إنه أخوانها الإثنين صاروا أكثر , في ثوب ثالث في المكان , لفت بكل قوتها على الثوب الثالث وجات عينها في عينه وهو يطالع فيها بصدمة والجريدة في يده , عرفها من دخلت بسبب طولها ~ الله يخس عدوكم يالشياطين , كان قلتكم على الأقل ~ , ~ يامااااااااااااااااااااااااامااااااااااااااا , رجااااااااااااااااااااال , ياويلي منهم ~ فزت من مكانها وهي مستغربة إنهم ماغطوها ولا وقفوها ولا .... , مسكها ماهر وهو يقول : وين رايحة ؟؟ ماعليك هذا خالك العتيد صقور ..
التفتت برعب له وطالعت فيه بعيون متسعة ~ هذا صقــــــــر !!!!!! ~ فتح صقر فمه بالقوة وقال : هلا سحر , اش أخبارك ؟؟
ثواني وماشاف إلا غبارها , فرطوا الإثنين ضحك وقال ماهر : شفت سرعتها ..
قال سامر : وقسما بالله غلبت على النعامة اللي مع الذيب ..
مسك صقر الجريدة ونط عليهم و ضربهم بها بكل قوته , ضربة لسامر وضربه لسامر وهو يقول : يالمتخلفين , طيب أعطوني خبر , نبهوني , نبهوا الضعيفة , انقطع خلفها من الفجعة ..
وصلتهم حمحمه عند الباب التفتوا وانصدموا لمن شافوا سحر واقفه تطالع فيهم ببرود , تقدمت منهم وشالت الصينية وقالت : موتوا جوع عشان تعرفون إنتم تتعاملون مع مين ..
وقبل ما تتحرك خارجه قالت : وصح ..
رمتهم بنظرات جليدية وهي تقول : بلا بزرنه استحوا على وجيهكم طاقين الـ 27 وهذي تصرفاتكم ..
وخرجت , لحظة صمت سادت المكان وصقر ساد ركبته على بطن ماهر وماسك سامر من ياقة ثوبه , طالع فيهم وهمس : يمه تخوف ..
انفجروا بالضحك وماهر يقول : لسه ماشفت شي منها , تمشيك على الصراط المستقيم ..
قال سامر بحب عميق وهي طالع للباب اللي خرجت منه وهي رافعة خشمها بكبرياء كإنها تأكد لهم إنه حركتهم ماهزت شي فيها : بس حنونه , عصبية , قيادية , حنونه ..
ولمن انتبه للصمت طالع وراه وقال بتساؤل : خير , اش فيكم تطالعون فيني كذا ؟.
قال صقر بهدوء : عيدها عيدها , تكفى عيدها ..
وقال ماهر بشكل حالم : بس حنونه , عصبية , ... إيش الوصف الثاني ..
قال صقر وهو مقطب حواجبه بقوة ويقبض يده : قيادية ..
: آآآآآه صح قيادية ..
ورجع يقلده وهو يقول : بس حنونه , عصبية قيادية , حنونه ..
قال الكلمة الأخيرة بتأكيد وهو يطالع في صقر بشموخ , صفق له صقر بحماس وهو يحني راسه شاكر له قبل ما يرفعه وهو يقول بعصبية وهو يأشر بيده : أموت وأعرف من أي معجم جاب هالمصطلح الغريب أدفع نصصصصصصصصصصص عمري إذا مو كله وأعرف من ..
قام سامر وضربه على راسه وهو يقاطعه بعصبية : ما عندكم سالفة , أروح أرتاح شويه وأطقطق في المنتدى وبعدها أحضر دروسي أصرف لي من القعده معاكم ..
وخرج وهو يسمع ضحكهم وراه , وتوجه للمطبخ اللي أكيد سحر موجوده فيه ..
سحر اللي انصدمت بالموقف وكرهت في لحظة أخوانها اللي سووا فيها هذا المقلب لكنها لمن تمالكت نفسها خارج المجلس وحست بالرهبة اللي كانت تفكر فيها كل ليلة وكيف حيكون شعورها لمن تقابله و خوفها من هاللقاء تزول شكرتهم بداخلها , أخيرا حتنام براحة بعد ليالي طوال من التفكير , سبحان الله , توقعت إنها حتموت خجل ومستحييييييييييل تدخل عليه لو بعد سنين لكن شي دفعها إنها تدخل مرة ثانية لهم , يمكن عشان توريهم قوتها وإنها ماتهزها الريح , ضحكت على نفسها وعلى حركتها خاصة لمن تذكرت عيونهم الستة وهي تراقبها بصدمة وذهول ..
ابتسم سامر لمن شافها تضحك وقال : بس خرعتي خالك ..
لفت عليه وانفرطت بالضحك وهي تقول : خليه عشان يعرف من بدايتها من هي سحر ..
ضحك من ضحكها وقال : يلا واحد واتخلصتي منه بقي البقية ..
قالت بحرج : الأربعاء الجاي بأروح أفطر عند عمتي نجلاء وهناك بأقابل ماجد زوج وفاء وعيالها ..
ابتسم وقال وهو يضرب كتفها بطريقة خشنة : قدها وقدود ..
مسكت كتفها ومالت وهي تقول : عورتنييييييييييييييييييي ..
حك شعره وهو يقول : طيب انت أحيانا تحسسيني إنك واحد من الشباب عشان كذا ..
فرصعت عيونها وقالت بعصبية : اش قصددددددددددك ؟؟
قال بتوتر : قصدت إنك قوية و ...
لمن شافها تشمر عن أكمامها قال بهدوء وهو يأشر لراسه : مع السلامة ..
وخرج من المطبخ , كانت عارفه إنه جاي يتطمن عليها , تعرف يشيل همها كثير ..



******************************


....................... يتبع ..

قالت للعنود وهي تفك غطاها وتناوله لها : خذي ما يجوز النقاب أثناء الطواف وقت العمرة ..
تناولت منها العنود الغطى وهي تقول : لكن فوقه غطى ..
قالت أزهار : حتى ولو , وكمان ما تجوز القفازات ..
وسحبتها منها وكملت : حطيها في شنطتك لا خلصتي البسيها ..
شكرتها العنود وراحت لجاسم اللي لوح لأزهار مودع وهو قابض على يد العنود , جلست بحسرة , كله من دكتورتها , منعتها من العمرة بسبب حملها , جلست في مكانها وسط قسم النساء وقرأت القرآن عشان تبغى تختمه اليوم كأول ختمة ..
زفرت لمن تذكرت ختم القرآن وفتحت شنطتها وخرجت من جيب محفظتها ورقتين مطبقة بعناية ..
أول ما شافت خطها دمعت عيونها وهي تترحم عليها , كانت الورقة كلها أسهم وأرقام وحسابات هذا كله لأنها نوت تختم القرآن ثلاث مرات زي أزهار هالسنة , كانت متحمسة جدا وهي تقولها إنها تقدر تختمه ثلاث مرات , لكن أزهار أصرت عليها إنها تختمه مرتين عشان تدبره خاصة وهي بتكون أول مرة تختم فيها القرآن مرتين وهي اللي في حياتها كلها ما ختمته مرة , شافتها كاتبة (( جزئين في اليوم = 40 صفحة قسمة 5 فروض يعنــــــي 8 صفحات بعد كل فرض )) ..
ابتسمت لمن تذكرت شهقتها وهي تقول بصدمة : ثمانية صفحاااااااااااااااات مو أربعة بعد كل فرض أحسن عشان أختمه مره ..
وتراجعت بسرعة وهي تقول : اش عندي ثمانية يعني ثمانية ..
غمضت عيونها ومسحت دموعها وهي تهمس بوجع : ليش أصريتي تاخذيني يا بندري ليه ؟؟ والله كنت حاسه إنه عندك كلام كثير تبغين تقولينه لكن .... الحمد لله , صار اللي صار وما كان في وقت تقولين لي ..
شالت ورقة الحسابات المشخمطة والمرسمة عليها رسومات تدل على طفولية صاحبتها وطالعت في الورقة الثانية المعنونة بـالبسملة ولقب (( صغيرتي الحالمه .... بندوري ))
استغربت لمن لقيتها في شنطة البندري وهم راجعين من المشغل للمستشفى , هالورقة هي رسالة أزهار للبندري بعد ما استعادت ذاكرتها ..
(( بسم الله الرحمن الرحيم

صغيرتي الحالمة ............ بندوري

أعلم أني كنت ضيفة ثقيلة عليك ..
أعلم أنني احتللت جزءا من حياتك ليس لي الحق فيه ..
ولكن هذا قضاء ربنا ..
صغيرتي لكم أحبك ..
رغم كل ما فيك أحبك ..
رغم كلماتك الباردة , نظراتك المستهزئة ورغم صدودك أحبك ..
أتعلمين لماذا ؟؟
لأنني رغم قسوتك السابقة معي كنت أرى جانبا خفيا منك ..
أراك تقفين بعيدا عنا , ترمقيننا وأنت ترغبين بمشاركتنا ولكنك تتراجعين ..
وحقيقة لا أعلم حتى الآن سبب ابتعادك عنا ..
سأشتاقك صغيرتي ..
سأشتاق الأيام الأخيرة التي بدأت فيها التقرب مني ومحاولة التعرف علي ..
سأشتاقك ولكني لن أكون بعيدة ..
لاتظني لوهلة أن بعدي عن المنزل الذي أعتبره منزلي حتى الآن يعني ابتعادي عنك أو عن العائلة ..
ولا تحاولي التقليل من شأن نفسك لأن أكرمنا عند الله أتقانا يا بندور ..
لا تقولي فات الأوان فأبواب التوبة لن تغلق حتى الممات ..
لا تدعيني أتألم لأنك عدت لأمور سابقة بعد رحيلي ..
لست أنا الرقيب عليك , الله هو الرقيب ..
كوني أنقى , كوني أصفى , خالطي أخواتك واشكي لهم بعض همومك ..
لا تبتعدي عنهم لتلجئي لغريب لا تهمه مصلحتك ..
وحتى ألقاك ......................................... كوني بخير ..
أحبـــــــــــــك يا صغيرتي ))
قلبت الورقة وشافت الكتابات المسطرة بقلم أزرق وبخط منمق صغير عشان تكفي الورقة ..
(( لم أكن أعلم يوما أن غرق سفينة سيخرجني من لجة الظلام التي كنت أتخبط فيها ..
كرهتك منذ أول مرة عرفت فيها أنك ستحلين ضيفة ثقيلة علينا وفوق هذا يجيب علينا أن نداريك , نحبك ونعاملك كأخت لنا ..
عنود مغامرة لذا عاشت الحدث بسرعة واندمجت فيه ..
هنوف مسالمة (( معاكم معاكم )) لذا تقبلت الوضع ..
لكن أنا .... المنحطة السافلة الـ ##### على قول عبد الرزاق لم أستطع لأنك كنت تمثلين كل يوم أمامي الجانب المعاكس لي ..
كنت أراك مدعية البراءة والصلاح التي حضرت بعينين غريبتين لتسرق بيتي ومكانتي وفوق هذا ........... لتشعرني بحقارتي ...
لم أكن أصلي يا أزهار ....... والله منذ بلغت لم أركع ركعة لله , لم أصم , لم أتصدق ..
وكنت أراك تصلين قبل فراغ المسجد من الصلاة أو بعده بعدة دقائق ..
متلهفة غير متثاقلة ..
وكنت حينها أكرهك أكثر فأكثر ..
رفضت الخروج من أجل عباءة وصممت على رأيك وخرجت بالعباءة التي تريدين ..
كرهتك أكثر ......... أنت نقيضي بلا منازع ..
وأصوات أخرى كانت تزيدني كرها لك , شخص ما خبيث مثلي وكره طهرك ..
لم أصلي إلا بعد أن وقعت علي وأمسكتني بجرمي ..
ياااااااااااه يا أزهاري العطرة لكم أنا شاكرة لك أن أخرجتني من غفلتي ..
ولكن عندما بدأت أصلي , تفاجأت بعدها بحملي و بإسلابي ..
علمت حينها أن الله يخبرني أني سأعاقب على جرمي وأنه لن يغفر لي ..
لاتخافي هذا مارددته حينها قبل أن أراك أمامي كما وعدتني ..
قلت أنك ستكونين بجواري وفعلت ..
أزهار أنا سعيدة الآن ..
البندري التي تلقت رسالتك ليست هي نفسها من تكتب هذه الكلمات ..
البندري الآن تصلي وتبكي رجاء لغفران ..
البندري الآن تبتسم وتبر والديها لتكسب نفسها بعض الحسنات ..
البندري الآن ليست حزينة كئيبة لأنها فوضت أمرها كله لله ..
سأتزوج منه رغم كرهي له وسأعيش معه رغما عن أنفي ..
سأعيش بوجع ولكن بقلب راض أني لن آخذ من الدنيا إلا ما قسمه الله ..
البندري الآن تقول لك شكرا و كتب الله لك أجر ما صنعته معي ..
و ................................. أحبك زهرتي , تمنيت قولها كثيرا من قبل ..
وأحب لقبي الذي أطلقته علي ...... صغيرتك ......... البندري ))
ضمت أزهار الورقة وهي تصيح كإنها تقرؤها لأول مرة وهي قرأتها من قبل مئات المرات وهمست : خلاص يا بندري ارتاحي , ماعشتي معاه , ربي رحمك وأخذك منه , والله رحمك منه ...
وتذكرت جاسم وهو يبكي عندها بحرقة بعد ما سافر عبد الرحمن في نفس الليلة لأمريكا بلا أدنى اهتمام بعزا عروسته اللي مافكر حتى يدخل عليها ويشوفها قبل ما تتكفن , كان يبكي بكاء مقهور وهو يدعي عليه من قلبه ,أكثر ماكان قاهره إنه كان مصر إن البندري تاخذه , صاحت وصاحت وصاحت لدرجة جاتها وحده من الحريم تسألها عن الموضوع وتصبرها وهي مهي عارفه شي , تمنت أزهار من أعماق قلبها لو تعرف السبب اللي خلى البندري تصر إنها تروح معاها ومحد يرافقهم ~ في شي , والله في شي كانت بتقوله , شي غريب , بس كيييييييييييف أعرفه ~ ...


****************************


في الرياض :
في شقة نجلاء :

غمضت عيونها ومسحت دموعها الغزيرة و رفعت يدها القابضة على السكين ..
: هذا كله من البصل ..
فتحت عين وحده وهي تمسح بقفا يدها عينها الثانية وهي تقول : قلتلك يا مجرمة ما أحب تقطيع البصل ما سمعتي , عيوني حساسة و ...
طنشتها وسام اللي راحت وفتحت الثلاجة وخرجت منها صحن جلي أحمر , جلست على طرف الطاولة بعد ما سحبت ملعقة من المجلى وبدأت تاكل بتلذذ , قالت هيام وهي تكمل تقطيع البصل : لازم نجيب شغاله و ..
قاطعتها وسام بحزم : شغالة لمين , انتي وماما ماعندكم شغل , فاضين طول النهار وكمان كبار يعني ما بتجرون وتخربون المكان وتحوسونه , نجيبها عشان كم لبس وكم صحن , أصلا كل وحده فينا قايمه بشغلها , هو الطبخ بس اللي نتناوب عليه والأهم من هذا كله نجيبها بفلوس مين , عندك 5000 التقديم , يلا هاتيها ..
سكتت هيام ولفت بوزها بدلع , قالت وسام بهدوء : كلها كم يوم وتجي الإجازة وأروح معاك السوق عشان نقضي للعيد و أتفضى لدلعك هيومه ..
لفت عليها هيام وقالت بفرح : والله , من تأجزين تتفضين لكلللللللللل اللي أبغاه ..
هزت راسها بإيوه وهي تقول : قولي إن شاء الله ..
رجعت تقطع البصل بحماس , كانت عارفه إنها طفشانه ومحبوسة بين أربع جدارن مالها إلا التلفون , من بعد ما تخرجت من الثانوي جلست في البيت يعني لها فوق الخمس سنين وهي في البيت ..
طالعت في الدفتر اللي شايلته معاها , كانت كاتبة معلومات عن طالبة تصرفاتها غريبة مريبة , لازم تناقش معلماتها وتسألهم عنها وبعدين تطلب رأي المديرة , كانت تعععععشق وظيفتها كمشرفة اجتماعية , ولطالما سألها الكثير ليش اختارت هذه الوظيفة بالذات لكنها تلتزم الصمت , صمت مؤلم يذكرها بمشرفتها أيام المتوسط , اليوم اللي استجمعت فيه كل شجاعة طفلة الـ12 عام اللي بداخلها عشان تشكي همها للمشرفة اللي توسمت على وجهها الخير وأملت إنها تلقى صدر حاني يشاركها همها ومصيبتها اللي سكتت عنها في صغرها طويلا تبخر لمن قابلتها المرشدة الطلابية بفتور , ولأنها تلعثمت وقالت عدة كلمات غير مترابطة طردتها وهي تتهمها إنها جات عشان تتهرب من حصصها في ذات اللحظة اللي استقبلت فيها طالبة بارعة الجمال من الصف الثالث بابتسامة ملتوية ودخلتها قبل ما تصك الباب ..... بالمفتاح ..
ضحكت على قدرها اللي يسوقها دوما لأكثر الناس انحطاطا لكنها اتخذته معول تشق به طريقها , أقسمت بالله على نفسها إنها تصير مشرفة حقيقة تستمع للأصوات الملجمة بصدر رحب , أقسمت إنها ما تخلي عمها و المشرفة اللي أخرستها بتصرفها إلى أن بلغت الـ 33 من عمرها يقفون في طريقها أو يثنونها عن اللي عزمته , وهاهي الآن بعون الله مشرفة والكل يشهد لها إنها مخلصة حد الجنون في عملها ..
شبه لمسة على كتفها خرجتها من ذكرياتها وهي تشهق وتفز من مكانها , لفت على هيام وصرخت بعصبية : قلتلك لا تلمسيني كذا ..
قالت هيام باستغراب : حطيت يدي على كتفك , اش صار ؟؟ هو كمان من الممنوعات زي ظهرك ..
تمالك أعصابها ورجعت نبضات قلبها اللي تخافقت بجنون لوضعها الطبيعي وهي تقول بهدوء : تعرفيني ما أحب أحد يلمسني وأنا مسرحة ..
ضحكت وقالت ببراءة : لمن أصحيك من النوم تقومين وانتي تشهقين , لمن تخرجين من الحمام وتلقيني قدامك تشهقين , لمن ألمس ظهرك تشهقين , لمن أقرب منك وانتي سرحانه تشهقين , أمووووووووووووت وأعرف متى أقدر أمسكك بدون ماتشهقين ..
ضحكت وسام وقالت : لمن تحج البقرة على قرونها ..
دخلت نجلاء وحطت يدها ظهر وسام وهي تقول : صليتوا الـ ..
تصلب ظهر وسام اللي بعدت بسرعة وهي تقوسه للأمام وهي تقول بقشعريرة : ياناااااااااااس اش فيكم علي اليوم ؟؟ إنتم مستقصديني ولا إيييييييييييييييييه ....
ضحكوا على طباعها اللي يشوفونها غريبة وبادلتهم هي ابتسامة لطيفة ...



******************************


تم بحمد الله الجزء الثالث والأخير من الفصل السابع عشر ..

تتابعون في الفصل القادم من عندما عبروا حدود الظلام : وريقات برائحة الـ أ ل م ..

........... قالت بصوت حاد باكي : هاتوا عربيـــــــة , جيبوا لي عربيــــــــــة والله ما أقدر أمشي .........

............. (( أنا عارف إنه عمك اغتصبك )) طالعت في شاشة الجوال برعب ........

............. حست بخفقات قلبها تهدر وهي تطالع في الأوراق برعب .......
.
.
.

أتمنى لكم قراءة ممتعة


أختكم

& عاشقة أمها &
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
R-thar
خمس نجوم
خمس نجوم
R-thar


مسآهمـآتــيً $ : : 797
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 48512
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 17
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/01/2012

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة   رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty30/1/2012, 9:10 pm

لفصل الثامن عشر : وريقات برائحة الـ أ ل م ....


أمعن يا مجرم في طغيانك أمعن ..
وبخطاك المتسارعة للآثام أقبل ..
اهتك عرضا ..
اسرق أرضا ..
املأ قلبك حقدا إملأ ..
اصنع سحرا ..
عش دنيا فانية أملا ..
فهناك رب يــمــهل ولا يـــهـــمل ..

واصبر يا مؤمن في دنياك اصبر ..
وبكل أمل الدنيا أقبل ..
ابك خوفا ..
انشر خيرا ..
اشكُ لربك ذنبك اشكُ ..
ارسم حبا ..
عش دنيا فانية أملا ..
فهناك رب يــــجــزي و يـــجـــزل ..

تعاش أملا كلا الدُنيتين ..
ولكن .......... شتان بين أملين ..
زائف الأمل وأمل باق ..
عش يا إنسان ..
أحد الأملين اختار ..
أحدهما بالتأكيد للجنان ..
وآخر .... بيد رب السماء ..

**********************


في الرياض :
قبل صلاة الفجر بساعة :

غطت القدر وطفت النار وراحت للحمام , توضت وخرجت عشان تصلي الركعات الباقية لها والشفع والوتر قبل ما تصحي نجلاء وهيام , طالعت بتوجس في جوالها وهي تربط شرشفها , راحت له وحولته صامت وحطته على الطاولة ورجعت لسجادتها و كبرت ما خلصت ورقتين من القرآن في ركعتها الأولى إلى وتعالى صوت اهتزاز الجوال على الطاولة , علت صوتها بالقرآن شويه عشان تغطي صوت الإهتزاز اللي حسته يرجف قلبها , ولمن هدأ هدأت نفسها , عرفت إنها ترتجف لمن قلبت صفحة المصحف وشافتها تهتز , أغلقته وكبرت وركعت وهي تحطه على الحامل الخشبي اللي جنبها , رجع اهتزاز الجوال ورجع معاه اهتزاز قلبها , كانت تسبح وهي تصرخ بداخلها ~ ركزي في صلاتك , اخشعي , ركزي في صلاتك ~ ولمن رفعت وهي تقول : سمع الله لمن حمده ربـ ..
وقفت الحروف فجأة ورجع عقلها يردد سمع الله لمن حمده , سمع الله , تذكرت لحظتها إنها بين يديه تعالى , وفي ليلة فضيلة , أول ليالي المغفرة في رمضان , سجدت وهي تتذكر إنه أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد , سبحت وحمدت الله بما جادت به نفسها وهمست بوجع ودموعها تغرق وجهها : اللهم اكفنيه بما شئت , اللهم اكفنيه بما شئت , اللهم اكفنيه بما شئت ...
دعت دعت ورفعت وأتمت صلاتها وسحبت الجوال , لقيت مكالمة ورساله , مسحتها بسرعه بدون ما تفكر تقرأها , و راحت للأوضاع وحولته بدون اهتزاز ورجعته وكملت صلاتها , ومن فرغت منها كانت تحس براحه كبيرة , زفرت وهي تتمنى لو كل أيامها رمضان , روحانية كبيرة في هالشهر , حتى الناس يتغيرون , تساءلت بداخلها ~ ليش الناس ما تخلي حياتها كلها رمضان بينها وبين نفسها , ليش ؟؟ ~ تحركت وغرفت الأكل وراحت لغرفة النوم , ابتسمت لمن شافت هيام نايمه بالعرض وراسها متدلي من السرير , راحت وهزتها تصحيها وهي تقول : هيوم , يا أم كراتيه إنتي , قوميييييييي , هيومه , بنت ..
تحركت هيام وهي تقول بتعب : ما أبغى أقووووو ..
وقطعت كلامها وهي تمسك رقبتها وهي تتأوه , ضحكت وسام وقالت : أموت وأعرف إنت ليش تحبين تتقلبين زي المصارعين كذا ..
ضمت هيام المخده وهي تحط راسها عليه وهي تتوجع من رقبتها وتقول : مالك دخل , موتي وتعرفين , بعدين ما أبغى أتسحر ..
قالت وسام وهي تتحرك خارجة : إنت حرة أنا مالي شغل مو تقعدين تصيحين العصر وتقولين إنك عطشانه وجيعانه عشان ما تسحرتي ..
قامت لمن تذكرت جوع الأمس وقالت : خلاص قمت ..
وقامت بتثاقل وهي تقول بطفش : ليش ما نتسحر اثنين ولا ثلاثة ..
وصلها صوت وسام من البعيد يقول : تأخير السحووووور سنـــــة ...



**************************


بعد هالوقت بنصف ساعة :
في سيارة جاسم :

ضحكت أزهار وهي تشوف العنود تشرب في قارورة موية الصحة الثالثة , قال جاسم : تستاهلييييييييين قلت لك البيك يعطش الواحد ما سمعتي ..
نزلت موية الصحة وطالعت فيهم بغيض وقالت وهي تأشر على أزهار وجاسم : مابرد لا على ضحكك ولا على شماتتك لأني توني معتمرة ما بأقول غير اللهم إني صااااااااائم ..
زاد ضحك أزهار وهي تقول : أنا ما سويت شي , أنا ضحكت بس ..
حول على إذاعة القرآن وقال لمن سمع أحاديث قبل الصلاة : يلا أتمي يا بنت ..
خلصت القارورة ونطت على أزهار وهي تقول : بقي عندك مويه ..
ناولها جاسم قارورته المشروب نصها , طالعت فيها بنص عين بتردد , رحمتها أزهار وناولتها قاروتها المشروب منها وقالت : تفضلي قارورتي ..
وأخذت قارورة جاسم وشربتها , قال جاسم : يا سلااااااااااام , تشربين ورى أزهار وما تشربين ورايا ليييييييييييييه ؟؟
خلصت الموية و تحمدت ربها وقالت : نقص علي أشرب بعد رجال يععععععععععع ..
قال بغيض : اش معنى أزهار شربت ورايا ؟؟
زفرت العنود وقالت وهي تربع فوق المقعد الخلفي : عاد هذي زهره مو أنا ..
رفع حاجبه وقال بتريقه : اش قصدك ؟؟ يعني إنتي بتشربين ورى عدنان عادي بي ورايا لا ...
تفرصعت عيونها من الصدمة وانلجم لسانها من شدة الخجل و ضحكت أزهار من قلبها وقالت تفهمه : قصدها إنه أنا عادي ما أتقرف , حتى من ورى أخواني أشرب ..
ابتسم وقال بأذيه : لا مو هذا قصدها , ولا إيه عنيد ..
جاوبه الصمت , لف عليها لقيها منسدحة ضحك وقال بهمس : خمدتها ..
ضربته أزهار بخفة وقالت : يا خي ذبحتها , قطعتها من المطعم وإنت منشب الأكل في حلقها ..
قال بصوت عالي : والله اللي يشوف خبالها وتنطيطها زي المجانين وصوتها وضحكها مايقول هذي بيجي يوم وتستحي , سبحااااااااااااان اللي يغير و ما يتغير ..
تعبت أزهار من كثر ما تقرصه وتدقه عشان يسكت ويفك العنود اللي ولا تحركت من سدحتها ..


************************

يوم الثلاثاء 11 | 9 | 1427 هـ :
في فيلا حمده قبل صلاة الظهر :

قال علي وهو يحط يده على صدره : أنا أدفك يا عمه ..
هزت حمده راسها وأشرت بيدها وهي تقول : لا يعني لا , أنا لو بأروح كان رحت مع عيالي بس أنا ما أبغى أروح , صعب أعتمر في رمضان ..
قال : يا عمه إنت لا تصعبينها وهي تتسهل إن شاء الله ..
هزت راسها بلا , ابتسمت نورة وقالت : قلت لك إنها ما راح ترضى , أمي وأعرفها ..
قال بهدوء : يعني هي مهي أمي ..
كانت نبرة الضيق واضحة في صوته رغم إنه حاول يخفيها قد ما يقدر , قالت حمده بسرعة : إلا والله بحسبة أمك , لكن أنا رجيلاتي ما تشيلني يا ولدي , والله أعرف نفسي , وكل شوي أبغى حمام و شغلات يا كثرها ..
ماكانت حمده تبغى تزعله لأسباب كثيرة أولها إنه من خرج من السجن ما رضي يرجع لبيته و ياخذ حرمته وعياله اللي تعودت عليهم و صمم يعيش معاها ..
قال : طيب مين بيجي يفطر عندك ما دام نورة والبنات بيمشون ..
قالت بابتسامة : ما عليك , عندي طوير الحنا ..
: أحد طراني ..
التفت لحسان اللي دخل ووراه سفانة وقال بضحكه : إنت طوير الحنا ؟؟
ابتسم حسان وهو يقلد صوت العصفور , الكل ضحك على حركته وقام بعدها علي عشان يتروش ويتجهز للعمرة , قالت نورة : حسان لا أوصيك بجدتك , مو ترفع ضغطها , تراك صاير ...
وأشرت بيدها بحركة مبهمة وهي تكمل : هذه الأيام ..
قالت سفانة وهي تفرق شعرها بالنص وتظفره : صاير لصقة جنسون مززززعجة ..
رماها بنظرة حاده وقال : خلاص السبت إن شاء الله راجع للعمل وأفككم ساعتها من وجهي ..
ضحكت وقالت وهي تربط نهاية الظفيرة بمطاط ملون : زين , لأنك صاير حساس وما تتحمل أي كلمة ..
ابتسم لمن عرف نغزتها وتذكيرها له بهوشته معاها قبل يومين لمن قالت له بعد ما طفشها في المطبخ إنه يدور له على شغلة يسويها غير تطفيشها , ثار وقتها فيها من غير سبب , قال بصوت ممطوط مدلع : سفسفه إدعيلي ..
ضحكت على طريقته وقالت وهي تقوم بعد ما عقدت ظفيرتها الثانية : مي لايقه عليك , لا تكرهني في اسم الدلع اللي اخترعته عنيد رجاء , ومن ناحية الدعاء ...
زفرت وقالت : اللـــــــه يعينني محسوب علي أخو يعني لازم أدعيلك ..
وشردت لمن شافته متقدم لها بتهديد ..


****************************

في بيت صالح :

: لااااااااااا حول ولا قوة إلا باللــــــــه ...
سدت ريم أذانيها وقالت بهمس : يوووووو بدأناااااااا ..
وصلها صوت أبوها الحاد مرة ثانية وهو يقول بحزم : دحين بتمشي معاي ولا لا ؟؟ إحنا ماشين بعد صلاة الظهر مع عمك علي , هي كلمة وحده أبغى أسمعها إيوه و لا لا ..
بعدت يدينها وهي تطالع في أمها اللي وقفت جنب أبوها اللي ماسك جواله ووجهه المحمر يدل على عصبيته , قال صالح : أصلا أنا ما عندي عيال , ما عندي عيال , زيك زي أخوك النذل ما باعدته في شي ..
كانت أمها تهز يده وتحاول تسحب منه الجوال وهي تقول : قول اللهم إني صائم , صالح اش هالكلام ..
صك صالح الجوال وهو يقول بعصبية : تفوووووو , لا بارك الله فيهم من عيال , كللللللللل الرجال عيالهم معاهم إلا أنا ...
وضرب صدره بقوة وهو يقول جملته الأخيره , وكمل وهو يأشر على الأرض : واحد حط راسي في الترااااااااااااب وقاعد يـ#### في أمريكا والثاني ما منه رجاء ..
قالت أمها باعتراض : عبد الإله ما بيده شي , يقولك المدير ما سمح له يستأذن , يعني اش يسوي يعني ؟؟ يخرج من العمل ويطنش مديره ..
قال صالح : يخرج , يقوله أهم شي أبويه ...
قالت بهدوء : إذا أردت أن تطاع فأمر بما يستطاع يا صالح ..
دخلت غرفتها و صك الباب عشان ما تسمع بقية نقاشهم ولفت على عهود الغارقة في النوم , هزتها وهي تقول : عهود , عهود ..
فتحت عينها بكسل , سألتها ريم : منتي رايحة معانا للعمرة ..
قالت وهي تعدل نومتها : أنا ما أعتمر لو أموت في نهار رمضان , جنان هو ..
قالت تحاول تحمسها : بيت خالي علي بيروحون معانا , وأكيد بنفطر في مطعم وإحنا راجعين ..
سحبت لحافها وقالت : فكيني من إزعاجك ..
زفرت ريم وسألت : وكيف تفطرين لوحدك ؟؟ ترى كلنا ما حنكون موجودين ..
سكتت لفترة بعدين قالت : عادي أنادي جي جي تجي تفطر عندي ..
قالت ريم بحيرة : وجيهان هذه عادي تجي في أي وقت من دون موعد مسبق يعني ..
قامت عهود وقالت بعصبية : اشلك دخل فيها ؟؟ تجي بموعد ولا بدون موعد , يعني حرام تجيني من يوم أطلبها ..
استغربت ريم ثورتها فقالت بهدوء : ما قصدت كذا , أنا كنت مستغربة بس و ..
قاطعتها : ريم ترا مافيني لك ,طيرتي النوم من عيني ..
ورجعت وتلحفت وهي تزفر بضيق ..
خرجت ريم من الغرفة وهي تحس بضيق من حال عهود اللي صايرة حادة ومنطوية على نفسها , ابتسمت لمن شافت أبوها يقول بهدوء : خلاص , خلاص , فهمت , انتبه لنفسك , إحنا رايحين بعد شويه ..
تقدمت وحطت يدها على ظهر أبوها اللي التفت لها وابتسم بهدوء , كان وجهه يظهر إنه قفز 10 سنوات للأمام , تجاعيده زادت والظلال السوداء لونت ما تحت عينيه , حست بالشفقة عليه , الأيام اللي تلت وفاة البندري كانت بمثابة أيام تعذيب له , خاصة والكل كان يتكلم في عبد الرحمن اللي سافر بدون ما يحترم مشاعر أحد , بعضهم حزنوا عليه وقالوا من صدمته باللي صار , وبعضهم قالوا إنه حقير وما اهتم بغير نفسه وإنه ما فكر يؤخر رحلته وعمله لكم يوم عشان العزا , وبعضهم قال و بعضهم قال , كثير الكلام اللي دار بين الناس واللي زاد عذاب أبوها أكثرواللي احتفظوا به سر إلى الآن هو شنط البندري اللي رجعت بعد أسبوع من وفاتها واللي شحنها عبد الرحمن لهم , أمها أخذت الشنط زي ما هي و ودتها للتبرعات بدون ما تفتح أي شنطة فيها , انقطع حبل أفكارها وذكرياتها لمن رجع أبوها الجوال لجيبه وهو يقول : خلاص قلت له لا يجي , لاحق على العمرة مع الشباب , المهم تراه بيفطر عند أختك , وإنت يلا اجهزي ..
قالت وهي تلحقه : أبويه , عهود بتعزم صحبتها ..
لف عليها وقال بحده : هذا وقته ..
ابتسمت وقالت بلطف : أنا أدري عنها ..
قالت أمها وهي خارجة من غرفتها : خلوها براحتها , البنت حابسة نفسها من فترة , إن شاء الله صحبتها تنشطها , وعبد الإله أنا أتصل عليه وأقوله يفطر عند جدته و حسان ..



****************************


في فيلا أحمد بعد صلاة الظهر :

صحيت من نومها على صوت الهنوف , حاولت تتذكر وضعها و تمغطت بتعب لمن تذكرت إنهم صلوا الفجر في واحد من المساجد اللي عند محطه في أطراف جدة و ووصلوها هنا وراحوا , طالعت في ساعتها بنص عين و لمن سمعت الهنوف تقول بهمس عشان ما تصحيها من نومها : لا , ما قابلتها وصلت بعد ما نمت , إنتم رايحين دحين ..
رفعت راسها بسرعة وقالت : هذي مييييييين ؟؟
شهقت الهنوف و قالت وهي تبعد الجوال : بسم الله , اش صحاك ؟؟
قالت وهي تسحب منها الجوال : هذي مين ؟؟
ولمن سمعت صوت سفانة تنادي الهنوف قالت : سفانة فين رايحين ؟؟
وصلها صوت سفانة وهي تقول : بسم الله , توني كنت أكلم هنوف ..
: رايحين للعمرة ؟؟
: آآآآهااااااا , بابا قال بيودينا و معانا بيت عمي صالح ..
قالت العنود بسرعة وهي تعدا وقفتها : أتروش و أمشي معاكم ..
: إييييييييييييش ؟؟
: إيييييييييييش ؟؟
طنشت الثنتين وناولت الجوال للهنوف وراحت للحمام بسرعة , حطت الهنوف جوالها على إذنها وقالت : من جدها هذه ..
ضحكت سفانة وقالت : إذا وافق خالي أحمد محد له دخل , هي حرة لو تعتمر 4 مرات ..
توادعوا وراحت الهنوف للحمام ودقت الباب وهي تقول : عنود , من جد بتروحين ؟؟
: إمممممممممممممممم ..
ابتسمت ومشيت , أول ما خرجت من غرفتها وشافت باب الغرفة المقابل لها من البعيد حست بألم , أشاحت بوجهها عن الباب وتحركت للصالة , حست بألمها يزيد وهي تشوف أمها جالسة بصمت وعيونها سارحه , جات وجلست جنبها وسلمت على خدها وهي تقول : كيف حالك أمي ؟؟
التفتت عليها هدى وهمست : الحمد لله ..
مسدت شعر أمها بحنان وهي تقول : أمي عنود تبغى تروح تعتمر مرة ثانية مع عمي صالح ..
هزت راسها بطيب ورجعت تطالع في اللامكان , طالعت فيها الهنوف بحسرة , أسبوعين مرت على وفاة البندري وإلى الآن أمها مهي قادرة تتجاوز الصدمة , أبوها نفس الشي لكنه يقوم ويتحرك ويروح شغله ويرجع , صح ماعاد يبتسم ويضحك معاهم زي أول لكنه على الأقل يبذل جهد عشان ما يستسلم لألم فقده , هي والعنود صاروا يبذلون ضعف طاقاتهم عشان يسيطرون على وضع البيت , خرجت العنود من الغرفة وشعرها الطويل يقطر مويه وقالت وهي تلبس ساعتها الجلد : أم جاااســـم ..
رفعت هدى راسها , ابتسمت العنود وقالت : إذا ما عليك أمر يا أحلى أم في الدنيا تراني مشتهية فطاير اللحمة المفرومة اللي تسوينها كل رمضان , يلا عاد أعطيناك إجازة عششششرة أيام , ولا إجازة الملك ..
ابتسمت هدى وقالت : إن شاء الله ..
قالت وهي تسحب ربطة الشعر من راس الهنوف : وكمان أبغى شوربة عدس , مو تسويها مدينة تراني تضاربت معاها أمس ليش حطت نعناع في سلطة الفتوش ..
زادت ابتسامة هدى وهي تقول : سيبي بنت الناس في حالهم تراك شيبتي راسها ..
جات لها العنود وسلمت على راسها وهي تقول : الله لا يحرمنا هالإبتسامة الحلوة , والله يا أمي إن البيت مو شي بدون صوتك ..
زفرت هدى وقالت بصوت متحشرج : الحمد لله على كل حال ..
لفت العنود على الهنوف وقالت وهي تقسم شعرها قسمين : ما تبغين تعتمرين معانا ..
هزت راسها بلا قالت : خلاص اعتمرت في بداية رمضان , أخلي غيري يعتمر ..
قالت العنود بحزم وهي تتأكد من عقد شعرها : كل شي أؤثري فيه غيرك من المسلمين إلا في العبادات , إحنا في الدنيا في سبااااااااق للجنة , لازم نقدم من الطاعات قد ما نقدر ..
طالعوا فيها الثنتين بتعجب وقالت الهنوف : وااااااو ماشاء الله , الله يزيدك يا عنود ..
تحول الحزم في وجهها لابتسامة عريضة وهي تقول : هييييييييي لا يغرك , سمعتها من الشيخ في وحده من المحاضرات وحفظتها ...
ضحكوا الثنتين عليها خاصة لمن شهقت بقوة وهي تنزل الدرج بسرعة لمن وصلهم صوت بوري السيارة , وصلهم صوتها من تحت تصرخ عشان يسمعونها : مع السلااااامـــــــــه , أدعولييييييييييييييييييييييي ...
زفرت هدى وقامت وهي تقول : قومي خلينا نصلي الظهر ونشوف اش ناقص في المطبخ , أبوك طفش من أكل الشغالات ..
ابتسمت الهنوف وفزت من مكانها وهي تقول : إن شاء الله ..
راقبت أمها إلين دخلت غرفتها ونزلت وهي تحس نشاط عجيب , أخيرا أمها قررت تتحرك من جلستها ..
دخلت العنود سيارة صالح وهي تسلم , وبعد ما صافحتهم كلهم لفت على ريم وقالت بضيق : ما صليت الركعتين ..
سألت ريم بحيرة : أي ركعتين ؟؟
قالت العنود : اللي بعد ما نتروش ونتجهز للعمرة ..
شهقت ريم وقالت : لاااااااازم , ما صليتهاااااا ..
ضحكت العنود وقالت : سنة , سنة , مو معناته إنه عمرتك مهي مقبولة لو ما صليتيها ..
قالت ريم وهي تضربها : طيب المرة الجاية يوم يكون عندك شي تعرفينه وإحنا ما نعرفه قولي من بدري ..
دخلت العنود راسها بين المقعدين وقالت : ماشاء الله سيارة عمي علي زححححححمة , مين معاه غير سفسفه و الخنساء ؟؟
قالت ريم : النشبة أسماء أصرت تمشي معاهم وكمان شغالة جده حمده ..
: وجده حمده قعدت لوحدها ؟؟
: لاءا خوله خلت عندها شغالتها ..
: أهااااااااااااا ..
وسكتت شويه وبعد ما استمعت لعمها وهو يقول دعاء السفر خرجت مصحفها , طالعت ريم فيها وقالت : مااااااااشششششاء الله واصلة الجزء العشرين , كم مرة بتختمينه ؟؟..
قالت العنود : إن شاء الله مرتين ..
: مرة عنك ومرة عن البندري ؟
التفتت لريم وضحكت من قلبها وقالت : خبله ولا تتخيبلين , اش أقرأ عنها ؟؟ من وين مطلعه هالكلام ؟؟
قالت ريم : إلا تقرئين وتنوين الأجر لها ..
ابتسمت وقالت : ريمان الميت لمن يموت تنطوي صحفه خلاص ما عاد يكتب له فيها شي إلا بعض الأعمال اللي قالها الرسول صلى الله عليه وسلم , زي الصدقة والدعاء والحج والعمرة وإذا في صوم واجب بس نصوم عنها ..
حكت ريم راسها وقالت : أول مرة أدري , أفتكر إنه وحده من الأبلات قالت لنا هالكلام ..
: لااااا حول ولا قوة إلا بالله , ولا وحده فيكم ناقشتها أو عارضتها ؟؟
: ياحلييييييييييييلك إحنا نبغاها تخلص عشان نخرج من الفصل ..



****************************


الساعة 3 الظهر في الرياض :

: أفففففففففففففففف , أنا نفسي أعرف ليش ما يخلون رمضان كله إجازة ..
ابتسمت وسام وقالت وهي ترتب أوراقها في الملف : يمكن عشان إحنا أكثر ناس في العالم عندهم إجازات من المدارس ولو أخذناه كله نضرب الرقم القياسي بين الشعوب الأكثر كسلا وإهمالا للعلم , ونعطي للعالم رسالة إننا لازم نتقاعص ونجلس في البيوت بلا أعمال عشان العبادة وبكذا بيعتقدون إنه الإسلام يشجعنا على الكسل والخمول , ترى محد ياخذ إجازات زينا , ثاني حاجة عشان ما يخلون الطلبة أربعة وعشرين ساعة نايمين ولا قدام التلفزيون , على الأقل يوم يجون المدرسة يتعبون و يحسون بالجوع والعطش , يستشعرون العبادة صح , والله لو مافي دراسة كانوا نوم إلى المغرب ومن المغرب للفجر سهر على الدش وغيره , الحمد لله اللي في دراسة ..
لفت عليها أنغام مدرسة العلوم وقالت : وسام أنا نفسي أعرف انتي تحبين تتفلسفين ولا الفلسفة تجري في دمك ..
قالت بنفس الابتسامه وهي تحط الملف في الدرج : كلاهما ..
دخلت وحده طويلة شقراء رشيقة للغرفة وقالت : وسومه إنتي ماتردين ليه ؟؟
أول ما انتبهت لوجود أنغام زمت شفايفها وقالت من بين أسنانها : كيف حالك ؟؟
رمتها أنغام بنظرات متعالية وقالت : هلا سامية , شخبارك ؟؟
نقلت وسام نظراتها بينهم وزفرت وهي تقول بداخلها ~ ياربيييييييييييي حتى في رمضان متخاصمات , لاحول ولا قوة إلا بالله ~ قامت وقالت بهدوء : لو بتقعدون تتراشقون بالنظرات اللي لو ربي خلاها تذبح كان دمكم مغرق أرضية مكتبي بأخرج وأخليلكم المكتب , كلوا بعض إلين تشبعون , ولا جاكم عسر هضم تعالوا لي عشان أشوف اش تبغون ..
لفت كل وحده وجهها عن الثانية وقالت سامية : المهـــم , لا جيتي خارجة قوليلي عشان أوصلك معايا ..
وخرجت بسرعة , قالت أنغام من بين أسنانها : أكرههاااااااااا , شايفة نفسها يا عالم ..
استغفرت وسام وقالت : استغفري , اغتبتيها , بعدين لو تبغين الحق إنتي اللي غلطتي عليها أول , يعني هي ما سمعتك وانتي تشتكين من ضرب زوجك , مسكينة كانت فرحانه إنه أخيرا قرر يسافر برا وجاب لها التذاكر مفاجأة , اش دراها إنك كنت زعلانة وقتها , ما أعطيتيها فرصة توها تتكلم هبيتي في وجهها وقعدتي تلومينها ..
غرقت عيون أنغام بالدموع وقالت بصوت مخنوق : يعني طلعت أنا الغلط , ألقاها من فين ولا من فين , إنت والزمن علي يا وسام ..
زفرت وسام وقالت بهدوء : أنا ما قصدت شي , أنا قلت الحق وكلمة الحق ما تزعل , يعني من صارت المشكلة قبل يومين وأنا ما تكلمت عشان أستناك تهدين , أنا معاك إنك كنت متضايقة وقتها وتحتاجين أحد يطبطب عليك بس سامية ماكانت تدري بشي , بعدين ترى الكلمة الأخيرة ما تجوز , الزمن هو الله و الله مو على أحد , الله مو ظالم ..
استغفرت أنغام وخرجت من الغرفة , زفرت وسام وجلست على كرسي مكتبها كانت متألمة من وضع أنغام اللي عمرها تجاوز الأربعين والمتزوجة من خمس سنوات بشاب أصغر منها بعشر سنين واللي بعد ما تنعم بخيرها بدأ يعاملها بوحشية عشان تطلب الخلع وهي ساكته وصابره على أمل يجيها لو ولد واحد يشيلها لا كبرت , متألمة جدا لكنها المرة الأخيرة كانت هي الغلطانه , لمت أشياءها وخرجت من مكتبها بعد ما طفت الأنوار , وهي ماشيه في الممر شافت بنت من الصف الثاني تتلكم مع صحباتها وهي تاكل لبان , ابتسمت لها وقالت بهدوء وهي توقف عندها : ما شاء الله تهاني فاطره اليوم , إجازة ربي ..
استحت تهاني ونزلت اللبان من فمها والبنات كاتمين ضحكهم , حطت وسام يدها على راس تهاني ودنقت عليها وهمست في إذنها : لازم ما نجرح صيام صحباتنا طيب ..
وتحركت بدون ما تنتظر جواب , وهي ماشية سمعت الوكيله تصرخ بصوت عالي : يا هااااانم وإذا بليتم فاستتروا , قاعدة تطرقعين باللبان يعني شوفونييييييييي أنا فاااااااااطره , اتحركي بسرعة وارمي اللبانه لا أجي أخرجها مع فكك ..
غمضت عيونها وهمست : يا أسلوبك العسلللل يا أماني , هذا اللي ينمي العناد في البنات ..
وسمعت البنات وراها يتضاحكون و تهاني تهمس : أششششوه اللي ما طحت في لسان الملسونه أمانيو والله كان شرشحتني زي الضعيفة ذيك ..
تحركت وسام وهي تقول بضيق : ويعلمهم التطاول على المعلمات ..
~ إحنا قدوة , يعني إذا إنت تعاملت معاهم بهالأسلوب اش تتوقعين بيكونون البنات , الله يهديك ويسامحك , صح هم يرفعون الضغط بس في المواقف اللي ما تحتاج شدة وحزم ماله داعي نشد ~ لمن وصلت عند باب المدرسة ووسط رجة بنات المتوسط تذكرت إنها ما قالت لسامية إنها خرجت , جلست على كرسي المعلمة المناوبة اللي لسه ما جات وفتحت شنطتها عشان تخرج جوالها ..
وصلها صوت عابث : أبلـــــــــه ..
أول ما مميزت الصوت رفعت راسها لوحده من بنات ثالث متوسط واقفة وسط شلة وهي تقول : ابتسمي عشان الصورة تطلع حلوة ..
ابتسمت لها ورجعت راسها لشنطتها وهي تسمعهم يقولون : وااااااااا سوتها ..
: يا مجنونه ..
: عشان تعرفون إني قد التحدي ..
: قلتلكم هذي خبله تسوي أي شي ..
هذي البنت بالذات كانت تبغى تكسبها بأي طريقة عشان أمها المطلقة اللي جاتها وبكت عندها في مكتبها هي تترجاها إنها تعقل بنتها اللي بدأت تفلت من بين يدينها و ... , انقطعت أفكارها لمن انتبهت للصاعقة اللي حلت بها ..


**************************

في مكة في ساحة السعي :

زفرت بتعب وقالت وهي تمسك يد ريم عند الصفا : ما حفظتي الدعاء إلى الآن ..
قالت ريم بهمس : إنتي ما قلتي ليه إلا مره وحده من وين أحفظه ..
رفعت يدينها وهي متوجهة للقبلة وكبرت ثلاث وقالت وهي تحس جسمها كله ينبض من شدة التعب : لا إله إلا الله وحده لا شريك لهُ ، لهُ الملك ولهُ الحمد وهو على كل شيءٍ قدير ، لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ..
كررتها ثلاث مرات وكانت تدعي بين كل مرة , ولمن بدأت تتحرك وهي تقرأ (( إن الصفا والمروة من شعائر الله )) ..
: عنيد ..
لفت لسفانة اللي ماشية بقربهم ومعاها الخنساء وسمية ..
سألتها بقلق : اش فيك تتمايلين ؟؟
ابتسمت العنود وقالت : ولا شي , إمشي بس ورانا أربع أشواط كمان ..
قالت سمية وهي تشوف الرجال يسرعون بين العلمين : يااااااااااي أحب هالمنظر يا ناس ..
قالت سفانة : طيب إنتم تعرفون ليش يهرولون ما بين العلمين ..
قالت سمية بحماس : يسوون زي هاجر عليها السلام ..
قالت الخنساء بتريقة : لا والله , كلنا عارفين إننا نسعى زيها لكن ليش يهرولون ؟؟..
قالت ريم : عشان الصفا والمروة كانت مرتفعة , ولمن تروح هاجر تدور على الموية وتطلع للصفا تنتبه إنه إسماعيل عليه السلام بدأ يختفي عن نظرها فترجع جري له , ونفس الشي يصير لمن تطلع المروة و مسكينة طلعت ونزلت 7 مرات ..
ضحكت على تتنيح سمية والخنساء وسميه تقول : هذي أول مرة أدري بهالموضوع , قصدي الهرولة ..
قالت سفانة : ومكان العلمين هو المسافة اللي كانت تقطعها هرولة , تخيلوا كلللللللل الرجال يتبعون شي سوته إمرأة , وبعد كذا يقولون العلمانية إن الإسلام مهمش المرأة و ما أدري إيه من كلامهم ..
قالت سمية بحماس : من زمان احب منظرهم وهم يجرون دحين صرت أحبه أكثر ..
همست الخنساء : رخي صوتك يالـ ...
: عنوووووووووووووووووود ..
التفتوا على صرخة ريم , وانفجعوا لمن شافوا العنود جالسة على الأرض , رجعوا لها وقالت سفانة بخوف : اش فيه ؟؟
قالت ريم وهي تجلس جنبها : فجأة انزلقت من جنبي , عنود , عنود ..
طالعت فيهم العنود بصمت وفجأة وبلا مقدمات قالت بصوت حاد باكي : هاتوا عربيـــــــة , جيبوا لي عربيــــــــــة والله ما أقدر أمشي ..
شهقت سفانة وجلست جنبها وهي تقول : عنود الله يقطع إبليسك الناس تطالع , رخي صوتك , قومي تحركي أنا أساعدك ..
هزت العنود راسها وقالت بنفس الصوت : مااااااااا أقدر أمشييييييييييي , هاتوا عربيـــــة ...
سكتتها ريم لمن شافت الناس موقفين سعيهم وجالسين يطالعون اش فيه , همست سمية برعب : خاله الناس تطالع ..
قالت سفانة بهدوء وهي تمسك يد العنود : تعالي طيب , قومي عشان نجيب لك عربية ..
كانت العنود تحس بكل جسمها ينتفض لدرجة مهي قادرة تقوم , أصلا عقلها مو متخيل إنها ممكن تقوم وتوقف على أقدامها , سحبت يدها من سفانة وهي تقول : ما أقدر , والله ما أقدر ..
سكتتها ريم وهي حاسة بالفشلة من الناس المتجمهرة و أشرت للخنساء وسمية وقالت : روحوا شوفوا عربية ..
شهقت الخنساء وقالت : أنااااا , أضيع بعدين , أخااااااااااف ..
سحبتها سمية وهي تقول : تعالي أنا عارفه وين ألقى العربيات ..
تساعدت ريم وسفانة وقوموا العنود اللي كانوا يحسون برجفتها , جلسوها في طرف المسعى عند وحده من النوافذ الحديد الكبيرة , سألتها ريم : قالت لك الهنوف تعب عليك ما سمعتي ..
ضمتها سفانه اللي جابت كاسة مويه وفتحت غطاها ومسحت لها وجهها بالمويه البارده وهي تقول : كيف تحسين دحين ؟؟
بلعت العنود ريقها اللي تحسه جاف وقالت بصوت مخنوق : تعبانه ..
قالت ريم بعتاب : كان استنيتي واعتمرتي بعد أسبوع , أمس واليوم ..
همست العنود وهي تشهق من المويه البارده : خفت ما أحد بيعتمر بعد كذا , كلكم إعتمرتوا ..
بعدت سفانة يدها ونشفت وجه العنود وريم تسألها بهمس : العمرتين لك ؟؟..
قالت سفانة : ريم , خليها براحتها ..
قالت العنود بهمس : أمس اعتمرت عنها واليوم عني ..
وكملت بوجع وهي تغطي وجهها : مفتقدتها , والله مفتقدتها ..
ضمتها سفانة وهي تقول بحنان : نقابلها في الجنة إن شاء الله , نقابلها في الجنة ..
تعالى نشيح العنود وهي تقول بصوت باكي : تعبت يا سفانة , تعبت من كثر ما أنا كاتمة قدامهم , أمي وأبويه حالتهم ما تسر العدو , وعبد الرزااااااق آآآآآآآه يا عبد الرزاق , أحاول أخلي نفسي قوية لكني من جوة أنهااااار , كل يوم يزيد فقدها , كل يوم أصحى وأقول الألم بيخف لكنه يزيد ويزييييييييد ..
غطت ريم وجهها تصيح وهمست سفانة بصوت مخنوق حاولت تخليه قوي : الحمد لله , هذا اللي كتبه ربي ولازم نصبر , وإنت ماشاء الله عليك محد توقع إنك بتكونين الصابرة بينهم , عارفه يا عنود يقولون إنه ربي يربط على قلب المؤمن وقت المصيبة , و أكثر ناس يحبون الميت ربي يثبتهم ويهون عليهم لأنه ما في أصعب على الله تعالى من نزع روح المؤمن , خليك قويه زي م كنت دايما ..
حست العنود براحة من الدموع اللي سكبتها واللي كانت تقاومها في البيت عشان أهلها وحست براحة أكثر من كلام سفانة , مسحت دموعها وقالت : الحمد لله , الله يرحمها ..
قالت سفانة : أبغاك بعد ما ترجعين تفتحين غرفتك وغرفة البندري وتخرجين أشياءها ..
توترت العنود لم تذكرت غرفتها اللي قفلتها من يوم رجعت للبيت ثاني يوم العزا عشان تجيب لها ملابس وإلى هاليوم مافتحتها و رفضت تعطي المفتاح لأي أحد , كملت سفانة : صدقيني بترتاحين لمن تفرغين أشياءها , طول مالغرفة مقفلة وإنت بتحسين إنه في شي يطاردك ..
طالعت العنود في زحمة الناس اللي تروح وتجي في المسعى , أشكال وألوان وأجناس , كانت عارفه ومتأكدة إنه كلام سفانة صحيح لكنها إلى الآن ما هي لاقيه القدره على فتح الغرفة ..
وبعد لحظة صمت قالت ريم وهي تمسح دموعها : ما تلاحظون إنه سمية والخنساء تأخروا ..
شهقت سفانة وقالت لمن حست باهتزاز جوالها : يا ويلييييييييي أكيد هذا أبويه ..
رفعت الجوال وقالت وهي ترد : أمي , هلا أمي ..
واستمعت لأمها وقالت : هاااااااا , لسه ما خلصنا , لا إن شاء الله ما نتأخر ..
وقفلت جوالها ورجعته للشنطة وهي تقول بهمس : المخبل جوالاتهم معايا ..
شهقت ريم وقالت : نـــعـــــم ..
العنود اللي حست رجفتها بدأت تخف قالت وهي تقوم : قوموا خلينا نشوف فينهم ..
جلسوها وقالت سفانة : خليك هنا , إحنا ندور عليهم ونجيك ..
وقامت هي وريم , طالعت فيهم العنود وهم رايحين واستندت بظهرها على جدر الممر وغمضت عيونها بتعب , ما كانت تبغى أحد يشيل همها , ما تبغى تحسس أحد إنها تعبانة وفاقدة البندري لدرجة لا يمكن لأحد إنه يتصورها , كافيهم همومهم , هذا اللي كانت تفكر فيه طول الوقت ~ لازم أكون أقوى , لازم أكون أصبر ~ ..



*****************************


في الرياض :


(( أنا عارف إنه عمك اغتصبك )) طالعت في شاشة الجوال رعب ماله حدود , وشهقت بقوة وانفلت الجوال من يدها , التفتت هيام لأمها وقالت : أمي اش فيك ؟؟
التفتت نجلاء لبنتها وقالت : هاااااااا ..
وتمالكت نفسها ودنقت أخذت الجوال وقالت وهي تخنق صرخاتها : ولا شي ..
قالت هيام وهي ترجع للف السمبوسة : أكيد وسام حايسه بدون جوال ..
خرجت نجلاء من المطبخ وراحت لغرفتها وقفلت الباب بالمفتاح وطالعت في الرسالة وهي تصرخ ~ يارب إن شاء الله قريته خيال , كابوس , يارب ~ وأول ما قرأت نفس الكلمات حست بدمها يتجمد في عروقها , الرقم كان بدون اسم , حطت يدها على راسها وهي تجلس على طرف سريرها اللي وراها , تمنت للحظة لو إنها مافتحت الجوال , عمرها ما فتحته لكنها لمن شافت 10 مكالمات وثلاث رسايل خافت إنه وسام تدق على جوالها في المدرسة تدور عليه وهي مهي عارفه إنها ناسيته في البيت , وأول ما شافت الرقم ابغريب فتحت الرسايل وانصعقت بأول رسالة , ضغطت بأصابعها بسرعه وبلا تفكير وفتحت باقي الرسايل , لمن قرأتها صرخت وهي تبعد الجوال عن نظرها , رمته على السرير و طالعت فيه بعدم تصديق , ما تبغى تصدق , ما تبغى ..
: أمي , ناديتيني ..
التفتت للباب اللي يدق وكبتت كل اللي بداخلها وقالت بصوت مخنوق : لا ما ناديتك , أبغى أرتاح شويه ..
: طيييييييب ..



**************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
R-thar
خمس نجوم
خمس نجوم
R-thar


مسآهمـآتــيً $ : : 797
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 48512
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 17
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/01/2012

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة   رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty30/1/2012, 9:11 pm

في جدة :
فيلا أحمد :

خرجت الهنوف من غرفتها جري لمن سمعت الأصوات العالية اللي اعتادت عليها مؤخرا , ووقفت مكانها لمن شافت أبوها واقف قدام عبد الرزاق وهو يقول بصوت عالي : بتروح تكمل دراستك ..
انصدمت لمن شافت جاسم ببذلته العسكرية واقف بينهم وهو حاط يدينه على صدر أبوه وهو يقول بلطف : أبويه الله يسلمك ماله داعي تعصب نفسك ..
صرخ أحمد : عاجبك اللي يسويه , عاجبك آخر ترم له و مو راضي يروح له , الشركة متصلة علي اليوم تقول إنه لو ما رجع هالأسبوع بينفصل من الجامعة نهائيا , عاجبك ثلاث سنين من عمره تروح في غمضة عين ..
نزل عبد الرزاق راسه بصمت , قال جاسم يهديه : أبويه اصبر عليه ..
قال أحمد بحزم : أصبر إلى متـــــى ؟؟ مو كلنا فقدناها , لكننا نمشي في حياتنا , لو وقفنا عند كل موت نجلس في بيوتنا على طوووووووول , إذا كان هو فاقد أخته أنا فاقد بنتـــــــي , تفهم يعني إيه بنتي ..
جلست هدى على أقرب كنبه لها وغطت وجهها تبكي بصمت , قال جاسم وهو حاس بوجع أبوه : أبويه أنا فاهمك , خليه علي أنا أقنــ....
قاطعه صوت عبد الرزاق البارد وهو يقول : لا تحاول تقنع ولا شي , فرنسا أنا ماني راجع لها لو على جثتي ..
صرخ أحمد بعصبية وهو يتقدم له : والدرااااااااااااسة ؟؟
مسكه جاسم وهو يقول : أبويه استهدي بالله , استهدي بالله ..
لف عبد الرزاق وجهه بصمت , كان الكل ملاحظ النحف المفاجئ اللي صابه وشحوب وجهه اللي نمت لحيته بشكل مهمل , صرخ أحمد : والدراااااااااااااسة ؟؟
ولمن شافه ملتزم الصمت قال : أخرج برااااااااا , ما أبغى أشوفك قدامي إلين تجي وتقول إنك رايح تلحق على مستقبلك اللي بدأ يضيع , إطلع براااااااااااااا ..
تحرك عبد الرزاق ونزل الدرج بسرعة , وجاسم يحاول يهدي أبوه اللي قال بحزم لهدى اللي بدأت تدافع عن عبد الرزاق : كللللللللله منك , إنت اللي دلعتيه بكلامك , شوفيه قاعد ومطنش دراسته ولا همه في شي ..
قالت الهنوف برجاء : خلااااااااااص ..
التفت لها الكل فكملت بصوت باكي : الله يخليكم خلاص , كل يوم مهاوشة , كل يوم مضاربه , من ماتت البندري وإحنا على هالحال , أبويه عبد الرزاق كبير ويعرف مصلحته , خلوه براحته , تراه يتعذب من عدم رغبته في السفر أكثر مننا , مستقبله اللي قاعد يضيع مو مستقبل واحد فينا , وهو عارف هذا الشي لكنه مو قادر يسوي شيييييي ..
ومسحت دموعها وهي تقول : خلوه براحته ..
تقدم منها جاسم وضمها , كان لأول مرة يسمعها تتكلم بهالصوت العالي الواثق النبرات , بهالحزم الممزوج برجاء وألم , ابتسم بداخله وهو يقول ~ موتك غير ناس كثيييييييييييير يالبندري , كثييير ~ , جلس أحمد جنب هدى الباكيه بصمت وحط يده على كتفها وقال بأسف : أنا خايف على مستقبله بس ..
بعد جاسم الهنوف وقال : خلاص لا تصيحين ..
ولف على أبوه وقال : ما عليك أبويه أنا أكلمه بهدوء ورويه , أعزمه اليوم عندي على الفطور وأكلمه ..
قالت هدى وهي تمسح دموعها : لاتعزمه ولا شي , تعال إنت بعد التراويح تلقاه موجود , ناقصة حرمتك تجيب لها ضيف , هي يادوب تسوي أكل على قدكم , ترا الدكتورة المرة اللي فاتت قالت لي إن الجنين ممكن يتضرر من ضعفها , ما تاكل ولا شي ..
ابتسم جاسم وقال يمازحها يبغى يخفف الجو : لا تخافين عليها ماشاء الله تاكل عن قبيلة ..
ضحكت الهنوف وقالت هدى : الله أكبر بتحسد حرمتك , قول ماشاء الله ..
قال أحمد : جبناك من شغلك و ..
قاطعه بهدوء : أصلا يوم كلمتني أنا كنت خارج من العمل ..
وتقدم منهم وسلم عليهم وودعهم وهو ماشي ضرب كتف الهنوف وهو يقول ك مع السلامة يا جامد ..
ابتسمت وهي تحك مكان ضربته وكشرت بوجهها له ..



**************************



في الرياض عند باب العمارة :

: وسام , وصلنا , نايمه ..
انتبهت إنها عند باب العمارة لمن سمعت صوت سامية اللي توصلها كل يوم مع زوجها بحكم إنها ساكنة في الفيلا اللي تبعد عنهم بكم عمارة ..
همست وهي تفتح الباب : جزاك الله خير ..
صكت الباب ودخلت العمارة وهي تحس بأفكارها تعصف بها عصف , طلعت الدرجات بسرعة وهي تقول بداخلها ~ أتوسلك يا رب ما تكون وحده فيهم انتبهت للجوال , يارب ما يكون اتصل , يارب ما يصير شي ~ خرجت مفتاحها وفتحت الباب بسرعة ..
أول ما دخلت وصكت الباب وهي ترفع غطاها لقيتها قدامها قالت متفاجئة : أمي ..
ولأول مرة تنرفع يدها وتهوي على وجهها بصفعة كان لها صدى في إذنها , رفعت وسام يدها اليسار لخدها ولمسته بذهول وهي تهمس : أمي ..
صرخت نجلاء : ليييييييييييييييييييييييه ؟؟ أنا قصرت معاك في شييييييييييييييييييي ؟؟
طالعت بذات الذهول في وجه نجلاء المحمر من شدة العصبية والـ....ـبكاء , صرخت نجلاء ودموعها تزيد وهي تأشر على صدرها : أنا حسستك في يوم إني ماني أمك ..
هزت راسها بلا وهي تطالع في هيام اللي واقفة آخر الممر وعيونها متسعة بصدمة , رجعت بصرها لنجلاء وقالت بحنان : لـ ...
صرخت تقاطعها : طيب لييييييييييييييه ؟؟ ليييييييييييه ؟؟
بعدت بصرها عنها وقالت لهيام : هيومه ادخلي جوة ..
قالت هيام باعتراض : اش فيكم ؟؟
لفت نجلاء على هيام وصرخت بعصبية : ادخلي غرفتك ..
تحركت هيام ودخلت غرفتها , التفتت نجلاء لوسام اللي قالت بهدوء وهي تحط شنطتها على طاولة المدخل وباليد الثانية تأشر على جوة : أمي خلينا ند..
ضربت نجلاء يدها وصرخت : لاااا , منتي معتبة قبل ما تقولين اللي .. هذا ... اللي ...
وخرجت الجوال و ضغطت أزراره بيد مرتجفه وهي تتلعثم في كلامها الغير مترابط , أشفقت وسام عليها فتحركت بسرعة وضمتها , صرخت نجلاء والجوال يطيح من يدها : لييييييييييييييه ؟؟ لييييييييييييييييييه ؟؟ أنا قصرت في شيييييييييييييييييييييييي ...
ضمتها وسام أكثر وهي تهمس : والله لا , والله عمري ما حسيت إني أقل عن بناتك ..
تشبثت فيها وهي تصيح من قلبها وهي تقول : طيب ليييييييييييه ؟؟ لييييييه ما قلتيلي ليييييييه ؟؟ ..
ضمتها وسام وهي تنزل معاها للأرض وهي تحس قلبها يتمزق عليها ~ أقولك إيه ؟؟ أقولك إني كنت مرتع لزوجك الحقير , أقولك إنه مضى على هالأمر فوق الـ 25 سنة , أقولك إييييييييه ولا إيييييييييه ~ كانت حاسة بدموع نجلاء تطعنها أكثر كإنها هي المجرمة , نجلاء اللي في حياتها ما حسستها إنها مرة عمها , عمرها في حياتها ما قصرت معاها لا في حب ولا في حنان ولا في معاملة حسنة , ماعمرها فرقت بينها وبين بناتها وما عمرها حسستها إنها أقل عنهم أو هم أزود عنها بشي , ضمتها بقوة وهي تهمس : والله مو بسببك , والله مو بسببك ..
بعدت نجلاء عن صدرها ورفعت نفسها وحضنتها بقوة وهي تسلم على راسها وهي تقول : سامحينيييييي , سامحيني يا بنتي , سامحيني ...
غمضت وسام عيونها بقوة وهي تدفن وجهها في حضن نجلاء اللي ما عمرها بخلت عليها به لمن تكون مريضة أو محتاجة للمحة حنان , كانت صوت بكاء نجلاء يزيد وجعها , كانت تصرخ بداخلها ~ يمه لا تصيحيييييين , تكفين لا تصيحين , ما أبغى أكون سبب وجعك دحين . إحنا ما حسبنا نتخلص منه قبل 5 سنين , تكفين لا تخليني سبب دموعك , يمه لا تصيحييييييييييين , أنا خلاص راضية بكل اللي صار , راضية والله ~ قطع أفكارها صوت نجلاء المقطع من كثر الصياح وهي تقول : أنا كنت وين عنك ؟؟ أنا كنت ويييين ؟؟
ابتسمت ورفعت راسها وقالت بهدوء وهي تمسح دموعها : يمه لا تلومين نفسك ..
شهقت نجلاء وقالت : لا ألوم نفسي ؟؟ حراااااااام عليك هالكلمة ..
زادت ابتسامتها وهي تقول : لا تحرمين شي حلال ..
لكن مداعبتها ما هدأت نجلاء اللي غطت وجهها وهي تقول : لا تضحكين عشان ماتزيدين وجعي , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا حرقة قلبي آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ...
انتبهت للجوال اللي على الأرض فرفعته وأول ما شافت رسائله (( أقول لا تتغلين , إنت في عز شبابك و أنا عارف إنك مشتاقه لـ ##### متى ما احتجتي لأحد ####### أنا جاهز )) , (( وسام , أعرف إنك تكونين لوحدك يوم الأربعاء إذا تبغيني ###### أنا موجود , رنة وأنا عند بابك , و إنت ###### يعني محد بيدري )) قالت وهي تضرب صدرها : يارب رمضان , شهرك الفضيل ولا هو متعض يا رب ما يمر هالشهر إلا وهو .....
ومسكت لسانها في آخر لحظة وقالت بغيض : حسبي الله ونعم الوكيل , اللهم اكفنيه بما شئت ..
ولفت على نجلاء وضمتها وهي تقول : أمي الله يخليك لا تزعلين نفسك ..
بعدت يدينها وأشرت على الجوال وهي تسأل : هذا ميييييييين ؟؟ هذا الحقير اللي راسل هالكلام الوقح ميييييييين ؟؟
خفضت وسام بصرها بسرعة وهي تزم شفايفها بمعنى إنها ما حتقول , قالت نجلاء وهي تمد يدها تاخذ الجوال : ما تعرفين , هاتي أنا أطلع مين صاحبه ..
بعدت وسام الجوال عن نجلاء وهمست بوجع ورجاء : سامحيني ما أقدر أعطيك الرقم ..
طالعت فيها نجلاء بصدمة ومسحت دموعها وجسمها يهتز من أثر شهقاتها وهمست : انتي تعرفين صاحب الرقم ؟؟
أول ما رفت عيون وسام بسرعة عرفت إنها تعرف صاحب الرقم , قامت نجلاء ومدت يدها وهي تقول بحزم : هاتي الجوال ..
رصت وسام على الجوال وقالت برجاء وهي تحاول تقوم وعبايتها تعيقها : أمي ما يحتاج , أنا أطنشه و ...
قاطعتها بحزم وهي تهز يدها : هاتي الجواااااااااااال ...
~ لااااااااااااااااااا , لو عرفت صاحب الرقم بتنقلب الدنيا , لاااااااااااا يارب أتوسلك ينتهي الموضوع , أتوسلك يارب ~ رصت الجوال بقوة أكبر وهي تطالع في أمها بنظرات معبرة , نزلت نجلاء يدها وهي تطالع بذهول في وسام اللي نزلت راسها وطالعت في الأرض بصمت , تحركت نجلاء بسرعة لغرفتها , لحقتها وسام وهي تقول : أمي , أمييي ..
صكت نجلاء باب غرفتها بكل قوتها وقفلته بالمفتاح , سندت وسام جبينها على الباب وهي ترص الجوال أكثر , ولمن انفتح الباب اللي وراها التفتت بسرعة , شافت هيام تطالع فيها بخوف وتساؤل , ابتسمت بتردد وقالت : أغير ملابسي وأجي أساعدك في المطبخ ..
سألت هيام : اش فيه ؟؟
هزت وسام راسها وقالت بهدوء : ما بأكذب عليك وأقولك ولا شي بس بأقولك إنه موضوع ما أقدر أتكلم فيه نهائيا ..
وتحركت للمدخل وعلقت عبايتها على الشماعة وشالت شنطنها وهي تصرخ بداخلها ~ طول عمرك وانتي تقولين عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم يا وسام , نفس الشيء الآن , عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , يمكن معرفتها بالحقيقة بتنهي عذاب الربع القرن اللي عشته و أنا كاتمه هالسر بداخلي ~ ..



***************************

في المسعى :

صوت لهاثها العالي اخترقه صوتها وهي تقول : ما .. لقيـ .. ـتهم ..
طالعت ريم في سفانة وقالت وهي تطالع في ساعتها : لنا ساااااااعة ندور عليهم , ساااااااااااااعة , وين بيكونون ..
بلعت سفانة ريقها وهي تقول : عطشانه , بموووووووت من العطش وحلقي نشف من كثر ما أنادي عليهم , والله لو دري أبويه وعمي صالح بيذبحونا ..
رفعت ريم جوالها اللي يدق وقالت : إيوه عنيد , إحنا جهة اليمين عند رابع طاقة ..
شويه وجاتهم العنود ووقفت عندهم وقالت وهي تلهث : ياربيييييي كيف طار التعب عني من الخلعه , هذولي وين ذلفوا ؟؟
لمن اهتز جوال سفانة انتفضت وقالت : ياربي ما يكو أبويه ولا أمي , ياااااااارب ..
رفعت الجوال لقيته رقم غريب , قالت ريم بحماس : يمكن افتهموا أخيرا ودقوا من أي جوال ..
ردت سفانة بسرعة وصلها صوت سمية تقول : خاله دقي على هالرقم ..
صكت الجوال وقالت براحة : أخيرا فكروا , أخيرا ..
ولمن دقت ردت عليها سميه , قالت سفانة بعصبية : لنا سااااااااااااااعة ندور عليكم , وينكم ؟؟
قالت : يوم شفنا نفسن ضيعناكم سبنا راعي العربية وكملنا السعي ..
حست سفانة بضغطها يرتفع , قالت من بين أسنانها : ووينكم دحين ؟؟
سمعتها تسأل شخص مجوار لها وهي تقول : هي لو سمحت , يا عسكري إحنا فين ؟؟
سمعته يقولها عند المروة عند السلالم المتحركه , قالت بسرعة : خلاص عرفت إنتم فين مع السلامة ..
وصكت الجوال وقالت بقهر : خلصوا سعييييييييييييي , ما فكروا فينا وإحنا حايسييييييييييييين هنا ندور عليهم ..
جلست ريم وقالت بتعب : رجوليييييييييييييييي , والله لا أذبحهم , والله لا أوريهم ..
كبست العنود فخوذها وهي تقول : أجل أنا اش أقول ..
وضحكوا من صوت القهر اللي طلعته سفانه من قلبها , ولمن وصلوا المروة شافوهم جالسات عند البوابة براحة , قالت سفانة : والله ودي أرفسهم , لو ماني صايمة كان عرفت شغلي معاهم ..
ضحكت ريم وقالت : الحمد لله اللي صايمة ...
أول ما شافوهم قاموا والخنساء تسأل : خلصتوا ؟؟
قالت العنود بضحكه : لو سمحتم لا تسمع سفانة حسكم عشان ما تطير أسنانكم ..
طالعوا فيهم باستغراب , قالت سفانة من بين أسنانها : انرزعوا هنا إلين نجيكم ..
وناولتهم جوالاتهم وتحركت بسرعة , قالت سميه بهمس : طيب إحنا نبغى نقص ..
خرجت ريم المقص من شنطتها وقالت : تعالوا أنا أقص لكم ..
قصت لها مقدار أنملة من أطراف جديلتها وتعبت في قص شعر الخنساء القصير المدرج حاولت إنها تاخذ من كل طبقة , وبعد ما خلصت تحركت هي والعنود عشان يلحقون بسفانة ..


*************************

............................... يتبع
على أذان المغرب في الرياض :
في شقة نجلاء :

دقت وسام الباب وقالت : أمي ما بتفطرين ؟؟ ترى ما يجوز تأخير الإفطار , السنة التعجيل ..
فتحت نجلاء اللي حبست نفسها في الغرفة طوال العصر وتناولت التمرة من يد وسام وصكت الباب , زفرت وسام وراحت لهيام الجالسة قدام سفرة الإفطار , سألت هيام بحيرة : أمي اش فيها ؟؟
ابتسمت وسام وقالت : إن شاء الله خير ..
أكلت شويه وحست بنفسها مسدوده فقامت تصلي , لمن سلمت تسليمتها الثانية انتبهت لنجلاء الواقفه عندها , رفعت راسها فقالت نجلاء بحزم : نروح دحين للمستشفى ..
حست وسام بكل رعب الطفولة يرجع لها , هزت راسها بعنف وقالت : لااااا , ما أبغى أروح ..
مسكتها نجلاء وقالت برجاء : حبيبتي ترى كثير يحسبون إنه شي صار لكنه يطلع إنه ماصار شي ..
هزت وسام راسها وهي تقول بتأكيد : أمي صدقيني ..
قالت نجلاء بحزم : كنت صغيرة , والبنات الصغار يكون صعب ..
قاطعتها وسام : أمي أنا متأكده إنه ..
قاطعتها نجلاء برجاء : روحي معايا و تتأكدين بنفسك إنه ..
قامت وسام وقاطعتها للمرة الثانية بوجع : هي ما كانت مرة وحده ..
ومسكت يدينها وقبضت عليها بقوة وهي تهمس : ما كانت مرة وحده ..
غمضت نجلاء عيونها اللي نزلت منها دمعتين محروقة , ابتسما وسام ومسحت دموعها وكملت بهمس : تكفين لا توجعيني أكثر وتحسسيني إني سبب هالدموع اللي حاربت عشان أكفكفها , يمه تكفين لا تبكيني أنا ..
همست نجلاء وهي تطالع فيها بألم : عشان كذا رفضتي اللي تقدموا لك ..
التزمت وسام الصمت وأشاحت بوجهها , هزتها نجلاء وقالت بعتاب : 33 سنة , استنيتي إلين صرتي 33 سنة عشان أعرف بالغلط , يعني لو ما قريت الرسالة ماكان خبرتيني , صح ولا لا ؟؟
قالت : اش أقولك ؟؟ اش أقولك ؟؟ كنت وقتها صغيرة وكان يهددني , ولمن صرت في المتوسط وفهمت فداحة الشي اللي صار كان من المستحييييييييييل إني أقولها , ومع كل سنة تصعب أكثر وأكثر وأشوف إنه إستحااااااااالة أحد يصدقني بعد هالعمر , الكل بيقول تبغى تغطي فضيحتها , أمي افهمي شعوري ..
وحطت يدها على صدرها وهي تقول بصوت مرتجف : أنا غير عن كل البنات يوم تقدم لي أول عريس بكيت الليل بطوله , بكيت لأني عارفه إني ما أقدر أوافق وكنت أدعي إن المتقدم يكون فيه لو عيييييييييب واحد لأني خايفه إنكم تسألوني ليش ما وافقت ..
وتسللت الدموع لعيونها لكنها كبحتها بقوة وهي تكمل : ما تدرين قد إيش كانت فرحتي إنه طلع مدخن , واللي بعده ماعنده وظيفة ..
همست نجلاء : و سطام ..
غمضت عيونها وأشاحت بوجهها , كملت نجلاء : هل السبب في رفضه لأنه أبكم زي ما قلتي ؟؟
سحبت نفس عميق وقالت بثبات مصطنع : إيوه ..
ولمن شافت نظرات نجلاء كملت بهمس : لا ..
ضمتها نجلاء وهي تصيح , زفرت وسام وضمتها وهي تهمس : ما طفشتي من كثر الصياح , ترا أنا أكره الدموع , خاصة دموعك ..
وضمتها أكثر , كانت عارفه تضحية نجلاء اللي أجبرها أبوها تاخذ ولد عمها فهد اللي ما عنده وظيفة ثابته , تحملته بحكم إنه ولد عمها , تحملت صرفه لراتبها وشراؤه لأشياؤه اللي ما تخلص حشمت عمها المقعد و مرته الكبيرة السن , ولمن فاض بها الكيل منه بعد إمعانه في تعذيبها بعد وفاة أبوه كانت أم لثلاثة بنات , وفاء و ميعاد وميران , ولمن قررت تخبر أبوها بكل الحقيقة المرة عن زوجها السكير العربيد استشهد خالد , وترملت زوجته الشابه اللي سافرت لأهلها بعد ما قضت عدتها وتركت وراها ابنته الرضيعة الوحيدة عند الأم المريضة , هنا قررت إنها تستحمل فهد وسُكره عشان الأم و ابنة الشهيد اللي ما تكحلت عينه بشوفتها , ما مرت سنتين إلا وماتت الأم من كثر الحزن على ولدها لبكر وحال ولدها فهد و بدأت بعدها معاناة وسام اللي انتقلت للعيش معاهم , ضمتها بكل حب حسته بداخلها لهالمرأة اللي ضحت وصبرت عشانها وعشان بناتها , ضمتها بكل امتنان حسته لها طول هالسنين لأنها شالتها وحضنتها في الوقت اللي تخلت فيه أمها عنها , ضمتها وهمست : خلاص يا أمي اللي فات مات , الموضوع هذا اندفن من زمان ..
وصرخت بداخلها ~ صح هو واقع أعيشه كل يوم لكني أحاول قد ما أقدر أدفنه ~ , شافت هيام تمسح دموعها وتطالع فيهم بعدم فهم لكنها كانت تصيح من صياح أمها ..
ولمن هدأت أمها مسكتها وجلستها في الصالة وفرشت لها سفرة جديدة وهي تترجاها تاكل عشانها , كانت نجلاء تاكل حشمتها وهي تتوجع من داخلها , ماعرفت اش تسوي , اش الحل , الأم لمن تدري بعفاف بنتها اللي ضاع على يد الشخص اللي مفروض يكون حاميها اش تسوي ؟؟ حست نفسها تايهة , طالعت في وسام اللي تضحك وهي تنغز هيام وهي تتريق على صياحها اللي ماله داعي و حست أنفاسها تضيق , ~ لازم أتصرف , لازم أسوي شي ~ ..


******************************

جدة في مسجد الحي :

مسح عمر عرقه وهو يشد ظهره , وصله صوته وهو يقول : أنا أطلع بدالك ..
طالع في عبد الرزاق اللي طلع لصندوق السيارة وبدأ ينزل كراتين إفطار الصائم ويناولها للشباب المتطوعين لتوزيع الوجبات على المحتاجين , ابتسم عمر ونزل من السيارة وراح يتوضأ في الحمام استعداد للصلاة , لوح لعبد الرزاق ودخل المسجد وهو يلبس بشته اللي ناوله له واحد من الشباب , أذن المغرب وحلوا الرجال إفطارهم وبعدها أقام عمر الصلاة وبدأها , كان كل مرة يؤم فيها الناس في المسجد تخنقه العبرة لأنه معتاد على الوقوف خلف عمار , إمام هالمسجد لسنين , وبعد ما سلم التفت يسبح وابتسم لمن شاف عبد الرزاق جالس قدامه , قام وصلى السنة وفرغ من الأذكار وقام , مشي لشقته ومعاه عبد الرزاق بصمت , ابتسم عمر وقال : اش عندك ؟؟ أنا من يوم شفتك بعد العصر وأنا حاس إنه عندك شي ..
سأل عبد الرزاق يغير الموضوع : ماشاء الله , كل عصر توزعون إفطار صائم ؟؟
قال عمر لمن فهم إنه ما يبغى يناقش الموضوع : إيوه , عجبتك الشغله ..
زفر عبد الرزاق والتزم الصمت , قال عمر وهو يطلع الدرج : ترى ما عندي أكل وبيتي مفررررررررقع , الأثاث لسه ما ترتب ولا سويت فيه شي ..
ابتسم عبد الرزاق وقال : عادي الجود من الموجود , أنا ماجيت آكل ..
ولمن دخلوا الشقة , ابتسم عبد الرزاق لمن شاف الكنب المغلف المراكم في جهة وحده
وحمل له الهواء ريحة الجديد , قال : العنود كانت دايم تقول إن الأشياء الجديده لها ريحة وما صدقتها , دحين صدقتها ..
دخل عمر وراه وهو شايل صينية وقال بابتسامة : الله يوفقهم كل يوم معنين نفسهم ..
طالع عبد الرزاق في الصينية اللي فيها حافظة مغطاة وصحن سمبوسه ومقلية وصحن مهلبية , قال بإحراج : لا تقول بأحاشرك اليوم في أكلك ..
ضحك عمر وقال وهو يبعد كرتون الطاولة اللي لسه ما ركبها : لا عادي , بحسب ابن آدم لقيمات تقمن صلبه , الموضوع مو شبعة , تفضل تفضل ..
وحط الصينية على الأرض وراح يجيب زبديتين وملاعق , وبعد ما أكلوا وغسلوا , خرج عبد الرزاق دفتره من جيبه وناوله له وهو يقول : تفضل ..
طالع عمر في دفتره اللي افتقده لفتره وابتسم وهو يتناوله منه وهو يسأل : اللي جابك اليوم هو الدفتر , ليه ناوي تسافر ؟؟
لف عبد الرزاق وجهه وقال : أبغاك تقرأ اللي كتبته ..
طالع فيه عمر بحيره , وتحرك للمطبخ وقال : طيب اش رايك تريح في الصاله على بال ما أسوي شاهي من اللي يعدل المزاج ..
ولمن دخل المطبخ رد الباب وفتح الدفتر على الصفحات اللي تركها فارغة فيما مضى ..
طالع عبد الرزاق في أنحاء الصالة وشمر أكمام ثوبه ورفعه وربطه على وسطه بعد ما نزل غترته ..
(( عبد الرزاق , الله يخليك رد علي , تعبت من كثر ما أتصل عليك وما ترد , أنا مقدرة زعلك لكني أبغى أقولك كم كلمة بس , الله يخليك اتصل علي ولا أعطيني رنة وأتصل عليك ))
(( السلام عليكم , رزوق قلبي أنا بأتحنى بعد شوي , عارفه إنك ما تبغى تعرف عني أي شي , بس أنا أبغى أحس إنك معايا , عبد الرزاق والله أنا آآآآآآآآآسفة , آآآآآآآآآسفة على اللي صار , تراني ندم وتبت , حرام عليك اللي تسويه فيني إذا رب العباد يغفر إنت ما تغفر , الله يخليك رد علي ))
(( عبد الرزاق اليوم بعد ما وقعت حسيت بوجع في قلبي , جاسم سلم على راسي , حسيت إني ما أستحق هالبوسه منه , زي ما أنا مقدرة إنك ماتبغى تكلمني , بس أنا محتاجة لك , والله محتاجه لصوتك يا أخوي , لا تحرمني منك , تراني أموت وأحيا في اليوم مليون مرة , تكفى رد علي ))
(( عبد الرزاق أنا فقدت الأمل في إنك تتصل علي , باقي كم ساعة وأنزف له وأروح لعالم ثاني بعيد عن العالم اللي عشته , خايفة منه ومن أمريكا ومن كل شي , بس إن شاء الله أرجع بعد فترة وأكون الأخت اللي كنت دايم تفتخر فيها , الإنسان يغلط لكن الغلط لو استمر عليه وأنا الحمد لله مااستمريت وجالسه أصلح غلطتي دحين , محتاجة أسمع صوتك , محتااااااااااجة أسمعه لدرجة إنه صار هاجس بالنسبة لي , أحبك يا عبد الرزاق , ما عرفت قد ايش أحبك إلا بعد ما فقدتك , فقدتك حييييييييل , سامحني على أي شي بدر مني ............ أختك وبأظل أختك حتى لو تبريت مني )) ..
شاف سهم يأشر على هالكتابات وتحتها مكتوب بخط كبير ..
(( هذه كانت آخر رسائل أرسلتها لي ............. قبل أن تموت )) ..
صك الدفتر وركب الكافتيرا وجهز البرادي كله عشان يتهرب من اللي بقرأه بعد , ولمن انتهى من هذا كله طالع في الدفتر بتردد ورجع فتحه ليوقع بصره على اسمه ...
عمر ..
هل شعرت يوما أنك تتمنى لو أن الموت كائن أمامك لتقف أمام وتمنعه عما سيفعل ؟؟..
هل تمنيت لو أنه إنسان لترجوه أن ينتظر لحظات فقط قبل أن يقتلع روح من تحب ؟؟..
لو أنه ريح وأمطار عاتيه تقف أمامها كدرع أو مظلة لتحمي بها من تعرفه ..
لو أنه نار هشيم تطفئها بشلالات دموعك قبل أن تحرق وتأكل من لم تكن تعرف أنك ستبكيه ..
نعم يا عمر ..
لم أعلم أني سأبكيها لذا رحلت بدون أن أهمس لها بحرف ..
هل تمنيت يوما أن ترجع عقارب الساعة للوراء لتفعل شيئا أو تدارك نفسك قبل فعله ..
تمنيته و بشده , أردت أن أرى وجهها لأول مرة بعد صدود و لآخر مرة بعد ندم ..
لماذا الموت بشع بهذه الطريقة ؟؟
قالت أنها راحلة إلى عالم آخر و لم أكن أعلم حينها أنه عالم لا تعود بعده لعالمنا هذا ..
الآن فهمت لماذا يسمى هادم اللذات ومفرق الجماعات ..
الآن فهمت أنه لا يفرق بين أحد ..
خطفها عروس , لم يبالي بأمها ومن يحبها ..
لم يبالي بأحد ..
متى سيأتي ويخطفني أنا الآخر يا عمر ..
في الحانة التي أشرب فيها ..
أم وأنا أرقص في ساحتها ..
ألثم الشقراوات عند بابها ..
كنت ألثمهن وأقوم بأشياء أخرى لا أريد لعينيك الطاهرتين أن تتلوث بقراءتها ..
متى سيأتي ؟؟
متى ؟؟
.
.
غمض عمر عيونه اللي دمعت وحس بوجع عبد الرزاق , ما كان فاهم نص اللي كتبه لكنه فهم إنه البندري ماتت وهو متخاصم معاها عشان شي , أخص شي الندم اللي ماله حل , بيكون طووووول عمره ندمان وما في شي بيغير هالأمر ..
خرجه من عمق أفكاره صوت صافرة الكافتيرا اللي بدأت المويه تغلي بداخلها , صبها داخل البرادي وراح غسل وجهه بقوة بالموية البارده ونشفه بأكمامه وشال الصينية وهو يحط إنه ما صار شي , أول ما خرج انتبه للصالة اللي ترتب الكنب فيها بطريقة حلوه وشافه جالس على الأرض وهو فاك الطاولة ويطالع في كتالوج التركيب , ابتسم وقال : ماشاء الله , ما سمعتك وإنت ترتب ..
قال بهدوء وعيونه على دفتر التعليمات : أكيد من هول اللي كنت تقرأه ..
تمالك نفسه وقال بثبات : التوبة تمحو الذنوب ..
نزل عبد الرزاق الدفتر وطالع فيه بصمت قبل ما يهمس : ما أبغى أرجع فرنسا ...
حط عمر الصينية والتزم الصمت , جاسم اتصل عليه قبل العصر وطلب منه إنه يحاول يقنع عبد الرزاق بالسفر لفرنسا عشان مستقبله , كمل عبد الرزاق بصوت غريب : تراني أحس بخنقه كل ما أفكر إني بأرجع لفرنسا , أحس إني شويه وأموت من الضيق , ما أبغى أرجع , ماهمني لا في شهادة ولا في غيره , أكمل دراستي هنا , يعادلون المواد يسووووون أي شي ..
واحتد صوته وهو يكمل : أهم شي ما أرجع هناااااااك ..
ولمن شاف عمر ملتزم الصمت سأله : اش فيك ساكت ؟؟ قول شي ..
زفر عمر وقال وهو يطالع في الطاولة المفككه : ما أدري اش أقول لك , إنت ما تبغى تسمع لأحد ..
طالع فيه عبد الرزاق بصدمة وقال باستنكار : دحين أنا جاي لك وتقول إني ما أبغى أسمع لأحد ..
طالع فيه عمر وقال بحزم : ولو قلت لك روح كمل الثلاثة أشهر اللي بقيت لك تروح ..
سكت عبد الرزاق للحظة وقال بعدها : لا ..
هز عمر اكتافه وقال : شفت , إنت ما تبغى تسمع لأحد عشان كذا سوي اللي يريحك , عبد الرزاق هذا مستقبل , لا تستنى من أحد يوافقك على اللي تسويه , بعدين بعد ما تفوق من صدمتك ووجعك بتقول ياليت وياليت وبتحط اللوم على كل واحد ما وقف في وجهك وقالك إرجع لمستقبلك , إنت تستنى أحد يقولك أقعد عشان لمن تندم ما تحس باللوم الكامل يقع عليك , في أحد تشاركه هاللوم ..
وسكت وقال بعدها بحزم : إنت إتخذ الموقف بنفسك و تحمل تبعياته ..
طالع فيه عبد الرزاق بصمت وقام بعدها وسحب شماغه وخرج , سابه عمر وما حاول يوقفه , ولمن انصك الباب زفر وقال : الله يسهل لك أمرك ويوفقك للي فيه الخير ..



*************************

في نفس الوقت في فيلا صالح :

دخل عبد الإله وهو يحس التعب هاد جسمه هد , من رجع من العمل راح لجدته عشان يفطر عندها لكن حسان ماخلاه ينام ساعة على بعضها , ما حسب فطر وجا عشان يريح شويه قبل صلاة العشا , لقي باب غرفته مفتوح استغرب ودخلها وطالع فيها , كانت مرتبة زي ما هو معتاد لكن نورها كان مفتوح , قبل ما يخرج انتبه لدرجه كان شبه مفتوح , فتحه وطالع فيه , هو صح مهو متذكر كيف كانت أوراقه وأشياؤه لكنه حس إنه في أحد لعب فيه , تأكد من كل شي وخرج بسرعة وطلع لعهود , أمه قالت له إنه مافي غيرها في البيت , أول ما وصل للصاله انصدم بالمنظر اللي قدامه , كانت وحده فاتنة قدامه تمشي بكل ثقة في الصالة كإنها صحبة البيت , جسمها الممشوق محشور في بنطلون برمودا جلد أسود و بلوزة علاقي حمراء عليها كتابات سوداء , وصوت بوتها الأحمر العالي يسوي صدى غريب في أرجاء المكان , التفتت له وشهقت وهي تلف عنه تحاول تختبئ عنه , شعرها الناعم تتطاير مع إلتفاتتها , تراجع وقال وهو يلف وجهه : السموحه ما كنت أدري إنه في أحد ..
خرجت عهود من الغرفة على صوت أخوها وقالت بصدمة : عبد الإلــــه , اش
جابك ..
ولفت على جيهان وقالت : سوري جي جي , دقيقة وراجعة لك ..
ونزلت لعبد الإله اللي قال بحزم : ليه ما قلتولي إنه فيه أحد ..
قالت عهود بدون اهتمام : أنا قلت لأمي إنه جي جي ما حتجي لكنها طلعت مسويتها لي مفاجأة وجات ..
قطب حواجبه وقال : جي جي ..
ضحكت وقالت : جيهان بس أدلعه جي جي ..
زفر ومط شفايفه بضيق و قال وهو يروح لغرفته : قولي للشغالة مرة ثانية لمن تنظف لا تلعب بأدراجي , هذا اللي ناقص بعد ..
وقبل ما يدخل لف عليها وقال : وهي عادي عندها تمشي كذا وسط المكان ؟؟
قالت بدفاع : والله قلت لها ما في أحد غيرنا اش دراها هي إنك بتطب عليها فجأة ..
سأل قبل ما يتحرك : لا يكون هي نفسها بنت الـ .... اللي توصلك من الجامعة أحيانا ..
ابتسمت قالت بتريقة : إلا هي ما غيرها , وتراها مهي متزوجة في حال تسأل يعني ..
رماها بنظرة طفش وقال : ماكنت بأسأل هالسؤال ..
ودخل غرفته وصك الباب بقوة , طالعت في الباب وطلعت لجيهان , لقيتها جالسة على سريرها هي تلعب بوحده من المجلات , لفت عليها جيهان وقالت وهي تحط رجل على رجل : لا تقولين لي هذا عبد الإله , ما صدقت إنه هو ..
قالت عهود : إلا هو ما غيره ..
سرحت بأفكارها شوي وقالت : ماشاء الله عليه حلو ..
ضحكت عهود وقالت : بس مو أحلى مني ..
ابتسمت جيهان وقالت : إي طبعا , هذا مؤكد , إلا ما قلتيلي , الكيس اللي أعطيتيني إياه لساعه عندي , اش تبغيني أسوي فيه ؟؟
سكتت عهود شويه بعدين قالت : جي جي ما أبغى أفكر في شي دحين , أنا إلى الآن ماني قادرة أنزع صورة البندري من عيوني ..
زفرت جيهان وقالت وهي تضمها : حبيبتي خلاص , هو الموت كذا , يجي ويروح , العمر ما يوقف بموت أحد , صح ولا لا , إلى متى بتفكرين في البندري وتهملين عمرك , طالعي شكلك كيف صار , قومي , قومي خليني أسوي لك ريفرش لوجهك ..
وبعدتها وخرجت شنطة مكياجها من الشنطة وهي تقول : والله لو يشوفك فوفو وإنت بهالشكل يعافك ويروح يدور على وحده غيرك ..
وبدأت تحط لها شوية من الأساس وهي تكمل : حبيبتي الموت مو نهاية العمر ..


******************************


بعد العشاء في فيلا أحمد :

طالعت الهنوف في العنود وقالت : عنيد متأكدة ..
بلعت العنود ريقها وطالعت في باب غرفتها المغلق وقالت : إيوه ..
وتقدمت ودخلت المفتاح في الباب وأول ما سمعت صوت القفل حست بعصرة في قلبها , فتحت الباب وطالعت من زاوية عينها لداخل الغرفة , كانت ريحة الهواء المكتومه تحمل ريحة معطر الجو اللي دايم يستخدمونه , تخطت عتبة الباب وانعصر قلبها أكثر لمن شافت فستانها المرمي على السرير بجانب صندلها العالي وبعض أشياء الفرح , تحركت بسرعة وشالت الفستان والصندل وحطتهم على جنب وتحركت لدولاب الملابس تبغى تفرغ أشياء البندري الباقية واللي سابتها عندهم لأنها ما تبغى تاخذها لأمريكا وفي نفس الوقت ما تبغى تتخلى عنها , حاولت قد ما تقدر ما تجي عينها على سرير البندري ودرجها وركنها الخاص فيها , سحبت الكرتون اللي جابته لها نور وشالت ملابس البندري بسرعة وحطتها في الكرتون , كانت محرمة عليهم يتدخل أحد ويمسك أشياءها غيرها هي , وقفت الهنوف عند الباب تطالع فيها بتماسك وهي الثانية تحاول ما تطالع في سرير البندري اللي كان لحافه منزاح على نفس الوضعية اللي كانت نايمه فيه آخر مرة , فرغت العنود الدولاب بسرعة وتحركت للسرير , شالت اللحاف وهي تحاول تبعد طيف البندري عنها , طبقت اللحاف وحطته على جنب وشالت غطاء السرير وطبقته و نزعت لبس المخده وحطته على جنب , وتحركت بعدها وتساعدت مع نور وسيتي و شالوا الطراحة وخرجوها , سابت التسريحة زي ما هي لأنها مشتركة بينهم وتوجهت للدرج , أول ما فتحته جات عينها على المجلات اللي كانت دايم تقرأها , سحبتها ورتبتها في كرتون جديد ولمن وصلت لدفاترها المحتفظة بها من أيام الثانوي شالتها وحطتها فوق سريرها , كان من المستحيل عليها إنها تتخلص منها , نظفت الأدراج وخلتهم يشيلونها بكاملها و لمن وصلت للركن الخاص فيها واللي يحوي كل هداياها و تذكارتها اللي تحب تحتفظ فيها حست إنها بتتخلص من البندري ذاتها , تحركت الهنوف وخرجت من الغرفة عشان تتأكد إنه أمها ما صحيت من النوم لأنهم ماكانوا يبغونها تحضر هالموقف , ترددت العنود للحظة وبعدها حطتها كلللها في كرتون صغير بعد ما شالت أوراق التذكارات وقالت لسيتي : سيتي حطي كل هالأشياء مع التبرعات , والمجلات والأوراق كلها تنحرق ..
و لمن خرجو بالكراتين , طالعت في السرير الفارغ ولفت على لحافها ومخدتها اللي لسه ما شالوها , اغتنمت إنه ما في أحد عندها وحضنتها بقوة وهي تشم ريحة عطر البندري المميز , حست بالدموع تحرق عيونها لكنها كبتتها بقوة وبعدت عنها قبل محد يجي ويشوفها , ولمن جووا الشغالات وشالوها طالعت فيها بحسرة وهي تغرق في ذكريات سنين عاشتها مع البندري في نفس الغرفة , حتى دعاويها وهي تطلب من ربها إنه يفكها من البندري وإزعاجها استعادتها , خرجها من ذكرياتها يد حنونه على كتفها , التفتت للوجه المحمر من البكاء وابتسمت وقالت بصوت متحشرج : مدينه تصيحين على إيه إنت ووجهك ..
قالت سيتي وهي تمسح دموعها بطرف طرحتها : اس هادا أنووووووود , اس مدينـــه أنا سيتيييييييييييييي ...
ضحكت العنود رغم وجعها وقامت وتساعدوا عشان يقلبون السرير الخشب اللي عزمت تخرجه , كان ثقيل فقالت نور : سيلي هذا خشبة أول بأدين سيلي سرير ..
أول ما شالوا الخشبة اللي تسند الطراحة انصدمت العنود باللي شافته تحت السرير ..



*************************


في الرياض يوم الأربعاء 12 / 9 / 1427 هـ :
في شقة نجلاء بعد صلاة العصر :

ابتسمت نجلاء لسحر الجالسة بهدوء جنب أبوها اللي قال : كيف حالك يا هيومه ؟؟
ابتسمت هيام لخالها وقالت : يسرك الحاااااااااااال , كيف حالك خالو ؟؟
قال بهدوء : الحمد لله , جزاكم الله خير على الدعوة ..
قالت هيام : إيييييه وجدتي سلمى ودها تذبحنا تقول ما لقيتم تعزمونه إلا يوم الربوع ..
ضحك وقال : ما عليك جدتك أروح لها إن شاء الله بعد التراويح ..
قالت نجلاء : بنات روحوا لوسام , أكيد حايسة في المطبخ ..
قامت سحر وهيام وراحوا وهيام تسأل سحر بحماس عن شعورها إنها بتقابل زوج وفاء وأولادها ..
طالع عبد الكريم في نجلاء وسأل بهدوء : فهد رجع واتصل عليك ولا حاول يجيك ؟؟
هزت نجلاء راسها وبدأت دموعها تنزل بلا مقدمات , قام من مكانه وجلس جنبها وقال بقلق : خير يا نجلاء ..
همست بوجع : أي خيييييييييييير ؟؟ أي خير وأنا من أمس ما غمض لي جفن , عقلي ما وقف من كثر التفكير وقلبي مع كل دقيقة يزيد وجعه ..
حط يده على ظهرها بحنان وقال : نجلاء إنت تعرفيني و ..
قاطعته : مو عشاني أعرفك قلت لازم أقولك , لازم أستشيرك ..
ولمن شافت نظراته الهادئة المتزنة بدأت تحكيه الحكاية بتلعثم لكن على إنها جارتها هي اللي شكت لها اللي صار وقالت كل شي و أغفلت صاحب الاتصالات , كانت تشوف ملامح عبد الكريم المذهوله وبعدها المتقززة الممزوجة بوجع وأخيرا الألم الصارخ , قال بهمس : لا حول ولا قوة إلا بالله , لا حول ولا قوة إلا بالله , الله يجيرنا , أي أب هذا ؟؟ مستحيييييييييييل اللي أسمعه , أي أب هذا ؟؟
قالت نجلاء بتوتر : طيب اش الحل ؟؟ الحرمه المسكينة مهي عارفه اش تسوي ؟؟ توها اللي عرفت ..
قال بهدوء : تروح تكشف على البنت ..
قاطعته : البنت مقتنعه إنها ما عاد هي بنت و المشكلة إنه البنت كبيرة ورفضت خطاب كثير ..
قطب حواجبه وقال : أنسب حل إن الأم تصارح أحد من العايلة ثقة وتقوله على الموضوع بدون ما يدري الأب وتخليه يتصرف مع الأب يخليه يعترف عشان يطلعون ورقة طبية للبنت ولا يحل المسألة بأي شكل ثاني ..
سألته بلهفة : ممكن يطلعون تقرير طبي ..
قال : ممكن لكن بصعوبة , يعني المفروض يكون التقرير بعد الحادثة ومن كانت صغيرة , لكن وهي كبيرة صعب جدا إنهم يطلعون لها تقرير طبي , هي كم عمرها البنت ؟؟
قالت باندفاع : 33 سنة ..
انصعق من العمر ومن عقله اللي بدأ يأكد له بعض التوهمات اللي كان يبعدها عنه , غطت نجلاء فمها وطالعت فيه برعب زاد لمن فز عبد الكريم وهو يهمس بصوت غريب : إنت تتكلمين عن وسام ..
هزت راسها بلا وحاولت تتدارك الموضوع لكن صرخة القهر اللي اختلطت بصوت اصطدام قبضته بالجدر خلتها تسكت , جلس على الكنب بانهيار وغطى وجهه وهو يتنفس بحدة , دخلت سحر جري ووراها هيام , طالعت سحر برعب في أبوها وقالت : أبويـــه ..
وجريت له , أش لها ما تقرب منه وقام بسرعة وخرج من المجلس , وسام اللي جات لعند الباب تراجعت واندست لمن شافته خارج بسرعة , طبق باب الشقة وراه بقوة , دخلت للمجلس وهي تسمع سحر تسألها بخوف : عمه اش صااااااااار ؟؟ اشبه أبويه ؟؟
ولمن شافت نظرة نجلاء مركزة عليها حست بطعنة في قلبها ~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااا , لاتقولين إنك قلتيله ؟؟ تكفين يا أمي لا تقولين إنك فضحتيني !! لاااااااااااااااااااااااااااااااا ~ بعدت عن باب المجلس وجريت لغرفتها , صكت الباب بالمفتاح وجلست على السرير وهي قابضة على موضع قلبها اللي تحسه بيخرج من شدة ضربه , غمضت عيونها وغطت فمها عشان ما تصرخ بطول صوتها وصوت بداخلها يردد ~ عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ~ آية كانت دائم ترددها معلمتها في الثانوي و اللي توفت بالسرطان في عمر يناهز الـ 34 , معلمة كيمياء كان لها عظيم الأثر في قلبها الغض اللي ما سمح له عقلها بأن يحلم أحلام الشابات في سنها بعريس يعشقها ويدللها , بيت صغير يضمها معه وتكون هي ملكة هذا البيت , إيمان هالمعلمة وصبرها وحضورها للمدرسة لأداء واجبها رغم أوجاع المواد الكيماوية اللي تسري في دمها واللي صحرت لها رأسها اللي كن يرفل بشعر طويل هو اللي منحها بعد الله هذا الإيمان الراسخ إنه ما أحب الله عبدا إلا ابتلاه , وما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك وخلاها تردد دائما عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , أخرجها من عمق آلامها صوت نجلاء اللي دقت الباب وهي تقول : وسام افتحي الباب ..
لأول مرة في حياتها تتلحف بلحافها وتغطي راسها بالمخدة وهي تتجاهل نداءات نجلاء , كانت تحس بطعنة في قلبها وبجسدها أصبح عاري رغم الملابس اللي تثقله , ضغطت على المخده أكثر وهي تصرخ بداخلها ~ سيبونيييييييييييييييييييييييي , ما أبغى أحد , ما أبغى أحد ~ ..


***************************


في جدة :
في فيلا حمده قبل أذان المغرب :

كانت سفرة الرجال ممدوده في غرفة حمده ومحطوطه كل الصحون فيها , وسفرة الحريم اللي في المجلس شبه خالية , لفت سارة المربعة على صدر السفرة بوزها وقالت : نصووووووم نصوووووووووم ونفطر على بصل ..
ضربتها سمية على راسها وهي تقول : من وين جايبه هالكلام يا لخبلة ؟؟
قالت سارة وهي تحط يدينها على خصرها : اش معنى الرجال عندهـــم من كل شي
اثنيييييييييييين هااااااااا وإحناااااااااا يا حسرة , نحلف على اللقمة هااااااا ..
طالعت فيها العنود وقالت بتريقة : إحلفي إنت بس هااااااا , إحلفي ..
قالت ببراءة : والله ..
دفتها وقالت : أقووووووووول قومي بس , قال نحلف على اللقمة أموت وأعرف مين حفظها هالكم كلمة ..
طالعت فيها سارة وقالت : موعشانك نحيفة عصلا هاااااااا ما تاكلين تحسبينا زيك ..
قامت العنود من السفرة وقالت : أنا عصلا يا أم كرررررررررش ..
جريت سارة لأمها وهي تقول : يا ماما مكنسة خشب تلحق ورايا ..
جرتها العنود من شعرها و نورة تقول : بنت , استحي هذا طولك تراعين بزرة ..
قالت العنود وهي ترجع لمكانها في السفرة : عمتي هذي بزره والله لسانها متبري منها الملسونة ..
لفت سارة بوزها ولمن شافت أسماء جالسه على السفرة قالت بلا مقدمات : أسماء جالسه على السفرة لييييييييه وأنا شايفتك هااااااااا اليوم الظهر تاكلين ساندوتش جبنه ..
تلون وجه أسماء وانفجروا البقية ضحك خاصة لمن ضربتها أمها وهي تقول : بس , صدق ملسونه , قلت لك عشانها وجعانه وبطنها تعورها فطرت ..
حكت سارة ذراعها وقالت : طيب أنا وجعانه و أكح ليش ما أفطـــر زيهاااا هاااااا ..
قالت العنود : ويعل يصيبك ما صاب أسماء على وعسى تعقلين ويصير عنك شوية مخ ..
سألتها سارة ببراءة : ليش الوجع يعقل الواحد ؟؟
زاد ضحكهم على براءتها , قالت العنود : سارونه تراني فاهمتك زيييييييييين , كنت زيك وأنا في عمرك أحط نفسي غبيــــــــة وأنا أعرف الكفت وين يودي عياله ..
مدت ساره لسانه وعضته وعيونها تلمع بلمعة شقاوة , لفت ريم على العنود وقالت : إلا صح , وين يودي الكفت عياله ؟؟
وبعد الإفطار قاموا يصلون وبعد ما رجعوا الرجال من الصلاة نادت العنود جاسم و قالت وهي تناوله ظرف مغلف : شوف أمانه معاك ما يفتح هالظرف إلا أزهار ..
أخذ الظرف منها وقال : ترا الأمانه ما تجوز ..
قالت : طيب أسألك بالله , هذا الظرف خاص بأزهار , ومن يوم تعطيها إياه خليها تتصل علي ..
طالع في الظرف الأبيض المكتوب عليه بخط اليد (( خاص بأزهار )) وسأل : طيب من مين ؟؟
سكتت للحظة بعدين قالت : مني , أعطيها إياه وخليها تتصل علي ..
هز أكتافه وراح وهو شايل الظرف , طالعت في الظرف بصمت وهي تتذكر صدمتها لمن شافته تحت السرير , رجعت للمجلس وهي تحس عقلها في عالم ثاني , كان ظرف أزهار محشور مع ظرفين ثانية , فتحت شنطتها وطالعت في الظرفين بتردد ورجعت قفلت الشنطة , كانت تحس ضربات قلبها تزيد كل ما فكرت بالمظاريف واللي بداخلها ..



********************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
R-thar
خمس نجوم
خمس نجوم
R-thar


مسآهمـآتــيً $ : : 797
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 48512
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 17
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/01/2012

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة   رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty30/1/2012, 9:12 pm

في الرياض :
في شقة نجلاء :

رفعت سحر راسها لمن حست بعيون تحدق فيها , أول ما وقعت عيونها على راكان وريان خفضوا بصرهم وكل واحد يدق الثاني ويحط نفسه يتكلم معاه , ابتسمت ولفت بإحراج على ماجد زوج وفاء واللي يعتبر أبوها بالرضاع , هي دخلت وصافحتهم باليد وجلست قريبة بعيدة عنهم , قالت وفاء تكمل السيرة الذاتية : سحر , راكان خاطب بنت عمه وإن شاء الله ملكتهم قبل زواج ماهر وريان لسه باقي له سنتين ويتخرج ..
قالت رولين أختهم اللي في الثانوي : وصاج راسنا يدور على عروسة ..
ابتسمت سحر لمن شافته يفرصع عيونه لها يعني اسكتي ~ هذولي أخواني , وااااااي يا حلاة السالفة أنا أكبر منهم يعني أخوان أصغر مني أخيراااااااااا ~ صح ماكان ذاك الفرق بينهم , راكان أصغر منها بسنتين وريان بأربع بس برضوا اسم إنهم أصغر منها , كانت تفضل إنها تلتزم الصمت في أول مرة لكن راكان وريان اللي خبالهم يشبه خبال التوأم خلوها تضحك على تصرفاتهم وهي تجاوب على أسئلتهم الطويلة العريضة بدون تكلف ..
قامت نجلاء من عندهم لمن شافت عبد الكريم يطالع فيها بنظرات غريبة وراحت وسابت لهم المجلس , شافت هيام عند الباب تتسمع للي يصير , قالت بغيض : متى يروح ماجد ؟؟ طولها وهي قصيرة , أبغى أدخل أتونس مع سحر وريانو وراكانو اش هذاااااااااا ..
ولحقت أمها وهي تزن على راسها , طالعت نجلاء في غرفة وسام اللي ما زالت مغلقة وهي تحس بقلق عليها ..
: نجلاء ..
التفتت لعبد الكريم وقالت بلهفة : هلا ..
لف عبد الكريم على هيام وقال بلطف : ترى راح ماجد إذا تبغين ..
ماخلص كلمته إلا وهي طايرة للمجلس عند أختها وعيالها , طالع في نجلاء وقال : وسام دريت إنك ..
قالت تقاطعه : حست , أنا ما قلتلها لكنها فهمتها ومن دريت وهي قافلة على نفسها الباب من قبل الفطور ..
زفر وقال بحزم : ما في إلا حل واحد ..
طالعت فيه بامتنان وهي تقول : قولي ريحني ..
قال بهدوء : وطبعا لازم ما نستعجل فيه , أبغى أدور لها بنفسي على شخص ثقة ممكن يقدر ظروفها ..
قالت متفاجئة : قصدك عريس ؟؟
هز أكتافه وقال : هذا الحل الوحيد لكن ما بأقدم على هالشي إلا برضاها , و إذا كان هي مرتاحة بوضعها الحالي أنا لا يمكن أضغط عليها وأجبرها على فعل شي هي ما ترضى به , هذا اللي أنا أقدر عليه غيره ما عندي حل , وشوفي لا تكلمينها دحين , خلي الموضوع يهدأ شويه لأنها أكيد مجروحة , يعني على العيد كذا إذا ربي أحيانا تكون نسيت الموضوع , فاتحيها فيه وقوليلها إنه وعـــد مني محد يدري بهالموضوع واسمها ما بأقوله إلا لمن أتأكد تمااااام التأكد إنه هالإنسان راضي بها وبوضعها , اش رايك ؟؟..
فكرت نجلاء طويل وهزت أكتافها وهي تقول : أنا لو عندي رأي كان ما لجأت لك , إنت رجال وأحكم مني في هالمواضيع , أنا بأسوي زي ما إنته تقول والله يقدم اللي فيه الخير ..
زفر وقال يأيدها : الله يقدم اللي فيه الخير ...



****************************


في جدة :

حست بخفقات قلبها تهدر وهي تطالع في الأوراق برعب ~ مستحيل , اللي قاعدة أقرأه مستحيييييييييييييييييييييل , هذا كابوس , كابوووووووووس ~ رمت الأوراق وطالعت فيها كإنها تطالع في وحش مفترس , هزت راسها بلا ورجعت سحبت أول ورقة خرجتها من المظروف (( لمن تقرئين كلماتي هذه حأكون وقتها ماني موجوده و .... )) رمت الورقة دارت في غرفتها وهي تقول : مستحيييييييييييييييييييل اللي قاعد يصير مستحيل ..
ولمن انفتح باب الغرفة التفتت وهي تصرخ : مين سمح لك تدخلين ..
انصدمت ريم من ردة فعلها ووقفت متصنمة عند باب الغرفة , قالت عهود وهي تتقدم لها بعصبية : في شي اسمه استئذااااااااان ..
ودفتها برى الغرفة وصفقت الباب بكل قوتها , غمضت ريم عيونها بقوة وحست بالهواء يصفع وجهها من قوة الصفقة , فتحت عيونها بذهول وقالت : بسم الله الرحمن الرحيم , هذي اش فيهاااااااا ؟؟
زفرت عهود بقوة وطالعت في الأوراق ودعستها بغيض وهي تقول : لساعك ما متي , مامتي , هذي لو أحد قراها ..
وتفلت على الأوراق بغيض وراحت لجوالها ودقت على رقمها بسرعة , أول ما وصلها الصوت الأنثوي الرخيم قالت بسرعة : جي جي إلحقيني ..


*************************

ما كان هاين عليها تصحيه من نومه , تعب وهو يسوي العفش والكنب والأشياء زي ما تطلب منه , دنقت عليه وهزته بخفه وهي تهمس : عمور , عمور ..
فتح شويه من عيونه وهو يقول بصوت نايم : هاااااااااا ..
ضحكت على صوته وهمست : تراني عاير تلك الساعة قبل صلاة الفجر بساعة وحطي تلك السحور في الفرن بس سخنه شويه وكله طيب ..
همهم بشكر غير مفهوم , مسدت شعره وهمست : أنا رايحة دحين , مع السلامه ..
وسلمت على راسه وخرجت وهي تعدل عبايتها , شهقت وهي تسمي لمن شافته قدامها وسط الظلام وهمست : جسوم , بغيت تجيب أجلي ..
رماها بنظرة حاده وهو يقول : لا والله , ليه ما حضنتيه كمان و ..
حطت يدها على فمه وبعدته عن الغرفه وهي تهمس : لا تصحييييييييييه , تعب من كثر الشغل , بعدين اش هالغيرة أخويه ..
رماها بنفس النظرات , ضحكت وهمست بلغة عربية فصحى : هو أخي الوحيد و أنت زوجي الحبيب العتيد ..
وسحبته من يده وهي تطفي نور الصالة وتخلي نور المطبخ والمدخل : يلا تحرك يا مدلع ..
ولمن شافها وهي تتغطى وتلبس قفازتها رغم إن الساعة 1 الليل ابتسم وقال يازحها : حي على الجهاد ..
رمته بنظرة حاده وقالت : لا تتريق ..
وكملت بدلع : ترى يتأزم ...
كمل عنها : النونو , يا ذاااااااا النونو , حتى أبوي طايح فيه هو وأمي , لا تزعلها ترى الجنين يتأثر , لا تكدر خاطرها ترى الجنين يحس بأمه ..
ضحكت من قلبها وقالت : الله لا يحرمني من بابا وماما حبايب قلبي , ما يحس فيني وفي ضعفي إلا هم ..
صك الباب وتبعها وهو يقول : الله يا ضعفي , والله ما دروا عنك قووووووووية ..
لفت عليه ورفعت غطاها وطالعت في ببراءة وقالت وهي ترف بعيونها : أنا قويه ؟؟ أنا أضعف ما خلق ربي ..
سحب الغطى وقال : إمشي قدامي وإنت ساكته , قال أنا أضععععف ما خلق ربي قال ..
ولمن ركبوا السيارة , تذكر وقال : في ظرف من العنود تلقينه ...
وصرخ وهو يقول : جلستي فوقه ..
بعدت عنه بفجعة وقالت وهي تسحب الظرف من تحتها : فجعتنييييي ..
قال : غصب ما تحسين , إنتي مو الأميرة وحبة الفول إنت الأميرة وحبة الحبحب ..
قالت باستنكار وهي تفتح الظرف : جاااااااسم ..
قال مؤكد : إلا المرة اللي فاتت جلستي على جوالي وما حسيتي و المرة اللي قبلها نظارتي الشمسية و عفتي يدها المسكينة و ...
قاطعته بعصبية وهي تسيب الظرف : محد قالك تحط أشياءك على مقعدتي ..
قال بضحكه من عصبيتها اللي صار يموت عليها : وإنت ليش ما تطالعين لمن تجلسين هاااااااا !!! ..
لفت عليه وأشرت على غطاها وقالت : أنا أشوف شي من غطاي , بعدين محد قااااااالك تخلي مكاني طاولة تحط عليها أشياءك , يا خي حطها قدامك ولا بين المقعدين و لا...
وسكتت لمن شافته يقاوم ضحكته , مسكت الظرف وضربته به وهي تقول : لا عاد تعصبنييييييييييييي لأنه ...
قال قبلها : يأزم النووووووونوووووووووو ...
وانفجر بالضحك , قالت بغيض : لازم أدور شي ثاني غير يأزم النونو ..
وخرجت الأوراق من الظرف , أول ما لمحت صورة البندري المقربة لوجهها المبتسم حست بالسكاكين تنغرز في قلبها , رجعت الأوراق بسرعة وصكت الظرف وهي تدعي إنه جاسم ماشاف شي , التفت لها جاسم وسأل : اش فيه ؟؟ اش راسله لك العنود ؟؟
قالت وهي تتمالك نفسها : أسرار حريم ..
ورفعت غطاها وطالعت في الكتابة اللي على الظرف ومن شافت الخط عرفت إنها من البندري , غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ عشان كذا الصور حراااااااااااااااام , لأنها تجدد الأحزان , آآآآآآآآآآآآآآآآآآه يالبندري , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ياقلبي ~ , تمالكت نفسها إلين وصلت البيت , وبعد ما نام جاسم خرجت من غرفتها وراحت لغرفة التلفزيون , طالعت في الظرف بتردد ورجعت فتحته بيد مرتجفه , أول ما شافت صورتها , كانت متكيه بذقنها على يدينها المعقودة وتطالع في للأمام بثقة وانطلاق , عيونها , بسمتها , كل شي فيها كإنها حيه أمامها ضمت الصورة وصاحت من قلبها ~ ربي ما يحرم شيء عبث ~ حست بكل أوجاع الدنيا ترجع لها , كل حزنها اللي حسته وهي تصحيها وهي على سرير الصالون يرجع , بعدت الصورة وتأملت الصور اللي بعدها , صورة لها وهي متلثمه بطرحتها وثانية بشماغ و ثالثه بطرحة وهي كاشفة الوجه ولمن وصلت لكومة الأوراق المطبوعة بالكمبيوتر لقيت ملاحظة صغيرة بخط اليد عليها (( هذي الصور هي بداية طريقي معه , هذي هي أول صور تبادلتها معاه )) ..
شافت الأوراق المطبوعة كانت عبارة عن محادثاتها معه في الانترنت , تصفحتها بسرعة بدون ما تطالع في أي حرف فيهم وتوقفت عند ورقة بيضاء كتبت فيها بخط اليد ..
(( لمن وقع علي جاسم وعرف كل شي , ضربني ضربة وحيدة لكنها انحفرت بقلبي و كسر جهازي وكان هذا ليلة زواجك , ولمن تذكرت إني حافظة كل أشيائي في فلاش ميموري قررت إني أطبعها لك لأني أعرف إنك بتستفيدين منها , أبغاك تخلين منها عبرة لكل وحده حاولت تمشي في طريقي , كيف هذا إنتي شوفي لها حل لأني بأكون في أمريكا إذا ربي أحياني , وياليت ما تتصلين علي بعد ما تقرئين الأوراق لأني مستحية منك ولأنه الدقايق لأمريكا غاليه , يعني لا تقصمين ظهر أخويه بالفواتير هههههههه , إذا تقابلنا بعد فترة قوليلي إش سويتي في هالأوراق وقوليلي رأيك فيني , وإن شاء الله حأقولك أنا وقتها إنه هذا كله ماضي وإني صرت أحسن و .... لا تنسيني من دعائك ........ صغيرتك بندوري ))
هزت راسها وهمست : ما بأقابلك في الدنيا يا البندري , ما حأقابلك فيها أبد ..
ولمن جات بترجع الأوراق شافت ورقة بداخلها , خرجتها و انصعقت بالكلمات المكتوبة فيها , انزلقت الورقه من يدها وطاحت على الأرض , حطت يدها على موضع قلبها ورجعت طالعت في الورقة وهي تهز راسها بلا وغطت وجهها وهي تهمس : رحمتك يارب , سترك وعفوك ياااااااااااارب ..
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
(( عهود يا أزهار , انتبهي منها تراها تكرهك لأنه جاسم كان مفروض يخطبها قبل ما يصير الحادث ويتزوجك وحتى بعد الحادث كانت على أمل إنك تتطلقين ويرجع لها , هي مستحيل تتنازل عنه لأنه الوحيد اللي ممكن يستر عليها وما يفضحها , تراها معايا في نفس المركب ومازالت , سامحيني ما قدرت أوقف في وجهها بعد ما تبت , ولا قدرت أغير منها شي , سامحيني )) ..



******************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
R-thar
خمس نجوم
خمس نجوم
R-thar


مسآهمـآتــيً $ : : 797
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 48512
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 17
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/01/2012

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة   رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty30/1/2012, 9:13 pm

................... يتبع ..


دخلت غرفة النوم اللي كانت مظلمة , ومن النور المتسلل من الصالة شافت الأوراق المتناثرة , طالعت في أختها المستلقيه على السرير و لاحظت إنها تبكي بصمت , جريت لها ولفتها وهي تهتف : عنووووووووووود , اش فييييييييييييييييك ؟؟
~ يمكن تذكرت البندري لأنها أول مرة تنام هنا , يمكن فقدتها , ولا ~ سكتت وهي تطالع في الأوراق , تقدمت لها وانحنت , قبل ماتلمسها وصلها صوت العنود المخنوق وهي تقول : لا تقرينها , لا تلمسينها ..
رفعت الهنوف نفسها وطالعت في العنود اللي رجعت دفنت وجهها في المخده وهي تقول : هنوف الله يخليك أبغى أكون لوحدي ..
تقدمت الهنوف وزحفت اللحاف ودخلت جوته وضمت العنود وقالت بعناد : و أنا ما أبغى أكون لوحدي ..
وغمضت عيونها بقوة , ابتسمت العنود من بين دموعها وقالت : صدق لا قالوا عنك خبلة , يعني دحين لا غمضتي عيونك بقوة ما بأقدر أشيلك وأرميك برا الغرفة ..
ومسحت دموعها وتغطت باللحاف وهي تدفن وجهها في المخده , وبعد لحظة صمت طويله ما يخترقها إلا صوت المكيف اللي يعلو بين فترة والثانية مختلط بشهقات العنود اللي حاولت تكبتها قالت بصوتها المخنوق : تخيلي خطبني وملك علي وهو يحسبني صايعة ..
رفعت الهنوف راسها وسط الظلام وسألت بحيرة وهي تحاول تشوف تعابير أختها : مين قصدك ؟؟
قالت من بين شهقاتها وهي تمسح دموعها بقفى يدينها : من غيره , المحروس الدببببببببب عدنان ..
هتفت باستنكار : عدناااااااااان , يحسبك صايعة ليه ..
أشرت على الأوراق وهي تقول : طالعي محادثات باسمي معاه , و كللللللها يهزئني فيها وأنا ألاحق وراه ...
قامت الهنوف وفتحت النور وتوجهت للأوراق تحاول تستوعب والعنود تكمل بألم : لا وآخر وحده كاتبه فيها اسمي بكل جرأة ووقاحة و راسلة صورتي تخيليييييييييي ..
وانخرطت في بكاء مرير وهي تكمل : الحماااااااااااار , الدبببببببببببببب , ليش تقدم لي و خطبني ؟؟ ليش وهو يعتقد إني صحبة هالمحادثات ؟؟..
قالت الهنوف وهي تطالع في بعض المقاطع المكتوبة : وإنت مين وصلك هالكلام ؟؟
قالت بوجع وهي تقوم عن مخدتها : البندريييييييي , البندري تقول إنه عهود اقترحت عليها هاللعبة على عدنان لأن جاسم دايم يقول عليه ما هو حق بنات وخرابيط , ولمن صفعت عهود ذاك اليوم عند باب الكلية ليش كانت فاتحة وجهها وسيارة شباب واقفة ترمي عليها بالكلام حقدت علي وكتبت لعدنان إنها أنا ..
شهقت الهنوف وقالت : البندرييييييييييييي , متى ؟؟..
مسحت العنود عيونها وقالت : البندري كاتبه لي في رساله إنها ما رضيت باللي يصير لكن عهود هددتها بشي ما تقدر تقوله لي دحين , يمكن بعد ما ترجع من أمريـ ....
وصاحت مرة ثانية وهي تقول : ماكانت تدري إنها ما بتروح هناك , ماكانت تدري إنها بتمووووووووووووت ...
قامت الهنوف وضمتها وهي تقول : مو هذا الموضوع الآن , الموضوع هو عدنان ..
قالت بعصبية : لا تجيبين سيرته الدبببببببببببببببببببببببببب , والله لا أذبحه , لا يكون على باله ما خذني شفقة علي ليش أحبه ومتيمه فيه , ولا يحسب نفسه متحسن علي ..
وصرخت بقهر وهي تشد على لحافها , قالت الهنوف بخوف : عنووووووود ..
طالعت فيها العنود وقالت بغيض : وأنا أقوووووووووول ليش ما يتصل ويسلم , آآآآآآآآخ يالقهر , كرهتـــــــــــــه الحمااااااااااااااااااااااااااااااااااار ..
قالت الهنوف : إنت تصبين غضبك على الشخص الغلط , أنا أبغى أعرف عهودو من فين جابت صورتك وأرسلتها ..
قالت العنود وهي تضرب صدرها : عهودو خليها عليه إن ما ربيتها الحيواااااااااااانة , لكن القهر مو منها , ذيك الزفففففففففففففففففت مقدور عليها لكن عدنان ..
سكتت للحظة و صرخت بغيض : أكرهـــــــــــــــــــــه ..
ضحكت الهنوف غصب عنها , رمتها العنود بنظرات غيض وهي تقول : تضحكين ليه ؟؟
حمحمت الهنوف وقالت : أصلا إنت متى لحقتي تحبينه عشان تكرهينه ؟؟
مسكت العنود مخدتها ورمتها على الهنوف وهي تصرخ : فاااااااااااااااااضيـــه , إنقلعي براااااااااااااااااااااااااااااااااا ..
قالت الهنوف وهي تضم المخده اللي ضربت في وجهها : أنا أتكلم من جد , الموضوع ما يحتاج هذا الصراخ كله , عدنان وصار زوجك , اش بتسـ ...
: اطلعي برااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ..
شردت الهنوف من الغرفة وتوقفت لمن وصلتها صرخة العنود : رجعي مخدتي يا سراااااااااااااااااقه ..
انتبهت للمخده اللي بين يدينها ضحكت ورجعت للغرفة ورمتها للعنود اللي طالعت فيها بحقد وهي تقول ببرود وهي تمسح دموعها : صكي الباب ..
ولمن ابتسمت صرخت : لا تبتسميييييييييييين ..
رصت شفايفها وصكت الباب , طالعت فيه بابتسامة وقالت : الله يعينك يالعنود ..
سحبت العنود أنفاس متقطعة ومدت يدها لعلبة المناديل ولمن حست الفراغ التفتت له ولفت بوزها لمن لقيتها مغلقة , رمت الكرتون على الأرض مع الأوراق اللي حستها تنزل عليها زي الصواعق , البندري أرسلت لها الأوراق اللي ما قدرت تواجهها بها وهي تعتقد إنها بتكون بعيدة عنها بالمسافات والجسد فقط , ما دريت إنها وقتها بتكون بعيدة عن العالم كله بجسمها روحها ..
سحبت جوالها ونزلت الأسماء بسرعة إلين وصلت اسمه (( عدنان ولينا )) جات بتضغطه ورجعت تراجعت , لأنها معصبة وهي معصبة ممكن ترمي كلام زي السم على الطرف الثاني , بعدت الجوال عن يدها وهي تستهدي بالله , وأول ما تذكرت وحده من عباراته اللي كاتبها (( يفضل إنك تشغلين نفسك بشي أحسن من هاللي تسوينه )) , صرخت بغيض وقالت : لاااااااااااااااا وكله كوووووووووووووم و النك نيم كووووووووووووم , قال حورية بحر جدة وعععععععععععععععععع , أنا أكتب زي هالاسم وعععععع ..
ورجعت ربعت فوق سريرها وسحبت الجوال , طالعت في اسمه وغيرته لـ ( الدب ) ورجعت رمت الجوال بعيد عنها , غمضت عيونها تحاول تهدي نفسها ورجعت سحبت الجوال ودقت رقمه , ولمن تذكرت إنه يحسبها تحبه وميته عليه وإنه أكيد ما يتصل عليها لأنه عارف إنها بتتصل عليه صكت الجوال بسرعة ~ كيف ينحل هالموضووووووع كيييييييييييييييف ؟؟ أنا أستحي أقوله الحمد لله كيف أفتح معاه موضوع ليش خطبتني وإنت تعتقد إني صايعة ولا إني أنا من جد اللي كنت أراسلك , أصلا بيصدقني لو قلت له وحده حيواااااااااانه حقيرة من بنات عمي سوت فيني هالمقلب انتقام و .... ~ صوت رنين الجوال خلاها تفز من مكانها من الفجعة , طالعت في الجوال من دون ماتلمسه ولمن شافت ( الدب يتصل بك ) حست بقلبها في حنجرتها جريت خارجه من الغرفة وهي تصرخ برعب : هنووووووووووووووووووووووووووووووووووف ...
وفتحت باب غرفة الهنوف اللي كانت توها جالسه على السرير ومعاها مصحفها , فزت من سريرها وقالت : خييييييييييييييييييييييييييييييييييير , اش فيييييييييييييييييييك ؟؟ بتصحين أمي وأبويه يالمجنوووووووووووونه ..
أشرت لها على غرفتها وهي تنط وتقول : إلحقيني , إلحقيني ..
شهقت الهنوف وقالت بخوف : صرصار في غرفتك ..
ضربتها العنود وقالت بعصبية : لااااااا , هذا الدب متصل علي ..
عقدت حواجبها بحيرة وهي تقول : دببببببببببببببب ..
طقطقت بلسانها وقالت : لاااااا , قصدي .. هذا ... شسمه ...
وطقطقت أصابعها تحاول تركز أو تذكر نفسها وأخيرا قالت : عدنان ولينا , قصدي عدنان متصل بي ..
وسحبتها لغرفتها وهي تمسح بقايا دموعها وهي تقول : يكون حس بي ..
ضحكت الهنوف وقالت : كثري منها حس بك , ليه عنده قوة البايونك الستة ..
لمن وصلت للجوال سكت , زفرت براحة وقالت : صك , أشوه ..
وراحت تطالع في الجوال وهي تقول من دون ما تلمسه : توني كنت بأتصل عليه بألعن سلسبيله ..
رفعت الهنوف الجوال وقالت : وليش تطالعين فيه كذا كإنه بياكلك ؟؟
ولمن فتحت المكالمات قالت : والله إنك ماتستحين مسميته الدب , بنت في مكالمات صادره منك له ..
قالت العنود : بس ضغطت الرقم وقبل ما يرن صكيته يعني استحالة دق عنده ..
رن الجوال مرة ثانيه فرمته الهنوف لها وهي تقول : هو اللي يدق , ردي ..
هزت العنود راسها وقالت : مستحييييييييل , صدقيني بيسمع مني سبات تشيب راسه من كثر ما أنا حاقده عليه ..
قالت الهنوف بحزم : ردي , دحين يقول مطنشتني ..
لفت العنود راسها بعناد , مسكت الهنوف الجوال وضغطت الزر الأخضر وهي تشوف عيون العنود الناقمه , ناولت لها الجوال وهي تبتسم , أخذت منها الجوال بيد ومسكت يدها باليد الثنية وعضتها بقوة , سحبت الهنوف يدها وقالت بدون صوت : مجنونه ..
حطت العنود الجوال على إذنها بغيض , وأول ما سمعت صوته وهو يقول السلام جلست على السرير وهي تمسك بطنها , بالقوة مسكت الهنوف ضحكتها وجلست بعيد عنها وهي تسمعها ترد السلام بهمس ..
لحظة صمـــت تلاها صوته وهو يسأل : دقتي علي ؟؟
فتحت العنود عيونها على اتساعها وطالعت في الهنوف برعب وهي تقول بتساؤل : دقيت عليك ؟؟
غطت الهنوف فمها تكتم ضحكتها خاصة لمن قالت بكل ثقة : لا ما دقيت ..
قام عدنان من سريره اللي كان منسدح عليه و جلس وهو يبعد الجوال عن إذنه وشيك على المكالمات التي لم يرد عليها ولمن شاف اسمها قطب حواجبه باستغراب ورجع الجوال وقال بتأكيد : اسمك عندي في المكالمات ..
~ طيب مشيها ياحماااااااار , حط نفسك غلطت , لاااااااازم تحسسني إني أنا اللي كنت أبغى منك شي ~ التزمت الصمت إعلانا لعدم إعجابها باللي قاله ..
سكت لفترة كان يستمع فيها لأنفاسها , ولمن حس إنها ما حترد قال : عنود ..
قام من السرير وأرهف سمعه وهو مستغرب صمتها ~ هي المتصلة , صار شي , ليش ما تتكلم ~ ..
~ أكرهــــــــك من قلبي , ليش خطبتني وإنت شاك فيني ؟؟ عادي عندك تاخذ وحده صايعه زي اللي كانت تكلمك ؟؟ أكرهك ليش ما تتصل فيني ؟؟ ~ كانت أنفاسها تتسارع بدون ما تحس بنفسها وكانت دموعها تحاربها ..
أول ما سمع تغير نفسها قال بقلق : عنود متضايقه من شي ؟؟
صرخت بغيض بداخلها ~ لا يا شيييييييييييييخ هو لو أنا متضايقه بأتصل علييييييييييييييك , ليه قلوا حبايبي , أروح لهنوف , لسفسفه , لريماااااااان , ما لقيت إلا إنت اللي ما أعرفك عشان أشكي لك ضيقي ~ همست بصوت طلع مخنوق غصب عنها : لا ..
ولمن شاف إنه ما حيخرج منها بشي ابتسم وقال : طيب كيف حالك ؟؟
غمضت عيونها اللي انسكبت منها دمعتين وهمست : بخير ..
قامت الهنوف وخرجت من الغرفة , مسحت العنود دموعها ورصت شفايفها بقوة وهي تستمع للصمت المطبق ~ ما عنده شي يقوله , ما عنده شي يقوله , أكيد يستنى مني أدير دفة الحديث بما إني صايعة زماني ~ ..
وصلها صوته المتردد هو يقول بخفة : ترا أنا بخير في حالة تبغين تعرفين أنا كيف حالي ..
وتلاه صوته الثابت القوي بعد لحظة صمت يقول : تراني ما أعرف أخفف دمي ..
ابتسمت رغم ألمها ومسحت دموعها وهي تسحب شهقات طلعت غصب منها ..
حس بالخوف يتجمع في قلبه , سأل بصدمة : عنود تصيحييييييييين ؟؟
كان أكثر شي يكرهه في الحياة هو دموع الحريم , يكرهها ويحسها تهز جسمه هز , دار في الغرفة وهو يستمع لصوت شهقاتها اللي زادت , فرك جبينه بحيرة وسأل : أحد زعلك ؟؟
ولمن ما سمع جواب منها همس : مفتقدة البندري ..
أول ما سمعت اسمها زاد بكاها وهي تقول : لااا ..
زفر براحة وسأل : طيب اش اللي مزعلك ؟؟
مسحت دموعها وجمعت كل شجاعتها وطاقتها وقالت بحزم : أخلي جاسم يقولك ..
استغرب وقال : جاسم , اش دخله ؟؟
قالت : هو يقولك , مع السلامة ..
طالع في الجوال بتعجب وقال : مع السلامـ ..
وانصك الجوال قبل ما يخلص رده , طالع في الجوال بحده ورماه بقوة وهو يقول : هذي اش عندها ؟؟
وجلس على السرير وهو يسترجع كل اللي انقال كلمة كلمة يحاول يستوعب شي من اللي صار , ورفع الجوال بيدق عليها مرة ثانية وتراجع لأنه ما بيلقى منها أي جواب , انسدح بغيض وهو يقول : أموت وأعرف الشباب يصكون الخط وهم مستانسين ليه ؟؟..
طالعت العنود في الجوال وراحت جمعت كل الأوراق ورجعتها في الظرف الثالث الموجه لها وهي تحس بحقد على عهود , دخلت عليها الهنوف وقالت : ها كيف ..
قاطعتها العنود : #### ..
شهقت وقالت : يا وصخه يا قليلة الأدب , رمضان وآخر الليل وتسبين بهالسبة ..
زفرت وقالت بحزم : قلت له جاسم يقولك ..
شهقت وقالت : إنت بتعطين الأوراق لجاااااااااااااسم ..
قالت بحزم : إيوه أجل أضيع مستقبلي عشان أستر على عهودو اللي ما فكرت فيني لحظة وهي تسوي سواتها السوداء ..
قالت الهنوف : وإذا ما صدق جاسم أو عدنان ..
لفت العنود وقالت وهي تأشر بيدها : طقاااااااااااق يطقهم الاثنين أسوي اللي عليه والباقي على الله ...
وتداركت وقالت : أو صححححح ما يجوز هالكلمة , أسوي اللي عليه وكللللللللللله على الله ..
ابتسمت الهنوف وقالت : الله يقدم لك اللي فيه الخير ..


***************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
R-thar
خمس نجوم
خمس نجوم
R-thar


مسآهمـآتــيً $ : : 797
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 48512
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 17
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/01/2012

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة   رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty30/1/2012, 9:13 pm

يوم الأحد 30 / 9 / 1427 هـ :
بعد صلاة العصر بوقت :

: هذا آخر نهار في رمضان ..
زفرت سفانة وقالت بهمس وهي تقلب في الملابس المعلقة في المحل : تكفين يا ريم لا عاد تكررين هالجملة لأنها تجيب الغم ..
وبعدت عن علاقة الملابس وكملت : وبسرعة دوري على البلوزة الناقصة اللي تحتاجينها لأني لا يمكن أنزل في الليل لو على جثتي ..
قالت ريم وهي تقلب في الملابس بطفش : أنا مانزلت في الليل أول رمضان خلي عاد آخر يوم اللي كل الناس فيه تبدأ تتذكر أشياء بالكوم نسيتها طول رمضان ..
جات العنود وقالت : بنات هو السوق بضاعته معفنه و لا أنا ذوقي خرب ..
قالت ريم : والله السوق , ما عندهم غير القصير والعريان الله المستعان ..
قالت سفانة وهي تخرج تنورة عجبتها وانصدمت بطولها اللي يوصل للركبه : شوفي واجهاتهم وإنت تعرفين الحال اللي وصلوا لها بناتنا ..
ضحكت العنود وقالت بتريقة : لا ونزاعق , إلااااااااك يا رسول الله , نحري دون نحرك , عاشت فلسطين حرة أبية , الله المستعان ما وصلنا لهالإنحدار إلا بهالأشكال ..
وأشرت على وحده متعطره مكياجها كامل وعبايتها ضيقة تفصل كل عضو من جسمها لوحده , كانت تقول للبائع اللي خرجت عيونه وهو يتأملها : ما عندك مقاس أصغر , هذا واااااااااااسع ..
وحطته على خصرها بدون أي اهتمام , قالت ريم بحسرة : يا حبيبي هوه راح صيامه كله , فطرته بنت الإيه ..
استغفرت سفانة وخرجت من المحل وهي تسحبهم وهم يتابعون المشهد اللي قاعد يصير على مرأى الجميع ومحد فيهم فتح فمه بنصيحه أو استنكار ..
قالت العنود بغيض : يا ليت عندي جرأة أزهار كان رحت لها وقلت لها إنه المتعطره زانية ولازم تروح تتروش لمن ترجع بيتها ..
قالت سفانة : المشكله إحنا شاردين من السوق في الليل عشان ما نشوف هالمناظر ونشوفها في النهار ..
قالت ريم : ما شفتي اللييييييل والله تحلف صحبتي إنه السوق ينقلب مصخخخخخخررره في الليل كإنه رمضان والصوم في النهار بس ومن يفطرون تحل لهم كلللللللل المعاصي , الأغاني على أعلى صوت , والحريم يضحكون مع البياعين , تقول بعيونها شافت وحده تحط يدها على يد البياع وهي تسأله بدلع : وعشاني بكم ؟؟
قالت العنود : استغفر اللـــــــــه ..
وقالت سفانة : ريم واللي يرحم أهلك ترا أنا يوجعني قلبي من هالكلام فكيها سيرة..
تصنمت العنود قدام واجهة محل وطالعت فيه بابتسامة حزينة , التفتت لها سفانة وسألت : عجبك شي ؟؟
هزت راسها بلا وهي تصرخ بداخلها ~ محل البندري المفضل , ما تشتري إلا من عنده ~ وتحركت مبتعده عنه وهي تطالع في سفانة المتوجه مع ريم لسمية و الخنساء اللي جلسوا على مقاعد الإنتظار وهم محملات بالأكياس ~ بندوري , أمس جلست أنا والهنوف عند التلفزيون نستنى البيان وطلع الشهر كامل , تذكرت وقتها لمن كنا نتصارع كالعادة على مين يوصل الخبر , افتقدت هالمضاربة وقت دخول رمضان ووقت رحيله , بنوري إحنا نحاول نسير في حياتنا , مفتقدينك صح لكننا على أمل نشوفك في الجنة , عارفه لمن أحس بوجع فقدك أحزن على الكفار اللي يعتقدون إن الموت هو نهاية المطاف , ربي رحمنا بالإسلام و طمأن قلوبنا وسكنها بإنه لنا لقاء ثاني وبيكون خالد بإذنه تعالى في الجنان , بندوري ماما تعبانة , إلى الآن تعبانة , وبابا يحاول قد ما يقدر يورينا إنه صار أحسن ~ ابتسمت لمن شافت الهنوف جاية من جهة كشك الإكسسوارات ومعاها أسماء وهمست ~ الهنوف صايرة أقوى بكثيييييييييير , ياليتك تشوفينها , ما تقولين هذي الهنوف الساكته اللي أول , صايرة مخفوفه وما خذه من خبالي شوي , البنات كللللللللهم مفتقدينك ويذكرونك دوم صح بألم لكنه ممزوج بأمل إنك صرتي أحسن بكثير قبل موتك , الكل يقول إنك صرتي أحسن في الفترة الأخيرة , كلنا الحمد لله بخير , جده حمده صح تبكي عليك في كل جلسه وتتمنى لو إنها ماتت وإنت اللي جلستي لكن عمتي نورة ما سابتها في حالها وهي تقولها إنه هذا اعتراض وإنه الدعاء على النفس بالموت ما يجوووز , بندوري كلنا بخير , مفتقدينك , متوجعين لرحيلك لكننا بخير ~ لحقتهم بصمت وهم نازلين من السلم الكهربائي رايحين للمواقف بعد ما اتصل عليهم حسان اللي جا مع سوناردي لأن السيارات ما تكفيهم , ضحكت بداخلها لمن شافت الخنساء تضرب راس سمية اللي اشترت شنطة جوال نفس لون شنطتها , ولفت بصرها على ريم اللي نزلت قبلهم كلهم عشان تشتري سينابون بالشكولاته اللي مدمنة عليه من محل السينابون و قالت بداخلها ~ كلنا بخير ما عداه , ما عدا عبد الرزاق يا البندري , حالته ما تسر لا صديق ولا عدو , ما تخيلت في حياتي إنه رحيلك بيأثر عليه هالكثر , تخيلي نقل كل أوراقه للبحرين وعادل مواده عشان يكمل دراسة القانون هناك , كله عشان ما يرجع فرنسا , يقول كرهها ليش وصله خبر وفاتك فيها , عافها , عاف كل شي فيها , تغير وصار شي ثاني , ياليتك تشوفينه , موتك غير ناس كثييييييييييير يا قلبي , ناس كثير , حتى أنا غيرني , على كثر مرحي وضحكي أحس بداخلي شي وانكسر , جبرته لكن الخدش اللي فيه مازال واضح , فقدتك حيل , فقدتك حييييييييييل يا بندر , ترا بكرة العيد , أول عيد بيمر علينا وإنت تحت التراب , أكلك الدود ؟؟ ماني قادرة أمنع نفسي من هالسؤال , على الرغم من قسوته يراودني كثييييييير , وجهك الحلو تغير ؟؟ جسمك الرقيق تحلل ؟؟ يا ترا وروك مقعدك من الجنة وقالوا لك نامي نومة العروس إلى يوم القيامة ؟؟ انغفرت ذنوبك ولا تعذبت في قبرك ؟؟ ياااااااااارب إنك تستجيب دعائي , بندوري دعيتك في كل ليالي رمضااااان , بالذات ليالي الوتر الأخيرة إنه ربي يتجاوز سيئاتك ويبدلها حسنااااااااات , دعيتلك من قلبي وإن شاء الله ربي يستجيب , أنا رغم موتك الموجع سعيدة , لأنك نبهتيني إني ممكن أنام وما أصحى , صرت مواظبة على وردي من القرآن , صرت أصلي في الوقت , صرت أسوي أشياء كثيرة كنت أحسب العمر قدامي لمن أكبر أسويها بعد ما أتمتع بشبابي , شكرا بندوري وإن شاء الله أجري و أجر كل من اهتدى بيكون لك , شكرا ~ ..
ابتسمت لمن سمعت حسان يقول : ماشاء الله مسوين غزو على عزيز مول , بعدين إنتم زي البدو اللي طبوا في تمرة , وين رايحين , عزيز مول , من وين جايين , عزيز مول ..
ضحكت سفانة وقالت : عاد هو جامع كللللللللل أنواع المحلات بعدين حبيبي إحنا نروح المرجان ومجمع الشرق و لا البوادي كسرناه من كثر ما نروح له بس إنت ما يصادف تجينا إلا لمن نكون في عزيز مول ..
ضحك وقال : إطلعي لا , إطلعي ورايا أشتري فول ومعجنات , إنتم آخر رمضان ما تعترفون إلا بالمطاعم ..
قالت وهي تركب قدام عنده : طبعا لأنه يادوب ننظف البيت من إلى ..
لف راسه يتابعها وهي طالعه لسيارة سوناردي مع أختها , ضربته الخنساء من ورى بخفة وهي تقول بمزح : حاسب لا تنكسر رقبتك وإنت تراقب بعض نااااااااس ..
قال وهو يزفر : آآآآآآآآآآآآآآآخ الله يصبرنا بس , ما أقول غيرها ..
وشغل سيارته وصرخ فجأة وهو يرص الدركسون : أبغى أتجووووووووووووز ..
انفجروا البنات ضحك خاصة لمن نطت عليه سفانة وصكت فمه وهي تقول بفشلة : الله يفضحك ريم بنت عمي صالح معانا ..
تغيرت ملامح وجهه وحمحم بقوة وهو يقول بهمس : أستروا ما واجهتوا ..
زاد ضحك البنات وقالت سمية : خالي لا تخاف ريم من النوع الكتوم ..
دقتها ريم وهي تأشر لها تسكت وهي منحرجة من إنحراج حسان اللي إلتزم الصمت إلين وصلها للبيت , نزلت ودخلت الحوش و ابتسمت لعبد الإله اللي كان واقف جنب أبوه اللي يعد أكياس الرز اللي مشترينها زكاة فطر عن كل فرد في العائلة , كان يحسب الأكياس وعدد أفراد العائلة بالكامل , وقفت وسطهم وقالت : سلملم ..
رد عبد الإله السلام وهو يقول : مين جابكم ؟؟
ابتسمت وقالت : حسونه ..
رماها أبوها بنظرة حاده وهو يقول : اش قلنااااااااا ؟؟
قالت بهدوء : حسان ..
ضحك عبد الإله وقال بهمس وهو يكتب في الدفتر اللي ما سكه عشان يحسب مع أبوه : الله يخلف عليك , من جد إلى الآن ما تنادينه إلا حسونه ..
هزت أكتافها وقالت : غصب عني اش أسوي , متعوده أناديه بهالاسم ..
وخرجت جوالها بحماس وقالت : اش رايك في الغلاف ؟؟
ابتسم وقال : حلو ..
قالت وهي تطالع فيه بإعجاب : أنا و العنود وسفانة طقمنا منه لكن بألوان مختلفة , بس نفس القلب الأحمر اللي في الوسط ..
سأل فجأة : مو سفانة أكبر منكم ؟؟
طالعت فيه بحيرة وقالت : لااااااااااااا , سفانة قد عنيدي و عهود حتى أصغر منهم الثنتين بثلاث شهور وعهود أكبرهم و أنا أصغر منهم بثلاث سنين ..
طالع فيها بصدمة وقال : ثلاااااااااث سنين ومرافقينك كنك من سنهم ..
: عبد الإله خليك معايا ..
لف على أبوه وهو يدون اللي قاله , رجع طالع في ريم اللي ما تحركت من مكانها وانصدم لمن شافها تطالع فيه بابتسامة عريضة , قطب حواجبه وقال بعصبية : خييييييييير ..
ضحكت وقالت بدلع : ولااااااااااااشي خطر ببالي شي وابتسمت له وي ..
قال يقلدها : وي , لو إنك من الظهر وإنت في الشمسي زي ما كان جيتي تدلعين علي وأنا مالي خلق لك ..
: عبد الإله , قول اللهم إني صائم واحتسب الأجر قاعد تنافخ على أختك , ويلا خلينا نخلص عشان توديها لعمر يوزعها قبل صلاة العيد ..
ضحكت ريم ومدت له لسانها تغيضه وهي داخله البيت , قالت : السلااااااااام عليكـــم ..
وانمحت ابتسامتها لمن شافت عهود جالسة في الصالة وماسكه جوالها تتكلم فيه بهمس , كان شكلها غريب , لمعة حقد وكره في عيونها , بعدت ريم عنها وتوجهت بسرعة لغرفة أمها , الأيام الأخيرة صايرة عهود عصبية بشكل لا يطاق حتى على أمها وأبوها تصارخ بشكل وقح وما تهجد إلا لمن يجي عبد الإله اللي تخاف منه ومن عصبيته ..
جلست على السرير المزدوج وفردت أكياسها بحماس وهي تقول : أمييييييييي تعالي شوفي اش اشتريت لك ..
كانت تعرف أمها ما تحب تنزل السوق فتشتري لها ملابس على ذوقها كل عيد ..


**************************

قبل المغرب :
في شقة أهل مشاعل :

زفرت مشاعل وهي تطالع في لبس العيد اللي قاسته , كانت تحب العيد , تحب قدومه وكل شي فيه لكن لمن يكون عيدك بلا أهل يكون مؤلم ولمن يكون عيدك بوجود أهل ما يهتمون فيك ولا يعتبرون بوجودك يكون أكثر إيلاما , وهذا حالها , بتلبس هاللبس عند أخواتها وأمها وبعض جاراتها اللي ممكن يزورونهم , صباحهم بيكون زي كل صباح وممكن ينامون فيه وما يصحون إلا الظهر , زفرت وبدأت تغير لبسها , عائلتها غير عن كل عائلة , موجودة لكنها متفرقة ومحد قلبه على الثاني , ما قدرت تمنع نفسها من التفكير إنه هالعيد كان المفروض يكون أول عيد لها في بيتها مع ناصر , نفضته بسرعة عن تفكيرها , ناصر اللي جرحها بقدر ما حبته , ناصر اللي ما زالت ما ترضى عليه الكلمة من أخواتها لمن يبدأون يسبونه , خرجت عشان تجهز سفرة الإفطار اللي تعرف إنها لا يمكن تنحط لو ما هي موجوده في المطبخ , شقحت أحلام المنسدحة قدام التلفزيون وتخطت من جنب هاله النايمه بعمق وسط الصالة وراحت للمطبخ لكنها توقفت لمن سمعت أمها تقول : والله حلفت عليك تطلع وتفطر عندنا , كافي رمضان كللللله ما جيتنا ..
لمن صكت أمها السماعة قالت : مين ؟؟
قالت أمها بهدوء : ولد أختي ناصر , تراه بيفطر عندنا هو و مرته ..
كانت بكلمتها الأولى تبين لها إنه رغم إنه طليقك مازال ولد أختي , هي عارفه هالشي من قبل ما تقوله أمها لكن اللي أوجعها إصرار أمها على دعوته مع زوجته , أشاحت بوجهها وراحت للمطبخ وهي تقول بهمس : عادي , لا يضر الشاة سلخها بعد ذبحها ..
جهزت السفرة وقومت أخواتها اللي بدأوا يسبون ويلعنون , لبس ملابسها وتجهزت وهي تضحك على أحلام اللي قالت : هاله ما عندك سم فيران سلف ..
قالت هاله : عندي سيانيد ينفع ..
ضحكت وقالت : بس إنتي وهيه , ترا الحرمه بتكون ضيفه , حسكم عينكم تأذونها بكلمة , ما أبغاهم يقولون بنات محمد ما يعرفون يكرمون الضيف ..
زفرت هاله بعد ما خرجت مشاعل وقالت : ماشاء الله عليها لو أنا كان حطيت سكاكين ومناشير في جيبي عشان أقضي عليها ..
قالت أحلام : أنا كنت بأنتف لها شعر راسها شعره شعره الساحره بنت الساحره ..
وبعد فترة دق جرس الباب ودخلت حنان أختهم الكبيرة اللي جابها عبد الله مع مرته ومن تبادلوا السلام دق الباب وسمعوا ترحيب عبد الله بناصر وأمهم بمرته اللي دخلت ورفعت غطاها , كانت جميلة جمال آسر زاده مكياجها الموضوع بعناية , سلمت عليها أمها وهي تقول : يا هلا والله , يا هلا والله , كيفك يا لولوة ؟؟
ابتسمت وقالت : بخير , كيف يا خاله ؟؟
وسلمت على البقية بنفس الهدوء , ولمن شافت مشاعل تصنمت , ابتسمت مشاعل وسلمت عليها بثبات وصمت , كان الوضع صحب لأنه لولوة بنت خالهم زي ما ناصر ولد خالتهم , وجبة الإفطار كانت بارده جدا , مثلت هاله إنها انشرقت فدقتها أحلام وهي تقول : بسم الله علييييييييك , قريتي على نفسك تر الناس هذي الأيام ماتعطي خير ..
وكملت وهي ترمي لولوة بنظرات بارده وهي تطبطب على ظهره أختها : والسحر ما خلى بيت ما هدمه , واظبي على القراية ..
ضيعت أمهم الهرجة وهي تضحك مع أختهم اللي حاولت تلطف الجو وبالقوة قدرت مشاعل تكبح جماح ضحكتها على التمثلية اللي سووها أخواتها , وبعد الإفطار جا معاذ وقال من ورى الباب إنه ناصر بيمشي , وأول ما انصك الباب بعد خروجها التفتت حنان وقالت وهي تأشر على مشاعل : كلللللللللللللله من تحت راسك , إنت اللي وازتهم ..
طنشتها مشاعل وهي تلم السفرة , ورغم محاولات هاله وأحلام لإفهامها إنهم سووا التمثلية بدون علمها إلا إنها أصرت تلقي اللوم على مشاعل ونادت عبد الله اللي جا وكمل الناقص , لكن مشاعل أعطتهم طناااااااش وهي ممتنة بداخلها لأخواتها اللي بردوا على قلبها شويه , ومن وسط الخصام والهواش ابتسم لهم وغمزت لهم من دون ما ينتبهون لها حنان وعبد الله اللي تحاول أمهم تهديهم , ضحكوا الثنيتين وأشروا لها من وراهم علامة النصر , كانت سعيدة بإنها تخلصت من وجه مديرتها الأيام الأخير , سعيدة غنها ختمت القرآن وإنها اعتمرت في رمضان بعد ما دفعت ذاك المبلغ لبندر عشان يوديهم العمرة و سعيدة أكثر بقدوم العيد رغم كل ما فيه عشان كذا ما حاولت تركز على هواشهم عشان ما يتكدر خاطرها ..


******************************


بعد العشاء :
في فيلا أحمد :


بأي حال عدت يا عيد ؟؟

بندوري , بأي حال عاد عيدنا ؟؟
أمي بدموع العين غارقه ..
أبي حدقات عينه غائره ..
حتى أخي سحنات وجهه خاضعة ..
.
.
.
رحلت ؟؟
يااااااااااااه لكم هذا السؤال غريب ..
و كل حرف منه يشرح معنى الأليم ..
بدموع العين يا بندري نبكيك ..
.
.
.
رغم الألم والدموع ..
أزهار تجاهد لتبدو صابره ..
جاسم معها يحاول أن يداريه ..
وهنوف لكل الوجوه باسمه ..
.
.
.
لن تعودي للوجود !!
حقيقة عليها أن أعيشها طول العمر ..
و جملة ستدوي بداخلي على الدوام ..
وهمسة سأسمعها في غمرة الفرح ..
.
.
.
سامحيني ..
لأنني سأظل رغم رحيلك الموجع مبتسمة ..
لأنني سأعيش وأبحث عن السعادة متفائلة ..
لأنني سأجاهد لأبقى مدى عمري صامدة ..
.
.
.
بندوري , بأي حال عاد عيدنا ؟؟
رحلت ؟؟
رغم الألم والدموع ...... لن تعودي للوجود !!
سامحيني ..
سأضحك صباح كل عيد ......... و لكن بعين دامعة ..
قفلت دفترها وحطت قلمها جنبه وطالعت فيه بصمت , هالفتر الصغير , عجيب حوى كل دموع أحزانها , كل ضحكات أفراحها , كل ثورات غضبها , كل ضيق أنفاسها , زفرت وحطت راسها على المخده وهي تفكر بصوت بكا أمها اللي سمعته وهي جاية لغرفتها والمختلط بصوت أبوها الكسير وهو يحاول يهديها , سحبت جوالها لمن رن بنغمة الرسالة وأول ما شافتها من وحده من صديقاتها خست بخيبة أمل ممزوجه بفرحة , كانت متوقعة الرسالة منه لكن خاب أملها ومع كذا كانت سعيدة بإنه افتكرتها صديقتها رغم غ
انقطاعهم لفترة , طالعت في رسايل المعايده سحر , سفانه , الهنوف , ريم , سحر , سمية , أزهار , عمتها نورة , الخنساء , أسماء , خوله و أخيرا صحبتها , عدت الأسماء وقالت : 12 رسالة معايده قبل رسالته , هذا إذا أرسل البااااااااااااااارد لوح الثللللللللللللللللج ..
ورمت الجوال نهاية السرير وانبطحت على بطنها وحطته قدامها وعقدت يدينها تحت دقنها وطالعت في الجوال بصمت ~ أرسل , ما أرسل , أرسل , ما أرسل , مو هو الدببببببببببببببببببببببببب ما أرسل ولا اتصل من ذاك اليوم , عنيد لا تتذكرين ذاك اليوم عشان ما تكتئبين ~ دقت الجوال بسبابتها وهي تقول : جيب رسالة من عنده , هي تسمع ..
وزفرت بطفش وهي تفكر بالأوراق اللي أعطتها لجاسم , من أعطتها له ما سألته عنها ولا عن رأيه فيها , هل قال لعدنان عنها ولا فضل يسكت , ما تدري عن أي شي , لمن شافت جاسم ملتزم الصمت وأزهار حلفت لها إنها ما تدري اش سوا زوجها في الموضوع سكتت , لكن اللي هي متأكده منه إنه هالدب ما فكر يتصل عليها أو يرسل لها ..
دخلت الهنوف وهي تزفر بتعب , لفت عليها العنود بكسل وقالت من بين أسنانها لأنه ما كان فيها حيل ترفع راسها عشان تتكلم : اش فيك ؟؟
جلست الهنوف جنبها وقالت : أمي ما وقفت بكى من قالوا بكرة عيد ..
هزت أكتافها وقالت : طبيعي أول عيد من دون بنتها ..
طالعت فيها الهنوف بحيرة وسألت : واش تسوين ؟؟
قالت بنفس الكسل : قاعده أسوي إيحاء لجوالي ..
وقامت واستندت على أكواعها وسألت : هنيف , بصدق , أرسل لك حسان رسالة معايده ..
حمر وجه الهنوف وقالت بتلعثم : هااا إيوه ..
قطبت حواجبها وسألت باهتمام : رسالة رقم كم ؟؟
طالعت فيها بحيرة وهي تردد كلامها : رسالة رقم كم ؟؟
: قصدي متى وصلت , بعد رسالة سفانة ولا قبل ..
ابتسمت وقالت بعفويه : أول رسالة أرسلها من بعد المغرب وبعدها اتصل يعايد ..
لفت بوزها ورجعت لوضعيتها وقالت من بين أسنانها : أنا ما أرسل ولا فكر يتصـ ..
وفزت لمن رن الجوال , طالعت فيه بلهفة سرعان ما انطفت وهي تقول : رساله من سلافه ..
وكملت بغيض : الحماااااااااااااار خلاني ما أتهنى برسايل البناااااااااااااات ...
هزت الهنوف أكتافها وقالت : إرسليله , مو لازم تستنين رسالته , يمكن يستحي ويحس على دمه شويه , بعدين الغايب حجته معاه , يمكن إنشغل ..
رمت الجوال وقالت وهي تقوم : أصلا الحق علي اللي أستنى منه شي , أقوم أشوف لي شغله أبرك لي ..
وخرجت تدور عن عبد الرزاق لكن الهنوف خبرتها إنه خرج عشان يساعد عمر في ترتيب الزكوات عشان يوزعونها قبل صلاة العيد ..


**************************

احذر حياتي أخاف يخطفونك
وعن عيني يبعدونــــــــــــك
تدري ليش؟؟؟؟
حلاة العيد يحسبونك!!!
رغم التعب اللي يحسه من كثر الشغل ضحك من قلبه لمن قرأ الرسالة وتنحنح بحرج لمن التفتوا له الشباب , لف عنهم و ابتسم وهو يقرأ رسالتها مرة ومرتين وثلاثه , ولمن شاف عبد الرزاق سأل : هي عبد الرزاق , أنا أشبه حلاوة العيد ..
طالع فيه عبد الرزاق وقال : تشبه حلاوة حمر ..
ضربه عمر ورجع طالع في رسالته اللي أرسلها ..
لأحلى قمر
عطر وزهر
مع كرت يقول
عيد مبارك
يا أغلى البشر
***** كل عام وأنت بخير *****
كانت بسيطة قدام رسالتها اللي خلته يضحك من أعماق قلبه , قال : الله يجمعني بك في أقرب وقت ..
ورجع جواله لجيبه يكمل شغله , رمضان هذه السنة كان بطيييييييييء بالنسبة له , بطيء حد الوجع , تأمل ظهر عبد الرزاق اللي يشتغل بهمة وابتسم وهو يقول بداخله ~ سبحااااااان مغير الأحوال , الله يديمك على طاعته يا عبد الرزاق وما يكون هالصحوة اللي جاتك من الصدمة بس وبعدها تزول , اللهم يا مثبت القلوب ثبت قلبي وقلبه على دينك ~ ..
كان عبد الرزاق يرهق نفسه بالعمل وبالدراسة وبأي شي عشان ما يفكر , كان ما يخلي لنفسه لحظة تفكير من طلب من مطر إنه ينقل له كل أوراقه , كان يلهي نفسه قد ما يقدر عشان ما يراجع نفسه , ما يراجع كلامه , أفعاله , أفكاره السابقة والحالية والمستقبلية , كان مصمم يعيش يومه بدون تفكير ولو لمرحلة بسيطة , من بعد وفاتها تعب من التفكير ومله , الكل يقول إنه تغير وإنه لازم يتمالك نفسه وإنه يرجع عبد الرزاق المرح المنطلق , الكل يقوله هالكلام وهو ساكت , كان وده يصرخ فيهم إنهم يسيبونه , هو حر , هو بيكون الشخص اللي يبغى يكونه , ما لهم حق يطالبونه إنه يظل للأبد كما هو , اش فائدة السنين والتجارب إن كان الإنسان حيظل كما هو ؟؟ و زي ما حبوا عبد الرزاق القديم لازم يحبون الجديد , لازم , هذا لو يحبونه بصدق ..



***************************************

في الرياض :
في فيلا عبد الكريم :

~ يكون ما خذه على خاطرها من ذاك اليوم , يمكن ما انتبهت للرسالة , ما أبغى أتصل دحين , مو قبل ما أناقشها في الموضوع , مو قبل ما أناقشها وجه لوجه في الموضوع , ما بتفيد المكالكات في زي كذا موضوع ~ طالع في الجوال بطفش , ولمن سمع ضحكتين مكتومة لف عليهم وقال : حمود ومحيميد لا تخلوني أشوف شغلي معاكم ..
حمحم ماهر وقال وهو يلعب بجواله : سمور أتصل على أريج مرة ثانية ولا أخليها صباح العيد ..
تنحنح سامر وقال : لا إرسلها رسالة رابعة ...
وقهقهوا وهم يضربون يدينهم ببعض , قال خالد بصوت ممطوط : الله لا يطيحني في حلق واحد فيهم , يا شمااااااااااتتهم فيك يا عدنان ..
قام عدنان وتحرك لغرفته قال ماهر بتريقه : واثق الخطى يمشي ملكا ..
قهقه سامر ودقه وهو يقول : حلووووو حلوووووو حفظني إياها ..
زفرت سحر وقالت وهي توقف قدامهم وهي ماسكة المكنسة الخشب : صوير وعوير , تراكم أذيتم الضعيف , ويعني لو طلب جوالي عشان يرسل معايده لحرمته , صدق ما تستحون , إنتم والاتصالات ضده ..
قال سامر بهمس : حسك عينك تتحرك ترى أقل حركة أو كلمة حتعطي بالمليان ..
هزت المكنسة وهي تقول : لا أشوف واحد فيكم يطنز سامعين ..
ومشيت لغرفة عدنان , طالع خالد فيهم وأشر عليهم وهو يقول بتريقة : مهزئييييييييييييييين خخخخخخخ ...
و انفجر بعدها يضحك من قلبه , مسك ماهر الخدادية ورماها عليه وهو يقول : إنقلع ما سبب لعدنان الأزمة اللي هو فيها غير بنتك الخبله ..
قال وهو يهز أكتافه : أنا اش دراني عنها بتقعد تلعب وتدخل الرقم السري غلط وتحرق شريحته ..
قال سامر : المشكلة مو في هالموضوع , المشكلة هــــــــــل مرته بتفهم إنه ماراسلها عشان الشريحة محروقه , أفتكر أريجو سوت في ماهر سواااااااااااااه لمن ماراسلها ذيك المرة , ما أفتكر على أي مناسبة وطيرت النوم من عينه أسبوع مهي مصدقه إن جواله سبح في البحر يوم كنا عند عدنان في الشرقية ..
قال ماهر بضيق : تكفى لا تذكرني , والله إنه تجيني ضيقه يوم أفتكر هالأيام ...
: خالد ..
لف خالد على أبوه اللي كمل : تعال أبغاك في كلمة راااااااااااس ..
وضغط على آخر كلمة لمن شاف التوأم قايمين , جلس سامر وسحب ماهر وجلسه وهو يقول بتريقة : يعني لازم تفضحنا يعني , كل شويه ناط , ياخي ارتاح محد ناداك ..
جلس ماهر وقال : اللي يسمعك يقول ثقيل قاعد , إنت نطيت قبلي ..
ضحك خالد وقام يلحق بأبوه , لمن شاف تعابير وجهه انمحت ابتسامته , كان خبير في قراءة العيون والوجه بحكم عمله اللي يحتم عليه يلاحظ كل شارده ووارده , بعد غدي اللي تعلقت فيه وقال بحزم : أنا مشغول دحين ..
طالعت فيه بحيرة وهو يدخل مع جدها لغرفة المكتب قبل ما يصكون الباب والتفتت لأعمامها , لمن شافت ابتسامتهم قالت : ليش تطالعون فيني كذا ؟؟
ولمن نطوا من مكانهم بسرعة صرخت وهي تحاول تشرد عنهم لكنهم مسكوها , حاولت تتفلت منهم وهي تصرخ تنادي أمها وجدتها , مسكها سامر وقال وهو يشيلها : ماهر خذ ..
ورماها لماهر اللي مسكها ورجع رماها لسامر , صرخت برعب : بأطيييييييييييييح , بأمووووووووووووووت , مااااااااااااااااااماااااااااااااااااا , جــــــــــــــــــده ...
كانوا يعشوقون يلعبون معاها هاللعبة لأنها خوافه درجة أولى , جات غيناء و غيداء ووقفوا بحماس يتفرجون على أعمامهم وهم يلعبون في غدي ..


**************************************


تم بحمد الله الفصل الثامن عشر ..

تتابعون في الفصل التاسع عشر من عندما عبروا حود الظلام : عيد ومشاعر أخرى ..


................ هزت راسها بلا وقالت بحزم : أنا لا يمكن أتزوج بهالطريقة ...........

............... تشبثت ريم في العنود و سحبتها بقوة عن عهود و هي تصرخ : خلااااااااااااص , يكفي ..............

................صرخت بانفعال وهي تمسك فيه : لا تخليني أدخــــــــل الله يخلييييييييييييييييك ..

................. رفع عمر بصره لأزهار و همس وهو يعدل بشته : خليك جنبي ............
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
R-thar
خمس نجوم
خمس نجوم
R-thar


مسآهمـآتــيً $ : : 797
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 48512
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 17
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/01/2012

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة   رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty30/1/2012, 9:15 pm

الفصل التاسع عشر: عيد ومشاعر أخرى ...


اليوم عيد ..
.
.
.
يا دامع العين على فقيد ..
يا متوجعا لمرض أو رحيل ..
يا مشتاقا لبعيد ..
يا محتاجا لمعيل ..
.
.
.
اليوم عيد ..
.
.
.
البهجة والسرور له وشاح ..
.
.
.
حتى في عراق وفي بوسنة رغم الآلام ..
في فلسطين و أفغانستان الإباء ..
هنا وهناك وفي كل بقاع ..
.
.
.
اليوم عيد ..
.
.
.
أعياد مضت وأعياد أخرى ~ بتقدير المنان ~ ستعاد ..
سنفرح فيها ~ بإذن الله ~ رغم الجراح ..
سنضحك أيضا ملأ الشفاه ..
.
.
.
عيد هذا من الله فسحة ..
لن تسلبه منا أعتى مجزرة ..
ولن تكدره مصائب هادرة ..
.
.
.
اليوم عيد ..
.
.
.
لملم جراحك يا عراق , اجعل الصبر لها كفن ..
اضحك معنا رغم الدماء فأنت لوهننا وشم ..
اشمخ برأسك يا أفغان , ثبت قدمك في أغلى وطن ..
ابتسم يا شعب الإباء ابتسم رغم الألم ..
.
.
.
اليوم عيد ..
.
.
.
ارفعي حجارك يا فلسطين , اصرخي لا للخنوع ..
قهقهي في عيدك هذا حد البكاء فحريتك المنتظرة حتما ستعود ..
كفكفي دموعك يا بوسنة فمنديل عزك بالله والله سيدوم ..
شاركينا عيدنا , اضحكي وسط الدموع ...
.
.
.
يا ذا بدن صحيح ..
و مال غير شحيح ..
ورغم هذا غارقا في كل أليم ..
متشائما من كل جديد ..
لا تقل إني حزين في يوم عيد ..
هم في وطن سليب ..
وكل يوم لهم على الأقل قتيل ..
وفوق هذا أعلامهم شامخة ترفرف بانتظار عيد مجيد ..
أرجوك لا تقل إني حزين .......... فاليوم يوم عيد ..





جلس على الكنبه و زفر وهو يدفن وجهه بين كفينه , كان يحس عقله في دوامة , دوامة تسحبه لظلام ماله نهاية , ولمن حس بالدفء على أكتافه بعد وجهه والتفت لوراه , ابتسمت بحنان وضمته وهي تسند دقنها على راسه , زفر وهمس : سنة كبيسة هذي اللي مرينا فيها ..
ضمته أكثر وغطت فمه بيدها وهمست : حبيبي ما يجوز اللي تقوله , الله هو الزمن والوقت , بعدين كم سنة مرت عليك وإنت في نعيم ؟؟ متى آخر مرة فقدت عزيز ؟؟
بعد يدها وقال باعتراف : كثير , آخر واحد هو جدي قبل خمس سنين ..
ابتسمت وقالت : شفت , خمس سنين وعلى كم شهر تعرضت فيها لامتحانات من ربك تقول سنة كبيسة ..
زفر وقال : شوفي مشكلة العنود دحين كيف ...
همست وهي تبعد عنه وتطالع في وجهه : جسوووووووم , الليلة ليلة عيد , ممكن تفك التكشيرة وتبتسم , التشاؤم حرام ..
قال وهو يلف بجسمه عليها : زهره , الأوراق اللي قريتها تشيب الراس , يعني عدنان ليه سكت عن هالموضوع , ليه ما خبرني ؟؟ وبعد هذا كله خطبها و ملك بدون ما يقول شي و ..
قاطعته بحزم : إنت أرسلت له رسالة وهو كلمك صح ؟؟ خلاص هو قالك ما أبغى أتفاهم في هالموضوع في التلفون , استنى إلين يجي ويتفاهم معاك ..
طالع فيها للحظة وابتسم وهو يقول : كيف حال بنوتتنا ؟؟
ابتسمت وقالت بلهجة فصحى وهي تحط يدها على بطنها : يا عسل أيا كنت , بنتا أم ولد كان , كيف حالك ؟؟
وسكتت شويه وقالت : يقولك ابتسم لماما لأنها إذا تأزمت أتأزم ..
ضحك وقال بصوت عالي وهو يحط يدينه على جانبي فمه : قول لماما لا عاد تطرين التأزم لأنه بدأ يتأزم من هالسيرة ...
دنقت من فوق الكنبه وانحنت له وطبعت على جبينه قبله رقيقه , طالع فيها بحيرة , ابتسمت بخجل , كانت تبغى تخرجه من قلقه بأي طريقه وهي نجحت , ضمته أكثر وهي تحس براحة من أوضاعهم اللي تحسنت كثير في الفترة الأخيرة , بالذات بعد وفاة البندري , قام و ضمها بقوة وهو بداخله يشكر مطلق , ولمن تذكر الملف الذي عرضه له , الملف اللي أرق ليله من بشاعة الصور اللي تحتويه والأشرطة اللي تحوي جلساتها , كل اضطراباتها وضعفها ضمها أكثر عشان يلهي نفسه عن هالذكرى , كان لمطلق بعد الله أكبر الأثر إنه يفهم اللي مرت فيه أزهار , يفهم أي إنسانة هذي اللي تزوجها , أي مواقف بشعة مرت فيها , صور عمار لا يمكن تفارق ذاكرته , لا يمكن ...


**************************

في الرياض :
في شقة نجلاء :


قالت وسام وهي تكوي التنورة : هيومه روحي نامي , صدقيني بتنامين في المشهد وقولي ما قالتها وسام ..
زفرت هيام وقالت وهي تراقبها وهي تكوي : ما فيني نوم ..
ابتسمت وقالت : كلنا ما يجينا نوم ليلة العيد بس لازم نغصب نفسنا , يلا تحركي ..
لفت بوزها وتحركت لغرفتها , دقائق وسمعت حركة وراها , ابتسمت وقالت وهي تقلب التنورة عشان تكويها من الجهة الثانية : هيومه قلت لك روحي نامـ ....
وقطعت كلامها لمن حست بيد على كتفها , تصلب جسمها و شهقت بقوة وهي تلتفت بسرعة , ولمن شافت أمها اتسعت عيونها عن آخرها , هالمرة مهي مبتسمة كعادتها وهي تستغرب سبب تفزعها من أقل لمسة , هالمرة كان في عيونها ألم العارف للسبب , أشاحت بوجهها عنها ورصت على الكاويه بقوه وهي تمشيها على التنورة , كانت كل لمسة مباغته تذكرها بلمساته , كل نفس عالي قريب منها يقشعر ببدنها , كل نظرة من رجل تحسها تعريها وإنها تتأمل جسدها بنهم , حتى صاحب الدكان العجوز لمن يمسح شعرها بحنان لمن تجي تشتري من عنده وهي بنت 8 سنين كانت تقززها وتخليها تتخيل إنه دقايق وينزل يده من شعرها لرقبتها متسللا لجسمها , حتى مصافحة حارس العمارة السوداني و ابتسامة جارهم العجوز و ملاعبة حارس مدرستها الابتدائية وهو يهددها بعدم دخولها للمدرسة لو تأخرت مرة ثانية , كلهم كانت تحس إنهم كلاب نجسة تنتظر إنه يغفل الجميع عنهم ويستفردون بها .... زيه , حياتها كلها من صغرها كانت عبارة عن تجنب لهذا الصنف ومازالت , حتى حارس الأمن اللي مسك يدها وهي في سن الـ9 لمن ضاعت في الحرم عن نجلاء حستها مقززة , وتخيلت نظراته المطمئنة لها تخترق حجابها و ملابسها وتعريها لدرجة إنها لفت طرحتها اللي كانت تزين أكتافها , الكل صار في نظرها فهد , الكل بلا استثناء , حتى ...
: وعشان كذا هو اقترح إنه يكلم واحد ثقة عن اللي صار لك وإن رضي وتقدم فـ ..
انقطعت أفكارها السحيقة والتفتت لنجلاء وهي تسأل : تقدم ؟؟ تقدم إيش ؟؟
زفرت نجلاء وقالت : وسام ماكنت معايا , قاعدة أقول إنه خالك عبد الكريم عرض إنه يشوف واحد ثقة يعلمه بالموضوع و ...
هزت راسها بلا وقالت بحزم : أنا لا يمكن أتزوج بهالطريقة ...
طالعت فيها نجلاء بصدمة وهمست : بس ...
قاطعتها وسام : يمه واللي يخليلك والديك أنا ما أبغى أحد يتدخل في موضوع زواجي , يمه هالزواج أنا محيته من راسي , محيته محي ...
: طيب لو المتقدم راضي بوضعك وفاهم كلـ ....
قاطعتها بلا تردد : أنا أكره كل الرجال ..
وكملت لمن شافت صدمة أمها : أنا أكرههم كلهم , آسفة أنا عارفه إنه أصابيع يدي مهي زي بعضها وممكن ربي يرزقني بواحد طيب ويشيلني على كفوف الراحة بس آنا أكره كل الرجال , كلهم أبويه في نظري ..
حست نجلاء بالكلمة زي الطعنة في قلبها ~ أبويه , طول عمرك وحتى بعد اللي سواه فيك تنادينه أبويه ~ وسام نفسها كانت تستغرب هاللفظة اللي ماغيرتها بالرغم من معرفتها إنه مو أبوها , لكن بداخلها كانت مرتبطة فيه ومعتبرته أبوها , معتبرته أبوها حتى بعد ما حطمها في ذات ليلة وهو يهددها بإنه يرميها في أقرب دار لأنها مهي بنته وهو متحسن عليها هو ومرته , لفت عن أمها عشان ما تشوف الوجع اللي دارته , ذيك الليله إنذبحت مرتين وهي في هالسن الصغير , مرة يوم دريت إنهم مهم عائلتها والمرة الثانية يوم سلب منها كل شي , ومع كلا الطعنتين غسلت دماء ألمها لوحدها بدون ما تعلم أحد , أعطتها ظهرها وركزت بصرها على الكاويه وهي تقول : إذا تحبيني لا تفتحين هالموضوع معايا يا أمي , إذا لي معزة رجاء لا تفتحينه ..
لفت نجلاء وقالت بحزم : طالعي فيه ..
ما رفعت وسام عينها فضربت نجلاء طاولة الكوي بيدها وهي تصرخ : لمن أكلمك لا تعطيني ظهرك , ترا أنا أمك إن كان نسيتي ..
ما رفعت وسام عينها عن التنورة لكنها بعدت الكاويه عن نجلاء عشان ما تحرق نفسها و اللي كملت بحزم : طالعي فيني , أنا عارفه كل شي دحين , كل شي , يعني سيبيني أتصرف , خليني أسوي اللي أقدر عليه , صح إنك كبيرة وموظفة وقايمه بنفسك بس لو كبرتي فوق سنك عشششششششششششرة سنين أظل أمك ....... وسام ارفعي راسك ..
رفعت وسام راسها فشهقت نجلاء لمن شافت الدموع متجمعة في عيونها , همست : وسام ..
غطت وسام وجهها بيدينها وهي تشهق , لفت نجلاء وحضنتها بقوة وهي تقول : ليه تبكين ؟؟ لييييه ؟؟ عشان أنا خايفه على مصلحتك , عشان أبغى أصلح غلطة سواها زوجي وأنا غافلة عنه , عشان ..
واختنق صوتها , همست وسام بوجع : لا مو عشان كذا , والله مو عشان كذا , إنت قاعدة تلومين نفسك , قاعدة تعذبين نفسك على شي صار من 25 سنة , يمه إنت ما رميتيني زي باقي الأمهات في الشارع عشان ألعب مع عيال الحارة بلا رقيب و كنت تمنعينا من اللعب مع عيال خوالي , إنت ما خليتيني أروح المدرسة مع أي سواق لوحدي , كنت تحرصين إنك توصليني للمدرسة لمن أكون لوحدي , كنت حريصة علي من كل شي خارجي , حاولت جهدك فلا تعذبين نفسك دحين , الله يخليك لا تلومين نفسك , مو ذنبك إنه اللي كنت خايفه علي منه في الخارج جوة بيتك , والله مو ذنبك , أنا عمممممري ما لمتك , عمري في حياتي من صار اللي صار ماقلت إنك إنت السبب , والله ما عممممممري ..
ضمها نجلاء أكثر وهي تقول من ين دموعها : سامحييييييييينيي..
زاد صياح وسام وهي تترجاها : الله يخليييييييك لا تقولين كذا تراك تعذبيني , أنا راااااااضية , أنا رااااااضية باللي صاااااار , والله راضية ...
قالت نجلاء : لو تبغيني ما ألوم نفسي خليني أحل الموضوع بنفسي ..
وسلمت على راسها وهي تكمل : الله يخلـ ...
شهقت وسام وبعدت عنها وهي مستنكرة اللي قاعد يصير , ضمت نجلاء وسلمت على راسها وهمست : اللي تبغينه أنا موافقه عليه , خلاص ..
وسلمت على راسها مرة ثانية , ضمتها نجلاء وقالت : الله يوفقك يا بنتي , الله يسهل لك أمرك ودربك ..
غمضت وسام عيونها بوجع ورجعت فتحتها وهي تصرخ بداخلها ~ الخيرة فيما اختاره الله , الخيرة فيما اختاره الله يا وسام ~ , سلمت نجلاء على خدها وخرجت من الغرفة , أول ما شافت وسام الكاوية على قماش الطاولة اللي بدأت تطلع ريحته شالتها بسرعة , شافت أثر طبعة الكاوية على الطاولة , مدت يدها وتلمسته , كان حار وخشن , وبلا مقدمات تدافع لها منظر فخوذها , مدت يدها بلا شعور وتلمسته وهي تتذكر كل لحظة مرت عليها أيام غياب هيام , كانت تكره اليوم اللي تغيب فيه هيام , لأنه يعني ساعات عذاب طويلة في السيارة اللي تحمل أبشع ذكرياتها , بدأ من نزولها من البيت وهي تعرف اش بيصير إلى لحظة دخول ميعاد لمدرستها الثانوية و ميران لمدرستها المتوسطة , يليه تأخير يتجاوز النصف ساعة عن مدرستها والعذر هو النوم كالمعتاد أو إنه أبوها كان مشغول في المستشفى مع أختها اللي تصغرها , نفضت عن نفسها هالأفكار وكملت الكوي وهي تصرخ بداخلها ~ مين بيوافق علي بعد ما يدري عن اللي صار , الله يسامحك يا أمي , لو ثرثر هالرجال بعد كذا عني وحاول يوصل لي بطريقة ملتوية زي .... وساااااااام , قلنا الليلة عيد , يعني ما حنفكر فيه أبـــــــــــد ~ ابتسمت وقالت لنفسها : بكرة عيد ..



***************************


ملابس جميلة ..
زالت تجاعيدها وعلقت بعناية ..
زجاجة عطر و فرشاة وقلادة ..
حذاء مصفوف رائحة الجديد منه فائحة ..
.
.
.
.
ابتسامات صادقة ..
زال حقدها وألمها ورسمت بلا مواربة ..
أطفال وحلوى ونقود وزعت بحفاوة ..
.
.
.
.
ضمة أم , دعوة جده ..
ضحكة طفل , خجل عذرى ..
همسة شوق , قبلة عاشق ..
.
.
.
.
بأي حال عدت يا عيد ؟؟
.
.
.
.
وجوه غالية لم تعد موجودة ..
صدق قلوبهم
جمال ابتساماتهم
دفء صدورهم
رقة نظراتهم
عذوبة همساتهم
مفقودة ..
من شاركنا عيدنا الماضي لن يشاركنا فرحته بعد اليوم ..
لن تشعر بدفئه وهو يقبلك مباركا ..
لن تنتشي فرحا وهو يدعو لك بالقبول والعمر المديد ..
لن تبتسم خجلا عندما يثني عليك ..
لن تهمس له بحب ( كل عام وأنت بخير ) ..
سيظل عيدك ............ بلا عيد ..
وستردد دوما ( كل عام وأنت ذكرى جميلة ) ..
.
.
.
.
بأي حال عدت يا عيد ؟؟
.
.
.
.
عيدي ..
لا تحزن , أرجوك لا تبالي ..
فحتى لو حللت و كان محبوبي ذكرى ..
فستظل عيدا ...
سترسم البسمة ..
وتطلق الضحكة ..
وتنشر البهجة ..
صدقني ستظل عيدا ..
.
.
.
.
محبوبي ............ ( كل عام وأنت ذكرى جميلة )
محبوبي ............. لن أقف مكاني نادبة ..
لن أقبع تحت رزح الألم ..
سأقولها لك بصوت عال وإن لم تسمعها ..
كل عام وأنا للرحمن ..
فكل سنة تمر , كل شهر , كل يوم بل كل ثانية ..
تنقص عمري ..
تقربني من يومي ..
من لقاء ربي ثم من بعد كرمه وعفوه ورحمته .... لقائك في جنانه ..
لذا سأسير و أجتهد ..
سأجاهد نفسي ..
سأمسح دموعي وأدعو الله أن يثبتني ..
سأكون ~ بإذن الله ~ كما أردتني ..
مؤمنة , صابرة , قوية , محتسبة ..
سأصرخ دوما ( أنااا لهااااااااااااااا ) ..
يا مصيبة لدي رب كبيــــر ..
.
.
.
.
عيدي ..
أتوسلك لا تحزن , لا تبالي ..
أنا سأكون ~ بعون الله ~ أقوى ..
كلما زرتني سأصبح ~ بفضل الله ~ أسعد ..
سأرسم بسمة بين الدموع ..
سأطلق ضحكة رغم الوجع ..
سأنشر بهجة لمن حولي ..
سأصبح
.
.
بحد
.
.
ذاتي
.
.
عيدا ..

همس : سأصبح بحد ذاتي عيدا ..
: سامر ..
بعد عينه عن الشاشة والتفت لها وقال : هلا ..
اتكأت على مقعده الجلدي وقالت : اش تسوي ؟؟
قال بتريقة : أتفصح ..
ضحكت وقالت وهي تتلمس شعرها الملفوف بمكر : تتفصح في منتداك ..
هز راسه بلا وقال : منتدى تلقيت منه دعوه من واحد من أصحابي من زمااااااان وتوني فكرت فيه لأنه منتداي مسوي زحمة على قسم التهاني وأنا ما أحب أهني أحد , أصحابي أهنيهم على الخاص ..
طالعت في الكتابات اللي على الشاشة ولمن قرأتها كانت بتشهق لكنها مسكت نفسها في اللحظة الأخيرة و هي تقول بهدوء مصطنع : مدمن خواطر ..
هز أكتافه وقال بابتسامة : أستذوقها فقط , عجبتني فأرسلتها لعدنان تعرفينه يموت على اللغة الفصحى ..
من نطق اسم عدنان حست إنها بتنفجر , ضحكت بتوتر وقالت : أعرفه , أصلا من شاف قصته القصيرة اللي حطها في المنتدى عرف إدمانه على الفصحى ..
قال وهو مقطب : تكفين لا تذكريني , قريت منها كم سطر وسبتها , ما أشوف أثنى على القصة غير المشرفين والمراقبين حقين القسم و عدوه اللدود إلتقاء الساكنين ..
قهقهت وقالت : أراهنك لأنه ما فهمها غيرهم , لغته صعععععععععبة , وإلتقاء الساكنين هذا صرااااااااحة مسوي جو للقسم هو وعدنان , الأعضاء يموتون ويستنون ضرابة جديدة بينهم ..
وقطبت حواجبها وقالت بهمس : أنا دوم أقول إنه عدنان والعنود متناقضين في كل شي ..
ابتسم وقال بمزح يقاطع همسها : لو كانوا زي بعض بتصير الحياة رتيبة , خلهم يتناحرون ..
ضحكت بداخلها وهي تقول ~ في شي مشترك بينهم , الحمد لله في شي واحد على الأقل ~ حمدت ربها إنه مافهم اللي كانت تقصده , طالعت في الخاطره اللي أرسلتها لها العنود من ضمن ثلاث خواطر وطلبت منها تقرأها قبل أسبوع لأنها بتنزل وحده منهم في المنتدى اللي هم عضوات فيه مع الهنوف وريم وسفانة و..... أول ما تذكرت بنت عمتها , لفت وطالعت في سامر بصت قطعته أخيرا وهي تهمس متسائلة : سامر بالنسبة لأثير ..
قال يقاطعها وهو يفتح رسالة خاصة جاته : ما عاد يأثر فيني شي يا سحر , صدقيني عادي ..
قالت تفهمه وهي تحاول تجذب انتباهه عن صورة البلونات والورود المرسلة مع كلمات ما حاولت تقرأها : ترا مو شرط إذا وحده رفضتك معناته إنه ..
لف عليها بابتسامة وسألها : اش عندك ؟؟
طالعت فيه بنظرات غريبة ~ أنا متأكدة إنك زعلان وخايب أملك لكنك ما تحب تبين , ما تحب تخلينا نشيل هم ~ , طالع فيها وهو يصرخ بداخله ~ ليه يا سحر ؟؟ ليه تعذبيني أكثر وأكثر باهتمامك , ليه تفهميني من دون ما أتكلم ؟؟ وليه الرجال ماعندهم نظر ؟؟ عشانك سمراء , هم الخسرانين ~ قام من كرسيه وحضنها وهو يقول : والله عادي , ويعني رفضتني عشان كنت مدمن , أنا عارف إني ممكن أنرفض عشر مرات على هالموضوع , وما ألوم اللي ترفض ..
قاومت دموعها عشان ما تحسسه إن الموضوع جرحها جرح عميق وعشان ما تزيده وقالت : أنا كنت أبغى أتطمن عليك و ...
ضحك وقال وهو يبعد عنها : أنا بخير ..
وركز عيونه على وجهها وقال : بخييييييييييير اش فيك !!
وكمل بضحكه : إنت اللي المفروض تشيلين هم نفسك , بكرة وراك ناااااااااس تقابلينهم ..
ابتسمت بحرج وقالت : الله يخليك لا تذكرني ..
قال : سببتي رعب لصقر , هي مرة وحده وخوفتيه ..
زاد إحراجها وهي تتذكر اللحظة الجنونية اللي تهورت فيها , هي تراودها هاللحظات عادة لكنها تسيطر عليها دائما قدام الكل بلا استثناء وتفلتها عند البنات فقط , قالت : الله يخليك لا تذكرني ..
ضحك وقال : خذيها قاعدة , لا تندمين على شي سويتيه ..
غمزت له وقالت : يعني ..
ابتسم وقال : يعني ..


*************************


بعد صلاة الفجر :

فتحت عينها بسرعة لمن سمعت الأذان و طالعت في ساعة يدها بتعب , قفلت جهازها المحمول اللي كانت الأسماك تتراقص على شاشته و قامت من السرير وبعدت اللحاف وهي تقول : معقوله ما نمت إلا ساعتين ..
كانت تحس بنشاط رغم إنها مانامت إلا هالساعتين , استغربت الغرفة اللي نايمه فيها ولمن انتبهت لكل شي حولها تذكرت , ابتسمت ابتسامة ذابله وهي تهمس : صح صارت غرفتي لوحدي ..
نقلت العنود عيونها في أرجاء غرفتها وزفرت قبل ما تهمس : بندوري اليوم عيد ..
وخرجت بسرعة , وقفت في الصالة الشبه مضيئة للحظات وتوجهت بعدها لغرفة الهنوف , ولمن لقيتها غارقه في النوم نطت فوق السرير , شهقت الهنوف وفتحت عيونها برعب والتفتت لورها شافت وجه مبتسم لاصق في وجهها , بعدت وجهها بسرعة وهي تقول : بسم الله الرحمن الرحيم ..
ودفنت وجهها في المخده وهي تهمس : أصبحنا وأصبح الملك لله ...
ضحكت العنود وقالت وهي تجلس فوق ظهر الهنوف : صباح الخيييييييييييييييييييييير..
قالت الهنوف بصوت مخنوق من الكتمه : صباح الناس الخبله , قومي كتمتيني ..
ربعت العنود فوقها وهي تقول : أنا نحيفة كيف أكتمك ..
تأوهت الهنوف وقالت وهي تحاول تقوم عشان تبعدها : عمود الكهرب نحيف لكنه ثقييييييييييل , قومييييييييييييييييييي ..
قامت العنود عنها وقالت بابتسامة : طيب قومي ..
لفت الهنوف على جنبها اليمين وقالت : لسه بدري ..
قصتها كانت تغطي وجهها , مدت العنود يدها وشدت قصتها بخشونة وسلمت على خدها وهي تقول : كل سنة و إنت طيبة ..
ابتسمت الهنوف وهي تحك قصتها وقالت : الناس تعايد بعد ما تلبس وتصلي المشهد يالخبلة ..
ابتسمت العنود ابتسامة واسعة وقالت : عادي ..
وراحت تدق غرفة أمها وأبوها , دقت الباب دقات متوالية وهي تقول : يا أهل الخييييييير , يا جماااااااااعة , يا حلويييييييييييييين , روميو وجولييييييييييييت , قيس و ليلووووو ..
ووقفت عن الدق لمن انفتح الباب , ابتسمت لأبوها والواقف بسروال الثوب وفنيلته وقالت : سلاااااااااااام يا عســــــل ..
ابتسم وقال : وعليكم السلام يالمزعجة ..
ضحكت وقالت : أعايدك بعد ما ألبس ..
ومدت راسها للغرفة وهي تقول بحماس : ماااااااااااااااماااااااااااااااااااا قومييييييييييييييييي , أبغى الشعيرية ..
قال أحمد بهدوء : روحي جيبي التمر عشان أحل إفطاري قبل ما أصلي الفجر ..
راحت جري , انمحت ابتسامته ولف لداخل الغرفة وصك الباب , تقدم للسرير وحط يده على كتف هدى المنسدحة بدون لحاف وبملابس الأمس , قال بحزم : هدى , شبعتي صياح أمس وفرغتي كل اللي جوتك صح ؟؟
ولمن شاف دمعتين تنساب من عيونها , مد يده ومسحها بحنان وهو يقول بنفس الحزم : قومي تروشي وتعوذي من إبليس اللي يبغى يحزنك , هذا عيد ..
هزت راسها وهمست : أي عيد من دون بنتي ..
بعد عنها وقال بعصبية : والضعيفة اللي رمضان كلللللللللله وهي تداري وجعها وتداري حزنها وتضحك من ورى قلبها مهي بنتك , شوفيها كيف تبذل جهدها إنها تخرجك من اللي إنت فيه , حرام عليك اللي تسوينه في نفسك وفي اللي حولك , اضغطي على نفسك اليوم وقومي عشان العنود , عشان الهنوف , عشاني إذا ما كان لبناتك معزة , عشان عبد الرزاق اللي مو في الدنيا , عشان جاسم اللي كل يوم وهو جاي من شغله عليك عشان يشوف اش سويتي , مايجوووووووز اللي تسوينه والله ما يجووووووووز , الحداد فوق ثلاث ما يجوز , حتى الناس ما تعزي بعد ثلاث ..
وتحرك بعصبية وخرج من الغرفة وتصنم لمن شافها واقفة عند الباب وهي شايله صحن التمر , هتف : عنوووود ..
ابتسمت وهمست وهي تبلع غصتها : أبويه خليها براحتها , عادي هي شويه وتتنشط صدقني ..
وغمزت لأبوها وهمست : تتحداني أخليها تقوم ..
وزادت من اتساع ابتسامتها وهي تقول بمرح : أم جسوم تكره لحظة القومه من النوم عشانها بدأت تكبر , صح أميييييييييي , خلاص أبويه من بكره والنجدية عندك , يقولون إنهم ما يعجزون بدري ولا أقول , أووووووف لو تاخذ جنوبية , ماشاء الله الوحدة عن عشر حريم ..
ضحك و ضمها ويقول من أعماق قلبه : يعل عيني ما تبكيك , يعلللللها ما تبكيك ..
وصلهم صوت هدى تقول : إيوه يعل عيني ما تبكيك ليش طرت لك النجدية والجنوبية , إححححححلم بهم ..
قهقه أحمد و ضحكت العنود من قلبها وهمست : ما قلت لك بأخليها تقوم ..
مسحت هدى وجهها وقالت : أوريك أوريك , قاعدة تضحكييييييين , قال نجدية وجنوبية , من تتزوجين أقول لعدنان على الحريم اللي تقولين عليهم ..
ذابت ابتسامتها وبلا مقدمات حطت يدها على بطنها وقالت : حشرانه , بأروح الحمام ..
وناولت أبوها صحن التمر وشردت على غرفتها وهي تسمع ضحكهم عليها , صكت الباب وقالت بغيض : والترااااااااااااااااب , تنمغص بطني على طاري هالدببببببب ليه ..
وطالعت في جوالها بنقمة وقالت تخاطبه : لا تطالع فيني كذا لا أرميك مع الشباك ولا ..
مسكته وعصرته وهي تقول بابتسامة : أصلا صرت دقه قديمه , أبيعك وأشتري غيرك وأوريك , نيااااهاااها ..
ولمن خلصت ضحكتها الشيطانية انتبهت لانعكاس صورتها في المراية , طالعت فيها بصمت وضحكت وهي تقول : خبله , والله إني خبله ..
ورمت الجوال وراحت للحمام , توضت وصلت وراحت تفك المكر وهي تردد الأذكار , دخلت الهنوف عليها بسرعة وهي شايلة جوالها في يد و هي تسأل : عنييييييد وين جوالك ؟؟
قالت العنود وهي منهمكة في شغلها : على السرير ..
جلست الهنوف على السرير وفتحت جوال العنود وبدأت تفتح الرسايل وبعد كم رسالة زفرت , ثواني و رن جوال الهنوف , رمت الجوال وقالت : شكرا ..
لفت عليها العنود وهي تسأل : سارقه رسالة لمين ..
حمر وجه الهنوف وهي تهمس : حسان ..
طالعت فيها العنود بصمت لثواني قبل ما تمسك فرشتها وترميها عليها وهي تقول : إنقلعي عن وجهييييييييييي ..
ولفت بوزها لمن ضحكت الهنوف وهي تناولها الفرشة اللي التقطتها , قالت الهنوف : ما قصدت معاندة والله ..
قالت العنود : عارفه , بس لا تطرين الجوال أو الرسايل أو أي رجال في العالم غير أبويه وأخواني عشان ما أحرق المكان ..
ابتسمت الهنوف وخرجت , كان ودها تقولها الغايب عذره معاه لكنها مهي قادرة لأنها هي مهي قادرة تتخيل عذر لعدنان , أرسلت الرسالة لحسان وراحت تلبس ملابسها , ثواني ورن الجوال , أول ما شافت اسمه حمر وجهها وهي ترد , وصلها ضحكه العالي وهو يقول : عمممممممممري والله إنت , الرسالة حلوة زي اللي أرسلتها وهي أول رسالة من أصبحت لكن بأسألك سؤال , سارقتها من العنود ؟؟..
فتحت عيونها على اتساعها وقالت : هااا كيف عرفت ؟؟
ضحك مرة ثانية وقال : لأنه في ملاحظة نهاية الرسالة يا عسل ..
وحمحم وقال : ملاحظة من عدنان ..
صرخت الهنوف : كذااااااااااااااااااااااااااب ..
قال بعتاب : أنا كذاب ..
انتبهت لكلمتها ولنفسها فحمحمت بخجل وهي تهمس : لا , ما قصدت , أنا , قصدي ..
ضحك وهمس : يا حلاة هالصوت حتى كذاب طالعة من فمك لها طعم ثاني ..
ولمن ما سمع ردها عرف إنها خجلانة , ابتسم وهمس : كل سنة وإنت حبي ..
وضحكت لمن سمعته يقول من بعيد : طيــــــب الله يرج إبليــس , يعني الواحد ما يقدر يعايد حرمته بدون ما تسوووون له إزعااااااااااااااج ..
ورجع قال بهدوء : هنوف قلبي , أستأذنك دحين , ترا ...
وقطع كلامه وقال : سفانووووووو والله لو ما وقفتي دق على الباب ما أجيب لك فطور اليوم ..
وضحك وقال : وقفت دق , البنت هذي ينفع معاها التهديد ..
وكمل : كنت بأقول , اليوم إن شاااااء الله لو على جثتي مقابلك مقابلك ..
ضحكت والتزمت الصمت , قال : مع السلامة ..
قالت : في آمان الله ..
ولمن نزلت الجوال تذكرت فرفعته بسرعة ونادته وهي تقول : آآآآآآ حساااااااان ..
وصلها صوته يهمس : يااااااا روحه ..
همست بخجل : قريت على نفسك , إقرأ على نفسك زين ..
سكت للحظة بعدين همس : ارحمي قلبي واقفلي الخط ..
فتحت عيونها على اتساعها لمن كمل : لا تخليني أطق سيارتي وأجي عند باب بيتكم دحين , اقفلي ..
ضحكت وقالت : مع السلامة ..
وطالعت في الجوال للحظات وهي مبتسمة , ولمن تذكرت جريت لغرفة العنود , فتحت الباب فصرخت العنود وهي تجلس على الأرض وهي تغطي نفسها : ألبــــــس ..
وقفت الهنوف ورا الباب و قالت : أووووو آآآآآآآآآآآآآسفة ..
وصلتها صرخة العنود : وفين تنصرف آآآآآآآآآآآآسف , في أي بنـــك ست هنيف ..
سألت : أدخل دحين ؟؟
: لاااااااااااا , التنورة الزففففففففت مهي راضيه تدخل , هو أنا تخنت من الهوا ولا إيه ..
وكملت من بين أسنانها : لو الزعل ينفخ الواحد كان قلت أكيد من الدبببببببب اللي ما يتسمى ..
ضحكت الهنوف وفتحت جوالها بسرعة , ولمن شافت الرسالة اللي أرسلتها حممممممر وجهها وهي تتخيل حسان قرأ هالملاحظة التابعة للرسالة وقالت : عنود لو ما وقفتي سب بيتطير كل حسناتك وأعمالك اللي سويتيها , لا تصيرين مفلسه يوم القيامه , فاكرة المحاضرة اللي سمعناها واللي قال فيه الشيخ عن المفلس يوم القيامة اللي يجي بصلاة وزكاة وصيام و..
قاطعتها العنود : يأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مال هذا ، وسفك دم هذا ، وضرب هذا وياخذون من حسناته إلين تخلص , فاكرته , تعالي أدخليييييييييي ..
دخلت وهي تقول : إن كنت لا تدري فتلك مصيبة وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم ..
شافتها تعدل تنورتها الزيتي الفاتح الواسعة من تحت و المطرزة أطرافها بكلف وشرايط صفراء وبيضا نفس ألوان البدي اللي لابسه فوقه جاكيت قصير مماثل لتنورتها , ابتسمت وقالت : سحر مرسلة لك رسالتين ..
خللت أصابيعها في شعرها المفرود تفكك لفاته وهي تقول : إيوه , ليه تسألين ؟؟
قالت الهنوف بابتسامة : من زود المحبة راسلة ثنتين ..
زفرت العنود وجلست على كرسيها وفتحت شنطة مكياجها وهي تقول : مشششكلة اللي يغارون ..
قالت الهنوف وهي تلعب بجوالها : تراني أخذت أول رسالة لها , أحلى من باقي الرسايل كلللللللها ..
بدأت تحط الأساس على وجهها وهي تهمهم يعني طيب , مدت الهنوف جوالها وقالت : إقريها وشوفي حلوة ولا لا ..
طالعت في الشاشة بدون ما تمسك الجوال ..
دنيتي من غير حسك سطر خالي من (( الحروف )) ..
لاتظن صمتي غياب أو تجاهل أو (( ظروف )) ..
............... " انت "..............
شي في حياتي ما يتعوض لو (( يروح )) ..
كل سنة وإنت بخير يا أغلى من (( الروح )) ..
.
.
.
((أتمنى أكون أول شخص عايدك ))
هزت العنود راسها وقالت وهي تفتح علبة الظلال : حلوة ..
قالت لها بإصرار : ركزي و كمليييييي ..
وضغطت لها على تحت مرتين وورتها الجوال (( لا أعلم كيف أصوغ ما أود قوله في كلمات , آسف , آسف لعدم اتصالي بك , آسف لأني لم أرسل لك قبلا لأسباب ستعلمينها بإذن الله ..
تناولت الجوال منها بيمناها وغطت فمها بيسارها من شدة الذهول هذي الكلمات أول مرة تنتبه لها , كانت عيونها تجري على السطور ..
... وحين أردت أن أرسل احترقت شريحتي (>.<) بسبب شخص سأخبرك عنه يوما ما وستتعرفينه لاحقا إن شاء الله , أحرجت من طلب جوال سحر وأحرجت أكثر من إرسال الرسالة من جوالها ولكني أردت من كل قلبي أن تكون رسالتي أول رسالة معايدة , كل عام وأنت إلى الرحمن أقرب , كل عام وأنت .... بخير عنودي .. عدنان )) شهقت العنود لمن شافت اسمه وحطت يدها موضع قلبها وهي تقول : أرسلي ..
وفزت وصرخت وهي ترفع الجوال : أرسليييييييييييييييييييييييييييي ..
ضحكت الهنوف وهي تطالع فيها وهي تنط بفرح وهي تصرخ : أول رسالة , أول رسالة , رسالته أول رسالة ..
وقامت ترقص وهي تلوح بالجوال , مسحت الهنوف دموعها اللي بدأت تنساب من شدة الضحك على خبال العنود اللي تنط وترقص زي البزران وشعرها يتناثر حولينها ..
لفت على الهنوف وقالت بحماس : الدبببب أرسل لي معايدة ..
: ياااااااااااااااا الله تسكنهم مساكنهم , هذا كله عشان رسالة ..
شهقت لمن شافت جاسم بكل كشخته واقف عند باب الغرفة ووراه أزهار وصرخت وهي تحس إنها بتموت من الخجل و غطت وجهها , قهقهت أزهار لمن لف عليها جاسم وسألها : كنت تسوين هالخبال لمن أرسل لك رسالة ؟؟..
خرجته أزهار برا الغرفة وهي تقول : إنت أصلا كنت ترسل شي ..
وصكت الباب وهي تقول : دقيقة بس عشان تتمالك نفسها ....
الهنوف اللي مهي قادرة توقف ضحكها كانت تجاهد عشان تمسك نفسها لأنها ما تتخيل نفسها تطيح في نفس هالموقف , وسلمت عليها أزهار وقرصتها وهي تهمس : خلاص فشلتيها ..
وراحت للعنود اللي بعدت يدينها وقالت : يا فشلتيييييييييييييييي , سمعنييييييييييي , سمعنيييييييييييييييي ...
ضمتها أزهار وهي تبتسم وقالت : كل عاااااااام وإنت طيبة وبخير يا أحلى مرجوجة ..
وقهقت وهي تبعدها وتقول بتريقة : هذا كله عشان رسالة عدنان ؟؟
ولمن شافت وجه العنود وأذانيها اللي حمرت زاد ضحكها , ضربتها العنود على كتفها وقالت : حماره لا تضحكين ..
ردت لها أزهار الضربة وهي تقول : وإنت لا تسبين ..
وطالعت فيها وكملت : وبسرعة تمكيجي عشان نلحق المشهد ..
خرجت هي والهنوف اللي راحت تسلم على جاسم وهي تقول : كل سنة وإنت طيب ..
تأملها بحنان وقال بتحبب : اش هالحلاوة كلها ؟؟ بسم الله ماشاء الله ..
ابتسمت بخجل وهي تقول : عيونك الحلوة ..
ابتسم بخبث ودنق وهو يقول : هالكشخه كلها عشان بتقابلين حسونه ..
دنقت راسها وتحركت بسرعة وهي تقول : بأروح أشوف عبد الرزاق ..
ضحك وقال : أنفذي بجلدك ..
ابتسمت هدى وقالت : إنت ما بتفك أخواتك ..
جلس جنبها وقال : ولو يا أم جاسم لو ما أذيتهم مين يأذيهم ..
وطالع في تنورتها وبلوزتها البسيطة بلون أبيض ووردي ووجهها الخالي إلا من كحل بسيط وقال : يمه , بتروحين بيت جده حمده بعد المشهد إن شاء الله ..
هزت راسها وهي تقول : كنت بأرح المشهد بس راسي يعورني ..
ابتسمت أزهار وقالت وهي تقوم جاسم : روح شوف بابا تأخر ليه ..
وجلست مكانه وفكت شنطتها وهي تقول : و أنا بأجلس مع ماماتي ..
وخرجت شنطة المكياج وقالت وهي تفتحها : ماشاء الله لبسك حلو ..
ابتسمت وقالت : اشترته العنود وأصرت ألبسه ولا أنا ما أبغاه , ألوانه بناتي و ..
مسكت أزهار دقنها وهمست بلطف : بأحط لك شوية روج ..
وبعد إعتراضات وحرب كلامية حطت لها أزهار مسحة لون وردي وشوية حمرة خدود ومسكت محدد العين السائل وبدأت ترسم لها وهي تقول : صدقيني بابا ما حيصدق عيونه ..
وبعدت عنها وطالعت فيها وابتسمت وقالت : ماشششاء الله ..
زفرت هدى فهمست أزهار وهي ترجع الأشياء لشنطتها : ماما الناس تروح , وكلنا بنروح , كل إنسان في هالدنيا فقد عزيز , المهم إننا ندعي له و نبذل جهدنا عشان اللي باقين لنا ..
ورفعت راسها وابتسمت وهي تسأل : صح ؟؟ هذا اللي إنت قاعدة تسوينه دحين ..
ابتسمت هدى وهي تقاوم دمعتها وهزت راسها وهي تقول : صح يا بنتي ..
: واااااااااااو , أمي اش هالحلااااااااااوة ؟؟
ابتسمت هدى للهنوف وقالت : هذي أزهار الله يهديها أصرت تحطه ..
قامت أزهار ولبست طرحتها اللي على أكتافها وسألت الهنوف : عبد الرزاق طالع ؟؟
حكت الهنوف جبينها وقالت : ما لقيته , شكله ما رجع من أمس ...
خرج أحمد وهو يزرر ياقته ويقول : عبد الرزاق مع عمر يوزعون زكاة الفطر , هدى ماشاء الله اش هالحلاوة يا أم جاسم ..
ابتسمت بخجل وهي تمتم بكلمات غير مفهومة , قال جاسم وهو يمشي وراه وهو شايل بشته : ها , جهزتم ؟؟ ترا حنتأخر على المشهد ..
ابتسمت أزهار وقالت : دقايق أشوف العنود ..
: أنا جيــــــــت ..
أول ماشافها قال : مو منك التأخير , من الجوال اللي ..
دقته الهنوف باعتراض وهي تقول : جااااااااسم ..
ضحك وناول أبوه البشت وراح سلم على العنود يعايدها , دقايق وراحت تلبس عبايتها , وخرجوا بعد ما أصرت الهنوف تجلس مع أمها اللي حاولت فيها إنها تخليها تروح ..
قال أحمد بعد ما دخلوا سيارة جاسم : عارفه يا عنود دحين الملائكة في الطرقات اللي حولين المسجد يوزعون الهدايا اللي هي أعمالك في رمضان ويصافحونك ..
دخلت راسها بين المقعدين وهي تقول بحماس : إحلف ..
ضحكت أزهار لمن ضربها جاسم على جبهتها يرجعها لورى وهو يقول : بنت , اش إحلف لأبوك , كذاب هو ..
ضحك أحمد وقال : خليها هي ما قصدها تكذبني ..



*****************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
R-thar
خمس نجوم
خمس نجوم
R-thar


مسآهمـآتــيً $ : : 797
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 48512
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 17
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/01/2012

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة   رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty30/1/2012, 9:16 pm

نزعت الباروكه ورجعت ثبتتها وهي تقول بطفش : هذي كيف تنلبس ؟؟
وطالعت في المرايه وهي تعدل وضعيتها , ولمن تأكدت من تثبيتها مسكت فرشة وبدأت تمشطها بحرص , زفرت وقالت : أموت وأعرف كيف يركب هاللون علي ؟؟
دخلت الخنساء وقالت وهي تلف طرحتها : سفا ... واااااااااااااااااااااااااااااااا ..
لفت سفانة بوزها وقالت : تكفين بلا تعليق , ترا لله أنا ..
صرخت الخنساء تقاطعها : جناااااااااااااااااااااااااااااااان ..
فتحت سفانة عيونها على آخرها وقالت : هاااااااا ..
تقدمت منها الخنساء وهي تقول بإعجاب : أموت أنا يا أشقر إنته ..
طالعت سفانة في الباروكة الشقراء المتوسطة الطول والمقصصة أطرافها بشكل مدرج , بعدت قصتها اللي واصلة لحواجبها المرسومة وقالت : أنا نفسي أعرف ولد عمي حامد اختار هالباروكة على أي أساس !! أنا طالبة منه باروكتين شبه باروكتي الأولى ..
قالت الخنساء : هذي أحلى مليون مرة ..
: خنووووووووووووس , سفاااااااااااااااااااااانوووووووووووووو ..
شهقت الخنساء وقالت : يا ويلي تراهم أرسلوني عشان أستعجلك ..
وخرجت وهي تقول : تحركييييييييييييييييي ..
قامت سفانة بسرعة ولبست عبايتها وشالت طرحتها وشنطتها الشبك اللي لها نفس ألوان لبسها المؤلف من تنورة حمراء وبلوزة بيضاء مقلمة بالأحمر والأسود فوقها جاليه أسود مشابه لحزامها الجلدي العريض , نزلت جري وهي تقول : آآآآآآآآآآآآآآآسفة ..
ووقفت لمن سمعت تصفيرة طويلة , ابتسمت لحسان وبعدت عبايتها وقالت وهي تستعرض قدامه : اش رأيك ؟؟
وحطت طرحتها على شعره وقالت : أهم شي لا تطالع في الشعر ..
قال بابتسامة : كلك على بعضك حلو ..
غطت وجهها بطرحتها وقالت وهي تضحك : تراني أستحييييييييي ..
ضحك وقال وهو يدفها بخشونة : يلا بس تأخرناااااااااااا ..
لفت عليه وقالت بدلع : من جد أنا حلوة ..
كشر بوجهه وقال بمزح : لا منتي حلوة ..
وصلها صوت حمده من غرفتها تقول : إنتم ما رحتم , تحركوا بسرعة , حتفوتكم الصلاة ..
قالت وهي تخرج : مع السلامة يا جــــــده ..
و تحركت بسرعة لمن شافت الكل يستناها في السيارة , أمها وأبوها والخنساء ..



***********************


في الرياض :
في بيت سلطان :

من وسط الضجيج والسلام اللي تلى رجوعهم من المشهد وصلهم صوته وهو يقول : يا حلوات , الشباب يبغون يسلمون على أمي ..
التفت الكل لعبد الكريم اللي واقف عند باب غرفة أمه اللي جلسوا فيها البنات حولين سلمى , قالت سلافة وهي تحط يدينها على خصرها : يا سلااام , إحنا جينا قبلهم ..
قالت سلمى وهي تقوم : أنا أسهل إني أقوم لهم بدل ما يطلعون البنات ..
قالت نجلاء باعتراض : إنت تقومين , لا والله يقومون البنات , يلا تحركوا ..
قاموا البنات وهم يتأففون من محاربة الشباب لهم في الجلسة , قالت أريام بتريقة : مو لو كنا نكشف على بعض مو أحسن ..
قالت هيام بحماس : واااااااااااااو , كان وناااااااسة ..
سلافة اللي كانت ماشية وراهم قالت بقرف : وعععععع , ما أتخيل إني أجلس وجنبي واحد من هالجنس , خاصة المتخلفين اللي عندنا , أنا أبويه وأعمامي وخوالي و يادوب هاضمتهم , حتى my brother ودي أغطي عنهم ..
ضحكوا البنات وهم مستغربين من مزاجها المعكر على غير العادة , قالت سحر : أعذروها سامر وماهر طلعوا مزرعة نخل في راسها اليوم وصكوا المكيف عليها عشان تقوم وهي لمن أحد يصك المكيف وهي نايمة ينقلب أبو مزاجها ..
وبعد ما تجمعوا في المجلس ودخلوا الشباب عند جدتهم قالت سحر : هي إنت وهي إبعدوا عن الباب ..
كانت هيام واقفة عند الباب المردود ومعاها أريج وإسراء وحيدة أصفر عماتها وكل وحده فيهم تقول أخوها أحلى , قالت هيام بحيادية : شوفوا الحق يقال , صح صقور أخويه وما عليه كلام بس ما في حلو في عيال أعمامي غيرعدنان وبعده أسامة والبقية عاديين ..
قالت أريج باعتراض : والله أحلى الموجودين ماهر وأخويه أسامة و عدنان ..
قالت سمر : أشوه لو ما قلت اسم أخوي كان رحت وحرشته عليك , بعدين صراحة يا هيوم كلمتك فيها إجحاف , مفروض تقولين أحلاهم عدنان وأسامة مو مافي ..
قالت إسراء : والله أيمن أخويه حليوه ماعليه كلام ..
قالت أثير وهي تزفر بتريقه : طول عمري أسمع المثل كل بنت بأبيها معجبة , شكلي بأغيره وأخليه كل أخت بأخيها معجـ ..
قطعت كلامها لمن شردوا من عند الباب و جلسوا بأدب وهم يتشاغلون بأي شي قدامهم , ثواني ودخل عبد العزيز , قاموا البقية يسلمون عليه وهم ماسكين ضحكهم على البنات اللي كانوا جالسين ببراءة الأطفال ..
: سحـــــــــــر ..
ابتسمت سحر لمن سمعت صوت ماهر وتحركت خارجه من المجلس , قبل ما توصل لباب المجلس سبقتها سلافة وهي تقول : يا سلااااام , just سحر ..
وحطت يدينها على خصرها , أول ما شافته واقف مع سامر وصقر تراجعت بصمت , دقت في سحر اللي قالت : اش فيه ؟؟
وأول ما شافتهم شهقت وجات بتتراجع , مسكها ماهر من يدها وقال : تعااااااالي وين رايحة ؟؟
تذكرت لحظتها إنها تقابله , حست بإحراج شديد وغصب عنها خفضت بصرها وهي تتذكر موقفها معاه في أول مقابلة , ابتسم صقر لمن شاف إحراجها وقال : كيف حالك سحر ؟؟
: لا والله , سلم عليها زي الأوادم ..
زاد إحراجها من اللي قاله عمها اللي خرج من المجلس , مد صقر يده يصافحها و قال وهو يحس بإحراج : طيب أعطونا نفس , الخليقة كلها متجمعة ..
رفعت سحر راسها وانصعقت لمن شافت أبوها وخالد وعدنان وعماتها اللي جوا يحضرون الموقف , مدت يدها بإحراج وصافحته وهي تقول بصوت حاولت تخليه ثابت : الحمد لله , ترا أنا مو زي ما شفتني أول مرة ..
ضحك صقر وشاركه التوأم اللي فهموا الموضوع , قال أبوها بحنان وهو حاس بإحراجها : ما بتسلمون على بعض ؟؟..
~ لااااااااااااا , يا فشلتي , ليه يا أبويه ؟؟ ~ قال صقر وهو يتنحنح ويهز يده القابضة على يد سحر : هذانا سلمنا ..
قالت أم عبيد : هذا مو سلام عيد , طقها عربة وقلها كل سنة وإنت طيبة ..
هدر قلبها بين ضلوعها خاصة وهي تسمع تعليقات البنات اللي تجمعوا ورى الباب يطالعون في المشهد , لف صقر وجهه وهو يضحك بإحراج ورجع دنق عليها لكنها تراجعت للحظة قبل ما يسلم عليها وهو يقول : كل سنة وإنت طيبة ..
الكل ضحك على وجه سحر اللي همست : وإنت طيب ..
وسحبت يدها بسرعة وبلا شعور اندست ورى عدنان اللي كان واقف جنبها , غمضت عيونها أول ما حجبها جسد عدنان عن أنظارهم وصرخت بداخلها ~ الحمد لله , ماكانت هاللحظة مرعبة زي ما تخيلت , الحمد لله ~ كانت تسمع لأحاديثم المتفرقة بدون ما تركز على واحد منهما ..
: كيفك دحين ؟؟
فتحت عيونها ورفعت راسها لعدنان اللي لف وجهه يطالع فيها من فوق كتفه بنظرات غريبة , ابتسمت مشجعة وقالت وهي تلعب بخصلات شعرها : الحمد لله , بس صراحة ..
سكتت شويه وضحكت وهي تقول بصوت مخنوق : إحرااااااااااااج ..
ابتسم وقال : هالمرة بس , بعدين بتتعودين عليه ..
ولمن بعد عنها , شافت صقر يتوسط التوأم وهو يضحك على شي قالته عمتها نجلاء , كان لابس نفس ثوب أخوانها ومخيط نفس التطريز , وغترته وعقاله نفس النوع ~ غصب يعتبرونه توأمهم الثالث ~ لف ناحيتها فرجعت اندست ورى عدنان ..
: أنا أطلع هالإحراج من عيونك ..
شهقت لمن سحبها ماهر من ورى عدنان بعد كلمته ودفها بخفة على سامر اللي قال وهو يلمس تنورتها السوداء الحرير وهو يقول بتريقة : هذي قابعة عليها زيت ولا ايش ؟؟
قال ماهر وهو يفركها : شكله , شوف كيف تلمع , شكلها غسلتها بمازولا على بالها تايد , ملمسها كإنها إممممممم ..
كانت عارفه إنهم يحاولون يستثيرونها , بعدت يدينهم و قالت بهدوء : فكوني ..
قال ماهر وهو يمسك بلوزتها التل المشجرة بالتركواز والأسود : اش جاب هالقماش لقماش التنورة المزيت ..
قالت بطفش وهي تحاول تمسك أعصابها : حرير , اش مزيت !!
هز سامر راسه موافق وقال وهو يلمس أحلاقها الفضية : لا ولا يفوتك أحلاقها اللي تدق في أكتافها , مالقيتي أطول من هالحلق تراه مرررررره قصر ..
ما خلوا شي ما علقوا عليه حتى شباصتها علقوا عليها , تأففت وهي تبعد عنهم , قال ماهر بتريقه وهو يدق سامر : أنا أموت وأعرف لابسه كعب ليه وهي زي الزرافـ ...
وسكت لمن لفت سحر ورمته بنظرات حادة , ضحك عدنان من قلبه وقال وهو يصفق بيدينه : أحلـــــى سحوره ..
ولف على التوأم وقال : أتحدى واحد فيكم يفتح فمه بعد هالنظرة ..
ابتسم صقر وطالع في التوأم اللي هزوا رأسهم بمعنى إنهم مستحيل يتكلمون بعد هالنظرة ورجع طالع في سحر اللي ابتسمت بهدوء وهي تتحرك للمجلس اللي فيه البنات ..
قال خالد : إخــــــــص , وحده أصغر منكم تسكتكم ..
قال صقر بصوت خافت : صراحة ما ألومهم ..
وطالع في التوأم برعب , لمن ضحكوا مرة ثانية أصر عدنان يعرف السبب , قال ماهر وهو يعقد يدينه قدام صدره قبل ما يرفع حاجبه الأيسر بتريقة : اللي ما عندهم جوالات مالهم حق يسألون عن شي ..
وقف سامر جنبه ورفع نفس الحاجب وهو يقول : قصدك اللي يراسلون حريمهم من جوالات أخواته ..
هز ماهر راسه بلا وقال : قصدك اللي حريمهم ماعايدوا عليهم ولا عبروهم بكلمة ..
زفر سامر وقال وهو يعقد حواجبه بتفكير : كيف يعبرونه بكلمة وهو مقطوع عن العالم ..
حط ماهر نفسه يفكر وقال : تبيجر له ..
ولفوا على بعض و قال سامر وهو يأشر عليه ويغمز له : حلللللللللوة , تكفى عيدها ..
قال ماهر بصوت أنوثي : تبيجر له ..
و انفجروا ضحك وهم يضربون أكفهم , طالع فيهم خالد برعب وقال : يااااااااااااالله سألتك ما تطيحني في لسان واحد من هالمحششين ..
زاد ضحكهم وهو يكمل : الحمد للـــه اللي ماني عندكم , الحمد لله ..
ولف على عدنان وهو يسأل : إنت كيف متحملهم ؟؟
قال عدنان وهو يطالع فيهم بهدوء : أنا الصراحة شاكر لهم , لهم الفضل بعد الله في إنهم خلوني أحب بعدي وغربتي و شغلي في الشرقية ..
دخل بقية الشباب اللي توهم رجعوا من المشهد وسلموا على العمات والخالات ..
أول ما دخلت المجلس وانقفل الباب صرخوا البنات وتجمعوا حولينها وهم يسألونها أسئلة ما لحقت تجاوب عليها , ومن بين البنات شافتها واقفة وهي ضامة ولدها وتطالع فيها بابتسامة متسائلة وعيون قلقة , كيف لإنسان أن يفهمك دون أن تفتح شفاهك !! دون أن تضطر لنشر جراحك على حبل الحقيقة المرة , تكتفي بنظرة إلى عينيه ليسبر أغوار روحك دون أن يجبرك على الحديث , ابتسمت لها سحر وقالت بصدق وهي تتقدم لها : الحمد لله , مر كل شي بسلام ..
وشالت ربيع عنها وهي تكمل بتحبب : حبيب خاااااااله إنته , خريف حبي , واااااااا كيف يجنن ..
وباسته على خده وعضت يده وهو يطالع فيها بنظرات لا معنى لها وصوت أنفاسه مسموعة , طالعت في وقالت بضحكه : يا أهبل ..
ابتسم ابتسامة كشفت عن فم بلا أسنان , ضحكت أكثر وسلمت على فمه وهي تقول : يا ناااااااااسووو بيذبحني هالولد , بيذبحني ..
ثواني وحست بشي يطوق ركبها , نزلت بصرها وأول ما شافت أخته الغيورة ناولت ربيع لسمر ودنقت وشالتها وهي تقول : وهااااااااااااااذي هي حبيبة عمري ..
وسلمت عليها وهي تمدح فستانها وقبعتها وشنطتها اللي مليانة ريالات , طالعت من وراها لسمر اللي ابتسمت لها بسعادة , كانت عيونها تصرخ بالجملة اللي دايما تقولها لها ... الجبل العالي ما ينحني للأعاصير , ممكن تنحت صخرة بسيطه لكن هذا أقصى شي أسمح به , صخرة بسيطة يا سحر ..



***************************


في جدة :
بعد صلاة المشهد :


: بأشوفها دحين ..
طالع جاسم في حسان وقال وهو يعدل غترته : شوف تراني متكشخ , لا تخليني أنزل عقالي وأمخطك به دحين وأخرب كشختي ..
طالع فيه حسان بغيض وقال : طبعا مو حضرتك مبخرتك حرمتك اللي كنت متونس معاها طول الليل , غصب مستكثر علي أشوفها دحين ..
ضحك جاسم وقال : والله مو هذا مقصدي , بيت جده زحححححححمه , من وين بتسلم عليها إنت ووجهك , هذا اللي قصدته , أصبر خلينا نعايد على البيوت ولا رجعنا أقعدك معاها براحتك ..
وحرك حواجبه غياض وهو يكمل : يلا عن إذنك بأجيب حرمتي ..
وتحرك لسيارته يقربها من مصلى النساء بعد ما ركب أبوه , وهناك ركبت أزهار و العنود ..
ابتسم وقال : كيف كان المشهد عندكم ؟؟
قالت أزهار بهدوء : حلو وروحاني بشكل ما تتصوره , حسيت بفرحة الناس ..
ابتسم وقال : ها عنيدي , حلو المشهد ..
رفعت العنود راسها وقالت بعد ما سلكت حنجرتها اللي حستها مشروخة : يجنن , هذي ثالث مرة في حياتي أحضر المشهد بس أول مرة أحس بهالروحانية فيه ..
وضحكت وهي تقاوم دموعها وقالت : روحاني لدرجة حسيت إني أصافح الملائكة ..
لمن وصل عند بيت جدته نزل أبوه ووصاه ما يتأخر عشان يبدأون المعايدة على البيوت ولمن نزلت العنود قال لأزهار اللي انتقلت للمقعد الأمامي : ما تبغين تنزلين لهم ؟؟
هزت راسها وقالت بابتسامة : إن شاء الله أعايدهم العشاء مرة وحدة وقت العشا , دحين أبغى أروح بيتنا , أكيد عمر بيرجع من المشهد على هناك ..
حس بغصتها اللي تداريها , حرك سيارته بعد ما تأكد من دخول العنود اللي لوحت له مودعه وقال بمزح : أهم شي ما تخربين البيت , ترا ما فينا , العرس ما بقي عليه إلا تسع أيام و ولدك حسه عينه يخرب الكنب ولا يكسر الزينه ..
ضحكت وقالت وهي تحط يدها على بطنها : إن شاء الله هذا أضمن لك إنه ما بيخرب البيت ..
مد يده اليمين وقبض على يسراها وهمس : ما يحتاج أقولك خليك قوية لأني أعرفك ماشاء الله عليك مافي زيك .
بلعت غصتها وقالت باللهجة المصرية متظاهرة بالقوة وهي تضرب صدرها : إن شاااااااااااء الله , زهره والأجر على الله ..
همس بخفوت وهو يرص على يدها : و أنا ما يحتاج تتظاهرين قدامي بشي ..
تفجرت الدموع من عيونها , سحبت يدها منه وغطت وجهها بكفوفها وهي تصيح من قلبها , دموع العنود الغزيرة أثناء الصلاة , صوت نحيبها مازال يتردد بداخلها , رغم تظاهرها بالقوة إلا إنها كانت تنهار بداخلها , صاحت أول عيد يمر عليها من دون أمها , ما بتشوفها , ما بتسلم على يدها وراسها وهي تقولها : كل سنة وإنت طيبة ..
وما بتحضنها أمها وهي تقرأ عليها وهي منبهرة بجمالها اللي تشوفه يفوق جمال ملكات العالم , ومن دون أخوانها , ما بيهديها عمار زهرتها المفضلة وهو يسلم على خدها وهو يقول لها بحب الأب وحنان الأخ : كل سنة وإنت أحلى زهره ...
ما بيطالع فيها عمير بنص عين وهو يقول بقرف ممازح : وععععععععع , ما لقيتي أحلى من هاللبس , تصدقين اللبس حلو بس يوم لبستيه إنت صار يخرررررررع ...
وما بتطارد وراه وهي تحلف إنها تضربه لو على جثتها , ما بتسمع ضحكاتهم ولا تهزئ عمر لهم وهو يطلب منهم بحزم إنهم يتصرفون زي الكبار , أول عيد بيمر من دون البندري اللي عمرها ما عيدت معاها وهي تتساءل كيف كان العيد حيكون لو هي معاهم , صاحت وصاحت وصاحت إلين حست قلبها بينفجر من كثر اللي فيه , وبعد ما هدأت ثورة بكاها رفعت راسها وطالعت في جاسم لقيته ملتفت لها وهو يبتسم بهدوء بعد ما وقف سيارته على جنب , مد يده بمنديل وقال : فرغتي كل اللي في قلبك ..
سحبت نفس طويل ممزوج بشهقات متتاليه وهي تتناول المنديل منه , قالت بصوت مخنوق وهي تمسح وجهها من تحت الغطى : كلمتك هي اللي فجرتني ..
ضحك وقال : أحسن عشان تفرغين هنا قبل ما تروحين عند أخوك , ترا هو مو ناقص , أكيد هو حاس بهالشعور لكنه بيكتمه عشانك فلا تزيدينه وهو لله مضغوووووط بسبب جوازه , بعدين حسيتك من أمس وإنت كابته هالمشاعر كلها فقلت أكيد بتفرغينها لا شفتي أخوك قلت أحسن تفرغها هنا عندي عشان ما تنكد على أخوها ..
كانت تطالع فيه وهو يقول كلامه و تحسه يضغط على يدها كل فتره وهو يطالع فيها بحزم ممزوج بحنان , ومن خلص كلامه همست فجأة : جاسم أحبك ..
انصعق من كلمتها وطالع فيها بذهول للحظة قبل ما يضحك من قلبه وهو يقول : آآآآآآآآآخر كلمة توقعتها ..
ضربت يده وسحبت يدها وقالت بغيض : انقلع ...
لف وضربها بطرف يده على كتفها وقال : أولا لا تضربين , ثانيا ما أسمح لك تقولين انقلع ..
حكت كتفها وقالت باستنكار : آآآآآآآآآآح , عورتنيييييييييييي ...
قال وهو يحرك السيارة : أححححححححسن ..
طالعت فيه بصمت , وهو يطالع فيها ويرجع يطالع قدام , بعد فترة مد يده وقرص خدها وقال وهو يضحك : والله مو أحسن , ما تهون علي زهرة قلبي ..
ضحكت أزهار ودفت يده وهي تقول بثقة : أنا عارفه إني ما أهون عليك ..
رفع حاجبه وقال وهو يطالع فيها بتكبر : يلعن أبو الثقة ..
ورجع يطالع في الطريق , قالت بدلع وهي تمسد على كتفه ترتب ثوبه : أنا واثقة لأني أحبك فوق ما تتصور ..
: آآآآآآآآآآآخ منكم يالحريييييييييييييم , بياعات كلااااااااااااااام ...
: جسوموووووووووووووووووو ..
: شفتي , مسسسسسسسسسرع ما قلبتي ...
: كنت بأقول ... عمري آآآآآآآنا جسومو ..
: يمممممممممممممممه منكم كيف تقلبونهااااااا ..



*************************

................. يتبع


في نفس الوقت في سيارة علي :

: طيب ممكن تعدلين مكياجك في السيارة ..
سحبت سفانة نفس عميق تتخلله شهقات وهي تتناول المنديل الخاص بإزالة المكياج من الخنساء , قالت نورة بزفرة : الحمد لله اللي صياح العنود طلع صياحك أخيرا ..
قالت الخنساء بصوت مخنوق : ما توقعتها تنفجر بهالشكل , فجأة وهي تصلي جلست على الأرض وما قدرت تكمل صلاتها من شدة بكاها ..
طالع حسان في ساعته اللي أهدتها له الهنوف بصمت , ما شاف الهنوف من ذاك اليوم في العزاء لكن صوتها كان يتحسن يوم بعد يوم ويطمنه أكثر لكن دحين اعتراه خوف غريب , يكون هذا كله تظاهر بالقوة زي العنود , تكون تخفي كل شي بداخلها , ولمن تذكر حالتها أول ما درت بالخبر حس بقلبه ينقبض , هز راسه ينفض هالذكرى اللي ما يحب يستعيدها ..
قالت سفانة من بين شهقاتها : أنا ما عليه من نفسي , بس ما أبغى العنود .. ما أبغاها ...
وماقدرت تكمل كلامها , ضمتها نورة وقالت : أنا فاهمتك , كلنا ما يهمنا وجعنا لأننا نتعامل معاه لكننا ما نحب نشوف اللي نحبه يتوجع لأننا مانبغاه يحس باللي نحسه ..
أول ما تذكر علي أخوانه اللي كان يحس هالمشاعر نحوهم وتجاهلهم له وتنكرهم له من دخل السجن حس بألم في قلبه لكنه تناساه بسرعه وهو يقول : طيب اش رايك نحط أمك عند جدتك و نروح نعايد أعمامك على بال ما تتمالكين نفسك , عشان ماتدخلين لهم بهالشكل ..
قالت الخنساء بحزم : لاااااا , أنا ما أبغى أعايدهم ..
لف حسان وقال بحزم : بنت ..
نزلت الخنساء راسها بسرعة وهي تغطي وجهها اللي كانت فاتحته عشان تعدل مكياجها , قال علي : حسان خليها براحتها , يمكن ما تبغى تعايدهم دحين , تبغى تجلس مع البنات شويه ..
وطالع في المرايه وقال بحنان : نعايدهم العصر إن شاء الله ..
قالت سفانة اللي تمالكت نفسها : أبويه خمس أعياد مرت وإنت بعيد ومحد فيهم دق علينا تلفون يسأل لو بالكذب إذا كنا نحتاج شي ولا لا , والله ولا حتى شفنا خلقة واحد فيهم , ثلاثة أعمام ويا كثر عيالهم وما شفنا أحد فيهم فكر حتى يتصل أو يتطمن , ودحين نجي إحنا ونعايد عليهم ..
ابتسم أبوها وقال : سفانة حبيبتي , صلة الرحم اللي وصى عليها الرسول صلى الله عليه وسلم هي إنك توصل من قطعك مو توصل الناس اللي وصلوك , والرحم عظيم أجرها عند الله , ربي اشتق لها من اسمه وخلها معلقة بين السماء والأرض , إنت تبغين توصلين ربك ولا لا ؟؟
سكتت وهي عارفه إنه كل كلمة قالها صحيحة لكن قلبها مو مطاوعها تروح تسلم على أعمامها وحريمهم وبناتهم وهم ما فكروا فيهم كل هالمدة اللي كانوا فيها بأمس الحاجة لسند يساعدهم , كل ما لفوا يمين أو يسار ما شافوا إلا خوالهم وجدتهم , أعمامهم ما لهم أي أثر في حياتهم ..
همست الخنساء : ريال ما أعطونا يوم كنا نموت جوع ودحين ..
قال حسان : خنسااااااااء ..
قالت بعصبية : ليش تسكتني ؟؟ دحين لمن طلع أبويه وطلعت معاه الملايين قاموا يسألون ويجون ويتصلون على أبويه , وينهم يوم كان يمر علينا أياااااااام محنا قادرين نسوي شي من قل الفلووووووس , عملية الزايدة حقت سفانة خوالي اللي قطوا فيها ودفعوها , فلوس كليتها , وحاجيات مدرستي و ....
قال حسان بحزم : قلت خلاص ..
سكتت وهي تعقد يدينها قدام صدرها وتلف وجهها للطاقة , قالت نورة بعد صمت طويل : نروح دحين عند جدتكم وبعد العصر تروحون تعايدون أعمامكم مع أبوكم وأخوكم , حتى خوله وبناتها بيروحون معاكم إن شاء الله ...
التزم الجميع الصمت بعد كلمتها ولمن وصلوا لبيت حمده قال علي : أنا بأروح أعايد أخواني دحين مع حسان ..
قالت نورة بابتسامة : الله يسهل لكم ..
ودخلت , أول ما دخلت حست بالجو المتوتر , نزلت طرحتها وطالعت في الوجيه المحمره , وابتسمت لمن شافت أمها مغطيه وجهها بمسفعها بصمت وجنبها العنود تكبس أكتافها وهي تبتسم لها , قامت خولة وبناتها والبقية عشان يسلمون عليهم , ما سألتهم اش صار لأنها عارفه إن الموضوع متعلق بالبندري ..



***************************


في نفس الوقت :
في شقة عمر :


حست براحة نفسية وهي تنقل بصرها في الشقة اللي تغيرت تماما بفعل البوية والأثاث الجديد واللوحات البسيطة التي زينت الجدران وحولينها إضاءات أصرت العنود على إضافتها عشان يصير المكان فخم , هالراحة كانت ممزوجة بحنين وألم لكنها تجاهلته وهي تتلمس الكنب الجديد وهي تقول لنفسها : كذا أحسن , صح الذكرى حلوة لكنها موجعة ..
وحطت يدها موضع قلبها وهي تهمس : خليكم هنا ..
طالعت في صحن الحلاوة والشوكلاته اللي يتوسط طاولة الصالة , راحت وسحبت وحده وأكلتها ..
: بس يالسعلية ترا بتخلصينها ومحد عايد عمر ..
لف على جاسم اللي خرج من الحمام وقالت وهي تحط الحلاوة على جانب فمها الأيسر اللي انتفخ بسببها خدها وقالت : ما أكلت إلا ...
وعدت على أصابيعها وكملت وهي تفرد يدها : خمسة بس ..
حط يده على راسه وقال : الـــــــله , يا كبرها عند ربي ..
قالت بابتسامة : ثلاثة ليه وإثنين للنونو ..
وقبل ما يتكلم وصلهم صوت الباب اللي انفتح مختلط بصوت عمر وهو يقول السلام , جريت للممر ووقفت عنده وهي تطالع فيه بلهفة , ثوبه القصير , غترته اللي بدون عقال , بشته الأسود الفخم , بشت عمار , جريت وهي تصرخ : عمووووووووووووووور ..
وضمته بقووووة وهي تقول : كل عام و إنت للرحمن أقرب حبيبي , كل سنة إنت طيب ..
ضحك من إندفاعها وقال وهو يلم عليها : اللي يشوفك يقول غايب عنها سنين , تقبل الله ..
همست وهي تضمه أكثر : منا ومنكم صالح الأعمال ..
ودفنت وجهها في صدره تقاوم دموعها اللي تحاربها بقوة , كان يشبه عمار , يشبه لحد بعيد وهو لابس بشته الأسود , وقالت عشان تضيع بكاها : عشرة أيام الإعتكاف حسيتها كإنها عشر سنين ..
ابتسم وقال : لمن جيت أمس عشان أتروش إنذهلت من اللي سويتيه , صراحة , ماشاء الله البيت صار شي ثاني ..
ورفع راسه وقال : مشكور يا أبو أحمد ما تقصر ..
غمز له جاسم وقال : تخدمني في فرحي إن شاء الله ..
بعدت عن أخوها ولفت على جاسم وهي تقول : نــــعـــــــم , عيد عيد اش قلت , ماسمعتك زين ..
ضحك عمر وقال : الله يعينك عليها , بنت يعني ما يمزح زوجك , بعدين الشرع محلل له أر..
ضربت عمر تسكته وهي تقول : مالك دخل , إحتفظ بهالكلام لنفسك ..
ضحكوا على عصبيتها وهي رايحة للمطبخ تجيب القهوة وهي تتمتم بغيض : سابوا كلللللللللل السنن اللي سواها الرسول ومسكوا في الزواج من الثانية , المشكلة ياليتهم يعدلون , الله بنفسه قال واحدة إذا ما استطعتم العدل , و ...........
لف جاسم على عمر وقال بهدوء : تعودت على عصبيتها خلاص , صح مهي زي أول أيام زواجنا لكني أحاول أتأقلم معاها ..
ابتسم عمر ومد ذراعينه وضم جاسم وهو يسلم عليه بحفاوة ويعايد عليه , ابتسم جاسم وبادله الأحضان وهو يحس براحة نفسية من العلاقة اللي وصل لها مع أزهار وعمر , سأله باهتمام : عبد الرزاق معاكم ؟؟
ابتسم عمر وقال : والله الله يجزاه بالخير , ما قصر معانا , جلس يوزع مع الشباب الزكاة إلين بدأنا الصلاة ..
سأله : وينه دحين ؟؟
قال وهو يهز أكتافه : بدل في غرفة المؤذن وصلى معانا ومن بعد الخطبة ما شفناه ..
جلس جاسم لفترة معاهم وراح بعد ما استأذن منهم إنه بيعايد , وقبل ما يخرج تعلقت فيه أزهار وقالت بدلع : جسوم , ممكن , ممكن , ممكن أعايد على جاراتي مع منى ..
ابتسم وقال : خذي راحتك ..
وقبل ما يتحرك شدته وقالت : طيب ممكن , ممكن توديني أعايد مشاعل بعد ما تخلص معايدتك ..
أشر على عيونه وهو يبتسم بهدوء , طالعت فيه بحب ورفعت نفسها وسلمت على عيونه وهي تهمس : تسلم عيونك الحلوة حبيبي ..
وتأملته بحب وهي تسأل : قريت على نفسك ؟؟
زفر وقال : إيوه , لا تخليني أبطل معايدة وأقعد هنا و ....
ضحكت وبعدت عنه وهي تقول : في آمان الله قلبي , انتبه لنفسك ..
ابتسم وخرج , طالعت أزهار في الباب ورجعت لفت وهي تصرخ بحماس : عموووووووووووووور يلا نفطر ..
وهو نازل من الشقة دق جواله , رفعه ولقيه رقم غريب رد وهو يقول : نعم ..
: كل سنة وإنت في قلبي ..
قطب حواجبه ووقف في مكانه عند مدخل العمارة ~ ياربيييييييي كيف بتفهم هالبنت ومتى ؟؟~ بعد الجوال عن إذنه وزفر بقوة , كان يحس بالذنب إنه علقها به وسابها , هو شاف حياته وهي مهي قادرة تنساه , كان يعيش عقدة الذنب هذه دايما , وسابقا كانت تراوده أفكار إنه يكلمها عشان يطيب خاطرها يستسمح منها لكنه تراجع لأنه يعرف إن هذا من الشيطان اللي يحاول يرجعه للخطأ , رجع الجوال لإذنه وقال : ليلى أظن إني وضحت لك كل شي في السابق , لا عاد تتصلين ..
احتد صوتها الناعم وهي تقول : جاسم أنا تطلقت عشانك ..
حس بالأرض تتزلزل تحته من شدة الصدمة , غمض عيونه بقوة وهو يحاول يستوعب اللي سمعه ~ متزوجة , متزوجة , متزوجة ~ تخيل لثواني أزهار مكان ليلى ورجال ثاني يـ ... , هز راسه بقوة يبغى ينفض هالتفكير المرعب , انعدمت مشاعر الشفقة والحزن عليها وانمحت عقدة الذنب وهو يقول بحزم وهو يحس بإحتقااار وتقزز : أولا أنا لأووووول مرة أدري إنك متزوجة , ثانيا إنت اللي جنيتي على نفسك ..
وصك الخط وهو يحس بفوران في دمه ~ كيف ما عرفت إنها متزوجة ؟؟ كييييييييف ؟؟ يارب سامحني , يارب سامحني ~ ..



**************************


الساعة 10 في فيلا حمده :

نزعت ريم صندلها العالي وقالت بتعب : يلعن أبو الشياكة , آآآآآآآآه يا رجولي ..
وجلست جنب العنود اللي تاكل من الشعرية بتلذذ , وقفت سمية قدامهم وهي ماسكة عصيرها في يد واليد الثانية على خصرها وهي تقول : يا سلاااااااام , ما عاد في مكان , وين أقعد يعني ؟؟
رفعت الخنساء راسها لها وقالت بفم مليان وهي تأشر فوق راسها : تعالي سوي دور ثاني ..
دقتها أسماء وهي تقول : لا تتكلمين بفم مليان الله يقرفك ..
زفرت سمية وهي تشوف الكل جالس على الأرض حولين سفرة الإفطار , ولمن شافت ريناد جالسة جنب الجوهرى وماخذة مكان قالت وهي تتقدم منها : قومي يلا قومي , قاعدة ومبسوطة ..
قالت الجوهرة وهي تحط يدها على رجلين بنتها : دوريلك مكان ثاني , أبغى أأكل بنتي ..
لفت سمية بوزها وقالت : يعني أوقف أنا وما آكل , حطيها بحضنك ولا بعديها شوي .. طنشتها الجوهرة وهي تأكل بنتها , بعدت العنود نظراتها الباردة عن عهود اللي جلست على الكنب وهي حاطة رجل على رجل وماسكه كروسان وهي تطالع فيها بجرأة عجيبة وبعدت ريم وهي تقول : ريمان ازحفي شوي ..
ونادت على سمية وهي تقول : سماسم تعالي هنا ..
رمت سمية الجوهرة بنظرات غيض قبل ما تتحرك وتجلس بين العنود وسفانة , قالت سفانة من بين أسنانها وهي ترفع كباية الشاهي بالحليب : نزلي عينك عنها عشان ما تبدأ في كلامها اللي زي السم ..
ضحكت العنود وهمست : إحمدي ربك إنك منتي أزهار ولا كان تعرضتي لهالضغوطات كل يوم ..
همست الهنوف المقابلة لهم في السفرة : عنييييد , حرام عليك , الفترة الأخيرة ما صار شي من اللي تقولينه ..
قطبت العنود حواجبها وقالت وهي ترفع ملعقة الدبيازة لفمها : إي والله كلامك صح ..
و بلعتها وقالت بعد تفكير : إممممم يمكن عشان أزهار ما عاد تجينا كثير بسبب شقة عمر اللي تجهزها ..
ولوحت بالملعقة وهي تقول : سبب وجيه في نظري ..
غطت سفانة فمها وهي تبعد الكباية اللي حرقتها و تطاير العيش من فم ريم اللي ضحكت من قلبها , قالت الخنساء وهي تطالع في قطع العيش اللي لصقت في تنورتها الشمواه : رييييييييييييييييييييييييم ..
مسحت ريم فمها وهي تقول : آآآآآآآسف , والله آسف ما قصدي , كله من هالسوسة ..
وأشرت على العنود اللي طالعت فيهم ببراءة وهي تقول باستنكار : أنا اش قلــت ؟؟
: أبله هنوووووووووووووف ..
لفت الهنوف على ساره وقالت بابتسامة : هلا ..
قالت ساره وهي تأشر على اللامكان : خالو جاسم هااااا يقولك تعالي هاااااا عشان تقابلين خالو حسااااان ..
ذابت ابتسامتها وحمر وجهها لمن بدأ البنات يطلون أصوات حماسية أخرسها صوت حمده وهي تقول : بسسسسسسس , حِسكن يعل الله يقطع حِسكن ياللي ما تستحن , اش قام به تصارخون ..
قالت العنود : جده نشجعها , جوليت بتقابل روميو أخيرا ..
ضربتها الهنوف وقالت حمده بعدم فهم : مييييين ؟؟ مين اللي بيقابل مين ؟؟
وكملت بعصبية : واش نشجعها هي داخله مباراة ؟؟
ضحكوا البنات وزاد ضحكهم لمن قالت العنود : أوووو صح , إنتم قوم ليلى , جالسة أقول ليلى بتقابل قيس أخيرا ..
قامت الهنوف بسرعة عشان ما تسمع تعليقاتهم أكثر فقالت ريم وهي تتنهد : وييييي مستعجلة على شوفة بعض ناس ..
وصرخت لمن ضربت جبهتها بذرة زيتون , لفت بعصبية بتهاوش اللي رماها وسكتت لمن هاوشتها حمده : آآآآآآآ يالمعبرة إي والله يالمعبرة يا قليلة الميز ..
حكت جبهتها وهي تقول : جــــــــده , عورتيني ..
ومن وسط هواش حمده على ريم لفت سمية على سفانة وسألتها : خاله اش معنى معبرة وقليلة الميز ؟؟..
دقتها سفانة وهمست : اششششش لا تسمعك جدة والله تشرشحك ..
قالت الخنساء تتفالح عليها : حبيبتي الميز هذا البوفيه اللي يحطونه للناس في الجوازات ..
رمتها أسماء بنظرة عدم تحمل لهالغباء وقالت بهدوء : حبيبتي خالتو , الميز هو التميز , يعني جدة قصدها قليلة التميز , ما تميزين الصح من الغلط ..
هزوا راسهم بفهم وعيونهم تلمع بنظرة إعجاب لفهمها للكلمة , سألت سمية : ومعبرة ؟؟
وغمضوا عيونهم لمن وصلهم صوت حمده الحاد وهي تقول : معبرات يعني قليلات الحيا ما تستحون , اللي شايفيني أهاوش وإنتم قاعدين تتنطزون بكلامي ..
مسكوا ضحكهم وسفانة تهمس من بين أسنانها عشان ما تشوفها حمده وهي تتكلم : قلت لك تشرشحك ما سمعتيني ..
قالت العنود وهي مبتسمة لجدتها و تتكلم هي الثانية من بين أسنانها : ما في أحد مبسوط قد الهنوف , شردت وفرت بجلدها , سفسف , قومي نعدل لها مكياجها وكشختها ..
وفي ثواني قاموا ولحقوا بالهنوف اللي كانت واقفة قدام المراية في غرفة جدتها وهي تنتفض , جريت لها العنود ومسكتها بخوف وهي تقول : هنوف اش فيك ؟؟
لفت عليها الهنوف وهمست وهي تتجنب نظرات سفانة : مستحية ..
دفتها العنود بخشونة وهي تقول : حماااااااااره فجعتيني , صدق ما عندك سالفة ..
قالت سفانة : نشوفك يوم يجيك عدنان اش تسوين ؟؟
غمضت عيونها بقوة وقالت بهمس وهي ترفع يدها في وجه سفانة : سفسف ترا مافيني للمغص فأسكتي أحسن لك ..
قالت سفانة وهي تربط حزام فستان الهنوف المشجر بلون رمادي وأبيض ووردي : ذوقي شوية من اللي تذوقينه الضعيفة ..
مسكت العنود حبال الفستان وقالت وهي تحرك حواجبها بخبث : هنوف فسخي البلوزة و أدخلي عليه بعريان ..
شهقت الهنوف وفي ثواني حمر وجهها وهي تضم بلوزتها البيضاء اللي لبستها تحت الفستان وهي تقول : مستحيييييييييييييييييييل , لو على جثتي ..
دفتها سفانة وقالت : روحي بس , ما نبغاك جثة عشان ما يموت أخويه ..
لفت عليهم وقالت بخوف : شكلي حلو ..
قالت سفانة بحنان عشان تهديها : والله حلوة .
وقالت العنود بتريقة : ما شاء الله هنيف إنت لو لبستي خيش بيشوفه حسان كإنه آخر صرعات فساتين نعومي كامبل , روحي له الله يخليكم لبعض ..
دقتها سفانة وهي تقول : يعني على بالك شجعتيها , حرام إرحميها ..
زفرت الهنوف وتحركت ورا سارة اللي قالت بطفش : خلصونااااااا ورانا بيوت ما عايدنا عليها , ترا العيد بيخلص وأنا ما جمعت 300 ريال لسه ..
قالت العنود بغيض : يا حلاتك وطلاقة لسانك لا جيتي تتفالحين , لكن لو شي مو مهم تبهذلينا بهاااااا وهااااااا ...
أول ما وصلت الهنوف الصالة وشافت جاسم حست بإحراجها يزيد , ابتسم جاسم وقال : أخيرا , ما بغيتي ست هنوف , بعدين ..
لف يده حولين ذراعها وكمل وهو يرافقها لمجلس الرجال : زوجك هذا مطيور , عقليه , من أصبحنا وهو يطالع في ساعته متى يجي يعايدك ..
نزلت راسها بإحراج وهي تسحب ذراعها من يده , ضحك وقال وهو يوقف في مكانه : يلا روحي له بس لا تطولين ترا حمده تفصل راسي عن رقبتي لو طولتم , ولو تدري إني بأخليكم لوحدكم تفصل راسي على غير القبلة ..
طالعت في باب المجلس برعب ورجعت لفت على جاسم برجاء , طالع فيها بصدمة وقال : مستحيل أدخل معاك , روحي يلا ..
همست برجاء : شويه بس ..
ضحك وقال : الله يعينك يا حساااااااااااان عليها ..
ومسكها بقوة وفتح باب المجلس وقال : حسوووون ..
ودخل الهنوف للمجلس وقال لها : دخلتك خلاص ..
وخرج بسرعة , طالعت في الباب بخوف , كانت تتمنى لو يجلس معاهم شويه على الأقل إلين تتعود ..
: هنوف ..
لفت وجهها له بإحراج وابتسمت بتوتر وخجل وهي تفرك يدينها ببعض , ابتسم وقال بمزح عشان يخرجها من إحراجها اللي لازم يرافقها بداية كل مكالمة وبداية كل مقابلة : أخيييييييييييرا , والله لو طالبين مقابلك الملكة إليزابيث , راسلين عشرين ألف معروض مرسوم لجلالة الحاكمة حمده وبطلعة الروح أصدرت مرسوم ملكي , لا ولازم يكون مختوم بختمين من رئيس الوزراء أحمد و رئيس حزب البرلمان صالح ..
كتمت ضحكتها وهي تعدل قصتها بإحراج وهو يكمل : أشوه بس اللي ما طلبوا مصادقتها من وزير الخارجية جلال ولا كان رحت فيها ..
ضحكت وطالعت فيه بوجه باسم , طالع فيها بحب وتقدم إلين وصلها وهمس وهو يصافحها : كل سنة و إنت طيبة يا روح حسان ..
دنقت راسها بخجل ورجعت رفعته وصافحته و هي تهمس : وإنت طيب ..
تأملها للحظة , فتحت عيونها وطالعت فيه بنظرات حب خجولة , ابتسم ودنق عليها , بعد عنها بسرعة لمن اندق الباب وانفتح , وصله صوت ساره وهي تقول : خالوووووووووو ..
جز على أسنانه وقال : تخلخلت عظام إبليس قولي آمين ..
ولف عليها وقال بابتسامة من دون ما يفك أسنانه : خير يا طير ..
شهقت وفتحت عيونها على الآخر وهي تقول : خالووووووو ما يجوز تقول خير يا طيييييييييير , ترا أبلتنا هااااااا تقول هالكلمة هاااااا فيها تطير والتطير مايجووووووز و ..
فتح عيونه على آخرها بصدمة قبل ما يقول بحزم : ساره أخلصييييييي اش عندك ؟؟
قالت ساره وهي تفرك جبينها : صح أنا اش كنت أبغى أقوووووول !!
: بفففففففف ....
لف حسان على الهنوف اللي كانت ماسكة ضحكتها بالقوة , قال بحدة : لا تضحكين ..
ضحكت من قلبها بعد كلمته , زفر ولف على سارة وقال : تذكرتي ..
فرقعت أصابعها وقالت : إي صح , تقولك جده حمده هااااااااااا , لا تطول ..
قال بعدم استيعاب : لا أطول ..
وقبض يدينه بغيض وقال بعصبية : أنا لحقت أجلس معاها عشان تقولون لي لا تطول , أنا ما سلمت عليها لسه ..
طالعت فيه ساره بحيرة وقالت : أهاااااااااااا ..
وراحت جري وهي تقول بطول صوتها : جده خالو حسان يقوووووووووول هو ما سلم عليها لسه ...
غمض عيونه وهو يطلع صوت مقهور و شهقت الهنوف وغطت وجهها بإحراج , فتح عيونه ورفع راسه للسما وهو يقول : رحمتك ياااااااارب , أنا عايش في عيله متخلفه ..
انفجروا البنات ضحك وتلون وجه بعضهم وهمست سفانة بشفقة : يا قلبي يا هنوف , صدقيني بتعتزل العالم سنة بعد هالفضيحة ..
قامت عهود وخرجت من المكان وهي تزفر بطفش , قالت ريم تبرر بحرج : تراها زعلانه عشان أبوية ما رضي يخليها تروح تعايد خوالي أول , قالها غصب عنك تعايدين جدتك وعمانك بعدين تلحقين أمك ..
قال سمية بتريقة : كان خلاها تروح أصلا وجودها زي عدمه ..
شهقت أسماء وضربتها وهي تقول : بنـــت , عيييييييييييييب ..
قال الخنساء : سمية ما قالت شي غلط , دائما متأخرة عن جمعاتنا وحتى لمن تجي حاطه راسها في اللاب ولا تزفر بطفش ولا ...
وسكتت على طول , كان الكل عارف إنها بتكمل كلامها بـ ولا جالسة تتهامس مع البندري , غمضت عيونها وهمست : آآآآآآآآسفة , ما كنت أقـ ..
قامت العنود وخرجت من المكان فقالت سفانة : شكرا ست خنساء , ذكرتيها بأختها ..
ولحقت بالعنود , دورت عليها في الغرف القريبة ما لقيتها ولمن دخلت الصالة الداخلية سمعت صوتها الهاديء وهي تخاطب شخص ما وتقول : أبغى جواب لسؤالي ..
وقفت في مكانها لمن سمعت صوت عهود تقول ببرود : أنا نفسي أعرف إنت تتكلمين عن إيه ..
وقفت عند عمود الرخام وطلت من وراه للصالة , شافت العنود واقفة قدام عهود اللي عاقدة يدينها قدام صدرها وتطالع فيها ببرود , قالت العنود وهي تضبط أعصابها : لا تختبرين صبري ست عهود , قاعدة أسألك عن السبب اللي خلاك تلعبين في الماسنجر باسمي ..
زفرت عهود وقالت وهي تعطيها ظهرها قبل ما تتحرك : أنا ماني عارفه عن إيه تتـ ...
مسكت العنود طرف كمها من عند كتفها وسحبتها بخشونة وهي تقول بعصبية : ما خلصت كلامي ..
ضربت عهود يدها وقالت بعصبية مماثلة : فكيني , قلت لك ماني فاهمة عن إيش تتكلمين ..
طالعت فيها العنود بغيض , من درت باللي سوته وهي ودها تفش غلها بس ما لقيت وقت , كانت مشغولة مع أمها والهنوف وأزهار , كان في راسها مليون شغلة وشغلة و مالقيت وقت تروح فيه لبيت عمها وتصفي حسابها مع عهود , سحبت نفس وسألتها بهدوء : طيب اش كان في الظرف اللي أرسلته لك البندري ؟؟..
ابتسمت باستفزاز و قالت : أسرار كانت بيننا , مالك دخل فيها ..
قالت العنود بتحذير : تراني عرفت بكللللللل اللي سويتيه , زي ما أرسلت لك البندري رسالة أرسلت لي وخبرتني بفعايلك السوداء ..
زفرت عهود وقالت بطفش : الحمد لله ما عندي أي فعايل سوداء , شكله الست بندري رمت علي مصايبها عشان تتخلص منها و ...
قاطعتها العنود بعصبية : لا تجيبين سيرتها على لسانك الوصخ , ما أسمح لك ..
ابتسمت عهود وقالت : إذا ما تبغيني أجيب سيرتها قفلي الموضوع ..
رصت يدينها بقهر وقالت : لا مني مقفلة الموضوع قبل ما أعرف لييييييييش سويتي فيني كذا , أنا اش سويت لك عشان تبينيني بهالشكل الحقر المنحط قدام عدنان ..
اتسعت ابتسامة عهود وهي تقول متذكرة : آآآآآآآآهاااااا , إنت قصدك هالموضوع !! هالموضوع حبيبتي من تحت راس أختك المصونة و ..
صرخت العنود : قلت لك لا تجيبين سيرتها على لسانك ..
~ تذكري كلام جيهان , لا تعترفين مهما صار , حطيه كله على البندري , لا تعترفين , لو اعترفتي حتكونين في وجه المدفع , وجاسم .... ~ تغيرت ملامح عهود الباردة وتحولت لوحشية وهي تقول : خايفة على سيرة أختك الصايعة , حبيبتي هي اطمأنت إنها بعيدة وقامت ترمي جرمها على الـ ...
صرخت العنود وهي تندفع لها : موعشانها ميتة ما تقدر تدافع عن نفسها تتبلين عليها يالحقيرة ..
ودفتها بقوة , شهقت عهود لمن اندفعت وطاحت على الأرض , طالعت فيها العنود بغيض وصرخت : لا تتبلين عليهااااااااااا ..
جريت سفانة لهم وهي مصدومة من اللي قاعد يصير , و قبل ما توصل لهم صرخت عهود وهي تقوم : يا حيواااااااااانة يا ###### ..
وصفعت العنود وهي تصرخ : ما تدفيني يا قليلة الأدب ..
شهقت سفانة وغطت فمها وهي تطالع فيهم بعدم استيعاب , لمست العنود خدها لثانية قبل ما تندفع وترد لها الصفعة وهي تصرخ : ما غيرك قليلة الأدب ..
وفي ثواني نشبت عهود فيها وهي تجر شعرها , صرخت سفانة : عنووووووود , عهووووووووووود بس إنت وإياها , بنت , بسسسسسسسس ..
ولمن مالقيت أي اهتمام في اللي تقوله قالت بخوف : ترا ما أبغى أتدخل عشان باروكتي ..
ولمن شافتهم يتبادلون الضرب وشد الشعر بجدية صرخت : إلحقونيييييييي ..
صوت الخطوات والأكعاب المتفاوته السريعة الجاية ناحيتهم شجعتها وخلتها تروح لعهود اللي ركبت بكل ثقلها على العنود اللي إنلوت رجلها و انطرحت على إثرها على الكنبة , سحبتها وهي تصرخ : خلاااااااااااااص , خلااااااااص إنت وإياها بسسسسسسسسسسس ..
شهقوا البنات لمن شافوا المنظر وصرخت ريم : عهود لااااااااااااااا ..
صرخت العنود متوجعة لمن حست بأظافير العهود الطويلة تسوي خط ناري في خدها الأيسر , ولمن شافت وجهها اللي تحول لشكل غريب من شدة الغضب والحقد دفتها تحاول تبعدها عنها وهي تصرخ : بعدي عني يا مجنووووووووووووونة ..
لكن عهود كانت تبتسم ابتسامة غريبة وهي تسحب يدها من سفانة وتخدش بأظافيرها وجه العنود مرة ثانية , صفعتها العنود من شدة الوجع ودفتها عنها بمساعدة سفانة اللي سحبتها بقوة وهي تصرخ : يا بنات خلااااااااااااص ..
تلمست العنود أنفها بين عيونها ولمن حست بنار تسطع في المكان بعدت إصبعها بسرعة وطالعت فيه بحواجب مقطبة من الوجع , لمن شافت الدم على إصباعها رفعت راسها وصرخت : والله مجنووووووونة , مجنووووووووونة ..
وتقدمت منها وهي تحس دمها كله يفور , صرخت سفانة لمن تملصت منها عهود : يا بنات قولوا لا إله إلا الله , اش فيكم ؟؟
صرخت نورة : بنات , وقفوا ..
تشبثت سمية في نورة وهي تقول : جـــده , وقفيهم ..
تقدمت منهم وهي تقول : لا إله إلا الله ..
مسكت فيها خولة وهي تقول باعتراض : أمي ترى ممكن تجيك ضربة وهم مهم حاسات ..
صرخت نورة وهي تأشر على البنات : طيب وقفييييييييييييهم , تحركوااااااااااا ..
ريم الواقفة بذهول خرجتها صرخة نورة من ذهولها وخلتها تجري لهم , صرخوا كلهم لمن صفعت عهود العنود بكل قوتها وهي تصرخ بسبة بذيئة وهي تكمل : وأختك هذي اللي تدافعين عنها ما تدرين عن خباياها , عقرب ثرى ..
حست العنود بالغضب يعميها وهي تندفع تضرب عهود , تشبثت ريم في العنود وسحبتها بقوة عن عهود وهي تصرخ : خلااااااااااص , يكفي , عنود خلااااااااااااص ..
تفجرت دموع العنود وهي تقول : عقرب الثرى اللي تقولين عليها يا حقيرة ما تجوز عليها إلا الرحمة , خاااااااااااااااافي اللــــــــه في اللي تقولينه عليها , والله يا إن ربي بيحاسبك حساب عسير على البهتان اللي قاعدة تفترينه عليها ليش ميتة وما تقدر تدافع عن نفسها ..
ومسحت دموعها اللي انسابت وبدأت تحرق وجهها في مواضع خرمشة الأظافر وكملت : أصلا أنا الغلطانة اللي أتكلم مع وحدة زييييييييييييك , مفروض بعد مادريت عن بلاويك أبعد عنك , ما أقول إلا حسسسسسسسسسسسبي الله ونعم الوكيل عليك , حسبي الله ونعم الوكيل عليك , إنت والبندري بتنعرضون قدام ربي يوم القيامة وبتتحاسبون , نشوف وقتها مين الكذاب من الصادق , يا كذاااااااااااااااااااااابة ..
جات الهنوف جري من المجلس وهي تسأل بخوف : اش فيه ؟؟ أصواتكم واصلة للمجـ ..
وشهقت لمن شافت العنود المتناثر شعرها و المبهذل لبسها بين يدين ريم , وعهود مقابله لها وشطلها لايقل فوضى عن شكل العنود وماسكتها سفانة اللي مالت باروكتها وبان جزء من فروة راسها , حطت يدينها على صدرها بفجعة متخيلة الكلام والفضائح اللي ممكن إنقالت في لحظة غضب , شافت حمده جاية وهي مستنده على عصاها بيد ويدها الثانية متمسكة في الجدار وهي تلهث من شدة المجهود اللي بذلته وتقول : حسبي الله عليكم من بنات , يعلكن ما تكثرن , يعل حلوقكن السدة , فضحتونا الله يفضح عدوكم و ...
سكتت لمن تعالى ضرب قوي على الباب مختلط بصرخة حسان الحاده وهي يقول بعصبية : اش فيييييييييييييه ؟؟ اش اللي قاعد يصير ؟؟
وتلاه صوت جاسم اللي ميز صوت أخته وهو ينادي بحده : عنوووووووووود , عنووووووووود ..
نقلت الهنوف بصرها بينهم و حست بخوف لمن شافت عمها صالح داخل مع أبوها وعمها جلال اللي كانوا في المجلس الكبير يفطرون , لحظة صمت دامت لثواني قبل ما يقول صالح بعصبية : اش عندكـــــــم ؟؟ صوتكم واصل لآآآآآآآآآآخر الحـــي , فضحتوناااااااا ..
طالعت العنود في عهود بحقد ولفت وجهها , شهق أحمد وهو يتقدم منها وهو يقول بخوف : عنود اش فيه وجهك ؟؟
رصت شفايفها بقوة بمعنى ما حتتكلم ولفت وجهها عن أبوها , صرخ جلال بعصبية : وحده تتكلم ..
قالت نورة بهدوء : شوية سوء فهم بين عهود والعنود و إن شاء الله إنه انتهى ..
نزل غترته ومسك عقاله وقال : أنا أوريهم سوء الفهم بصحيح قليلات الحيا اللي ما يستحون , الرجال اللي في المجلس كللللللللللهم سمعوا صراخهم بنات الإيه ..
شهقت سمية واندست ورى أمها ما تبغى تشوف منظر الضرب وهتفت الخنساء برجاء : خالي لااااااا ...
انسلت أسماء وراحت لغرفة جدتها وهي تسحب سارة اللي حاولت تقاومها عشان بتشوف اش قاعد يصير وسحبت معاها أولاد عمها جلال , وقبل ما يتكلم أحد انرفع العقال وتعالى صوت لسعته القوية مختلطة بصرخة عهود اللي قبضت على فخذها الأيسر اللي تلقى الضربة , ضمتها الخنساء بقوة وهي تغمض عيونها بخوف , كان جلال حبوب وطيب لكنه لمن يعصب محد يقدر عليه وعصبيته تخوف , قالت حمده : جلال , لا تمد يدك ..
لكنه لف بعصبية وضرب العنود نفس ضربة , صرخت العنود : أبويـــــه ..
غمضت حمده عيونها وهي تقول : واااااااو يا سيادي ..
صرختها اختلطت بصرخات عدة و بشهقة جلال لمن اعترضت يد أحمد ضربته وتلقتها في ذراعه , قال أحمد بهدوء : خلاص أنا أخذت الضربة عنها , إعتبرها وصلت لها ..
تمسكت فيه العنود وقالت من بين دموعها : أبويه , سامحنيييييييي , سامحني يا أبوي ..
مسكه جلال وسلم على راسه ويده وهو يقول : سامحني يا أخوي والله ما شفت يدك ..
قال أحمد بهدوء : ما عليك , ماعليك أنا تلقيتها عنها , ما عليك ..
زفر صالح وقال وهو يمسح وجهه : لا حول ولا قوة إلا بالله , إبليس كان مسلسل رمضان كله , واليوم يوم انفك خليتوه يفرح بهواشكم , الله يسامحكم ويصلحكم ..
قالت حمده بعصبية : ارتحتم , خليتكم أعمامكم يتضاربون , ارتحتم , والله ما تجي المصايب إلا من تحت روس الحريم , الله يفكني منكم ..
قالت نورة بهمس : بجواز إن شاء الله , يفكك منهم بجواز ..
سابت سفانة عهود وعدلت وضع باروكتها وهي تنقل بصرها بين العنود اللي مسحت دموعها وانطلقت مبتعدة عن المكان وبين عهود اللي تطالع فيها بنظرات غريبة وهي تفرك مكان الضربة , لحقت سفانة بالعنود وتبعتها الهنوف وبقيوا البقية صامتين عند الرجال اللي تبادلوا نظرات حيرى قبل ما يبدأون يستجوبونهم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
R-thar
خمس نجوم
خمس نجوم
R-thar


مسآهمـآتــيً $ : : 797
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 48512
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 17
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/01/2012

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة   رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty30/1/2012, 9:17 pm

بعد المغرب :
في بيت عبد الكريم :


فركت سحر عيونها بتعب وهي تقول : هااا معاك حبيبي والله معاك ..
زفر عدنان وقال وهو يتحرك من عند سريرها ويروح لمفتاح النور : شكلك لسه نايمه , أسيبك ترتاحين ..
وقفل النور , فزت من سريرها بسرعة وقالت وهي تفتح عيونها على آخرها : والله صحيت , تعال ..
وفتحت النور وسحبته من ذراعه رجعته لداخل غرفتها وهي تقول : ها حبيبي اش عندك ؟؟
وانتبهت لحظتها إنه قابض على ورقة في يده , طالعت فيه بحيرة لكنها التزمت الصمت أول ماشافت تعابير وجهه الجامدة , جلست قريب منه , زفر وفتح الورقة ورجع طبقها ورجع فتحها وطبقها وزفر مرة ثانية وناولها لها وهو يقول : ممكن تقرين هالورقة ..
تناولتها منه وفتحتها بتردد , ماميزت الخط الصغير المنمق لكن عيونها جرت على السطور بسرعة (( حبيبتي عنود , إذا قرأت رسالتي هذه معناته إنه أزهار وصلت الأمانة اللي أعطيتها لها , عنود سامحيني , يمكن بتشوفين هالكلمة تافهة بعد ما تقرين بقية الأوراق وبتقولين كعادتك وين أصرفها كلمة آسف , حاولي تصرفينها هالمرة من بنك قلبك المحب المتسامح , عنود كان ودي أطلعك على الموضوع من بدري لكني جبانة , فضلت إنك تعرفينه وأنا بعيدة عنك , في أقصى العالم عشان ما أشوف نظرات العتاب في عيونك , سامحيني ولو أقولها مليون مرة ما بتكفي , والله ثم والله ثم والله إني ما كنت دارية إنه ### بتستخدم اسمك عند عدنان , الموضوع كله كان مزحة , مقلب حبينا نسويه في صاحب جاسم , ما توقعت إنه ### وراها شي ثاني من ورى هالمحادثات , ويوم أرسلت صورتك والله شاهد إني ماكنت معاها ذاك الوقت , عنود أنا لمن دريت باللي صار وحاولت أخبرك هددتني بشي ما أقدر أقوله لك دحين ولايمكن أقوله لك في يوم من الأيام , يمكن بعد ما أصير جده وإنت تصيرين جده أقولك عليه وأنا مخرفه , لكن دحين مستحيل ولا في الوقت الحالي لأسباب كثيرة , كانت تهددني لو تكلمت في الموضوع , صورتك أخذتها من كاميرا أسماء بدون محد يدري , عشان كذا لازم تقولين لأسماء ما تخلي الكاميرا أو جهازها في يد أحد أو تمسح الصور نهائيا , ترانا مالقينا من ورى هالصور غير المشاكل , عنود أنا جبانة وكان ممكن أسكت طول عمري عن هالموضوع لكني ما أبغاك تبدئين حياتك مع عدنان بهالطريقة , صدقيني الشك ممكن يقتل الإنسان وهو حي , عنود #########################
أختك المقصرة في حقك والتي تحبك يا أحلى عمود كهرب على قولة زهوره ... بندر))
: سحر ..
مسحت سحر دموعها بسرعة وهمست : ما فيني شي , الله يرحمها , الله يرحمها ..
وبعدت وجهها عنه وهي تدور على كرتون المناديل , سحبت منديل ومسحت دموعها اللي حستها بتذرف بلا نهاية , طالع فيه عدنان للحظات ورجع طالع في السجادة بصمت , مسحت أنفها وسحبت نفس عميق وناولته الورقة وهي تسأل : مين أعطاك هالورقة ؟؟
قال بهدوء وهو يطويها ويرجعها لجيبه : جاسم أرسلها لي بالفاكس على مكتبي مع أوراق فيها كل المحادثات اللي صارت بيني وبين هاللي ماسح اسمها من الورقة و ...
سكت شوية وكمل : وأرفق معاها رسالة عتاب ..... شديدة اللهجة ..
ابتسمت وقالت : أكيد , تخيل لو إنت عرفت إنه زوجي اللي هو صاحبك الروح بالروح أخذني وهو حاط في باله إني كلمته قبل ما يتقدم لي ..
قال بهدوء : بس أنا كنت متأكد إنها مهي هي لمن تقدمت ..
قالت بهدوء مماثل : طيب هو ما يعرف بهالشي ..
وقطبت حواجبها وقالت : إلا كيف وصلته هالورقة و ..
: العنود أعطته الأوراق ..
انطلقت الجملة من فمه زي الرصاصة , فتحت سحر عيونها على اتساعها وحطت يدها على فمها وهي تقول : أوو أووووووو ..
زفر وقال وهو يطالع فيها : هنا المشكلة , المشكلة مهي في الأوراق ولا جاسم وكيف حيفسر الموضوع , المشكلة في العنود , بتصدق اللي بأقوله ولا لا ..
سألت : من متى ..
قاطعها مجيب على سؤالها : من نص رمضان ..
شهقت وقالت باستنكار : عدناااااااااااااااااان ..
قال بتلعثم وهو يطالع فيها : يعني اش كنت بأسوي , شوفي أنا صراحة .... , ما قدرت أنزل لجده في رمضان , شغلي متراكم علي ووو .... طلبت إجازات بما يكفي , استنفذت إجازات السنة كلها , وهالموضوع ما ينقال في الجوال ولا ؟؟..
وطالع فيها للحظات قبل ما يزفر وهو يرجع شعره على ورى بحركة حادة , كانت لأول مرة تشوفه مرتبك بهالشكل , ابتسمت وقالت وهي تحط يدها على فخذه : ما يحتاج تبرر لي أنا فاهمه , المهم عنود , يعني لازم تنزل لها وتفهمها الموضوع ..
لف عليها وسألها : ما أرسلت شي ؟؟
ما حبت تصدمه فقالت : طبعا ما أرسلت , اش ترسل ؟؟ إنت من جدك , صدقني ما بترسل على جوالي رسالة لك لو إيه , البنت تستحي ..
سكت للحظة قبل ما يسألها وهو شبه مقطب : هي من النوع العصبي صح ؟؟
ضحكت سحر وقالت وهي تتذكر ثورات العنود اللي بلا نهاية : إممممم مو مرة , شويه ..
قطب حواجبه أكثر لمن تذكر موقفه معاها عند المصعد في المدينة وقال وهو يهز راسه : ما أظن شويه ..
ورجع سألها : تتوقعين إنها بتكون معصبة من اللي عرفته ؟؟
قالت وهي تهز أكتافها : أنا لو مكانها ما أدخل عليك لو على جثتي ..
طالع فيها بصدمة وقال : الحمد لله اللي منتي مكانها ..
ابتسمت وقالت وهي تطبطب على كتفه : إن شاء الله ينحل الموضوع بس متى بتروح ؟؟
قال : بكرة بعد غدا جدي ..
قالت : الله يسهل لك دربك حبيبي ..
قام وقال : شكرا وسامحينا على الإزعاج ترانا ما نستغني عن خدماتك ..
ابتسمت وقالت : خذ راحتك , في أيَتوها وقت أنا موجودة ..
ولمن خرج من عندها , زفرت وقالت : الله يعييييييييييييينك على العنود وراسها اليابس ..
وانسدحت وتلحفت , صوت المكيف الرتيب وهواه البارد اللي مغرق الغرفة خلاها تضم لحافها وتغطس وجهها في مخدتها الناعمه الباردة , غمضت عيونها وهي تتنهد براحة , رجعت فتحتها على اتساعها لمن انفتح بابها بقوة وسطع النور يخترق ظلمة غرفتها وصوت ماهر يخترق هالسكون وهو يقول : سحووووووووووووووووووووووور ..
فزت من مكانها وهي تشهق وتقول : بسم الله , خييييييييييير , اش فييييييييييه ؟؟ صار شيييييي ؟؟
ابتسم وقال : لا كنت أجرب صوتي بس ..
طالعت فيه بصدمة ومسكت مخدتها ورمتها عليه بقوة وهي تقول بعصبية : ويعلللللللللللللك الـ ...... عافية قول آمين ..
تفادى مخدتها ببراعة وقال وهو يمد يده لزر التكيف : آمين ..
قالت بتحذير : حسك عينك تفكـ ....
حرك حواجبه وصك المكيف وهو يقاطعها : قومي يلا ..
صرخت وهي تبعد اللحاف بسرعة : يا نذللللللللللللللللل ..
وجريت وراه وهي تصرخ : ماهر يا دبببببببببببببببببببببب ..
وأول ما شافته واقف قدامها ومنحني على جزمته الرياضية يعقد حبالها ضربته بكل قوتها على ذراعه اليمين , صرخ وهو يعتدل في وقفته و قال وهو يحك ذراعه : اش فيييييييييييك ؟؟
لمن التفت لها وشافت ندبته شهقت وقالت : آسفة حسبتك ماهر ..
رماها بنظرات غيض وهو يأشر على بلوزته السوداء برقبة والطويلة الأكمام اللي لابسها على بنطلون أبيض وهو يقول : أي ماهر , مسرع ما غيرت بلوزتي , فررررق بيننا..
انتبهت لماهر اللي واقف وراه يحرك حواجبه , كان لابس نفس البنطلون ونفس البلوزة بس أكمامها قصيرة ولها فتحة دائرية , قالت وهي تأشر عليهم : هذا تسمونه فرق , متى تبطلون من عادة التطقيم هذي تراكم دوختوا راسي ..
قال ماهر : مادامك قمتي خلاص , يلا تحركي وإلبسي ..
طالعت فيهم بحيرة وقالت : ليه ؟؟
خرجت سلافة من غرفتها جري وهي شايله عبايتها وهي تقول بحماس : we are going ouuuuuuuut ..
طالعت فيهم وقالت وهي تأشر على سلافة : اش تقول هالخبلة ؟؟
ضحك سامر وقال : قررت أنا وتوأمي العزيز إننا نخرجكم على حسابنا الخاص عشان تتعشون برا , أمي وأبويه فضلوا الإنسحاب ..
صرخت بحماس : واللــــــــــــه , دقايق وألبس ..
قالت سلافة : لا تنسين تصلين الفروض اللي فاتتك ..
زفرت سحر وقالت : يااااااااااااااااااا مخص الناس اللي بتتفالح , حبيبتي أنا أقوم أصلي وأرجع أنام الحمد لله , ما أفوت الصلوات زي بعض نااااااااس ..
ضحكوا وقال ماهر : حرام عليك يا سحر , فرحانه إنها لأول مرة تصلي في وقتها ..
قالت سلافة بصوتها النحيف باعتراض : لااااااااا أنا بعد رمضان تحسنت ..
قال سامر بلطف : الحمد لله , هذا أهم شي , لا تخلين رمضان يمر عليك من دون ما يترك بصمة في حياتك تستمر إلى رمضان الجاي واللي بتكسبين فيه شي ثاني ..
: كلام رائع ..
التفت لعدنان اللي قال هالكلام وهو يزرر ثوبه الأسود , قال ماهر : يوووووووه , ما أقدر على هالحلى كله ..
ابتسم عدنان وتحرك للمراية يعدل غترته وماهر يكمل : نظظظظظظظظرة ولو جبر خاطر , أخخخخخخ على قلبي , على قلبي ..
زفر عدنان وهو يحرك راسه بحسرة , ولمن سمع تصفيرة سامر المميزة رفع راسه وقال : حتى إنت بتشاركه خباله ..
تنهد ماهر بطريقة مسرحية وقال : أهم شي لا تتهور وتنزل بهالثوب بكرة , ترا جدة مهي باردة ..
ضحكوا البنات لمن كمل سامر : ترجع لنا فاطس من كثر الحر ..
كشر عدنان وقال : ماااالكم دخل إش ألبس بكرة , بنخرج دحين ولا لا ؟؟
قال ماهر : خلاص جاهزين ..
طالع فيهم بحيرة وسأل : بتروحون بهاللبس ..
ابتسموا وطنشوه وهم ينزلون , ضحكت سحر وراحت لغرفتها وهي تقول : عادي عندهم , على بالهم زيك تستحي ..
قال وهو ينزل : مهي حكاية حيا , حكاية مرجلة ..
قالت سلافة وهي تمط شفايفها وتلف طرحتها وتنزل وراهم : أخوك ooooooold fashion , الله يعين العنود عليه ...
ضحكت سحر وقالت : ما أدري مين الله يعينه على الثاني ...



******************************


....................... يتبع

يوم الثلاثاء 2 / 10 / 1427 هـ ..
صباحا في بيت حمده :

صوت صراخ سفانة اخترق المكان وبعده صوت حسان العالي وهو يقول بحزم : قلت لك هاتيه ..
لفت حمده وجهها عن الخنساء الغارقة في الضحك وطالعت في حسان الواقف وهو مباعد بين رجوله ومكبل يدينه بيدين سفانة اللي حاضنة زبدية قزاز , قالت حمده : ولد , بنت , كبوكم من المضاربه ..
لف حسان يدينه بإحكام عشان ما تحركها ولف على جدته وقال : يرضيك يا جده تاخذ آخر فطيره ..
قالت حمده : كبها وأنا أسويلك عشرة بدالها ..
لف على سفانة اللي لفت على ورى تطالع فيه بشماته وقال بعناد : أبغى هذه ..
ورص يدينها أكثر وهو يقول : أنا من أول قلت أبغى فطير جايه تحاربيني عليها ليه ..
قالت وهي ترص الزبديه وتحاول تتخلص من قبضة يدينه : يا سلاااااااااااام أنا جيت ولقيتها موجوده وفتيتها وحطيت عليها اللبن وجهزتها , اش ذنبي إنك صحيت متأخر ..
وشدت يدينها بقوة , ضرب كوعها في صدره أثناء مقاومتها ففلتها بسرعة وانحنى وهو يمسك صدره وقطب وجهه من قوة الألم , شهقت سفانة ونطت الخنساء بسرعة , قالت حمده بخوف : واااااااااااااو عورتييييييييييه , عورتيييييييييييه , قالك الدكتور لا تسوي حركات زي كذا ما تسمع ..
حطت سفانة يدها على كتفه بخوف وهي تقول : حسان , تعورت ..
رفع راسه بشويش , وبلا مقدمات تحولت ملامح الوجع لابتسامة واسعة وهو يسحب منها الزبدية , صرخت باستنكار : يا غشاااااااااااااااااااااااااااش ..
قهقه من قلبه وقال وهو يحرك حواجبه : إحلمي به ..
ضربته الخنساء وقالت : فجعتنا ..
راح وسحب ملعقة من الصينية و جلس على سرير حمده وربع فوقه وهو يغمس الملعقة في الفطير , ضربته حمده على ظهره وهي تقول : لا عاد تسوي كذا , كم مرة قلت لك تراني أخاف واللي تسويه يرفع ضغطي و ..
ولفت تدور عصايتها بتضربه وهي تكمل هواشها وهو يحط الملعقه في فمه قبل ما يقول بتلذذ : إممممممممممممم ..
وحط راسه على فخذ جدته وهو يقول بعربية فصحى : ما أطعمه ..
بطلت عن تدوير العصايه وعن الهواش وهي تبتسم وتقول : بالعافية مطرح ما يسري يمري ..
رجع جلسه وهو يكمل أكله , صرخت سفانة باستنكار : يا سلاااااااااااااااااااااام , وأنا أقول حمده بتنصرني دحين وبتاخذ أكلي من هذا المعتدي تقولين له بالعااااااااافيه ..
قال حسان بعد ما بلع لقمته : خنوس صبيلي كباية شاهي وحليب ..
وقالت حمده وهي تطالع فيه بحنان : ضعيف , ضعيف جيعان ..
سبل عيونه يطالع في سفانه بضعف , قالت بحزم : ما بتخدعني , يا حرامي الفطير ..
طالع فيها بنظرات كسيره وقال فجأة : ميو , ميو ..
انفجروا بالضحك وقالت سفانة من وسط ضحكها : كله وفكني من شرك , أصلا محد ياخذ منك لا حق ولا باطل ..
ابتسم و أكل ولمن وصل لآخر لقمه , مدها لها وهو يقول : خذي , ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ..
طالعت في الملعقة وقالت : على آخر لقمه قلت ويؤثرون على أنفسهم , لا حبيبي خلاص قلت لماريا تسوي لي فطير جديد ..
نزل من السرير وركع على الأرض وقال : بس مو زي فطير أم صالح , خذي ..
استحت منه وقالت بإحراج : لا خلاص , كلها ..
مد يده وقال : قلت لك خذي , لا ترديني ..
مدت يدها بتاخذ الملعقة , بعدها وقال : أنا أأكلك إياها ..
حمر وجهها وهي تقول بإعتراض : لاااااا ..
ضحك على إحراجها وقال بعناد : إلا ..
قالت حمده : خذي من أخوك , يترجاك هو ؟؟
ومد يده , استحت وهي تفتح فمها وحست بنفسها شويه وتتقطع من الخجل والقهر من الخنساء اللي تضحك على الموقف اللي انحطت فيه , ضحك بعد ما أكلت اللقمه وقال وهو يمسح أنفها بطرف الملعقه : والله إنك تحفه ..
طالعت فيه بحب ومسحت اللبن اللي علق في أنفها وهي تقول بعصبية مصطنعة : دب ..
طالع في نفسه و قال بإعتراض : دب من قعدة المستشفى والسدحة على السرير وعدم الشغل لكن إن شاء الله ناوي أدخل نادي ..
وقطب حواجبه بتفكير وقال بضيق : لا يكون الهنوف شافتني دب أمس وما علقت ؟؟ ..
ضحكت سفانة وقالت : أمزح معاااااااك ..
وقالت حمده : الرجال ما يعيبه شي , ما يحتاج تروح لا نادي ولا شي ..
و بدأت الخنساء اللي تعشق قراءة الإعلانات تقوله عن عروض الإشتراكات في النوادي اللي قرأت عنها ..
قامت سفانة لمن رن التلفون ورفعته وهي تقول بداخلها ~ الحمد لك يا رب اللي نجيته , الحمد لله اللي ما مات , ما أتخيل بيتنا من دونه ~ ولمن وصلها صوته وهو يقول بمرح : السسسسسلام عليكم ..
ابتسمت وقالت بهدوء : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
: يا صبااااااااااااح العسل والسكر على أحلى عمه في الدنيا ..
استحت منه وبالقوة مسكت ابتسامتها وهي تقول بثبات : تبغى أمي ..
وحطت يدها على فمها تمنع ضحكتها لمن وصل صوته المتلعثم وهو يقول : هااااا , لا , هو , أنااا , قصدي , حسان فيه ؟؟
ناولت السماعة لحسان اللي مفتح عيونه على الآخر مو مستوعب كم المعلومات اللي حافظتها الخنساء من مجرد قراءة , قالت : حسان , عبد الإله يبغاك , حسااااان ..
لف عليها وأشر على الخنساء وهو يقول : حافظة حتى الشارع اللي عليه النادي ..
ضحكت و قالت : توك تدري عنها , العنود تقول نفسها يكون عندها ثمن اللي عند الخنساء من حفظ للأماكن والشوارع ..
شهقت الخنساء وقالت : قوووووولوا ما شاء الله ..
قال بعناد وهو يقوم : ماني قايل ..
وقالت سفانة : ماشاء الله ..
وتناول السماعة من سفانة و حطها على إذنه وهو يقول السلام , وبعد ما انتهى من المكالمة لف على سفانة وقال : بنت , تراه يقولك آآآآآآآآآآآآسف ..
ابتسمت بحرج وقالت : لا عادي , ما صار شي ..
ضيق عيونه وطالع فيها , طالعت فيه بهدوء وهي تقول : خير ..
ثبت نظراته فرجعت راسها على ورى وهي تحس نظراته تخترقها , حاولت تضبط ضربات قلبها اللي بدأت تتسارع وهي تقول : خييييييير , ليش تطالعني كذا ؟؟
سأل بهمس : اش صار بينكم ؟؟
ضحكت تحاول تخبي توترها وقالت : جلس يرحب بي على باله أمي وبس ..
ضحك وقال : عارف , قالي اللي صار بس حبيت ألعب عليك ..
غصب عنها أطلقت نفس حسته حبيس بداخلها وقالت بغيض وهي ترميه بلا تفكير بفنجان القهوة : لا عاد تعيدها ..
التقط الفنجان ببراعة وطالع فيها بحيرة , قامت من مكانها وخرجت من الغرفة , تبعها بنظراته بحيرة ورجع هز كتافه ولف على الخنساء اللي من قلها ما بيقول ماشاء الله وهي تدقه عشان يقولها , زفر وقال : ماشاء الله يا مزززززززززززززعجة ..
ابتسمت وقالت : أقولك على النادي الثاني ..
لف على جدته وقال باستنجاد : جــــــــــده فكيني منهاااااااااااا ..



*****************************



قبل الظهر في الرياض :
في فيلا سلطان :

: إنت , عبيدااااان أوقف في الفيه ..
قطب عبيد حواجبه وطالع في جده الجالس في المطبخ الداخلي و لف على عادل وسأله : واش هو الفيه ؟؟
هز عادل أكتافه , وصلهم صوت ماهر يقول : الظل , الفيه هو الظله يالحضري , وسع الطريييييييق ..
بعدوا عن الدرج المؤدي للمطبخ ومر من عندهم وهو شايل قدر كبير عاونه عليه صقر , قال سلطان الجالس على كرسي خشبي له قاعدة جلدية بلا ظهر قدام البوتجاز الأرضي المنصوب في وسط المطبخ الواسع , رفع ماهر وصقر القدر وميلوه على القدر الكبير اللي فوق البوتجاز , قال عبيد وهو يطالع في اللحم اللي بدأ يتصاعد منه دخان أبيض مختلط بصوت القلقله مع البصل المحمر : جدي ليش تصر تسوي الغدا هنا والمطابخ على قفا مين يشيل ..
قال سلطان وهو يناول المغرفة الكبيرة لسلمى اللي جلست على كرسي يشبه كرسيه في الجهة المقابله للقدر وبدأت تقلب اللحم فيه : إحنا محنا زيكم دحين كل شي عالمطابخ , عيب ضيوفي يجون وما نطبخ لهم هنا ..
قال بتهويل : بس إنت بتطبخ ثلاث ذبايح مو وحده ..
شهقت سلمى وقالت : هب هبيتك بالله قول ما شاء الله عن تحسد جدك ..
قال وهو منغاض من ضحك الشباب : ماشاء الله ..
أو ما دخل عدنان قال سلطان وهو يأشر على الباب : إطلع برا , لا أشوفك ..
قال برجاء : جدي أ ...
قاطعه بحزم وهو يأشر على فمه : ولاااااا كلمة , براااااا ..
زم شفايفه وخرج , قال ماهر وهو يضحك : حرام عليك يا جدي , تعرفه مدمن شغل ..
قال بلهجة ما تقبل النقاش : صك حلقك لا تخليني أصب غضبي عليك ..
طالع فيه باعتراض وهو يهمس : وأنا اش لي دخل في وجعه ؟؟
قال بحزم : مو حضرتك إنت وأخوك ما خذينه أمس والدنيا عجة , وإنتم تعرفون صدره كيف حساس ..
قطب عبيد حواجبه وسأل بهمس : واش هي العجة ؟؟
لف عليه سلطان وقال بعصبية : إنت كل كلمة والثانية قعدت لي واش هي معناها واش هو معناها , روح تعلم الكلام وتعال , روح وإنت شبه الخبيلة سلافه ..
قهقه ماهر وقال : حلللللللللللللوة السبه , حللللللللللوة يا جدي ..
ولف على عبيد وقال : العجة هي الهوا المحمل بالغبار ياشبيه سلافه ..
وضحك مرة ثانية وهو يكمل : لازم أوصل هالتشبيه لسلافه ..
خرج عبيد من المطبخ في اللحظة اللي دخل فيها أسامه وهو شايل كرتون البرتقال ووراه طارق و سامر وهم شايلين كرتون التفاح والموز , حط سامر الكرتون وأشاح بوجهه عن القدر اللي كانوا مقطعين فيه اللحمة , وقبل ما يتحرك قال سلطان : سامر ناولني الملح ..
لف ومسك علبة الملح وتحرك لجده وهو يثبت نظره على الأرض , سحب سلطان منه العلبة وهو يقول : اش فييييييك كنك طالب مدرسة مؤدب ؟؟
رفع راسه وأول ما طاحت عينه على المويه الباقيه في القدر والممزوجه بدم الذبيحه حس بغثيان ودوخة فتحرك بسرعة وخرج من المطبخ لداخل البيت يدور على أقرب حمام , لحقه ماهر وقال صقر : جدي نسيت إنه سامر ما يحب الدم ..
قال سلطان : إخخخخخخص هذا كيف بيفتح بيت ؟؟
قال سلمى بشفقة : هو ماكان كذا , الله يصلحه ويرحمه ..
غسل سامر وجهه بالمويه مرة ومرتين يحاول يضيع هالشعور , حس بيد على كتفه , التفت وابتسم لماهر وهو يقول : ما فيني شي , اش فيك كنك دجاجه تلاحق كتكوت ؟؟..
ابتسم ماهر وقال بعصبية مصطنعة : أنا دجاجة ؟؟
ضحك سامر وقال : أجل آنا اللي كتكوت !!
ضحك ماهر وهو يحاول يخفي توتره وخوفه على سامر , هذا كان أول عيد يحضره وسط العائلة من سنتين , السنة الأولى كان يتعالج والسنة اللي فاتت كان مصر يجلس في المركز بإرادته , عدل سامر شماغه وقال بهدوء : بأروح أعايد سليمان وأبوه بعد العصر ..
طالع فيه ماهر بصدمة وقال : نعم , المفروض تقطع صلتك بهالرجال إلى يوم القيامة ..
عدل سامر عقاله وركز نظره على المرايه , ولمن حس بنظرات ماهر الحاده طالع في انعكاس ماهر وقال بهدوء : ماهر أنا سامحته إنت ليش ما تسامـ ...
قاطعه ماهر بعصبية : يمكن لأنه حرمني منك سنتين وخلاني زي المجنون , يمكن لأنه كان بيقتلك ويحرمني منك باقي العمر , يمكن لأنه ضيع مستقبلك , هذي مهي أسباب كافيه في نظرك يا سيد سامر ..
زفر سامر ولف عليه وقال : شوف عدنان سامحه ..
قال ماهر وهو يهز راسه ويطقطق بلسانه : مين كذب عليك !! عدنان يسوي الواجب اللي عليه عشان أبو سليمان الفقير لكنه ما سامح سليمان ولا حيسامحه زيي ..
قال بهدوء : طيب أنا بأروح أأدي الواجب عشان أبوه اللي كان دايم بحسبة أبويه , بتجي معايا ولا لـ ...
قاطعه بحزم : ملييييييون في المية بأجي معاك , نقص علي أخليك تروح له لوحدك ..
ضحك سامر وقال بمزحه عشان يخفف الجو : مو قلتلك صاير دجاجة ..
ماقدر ماهر يشاركه الضحك , لف وجهه ورجع للمطبخ , زفر سامر ورجع يطالع في المراية , دقائق من التأمل و سمع صوتها المدلع وهي تقول برجاء : ماهر حبيبي ..
من ميز الصوت غمض عيونه بسرعة ولف وجهه وهو يحمحم ويقول : أنا سامر ..
وضحك لمن سمع شهقتها تلاه خطواتها الهاربة , رجع للمطبخ وانحنى على ماهر المشغول بتفكيك الكراتين , همس وهو يأشر : ماهر , حرمتك ..
لف ماهر وجهه للجهة الثانية وقال من بين أسنانه : خلها تتخلل , لو تموت ما رحت لها ..
طالع فيه سامر بحيرة وهمس : بسم الله , متى لحقتم تتزاعلون ؟؟ أمس كنتم بخير ..
قال بحزم : خليها , أنا أعرف كيف أربيها , خلي وز أمها ينفعها ..
زفر سامر وهمس بداخله ~ رجعنا لنفس المشاكل , الله يسامحك يا مرة عمي , يعني لازم تخربين بيت بنتك بيدينك , والله ما بترتاح إلا لمن تشوف ورقة طلاق بنتها ~ ورجع طالع في ماهر وهو يدعي من قلبه إنه ماهر يكون صبور إلى يوم الزواج على الأقل , خلاص ما بقي كثير ..
: سمير ..
لف على جدته اللي تحب تدلعه بتصغير اسمه وقال : هلا ..
قالت وهي تناوله كاسة فيها سائل حار غريب : خذ ودي هذا لأخوك , إن شاء الله يخفف كتمته ..
تناولها منها وقال بغيره : إيوه عدنان تقومين وتسوين له اللي يبغاه وغيره تقولين رجيلاتي و ..
قاطعه سلطان وهو يلوح بالمغرفة : إي والله , قلها قلها , يوم أقولكم أبغى آخذ وحده صغيرونه ترجع لي شبابي وتخدمني بدون ما تشكى من رجيلاتها تقولون لي لا ..
زفرت بطفش ورجعت لمكانها وهي تتمايل في خطواتها سحبت منه المغرفة و جلست وهي تقول : 60 سنة وهو ذالني بالحرمة الثانية , اللي يسمعه يقول عمره ما ذاق الجواز , يا خي تزوج وفكني ..
مسكوا الشباب ضحكهم لمن بدأ جدهم يناقشها بعصبية لدرجة طقم أسنانه العلوية يخرج كل شويه ويرجعه مكانه عشان يكمل نقاشه , خرج سامر من المطبخ وهو يتمتم : المشكلة إنه متزوج حرمتين غير جدتي , هذا لو مو متزوج اش كان بيسوي فيها ؟؟
أول ما شاف الشايب الجالس جنب عدنان وهو يمسد ظهره بحنان ابتسم وقال : هااا كيف الجو عندك يا عمي ؟؟ أشوفك تدلع عدنان ..
ابتسم الشايب وقال : زين الحمد لله , لازم ندلع هذا عدنان ..
كان هالشايب هو الولد الوحيد بين ثلاث بنات من زوجة جده الأولى وهو يصغرها بعدة أعوام , جدته اللي تزوجت وهي بنت 12 سنة من جده اللي يكبرها بأعواااااااام , ناول عدنان اللي في يده وهو يقول : تقولك سلومه اشرب ..
طالع عدنان بضيق في السائل الحار اللي بلون أخضر مائل للبني وهو يقول : هذا إيه ..
وتناوله من سامر اللي قال بضحكه : شوية ضفادع مسلوقه مع كم ذيل وزغة و ...
قاطعه عدنان بتقزز : أععع الله يقرف عدوك , لا تعوفني إياه أكثر مما أنا عايفه ..
مسكه عمهم وشمه وقال : يخرط عليك , عسل مع عشبه ماني مميزها ..
زفر عدنان وقال : مع إن الطبيب يقولي ما تشرب أي عشبة ما وصفتها لك بس يلا , عشان أم عبد الكريم ..
وشربه وسامر يهمس وهو يغمز له : عشان أم عبد الكريم ولا عشان ماتروح جده وإنت تعباااان ..
ماقدر يرد عليه لأنه يبغى يشرب السائل دفعه وحده , قال عمه حمدان اللي ما فهم كلام سامر : كبك من خريط هالدخاتره ما يعرفون كوعهم من بوعهم , حياتنا كلها عشناها بلياهم ويا زينا زيناااااه , لا رماتوزم هذا اللي وليدي تعبان منه , ولا سكر ولا ضغط اللي عند بنيتي ..
ضحك عدنان وقال وهو يحاول يسيطر على تقاسيم وجهه اللي حسها تنكمش من حلاوة الشراب المزوج بلذعة مرار غريبة : عمي , المشكلة مو في الدكاترة , هذا لأنه أكلكم كان زين , ما تاكلون إلا تمر ولبن وعسل , إحنا المطاعم والأكل الجاهز هد صحتنا وأجسامنا ..
قطب حواجبه وقال بعدم اقتناع : برضو , كل ما جيتهم طلعوا فيك سرطان ولا إيدز هذا اللي قايمين فيه ويقولوك سوا أشعه و حط إبرة ولا من خرابيطهم اللي ما تخلص ..
قال سامر بضحكه : هذا الشبل من ذاك الأسد , وأنا أقوووووووول جدي ما يحب الدكاتره ليه , إذا إنت ياعم حمدان وإنت أصغر منه تقول هالكلام أجل ما ألوم جدي ..
: السلاااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
لف سامر على الباب مستغرب مين اللي يجي من بدري , وأول ما شاف الرجال الداخل ومعاه ولدينه الصغار تغيرت ملامح وجهه , لف وطالع في عدنان من دون ما يحس به عدنان اللي ابتسم وقال : هلا طارق حياك الله , تفضل أقلط ..
دخل طارق وأول ما سلم سلم على حمدان أبو زوجته بحكم إنه أكبر الموجودين و رجع يسلم من جهة اليمين , و بعد ما جلس جنب حمدان وسأله عن أحواله , لف على سامر وقال : اش أخبارك سويمر ؟؟..
قال سامر وهو يحاول يكبت مشاعره : بخير ..
وتحرك خارج من المجلس بدون ما يسأله عن حاله , دخل المطبخ وطالع في طارق ولد عمته المنهمك في شغله مع ماهر , زفر وقال : ياخي ما تقدر تغير اسمك في الأحوال , من زين اسم طارق , أكره ما علي الأخوان اللي يسمون أولادهم على اسم أبوهم , واحد يسمي مو كلهم , ثلاث طوارق في العيلة , من زين الاسم ..
لف طارق المنهمك بتوزيع الفواكه في صحون بلاستيك وسأل باستنكار وصدمة : ليه يا خي كل هالحقد على اسمي , اش سوالك ؟؟
ضحك ماهر وقال وهو يقوم : خلك منه , خلك منه ..
وكمل بهمس : شكله ولد عمك النحيس جا ..
زفر سامر وقال : والله حالة , الولد البكر والثاني والصغير كلهم مسمين طارق , هذا مو دلالة محبة , المحبة تبان بالأفعال ...
حط يده على كتف سامر وبعده عن طارق وهو يقول : اش فيك على ولد عمتك ؟؟ أبوه اللي مسميه مو هو مسمي نفسه , وصدقني موعاجبه إنهم ينادونه دايما هناك طارق محمد , بعدين خلاص عدنان مملك وماهمه لا في طارق زوج هديل ولا هديل , خلاص انتهى موضوعها ..
زفر سامر وقال : سبحان مغير الأحوال , أنا اللي كنت أهديك قبل فترة وإنت حمقان , دحين جا الدور علي , أففففففففف , غصب عني , يوم أشوفه أحس إني ودي أفجره ..
قال ماهر : هي الخسرانة اللي رفضت عدنان , بعدين ربي عوضه و أخذ اللي أحسن منها , بنت أحمد وأخت أعز أصحابه ..
طل عبيد من باب المطبخ وقال : جدييييييييييييي , في ضيوف وصلوا ..
قام سلطان ببطء وهو يتأوه , سحب عكازه وبدأ يمشي ووراه صقر يعدل له ثوبه , لف عليه سلطان وهو يقول : أقول يا متعوس أخوك خايب الرجا واللي مافيه خير, وينهم ؟؟..
ابتسم صقر وقال : سطام راح يجيب كراتين العصيرات و أسامة تلقاه هنا ولا هناك , قبل شوي كان هنا ..
همس طارق للتوأم : هو جدي ما حيغير الألقاب اللي مطلقها علينا , كبرنا خلاص ..
ضحكوا وقال ماهر : كل ما حلى له الوقت بييندعنا , الحمد لله اللي ندعتنا ما فيها شتيمه , حمود ومحيميد ..
قطب طارق حواجبه وقال : أنا صوير وعبيد عوير ..
قال سامر بابتسامة : عشان إنتم من صغركم مع أسامة الثلاثة مع بعض عشان كذا أطلق عليكم صوير وعوير واللي مافيه خير , الوحيدين الناجين من التسمية ينعدون على الأصابع ..
وكمل بتفكير : على ذكر اللي نجوا , وين خالد ؟؟
قال ماهر : وإنت الصادق وينه هو وأبويه , لهم يومين مهم عاجبيني , عندهم شي داسينه ..


****************************


الساعة 1,30 في جدة :
فيلا حامد :

من بين الموجودين كلهم اختاره حامد و أشر على أولاده وقال : سمهم لي ..
بلع حسان ريقه وهمس لهم : أشوى اللي ما أشر علي ..
ولف على عبد الإله اللي انحرج لأنه ما كان يعرف إلا اسم ولده الكبير والولد الثاني اللي جالس جنبه , أشر على اللي جنبه و قال بابتسامة صفراء : أعرف مراد و ....
كان مستعد لصرخة من صرخات حامد الحادة لو ما سماهم له , لف بصره شويه وشاف واحد من ورى حامد يحرك شفايفه بالاسم , ما فهم الاسم و بلا شعور قال وهو يقطب حواجبه : إيش ؟؟
لف حامد على اللي وراه وهو يقول : سنيد لا تغششه ..
و رجع لف على عبد الإله وقال : إخصصصصصصصص منت عارفهم ..
ابتسم عبد الإله ودخل يده من تحت شماغه ودلك رقبته وهو يقول : هاااا , هو والله ما صار لي الشرف و ...
قاطعه بحزم : هذا عزام واللي بعده إياد والغشاش اللي ورايا سند ..
لف على حسان وجاسم وعبد الرزاق وقال : أكيد إنتم عارفينهم ..
هزوا روسهم بسرعة وهم يقولون : طبعا , طبعا ..
لف عليهم عبد الإله وهمس : كذااااااااابين ..
وسكتوا لمن سمعوا حامد يتناقش بحده مع عمهم جلال ليش ما جاب أولاده للغدا , ابتسم مراد وقال : عادي , عادي , أبويه يعاتب عمي جلال ..
ضحكوا وقال عبد الرزاق : لا إله إلا الله , هذا عتاب !! أجل كيف هواشه ..
قال مراد بضحكه : هنا أنصحك ما تفكر ولا تتخيل , لأنه فوق مستوى التفكير ..
جا سند وكلمه بكم كلمه وراح , استأذن منهم مراد وقام , قال حامد وهو يأشر لهم : صحون الغدا جات , تحركوا افرشوا السفر ..
قاموا بسرعة , كان يعاملهم كإنهم أولاده وما يحب يحط أي حواجز بينه وبينهم , مسك عبد الإله قبل ما يخرج وأخذه في زاويه معزوله و قال : عبد الإله , إنت ليش ما تزوجت إلا الآن ؟؟..
انحرج عبد الإله من السؤال , صح ما كان في أحد غيرهم لكنه حس بالإحراج , قال : والله يا عمي النصيب ما انكتب ..
سأله وهو يطالع فيه بعيون حاده : تقدمت لأحد ولا ناوي تتقدم ..
أبوه عمره ما سأله هالأسئلة , قال بتردد : تقدمت وما صار نصيب ..
قال حامد : الحمد لله , كل شي له حكمة , لا يكون انرفضت عشان وظيفتك دخلها ..
قاطعه بسرعة : لا مو عشان الوظيفة , صح راتبي قليل لكن عندي دخل ثاني , التاكسي الحمد لله ماشي حاله ..
ابتسم وقال : تعرف , يعجبني فيك إنك رجل عصامي بعكس ...
وزفر بضيق وهو يتذكر عبد الرحمن وكمل : فرق بينك وبينه , الحمد لله اللي عوض أبوك بك , ما شاء الله عليك ما تخجل من إنك تقول إنك تشتغل على تاكسي بعد دوامك , إلا ما فكرت تكمل دراستك الجامعية ..
زفر عبد الإله وقال : والله يا عم , نسبتي سدت في وجهي كل الطرق , بس الحمد لله على كل حال ..
طالع فيه حامد بصمت قطعه أخيرا وهو يقول : ترا المثل يقول أخطب لبنتك ولا تخطب لولدك , وإنت الصراحة رجال تنشرى بذهب يا عبد الإله ..
طالع فيه عبد الإله بتوتر وهو يحاول يركز على اللي يقوله وهو يهمس : ما عليك زود يا عم ..
ابتسم حاد وربت على كتفه وقال : روح للشباب أكلمك بعد الغدا لمن يكون الجو أهدأ ..
تحرك عبد الإله بسرعة وهو يحس بالأفكار تتصارع بداخله ~ أخطب لبنتك , يكون قصده إنه يبغى يعرض علي بنته ؟؟ لا لا لا مستحيييييييل , أكيد أنا فهمت الموضوع غلط , ولا .... يكون .... عبد الإله إنسى , بسسسسسسس , بيكمل الكلام بعد الغدا , اش بيقول و .... أففففففففففففف ~ ...



***********************************



في نفس الوقت في الرياض :

زفر وهمس من بين أسنانه : لا تخليني أقفل الخط على وجهك ..
ورجع زفر وهمس بغيض : والله ماني رايح أخطب , إنت اش فييييييييك ؟؟ من دخل هالفكرة في راسك ؟؟ أنا جاي مع أبويه لأنه تعبان مافيه حيل يسوق و ...
ولمن سمع صوتها الباكي وهي تشرح له قال بعصبية : قسما بالله ماني خاطبها , أخلصي .... الله لا يسلم عدوك ..
وصك الجوال وهو يزفر بطفش , ولمن سمع ضحكة أبوه لف وقال : أبوي ما لقيت إلا هالحرمة الغيارة تزوجيني إياها و بتجيب لي الجنان , تخيل , مقطعة نفسها صياح تقول إني رايح معاك لعمتي نجلاء عشان أخطب وسام ..
زاد ضحك عبد الكريم وهو يقول : والله أم غيداء شي ..
زفر خالد بطفش وقال : ذبحتني , يوم بأطق عليها الثانية عشان تعقل وتسيب هالطفاقة اللي فيها ..
قال عبد الكريم بهدوء : مو إنت حاط الثانية بين عيونك , عشان كذا الحرمة بتموت غيرة ..
عدل غترته وقال بهدوء : المشكلة قايلها لو بأتزوج بأعطيك خبر ما بأسويها من وراك , لكن من سواتها شكلي بأسويها من وراها وما بأخبرها إلا يوم الزواج ..
طالع فيه عبد الكريم بحدة وقال : أنا ذاك الساع بأوريك شغلك زين , الشرع حلل لك أربع هذي ما فيها كلام لكن تتزوج بعلم مرتك غيره والله ما أرضى عليك ..
ابتسم خالد وقال : لا تشيل هم , بأخبرها لا عزمت ..
زفر عبد الكريم وقال : ترا إذا شفت إنك ما تقدر تعدل بينهم فأحسن لك ريح دماغك وريح ميزانك من الذنوب وخلك على وحده ..
ضحك خالد وقال : لا عزمت تساعدني في الزو...
قاطعه بحزم : لااااا , الأولى أساعدكم , الثانية جيبوها بعرق جبينكم , ريال واحد ما بتشوفه على عينك مني لا إنت ولا أخوانك في زواجكم الثاني , تحسبون الزواج بالثانية لعبة , حرمة وبس , ما تفكرون باللي بعده , فاتورتين كهرب وتلفون ومويه , مقاضي بيتين , مصاريف مدرسة ومستشفى وأعياد وغيره , وفوق هذا كله لازم تعدل في كللللللل شي ..
تبتسم خالد وقال : أنا عارف هذا كله , وترا أنا ماني من النوع اللي بيتزوج عشان فكرة طرت له ولا بآخذ صغيرة , بأدور وحده ما جاها نصيب ولا مطلقة أو أرملة ..
زفر عبد الكريم , كان يعرف خالد ورجاحة عقله اللي يوزن بلد لكنه غصب يخاف وهو يتذكر مشاعر الغيرة اللي كانت توصل أحيانا لدرجة الحقد والكره من أخوه حمدان وأخواته بسبب تفضيل أبوه لأمهم على باقي حريمه اللي طلق وحده فيهم , صح زالت هالمشاعر قبل فترة لكنهم عاشوا تحت ثقلها ووجعها سنين , سنين استبدوا فيه أخوانهم عليهم انتقاما من أبوهم الظالم في نظرهم , وهو فعلا كان يحب أمهم لدرجة هجر باقي حريمه بعد ما جابت أصغر عماته وجلس عندها , استغفر وهو يدعي بداخله ~ يارب تغفر لأبويه يارب , يارب تسامحه على اللي سواه ~ ..
: خلاص إحنا جاهزين ..
قام خالد وقال : أروح أشغل السيارة ...
ابتسم عبد الكريم لأخته وقال وهو يأشر على الكنبه : تعالي إجلسي وخلي وسام تجي ..
توترت نجلاء وقالت : عبد الكريم مو دحين , ترى بالقوة أقنعتها تروح معايا للغدا , أمس جلست اليوم بطوله في البيت وما رضيت تخرج ..
قال بحزم حنون : ناديها يا نجلاء ..
دخلت نجلاء لداخل الشقة , ولمن شافت وسام تربط غطاها زفرت وقالت : وسام ..
التفتت وسام لنجلاء وقالت وهي ترفع غطاها : هلا ..
ابتسمت بتوتر وهمست : خالك عبد الكريم يبغاك في المجلس ..
حست بارتعاد كل عضو في جسمها وبانكماش في معدتها , هزت راسها بلا وهي تهمس : مو لازم اللي تسوونه , إنتم تكبرون الموضوع ..
قالت نجلاء وهي عارفه إنها تضغط عليها : إنت قلتي إنك بتسوين اللي أبغاه ..
زفرت وسام وتحركت للمجلس وهي تعدل عبايتها على راسها , خرجت هيام وهي تصرخ بحماس : والله ما تأخرت , والله ما تأخرت ..
طالعت نجلاء في رجولها الحافيه وتنورتها المايله وصندلها اللي في يد وعبايتها المجرجرة وراها باليد الثانية وقالت : باين إنك ما تأخرتي , تحركي وخلصي ..
جلست على الكنبه بسرعه وهي تحاول تربط صندلها وهي تسأل : وسومه نزلت ؟؟
قالت نجلاء وهي تتحرك للمجلس : عند خالك في المجلس ..
ولمن رفعت راسها بحدة قالت تحذرها : ولا تفكرين تجين , في موضوع مهم أقولك عليه بعدين ..
وقفت وسام عند باب المجلس إلين جات نجلاء اللي دخلت قبلها وهي تسلم , همست وسام بالسلام وجلست على أقرب كنبه لها وهي مثبته عيونها على الأرض , وصلها صوته الحنون وهي يقول : اش أخبارك يا وسام ؟؟ كل سنة وإنت طيبة يا بنتي ..
قالت بثبات : الحمد لله ما نشكي باس , تقبل الله ..
: منا ومنكم صالح الأعمال ..
وساد صمت حسته ثقيل على قلبها اللي حسته محشي بالرصاص لحظتها , همس بذات الصوت الحنون اللي متأكدة إنه بيكون زي صوت أبوها لو كان حي : اسمعي يا بنتي , ترى أنا ما جاني نوم من دريت باللي صار ..
قبضت يدينها بقوة وهي تحس برغبة في الهروب من المكان , لكنها هدأت لمن كمل : لا تستحين مني , أنا بحسبة أبوك يا وسام , والله لو تعرفين غلاك عندي واللي من غلى أبوك كان اعتبرتيني أبوك ..
همست بخجل : أنا معتبرتك أبويه وأناديك بخالي والخال والد ..
ابتسم وقال : إذا معتبرتني أبوك اسمعي مني زين , أنا فكرت في الموضوع وقلبته من جميع النواحي , وأمك قالت لك على فكرة الزواج اللي ..
قالت تقاطعه : بعد إذنك يا خالي , أنا بأقولك شي مهم , أنا أعرف ثنتين زي حالتي , وحدة تطلقت من زوجها لأنه الشك وكثر التفكير ذبحه , ما قدر يعيش معاها وهي الآن مطلقة , والثانية جايبة منه ولدين وبنت لكنه ذالها ذل , وكل يوم والثاني يعايرها بحالها ويسبها بأقذع السباب ..
قال : مو شرط اللي صار لغيرك يصير لك يا بنتي , لا تحطين تجارب الناس مقياس لك ولا في أي حال من أحوالك , لا في زواج ولا طلاق و لا دراسة ولا أي شي , كل إنسان له تجاربه الخاصة , له طريقة في التعامل مع الأمور , اللي تطلقت ممكن إنه زوجها ما هو من النوع الحازم وكان متسرع في الزواج وقبول الموضوع اللي حسه أكبر من مستواه بعد فترة لكن جايز كمان إن الزوجة ما قدرت تعطيه الأمان اللي يحتاجه عشان يقطع الشك , حتى الثانية , زوجها استغل وضعها وعذبها وذلها لكن يمكن هي ما قدرت تحتويه وتخليه ينسى حقيقتها أو ما كانت حازمة وقدرت توقفه عند حده , لا تخلين تجارب الآخرين مقياس , خذيها قاعدة ...
وسكت وقال : أنا أعرف واحد , اشتكى من نفس الموضوع وإنه اكتشف الحقيقة بعد ما تزوج وطاح الفاس على الراس , فكر في البداية يطلقها بدون شوشرة وبدون فضيحة , لكن سبحان الله قدر الله وتغيرت الأحوال وهو عايش معاها دحين أحلى عيشة وعنده أربع أولاد بعد ست سنين من عدم الإنجاب , يمكن هو طيب ويخاف الله لكن اللي أنا متأكد منه إنه لزوجته دور في تغير رأيه , الحياة الزوجية مشاركة , رباط بين اثنين , كفتين ميزان لو اختلت وحده فيهم يميل الميزان , بعدين إنت وضعك أحسن بكثير لأنك بتتزوجين وهو على دراية بالموضوع من قبل الزواج , يعني بتكونين مرتاحة إنه ما تقدم لك إلا وهو عارف بكل شي وراضي به كمان ..
رفع راسه للحظة ولمن شاف صمتها وهدوءها كمل وهو يدنق راسه : أنا عارف إنك تقولين لو أجلس في بيت أمي بدون زواج ووجع راس بيكون أحسن , عندي وظيفتي وإن شاء الله بتعيلني لآخر يوم في حياتي وما بأحتاج حسنة أحد , لكن أنا أفكر في البعيد , إذا ربي كتب لك عمر مديد , نجلاء مهي دايمة لك , وهيام أكيد بيجيها نصيبها وتتزوج زي باقي أخواتها , مين بيكون لك وقتها يا وسام ؟؟ ولاااا أحد , حتى عيال وفاء والبنات ما تقابلينهم , مين بيشيلك لا كبرتي واحتجتي أحد ؟؟ مين بيرعاك ؟؟ ..
انصدمت من كلمته اللي خلتها تتذكر واقعها الأليم , غمضت عيونها بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ عارفه , عارفة ~ مدت نجلاء يده و قبضت على يد عبد الكريم وهي تهمس باستنكار : عبد الكرييييييييييم ..
همس بحزم : أنا ما قلت شي غلط , أنا قاعد أقولها على الواقع ..
همست بألم : برضو ما كان لازم تقوله لها بهالطريقة ..
زفر وهمس : نجلاء , دحين هي في قمة شبابها , كم سنة كمان ومحدب يتقدم لها ..
: طيب والحل ؟؟
لمن قطع مناقشتهم صوتها الهاديء التفتوا لها , حس عبد الكريم براحة إنها أخيرا أعطته الضوء الأخضر في الموضوع , سحب نفس وقال : الحل جلست أفكر فيه طويل وحاليا ما لقيت إلا واحد من اثنين وأنا جيت عشان أستأذنك فيه ................
فتحت عيونهاعلى اتساعها وهي تطالع فيه برعب , حست ضربات قلبها بتتوقف فجأة من شدتها وسرعتها ~ لاااااااااااااااااا , اش هالإحراااااااااااااااج ؟؟ لاااااااااااااا ~ وما فاقت من صدمتها إلا لمن قال وهو يقوم : فكري وردي علي , أنا ما أنتظر رد منك لا اليوم ولا بكرة , خذي راحتك , لا تستعجلين لأنه هذا مستقبلك وإنت اللي بتعيشين فيه ...
وابتسم وقال وهو يطالع في ساعته : يلا نمشي , أكيد أبوي شايل طيران عبد القادر ليش ما جينا والغدا أكيد قاعدين يجهزونه ..
وخرج وهو يقول : الله يوفق الجميع ..
طالعت فيه وسام وهو خارج ورجعت طالعت في نجلاء اللي كانت مذهوله هي الثانية , قالت وهي تفك غطاها : مستحييييييييييييييييييييييل أروح الغدا ..
قامت نجلاء وقالت : وسام ..
هزت وسام راسها برعب وقالت : مستحيل يعني مستحيل , بعد اللي قاله خالي ...
وفكرت لثواني وقالت بخجل ورعب : مستحييييييييييييييييييل ..
~ مستحيل , مستحيل ~ همستها بضعف وهي تطالع في المجلس الممتلي بالحريم , أشكال وألون , رسمت ابتسامة رصينة على شفايفها وهي تمشي ورى نجلاء اللي تسلم على الحريم وهي ترحب وتعايد , وصلها همس هيام من وراها وهي تقول بتريقة : فكي تكسر من كثر التبويس ..
قالت وسام من بين أسنانها وهي تهز راسها لوحد ابتسمت لها من البعيد : على الأقل تعرفين مين تبوسين أنا ماني عارفه أحد ..
: وسومه , اش عندك إنت وأمي وخالي عبد الـ ...
قاطعتها بحزم وهي بذات الإبتسامة : هصصص , مو وقته , أحكيك كل شي بعدين ..
ولمن وصلت عند وحده جميله الأناقه تكاد تنطق في كل قطعه من لبسها المكون من فستان على الطريقة الأوروبية يوصل إلا ركبها عاري إلا من حبال بسيطة على شكل جديلة , ابتسمت لها الجميلة وقالت : إنت وسام ؟؟
ابتسمت وسام وسلمت عليها وهي تقول : إيوه , كيف حالك ؟؟
ماردت عليها وهي ترص يدها بقوة وهي تقول بابتسامة ما أخفت نظرة الحقد في عيونها : أنا أم غيداء مرة خالد , عرفتيني ؟؟..
حست وسام باستنفار في كل خلية من جسمها من سمعت اسم خالد اللي كان واحد من الخيارين اللي عرضها عليها عبد الكريم لكنها ضبطت انفعالاتها وهي تبتسم وتقول : تشرفنا ..
وتحركت وهي تشوف نظرات نجلاء المنصبة عليها , كشرت بوجهها لها فضحكت نجلاء وربتت على كتفها وهي تسحبها للمجلس اللي فيه البنات , هناك حست وسام بالراحة من شافت سحر و بقية البنات اللي تعرفهم , هي رغم سنها اللي تكبرهم كانت تختلط فيهم أكثر من الحريم , ضحكت وهي تسمع سلافه تقول بحماس وهي تأشر لآخر ظهرها : وشعرها looooooong and soooooooooft , والعيوووون ..
وتنهدت وهي تقول : تقولين حورية ..
دقتها سحر وهي تقول من بين أسنانها : إنت شفتي الحورية يالكذابة , خلاص أسكتي ..
طنشتها سلافة وقالت بدلع وهي متجاهلة هديل بالقصد : وأحححححححححلى ما فيها ضحكتها , ترود الروح ..
قالت هيام بحماس : شوقتيني أشوفها ..
وسألت إسراء : متى بنشوفها ؟؟ شكلها coooooooooool..
أيدتها أريام وهي تقول : شكلها فلللللله هالبنت ..
وقطبت حواجبها وكملت بتفكير : كيف بتتفاهم مع عدنان ؟؟ من وصفك لها شتاااااااااان بين الإثنين , يعني عدنان من النوع الثقيل و ...
لفت سلافة بوزها وضربتها وهي تقول بحدة : أحلى حاجة النقيض موجب وموجب يتنافرون , عشان كذا الأقطاب المتنافرة تتجاذب ..
حكت سمر شعرها بتفكير وهي تقول : خبري بهذي المعلومة في العلوم , وإنت قسم إنجليزي , غيرتي قسمك يا بنت ..
ضحكت سحر وقالت لوسام وهي تأشر على سلافة اللي تدق سمر عشان تسكت عن التريقة : هالبنت تحفة , إلا بتغيض هديل , صدقيني ما بترتاح إلا لمن تقوم هالحرمة من هنا ...
قطبت وسام حواجبها وقالت : الحرمة جايبة إثنين وإلا الآن حاطتها سلافة في راسها ..
هزت سحر أكتافها وقالت : اش تقولين !! مخ تنكة , لها ساعة توصف العنود , أنا لو ما أعرف العنود وسمعت وصفها كان تخيلت العنود ملاك منزل من السما ..
ضحكت وسام وقالت : خليها تسوي اللي يريحها ..
وسكتت للحظة قبل ما تهمس بتساؤل : تتوقعين أريام وأريج يكرهوني عشان رفـ ..
قاطعتها سحر : أبدا لأنهم عارفين وضع أخوهم زين وكانوا متوقعين الرفض ..
وابتسمت وكملت : ودحين ما يفكرون في شي غير خطيبته الجديده ..
ولمن سمعت أريام توصف خطيبة سطام بحماس برئ غير مستقصد قالت بتأكيد : شفتي ..
ابتسمت وسام براحة وقالت : الحمد لله ..
همست سحر : خطب وحده من أخوات أصحابه , زي حالته ..
~ كنت دايم أدعيله , أدعيله من قلبي إنه يتوفق مع وحده غيري ~ حست براحة من اللي سمعته و انتبهت لأريام اللي قالت : طبعا مو بالصوت يالخبلة عشان ما يردون , جرسهم عبارة عن لمبات حمرا تتوزع في الغرف , يعني لمن ندق الباب تنور اللمبات , حتى تليفونهم بلمبة ..
هتفت سلافة بتعجب : وااااااااااااااااو so nice , كنت دايم أسأل نفسي كيف يعيشون في بيت لوحدهم , وإنت أريج ..
زفرت أريج اللي كانت سارحة في عالم ثاني وقالت بخشونة : أنا عايشة مع واحد من هالفئة كيف أندهش ..
سكت الكل بعد كلمتها وطالعت فيها أريام باستنكار , اخترق سكون المجلس صوتها النحيف وهي تقول باعتراض : كان ممكن تقولينها بطريقة أحسن من كذا , اش هاذي الوحشية !!!..
وزفرت وقامت من مكانها وراحت جلست جنب سحر , ابتسمت سمر وقالت : سلافه ما حتتغير طريقتها أبد ..
هزت سحر راسها وهي تقول : استحالة ..
ولفت على وسام وهمست : إذا ماعجبها الموضوع ما عندها 1 , 2 , تقوم من مكانها على طول ..
ضحكت وسام وقالت : حاجة حلوة , ماشاء الله ..
دخلت أثير وقالت وهي تلهث : غدير مهي هنا ..
قالت سمر : راحت تغير حفاظة ولدها , تبغين شي ؟؟
زفرت وقالت وهي تهز الجوال : عادل في الصيدلية يسأل اش نوع الحليب اللي تبغاه ؟؟
قالت لها سمر نوع الحليب وهي تقول : ترا في حليب تقريبا زي اسمه , خليه يتأكد من رقمه إذا بدايته 57 لا يشتريه لأنه دنماركي ..
ضحكت أريج وهي تبعد جوالها بطفش و قالت : إنت لساعك في دنماركي وغيره , والله نسيت نص المنتجات ..
شهقت سحر وقالت سمر باستنكار : كيف أنساها ؟؟ أنا حفظت رقمها عشان في حالة نسيت اسم وحده من الشركات أطالع في الرقم ..
زفرت أثير وقالت : الحماس بس في البداية , دحين كلهم رجعوا ..
قالت سلافة تأيد أختها وهي تهز يدها المليانه أساور ملونة : أصلا باباتي حاط صورة بالمنتجات على باب المطبخ عشان لمن نطلب مقاضي نتأكد إنه ما نوصي شي منها , الحمد لله ما فتر حماسنا ..
زفرت هديل وقالت بصوت يدل على قلة الحيلة : والله أولادي مهم راضين يستغنون عن السن توب , يموتون عليه , حاولت معاهم ما رضيوا ..
قالت سمر بهدوء وهي تفك كوفلة ربيع اللي بدأ يصحى من نومه : والله لمن جاب أبو ربيع كرتون عصير الجوافة هذا اللي اسمه كي دي دي لبنته حلفت يمين يرجعه السوبر ماركت ويبدله , صاحت إلين شبعت وبعد ما هديت حكيتها بأبسط طريقة عن الكفار والرسول صارت تقولي في البقالة ماما هذا دنماركي وما تشتريه إلا لمن أمثل عليها إن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
R-thar
خمس نجوم
خمس نجوم
R-thar


مسآهمـآتــيً $ : : 797
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 48512
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 17
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/01/2012

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة   رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty30/1/2012, 9:20 pm

بعد العصر بوقت :
في الرياض :

طالع في الأرض الترابية الغير مسفلته , مع كل هبة نسيم يتلون الهواء القريب من الأرض بلون الأتربة المتطايره , رفع بصره للباب المعدني اللي ذكره بماضي سحيق موجع , تمالك مشاعره المتصارعه وتحرك وطرق الباب , كان يحس بماهر وراه في كل خطوه , انفتح الباب الحديد وطل من وراه الوجه اللي كان رفيقه الوحيد في سنتين غربته , حس بحجرة كبيرة توقف في أعلى حنجرته وهو يشوف الدموع في عيون سليمان المذهول , بلع ريقه عل وعسى تتحرك هالحجرة اللي يحسها وقال بهدوء : السلام عليكم , كيف حالك يا سليمان ؟؟
لف سليمان وجهه بسرعة ماكانت كافيه , لمح سامر دمعتينه اللي انزلقت قبل ما يمسحها بيده وهو يقول : الحمد لله , هلا حياك , تفضل ..
دخل سامر من دون ما يصافحه , شي غريب ما خلاه يمد يده ولا حتى سليمان ما حاول يمد يده , دخل ماهر بصمت وهو يرمي سليمان بنظرات حاده , ماكان من النوع الحقود لكن لمن يتذكر إنه هالإنسان هو اللي كان يدس الحبوب في شراب أخوه , هو اللي كان يجره بدون ما يدري لهالمستنقع القذر اللي كان يتمرغ فيه , كإنه ماهان عليه إنه يكون القذر الوحيد في الغرفة اللي كانوا يتشاركون فيها ..
أول ما دخلوا المجلس وشافوا أبو سليمان يحاول يقوم , أسرعوا الخطى له وسلموا عليه وهم يباركون له بالعيد , كان يرد عليهم بصوت مخنوق بالعبرة اللي حاول يقاومها , كان يتكلم ويسألهم عن أحوالهم وهو يمسد ذراع سامر ويكبسها , ابتسم سامر وقال بتأثر وهو يضغط على يدين أبو سليمان : إرتاح يا عم , ارتاح ..
قال بصوت مخنوق : والله يا وليدي يا جيتك هذي عندي بالدنيا كلها , يعلني ما أنحرم من شوفتك لا إنت ولا أخوانك , راعين واجب , الله يوفقك الأم والأبو اللي عقبوكم يا وليدي , الله يسعدهم في الدنيا والآخرة ..
سامر كان يحس براحة وسعادة إنه دخل هالفرحة لقلب هالرجل العجوز اللي من يومه وهو زي الأب لهم , همس ماهر بتأثر وهو يطالع في أبو سليمان اللي أصر يصب القهوة بنفسه : الحمد لله اللي جيت معاك , ماتوقعته بيفرح و يتأثر بهالشكل ...
: عمو ساااااااااااااامر , عمو ماااااااااااااااااااهر ..
ابتسم سامر و فرد ذراعينه وهو يقول : هلااااااااااااااا بالشيخ عبد الله ..
ضمه عبد الله بفرح وهو يقول بصوت طفولي : وحشتني ..
قهقه سامر وقال يقلده : وحشتني ..
وبعده وهو يسأله بعفوية : من فين سامع هالكلمة يا ولد ؟؟
ابتسم وقال ببراءة : أمي تقولها لأبويه ..
انحرج سامر وقال بسرعة : طيب سلم على عمك ماهر ..
سلم على ماهر اللي خرج كيس من جيبه وناوله له وهو يقول : هذي عيدية عمه سحر ..
سأل ببراءة : وعمه سلافه ؟؟..
سكت وهو يتذكر سلافة اللي تموت غيره ليش عدنان لمن يجي من الشرقية لازم يجيب عبد الله عندهم عشان يقضي يوم كامل يلاعبه ويمشيه وأحيانا يخليه ينام عنده عشام يذاكر له في اليوم الثاني , طوال فترة علاج سليمان كان يقوم بواجب الأب نحوه لدرجة كان يضربه إذا لزم الأمر في كثير من المرات , ابتسم وقال بكذبه : عمه سلافة فقيرة ما عندها فلوس عشان كذا ماعايدت عليك ..
طالع فيه وهو غارق في تفكير خرج منه وهو يقول باستنكار : ماهي فقيرة , غرفتها كبيرة وكلها ألعاب وعندها أشياء كثيرة , حتى توكس عندها في درجها كرتون ...
سكته سليمان و قال جده : قول ما شاء الله ...
قال وهو مقطب : ما شاء الله ...
ضحك سامر وقال : المفروض ما تـ ..
وماحب يقول كلمة كذب قدامه فحولها وهو يقول : laying عليه ..
حك ماهر حاجبه وقال : والله هي ما أرسلت لك شي ..
هز راسه بتفهم وقال : أصلا هي ما تحبني , دايما تطردني من غرفتها وهي تقول تشلدرن يااااااك آآآآآآآآوت ...
قطبوا حواجبهم وقال ماهر : إيش ؟؟ إيش ؟؟ عيد ..
قال : تقووووول تشلدرن يااااااااك آآآآآوت ...
ضحكوا وقال ماهر : والله يا إنه سلافة هذي تحفة ..
راح جري لداخل البيت , تأمل سامر الجدار المحيط بالباب اللي دخل من عبد الله , كانت بويته البيضاء شبه مصفرة ومتآكلة في أماكن كثيرة يظهر من وراها لون الجدر الرمادي , عدل جلسته فوق الوسائد الأرضية اللي يحسها لاصقة في الأرض من قدمها , ثواني ورجع عبد الله وهو يقول : عمتي عجبتها العيدية وقالت لي روح وقول شكرا ..
ابتسموا وقال سامر وهو يخرج من جيبه ظرف صغير أبيض وناوله له وهو يقول : وهذي عيديتك من عندي وعند عمو ماهر ..
قال بفرح وهو يقرأ المكتوب على الظرف : كل سنة وإنت بـ .. بطل ..
وابتسم وقال : شكرا , هذي خامس عيدية ..
وعدد على أصابيعه وهو يقول : عمة أروى وعمو عدنان وعمه سحر ودحين عيديتك وعيدية عمو ماهر ..
قال ماهر وهو ممتن لسامر اللي أشركه في العيدية اللي ما فكر فيها : عقبال مئة سنة ومئة عيدية ..
تبادلوا الحديث لبعض الوقت وخرجوا , وهم خارجين كان سامر يحس بنظرات سليمان المختلسة له , لف راسه و طالع فيه لثانية ورجع نزل راسه , كان يحس بحنيييييين موجع لصديق طفولته , حنين ممزوجع بألم , لمن وصلوا عند الباب كان صوت يصرخ فيه ~ لا تخرج بدون ما تسلم عليه , اغفر يا سامر , كان مو بعقله , كان مدمن مريض , انسى يا سامر , خليك أحسن , سنتين فراق كافيه إنها تمحو وجعك منه , سامر خليك أحسن ~ لكن صوت ثاني كان يذكره بالأيام والليالي الطويلة اللي مر فيها , يذكره بأثار جسمه اللي ما قدروا يعالجونها بسبب حالته واللي بتظل تذكره بماضيه لآخر يوم في حياته , يذكره بالتشويه اللي يطالعه في كل مراية , في عيون كل من يشوفه لأول مرة , في عيون الأطفال اللي ينفرون منه في الشارع واللي فقد متعة اللعب معاهم حتى في عيون طلابه اللي بدأوا يكنون له الإحترام والتقدير , تعدى عتبة الباب وقال : مع السلامة ..
وتحرك للسيارة اللي شغلها ماهر وهو يسمع صوت خطوات سليمان وراه وهي تسحق الحصى بأقدام متثاقلة , فتح باب السيارة ولف عليه وقال مرة ثانية : مع السلامة ..
كانت في عيون سليمان نظرة تصرخ بشي غريب , نظرة ما فهمها تجاهلها ودخل السيارة وصك الباب وهو يشيح بوجهه , وقبل ما تتحرك السيارة لف ناحيته فـ شافه راجع بذات الخطوات المتثاقلة , فجأة تذكر عدنان لمن حكى له عن عبد الرزاق وإنه جاسم يشتكي من إنه مو قادر يتجاوز صدمة موت أخته , همس بلا تردد : وقف ..
وفتح الباب بسرعة وقال يناديه وهو يتحرك بدون تفكير : أبو عبد الله ..
لف سليمان و طالع في سامر اللي وقف قدامه وهو يقول بتلعثم : كنت بأقول , كنت أبغى أقول ...
وسكت وقال وهو يمد يده : كل سنة وإنت طيب , تقبل الله ..
شهق سليمان وبدأت دموعه تنساب , ضم سامر وخو يبكي بصوت مخنوق و يقول : سامر ... , سامر أنا ... سامر ...
كان يردد اسمه بشكل متواصل يبغى يكمل الجملة اللي بيقولها لكن بكاؤه اللي كان يزيد كان يمنعه , ضمه سامر وهو يبلع ريقه عشان يقاوم دموعه وهو يهمس : الحمد لله , الحمد لله اللي خرجنا منها بدون ما يموت واحد فينا , الحمد لـ ...
واختنق صوته أكثر فدفن وجهه في كتف صاحبه وهو يرخي لدموعه العنان , كان رغم كل الكره اللي حسه له في بداية علاجه من الإدمان , رغم كل الألم , كل الأوجاع اللي غذت هذا الكره إلا إنها كلها مجتمعة كانت تعادل افتقاده له واللي كان يوجع قلبه أكثر , تردد في عقله مقوله قرأها في مكان ما ~ نحن لا نختار من نعيش معهم , ولكن نختار من لا نستطيع العيش بدونهم ~ ..



*****************************


في مطار الملك خالد :
قبل صلاة العشاء :


ابتسم وقال بهدوء : ترانا في عيد , ما بتسلم ..
رماه جاسم بنظرات حادة وقال : ما بسلم عليك قبل ما أسمع اش بتقول ..
زفر عدنان وقال وهو يسحب يده غصب ويسلم عليه : كل سنة وإنت طيب , تقبل الله ..
زفر جاسم وقال على مضض : وإنت طيب , منا ومنكم صالح الأعمال ..
حط كفه على كتفه ودفه بخفة عشان يمشي قدامه وهو يقول : خلينا ندور مكان هادي نتكلم فيه على رواقه , تحرك , ترى مو لايق عليك هالتكشيره والحزم ..
ابتسم جاسم وذبلت ابتسامته لمن تذكر دموعها , همس وهو يتحرك لمواقف السيارات : غصب عني , إنت لو تعرف العنود كان ...
وسكت , طالع عدنان فيه بهدوء وكمل طريقه بصمت للسيارة المركونة , أول ما دخل جاسم السيارة قال بحزم : إنت لو تعرف العنود كان ..
ماعرف كيف يصوغ عبارته فقال وهو يلف عليه : هي ما تبكي , ما تصيح , حتى موت البندري ما خلاها تدمع قدام أحد غير المرة الأولى , دموعها عصية وأمس أول أيام العيد نزلت بسببك إنته , بتموت وجع ليش قارنتها بوحده صايعه , إش تبغاني أحس وأنا أشوف دموعها , قالت لي كيف يتقدم لي و هو يحسبني بهالشكل وهي صادقة , أنا لو أموت ما أتقدم لوحده عارف إنها تكلم أحد بالماسنجر حتى لو آخر حرمه في العالم ما أخذتها ..
كان عدنان يستمع له باهتمام وهو مثبت عيونه في عيون جاسم الثاير , ولمن أنهى كلامه بزفرة طويله , قال عدنان بهدوء : فعلا زي ما قلت أنا ما أعرف العنود ..
قال جاسم يقاطعه : لا يكون عشان شفتني و شفت البند...
قاطعه بحزم : ما تجوز على الميت غير الرحمة , أذكروا محاسن موتاكم , أنا ماني صغير يا جاسم , أصابع اليد تختلف وعارف هالشي ..
ورقق صوته وهو يقول بلطف : أنا ما أعرف العنود عشان كذا بداية الموضوع حطيتها في القائمة السوداء , ولمن جا وقت الخطبة رفضت وقلت لأبوي وأبوك إنهم يعطوني وقت لأني لايمكن أخطب وحده أشك في أخلاقيتها مو عشاني لا والله عشان ما أظلمها معايا , سواء كان بشك أو احتقار أو ظلم لأنها ممكن تكون بريئة , عشان كذا تحققت من الموضوع وما تقدمت لها وطلبت النظرة الشرعية إلا وأنا عازم إني أخطبها ..
ولمن شاف نظرات جاسم المذهول وهو يسأل : وليش ما قلت كل هالكلام من البداية ؟؟
ابتسم ولف وجهه للطاقة وهو يقول : إنت تعرفني ما أحب الجوالات ولا التفاهم فيها ..
ورجع لف عليه وازدادت ابتسامته اتساع وهو يقول : و العنود مهي مجرد موضوع عشان أناقشه في الجوال ..
وكمل بحزم : لكن لو دريت إنها بتبكي كان نزلت من بداية الموضوع ..
ضحك جاسم وقال : تراها قايلة لي إنها ما تبغى تدخل عليك وإني اللي لازم أتفاهم معاك , لكن ما دام هذي علومك يالرومانسي بأجرها مع شعرها وأدخلها عشان تفهمها بنفسك ..
فتح عيونه على اتساعها وقال : قالت لك إنها ما تبغى تدخل علي !! ..
و لمن تذكر سحر وكلمتها تفهم الأمر , قال جاسم وهو يحرك السيارة : ما عليك منها , طيوبه , دايم تثرثر بكلام ما تقصده ..
ولف عليه وقال بترحاب : يا حيا الله أبو رحم ..
ضحك عدنان وقال : توك ترحب , يا شين طباعك وأخلاقك لا عصبت ..
قال وهو يضحك ويطالع في الطريق : دايم أسمع أزهار تتمتم بهالجملة وأنا رياح الغرفة بعد ما أعصب ..
ورجع طالع فيه وسأل : مكتوم ؟؟
لف عليه عدنان بحده وقال بحزم : لاااااااا ..
ضحك وقال : كذب علي غيري , كم سنة وأنا وإنت ننام في نفس الغرفة ؟؟
قال بمزح يضيع الموضوع : لا تذكرني بهالأيام , من نقلت وأنا أقول كنت ويني عن هالراحة , يكون في علمك كل ما جا واحد بيسكن معايا أقول لاااااا ..
ضحك جاسم وقال بتكبر : أكيد مو هاين عليك يجي واحد مكاني ..
كان هو فعلا السبب الرئيس لكنه قال يغيضه : ما أتخيل إني بعد ما ارتحت من فوضويتك و مشاركتك لي في الهوا والأدوات والمناشف النظيفة اللي أضطر أغسلها بعد ما تستخدمها إني أرجع وأخلي أحد يشاركني راحتي وخلوتي ..
لف عليه جاسم وقال بخبث : خلوتك مع مييييييين ؟؟ لا تقول إنك من بعد ما ملكت صرت من النوع اللي يسرح بخياله في ...
قاطعه بحزم بعد ما كح كم كحه : مالك دخل لو أسرح في جدتي , أفكارك الوسخة وفرها لنفسك ..
ضحك جاسم وعدنان يكمل بغيض : لله فاقعين مرارتي هاني وأيمن , زاااااااااااااايد حالهم , جلساتهم كلها سيارات وكورة وحرييييييييييييييييييييم ..
زاد ضحك جاسم وهو يقول : خلهم يثقفونك ..
قال بحدة : الله يلعنها من ثقافة , نقص علي أسمع خرابيطهم , يا خي الحياة مهي محصورة بذاك الشي , إحنا مسلمين , أمة وسط , يعني المفروض كل شي باعتدال , الإعلام الأجنبي المسموم في الدش خلا الحب والحريم وغيره هو أساس الحياة عند الرجل لدرجة طيروا عقول شبابنا , إحنا محنا بهايم ..
وسكت شويه وهو يطالع في جاسم المنصت باهتمام وكمل بهمس : هذا مو معناته إني ما سرحت , حرام الكذب ..
لف عليه جاسم فكمل بذات الهمس : سرحت بس بحلالي ..
قهقه جاسم وضربه على كتفه وهو يقول : والله اشتقت لك يا رجاااااااااال ..
وخرج جواله ودق على العنود ..


******************************

........................ يتبع

في جدة :
في فيلا أحمد :

صرخت وهي تفز من مكانها : يا خرااااااااااااااااااااااااااااااااااااابي ..
صرخت أزهار برعب وهي تحاول تمسك صحن سكر النبات اللي كان في حضن العنود , وصرخوا البنات لمن تناثرت حبات السكر على الأرض , قالت أزهار وهي ماسكه الصحن الفاضي : عنوووووووووووووود ..
طالعت العنود في حبات السكر وهي مغطية فمها بيدينها ولمن انتبهت للجوال المحشور بين يدينها صرخت : بيخليني أقاااااااااااااااااااابله ..
وقامت تنقز بخوف وهي تقول : ما أبغى أقاااااااااابله ..
هتفت سفانة باستنكار وهي تبعدها عن السكر : لا تدعسين النعمة يالخبله ...
وبدأت تلم السكر مع أزهار وريم اللي قالت بتساؤل : هذي اش تقووووول ؟؟,
قامت الهنوف وقالت وهي تحط يدها على كتف العنود : عنود قلبي عادي هـ ...
قاطعتها العنود بحزم : لا مو عادي ..
وقالت بصوت باكي : ما أبغى أقااااااااابلـــــــه , ليش ما رحت مع البنات حديقة الأنعااااااااااام , كان عندي عذر على الأقل ..
ضحكت أزهار وهي تحط الصحن جنب النعناع و لبان المستكة و القرنفل والفوفل والهيل الموزعينه في صحون متفرقة عشان يسهل عليهم ترتيبها في كيس النايلون الصغير اللي بـ يلفونه بأقمشة ووردود وقالت : أقووووووول ترا ما نسويلك فوفل في زواجك و ...
ضربتها العنود تسكتها وهي تقول : تراب يا ## ..
شهقوا البنات و قالت ريم : ياربي هالبنت لسانها متبرئ منها ..
قالت سفانة وهي تقوم بتضمها : أعذروها , والله قلبي هي خايفة و ..
لفت عليها العنود وقالت بحدة : لا تضميني ..
وتغيرت ملامحها وهي تقول : ترا أصيح , لو ضمني أحد بأصيح ..
قهقوا من قلبهم عليها وهي تطالع فيهم وهي لافه بوزها وعيونها تلمع منذرة بالدموع , قالت ريم : أنا ماني فاهمة شيييييييي ..
لفوا عليها وقالوا مع بعض بنفاذ صبر : عدنان جاي ..
نقلت بصرها بينهم وقالت : طيب لا تاكلوني ..
طالعت العنود فيهم وسحبت أزهار , طالعت أزهار فيها وهي تقول : اش فيك ؟؟
فتحت فمها بتتكلم وسكتت لمن شافت الجوهرة جاية من المطبخ , ابتسمت للجوهرة وقالت : جوهرة وين أمي ؟؟
طالعت الجوهرة فيهم بحدة وقالت : في غرفتها ليه ؟؟ اش عندكم ؟؟
ابتسمت أزهار وهزت أكتافها , دقتها العنود وقالت : كنت أبغى أعرف فينها ..
وسابت أزهار وتحركت , طالعت الجوهرة بحدة في أزهار , ضحكت أزهار وقالت بصدق : جد ما أدري اش عندها , انصفقت على مخها من درت إنها بتدخل على عدنان ..
وقبل ما ترد عليها الجوهرة قالت بلطف : ماشاء الله طقمك مرة حلو , كل ما أشوفك أبغى أسألك من وين اشتريتيه و أنسى ؟؟
تغيرت ملامح الجوهرة المقطبة وقالت بهدوء : ماني فاكره اسمه , محل في البوادي على الجهة اليسار لمن تمشين من عند محمود سعيد ..
~ نجحت , نجحت ~ سألتها بقلق وهي تخفي فرحتها بنجاح طريقتها : جواهر الحمد لله الغثيان وهالأشياء راحت لكن لسه أحس نفسي فتران حيلي على طول ويا غير نعسانة ..
قالت الجوهرة : طبيعي , طبيعي , هالأعراض تصير مع الحمل ممكن يزول بعضها وبعضها يستمر لفترة ..
قالت براحة : الحمد لله ريحتيني , طيب ...
وابتسمت وسألت باهتمام : برأيك أصبغ شعري أي لون ؟؟
وهمست كإنها تقول سر : بيني وبينك , إن شاء الله ناوية أصبغ شعري ..
قالت الجوهرة بحزم : مو دحين عشان إنت حامل , يمكن يأثر عليك وإنت في شهورك الأولى ..
وكملت بحماس : خليها بعد ما تخرجين عشان تطلع لك طلعة , أنا في خروجتي على ريناد قصيت شعري وصبغته فصار شكلي غير , حلو الحرمة تغير من شكلها بين فترة وفترة عشان مايمل زوجها منها ..
كانت أزهار فاكرة حملها ومخططة للصبغ بعد خروجتها لكنها حبت تبين للجوهرة إنها في موقع الإستشارة , قالت باهتمام : برأيك يعني ؟؟ والله فكرة ..
وابتسمت بصدق وهي تكمل : شكرا على النصيحة , صراحة وجود أخت كبيرة حاجة حلوة في حياة البنت , كنت دايم أغبط البنات اللي عندهم أخت كبيرة ..
شافت نظرة تساؤل غريبة في وجه الجوهرة فقالت : الله لايحرمني منك , صراحة حلو هالشعور ..
وهمست : شعور بالأمان , حتى لو خفتي ولا احتجتي لشي تستحين تسألينه أمك تعرفين إنه في أحد تلجئين له عشان تستشيرينه ..
وتحركت وهي تقول : أروح أدور على هالخبيلة لا تشب في البيت حريقة عشان ما تدخل على عدنان ..
ضحكت الجوهرة وقالت : مجنونة من يومها , تسويها ..
حست أزهار بانشراح عجيب ابتسمت بأوسع ابتسامة تقدر عليها وهي تطالع فيها بسعادة وهي تصرخ بداخلها ~ ضحكت , ضحكت , ياربي بأصييييييييح من الفرحة ~ تحركت بسرعة قبل ما يصير شي يعكر صفو هاللحظة , دورت على العنود ودورت إلين تعبت , وهي نازلة شافت سفانة خارجة من جهة المطبخ وهي تصفق يدينها و تقول : اختفت , فص ملح وذابت ..
جات ريم وقالت بعصبية : أنا من أول أقولكم هالبنت يبغالها رص لصواميل عقلها ماتسمعون , مختوم على جبهتها مجنونة رسميا ...
جاتهم الهنوف وهي ماسكه جوالها وهي تقول : جاسم يقول بـ يصلون العشاء في مسجد الحي ويجون , لازم نجهزها بسرعة , مابقي شي على الصلااااااااة ...
زفرت سفانة وقالت بلغة فصحى وهي ترفع يدها وتأشر بسبابتها : تفرقوا أيها الجنود وابحثوا في كل الأرجاء , لدينا سجين فااااااار علينا إيجاده ..
ضحكوا وقالت ريم بتريقة : يخلف الله علي اللي عايشة مع وحده هاربة من مستشفى شهار ووحده فاره من الجيش ..
قالت الهنوف : تحركوااااا مو وقته هالمزح ..
قالت أزهار وهي ترجع لفوق : عنوووووووود ترا اللي قاعدة تسوينه تجاوز حدود المعقوووووول , عنووووووووود ..
ناولت هدى المبخرة لسفانة وقالت بسرعة : بخري المجلس بسرعة , أنا أدور عنها هالخبلة ..
طالعت سفانة في المبخرة وفي كسرة العود اللي حطتها هى في يدها ورجعت طالعت في ريم اللي تدور في مجلس النساء ونادتها وهي تقول : تعالي معايا , أخاف أروح لجملس الرجال لوحديييييي ..
وتحركت ووراها ريم اللي قاعدة تتمتم بكلام مهو مفهوم لكن نبرتها كانت تدل على إنها معصبة , ضحكت وقالت : ما تعودتي على العنود وحركاتها الغريبة ..
وحطت العوده أول ما دخلت المجلس وبدأت تنفخ الجمره , قالت ريم وهي تتوجه للمكتبة الكبيرة : ماششششششاء الله , هذي كلها دروع عمي ..
وراحت تقرأ المكتوب , قطعها من قراءتها صوت سفانه الخافت وهي تهمس : ريم , ريم ..
لفت عليها وهي تسأل بحدة : خير , ليش تناديني ...
أشرت سفانة على فمها بسرعة وأشرت على شي ورى ريم , التفتت ريم وأول ما شافته نايم على الكنبه تصنمت وحست بجمود في كل أطرافها , كان متغير 180 درجة , شاحب ملتحي , جسده الرياضي المعتاد صار نحيل بشكل ملحوظ , حست بالدموع تندفع لعيونها وهي تشوف الهالات السوداء اللي حولين عيونه المغمضة بإرهاق واضح , شهقت لمن حست بيد على كتفها , صكت سفانة فمها وسحبتها بسرعة , ولمن خرتها من المجلس هتفت : اش كنت تسويييييين ؟؟ يا ...
وسكتت لمن شافت دموعها , شهقت وهتفت : ريـــــم ..
غطت ريم وجهها وهي تهز راسها بلا وهي تقول : هذا مو عبد الرزاق , مو عبد الرزاق ..
ضمتها سفانة بصمت , حتى هي انرعبت من شافته وتصنمت للحظات وهي بالقوة تعرفت على الشخص النايم , ولمن رفعت راسها فتحت عيونها على اتساعها لمن شافته خارج من الملجس وهو مقطب حواجبه , لمن لف ناحيتهم حست بخجل ماله حدود , غمضت عيونها كرد فعل وضمت ريم أكثر ~ يا غبية يشوفك حتى لو غمضتي , إنت اللي ما تشوفين ~ فتحت عيونها بسرعة وهي تسب دماغها اللي دايم مربوط فيه إنه إذا غمضتي محد يشوفك وحست براحة لمن ما لقيته موجود , سحبت ريم لجوة وقالت بحزم : مسحي عيونك , إذا إنت انصدمت بشكله , كيف أخواته اللي عايشين معاه ؟؟ كيف خالي وخالتي ؟؟
ولمن شافت تأثر ريم وهي تهمس : شفتي كيف صار جسمه , عيونه , هذا شبح مو عبد الرزاق ...
قالت بحنان وهي تربت كتفها : ريمان , هو كذا لأنه حزنان على فقدها , لا تنسين إنه ماشافها , صدقيني لو شافها كان ارتاح , هيا خلاص , صدقيني فترة وتعدي إن شاء الله , هيا ياقلبي , تحركي لا يصير البحث عن ثلاثة دحين , هيا تحركي ..
وقفت الهنوف عند الدرج وهي حاطه يدينها على خصرها وهي تزفر , وفجأة تذكرت , تحركت لمؤخرة الدرج وابتسمت لمن شافت الباب الصغير تحت الدرج , فتحته وابتسمت لمن شافت العنود جالسة على أرضية المخزن وهي ضامة فخوذها لصدرها ولافة يدينها حولين سيقانها وهي تطالع في الداخل , ردت الباب وهي تقول : كيف نسيت مخبأك المفضل ..
زفرت العنود وهمست : كنا نحب نلعب طش ..
جلست الهنوف قدامها وقالت بابتسامة : وما نشارك جاسم لأنه حتى لمن نلقاه يهددنا لو علمنا عن مكانه يضربنا ..
تنهدت وقالت وهي تسند دقنها بين ركبها : ليش لازم يتغير كل شي ..
همست الهنوف : لأن الحياة تمضي ..
رفعت راسها وقالت بحزم : مو لازم أتزوج , أنا مرتاحة مع أمي وأبويه ..
ضحكت وقالت : هذي سنة الحياة , يعني لو ماجاك نصيب ماكان قلنا شي , لكن هذا نصيبك جا لازم تروحين معاه ..
: الرجال ما يجيبون إلا الهم , طلبات مالها نهاية وأوامر مستحيلة أو عبيطة مالها داعي وتحكم يوصل لحد الإستبداد هذا كل و نضغط على نفوسنا ونستحمل وإحنا نطبخ و نغسل و نكوي , ليش نجيب لنفسنا الهم ؟؟..
ضحكت الهنوف وقال بثبات : عنود إنت تقولين هالكلام لأنك خايفة من مواجهة عدنان بعد حكاية الأوراق , خايفة من اللي بيقوله , حبيبتي , هذي هي الحياة , كل اللي قلتيه صح , مااااااافي رجال في العالم بدون عيوب , حتى لو حبك مليوووووون لازم تمر عليك أيام ودك ترمينه بسكين من اللي يسويه فيك , لكن تذكري إنه بوجوده بعد الله بتجيبين أولاد تعلمينهم الدين وتزعين بداخلهم حبه عشان يكونون ذخر و كمان صبرك عليه بيدخلك الجنة من أوسع أبوابها ..
وابتسمت وكملت : بعدين حتى لو مرت عشر أيام مرة , زين يجي يوم حلو بعدها , الحياة كفاح , وأولا وآخرا لا تفكرين باللي ممكن يصير , عيشي يومك يا بنت , اللي يسمع كلامك يقول لها 10 سنين زواج ..
وقامت وسحبتها وهي تقول : هيا تحركي ..
زفرت العنود وقالت : نفسي أعرف هذولي البنات اللي بيطيرون فرحة ليش انخطبوا وبيتزوجون بإيش يفكرون ..
قهقهت الهنوف وقالت : هذي مشكلة البنت لا كبرت تفكر بعقلانية زيادة , ماعندها نظرة المراهقات الحالمة اللي تحسب الزواج منحصر في الحب والغرام والتمشايات والخرجات والزعل والمراضاة اللي يشوفونها في المسلسلات تنسى إنه في شي اسمه ثلاث وجبات لازم تقدمها له , ملابس لازم تغسلها وتكويها , الغترة بحد ذاتها شغل , ولا غسيل الحمامات والـ , بلاشي أغثيك ..
قالت العنود وهي لافه بوزها : عارفه هذا كله , تصدقين عشان كذا أكثر الشباب يدورون على البنات الصغار عشان يضحكون عليهم بكم كلمة ..
: أجل يبغى وحده كاشفة ألعابه كلها من قبل لا يلعبها , تحركي بسرعة شغلتي الكل ..
أول ماشافت العنود أزهار رسمت ابتسامة عريضة وهي تقول : سوري ..
قبل ما ترد عليها أزهار هجم جسم عليها , صرخت لمن حست بأسنان تنغرز في كتفها ودفت سفانة وهي تقول : آآآآآآآآآآآآآآآآآآآي عورتينيييييييييييييييييي ..
هزت سفانة أسنانها الأمامية وقالت : أشوه مكانها ..
حكت العنود كتفها وقالت وهي توها تستوعب الألم الحاد : آآآآآآآآي , والله عضتني من جد ..
في وقت وحاد قالوا : أحسن ..
والتفتوا لبعض وضحكوا وهي تقول بصوت باكي : يا مجرمييييييييين ..



******************************

في الرياض :
عند شقة نجلاء :

وقفت عند باب الشقة تدور في شنطتها على المفتاح وهي تقول بطفش : أول مرة أشوف غدا يمتد من الظهر للعشا ..
استندت هيام على باب الشقة وقالت بتعب : يلاااا بموت من التعب ..
قالت وسام وهي ترفع غطاها وتدور في الشنطة : شكله طاح مني ..
جلست هيام عند عتبة الباب وهي تقول : تعبانة ونعسانة , يارب أتوسلك نلقاه ..
ناولتها شنطتها وقالت وهي تنزل الدرج : أفتكر إني خرجته , يكون طاح مني ..
نزلت الدرج ووقفت عند بهو العمارة الواسع تدور عنه ببصرها , يدين قويه طوقتها من وراها , شهقت لمن حست بجسمه من وراها ويده ترتفع لفمها , همس بصوت لاهث : تعبتيني من كثر ما أطارد وراك ..
أول ما ميزت صوته صرخت بداخلها ~ لاااااااااااا , ياربي أتوسلك ~ حركت يدها اليمين وضربته بكوعها بكل قوتها , لكن اش قوة الحرمة قدام الرجال , كانت كإنها تضرب جدر , حاربته بقوة و لمن حست بتحرشه شعر جسمها كله وقف وهي تحاول تصرخ , طالعت في باب العمارة المقزز بزجاج معشق يحجب الرؤية , وحست برعب وهي تشوف خيال أبيض يقترب , كانت العباية تعيق تحركاتها وتعيق مصارعتها له , ضخامته كانت تكبل حركتها , صرخاتها كانت تخرج همهمات مالها معنى , صرخت بداخلها ~ هياااااااااااااااااااام , هيااااااااااااااااااااااااااام إلحقينيييييييييي , ياربي استر عليييييي ~
حست بوجهه قريب من كتفها , وهو يلف وجهها له بسرعة مفاجأة وهو ينزع غطاها , أول ماشافت وجهه الكريه وهو يقرب , دفته بكل قوة في جسمها , ضحك وقال وهو يعض شفته : أخخخخخخ , ياحلاتك , تراني أحب الحريم الغير مروضات ..
صرخت بقهر ودموعها تتجمع في عيونها : حيواااااااااان حقيييييييييييييييييييير ..
حست إنه عراها من مجرد نزعه لغطاها , همس وهو يغمز بوقاحة : اشششششش رخي صوتك لايسمعون الجيران , هذي جرعة عشان تحلمين بي في الليل ..
ورمى لها بوسة وهو يرمي غطاها لها , سمعت صرخة غريبة مختلطة بصوت رنين المعدن على الأرض قبل ما يندفع جسم و يصدم في جارها فيصل اللي هلكها بملاحقته , اندفع الجسمين وطاحوا على الأرض وغترة فيصل تتطاير مع شماغ اللي هجم عليه , شهقت وصرخت برعب : سطااااااام ..
كان سطام اللي وصلهم للبيت مع صقر جاثم فوق فيصل ويكيل له اللكمات , ثواني واشتبك جسم ثالث وبدأ يكيل الضربات وهو يصرخ : يا حقير يا خسيس ...
,لمن شافت الدم يتفجر من أنف وفم فيصل تحركت بلا شعور وسحبته من كتفه وهي تصرخ : لااااا , صقر , لااااااااااا ..
لف صقر وصرخ فيها : غطي و إطلعي فووووووووق ..
تذكرت لحظتها إنها مهي متغطية , لفت وسحبت غطاها ومفاتيح البيت الطايحة على الأرض , لمن التفتت شافت هيام متصنمة أعلى الدرج وهي تطالع في المشهد برعب , غطت وجهها وهي تسمع صرخات سطام الثائرة وسباب صقر , كان فيصل يحاول يرد الضربات لكن الاثنين كانوا أقوى منه بحكم سنهم الأصغر , تحركت بحزم وهي تقول : سطااااااام , صقـــر , خلااااااااااص , بتذبحونه ..
صرخ صقر وهي يلف عليها : وسااااااااااااااااااااام , إطلعي فوووووووووق ..
قالت بحزم : ما حأتحرك , والله ما حأخليكم تذبحونه وتدخلون السجن بسببه , مايستاااااهل ..
مسكها من ذراعها ودفها للدرج وهو يقول بحزم : إطلعي فوق ..
كانت أكبر منه بست سنين , لكنها حست نفسها طفلة وهو يدفها بهالطريقة , طلعت بصمت وسحبت هيام المذهولة , وهي تفتح الباب سألتها هيام بهمس : اش صاااار ؟؟ اش فيه ؟؟ ليش يضربونه ؟؟ وإنت ليش صرختي ؟؟
سحبتها وسام لداخل الشقة وصكت الباب واستندت عليه وهي تتنفس بصوت عالي , كانت تقاوم دموعها , ماكانت تبغى أحد يدري بمشاكلها , سنين وهي ساكته عشان ماتحس نجلاء إنها عالة عليها , وعشان ما يقولون أهلها إنها جايبة الشقى لنفسها بعنايتها بوسام اللي كان بعض الناس يلومونها على تحملها لهالمسؤولية , الهدوء المصطنع اللي حافظت عليه سنين بدأ يتصدع , مشاكلها بدأت تظهر للعلن , لو كان لها أب أو أخ , صرخت بقهر بداخلها ~ المرأة بحاجة لرجاااااااااال حولينها واللي تقول غير كذا كذااااااااااابة , لو عندي أب أو أخ كان شكيت له من بداية الموضوع ~ شهقت لمن سمعت دق الباب مختلط برنات الجرس , بعدت عن الباب بسرعة وهمست بخوف : هيام أكيد هذا صقر ..
فتحته هيام بعد ما دخلت وسام , دخل صقر بسرعة وصرخ : وينهاااااااا ؟؟
قالت هيام برعب وهي تشوف الدم المتناثر على ثوبه وشماغه اللي حاطه على كتفه : جوة , اش في ؟؟
قال بحزم : ناديها بسرعة ..
قالت باعتراض : طيب اش صا...
: هياااااام , قلت لك ناديهااااااااااا ..
خرجت وسام بعد ما تأكدت من حجابها وهمست : نعم ..
طالع فيها بحدة ورجع طالع في الأرض وسأل : الحيوان هذا من متى يضايقك ؟؟
همست بضعف وهي تحس ضربات قلبها تتسارع : من فترة ..
: من متى بالضبط ؟؟
~ لا أنا في حلم , كابوووووس , مستحيل هالشي يصير , مستحيل , اش بيصير بعد كذا , ياربي سترك , يا فضيحتيييييييي ~ كانت تحس بنفضة غريبة في جسمها وهي تهمس : من شهرين وشوي ..
زفر و جمع قبضة يمناه و ضرب بها الجدر بقوة أرعبتهم وهو يطلع صوت مقهور , ورجع ضربه مرة ثانية وهو ينفث الهوا من فمه بغيض , غمضت وسام عيونها وهي تدعي ربها تجي العواقب سليمة , سألها بحزم : تحرش بك جسديا ؟؟
شهقت هيام وغطت فمها وهي تقول : مستحييييييييييييييل , فيصل أبو خيرية ..
هزت راسها وقالت بسرعة وهي تحس بالخجل : لاااا هذي أول مرة ..
صح كان يبتسم لها كل ماشافها , يغمز لها , واعترض طريقها في الدرج مرتين لكنه كان يتحرك بسرعة خوف يشوفهم أحد من الجيران , ماكانت تعاني منه , لكن من وصلت زوجته شهرها التاسع في الحمل تعبت وراحت بيت أهلها هنا زاد تحرشه فيها , همست : بالجوال بس ..
مد يده وقال : هاتي الجوال ..
حمدت ربها إنها ما مسحت رسائله الأخيره ومكالماته عشان تثبت تحرشه , طالعت في يدها وتذكرت إنه شنطتها مهي معاها , قالت هيام وهي تفك شنطتها : هنا معايا ..
وناولت صقر الجوال , طالعت وسام في جوالها وهو ينتقل من يد هيام لصقر حست المنظر يمر قدامها بالبطيء وهي تتذكر الرسالة اللي شافتها أمها , ضغط وهو يقول : بعد إذنك ..
صرخت بداخلها وهي تتخيل إنه يقرأ الرسايل ويعرف كل شي ~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااا , ياربي لااااااااااااااااا ~ , قال بحيرة وهو يشوف رسايل المعايدة : أرسل لك شي ولا بس اتصل ...
همست وهي تحس الرعب حول أطرافها لمكعبات ثلج من شدة برودتها : الرسايل نقلتها للحافظات , نهاية الرقم 111 , ما سجلت له اسم ..
فتح الحافظات , كان وجهه المقطب يتمعر وهو ينزل و يقرأ الرسايل ويزداد تقطيب حواجبه مع كل رسالة , رص الجوال بكل قوته ورفع يده وهو يقاوم إنه يرميه بطول يده , طالعت هيام برعب في صقر اللي طالع في وسام بغيض وهو يصرخ : ليييييييييييه ما تكلمتي من بدأ يتحرش فيييييييييييييييييييييك ؟؟
وحرك يده وهو يرص على الجوال وأنفاسه تتسارع , وأخيرا صرخ صرخة اخترقت المكان وهو يرمي الجوال بكل قوته على الجدر , صرخت هيام وهي تشوف الجوال يتفكك وتطير أجزاءه وبطاريته : صقــــــــر ..
لف على وسام وصرخ بغيض وهو يأشر على صدره : أنا أخووووووووووووك , حتى لو ما اعتبرتيني أخوك أنا أعتبر نفسي أخوووووووووووك , اللي يمسك يمسني , عرضك من عرضيييييي ..
وسكت وهو يطالع فيها بحده وقال بألم : إنت بنـتنااا ..
وضرب الباب بقبضته بكل قوته يفرغ فيه قهره , مسكته هيام وهي تقول بخوف : صقر خلاااااص ..
وقف وقبض على يده بوجع , وتحرك وخرج من الشقة وصك الباب بكل قوته , تحركت وسام ودخلت الصالة وجلست على الكنبه وهي تحس رجولها ذابله , غمضت عيونها وفتحتها ودموعها تغرق وجهها , شهقت وغطت وجهها وهي تصيح من قلبها , حست بيدينها النحيفة تحيط بها وتضمها بحب وهي تقول : وسومه خلاص لا تصيحين ..
ماتدري كم مر من الوقت وهي تصيح في حضن هيام اللي كانت تبكي من بكاها , لمن سمعت رنين الجرس رفعت راسها عن صدر هيام ومسحت دموعها وهي تقول : بسرعة شوفي مين ..
وبعد ماراحت سمعت صقر يقول : جيبي ثلج بسرعة ومنشفة نظيفة ..
قامت بسرعة وراحت للمطبخ , خرجت قالب الثلج وسحبت منشفة في اللحظة اللي دخلت فيها هيام بوجه مصفر , ناولتها لها وهي تسأل : اش صاااار ؟؟
هزت راسها وقالت : ما أدري , دخل سطام للمجلس وهو يسنده ..
لحقت بها واختبت ورى الستارة اللي تغطي القوس المؤدي للممر لمن شافت صقر يتناول منها الأشياء , ولمن دخل وقفت معاها عند باب المجلس , كانت تسمع صوت سطام الحاد الغير مفهوم وهو يتأوه , طالعت لداخل المجلس مع هيام , كان سطام جالس وهو مستمر في أصواته الحاده وهو يحرك يدينه المغرقة بالدم , مسك صقر يده اليمين و حط عليها المنشفة اللي لفها حول الثلج وهو يقول بحده : كان لازم نتصل على الإسعاف , مكسر ضلوع الرجال وتقول ليش اتصلت , هذا لو مات بيزجونا السجن ..
سحب يده المتورم معصمها بشكل واضح ومتلون بلون أزرق وأحمر وأشر له عدة إشارات بسرعة وعصبية , زفر صقر وسحب يده مرة ثانية وهو يقول : هذا وإنت الكبير , مفروض تعقلني مو أنا اللي أعقلك , يعني لو خليته يموت بترتاح , خلاص ضربناه وانتقمنا وأخذ هو جزاؤه , وأتحداك يفتح فمه ويقول إحنا اللي ضربناه , إحمد ربك محد فيه عشان مايشهد ضدنا ..
ولمن جا بيسحب يده باعتراض رص صقر عليها وقال بحزم : عشان وسام ولا أنا مهمني فيه لو يروح لأكبر قاضي , ما أبغاها تتجرجر هنا وهناك وشهادات ومحاضر و غيره , ماأبغى أدخلها أقسام الشرطة , مو حلو تصير البنت لبانة في حلق اللي يسوى واللي ما يسوى ..
زفر سطام وتراخى وسند ظهره على الكنبه وهو يرجع راسه ويغمض عيونه بتعب ..
لفت هيام على وسام اللي كانت تبلع ريقها بصعوبة ودموعها تلمع في عيونها , وقبل ما تتحرك دخلت وسام لجوة , ثواني وسمعت صوت طبقة باب غرفتها ..
: سماعتك , أنا أدري فينها ..
طالعت من باب المجلس وكتمت ضحكتها لمن شافت سطام يقوم وهو يأشر على إذنه وهو يحرك يدينه بحركات سريعة عصبية , قال صقر : ويعلك العافية , دحين لو كانت تحت وأخذوها دليل يالخبل ..
ابتسم سطام رغم النفخ اللي عند جانب فمه وأشر بيده , ابتسم صقر بطفش وقال بتريقه : هاهاها , عارف إننا محنا في فيلم بوليسي وعارف إنك منت الأصنج الوحيد في الرياض و ..
زفر و دخل يده في جيب الثوب الأمامي لسطام وقال : مو هذي سماعاتك ..
ابتسم وضرب جبهته وحرك يدينه بحماس , ضحك صقر وقال : فاضي مدخلها في جيبك عشان تصارع زين ومايزعجك أي صوت , والله من جد فاضي ..
وزفر وقال : أروح أشوف ...
مسكه سطام وطالع فيه بحدة وهو يأشر بعصبية , سحب صقر يده وقال وهو يطالع فيه بحيرة : دحين شايف إنه حليت لي سالفة الدخول عليهم , هيام أختي عشان كذا أدخل , بعدين وسام بحجابها كامل وأنا ماني قاعد أتحنحن معاها في الكلام , مجرد سؤال و جواب ..
هز سطام راسه بحزم وأشر له كم إشارة ورجع سحبه يجلسه , زفر وقال : طيب بأستنى عمتي نجلاء , ممكن طيب أروح أكلم هيام ..
وطالع في يد أخوه القابضة على ذراعه , فلت سطام يده وأشر له يروح , ابتسم صقر وقال بمرح عشان يخفف الجو : روح غسل وجهك ويدينك لا تحسب عمتي إنك ماكل وحدة من بناتها ..
أول ماخرج شاف هيام عند الباب , ابتسم وسألها : كيفك ؟؟
قالت بصوت مخنوق : مفجوعة ..
سكت وسأل بهمس : و وسام ؟؟
همست : مصدومة وتصيح ..
وسكتت شوية بعدين قالت بصراحة : صقر حتى لو كنت رجال , تذكر إنها أكبر منك , وسام عمرها ما تعامل معاها أحد ....
ولمن تذكرت ضرب أبوها وصراخه اللانهائي عليها قالت تعدل كلامها : ما تقرب له بهالطريقة , ماشفت شكلك وإنت تزاعق عليها وتدفها كإنها أصغر بناتك ..
قال بصدمة : دفيتها ..
طالعت فيه بحيرة وقالت : ماتتذكر لمن جريتها ودفيتها للدرج عشان تطلع ..
زفر وهو يستغفر وسألها بحدة وهو متضايق من اللي صار : عمتي نجلاء تدري عن هالكلب ..
حست هيام بخوفها يزيد لكنها قالت بصدق : شكله أمي تدري لأنها لها فترة تتهاوش مع وسام , حتى خالي عبد الكريم جا وتناقش معاهم ..
حس براحة لمن سمع اسم عمه , قال : الحمد لله , سهلتي الموضوع , شكلي ظلمت وسام , حسبتها ما علمت أحد على الموضوع ..
سألت بهمس : وأبو خيرية ؟؟
سألها : خيرية مين ؟؟
قالت بألم : بنته في المتوسط , تدرسها وسام رياضيات وقواعد ..
قال وهو يخرج : لا تقلقين عليه , طيب إن شاء الله , دحين أروح أشوف اش صار له ..
وأول ما خرج ضرب جبهته وقال : أنا وين كان عقلي وقتها !! لاحول ولا قوة إلا بالله ..
دقايق ورجع للشقة , شافها بانتظاره , قفل الباب وهمس لمن شاف سطام منسدح ومغمض عيونه : الجيران قاعدين يتساعدون عشان ينقلونه ..
شهقت وقالت : لو مااااااااات ..
زفر وقال وهو مقطب حواجبه بتفكير : لا , و إن شاء الله ما يموت ..
كان عقله يدور بلا هواده ~ لو مات , لو صار للرجال نزف داخلي ومات , لو .... ياربي سترك ~



****************************




وفي فيلا أحمد بعد صلاة العشاء :

جلس عدنان بهدوء بعد ما سلم على أحمد وبدأ يسأله عن أحواله , صب له جاسم القهوة وقال بتريقه : والله فيك الخييييييييييييييييير جاي من الرياض عشان تعايد صاحبك وأبوه , والله فيك الخييييييييييير ..
طالع فيه عدنان بهدوء وهو مطنشه , ابتسم أحمد وقال : جاسم , سيب الرجال في حاله وروح نادي العنود ..
ضبط عدنان انفعلاته لمن سمع اسمها وركز بصره على فنجانه وهو متأكد مليون في المية إنه جاسم قاعد يرصد حركاته , كح كحتين وحمحم كإنه كحته كانت من شرقة , ابتسم جاسم ودخل للصالة ..
: لازم تسلمين عليه ..
: لالالالا أول ما تدخلين قولي السلام و صافحيه و ..
: لالالا مفرووووض أول ما تدخل ...
قاطعت العنود مناقشاتهم وقالت بعصبية : بسسسسسس , تراكم صدعتم راسي ..
تبادلت سفانة وريم وأزهار النظرات وضحكوا , قالت الهنوف بهدوء : إنت أدخلي بهدوء وبشويش وهو بيقوم بكل شي , لا تسوين أي شي وحتلقينه هو اللي ..
قاطعتها سفانة بتريقة : على بالك داخله على حسااااااان هي , ويييييييين حسااااااان ووين عدناااااااااان ...
قالت ريم بضحكه : مع إنهم على نفس الوزن , فعلان ..
طالع الكل فيها بهدوء , سكتت للحظة وسألت : ما تضحك ؟؟
انفجروا بالضحك على طريقتها في طرح السؤال , ابتسمت وقالت براحة : أشششوه على بالي بتصفعوني ..
قالت العنود وهي ترص يدينها بتوتر : الحمد لله فكيتي شويه من توتـ ..
: عنوووووووود ..
من وصلها صوت جاسم نطت من مكانها وصكت باب الغرفة بالمفتاح وسحبته وحطته في جيبها وهي تستند على الباب بظهرها وهي فاردة ذراعينها كإنها تحمي الباب , وانتبهت إن الكل قاعد يطالع فيها بحيرة , ابتسمت وقالت : ما يجي نكنسل الموضوع ..
تحركت سفانة وسحبت المفتاح من جيب تنورتها اللي لبستها في أول يوم وفتحت الباب وأزهار تقول بهدوء : إنت سمي بالله وكل شي بيتسهل ..
ضربت خدودها وقالت : لااااااااااااا , أنا خايفـــــــــه ..
سألتها ريم بحيرة : ليه ؟؟
رجعت للمراية وطالعت في وجهها اللي حاولت قدر الإمكان تخفي أثار الخرمشة منه وصرخت برعب : مستحيييييييييييييييييل أنزله ..
مسكت الهنوف يدينها ورصتها وهي تهمس : إنت خايفة من الموضوع ...
لمعت الدموع في عيونها وهي تقول بصوت باكي : لااااااااااا , كيف أقابله بهالوجه؟؟
زفرت وضربتها على راسها وهي تقول : ماااااااالت فجعتيني , صدق ماعندك سالفة ...
: عنوووووووووووووووود ..
صوت جاسم الحاد خلاها توقف بثبات وهي تقول : أدعولي ..
وخرجت من الغرفة وهي تشوفهم يلوحون لها بحماس , مشيت معاها أزهار و الهنوف , ومن نزلت وقفت ريم و سفانة في أعلى السلم وهم يطالعون لها بحماس , مشيت ورى جاسم وهي تنقز وتسوي حركات بيدينها , شويه قامت تهز خصرها وترقص مصري , الهنوف اللي ماسكه ضحكتها خرجت الضحكة من بين شفايفها اللي رصتها بقوة , التفت جاسم على ضحكتها واستغرب لمن شاف العنود مدنقة راسها بصمت وأزهار مغطية فمها بقوة والهنوف تطلع صوت من خشمها وفمها من كثر مهي ماسكة ضحكتها , سأل باستغراب : اش عندكم ؟؟
قهقهت أزهار من قلبها وضحكت الهنوف , طالعت فيهم العنود بهدوء ولفت على جاسم وحركت أكتافها بعدم فهم , رماها بنظرة شك ورجع تحرك , أول ما لف أشرت لهم على دقنها وهي تأشر بيدها الثانية متوعدة ورجعت تمشي وراه وهي تترقص , لف جاسم وهو يقول : أول ما ...
وسكت لمن شافها تطالع فيه بعيون متسعة , قال برعب : اش فييييييييك ؟؟
صرخت بانفعال وهي تمسك فيه : لا تخليني أدخــــــــل الله يخلييييييييييييييييك ..
دفها بعيد عنه وقال بعصبية : بلى , فجعتيني ..
رجعت نشبت فيه وهي تهمس : أهون عليك , أهون عليك يا جسوم , ترى لو دخلت عليه بأموت ..
جرها مع كتفها وقال : محد بيموت قبل يومه , تحركيييييييييييييي ...
مسكت في أطراف الباب وقالت : طيب استنى , آخذ نفس بس ..
سابها وهو يقول : ويعلك , بسرعة خذي نفس يالوزغة , مهي أيادي هذي اللي عندك , لصاقات ..
سحبت نفس عميق ورفعت يدينها وحركتها بحركات رياضية , طالع فيها بنص عين وقال : داخلة ماراثون الأخت وأنا ماني داري ..
ومد يده بيمسكها , شردت ولصقت في الهنوف وهي تقول : هنيييييييييييييييف ...
سحبها وهو يقول : لاحوووووول ولا قوة إلا بالله ..
ولمن اختفت عن نظرهم وصلهم صوت قهقهة سفانة وريم , مسحت أزهار دموعها وقالت وهي تمسك بطنها : آآآآآآه ياربي , هالبنت تحفة , قسما بالله ما قيد مر علي زيها ..
سحبت الهنوف أنفاسها وهي حاطه يدينها على خصرها وهي تقول : خصامي تعورني من كثر الضحك ..
طالع جاسم فيها وهي تسحب نفسها للمرة العاشرة , قال بهدوء : خلاص هو حيتفاهم معاك على الموضوع , أنا عني فهمت منه كل شي وصراحة كلامه ماعليه زود , المهم إنت ..
ولمن شافها لسه بتسحب نفس مسكها من معصمها وجرها لجوة الغرفة وهو يقول بطفش : يلاااااااااا ..
رفع عدنان بصره على صوت جاسم وأول ما شاف خيالها رجع راسه للأرض وهو يقوم , حست العنود بكل دمها يتجمد من شدة الرعب لمن شافت نفسها داخل المجلس وأول ما لمحته يوقف نزلت راسها للأرض والمغص يطحن بطنها طحن , سحبت يدها من جاسم اللي ابتسم وقال : تفضلي ..
تحركت بهدوء وهي تحاول تستعيد أي شي من نصائح البنات لكنها كانت تتفلت منها , مد عدنان يده لها لكنها من شدة ربكتها ما انتبهت لها وهي تطير طيران جنب أبوها , طالع عدنان في يده الممدوده ورجعها جنبه , مسك أحمد ضحكته احتراما له لكن جاسم قهقه من قلبه على الموقف , رماه عدنان بنظرات بااااارده خلته يبلع باقي ضحكته وهو يتنحنح , جلس مكانه وهو يقول بهدوء وعيونه على الأرض : كيف حالك يالعنود ؟؟
~ أهم شي ما تجي عيني في عينه لأنه بتصير لي جلطه , أُووووو صح هي الجلطة تجي من إيه ؟؟ عنود هذا وقته تفكرين بالجلطة , لا تستحين , هذا زوجك دحين , هاااااا , زوجي ؟؟ ياربي الكلمة مرعبة , أنا زوجة عدنان , عدنان زوج العنود , وااااااااا أنا في إيش قاعده أفكر , عنود لسه ما تفاهمتي معاه على الموضوع أجلي هالتفكير بعد ما ينحل اللي بينكم وووو , الله يسامحك يا جاسم , ليش ما تفاهمت معاه وجيت كلمتني بعدين ... ~ لمن ما لقي رد لجوابه رفع راسه , لقيها مدنقة وهي تلعب في أظافيرها , استحى من وجود أحمد فرخى بصره على طول , قام أحمد وقال : أسيبكم لوحـ ....
وسكت لمن حس بشي يسحبه ويجلسه , لف على العنود اللي فرصعت عيونها فيه وهي قابضة على كم ثوبه , ابتسم وبعد يدها وهو يقول بتأكيد : أسيبكم لوحدكم شويه , أنا في الصالة ..
وتحرك ~ أبوووووووووووووووووووويـــــــــــــه , لااااااااااااااااااااااا ~ طالعت برعب في أبوها اللي خرج ومعاه جاسم اللي غمز لها وهو يقول : ترا بأخلي الباب مفتوح يعني لا تتهوروووووون ..
صرخت بداخلها بغيض ~ تفووووووووووووووو , مااااااااااااااالت عليييييييييييييييييك يالحماااااااااااااااااااار , أنا ناقصتك ~ حست بالعرق يتجمع في جبينها فركت يدينها بقوة وهي تحس إنها شوية وتنزع جلدها بسبب الفرك من شدة الخوف والإرتباك والخجل ..
رفع بصره وتأملها بإحراج , كان يرفع بصره ويرجع يرخيه وهو يحس إحراجها يتسلل له ويحرجه , أخيرا ركز بصره على وجهها المنحني بخجل , ابتسم وقال : كيف حالك يالعنود ؟؟
~ هذا يكلمني , يا مااااااااااااامييييييييييييييي , أرد , لا لا , هزي راسك بس بلا طفاقه , دحين يقول مصروعة ما حسبت أسألها قامت تجاوب زي اللي ما عندهم حيا ولا , أو صح هو يحسبني صايعة ولا .... عنود ركزييييييييي على سؤاله ~ هزت راسها بإيوه من دون ما ترفع بصرها وحست إنها شويه وتخلع أظافيرها من مكانها , حمحم و قال بهدوء : جاسم أرسللي الأوراق ..
فتحت عيونها على اتساعها وحست نبضات قلبها تتسارع بشكل موجع لكنها ما رفعت راسها , كمل بذات الهدوء والصوت الرخيم : وطبعا انصدمت بالموضوع مو عشان شي , لكني ما تخيلت إنه جاسم يعرف بالموضوع خاصة وأنا كنت ناوي أحتفظ بالموضوع لنفسي إلين أروح لقبري , حتى إنت كنت مقرر ما أكلمك في الموضوع لأني ما حطيته في بالي , أنا تقدمت و أنا ماسح هاللي صار من عقلي ..
وطالع فيها وركز نظره عليها وقال بتأكيد : أنا ما كنت حأتقدم لك لو كنت شاك فيك ولو بنسبة بسيطة ..
رفعت راسها بصدمة وطالعت فيه للحظة قبل ما ترجع تنزل راسها وهي ملتزمة الصمت , ماكانت تتخيل إنه هذا الشي اللي بيقوله , تخيلته بيبرر لها , بيقول إنه حب يستر على أخت صاحبه , أفكار كثيرة كلها تداعت وهو يكمل بصوت قوي : يمكن إنت ما تعرفيني لو تعرفيني كان ما شكيتي للحظة إني متقدم لك وأنا ماني متأكد من أخلاقك ..
وسكت و كمل بابتسامة : طبعا ما تعرفيني إلا الآن لكن لاحقا إن شاء الله بتعرفيني ..
زاد إحراجها من كلمته , تذكر عصبية جاسم في السيارة وهو جايبه من المطار وتذكر عتابه له وهو يقوله إنه خلاها تبكي وهي مهي من النوع اللي يذرف الدموع على أي شي ~ ما أتخيل إني خليتها تبكي , ما توقعتها حساسة بهالشكل , على خبالها اللي شفته واللي تحكيني عنه سحر ~ قال بلطف : ها عنود , ما سمعت رأيك , تراني ما قدرت أكلمك أو أرسل لك لأني ما حبيت أخاطبك في الجوال , ما بيكون فيه تواصل زي لمن أكون قدامك , بالذات إن الموضوع كبير وإنت عارفه هالشي ..
فركت يدينها وهي مهي عارفه تفكر في إيه , ما حبت تطول المسألة , ما تبغى تتعب عقلها اللي ظل نص شهر منهك من كثر التفكير , هي دعت ليالي طوال إن الله يقدم اللي فيه الخير وإن الموضوع ينتهي بالخير , خلاص اللي قاله قاله وهي صدقته , كبح كحة كانت بتجيه و همس :
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
R-thar
خمس نجوم
خمس نجوم
R-thar


مسآهمـآتــيً $ : : 797
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 48512
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 17
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/01/2012

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة   رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty30/1/2012, 9:26 pm

الفصل قبل الأخير ..

الفصل العشرون : الورقة الأخيرة ...

دفتري الوردي مليء بالأحلام ..
أوراقه البيضاء معكرة بالآلام ..
لا بأس سيبقى دفترا للذكريات ..
.
.
.
قلم ذهبي ذاك الذي خطها ..
.
.
.
طفولتي الجميلة بأحلى أراجيحي ..
صباي الفوضوي بأغبى تصرفاتي ..
مراهقتي الغريبة بأعتى أفكاري ..
ريعاني المرح بأرق أحاسيسي ..
شبابي الغريق بأبسط همومي ..
مستقبلي المجهول بأجمل آمالي ..
.
.
.
خطها بلا استثناء ..
.
.
.
لعبي وحلوياتي ..
مقالبي وصراعاتي ..
مشاكلي و اضطراباتي ..
حبي وصداقاتي ..
واجباتي و التزاماتي ..
ظلامي و بعض أضوائي ..
.
.
.
..... و .....
.
.
.
ورقتي الأخيرة !!
ماذا عساي أن أكتب فيها ..
سؤال شغلني كثيرا منذ أول حرف خُط ..
أشكركم ..
أحبكم ..
تذكروني ..
أم وداعا ..
لابد أن تكون معبرة لمن سيقرأ دفـ ..... لحظة .
......... لحظة !!
.
.
.
ستُقرأ !!!!!!..
بكل تفاصيل كلماتها ..
إختلاجات حروفها ..
تلون خطوطها ..
لابد إذن من تنميقها ..
.
.
هكذا الدنيا ..
صحائف تكتب وتطوى ..
ستحاسب و تجازى ..
وأهمها الورقة الأخيرة ..
.
.
.
إلـــــــــهي ارحمني ..
إلـــــــهي أحسن خاتمتي ..
إلــــهي اجعل آخر أوراقي .......... قول لا إله إلا الله ...


يوم الخميس 4 / 1 / 1427 هـ :
الساعة 9,45 مساء :
عند حلول الكارثة :

وقف وتشبث بالحاجز وهو يلهث , كان حمل أمه طول هالمسافة وعبر الدرج وسط الزحام يعتبر مجهود كبير بالنسبة لجسمه , طالع في أمه واقفه جنبه بينه وبين أزهار وقال بداخله ~ عمر , خليك متماسك , إن شاء الله ما بيصير شي , إن شاء الله تجي المساعدة , عمير , عمير وينك ؟؟ لو غرقت السفينة كيف بيسبح ؟؟ هذا عمار الحمد لله , لمن نلبس ستر الـ .... ~ خرج من عمق أفكاره لمن مالت السفينة بعنف مفاجئ خلى توازنه يختل وتنفلت أمه من بين يدينه و أزهار تصرخ : مااااااااااامااااااااااااااا ..
صرخ بداخله برعب ~ لاااااااااااااااااااااااااااا ~ و مد يد اليسار بسرعة وقبض على يد أمه اليمين , لمن حس بثقلها بيسحبه تشبث في الحاجز ولفه بذراعه بقوة , غمض عيونه بقوة وهو يكتم آهته لمن حس إنه ذراعه بتنخلع من مكانها من قوة الجذب , حاول قد مايقدر يلهي نفسه عن صراخ الناس اللي بدأ يزداد بشكل مرعب ..
: بنتييييييييييييييييييييييييي ...
فتح عيونه على صرخة حرمة , شافها تهوي للحاجز ومن بعده للمجهول , انتبه من ذهوله لمن حس بأصابع أمه تنزلق من قبضته , أخذت ضربات قلبه تسرع وتسابق أنفاسه اللي تزايدت بشكل خرافي وهو يصرخ بداخله ~ أتوسلك ياااااااااااااربـــــ , لاتخليني أفلتها , أتوسلك ما أبغى أفقدها , أمييييييييييييييييييييييي ~ رص يد أمه بقوة , همست بضعف : عمر سيبني لا تطيح ...
هز راسه بلا وهو يقبض على يدها اللي كل مالها تتفلت أكثر , كان مقهور من الرؤية اللي بدأت تتشوش قدامه , قال بصوت مخنوق وهو راص على أسنانه : امسكي فيه يا أمي الله يخليك , ماعاد أنا قادر أمسكك , الله يخليك لا تفلتيني , لا تفلتيني ..
ومع ميلان السفينة أكثر وأكثر كانت يد أمها تنزلق من يده شويه شويه , وبسرعة مفاجأة انفلتت منه وبدأت تتزحلق على الأرضية مع ناس كثير قبل ماتصدم في الحاجز صرخ بحرقة وهو يفلت يده بلا تردد : أمييييييييييييييييييييييييييييي ...
انزلق بسرعة و ضرب صدره في الحاجز المعدني اللي ما قدر يتفاداه من سرعته , حس بالأكسجين يختفي دفعه وحده من صدره لكنه قاوم هالشعور وهو يرمي نفسه من الحاجز نحو الظلام , ثواني وسمع صوت طرطشة المويه مختلطه ببرودة خلته يحس بجلده ينكمش , صارع المويه لثواني حسها بلا نهاية وهو يجاهد إنه يطلع للسطح , صارع أجسام كثيرة إلين خرج راسه للسطح وهو يشهق بكل قوته شهقة مااكتملت بسبب الجسم اللي طاح فوقه ودفعه لداخل المويه مرة ثانية , اندفعت موية البحر المالحة داخل أنفه وفمه وهو يغطس تحت ثقل الجسم , حاول يبعد الجسم وهو يحس رئتينه بتتفجر من قل الأكسجين لكن الجسم تشبث فيه بقوة وهو يحاول يستند عليه عشان يطلع للسطح ~ يااااااااااااااارب ~ صارع وصارع إلين خرج , شهق شهقات متتالية وهو يمسح وجهه ويكح , وتلفت يمينه ويساره ودار حولين نفسه وهو يصرخ : أمييييييييييييييييييييييييييييي , أميييييييييييييييييييييييييي ...
كان يتخيلها تصارع الموج لوحدها بأرجلها العليلة وجهلها للسباحة , تخيلها تنخنق نفس خنقته و ... صرخ وهو يمسح دموعه : أميييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ..
وسبح وهو يطالع بجنون محاول إختراق ظلمة الليل المختلطة بظلمة البحر , تمنى لو النيران تزيد عشان تضيء له المكان أكثر , كتم صرخات الخوف والألم وهو يهتف : أميييييييييييييييييييييييييييي , أم عماااااااااااااااااااااااااااااااار ..
: عمـ ... عمـ ...
صوتها رغم تقطعه إلا إنه ميزه , لف يمينه فلمح وحده تصارع عبايتها و الموج في وقت واحد , سبح لها بسرعة , ولمن ميز وجهها عبر الضوء الخفيف ضمها بقوة وهو يهتف : أميييييييي , أمييييييييي ...
تشبثت فيه أمه بقوة وهي تشهق , انصدم عمر لمن لقي نفسه داخل الموية وأمه تجاهد عشان تصعد للسطح عشان تتنفس , تذكر إن الغرقان ممكن يغرق غيره , حاول يبعد عنها عشان يمسكها من وراها لكنها كانت متشبثه بتلابيبه بقوة , بلع شويه من موية البحر وهو يحاول يكلمها , رجع رفع نفسه وقبل ما يسحب نفس سحبته أمه لداخل الموية , حرك يدينه بكل قوة في جسمه وقبض على أمه وحاول يطلع بها للسطح لكنها كانت تتلوى وهي تسحبه بلا شعور داخل الموية , لمن حس برئتينه تستصرخ مطالبة بالهواء , حاول مرة ثانية إنه يسبح للسطح وهو يمسك أمه من كتف جلابيتها وعبايتها لكنها كانت تحاربه وتسحبه أكثر للداخل , ولمن شاف إنه مافي مفر , تملص من أمه بكل قوته عشان يقدر يطلع ويمسكها بطريقة صحيحة قبل ما يغرقون الاثنين , انفلتت أمه منه , رفع نفسه بسرعة وسحب نفس سريع ورجع غطس , كان يحس صدره يتفتت من المجهود اللي بذله لكنه قاوم عشان يمديه يلحقها , أول ما غطس حس بيدين تقبض على خصره بقوة قبل ما تتراخى , عرف إنها أمه , مد يدينه بسرعة وعلى غير هدى عشان يمسكها لكنه تفاجأ بيدينه تتلاقى وسط المويه و .... ~ غااااااااااصت , أمي غرقـــت , لاااااااااااااااااااااااااا , يارب أتوسلك , يارب أرجوووووك ~ سبح أعمق يحاول يلحقها لكن أنفاسه اللي بدأت تخرج من فمه وأنفه من شدة الإختناق أجبرته إنه يرجع للسطح مره ثانيه , أول ما حس بالأكسجين يندفع لصدره صرخ بحرقة ودموعه تتفجر : أمي لااااااا , يارب أتوسل إليك , أمي , أمي , أمييييييييييي ..
ورجع يغطس مرة ثانية , كان يصرخ ويبكي بداخله وهو يسبح بلا هدى , يتلمس كل شي امامه وحولينه وألمه يزيد مع كل ثانية , ولمن بدأت أنفاسه تخرج صرخ بداخله ~ إذا خرجت دحين مستحيل تلقاها , مستحيل تلقاها , عمر استحمل , عمر استحمل , عمر ~ سبح نحو السطح بإجبار من جسده و طلع هو يشهق بقوة , شهقة اختناق وبكا في نفس الوقت ..
: ماما فين ؟؟
لف عمر لمن سمع صوتها الخائف الكسير , طالع فيها وهو يصرخ بداخله ~ غرقت , غرقت , أنا قتلتها , أنا سبتها , أنا فضلت نفسي عليها , ماتت , ماتت , أمي ماتت ~ , حمد ربه إنه مو شايف نظراتها لأنه صمتها كان كافي إنه يوجعه ويحسسه بالذنب أكثر , لمن غطستها موجة كبيرة اندفع وأمسكها بقوة , كحت بقوة وهي تمسح وجهها وسألت بسرعة : عمور ماما فين ؟؟ الله يخليك لا تقول غرقت ..
~ لا تسأليني هالسؤاااااااااااال ~ قاوم ألمه وقال بصوت مخنوق وهو يخنق دموعه : أزهار , الغريق شهيد إن شاء الله ..
كان يتمنى لو يقدر يشوف وجهها عشان يقرأ أفكارها , كان يحس العالم والأصوات والصراخ كله يتلاشى وهو يطالع في أخته اليتيمة الأب واللي صارت يتيمة أم وهي تقول بصوت غريب وهي تمسح عيونها : لا حول ولا قوة إلا بالله , لا حول ولا قوة إلا بالله ..
كلماتها بثت قوة غريبة بداخله وهو يتذكر إنه ما أصابه من الله مكتوب من يوم انخلق , ثواني انزاح فيها إحساسه بالذنب قبل ما يرجع أقوى من قبل وهو يشوفها تسبح على ورى مبتعدة عنه و هي تصرخ : لااااااا , تكفى عمر لاتقولها , مستحيل اللي يصير , إنته تكذب عليه ..
قال بصوت جهوري قوي يحاول فيه إنه يقنع نفسه قبل ما يقنعها : الغريق شهيد , إنا لله وإنا إليه راجعون ..
صرخت بعدم تصديق : لاااااااااااااااااااااااا , لااااااااااااا ..
اندفع عبر المويه و ضمها بقوة وهو يصرخ من بين دموعه : قولي إنا لله وإنا إليه راجعون , أزهار إن لله ما أعطى ولله ما أخذ , فين إيمانك ؟؟...
تشبثت بأكتافه بقوة وهي تصرخ : ياااااااااااااااااااا رب , اللهم لا اعتراض ماااااااااااماااااااااااااااا آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ماااااااااااااااااااااامااااااااااااااااا..
كانت صرخاتها المختلطة بأنواع الصرخات تطعن قلبه آلاف المرات وهو يصرخ بداخله ~ لله ما أعطى ولله ما أخذ يا عمر , خليييييييك أقوى , خليك أقوى , يااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااارب , يااااااااااااااااااارب ~ ..



*************************


في الوقت الحالي :
يوم الثلاثاء 2 / 10 / 1427 هـ :
الساعة 9,30 مساء في الرياض :


من كانت صغيرة وهو بطلها , فارسها الوحيد , الفارس اللي تقرأ عنه في القصص وتشوفه في الرسوم المتحركة اللي تخلت عنها في مرحلة مبكرة من عمرها , ومع مرور الوقت تناست هالمشاعر واليوم وهو يندفع قدام عيونها ويجثم على فيصل ويكيل له الضربات استعادت بداخلها شعورها الطفولي القديم لمن كانت تشوفه يدافع عنها بين أولاد الحارة , خرجت من أفكارها و جلست على سريرها بخوف و صوت عبد الكريم الهادر وهو يهزئ سطام وصقر يوصلها رغم باب غرفتها المغلق , غمضت عيونها وهي تسمعه يخص سطام في تهزيئه صرخت بداخلها ~ سامحني يا سطاااااام , سامحني ~ من كان صغير وهو يتلقى عنها الكثير من الضرب , و بالرغم من إنه أصغر منها إلا إنه كان يحس بشيء في نظرات فهد لها , كان دايم يسألها ليش يطالع فيها بهالطريقة و يقولها ما أحب هالرجال وعيونه تخوف وغيره من هالكلام الطفولي وكانت تتمنى لو تقدر تحكي له اللي صار لها منه واللي مازالت تتلقاه منه لكنها كانت تشوف إنه أصغر من إنه يعرف بهالأمور رغم إنه مايصغرها إلا بثلاث سنين لكن اللي صار لها كان يخليها أكبر من عمرها مئات المرات , انفتح الباب وقطع أفكارها , دخلت منه نجلاء وهي تهمس : وسام ..
فتحت وسام عيونها و طالعت فيها بصمت , تقدمت نجلاء وضمتها وهي تقول بعدم تصديق : اللي يراسلك هو فيصل ..
زفرت وقالت وهي تريح جبينها على نحر أمها : إيوه ماغيره , ماحبيت أقولك عشان ماتصير مشاكل مع الجيران ..
زفرت أمها وقالت : لو إنك تكلمتي من بدري كان سوينا أي شي , نقلنا ولا وقفته عند حده من قبل ما يتمادى ..
همست وسام وهي تتشبث بجلابية نجلاء : ما أدري , كنت خايفة , ما فكرت بأي شي غير إنه ممكن يفضحني ويتبلى عليه لو تكلمت ولا قلت شي , كنت خايفة ..
قالت بغيض : حسبي الله ونعم الوكيل عليه , الحيوان الحقير اللي ماعنده لاذمة ولاضمير , ياخي روح دور في أي مكان , هو ما يعرف حرمة الجار , ياويله من ربي ...
و بعدتها وسألت بحيرة وخوف وهي تزيح خصلات شعرها عن وجهها : وهو اش دراه باللي صار ؟؟
هزت أكتافها وهمست بتعب : ما أدري , يمكن أبويه تكلم مرة وهو مو بوعيه ولا ...
وهزت راسها وقالت : كل شي جايز هالأيام , المهم اش بيصير دحين ؟؟ خالي ..
قالت تقاطعها وهي تريح يدها على خدها بحنان : ماعليك منهم , رجال يخرجون نفسهم من اللي صار , خالك عبد الكريم يقول هم ماغلطوا لمن دافعوا عنك لكن المفروض ما يتهورون بهالشكل , لأنه لو مات الرجال بيروحون فيها ..
زفرت بحرقة وقالت : أمي , صقر قرأ الرسايل وخايفه إنه شاف ذيك الرسالة اللي .. اللي ....
واختنق صوتها وهي تغطي وجهها وهي تقول بألم : انفضحت , انفضحت يا أمي ..
قالت تقاطعها بهدوء : لا يا قلبي إنت مسحتيها ..
رفعت راسها بذهول وهي تقول : والله ..
ابتسمت وقالت : إنت قلتيلي إنك بتمسحينها عشان تخافين هيام تفتح الجوال وتشوفها ..
زفرت براحة وهي تقول : الحمد لله , الحمد لله , يعني ماقرأ إلا الرسايل الأخيرة , يارب لك الحمد , يارب لك الحمد ..
ابتسمت نجلاء بشفقة ومسحت على راسها وهي تقول : ريحي راسك دحين , خالك بيروح المستشفى وبيتطمن على فيصل وبيشوف اش حيصير ..
انسدحت وسام ودفنت وجهها في المخدة وهي تحاول تهدي قلبها اللي كان يضرب بعنف من شدة الخوف والتوتر , كان كل جسمها يرتجف , كل جزء منه ينتفض وهي تفكر باللي ممكن يصير لا انتشر الخبر , أكيد هم ما حيقدرون يخبونه بسبب الأثار اللي في سطام وصقر وهنا حيبدأ القيل والقال اللي كانت تخشاها طول حياتها ,..
خرجت نجلاء بعد ما طفت النور وراحت للمجلس وتوقفت في طريقها عند هيام اللي كانت جالسة تقلب في جوال وسام تحاول تركبه , ابتسمت وجلست جنبها وهي تقول هيام , لفت هيام وجهها وهي تسحب أنفاسها من أنفها وهي تمسحه بالمنديل , انتبهت نجلاء لوجهها المحمر , حطت يدها على كتفها بحنان وهي تهمس : هيومه , حبيبتي , الموضوع معقد شويه عشان كذا ما أقدر ..
همست هيام تقاطعها وهي تمسح دموعها : عارفه كل شي ..
طالعت فيها نجلاء بذهول وهي تسأل : عارفه إيش ؟؟
غطت هيام وجهها وهي تهمس بوجع : عارفه عن وسام وأبويه , عارفه كل شي , بس ما قدرت أسوي شي , ما قدرت أقدم لها شي لأني عارفه إنها ماتبغى أحد يدري ..
وبعدت يدينها تمسح دموعها وهي تقول : ما تشوفيني ما أسأل ولا أزن عشان أعرف اش يصير حوليني ؟؟
شهقت نجلاء وهتفت برعب : لا تقولين إنت كمان ...
قاطعتها هيام وهي تهز راسها : لا , لا , هو حاول كم مرة لكن وسام كانت دايم تجرني وما تخليني معاه لوحدنا , وكانت دايم تلهيني عشان ما أفكر باللي كان يبغاه أبويه بحركاته لكن ..
سكتت و كملت : الأطفال يفهمون حتى لو كانوا صغار ..
ودمعت عيونها وهي تخفض صوتها وهي تهمس : كنت عارفه إنه يبغاني لأنه وسام صارت كبيرة وتقدر تدافع عن نفسها وتهدده من دون ما تخاف , سمعتها مرة تقوله نجوم السما أقرب لك من هيام , لا يمكن أخليك تسوي فيها زي ما سويت فيني , وهنا عرفت إنه , إنه ....
ونزلت دموعها وهي تسأل بحيرة : ليه يا أمي ؟؟ ليه سوى فيها كذا وهو عمها ؟؟ وكان يبغاني كمان , هو ما يخاف من عقاب ربي ؟؟ هو مافكر في مستقبل بنت أخوه ومستقبلي .. هو .. هو ...
ضمتها نجلاء لمن بدأ صوتها يتقطع من صياحها وهي تهمس : كان مو بوعيه , هواه كان أقوى منه ..
ضمتها أكثر وهي تحس بالقهر يذبحها , كيف ما حست بهذا كله ؟؟ كيف ما انتبهت للي يصير تحت سقف بيتها ~ أنا السبب , أنا السبب ~ ..
: نجلاء ..
بعدت عن هيام ولفت على أخوها اللي طالع فيها بنظرات رقيقة وهو يقول : وسام نامت ؟؟
ابتسمت وقالت : منسدحة ..
زفر وقال : أنا رايح المستشفى دحين , ولمن أرجع بيننا كلام ثاني ..
ودعته بحرارة وهي تشكر له حضوره السريع معاها من تلقوا اتصال هيام ..



*****************************


في نفس الوقت في جدة :


: عازمكم على عشااااااااااا ..
قالها بصوت ممطوط ساخر , وكمل بعدها بحدة وهو يأشر على الطاولة اللي جالسين حولينها الشباب : القرموشي , من قلة مطاعم ..
قام عبد الرزاق وقال بحدة مصطنعة وهو يحط رجله على كرسيه : حدك عاااااااد , إلا القرموشي ما أرضى عليه ..
وأشر على اللائحة اللي في يده وقال : معصوب بأنواع وأشكال , فته , عريكه , فول , قلابة , تميس من اللي يحبه قلبك , هذا كلللللللللله مو عاجبك ..
الكل كان يضحك عليه و حسان يقول : يوم شفتك متحمس وضارب الصدر قلت بيعزمنا على مطعم صيني , إيطالي ..
قال وهو يجلس : معليش كل يمد رجوله على قد لحافه , أعرفكم آفات لو بآخذكم لواحد من هالمطاعم بتفقروني وتصفرون محفظتي , بعدين ياكثركم ..
قالها وهو يطالع فيهم برعب ضحكوا وقال عمر باستنكار : عبد الرزاق قول ما شاء الله ..
قال جاسم وهو يحس بسعادة مالها وصف وهو يشوف عبد الرزاق يحاول يفرفش قدامهم : كلنا خمس أنفار وإنت السادس قلت يا كثركم , يالبخخخخخخخخل ..
قال وهو يوزع عليهم ورقة القائمة : هذا مو بخل , هذا حرررررررص , أخلصوا لا أطلب لكم من عندي بثلاث ريال فول وريالين تميس ..
قال عبد الإله وهو يسحب القائمة : يلعن أبو المذذذله , أنا اش خلاني أقبل عزيمتك ..
طلبوا طلباتهم وجلسوا يتبادلون الأحاديث , قام عدنان وهو يقول : أروح أغسل يدي ..
دقايق وقام عبد الإله وهو يقول : أروح أغسل أنا كمان ..
لمن دخل عبد الإله لدورة المياه شافه في جهة المغاسل منحني على مغسلة وهو يغسل يدينه , زفر وتحرك بتردد , لف عدنان وجهه وابتسم له , قال وهو يحزم أمره : عدنان بأستشيرك في موضوع على السريع إذا ممكن ..
إعتدل عدنان ونشف يدينه بالمناديل وهو يقول : تفضل بسسس , هنا ..
ابتسم عبد الإله وقال : ما أبغى أحد يسمعه وإنت بتسافر فـ ..
قال : هات اللي عندك ..
سأله بسرعة : لو جاك واحد تعزه وله أفضال كثيرة عليك وعرض عليك بنته الكبيرة لأنه معجب فيك اش تسوي ؟؟
ابتسم عدنان وقال بدون تردد : إذا كنت عارف هالرجال وأقدره وأعزه و ماني مرتبط ومستعد للزواج أوافقك , ليه لا ؟؟ ترا مو شرط لأنه عرض بنته يعني إنه فيها عيب , محتمل من شدة حبه لبنته ما يبغى يزوجها إلا شخص يستحقها ..
زفر عبد الإله و قال : وإذا كنت تعرف إنه في وحده في العائلة تحبك ..
التزم الصمت وهو يطالع فيه بتفكير , هز أكتافه بعدها وقال : لو كنت قابل هالبنت الأقربون أولى بالمعروف , يعني لو الشاب ما أخذ وحده من العائلة وراح لغيرها مين بياخذ بنات العائلة ..
طالع فيه عبد الإله للحظة فضحك عدنان وقال : أنا حالة خاصة , تقدمت لبنت عمي و انرفضت بطريقة تقدر تقول عنها ... بشعة , فصار من المستحيل والمحرج إني أتقدم لغيرها ..
ضحك عبد الإله على طريقته في التبرير وقال بعفوية : حتى أنا رفضتني العنـ ..
و انخرست الكلمات لمن تذكر إن اللي قدامه زوجها , معلومة راحت عن باله لثواني وبطريقة عجيبة , اتسعت عيون عدنان وبان الذهول على وجهه غصب عنه رغم إنه جاهد عشان ما يبين انفعالاته , قال عبد الإله بسرعة وهو مصدوم من زلته : رفضتني عشان البنت اللي قلت لك عليها , هم زي التوائم ..
دخل حسان وقال : وينكم تصنعون صابون وتغسلون به , الأكل جـ ..
وسكت لمن شاف وقفتهم قدام بعض , حس بشي في الجو فقال وهو يتراجع : أسيبكم تكملون اللي كان بينكم ..
وخرج , تمالك عدنان نفسه لمن شاف الإحراج والتلعثم اللي صاب عبد الإله , وابتسم وقال : استخير وتقدم لقريبتك أحسن ..
تمنى عبد الإله لو إنه يسترجع الثواني ومايقول هالكلمة ~ اش خلاني أنســــى ؟؟ اش خلاني أنسى إنها زوجته , ياربي اش هالفشلة ؟؟ ~ , رفع راسه لمن حط عدنان يده على كتفه وهو يقول : شكله عندك شي ثاني ..
زفر عبد الإله وقال : حكاية إنها تحبني صراحة ...
قاطعه عدنان بحزم : الحب مو حرام ..
وكمل يسأله بنفس الحزم : شفت على البنت شي غلط ؟؟ حاولت تلين معك بالحديث ؟؟ تفتح موضوع معاك وتطول الكلام ؟؟ ..
هز عبد الإله راسه وقال : أبدا , أخلاقها مافي زيها ..
ابتسم وقال : أجل لا تظلمها لأنها تكن لك مشاعر , أكيد شافت فيك شي عجبها أو راقها , هو مو معناته إنها غلطت , هي بشر وعندها مشاعر , شوف إحنا الرجال نتقدم لمن يعجبنا شي سمعناه عن البنت , أخلاقها , جمالها , طيبتها , أخلاق أهلها وغيره , صح ولا لا ؟؟ يعني نتقدم وإحنا حابين شي معين في اللي متقدمين لها , ولو أعرف إنه في وحده تحبني بأتقدم لها وأنا مبسوط ..
وطبطب على كتفه وقال : الله يسهل لك , مو سهل اختيار شريكة الحياة ..
وخرج وسابه يفكر في كلامه , ضرب عبد الإله جبينه وقال من بين أسنانه : أنا اش خلاني أنســـــى ؟؟ آخ ياربي ..
وقف عدنان عند جاسم وقال : جاسم ممكن جوالك شوي ..
قام جاسم وناوله جواله وهو يقول : خير , الأكل انحط , مابتأجل مكالمتك شوي ..
هز عدنان راسه وقال : مكالمة مهمة , دقايق وراجع ..
وتحرك وخرج من المطعم بعد ما قال : ما حأتأخر إن شاء الله ..
دق رقمها اللي حافظه وابتسم لمن شاف اسمها (( عمود الكهرب )) وقال : الله يقطع سوالفك يا جاسم ..
استمع لرنات الجوال المتقطعة وهو يحس بمشاعر غريبة ..


******************************



كانت تلف التل حول الكيس الصغير وعقلها غصب عنها يستعيد كلماته وسكناته , ولمن بدأ عقلها يستعيد ملامحه والابتسامة تغزو شفايفها هزت راسها وهي تقول : عنيدي خلاااااص , بلا هبالة ..
التفتوا لها كلهم وقالت أزهار : عنود اسم الله عليك تكلمين مين ..
انتبهت إنها تكلمت بصوت عالي , طالعت في التل اللي مو مرتب وقالت : هااا, لا التل مو راضي يلف زي الناس ..
: الحمد لله والشكر , تكلم تل ..
رن جوالها اللي في حضنها وسط أكياس الفوفل اللي غلفتها ولفتها بشريطة وورد , أول ما شافت اسم جاسم قالت لأزهار وهي ترفع الجوال : زوجك الدب ..
وردت وقالت تقاطع سلامه وهي تحشر الجوال بين كتفها وإذنها عشان تكمل تغليف الفوفل : ماني راضية , إلا لمن تحسن الصورة قدام صاحبك ترا أزهارووو رهن الإعتقال يعني لا تحسب إنه مافي فـ يدي شي ..
وكملت بحزم مصطنع : قد أنذر من قد ...
ولفت على البنات وسألت : اش تكملتها ؟؟ ..
ضحكوا وسفانة تقول : يالخبلة قد أعذر من أنذر ..
قالت وهي تأشر على سفانة : إيوه , هذي هي , سمعتها ..
فكر إنه عاشر سحر بهدوءها و حكمتها ورزانتها , وسلافه بدلعها ولا معقوليتها في كثير من الأمور , لكن هالبنت شي جديد ما قيد مر عليه , مسك ابتسامته وقال بهدوء وهو يطالع في السيارات المتحركة على الطريق : الصورة ما تغيرت عشان يحسنها ..
طاح الفوفل من يدها وانزلق الجوال من كتفها وهي تطالع فيهم برعب , طالعوا فيها بحيرة وقالت ريم : عنود ..
سحبت العنود الجوال وقامت , طاحت الأكياس اللي غلفتها من حضنها , قالت الهنوف : بنت , حاسبي ..
رصت العنود بطنها بيدها الثانية وهي تهمس بدون صوت : حمام ..
ودخلت الحمام وصكت الباب وهي ترجع الجوال لإذنها , أول ما سمعته يناديها~ ياربي هو , والله هو , يافشلتيييييييييييي أنا ليه دايما أم الفشايل ~ غمضت عيونها وهمست : نعم ..
حس بسخافة الموقف اللي حط نفسه فيه بدون تفكير , واقف برا المطعم عند الرصيف ومو عارف اش يقول وليش اتصل , قال وهو يحك حاجبه بإحراج : وين رحتي ؟؟
حست برعب إنه يعرف إنها في الحمام فقالت بسرعة : أنا هنا , يعني وين بأروح يعني ؟؟
ابتسم على طريقتها شبه الهجومية وقال بعفوية : طيب لا تضاربين ..
~ لاااااااااااااااا , دحين يحسبني وحده حونشية , ياربييييي ليش لازم أكلمه , ياربي عشان كذا أكره الملكة و ~
: اشتقتلك ..
فتحت عيونها على اتساعها و حست الزمن تجمد حولينها وهو يكمل : اشتقتلك فقلت أتصل أسمع صوتك ..
~ اشتقتلك , يا ماميييييييييي , أنا مو قد هالكلام ~ تخافق قلبها بجنون فغمضت عيونها وهي تحاول تضبط أنفاسها اللي تسارعت فجأة والخجل يتصاعد لوجهها ..
مجرد ما عرف إنها رفضت عبد الإله بسبب قريبتها اللي تحبه حس برغبة غريبة مجنونة إنه يسمع صوتها , ابتسم لمن ما سمع أي صوت من جهتها وهمس : عنودي ..
~ هنا وخلااااااص , حدك عاااااااااد , تراك زودتها , شوي شوي علي , بطنييييييييييي , بطني راحت فيها , مطيح الميانة الأخخخخ ~ لسانها اللي لصق في سقف فمها منعها من كلمة نعم فهمهمت ..
زفر وقال بصدق : ترا شكلي يضحك وأنا واقف على الرصيف قدام المطعم , الداخل والخارج يطالع و ..
ولف يطالع في قزاز المطعم وابتسم للشباب اللي يأشرون له على الأكل اللي على الطاولة وكمل : والشباب ينادون ..
مسكت ضحكتها وهمست بأذية : طيب روح لهم ..
رفع حواجبه وقال بتريقة : سكت دهرا ونطق كفرا , اش قصدك ما تبغين تكلميني , ولا هذا اختبار مين أفضل ؟؟..
انصدمت من كلمتها اللي فعلا كانت تقصد بها تشوف رده , قالت بتلعثم : هااا , لا والـ ...
وسكتت وهي تقول لنفسها : بنت لا تقولين اسم الله في الحمام ..
سأل باستغراب : إنت في الحمااااام ؟؟
شهقت وسألت بدون تفكير : اش دراك ؟؟
سكت لثواني وقال بحيرة : إنت قلت ..
صرخت بداخلها وهي تحس إحراجها يزيد ~ لااااااااا أنا كنت أفكر بصوت عالي مرة ثانية , لااااااااااا , اش معنى هو بالذات تفكيري يطلع عنده بصوت عالي ~ وصلها ضحكته الهادئة قبل ما يقول : بعدين تراك نطقتي اسم الله ..
~ لا والله , كني ماني عارفه يعني , فيلسووووف ~ لمن شافها عازمه على الصمت قال : شكرا على كل حال , من أرجع الشريحة أعطيك خبر إن شاء الله , يلا أستأذن دحين و ..
سكت مرة ثانية وقال : لا عاد تتكلمين في الحمام ..
لفت بوزها وقالت بداخلها بغيظ ~ بدأنا نصايح من ثاني مكالمة , مالت , يعني ماني عارفه إنه مو زين الكلام في الحمام , كللللللله منك ~ وهزت راسها بطيب , قال باستغراب لمن ما سمع لها حس : مع السلامه ..
هزت راسها مرة ثانية , قال : عنود ..
انتبهت لبلاهتها وقالت : أوووو مع السلامة ..
وصكت الجوال وزفرت براحة ~ اش هالتوتر ؟؟ ماني عارفه أركب كلمتين على بعض ~ , خرجت من الحمام وهي تطالع في البنات بتوتر , تشاغلوا بالفوفل اللي بين يدينهم , جلست ومسكت واحد من الأكياس الصغيرة و بدأت تعبيه وهي تطالع فيهم كل شويه ولمن رفعت بصرها و شافتهم يطالعون في بعض قالت بسرعة وهي تحس بالحرج : هو اللي كان يكلمني , عندكم شي , إذا عندكم شي قولوه بصوت عالي ..
انفجروا بالضحك وقالت الهنوف : يكاد المجرم يقول خذوني ..
وقالت سفانة وهي تضحك : أصلا من خرجتي كان مكتوب على جبينك , كنت أكلم عدناااااان , الوجه رايح طمااااااااطم ..
لفت بوزها وقالت وهي تركز عيونها في اللي بين يدينها : مالت عليكم ..
جلس ياكل بصمت وهو حاس بنظراتهم , رفع راسه لهم فشافهم مبتسمين , قال بهدوء بعد ما بلع لقمته : خير شاقين الحلق ..
قال حسان وهو يزفر بشكل مسرحي : شكلك مهموم ليش بترجع الرياض , ما ألومك , إحنا في نفس المكان وبالقوة صابرين ..
ضحكوا عليه وجاسم يدقه وهو يقول : هيييييي استح على وجهك , ياخي احتفظ بشوقك لنفسك ..
لف عليه حسان وقال بقهر : آآآآآآآآآآخ وياليته فايدني الكلااام , أنا عند ناس حجر ما يفهمون حتى الكلام المباشر ماعاد يفيد فيهم , بأتزوج قلتها بعااااااالي الصوت ومحد معتبر فيني , ترا صبرت إلين مل الصبر مني ..
زاد ضحكهم عليه , حتى عدنان غرق في الضحك وهو يطالع في عبد الرزاق وجاسم اللي يطيبون خاطره وهم يوعدونه إنهم يكلمون أبوهم بس يسكت و ما يفضحهم في المطعم , كان مستغرب جرأته في التصريح قدامهم عن رغبته في الزواج بأسرع وقت , ولمن تخيل لثانية إنه ممكن يسوي زيه حس بالرعب فنفض هالخيال عن راسه ..



***********************************


الساعة 11 مساء في فيلا أحمد :

لبست عبايتها وهي تقول : والله كان ودنا نخلصها اليوم ..
ابتسمت أزهار وقالت : الله يسعدك يارب , والله ما قصرتي يا قلبي ..
ولفت على سفانة وهي تقول : حتى سفسف ماقصرت , جزاك الله خير ..
ابتسمت سفانة وقالت : هذا أقل شي نقدمه , بعدين لا تنسين إحنا أهل العريس ..
تأثرت أزهار بكلمتها فطالعت فيها بامتنان , وتفاجأت لمن قالت الهنوف : طبعا , أنا والعنود أخوات العريس ولازم نكشخ ونتعب في زواج أخونا ..
ضحكت لمن قالت ريم باعتراض : حتى أنا أخت عمور ..
و سفانة تأيدها وهي تقول بصوت ممطوط : كلللللللللللللللنا أخواته ...
قالت بصدق : والله يا سعده وهناه ..
قالت ريم وهي تطالع في جوالها : هذا عبد الإله ...
طالعت العنود في سفانة وقالت بتريقة : مالت عليه أبو رنة , نص رنة ما كملها البخيل , الله يعين حرمته ..
رفعت سفانة حواجبها وهي تخزها بنظرة حادة بمعنى اش عندك تطالعيني , ابتسمت العنود وقالت وهي ترفع يدينها : بنات قولوا آمين ..
قالت أزهار : آمين ..
واستغربت لمن ما أمن أحد , قالت ريم وهي تشيل شنطتها : معليش أأمن ورى أي أحد غير العنود ..
وقالت سفانة وهي تلف طرحتها : زهوره قلبي ما حفظتي الدرس إلى الآن ترى ما تنضمن دعاويها هالبنت ..
قالت العنود بعصبية وهي تضرب ريم وسفانة : يا نذلااااااااااااات , قولوا آمين ..
طالعت فيها الهنوف وقالت : آخر مرة أمنا , طلعت دعوة على أم حمد جارتنا ..
قالت باستنكار : ما دعيت عليها , دعيييييييييت لها , في فرررررق ..
رفعوا حواجبهم وهم يدققون النظر فيها , ابتسمت وقالت : قلت يا رب تقطع لسانها ..
شهقت أزهار فتابعت العنود بحماس : ياناااااس هذي دعوة لها لأنها من كثر غيبتها ونميمتها وكذبها قاعدة تجري لجهنم , أنا بأريحها من الذنوب ..
زفرت أزهار وقالت : مو إنت دحين اغتبتيها يا ست هانم , هذا شي , والشي الثاني مادام ما نصحتيها في وجهها لا تتكلمين من وراها وتدعين عليها ..
زفرت بطفش وقالت : طيب قولوا آآآآآآآآمين ..
أمنوا وهم يضحكون قالت بحماس وهي ترفع يدينها : يااااااااااااارب اللي في بالي يتحقق و ...
قالت سفانة بتريقة : إنه يتصل عليك عدنان مرة ثانية ..
انفجروا بالضحك فقالت بغيض : لا يا حماره ..
ضربتها الهنوف على كتفها وهي تقول باعتراض : كم مرة قلنالك مايجوز السب يا بنت ..
قالت بغيض : قهرتني ..
وكملت : قولوا آمين ..
أمنوا بطفش وريم تقول : آمين , استعجلي عبد الإله حينحرني على حس دعاويك ..
قالت وهي تطالع في سفانة : يااااااارب اللي في بالي يتحقق و بعض الناس اللي أحبهم يرزقهم ربي بـ ..
نطت سفانة وصكت فمها وهي تقول : شكرا , سمعنا من دعاويك ما يكفي , يلا ريم ..
وتحركت خارجة من الغرفة ووراها العنود وهي تقول : تعالي لسه ما دعيت ...
ما فهم أحد اللي صار لكن ريم حست إنه العنود تقصد سفانة وعبد الإله بشكل أو بآخر , هزت أكتافها وخرجت وهم يمشون معاها يودعونها , لفت سفانة على العنود وهي تمشي في الدرج وهمست من بين أسنانها : صدق ما عندك مخ , اش كنت بتقولين ؟؟
ابتسمت العنود وقالت وهي تحرك حواجبها : كنت بأقول يارب الناس اللي أحبهم ربي يرزقهم باللي في قلبهم ..
لفت عليها وقالت باعتراض وهي ترص على الداربزين : عبد الإله مو في قلبي ..
رفعت حواجبها وقالت بخبث : ما دام مو في قلبك ليش عرفتي إني أتكلم عنه ..
كانت سفانة مصدومة , لأول مرة تعلق عليها العنود بهالشكل , هتفت باستنكار : عنووووووووووووووود ...
وكملت بغيض : ما كنت أعلق عليك يوم يجي طاري عدنان أبو شخصية رزة ..
تصنمت العنود وقالت : واش دخل مدحي لعدنان بموضوعك ..
طالعت فيها من فوق لتحت وقالت بتريقة : مين اللي كانت تقول أول لو أبغى واحد أتمنى يكون شخصية رزة زي عدنان أخو سحر ..
شهقت العنود لمن تذكرت كلمتها اللي قالتها مرة من المرات قبل سنة وشوي وقالت بجدية : هذا زماااااان وإنت قلتيها بنفسك أوووووول , بعدين ما كنت أقصد شي بهالكلمة , مجرد تقريب للصورة اللي أتمناها في الرجال لا أكثر ولا أقل , ما كان هالرجال في بالي أبد ..
هزت راسها وقالت بسخرية : إيييييي فهمت , فهمت ..
وتحركت نازلة , ضحكت عنود ولحقتها وهي تهمس : من زيك ياعم , بتركبين مع حبيب القلب مازولا , بتتنفسون نفس الهوا و ..
شهقت سفانة ولفت عليها و ضربتها بقوة وهي تقول بعصبية : اش قاعدة تقوليييييييييييين ؟؟ صدق سخيفة , عقلك صار في شي ..
ضحكت العنود وقالت بصدق : صراحة ما أدري اش فيني , أحس نفسي خفيفة بزيادة ..
شاركتها سفانة الضحك وهي تقول متفهمة : مو منك , من مكالمة بعض نااااااس شخصيتهم رزة ..
تغير وجه العنود وهي تمسك بطنها وتهمس : تكفين لا تطرينه , والله إني بغيت أموت لمن عرفت إنه المتصل , قلبي خرج من مكانه ..
ضحكت سفانة وقالت : يالخبلة توني طريته ما انمغصت بطنك , اش معنى دحين ؟؟
همست وهي ترص بطنها : لا دحين طريتيه بشكل ثاني ..
قهقهت سفانة وقالت بلهجة نابعة من الأعماق : الله يسعدكم دنيا وآخرة ..
وغطت وجهها لمن نزلت ريم جري وصوت جوالها يقطع سكون المكان , قالت ريم بغيض وهي تمر من عندهم بسرعة : سفانه ليش ما خرجتييييييييييييي , ياويلي منه , ياويلي منه ..
تبعتها سفانة بهدوء وهي تعدل عبايتها على راسها وهي تقول : حلوة , تبغيني أطلع السيارة قبلك , تهـــرج وتقول يا ويلي , تستاهلين ..
ولوحت للعنود مودعة , غمزت لها العنود وقالت : سفسف , مثلي إنك طحتي وانلوت رجلك وخليه يجي يسا...
صرخت سفانة باستنكار : عنوووووووود وبعدين معااااااااااااك , فيلم هندي هو ..
وصكت الباب بقوة وهي مقهورة من قهقهة العنود , أول ما شافت سيارة الأجرة و لمحته خلف المقود تذكرت كلام العنود , تصاعد الدم لخدودها وصرخت بداخلها ~ الله يقطع شرك يا العنود , كلللللللللللللله منك ~ فتحت الباب ودخلت وهي تسمع ريم تقول : سورييييييييييي والله سوري , أخذتنا الهرجة ..
قال بتريقة : وإنتم الحريم ماتحلى لكم الهرجة إلا عند البيبان ..
سلمت بهمس وصكت الباب , رد سلامها بصوت هادئ وهو يحرك السيارة ~ غريبة ما قال كيف حالك يا سفانة زي دايما ~ أول ما سحبت نفس تذكرت كلام العنود زاد إحراجها وهي تصرخ ~ الله يسامحك يا عنوووووووووووود , اش سويتي فيني ؟؟ سفانة بلا هبالة , هذي مهي أول مرة تركبين معاه , صدق البنات ما يحسبون بالكلمة , خيالنا واسع ~ لمن ذكرت نفسها بهالشي حست بنفسها تستكين , أكيد هالتوتر مجرد تأثر وقتي من اللي قالته العنود ..
: الله يخليك عبوووووووود ..
ابتسمت وهي تسمع رجاء ريم لأخوها إنه يمر على البقالة قبل البيت , قال بحزم : لا يعني لا , واعتدلي في جلستك قربنا من إشارة , و أصلا مافي بقالات فاتحة هالوقت ...
لفت بوزها واعتدلت في جلستها وهي تقول : السواقين عندهم إجازة ومحد يجيب لنا شي من البقالة منكم , ما كإننا في عيد ..
ورجعت لفت عليه وهي تقول بخبث : سفانة تبغى البقالة كمان ..
شهقت سفانة بخفة ودخلت يدها من ورى الكنبه وقرصت ريم , تجاهلت ريم قرصتها وهي تقول : عبود الله يخليك ..
زفر بطفش و لف الدركسون وما أخذ اللفة اللي تودي على البيت , صرخت ريم بحماس وهي تشوفه يخرج من الحارة يدور على سوبر ماركت , زفر هو يلف على سوبر ماركت قريب وقال : اش تبغون ؟؟
قالت برجاء : الله يخليك أبغى أنزل ..
لف عليها وقال بحدة : نـــعــــم , في هالوقت ؟؟
قالت وهي تمسك ذراعه : الله يخليييييييييييييييييييييييييييييييييك ..
طالع في واجهة السوبر ماركت وقال وهو يصك السيارة : طيب إنزلوا ..
صرخت بحماس : شكراااااااااااااااااااااااااا ..
ولفت على سفانة وهي تقول : سفسف يلا ..
همست سفانة برعب : من جدك , أنا بأجلس في السيارة ..
قال عبد الإله بهدوء وهو واقف عند الباب ويده على زر إغلاق الأبواب : ما في جلوس في السيارة , ما أقدر أخلي ريم تخرج لوحدها وما أقدر أخليك لوحدك , تحركي يلا ..
قالت ريم برجاء : سفانة الله يخليييييييييك ..
زفرت سفانة وخرجت , ثواني و كان يمشي وجنبه ريم , حرصت إنها تمشي وراهم بمسافة , مسكت ضحكتها لمن شافته يضرب جبينه لمن سحبت ريم عربية من العربيات وهو يقول : أنا اش خلاني أنصفق على راسي وأخليك تخرجين يالسعلية ..
تنحى عنهم وراح جهة المكتبة الصغيرة الملحقة بالسوبر ماركت وراحت هي مع ريم اللي ماخلت شي مااشترته , قالت سفانة وهي تشوفها تاخذ ثلاث شيبسات كبيرة : ريمان بتنتفخين , هذا كله بتاكلينه لوحدك ..
قالت ريم : لا هذا لنا إحنا البنات , مخزون ..
ولفت على سفانة وقالت : ما تبغين تشترين شي ..
هزت سفانة أكتافها وقالت كاذبة وهي تفكر في شنطتها اللي سابتها في السيارة عشانها مزبرقة وتلفت النظر : ماني مشتهية شي ..
: خلصتم ..
لفت ريم على عبد الإله وقالت : عبود سفانة ما تبغى تشتري شي لأنه ما معها فلوس ..
انصدمت سفانة من تصرفها وقالت بثبات : لا مو كذا , عندي فلوس بس في السيارة ..
قال بحزم : اشتري اللي تبغين , مابينا شي ..
وتحرك للمحاسبة وهو يقول : أنا عند الكاشير ..
ضربتها سفانة وهي تقول بغيض : يا دببببببب فشلتيني عنده , اش ماتبغى تشتري عشان ماعندها فلوس , صدق ماتستحين ..
ضحكت ريم وقالت : ما قلت شي غلط , أعرفك أنا ..
وقف عند الكاشير وهو ماسك قارورة موية الصحة اللي شربها ~ عبد الإله هذي مهي أول مرة تخرج معاك سفانة , اش معنى دحين أحس نفسي متوتر , حتى حروفي محسوبة ما تخرج بسهولة , حتى كيف حالك ما قدرت أخرجها من فمي زي العادة , يكون أنا كذبت على نفسي وصدقت الكذبة ~ طالع في سفانة بحيرة , ما كان ملاحظ أي شي منها , تصرفاتها ما تدل على اهتمام أو أي شي من هالقبيل , حتى كلامها معاه هادي ومتزن , بعد بصره عنهم وزفر وهو يحس نفسه في دوامه , جات ريم وحطت العربية عنده وهي تقول : عبود , حاسب على بال مانشوف المجلات ..
وسحبت سفانة اللي قالت باعتراض : ماكفاك هذا كله ..
قالت : لازم المجلات ..
اشترت مجلتين أطفال تحبها وجلست قدام مجموعة من روايات أحلام , قالت سفانة : إنت برضك في هالروايات اللي مامنها فايدة ..
قالت ريم بحماس : حلوة تعجبني ..
ضحكت سفانة وقالت : ما أقول ما كانت تعجبني بس كلها خرابيط , واحد مغصوب على وحده ولا العكس , ولا وحده انحشرت في مكان مع واحد وطول الوقت يتضاربون وفي الصفحتين الأخيرة يتصافون ..
ضحكت ريم وقالت : هذا أححححححلى شي , المضاربة ...
قالت سفانة : لكن تأثيرها يطلع فيما بعد ..
قالت ريم باستنكار : ما أثرت فيني ..
طالعت فيها سفانة وقالت بتريقة : ما أثرت فيك , شوفي ثلاث أرباع كلامها , نظرت إلى كتفيه العريضين أو صدره العاري أو شعره المبلل و اللي ما أدري اش فيه , اقنعيني إنه هذا ما أثر فيك بشكل غير ملحوظ وخلاك بدون تفكير تتأملين في الرجال , هذا عيونه ما أدري اش فيها وهذا شعره وهذا جسمه رياضي , ترا هذا كلللللللله من تأثيرها , بعدين يكفي إنك تصرفين 10 ريال و تقعدين ثلاث ساعات على شي فاضي و هذا محسوب عليك , المال والوقت ..
وابتسمت وكملت بلطف : تونا خارجين من شهر فضيل وإن شاء الله إننا معتوقين من النار , خلينا نحاول نحافظ على نقاء صحائفنا , من ترك شيئا لله عوضه الله خير منه ..
زفرت ريم وقالت وهي ترجع الرواية : إن شاء الله ..
وحاسبت على المجلتين وخرجت , كان عبد الإله ينتظرهم عند الكاشير وهو شايل الأكياس , قالت ريم : أخرناك ..
ابتسم وقال : خلاص مادام وافقنا ما نقدر نشتكي , نتحمل الله يعينا ..
وركبوا السيارة , كانت سفانة طول الطريق تضحك بداخلها على حماس ريم وهي تفكك الأكياس تدور على أشياء سفانة عشان تعزلها وتثرثر بكلام ماله نهاية واللي يقابله ابتسامة هادئة من عبد الإله وهو يهز راسه بمعنى إنه يستمع لها , لمن وصلوا لبيت جدتها قالت بعد ما تناولت كيسها من ريم : جزاك الله خير , سامحنا على التعب ..
قال : لا ما فيها شي ..
واستنى إلين دخلت الفيلا , لمن حرك السيارة انتبه لصمت ريم , لف عليها وانصدم لمن لقيها تتأمله بصمت , ~ أسألها عن سفانة ؟؟ يمكن مهي هي اللي رفضتني العنود عشانها ولا .... ~ قال وهو ينفض أفكاره ويطالع قدامه : ليش ماتلبسين غطى زي سفانة ما شاء الله عليها ما يبان منها شي وإنت عيونك غير باينة ..
رفعت حواجبها وقالت بخبث : ويييييي , عشنا وشفنا , من متى الأخ يقارن ..
قال بعصبية غير مبررة : اش قصدك ؟؟ ترا يكون في علمك حتى نزولك السوبر ماركت وإنت لابسه هالصندل ورجولك على ماهي قدام الرجال مو عاجبني لكني سكت عشان ماتزعلين ولا كنت ناوي أرجعك السيارة ..
قالت بانحراج : ما كنت داريه إننا بنوقف في سوبر ماركت , قلت من بيت عمي لبيتنا , ولا أنا حريصة على الشراب ..
سكت وما قالها إنه سفانة كانت لابسة شراب أسود عشان ما تقعد تقول يقارن مرة ثانية , وقف السيارة عند الباب ودخل وهي وراه شايله الأكياس وهي تشكره للمرة العاشرة , ابتسم وقال : خلاص , حسستيني كإني سويت المستحيل ..
: وين كنتم ؟؟
التفتوا لعهود اللي سألت سؤالها وهي حاطة يدينها على خصرها , قالت ريم : كنت في بيت عمي أساعد أزهار في الفوفل حق الجواز و ..
قاطعتها بطفش وهي تأشر على الأكياس : ماتهمني هالتفاصيل المملة , قصدي هالأكياس ..
قال عبد الإله باستنكار : عهووووووود , كتمتي البنت , كان خليتيها تكمل هرجتها ..
قالت ريم بحماس : لا عادي , متعودة على دفاشتها ..
وكملت بعناد : مرينا على السوبر ماااااااااااركت واشتريت لي مخزون سهرة محترم على حساب الشيخ ..
وكملت تطيب خاطرها : واشتريت لك البسكوت اللي تحبينه ..
ولمن شافتها مهي متفاعلة معاها قالت وهي تحط الأكياس على الطاولة وتفك عبايتها : كيف كانت زيارتك لجيهان ..
قطب عبد الإله حواجبه وهو يتذكر البنت اللي شافها ذيك المرة , ما ارتاح لها أبد , نظراتها كانت عابثة رغم البراءة المصطنعة اللي حاولت تكسيها لنفسها ..
هنا ابتسمت عهود وقالت بلطف : جيهان , طيبة الحمد لله , تسلم عليك وتقول المرة الجاية لازم تجين معايا لأنك واحشتها ..
قطبت ريم حواجبها بصدمة ~ ويعللللللللللها بمصيبة , جيهان تسلم وتسأل , خيييييييييييييير , اش عندكم إنتم الثنتين , ناوين على إيه ؟؟ الله يستر , والله هذا التطور ما يطمن , ياويلي إنه كانوا مخططين على شي ضدي , ياربيييييييي أشتكي لمييييييييييييين ؟؟ ~ تحركت وسحبت الأكياس وهي تقول بهدوء : عن إذنكم , تعبانة من الشغل وبأروح أرتاح ..
استغرب عبد الإله هروبها واستغرب أكثر لمن سحبته عهود وهي تقول : تعال خلينا نجلس نتكلم شويه , من زمان ماتكلمنا مع بعض ..
جلس على كنب الصالة و نزل عقاله وشماغه وخلى الطاقية وهو يفك أزرار ثوبه وهو يقول : خير اش عندك , مو من عوايدك تكلمين أحد منا , العادة عازلة نفسك ..
جلست جنبه وقالت : لا ولا شي , بس من بعد ما سافر عبد الرحمن ووضع البيت مايشجع على الجلسة والأخذ والعطاء ..
زفر لمن انذكر اسم أخوه وقال بحسرة : قصدك من شرد ..
قالت بدفاع : يعني بالله كنت تبغاه يـ أخر سفره , الرجال عنده ارتباطا...
سكتت لمن شافت عيونه المتسعة على آخرها وهو يطالع فيها باستنكار , قال بعصبية : ارتباطااااااااات , الله يلعنها من ارتباطات اللي تخليني أسافر و عروستي لسه ما اندفنت تحت التراب , جسمها لساعه دافي و هو طالع الطيارة ومسافر بلا كلمة وداع ..
قالت ببرود : هو كان مغصوب عليها إذا ماكنت تدري ..
قال بعصبية : حتى لو , هي لو جات على البندري الله يرحمها كان قلنا عادي ميتة وماتدري عن شي لكن عمي وعمتي , أخوانها وأخواتها , ما فكر فيهم أخوك الخسيس , مافكر في مشاعرهم قليل المروة , والله لو جاسم ولا عبد الرزاق ذبح أخوك ما ألومه , اللي أمي كافيها وجعها ومصيبتها في فقد بنتها يوم عرسها يزيدها هالحيوان بحركته اللي ما بقي أحد من الـ .... ما تكلم فيها , صرنا لبانة في حلوقهم والسبة أخوك الحقير ..
قالت بهدوء : خلاص , لا يطق لك عرق , ما أدري على إيه هالحماس كله , ما يسوي , كلمة وقلناها , أنا جالسة أبغى أتكلم معاك ..
طالع فيها باستنكار وقال : على إيه هالحماس ؟؟ صدق إنسانة غريبة , اش قصدك بكلامك هذا , إنك موافقة على تصرف أخووووووك ..
لمن حست إنها بتخسر اللي تخطط له لو ظلت تدافع عن عبد الرحمن قالت : لا , مو هذا قصدي , المهم , بشرني عنك ..
زفر وقال بطفش : بخير مادام ماتجيبين سيرة أخوك اللي خلصنا ثاني يوم العيد وهو مافكر يرفع السماعة يعايد على أهله ويطمنهم عليه لو بالكذب ..
ضحكت وقالت : أوكي حبيبي ما حأجيب سيرته بعد كذا ولا تزعل ..
سألها : بكرة رايحين فن تايم كالعادة إن شاء الله ..
هزت أكتافها بحيرة وقالت : ما أدري , ما سمعت أحد يتكلم عن هالموضوع ..
سكت شويه وهو يفكر في صواب السؤال اللي بيطرحه عليها وبعد تردد قال بتساؤل : عهود لو بأتقدم لوحده من العائلة مين تشوفينها تناسبني ..
ما تخيلت عهود إنه ممكن يتسهل موضوعها بهالطريقة , قالت وهي تخفي حماسها : من العائلة !! ما أظن في وحده تناسبك , بعدين إنت انرفضت مرة يعني مابتقبل بك أي وحده ثانية ..
لف عليها بصدمة وقال : محد داري بخطبتي للعنود , كانت مجرد كلام وجس نبض ..
قالت كاذبة : يتهيأ لك , الكل داري إنها رفضتك عشان الغريب ..
قطب حواجبه وهو يطالع فيها , كان عارف إنه العنود ما دريت بخطبة عدنان وما فاتحها عمها فيها إلا بعد ما رفضته لسبب يعرفه تماما ~ اش اللي يخليها تكذب ؟؟ تبغى توصل لإيه ؟؟ كلامها هو أكبر دليل على إنه محد داري عن خطبتي للعنود ~
قرر يماشيها فقال : يعني آخذ بكلامك ..
قالت بحماس : صدقني لو انرفضت مرة تنرفض مرات فأحسن لك تدور برا العائلة , بعدين أحسن لك شكل جديد ما قيد شفته من وحده عارفها من كانت صغيرة ..
قال بهدوء : يلا على حطة يدك , دوري لي وحدة مناسبة ..
~ ياااااااااااي خطتي تمشي تماااااااااام , الحمد لله ~ حطت نفسها تفكر وبعدين هزت أكتافها وقالت ببراءة مصطنعة : ما أعرف أحد غريب عن العائلة غير بعض جيراننا ووووو صحباتي ..
رفع حواجبه وقال بدهشة : صحباتك !!
قالت تبغى تبعد الشك عنه : وبعض الجيران , في بيت الـ... اللي بين بيتنا وبيت جدتي , عندهم بنت في الكلية ووحدة ثانية في الثانوية العامة ..
رجع على ورى وسند ظهره على الكنب براحة وهو يطالع فيها بهدوء وهو يقول : ماشاء الله , وبنتهم اللي في الكلية هذي كيف ؟؟
قالت بسرعة : ما عاشرتها عشان أقولك هي كيف ..
~ أهااااااااااا وصلنا ياعهود , وصلنا للي تبغينه , ماعاشرتيها يعني بالمختصر إسئلني عن ناس عاشرتهم , صحباتك مثلا ~ التزم الصمت عشان ما ينولها مرادها , وهي كانت تثرثر وهي تحاول تلقى طريقة تعرض فيها جيهان عليه , جيهان اللي من ذاك اليوم حطت عبد الإله في راسها و طلبت منها تضبطها معاه عشان تسوي لها الحجاب اللي تبغاه لجاسم , وبعد فترة قالت كإنها تذكرت شي : أووو صح , فاكر صحبتي اللي قابلتها بالغلط ذاك اليوم في رمضان ..
قطب حواجبه وقال : جيهان ..
ابتسمت بفرح وقالت : هي ماغيرها , ما شاء الله عليها جمال و شخصية و ..
قاطعها بحزم وهو يعتدل في جلسته : ما تجي ظفر وحدة من بنات عماني وعماتي , أنرفض منهم عشرة ولا أتقدم لوحده بهالشكل , وينها ووين الحشيمة , ماشية في البيت كإنه بيت أهلها وبذاك اللبس الخليع ..
قالت باعتراض : أي خليع , بنطلون وبلوزة , هذا يسمى موضة , هذي هي الملابس اللي في السوق ..
طالع فيها باستنكار و قال : يقطعها من موضة , كل شي رميتوه على الموضة , الواحد يقدر يختار وينقي الشي الزين ويبعد عن غيره , بعدين اش معنى ريم تلقى ملابس حشيمة وحلوة ؟؟ اللي يدور يلقى ..
لفت بوزها وقالت : يووو إنت ليه متعصب كذا , أنا ألبس زي كـ ..
قال يقاطعها : ومين قالك إني راضي عن لبسك , أنا مو عاجبني بس ساكت عشان ما
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
R-thar
خمس نجوم
خمس نجوم
R-thar


مسآهمـآتــيً $ : : 797
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 48512
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 17
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/01/2012

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة   رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty30/1/2012, 9:27 pm

........................ يتبع

يوم الأربعاء 3 / 10 / 1427 هـ ..
الصباح في الرياض :
في فيلا سلطان :


: إذا محفلة عليكم البنية ومتعبتكم أنا أتزوجها ..
كبح عبد الكريم ضحكته ولف على أبوه اللي قال هالكلمة بعد ما سمع حكاية فيصل ووسام اللي كان يتناقشها مع عبد العزيز وتأمله بصمت , قال سلطان وهو يهز عصاه : اش فيك تطالعني , مو عاجبك الكلام ..
ضحك عبد الكريم وقال : أنا ماقلت شي ..
ابتسم عبد العزيز ودنق على أخوه وهو يهمس : أبوي من جده يتكلم , وسام !! حاط عينه على وسام ..
هز عبد الكريم راسه وهمس : لا بس هو يبغى يتضارب مع أمي ومو عارف كيف يستثيرها بطت كبده ببرودها ..
ضحك عبد العزيز وهو يطالع في سلمى اللي جلست تحرك الراديو تدور على إرسال واضح لقناة القرآن , مد سلطان عصاه ودقها في الراديو وهو يقول : هي , أكلمك أنا , اش رايك في وسام ؟؟
قربت سلمى الراديو من إذنها و قالت بدون ماتلتفت له : الله يسهل لك دربك , دربك أخضر إن شاء الله ..
طالع فيها سلطان بغيض وبدأ ينغز خصرها بالعصا وهو يقول : يعني أتوكل على الله ..
زفرت وبعدت شويه إلين صارت بعيدة عن مستوى عصاته ورجعت تقلب في الراديو , مسكوا ضحكهم وقالت أم عادل وهي تضحك : أبوي وسام ما بتقبل بك ..
قال وهو ينفخ صدره : ليش أنا اش فيني , مو ناقصني شي , خير ومال وعيال ..
قالت سلمى ببرود مستفز : ناقصك شباب ..
لف عليها سلطان وبدأ يناكشها , قالت أم عادل وهي تزفر : أخيرا نولته أمي اللي يبغاه من أصبحنا ..
ضحك عبد الكريم وقال : زين , بعد شويه بيهدأ إلى آخر اليوم ..
قال عبد العزيز : صراحة , ماقيد شفت أحد بصبر أمي ..
جات أم أيمن أصغرهم وهي شايلة صينية القهوة , جلست وقالت بمزح وهي تصب القهوة : طلع أبويه حرته أخيرا , يوم أشوفهم أقول الحمد لله اللي مات زوجي وما وصلنا لهالسن عشان مايعذبني زي مايعذب أبويه أمي ..
نقل عبد الكريم بصره بين أم عادل المطلقة وأم أيمن الأرملة براحة , الهدوء مستتب بينهم من فترة , خفت المشاكل اللي بينهم من بدأ الأولاد يكبرون , ساقه تفكيره منهم لنجلاء اللي رفضت تنتقل بيت أبوها بسبب هالمشاكل , من تطلقت أم عادل وجات البيت صارت تعصب على أقل كلمة , وماتبغى أحد يكلم أولادها الخمسة اللي رماهم أبوهم عليها بلا اهتمام وهو عارف إنها لا هي موظفة ولا عندها دخل تصرف منه , وكانت تصب غضبها على أصغر أخواتها اللي سبقتها لبيت أبوها بسنتين بسبب وفاة زوجها اللي ما خلف لها وراه إلا أيمن وإسراء ~ الآن لازم أتصرف مع نجلاء لازم , يا تجي بيت أبويه وتتحمل ولا تسكن في الملحق اللي عندي , أو أتفق مع عبد العزيز و أخرج المستأجر اللي في عمارته و أسكنها مكانه أو ... آآآآآآخ لو يتحقق اللي في بالي نص هالهم اللي في راسي ينزاح و ...~
: خالي ..
رفع راسه لأثير وقال بابتسامة وهو يمد يده ويقوم : هلا بنتي ..
منعته من الوقوف و سلمت على يده وراسه وهي تقول : إرتاح , اش أخبارك ؟؟
هز راسه وقال : الحمد لله , إنت كيف حالك ؟؟ ماشاء الله صاحيه من بدري ..
ابتسمت وقالت بتلعثم وتردد وهي تختلس النظرات لأمها : أبويه جاي عشان ياخذنا , بنروح أنا و تغريد ويمكن تلحقنا غدير وعيالها إذا رضي زوجها ..
التزمت أم عادل الصمت وهي ترفع فنجانها وتشرب منه بهدوء , قال عبد العزيز : ماشاء الله , الله يسعدكم يارب ..
وسألها عبد الكريم : أخوك عادل ما بيروح ؟؟
هزت راسها بلا وقالت : متفق على خرجة مع الشباب , حتى طارق بيحط حرمته عند أهلها و بيروح معاهم ..
هز راسه لمن تذكر اللي سامر وماهر اللي خبروه بالطلعة اللي بيخيمون فيها برا الرياض و قال بابتسامة : لا جا قوليلي عشان أسلم عليه ..
هزت راسها بحماس وخرجت , لفت أم عادل على عبد العزيز وقالت باستنكار : تسلم عليييييييييييه , عبد العزيز شوف اش يقول أخوك ..
قال عبد الكريم بهدوء ولطف و هو يذكر نفسه إنها أكبر منه : مافيها شي , صلة الرحم واجبة , مادام هو قاطع إحنا نكون أحسن منه , بعدين أنا كنت أبغى أفرح أثير , شفت كيف فرحت , لا تحسسينها إنه جية أبوها وخرجتها معاه غلط , مالها ذنب في عدم تفاهمك إنت وزوجك ..
زفرت وقامت , قال سلطان اللي انتهت مضاربته لمن قامت سلمى وخرجت للحمام وهي تتوكأ على عصاتها : أختكم هذي ناشف راسها , لها سنة من تطلقت وإلى الآن معصبة وتنافخ , الرجال أحسن منها لقي رزقه وتزوج ..
قالت أم أيمن بتعاطف : أبوية الطلاق مو سهل خاصة على الحرمة , والله مو سهل ..
قال بحدة : لو هي صبرت ماكان صار هذا كله ..
زفرت وهي تلف وجهها وهي تقول بحدة : هذا اللي دايم تقولونه , اصبري واصبري إلين تموت الحرمة وتطق , إحنا الحريم مظلومين والله ..
ابتسم عبد العزيز وقال بضحكة : والله محد مظلوم في هالدنيا غيرنا إحنا الرجال اللي متحملين غثاكم يالحريم ..
شهقت وقالت : نــعـــم نــعـــم ..
ضحك عبد الكريم وقال وهو ينقل بصره بينهم : عبد العزيز , حسناء اش فيكم ؟؟ بترجعون على بعض دحين , ترى محد مظلوم في هالدنيا ..
قال سلطان وهو يأشر على سلمى اللي توها وصلت للباب بسبب بطء حركتها : والله مو مظلوم غيري اللي صابر على أمكم لو أدور لي وحدة صغيرونه ترد لي شبابي و ............
هشت سلمى بيدها وهي تقول : الفكه من جحا غنيمة ..
: اش تقوليييييين ؟؟ ماسمعتك , هي , يالعجوز تعالي ..
سدت حسناء أذنيها وهي تهمس لأخوانها اللي يضحكون : بأتجنن ..


***************************


الظهر في جدة :
في بيت صالح :

زفرت وقالت وهي تكتم غيضها : جي جي حبيبي إنت تعرفين إنه مابيدي شي , الحقيقة عبدالإله مو حق بنات يعني ما يهمونه البنات ولا يحب يتكلم معاهم كيف أضبطه لك ..
وصلها صوت جيهان المغنج وهي تقول : سوري حبيبي الدنيا أخذ وعطاء , أخوك في مقابل جاسم ..
قالت عهود : بس أنا أعطيتك 400 ريال حق الحجاب اللي بتسوينه , سويه ولك علي أحاول قد ما أقدر ..
: لا يعني لا , واحد بواحد ..
كان ودها تصرخ في وجهها وتصك السماعة بعد ما تسبها لكنها كانت عارفه إنه جيهان ممكن تطلع هذا كله من عينها , كبحت مشاعرها قد ما تقدر وقالت بهدوء مصطنع : أحاول بس ما أوعدك بعد اللي بأسويه شي لأنه ورقتي الأخيرة في هاللعبة ..
وصلتها ضحكة جيهان اللي قالت : أوكيشن , استخدمي ورقتك الأخيرة وأوعدك إني أسلمك الحجاب اللي تبغينه , لا تتأخرين علي , تشاااااااو ..
صكت عهود السماعة وهي تقول من بين أسنانه : شوووك في جهنم يالكلبة يالـ ### ..
وقامت وهي تقلب الفكرة في راسها من جميع النواحي ولمن حست إنها حبكتها وصاغت كل أركانها ابتسمت وقالت : أخيرا ..
وتحركت بسرعة لغرفة أمها ...


**************************


العصر في الرياض :
في بيت عبد العزيز :


: الرجال قال إنه ماتعرف على المعتدين عليه وانتهت القضية قبل ما تبدأ , ليش معصبة ...
صرخت : أنا ما يكفيني مشاكل من عايلتك الزفت يجيني ولدي مشوه دحين عشان وحده شحادة ..
هتف صقر باستنكار : أمييييييييييي ..
وصرخ عبد العزيز وهو يفز من مكانه : صكي حلقك ..
وقفت قدامه و قالت بعصبية وهي تأشر على سطام : ماني صاكة حلقي , شوووف , شوووووف ولدي كيف صار وجهه , وبكرة رايحين نعايد أهل خطيبته , اش أقول لأمه , معليش ولدي كان يدافع عن البنت اللي رفضته من جارها اللي حاول يتحرش فيها ..
قال عبد العزيز بتحذير : احفظي لسانك و لا تخليني أسوي شي ما يعجبك ..
قام سطام بسرعة ووقف عندهم وهو يحرك يدينه , كانت اليمين تتحرك بصعوبة وبطء من شدة الألم رغم الرباط الضاغط اللي لفوه له في المستشفى , ولمن شافهم متجاهلينه وأمه تقول باستفزاز : يعني اش بتسوي يعني , من تزوجتك وأنا ما ألقى غير المشاكل من أهلك , أتحدى لو ماكانت هذي اللي يدافع عنها الكل هي ورى كل هالمصايب ولا الرجال ما يتجرأ لو ماشاف تشجيع ..
صرخ عبد العزيز : عاااااااااااااااااليه ..
وأشر سطام بعصبية وهو مقهور إنه محد يستمع له , قال صقر باستنكار : أمي سطام صادق اللي تقولينه يعتبر قذف , وسام ماسوت شي ..
قالت باستهزاء وهي تلف على سطام : إنت أسكت , مابيني وبينك كلام اللي مسوي في نفسك كذا على وحده ولا افتكرت فيك ..
وكملت ببرود : بعدين اش دراكم , مو هم ثلاث حريم في بيت وماعندهم لا حسيب ولا رقيب ....
رفع عبد العزيز يده وهوى بها على وجه مرته , صرخ صقر : أبويه لاااااااااا ...
وقبل ما توصل كفه لوجهها كانت يد قوية تقبض على معصمه , التفت عبد العزيز لسطام اللي قبض عليه بيده المصابة وانصدم لمن شافه يمسح وجهه ودقنه بيده الثانية يترجاه , قالت باستنكار : بتضربني يا عبد العزيز , أنا تضربني عشان وحده زي وساااااام , أنا نفسي أعرف اش السحر اللي مسويته هالبنت فيكم , لكن والله مالي قعده عنك بعد اللي سويته ..
وتحركت خارجة من الصالة وصقر يلحقها وهو يقول : أمي , أمي اصبري , أمييييييي ...
وقف عند باب الصالة وهو يطالع في أمه اللي طلعت الدرج بسرعة , زفر وقال : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
ولف بيرجع وانصدم لمن شاف أريام ضامه ساري لصدرها عشان مايشوف اللي يصير وجنبها أريج , قال : إنتم هنا ..
قالت أريج بعصبية : مامن حقه أبويه يسوي كذا في أمي عشان حيا الله وحده زي وسام ..
قال باستنكار : أريييييييييييييج , اش هالكلام ؟؟ اش حيا الله هذي , البنت ماسوت لك شي عشان تتكلمين عنها بهالطريقة , بعدين أبويه تنرفز من كلمتها اللي قصدت فيها عمتي نجلاء مو عشان وسام ...
طلعت أريج ورى أمها وقالت أريام بتساؤل : أمي بتخرج من البيت من جد ..
بعد ساري عنها و همس : عادي ويعني , هذي مهي أول مرة تطلع فيها ..
طالعوا فيه باستنكار فقال : أنا ماني صغير زي أول عشان ما أفهم اللي حولي ..
قالت أريام بألم : ساري ..
قال بعصبية : بعدين اسمي ساااااااالم مو ساري أفففففففففف , الله يلعنها من عيشة , حتى العيد عندكم نكد ...
وتحرك وهو يكمل : البلاي ستيشن أصرف من مشاكلكم اللي مالها أول ولا ثاني ...
زفر صقر وقال : الله يسامحك يا أمي ..
قالت أريام تحاول تلقى لها عذر : الأم ما يهون عليها تشوف ولدها مضروب عشان وحده بنت خاصة وهي رافضته ..
قال بحزم : مهي هذي الحكاية أنا لو شفت بنت تتعرض للي تعرضته وسام بأدافع عنها حتى لو كانت غريبة خلي عاد وحده من الأهل , أمك مافكرت بهالشي فكرت بنفسها وباللي بيقولونه الناس لا انتشر الخبر بس , يعني لو وحده فيكم اللي تحرش فيها واحد ما بندافع عنكم ...
قالت باعتراض : صقر لا تقول هالكلام ..
قال : ليييييه ؟؟ ليه ما أقوله ؟؟ عشانه الحقيقة , أمك طول عمرها وهي رافعة خشمها وشايفة حالها على أهل أبويه ..
قالت باستنكار : صــقــــر ...
تابع بغيض : أريام خلينا صريحين , أمك متعبة أبويه اللي يحاول قد ما يقدر يرضيها , موعاجبها شي ودايم الدوم تخلي من الحبة قبة , تختلق مشاكل من لاشيء , ماعمرها حاولت تضغط على نفسها ولا تصبر على شي , نفسي يمر يوم من دون ما أسمع تعليقاتها الجارحة لسطام وتأففاتها رغم إنه كل شي متوفر عندها , نفسي أحس مرة إنها أم تهمها مصلحتنا , شوفيها اش مسوية في أريج , تشيش راسها على ماهر وأهله من دحين , من ملكوا وهم في مشاكل وهي سبب طلقتها الأولى ..
كانت أريام تعرف هذا كله لكنها ماحبت التصريح به بشكل علني كذا عشان كذا قالت تسكته : خلااااااص , ما أبغى أسمع أكثر , مهما كان هذي أمك ومفروض ما تتكلم عنها بهالطريقة ..
تناهى لهم صوت اصطكاك مفاتيح ببعضها مختلط بصوت صفير رايق , دخل أسامه وهو يلعب بميداليته ولمن شافهم واقفين قدام بعض وقف عن التصفير وقال : أمسينا وأمسى الملك لله , اش عندكم ؟؟
ولمن سمع صوت زعيق أمه مختلط بتوسلات أريج , ابتسم وقال : حماااااس , مضاربة جديدة وثالث يوم العيد , صراحة تطور , خسارة فاتني المشهد ..
لفت عليه أريام وقالت باستنكار : أساااااااااامه ..
ولفت على صقر لقيته مبتسم شبه ابتسامة جانبية وهو رافع واحد من حواجبه بسخرية , قال أسامه وهو يطالع للدرج : دحين تنزل ومعاها شنطتها لإنهاء المشهد الأول من الفصل , ترارارااااا..
وبدأ يلحن مقطوعه موسيقيه حماسيه وهو يحرك يدينه بطريقة مسرحية , ضحك صقر وقال وهو يأشر براسه على أخوه : شفتي إني صادق ..
وزفر وكمل : ما أقول غير الله يعوضك الجنة يا أبو سطام , الصابر والشاكر في الجنة , هو صابر وله الجنة إن شاء الله لكن أمك في شكك إنها شاكرة ...
نزلت عاليه وهي شايلة شنطة صغيرة وهي تقول : والله مالي قعدة بعد مارفع يده , الكل شاهد إنه كان بيضربني , أنا تحملت من أبوكم كثييييييييير ..
قالت أريج برجاء وهي تقبض على عباية أمها : أمي الله يخليك استهدي بالله , مو كل ماصار شي خرجتي , هذا مو حل ..
قال أسامه بلا اهتمام وهو يدور الميدالية بسبابته : أشغل السيارة , لساعها حارة ..
قالت أمه : تحرك واقف ليه ..
ولفت على صقر وقالت بعصبية : خلوا وسام تنفعكم ..
زفر وهو يطالع فيها وهي خارجة , قالت أريج من بين دموعها : بس , هذا اللي استفدنا منه من ورى هالبنت , كنا بخير , حتى التمشاية اللي كنا مخططين لها تفركشت ..
طنشها ودخل لأبوه اللي كان جالس وهو دافن وجهه بين يدينه وسطام جالس جنبه وهو حاط يسراه على كتف أبوه اليمين ..
قال بداخله ~ الله يسامحك يا أمي , الله يسامحك يا أمي , من طفولتنا وإحنا نعيش هالمنظر , إلى متى ؟؟ إلى متى ؟؟ ~ زفر وقال : أبويه بعد إذنك بأروح أخرج أخواني شويه ..
وراح لهم و بالقوة أقنعهم يخرجون عشان يشمون شوية هوا ويمرون على محل ألعاب وبلاي استيشن عشان يشتري ساري بعض الأشرطة بعيديته ..



****************************


بعد المغرب في جدة :
فيلا الدكتور حامد :


كان يحس أطرافه كلها تنتفض وهو جالس بثبات مصطنع قدام حامد , ابتسم حامد وقال : يا هلا والله بالطيب ولد الطيب , يا هلا ومرحبا ..
~ ما أدري ليه أحسه يخوف أكثر وهو هادي ورايق ~ قال عبد الإله وهو يتناول القهوة من مراد : من هلا ما ولا , هلا فيك يا عم ..
ابتسم مراد وقال وهو يحط الدلة على الصينية : تو ما نور بيتنا , اش البركة اللي حلت علينا , يومين ورى بعض تنورنا ..
حس بإحراجه وتوتره يزيد وهو يقول : منور بأهله ..
لف حامد على ولده وقال : مراد روح لأمك وقولها تجهز العشا ..
كتم عبد الإله شهقته وقال وهو يحس بالعرق يندي جبينه : الله يهديك يا عمي , ما يحتاج تكلفون على نفسكم ..
ابتسم حامد و قال وهو يرجع جسمه ويريحه على ظهر الكنب : ولو , بعدين إحنا بنحط من أكل البيت محنا متكلفين و جايبين شي من برا , بعدين فرصة تتعرفون إنت والعيال ..
قال مراد وهو يتحرك : لو يدري سند يموت غيض ليش جيت وهو مو في ..
ابتسم عبدالإله وهو يتذكر إنه سند من مرة حامد الثانية , ولمن اختفى مراد عبر الباب قال بداخله ~ يلا يا عبد الإله , هذا الوقت المناسب اللي تتكلم فيه ومافي أحد غيركم , هيا تكلم ~ لكنه حس لسانه معقود وهو مو قادر يكسر فرحة حامد بشوفته وهو ينقل له إنه مايقدر يتقدم لبنته , الكلام اللي جهزه واللي راجعه مئات المرات قبل ما يتشجع ويجي بيت حامد طار من عقله , كان يحس عقله صفحة بيضاء ..
: عبد الإله ..
رفع عبد الإله راسه بسرعة وقال : سم ..
ابتسم حامد وقال بلطف : جاي عشان الموضوع اللي كلمتك فيه أمس ..
سكت عبد الإله ونزل راسه بإحراج شديد ورجع رفعه بحزم وقال بهدوء : والله يا عم حامد أنا عارف إني لو بأدور الدنيا مابأناسب ناس زيكم , ماشاء الله عليكم كل يتمنى يناسبكم وطيب أصلكم يشهد به الجميع و متأكد مليون إنه بنتك لو مهي غاليه عليك وتستاهل كل خير ما كان ..
و سكت لمن شاف اتساع ابتسامة حامد وخاف إنه فهم الموضوع بشكل ثاني , وقبل ما يفتح فمه عشان يكمل قال حامد بهدوء : أنا فخور و سعيد جدا بمعرفتي لشاب زيك يا عبد الإله , أنا قلت لك إني معجب في عصاميتك وكفاحك والآن أضيف لها أدبك ..
وكمل وهو يطالع في فنجان قهوته وهو يدوره : لو واحد غيرك كان طنش الموضوع وحط كإنه ماصار شي , لكن إنت ..
رفع راسه وكمل : معني نفسك وجاي عشان تخبرني بعدم رغبتك بـ ...
قال عبد الإله يقاطعه : عن إذنك يا عم لكن الموضوع مو حكاية عدم رغبة , هو في وحدة في بالي ..
ابتسم حامد وقال : الله يوفقك للي فيه الخير , سامحنى اللي حطيتك في هالموقف , كان مفروض أسألك إن كنت معزم على وحده لكن هالسؤال راح عن بالي لمن قلت إنك تقدمت لوحده ورفضتك ..
حس عبد الإله براحة مالها حدود وهو يقول : صدقني لو غير كذا كان ما ألقى أحد أحسن منك أناسبه ..
غمز له حامد وقال : الله يعيني من بكرة أدور عريس ثاني ..
وكمل : ماتوصيني على أحد ..
ضحك عبد الإله و التزم الصمت , دخل مراد ووراه أخوه عزام اللي سلم على عبد الإله وهو يهلي ويرحب , قال مراد : دقيت على سند وقال مسافة الطريق وجاي ..
وبعد دقايق , دخل سند وهو يقول : سلااااااااااااام عليـ ...
وانقطع سلامه لمن ضرب فنجان القهوة في راسه قبل ما يطيح ويتكسر على سطح السيراميك , فتح عبدالإله عيونه على اتساعها بصدمة وهو يشوف حامد يقوم من مكانه وهو يسأل بعصبية : كم كانت سرعتك يالكلب ؟؟
قال سند وهو يحك مكان الضربه : 90 ..
: كذااااااااااب ..
ابتسم وقال باعتراف : 100 ...
مسك فنجان ثاني لكن مراد سحبه منه وهو يحمحم ويقول : أبويه عندنا ضيوف ..
لف حامد وقال : عبدالإله مو ضيف ..
وتقدم من سند اللي غمض عينه بكل بساطة وتلقى ضربه من يد أبوه على ذراعه , خرج حامد وهو يقول : عبد الإله إعتبر البيت بيتك , وشغلك عندي يالكلب , إن ماسحبت منك مفتاح السيارة ما أكون أنا حامد ..
ثواني صمت تلاها موجة ضحك بين الأخوان الثلاثة , تقدم سند وسلم على عبدالإله وهو يقول بضحكه : مادرى عني كنت مطير 120 ...
صفر مراد تصفيرة طويلة و قال عزام : أما لو نطقت هالرقم عند أبويه كان صلينا عليك العشا ..
قال مراد : ياخي لا عاد تعيدها لمصلحتك , لو انفقع عليك كفر كان رحت فيها , أبويه حكيم لو سحب منك المفتاح , إنت دومك مطير ..
ضحك عبد الإله لمن بدأوا يتناقشون كإنه رمي الفنجان والضرب شي عادي من يوميات الحياة , كان يحس براحة كإنه ثقل جبال كانت على أكتافه وانزاحت , لفته في تصرفاتهم علاقة المحبة والمودة بينهم رغم إنهم من أمين مختلفتين ورغم عنه قارنهم بعبد الرحمن وأخواته , كإنه كل منهم في كوكب رغم إنهم من نفس الأم والأب , ما انتبهوا إن الوقت مر إلا لمن وصلتهم صرخة حامد وهو يقول : يا عيااااااااااااااال الصلااااااااااااااااااااااة ..



**************************


يوم الخميس 4 / 10 / 1427 هـ :
بعد العصر بوقت في الرياض :
في شقة نجلاء :


: أمي إنت ليش معارضة رفضي لخالد ..
زفرت نجلاء وقالت : وسام قلبي , خالد أحسن خيار لك , صدقيني ما بتلقين زيه ..
قالت بألم : قصدك إنك منتي موافقة على الخيار الثاني ..
نزلت نجلاء راسها وقالت : ما قصدت كذا ..
طالعت فيها وسام للحظة و سألت : إلا , ليش مصرة على خالد أجل ؟؟
قالت بهدوء : خالد رجال والنعم فيه ..
همست : قصدك أكبر مني في حين سامر أصغر مني لأنه حتى سامر رجال والنعم فيه ..
وقامت من مكانها وقالت : أصلا أنا معارضة على هالطريقة من أول لكنكم إنتم اللي أصريتم , أنا ما أبغى لا خالد ولا سامر , خالد متزوج وسامر أصغر مني ..
قالت نجلاء وهي تجلسها : إنت ليش زعلتي ؟؟
لفت على أمها وقالت بحزم : أمي , خالد إنسي إني آخذه , أفضل إني آخذ واحد أصغر مني ولا آخذ واحد متزوج وأكون الثانية ..
قالت نجلاء باعتراض : واش فيها الثانية ؟؟ أصلا إنت في سنك هذا لا يمكن يتقدم لك إلا واحد أصغر منك أو واحد متزوج لأنه مافي رجال بيوصل الـ 33 وهو ما تزوج ..
قالت باعتراض : مطلق , أرمل , ممكن لكن متزوج لااااا , إنت تقولين هالكلام , أنا ماني متزوجة وأعرف اش شعور الحرمة لو أخذ عليها زوجها الثانية , بعدين إنت ماتشوفين اللي يصير دحين , ماعاد في رجااااااال , رجل حقيقي بمعنى الكلمة مافي , العدل عندهم ممحي , مو موجود في قواميسهم , يجيك الرجال يا يطير بالثانية كإنه مو شايف خير وينسى زوجته الأولى ويخليها تحقد وتكره وتغار وممكن ينهدم هالبيت على كل من فيه حتى أولاده ولا العكس , من اللي تسويه الأولى يطلق الثانية حتى لو كان معاها عيال و ينسى إنه هو اللي أقدم على هالخطوة بإرادته , يطش الثانية بطول يده وتقعد تتحسر الحرمة لو إنها ظلت بلا زواج كان أحسن لها من إنها ترجع لأبوها مطلقة ومعاها طفل..
قالت نجلاء : أنا عارفه إنك طيبة و ما بتدخلين على طمع ومابتحاولين تسرقينه من زوجته زي مايسوون بعض الحريم ..
قالت باعتراض : اش دراااااااك ؟؟ ممكن بعد ما أتزوجه أخاف تأثر عليه مرته ويطلقني فأحاول إني أعلقه فيني وأنسيه اسمه مو بس حرمته , أمي محد يعرف اش بيصير , صحبتي في المدرسة تقول والله إني ما تخيلت نفسي بأسوي اللي أسويه , تقول ودي أكون الوحيدة اللي في قلبه , أموووووت غيرة من مرته وأولاده , هذا ومرته الأولى متزوجها من فوق العشر سنين , وتضاربت مع معلمة ثانية كل يوم تصيح من الظلم اللي لاقيته من زوجها اللي أربع وعشرين ساعة يقارنها بزوجته الثانية , يعني دخلت تبغى تتستت على قولتكم ودحين ماهمها لو خربت بيت الحرمة , أنا ما بأغامر , بعدين اش يضمن لي إنه خالد ما بيطلقني لمن تهجره هند من زعلها ولا غيره ..
قالت نجلاء باعتراض : وتقعدين في البيت بدون زواج ..
قالت بحزم : لا صرت في أواخر الثلاثينات ذاك السااااااااع أوافق على واحد متزوج , لكن دحين لااااااا ..
وقامت وهي تقول : وخلاص قولي لخالي أنا رافضة الخيارين , خلوها على الله ..
قالت نجلاء : توك تقولين إنك موافقة على سامر ..
لفت وقالت باعتراض : أنا ما قلت كذا , قلت أفضضضضل أتزوج أصغر مني ولا آخذ واحد متزوج , بعدين هو أصغر مني بـ ست سنين كمان مو سنة ولا ثلاث زي سطام لمن تقدم ذيك المرة عشان أتغاضى ..
وتلعثمت وهي تكمل : و أصلا .. مين قال .. إنه سـ .. سامر بيوافق على وحده أكبر منه و ..
سكتت للحظة وهمست بعدها : صار لها زي ما صار لي ..
حست بالرعب من فكرة إنهم يشرحون له اللي صار لها وياخذها شفقة و ... قالت بحدة : إنسوا , إنسوا كل اللي صار ..
وحست بخنقة الدموع فكملت بوجع : حرام تظلمونه وتظلموني معاه , كنت مرتاحة قبل ما تدرون بشي , والله كنت مرتاحة ..
وخرجت من الغرفة بسرعة , ونجلاء تقول بصوت عالي تذكرها : عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ...
و طالعت في باب غرفتها اللي خرجت منه وسام وهي تحس قلبها يتقطع عليها , هي ماهي معترضة على سامر لكنها كانت تفضل خالد , زفرت وهي تقول بحسرة : لو إني دريت قبل ما يخطب سطام كان ...
واستغفرت وهي تذكر نفسها إنه لو تفتح عمل الشيطان وهي تقول بداخلها ~ يمكن مالها خيرة مع سطام , إي صح , آآآآآنا كيف نسيت عاليه ؟؟ الحمد لله اللي ربي رحمها من أم زوج زيها , حبيبي أخويه ربي مبتليه بزوجة زي هالحرمة , نجلاء لا تغتابينها , قولي الحمد لله على كل حال وبس ~ قامت ودورت على جوالها ولمن لقيته ضغطت رقم عبد الكريم و رجعت فصلته وهي تفكر أكثر بألطف طريقة ممكن تقوله فيها إنه وسام رافضه مبادرته هذي ..



***************************



في نفس الوقت في جدة :
في بيت حمدة :


: سمعتي اش صار ؟؟
همست سمية في إذن الخنساء : إيوه سمعت , شوفي مرة خالي تتكلم مع جده ..
: شتسووووووووووون ؟؟
انتفضوا لمن حطت سفانة يدينها على أكتافهم وقالت سمية وهي تحط يدها موضع قلبها : خاله فجعتيني ..
ضحكت سفانة على عيونهم اللي بتخرج من محاجرها من شدة الرعب وقالت أسماء بهدوء : لو ماعندكم شييييييي ماكان خفتم , اعترفوا اش عندكم ؟؟
قالت الخنساء بتلعثم : ولا شي قاعدين ..
رمتها سفانة بنظرة شك وهي تأشر بيدها وهي تقول : اعترفي ياقلبي , اعترفي اش عندك , خرجي المصيبة اللي سويتوها عشان نحاول نتداركها في أسرع وقت ممكن أنا وأسماء ..
ضحكت سمية وهمست : والله ماعندنا مصيبة ..
وكملت بهمس أكثر انخفاضا وهي تأشر على أم عبد الرحمن : مرة عمي عندها مصيبة وجدتي مهي راضية عنها ..
طالعوا بحيرة في حمدة اللي ماسمعوا هي اش تقول لكنهم عرفوا إنها معصبة من ملامحها , هزت الخنساء راسها وهمست : مرة عمي جايا تقول لها إنه عبدالإله يبغى يخطب صحبة عهود وتطلب الإذن منها , فاكرتها , ذيك اللي حضرت زواج البندري الله يرحمها و .....
اختفت كل الأصوات فجأة وماعادت تسمع إلا ضربات قلبها اللي ضخت الدم بقوة في عروقها , كانت تشوف شفايف أختها تتحرك لكنها ماتسمع أي حرف تقوله , ماكانت صدمتها من خطبة عبد الإله بقدر ماهي مصدومة من البنت اللي اختارها ~ مستحيل يكون هذا ذوقه , من العنود بكل أدبها لجيهااااااااااااااان ~ كانت تقاوم إنها تخرج من المكان بسرعة وتجري لغرفتها , أجبرت كل خلاياها على الخضوع لها وهي تصرخ بداخلها ~ سفانة لو خرجتي دحين بيشكون , كوني طبيعية , كوني طبيعية , هو حر , هذي حياته وهو حر فيها , إنت من زمان كنت تقولين إذا تزوج الله يسهل له , لكن جيهااااااااان , ليييييييييه ياعبد الإله ليييييييييييييييييه ؟؟ من زينها هالبنت , من شكلها ولبسها وطريقتها باين إنه وينها ووين الأدب , الأدب ينرسم على جبين البنت من بعيد , اش جاب العنود لجيهان , اش هالتناقض العجيب في الذوق ؟؟ ~ ..
: الشهادة لله البنت جميلة جمااااااااااال مو طبيعي ..
التفتت سفانة لسمية اللي قالت هالحملة واللي وافقتها عليها الخنساء وهي تقول : مع إنه ماعجبني لبسها بس صراحة جسمها جنااااااااااااااان ماشاء الله ..
قال أسماء بهدوء رغم إنها ماتحب تدخل في مثل هالنقاشات : إحنا لا لبسنا عريان وبينا السيقان وتغنجنا بنطلع أحلى مليون لكننا حشيمات الحمد لله ومخبين نفسنا عن عيون اللي يسوى واللي مايسوى , بالله لو وحده لبست عريان وقصير وبينت مفاتنها بتجذب الأنظار ولا وحده لابسه لبس طويل ساتر , شي أكيد المفسخة ..
ولمن شافتهم يطالعون بعدم استيغاب قالت بحدة : يعني بالمختصر جمالها عادي وطبيعي مو بالشكل اللي صورتوه لكن الرتوش الخارجية هي اللي أظهرته , فهمتوا قصدي ؟؟..
فكروا شوية بعدين قالت سمية : صراحة ما أنكر إنه التفسخ كان له دور في جمالها و ...
قطبت حواجبها وقالت بتريقة : يعني نتفسخ ونتعرى عشان يشوفونا الناس حلوين ..
ضحكت الخنساء وقالت أسماء بعدم تصديق : شوفوا الغبية , دحين إنت فهمتي من كلامي إني أشجع على التعري , يالخبلة الأكل المكشووووووف كل يطالع فيه ويتجمع عليه حتى الذبااااااان , لكن الأكل المغطى هو اللي الكل يبغاه فهمتي ..
أخيرا فتحت فمها وقالت بلهجة حاولت تصبغها بالهدوء : هذاك أول اللي يدورون على الأخلاق دحين الشباب مايبغون إلا بيضا وغنجاء زي نانسي وشعرها ناعم طويل زي أليسا وجميلة ودلوعة زي ما أدري مين , تغير تفكيرهم تماما من الأشياء اللي يشوفونها ..
كانت تقول هالكلمات وهي ماهي مصدقة إنه عبد الإله من هالنوع ~ اش اللي قلبه فجأة ؟؟ اش اللي غيره ؟؟ ~ , زفرت أسماء وقالت : والله إنك صادقه ياخاله , ماعاد يهمهم إلا هالأشياء الله المستعان ..
: اش اللي يهمهم ؟؟
التفتوا على خولة اللي دخلت مع أمها واللي توهم رجعوا من غدا في بيت جيرانهم , قالت الخنساء : عبدالإله خطب جيهان صحبة عهود ..
دقتها أسماء وهي تقول بحزم : اشششششششششش , لسه ما سمعنا هالكلام بإذننا , كذا تطلع الإشاعات ..
: لا مهي إشاعات ..
التفتوا لأم عبد الرحمن اللي كملت بفرحة : إن شاء الله يسعدني عبد الإله ويفرح قلبي اللي احترق من وفاة البندري ...
ترحموا عليها وهم يطالعون في جدتهم اللي نفضت يدها بقرف وهي تقول : بناتنا ملي البيوت ويروح يخطب غريبة , أفففففففففف ...
استنت سفانة إلين جلسوا والتهوا بأشياء كثيرة وسحبت نفسها وخرجت متوجهة لغرفتها , دخلتها وقفلت الباب وراها وهي تسحب نفس عميق , سمحت لنفسها بدقائق معدودة من الحيرة والألم هتفت بعدها بداخلها ~ لازم أدق على العنود وأخبرها , لازم ... , سفانة لا تزعجينها , اش بتسوي يعني ؟؟ ايش بتكون ردة فعلها , لو ربي كاتب لك شي أهل الأرض كلهم لو اجتمعوا مابيمنعونه عنك ولو مو كاتب لك شي مابيجيبونه لك , خليك مؤمنة , عسى أن تكرهوا شئا وهو خير لكم ~ حست براحة نفسية كبيرة فرسمت على وجهها أرق ابتسامة ورجعت لهم وهي شايلة صينية الشاهي اللي كانت مع الخدامة ..



****************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
R-thar
خمس نجوم
خمس نجوم
R-thar


مسآهمـآتــيً $ : : 797
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 48512
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 17
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/01/2012

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة   رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty30/1/2012, 9:28 pm

يوم الجمعة 5 / 10 / 1427 هـ :
بعد صلاة الجمعة في جدة :
شقة جاسم وأزهار :



زفر وهو ماسك غراء المسدس , طالعت فيه بابتسامة وقالت بتريقة : لو سمعت خف يدك , لسه ورانا كثير ..
لف عليها جاسم وقال وهو يلصق الفوفل بشريط كاسيت مغلف : كم وحدة مسوين من هالخرابيط ..
ضحكت وهي تغلف واحد من الأشرطة اللي جابها عمر وطلب منها توزعها في الزواج وقالت : 300 ..
شهق وقال : ثلااااااااااثمية , الله أكبر , بتحاربون إنتم ..
ابتسمت وقالت وهي تناوله الشريط اللي أنهت تغليفه : على قد الكراسي اللي في القاعة ..
ضغط الغرا وهو يسأل : ولو زاد ..
قالت وهي تهز أكتافها : عادي نوزعه على العاملات اللي في القاعة , زين يستفيدون منه و ..
شهقت وقالت : جااااااااااااسم لا تخلي الغراء كثير عشان مايخرب الفوفل ..
قال وهو يرميه من يده بطفش : طفشت , واسمه كمان يجيب الغثيان , اش فوفل ؟؟ ..
ضحكت وقالت وهي تسيب اللي في يدها : خلاص سيبه ..
وبدأت تلم الأشياء وهي تقول : أروح أجهز الغدا ..
زفر وقال وهو يمسح وجهه : بكره دواااااااااااااااااااااااام , يالطفـــــــش ..
قالت تذكره : بس الحمد لله صار عندك أصحاب وبدأ رئيسك يشوف إنك موظف كفوء ونشيط ..
زفر وقال :الحمد لله , بس تصدقين , لساعه حاطني تحت الإختبار ..
قالت بمزح : إنت دق التحية وإنت تسلم عليه كل صباح له وابتسم ذيك الابتسامة الحلوة ..
وقطبت حواجبها وقالت : مو ابتسامة الإغراء اللي ترسمها لا رحنا السوووووق , تراه عميد مو بنت ..
ضحك وقال وهو يضربها : والله ما أحاول أغري , كم مرة قلت لـ ..
قالت تقاطعه وهي ترد الضربة : أولا لاتحلف , كني ما أشوفها يعني , بعدين لا تضرب ..
ولمن شالت الأكياس ضربها مرة ثانية , لفت عليه وقالت بتهديد : مردوده , مردوده خلني بس أودي الكيس ..
ابتسم وهو يطالع فيها بتسلية , راحت ودت الكيس وركبت الكافتيرا ورجعت وهي تقول : المهم , ارسم ذيك الابتسامة الودودة كل مامر من عندك , حتى لمن يهاوش وغيره ابتسم وإنت تقوله ابشر , و حاول تسأله عن حاله وغيره , صدقني بيتغير معاك ..
قال بأنفه : نقص أذل نفسي عند واحد زيه , بعدين ما أحب دهن السير أنا ..
قالت : هي مو حكاية تذل نفسك , لا تحط في بالك إنه رئيسك وإنت بترشيه بكم ابتسامة , فكر إنه واحد مسلم وبينك وبينه عداوة , الله يقول ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} , آيه عظيمة ..
قال بعدم اهتمام : انسي الموضوع , مايهمني هالرجال ..
هزت أزهار أكتافها وتحركت للمطبخ , رن جرس الباب نص رنة , ابتسم جاسم وقال بصوت عالي : أزهااااااااااااااااااار , أكيد هذا أخووووووووووك ..
فتحت أزهار الباب بسرعة وابتسمت لعمر وقالت : هلا حبيبي ..
ابتسم بحرج وهو يسلم , ضحكت وقالت بصوت عالي : طلع هووووووو ..
وصلهم صوت جاسم وهو يقول : مافي غيره المؤدب اللي مايحب الإزعاج ..
همس عمر بإحراج : والله إني مستحي منك ومن ...
سحبته لداخل الشقة وهي تقول : أقوووووووول بلا حيا ماله داعي , تحرك , جاسم في غرفة التلفزيون , دقايق وألحقكم جالسه أجهز الغدا ..
ووقفته وهي تسأله : بالنسبة للـ ..
قال يقاطعها : أعطيتها مهند من يومين وهو بنفسه بيقسم الفلوس بين المسجد اللي يبنونه وبين الأرملة اللي قلت لك على حالتها ...
قالت بحسرة : وياليته كثير ...
ابتسم وقال : زهره الريال اللي هو الريال لازم ماتستصغيرنه لأنه الصدقة ماتقاس بالكم عند الله , الرسول صلى الله عليه وسلم يقول من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ، ولا يقبل الله إلا الطيب ، وإن الله يتقبلها بيمينه ، ثم يربيها لصاحبها ، كما يربي أحدكم فلوه ، حتى تكون مثل الجبل .
هزت راسها وهي تصلي على الرسول وتقول : ما حأنسى هالكلام إن شاء الله ..
ابتسم لها ودخل الغرفة , ضحكت لمن سمعت جاسم يقول بتريقة لمن دخل عمر : إيوه شارد وقت الشغل ومخليه على راسي ووقت الفضاوية والأكل والطفححححح راز وجهك سيد عمور ..
همست بداخلها ~ يارب تحفظهم وتخليهم لي يارب ~ رن جوالها فراحت له واستغربت لمن شافت رقم غريب , هالرقم دق عليها أكثر من مرة , ردت عليه وهي تقول بهدوء : نعم ..
كان صمت الطرف الثاني هو الجواب , شكت إن الطرف الثاني ما سمعها فقالت بصوت أعلى : نعم ..
: أزهار ..
الصوت الناعم الرخيم خلاها تقطب حواجبها وهي تقول محاولة تذكر صاحبة الصوت : إيوه , مين معايا ؟؟
: كيف حالك ؟؟
ضحكت وقالت : بخير الحمد لله بس سامحيني ترى ما ميزت صوتك ..
صمت ساد قبل ما يوصلها الصوت الناعم وصاحبته تقول : ما حتميزينه لأنك ما تعرفيني بس أنا وحده أبغى لك الخير ..
اندفعت صورة ليلى الضبابية لعقلها لكنها أزاحتها بسرعة وهي تقطب حواجبها وتقول بتوتر : سامحيني أختي إذا ماعرفت مين معايا حأضطر أقفل الخط ..
حافظت المجهولة على صوتها ثابت وهي تقول : آسفة ما أقدر أقولك أنا مين لكن ......
اتسعت عيون أزهار على آخرها وهي ترص الجوال بقوة , استندت بيدها الثانية على الطاولة وهي تحاول تحس أنفاسها تختنق , غمضت عيونها وهمست : شكرا , شكرا ..
وصكت الجوال وطالعت فيه بخوف , تحركت للمطبخ وقفلت الباب وهي تصرخ بداخلها ~ أزهار فكري بهدوء , أزهار فكري بهدوء , لازم تتروين و .... ~ ماقدرت تتحمل أكثر , دقت على رقم بسرعة وانتظرت قرابة النصف دقيقة قبل ما يوصلها الصوت المرح وهو يقول : أهلييييييييين ...
همست بخوف : عنود , عهود معاها أثر من جاسم ..
اخترقت صرخة العنود المدوية إذنها وهي تقول بعدم تصديق : إيييييييييييييييييييش ؟؟
حطت أزهار يدها على قلبها وقالت بسرعة تنافس سرعة ضربات قلبها : عنود قلبي يعورني , والله قلبي يعورنييييييييي , أنا محافظة على الأذكار والحمد لله وأقرأ على جاسم كل صباح وواثقة إنه مابيصيبنا إلا اللي كتبه ربي , لكن الرسول وهو الرسول انسحر , خاااااااايفة , أنا خايفة , هالحقيرة اش تبغى من زوجي ؟؟ يعني عشان جاسم ما حيتزوجها لو انطبقت السما على الأرض تجي وتسحره و ..
قاطعتها العنود تهديها : زهره قلبي شويه شويه أنا ماني فاهمه ايش قاعدة تقولين , حكيني من الأول عشان أستوعب و ...
حست دموعها تتسلل لعيونها وهي تتذكر مشاعل وناصر , فهمست تقاطعها : عنود ما أبغى يصير لي زي مشاعل , عنود ...
وهزت راسها وهي تتخيل رجعتها مطلقة لأخوها و .. . صرخت : ما أبغى يصير لي زي مشاااااااعل ..
: أزهااااار قلبي إهدي , إن شاء الله مايصير شي ..
قالت أزهار وهي تحس أفكارها مهي مستقرة : أحسن شي أكلم جاسم دحين و ...
قالت العنود بحزم : أزهااااااار إهدي ..
وكملت بلطف : حكيني اش صار وكيف عرفتي وأنا أتصرف , أوعدك إني أسوي كل اللي أقدر عليه ..
سحبت أزهار نفس عميق وهي تحاول تهدي نفسها , اندق باب المطبخ ودخل منه عمر وهو يقول : وينك ؟؟ هذا كله غرف ..
لفت عليه وقالت بتلعثم وهي تمسح دموعها : ها , كنت أكلم عنود , روح دحين جايه ..
طالع فيها بصدمة وهو يقول : كنت تصيحين ؟؟
هزت راسها بلا وهي تقول بتهرب : هااا , لا لاتشغل بالك ..
ولمن شافت نظرات الشك قالت برجاء : لاتشغل بالك ..
خرج وقال بهمس : لا تتأخرين ترى جاسم يسأل عنك ..
هزت راسها وقالت بعد ما خرج : عنود أكلمك شويه , بأحط الغدا لهم ..
صكت الجوال وغمضت عيونها وهي تدعي بداخلها إن الله يحفظهم ويحميهم , وكلت أمرها لله وراحت تغرف الغدا ...



***************************


بعدها بساعة في فيلا حمده :
في غرفة سفانة :



: شوفي والـــــــلــــه أنا حلفت يا أنا ياهالحقيرة اللي اسمها عهود ..
غمضت سفانة عيونها وهتفت في الجوال : عنود بلا خبااااااااااااال أنا اش خلاني أقولك على السالفة ..
وصلتها صوت العنود وهي تصرخ بطول صوتها : آآآآآآآآآآآآآآآآآآ يالقهـــــــر , بأذبحهاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا , والله لا أوريها نجوم الظهر في عز الليل ..
ضحكت سفانة وقالت : قصدك نجوم الليل ..
لمن وصلها هتاف العنود يقاطعها بغيض : سفاااااااااااانة , أحر ما عندي أبرد ما عندك ..
زفرت وقالت : حبيبتي الموضوع قسمة ونصيب , بعدين اش دخل عهود حرام تظلمينها بعدين هي أخته وهي حرة في اللي تختارها لأخوها ..
سمعت صوت ضربة غريبة تلاها صوت العنود تقول : أشق هدومي , أشق هدومي من طيبتك الزايدة , بلاااااااااك ماتدرييييييييييييين اللعيـــــنة اش مسويه , والله إنها أنجس خلق الله بنت الـ ..
قاطعتها سفانة بحدة : عنوووووووووووووود اش هالسب وهالكلام ؟؟ ترى ما أحبك لمن تتكلمين بهالطريقة , ويا ما قلت لك اللعن مايجوووووووز ..
لحظة صمت سادت قبل ماتقول العنوج ببرود : طيب مع السلامة ..
انذهلت سفانة من برودها فقالت : عنود اش فيك ؟؟ ...
قاطعتها بحدة : مع السلامة قبل ما أقفل الخط في وجهك ..
قامت وسألتها برعب وهي تعرف هالصوت من العنود معناته وراها مصيبة : عنود اش بتسويييييييييين ؟؟
وتفاجأت لمن سكت العنود الخط بدون ما تجاوبها , طالعت سفانة بذهول في الجوال وهتفت : ياربي اش بتسوي هالمجنونة ؟؟ هذا كله عشان عبد الإله تقدم لجيهان ..
: نـــــــــعـــــــم , ومين تطلع هالبنت ؟؟
لفت على حسان اللي كان واقف عند باب غرفتها وهو شايل أكياس البيك , قالت بفرح : أخيرا , كنك حاس إني بأموووووووووت من الجوع ..
ناولها الأكياس وسأل : من هي هالبنت ؟؟
قالت بهدوء وهي تتحرك للغرفة جدتها بعد ما قالت للخنساء تنادي أمها وأبوها : هذي تطلع صحبة عهود من أيام الثانوي والجامعة لقبها الـ .....
قال بتفكير : بنت محمد الـ ... اللي كان جار عمي يوم كان ساكن في النزلة ..
هزت راسها وقالت : علييييييييييك نوووووووووور , هذي هي ..
قطب حواجبه وقال من بين أسنانه : النذل اللي ماله صاحب , ليش ماخبرنيييييي ؟؟
وطلع جواله وهو يكمل : والله لا ألعن جدفه ..
ضحكت وقالت : إلعن جدفه بعد الغدا ..
رجع جواله لجيبه وهو يقول : إي صادقة , البيك أصرف من قليل الصحبة عبود , إن ماذبحته ما أكون حسان ..



**************************



في نفس الوقت في بيت صالح :


: عهوووووووووووووود , تلفووووووووووووون ...
زفرت عهود وسحبت سماعة التلفون اللي حطتها ريم عشان تجيب الشاهي لأمها وأبوها الجالسن في الصالة , قالت بنعومة : ألوووو ...
سمعت أنفاس متسارعة قبل ما يقول صاحب هالأنفاس بحدة : اتــــق اللـــــه , خااااااااااااااااافي الله في اللي تسوينه ...
كلمة اتق الله قشعرت ببدنها وخلتها تبهت للحظات وهي تحاول تستوعب صاحب الصوت , ~ عنود , هذا صوت عنود ~ ..
وصلها صوت العنود الساخر وهي تقول : الطير الأخضر قااااااالي إنك ناوية على شي .......... سحر مثلا ..
قالتها ببطء صدم عهود قبل ما تكمل بنفس السخرية والبطء : عشان كذاااااااا اتصلت أقولك ...
واكتسى صوتها ببرود وهي تقول بتهديد : يكووووووووووووووون في علمك لو صار لأخويه شي ولا لأزهار شي والله ثم والله ثم والله لا أذبحك بيديني وتراني مجنونة أسويهاااا , تراني عارفه بكل بلاويك , إعرفي إنه عندي أوراق فيها كلللللللللللللل فضايحك , حتى اللي كنت تهددين البندري الله يرحمها به عندي , ماخلت البندري على قلبها شي قبل ما تموت و الحمد لله , وشوفيني أحلف بالله يمين لو صار أقلللللللللللل شي لواحد فيهم كل فضايحك عند عمي هذا إن مانشرتها على الملأ وأخلي اللي مايشتري يتفرج ..
وضحكت وقالت بجرأة : تعرفيني ست عهود فوق جنوني مرجوجة , وأسوي زوبعة في فنجان , إلا إعصااااااااااار أسوي مو بس زوبعة , أحسسسسسسسسن لك تبعدين عن كل شخص يهمني وكللللللللل شي يخصني , وطبعا هذا يشمل عدنان ..
قالت عهود ببرود بعد ماتمالكت نفسها : إنت حقت كلام وبسسسس , ياحبك للشوشرة في كل مكان تروحين له , لكن إعرفي أنا ماتهزني ولا كلمة من كلماتك السخيفة اللي مالها معنى ..
زفرت العنود وقالت بتريقة : جبتيهاااااااااا , أحب الشوشرة , والمثل يقول يافهيمة إن كان في راسك مخخخخخ إبعد عن الشررررررر وغني له ..
وضحكت وقالت : أنا الشرررررررر فإبعدي عني أفضل لك ..
حست عهود بدمها يفور من الغيض فقالت : شوفي يا ...
قاطعتها العنود بحدة : حسسسسك عييييييييينك تتلفظين علي , إنت اللي بدأتي الحرب .. وكملت بسخرية : ويكون في علمك أنا عارفه إنه حكاية جيهانوووووو من ورى راسك لكن بأقولك شي , لو أخذ عبد الإله جيهانوووو أحلق شعر راسي بزنوبة ..
وانصك الخط , طالعت عهود في السماعة بقهر وضربتها بكل قوتها على الطاولة وهي تقول : حيواااااااااااااااانة , حقيييييييييييييييييرة , ##### ..
ودارت في مكانها وهي تصرخ بداخلها ~ إش دراها بحكاية السحر ؟؟ يكون جيهان تلعب على الحبلين ؟؟ والله يجي عليها الـ #### الـ ###### ~ وخرجت من أفكارها لمن شافت ريم جاية لها وهي تسأل بخوف : اش فيييييييه ؟؟ اش هالصوت ؟؟؟
سحبت نفس خفي عشان تهدأ أعصابها وابتسمت وهي تقول : لا ولا شي , انفلتت السماعة من يدي ..
ودنقت ورجعت السماعة مكانها و تحركت للصالة وهي تقول بمرح : تعالي نشوف أبويه اش عنده ؟؟
كانت تمشي وهي تقول بداخلها ~ خطتك محبوكة ولا يمكن تهزها وحدة زي العنود , فارغة زي الطبل اللي صوته عالي , مجرد كلام وبسسس ~ جلست وتناولت فنجانها وهي تبتسم للكل , ابتسم صالح لعبد الإله المستغرب من إصرار أبوه عليه إنه يجي يتغدى في البيت ويجلس معاهم في الصالة بعد الغدا , قال صالح : سمعت من أمك إنك ناوي تخطب ..
رفع عبدالإله راسه بحدة ولمن شاف ابتساماتهم والفرحة اللي في عيون ريم ابتسم وهو يقول بمزح : دايم أسمع بشعور الأمهات والتخاطر وأول مرة أصدق فيه , زين اللي افتكرتوني وجبتوا سيرتي ..
ضحكت أمه وقالت : هذي الساعة المباركة يا عبود اللي قررت فيها تتزوج أخيرا ..
قال أبوه : والله إني فرحان أكثر من أمك ولو مو الـ....
ورص فكه عشان مايسب عبد الرحمن وكمل بعد زفرة مريرة : ولو مو أخوك اللي أشغلنا كان خطبنالك من زمان , اللي في سنك جايبين ولدين دحين ..
قالت عهود بضحكة : تأخر الزواج صار موضة عند الشباب يا أبويه ..
قال أبوه بحيرة : بس اش معنى جيهان اللي اختارتها أمك ما أدري !!
طالع فيهم بصدمة وهتفت ريم وهي تفز من مكانها : نـــــــــعـــــــم , جيهاااااااااااااااااااااااان ..
وبلا شعور قالت بعصبية : قلوا بنات العالم ومابقي إلا هالبنت ...
قالت أمها بحدة : بـــنـــت احفظي لسانك ..
طالع عبدالإله في عهود بنظرات غضبى فتصنعت البراءة وهي تهتف : جيهااااان , اش معنى ؟؟ صراحة فاجأتيني يا أمي ...
قالت أمها بابتسامة متسعة : البنت تقول للقمر قوم وأقعد مكانك , بعدين دلع وعلم , إنت داري إنها مقدمة على الماجستير ماشاء الله عليها , بعدين خدومة و .....
كان يستمع لأمه بذهول وهو يقول بداخله ~ مستحيل أمه تختار لي جيهان , أكيد عهود في السالفة , والله أكيد إنها في السالفة ~ ..
: وصراحة لمن قلت الخبر لجدتك اليوم وقلتلها على اللي ناوية أخطبها ...
فز من مكانه وقال يقاطعها : خبرتي جــــــــده ..
وهز يده بعصبية وهو يقول : ليييييييه يا أمي , لييييييييييه ما سألتيني أول ؟؟
قالت بتلعثم : أنا عارفه إنك مابتعارض , وجدتك صح ماعجبها الموضوع في البداية لكنها وافقت لمن فهمتها عمتك نورة إنه مو شرط تاخذ وحده من العايلة وإن الشباب دحين يفضلون وحده من برى العايلة ...
~ عمتي نورة تدخلت في السالفة أجل دريت , سفانة دريت , وصلها الخبر , أكيد وصلها الخبر ~ طالع في أبوه وشاف في عيونه تأييد لكلام عمته وهو يقول : كان ودي تاخذ من العايلة لكن ما أشوف فيها شي إنك تتقدم لبنت من برا العايلة مادام قبيلتها معروفه و أهلها طيبين , بعدين البنت منا وفينا من دخلت أختك الجامعة وهي خادمتها بعيونها ..
قال بنفاذ صبر وهو يتذكر موقفه مع حامد وبنته ودحين مع أمه وصحبة أخته : أنا بكيفي أختار اللي أبغاها , وعهود هذي ما أبغاها , الله يسهل لها وين ماراحت ...
وكمل بضيق : لا تقولين لي يا أمي إنك اتصلتي على أهلها كمان عشان ما أموت بغيظي ..
هزت راسها بلا وهي تقول : لا ماخبرتهم لسه مو قبل ما أكلمك , بس لييييييه , إنت قلت إنك ناوي زواج و البنت طيبة وحبوبة ...
قال بلا تردد : أنا أبغى أتقدم لسفانة ..
شهقت ريم وغطت فمها بسرعة قبل ما تخرج صرخة الحماس اللي حستها بتقتلها من شدة الفرح وطالعوا كلهم فيه بذهول , كان أشدهم ذهولا عهود , قال بثبات : أبغى أتقدم لسفانة بنت عمي علي ..
طالعت أمه في عهود بحيرة ورجعت طالعت فيها وهي تقول : بس عهود ...
انقطع كلامها بهتاف صالح اللي قام وهو فارد يدينه على اتساعها وهو يقول : هذا ولدي , يعلني أفرح فيك يارب ..
وضمه وهو يقول : ونعم , ونعم والله مااخترت , أنا من بكرة أخطبها لك لو تبغى , الليلة الليلة ...
ابتسم براحة وربت على ظهر أبوه وهو يشكره , نطت ريم من الفرح وهي تصرخ بحماس : ياااااااااااااااااااااااااااي عبود بيخطب ..
وجريت له لمن بعد أبوه وضمته بفرح وهي تقول بلهجة عميقة : ألللللللف أللللللللللللللللف مبروك ..
وهمست وهي تضمه أكثر : مبروك عليك سفسف مقدما ..
طالع في عهود اللي طالعت فيه بذهول وقال ببرود : مابتباركين لي ..
~ مستحيل خطتي تنهار بهالشكل , أكيد العنود ورا اللي يصير , ليش كانت متأكدة إنه ما بـ يوافق على جيهان ~ قالت ببرود وجمود : مبروك ..
لف على أمه اللي قالت : بس البنت صلعاء إنت عارف هالشي ولا لا ..
هتف صالح باستنكار وهو مو هاين عليه هالصفة المنسوبة لبنت أخته رغم حقيقتها : أم عبد الرحمــــن ..
قالت : أنا اش قلت قلت الحقيقة ..
قال بحدة : قولي ماعندها شعر ولا شعرها طاح , اش صلعاء هذي ؟؟
ابتسم عبدالإله وقال يقاطع نقاشهم : عارف إنها بلا شعر وراضي ..
قالت ريم وهي تصفق : يااااااااي والله ودي أطير من الفرحة , ودي , ودي ....
وضحكت وقالت : ما أدري اش ودي فيه , بس أحس فيني طاقة بتتفجر ...
ضحكوا على حماسها فتحركت عهود خارجة من الصالة متوجهة لغرفتها بضيق ~ لييييييييه ؟؟ لييييه ما نجحت هالخطة ؟؟ هذي كان آآآآآآآآآخر شي أستخدمه , ياربي اش أسوي , دحين لايمكن الزفت ذيك تسويلي الحجاب ولا يمكن ترجع لي الأثر , اش أسوي ؟؟ أتخلى عن جاسم يعني و ..... ~ شهقت وهي تمسك بطنها لمن تذكرت عملية الإسقاط اللي سوتها مؤخرا ~ لايمكن تفرطين فييييييييييييه , إنت مين بياخذك ويستر عليك غيره , بعدين هو حبي الأول , قبل ما تسرقه الحيوانة أزهار اللي ما أدري من فين طلعت , لاااااااا لايمكن أتخلى عنه , من سنين وجاسم لعهود وعهود لجاسم , من أيام الطفولة , لايمكن أتخلى عنه دحين , مستعدة أسوي المستحيييييييييييييييييل عشان أرجعه لي , هو حقي اللي سلبته أزهار ~ , طالعت في انعكاس صورتها في المراية , كانت جميلة ورشيقة القوام , هتفت بداخلها بغيض ~ أنا أحلى من ذيك الصلعاء , أحلى منها ميييييييييية مرة , ليه هي تقدم لها أحد وأنا لا , أزهار العفنة بشكلها ذاك ولا تجي نص جمالي ليش فضلها جاسم ووافق إنه يتمم زواجه بها , اش شاااااااف فيها ؟؟ اش اللي خلاه يتغير عشانها , آآآآآآآآخ يالقهر هالجمال كله اللي مطير عقل نص شباب الرياض والوحيد اللي حاولت أبهره مو داري عني ~ ضربت المراية بقهر وتحركت لسريرها وجلست عليه وهي تعض شفتها بقهر , لمن اندق الباب وانفتح قالت بحدة : إطلعي برا أبغى أجلس في الغرفة لوحـ ....
وسكتت لمن طل عبد الإله من ورى الباب , طالعت فيه بحيرة للحظة قبل ما تقول بطفش : حسبتك ريم ..
قال ببرود : حتى لو كنت ريم مفروض ما تطردينها بهالطريقة لأنه الغرفة مشتركة بينكم الثنتين ..
لفت وجهها وهي تتأفف , طالع فيها بنظرات ثاقبة وهو يقول بلهجة غريبة : ممكن أعرف عرضتي جيهان على أمي ليه ياست عهود وإنت عارفه رأي في الموضوع ..
حست بالخوف من لهجته وزاد خوفها لمن التفتت وشافت نظراته , قالت وهي تدعي الهدوء : اش قصدك مافهمــ....
قاطعها وهو يقفل الباب بالمفتاح : تراني سألت أمي من فين لها حكاية جيهان وقالت لي بالحرف الواحد , أختك قالت لي إنه ودك فيها لكنك مستحي تقول لأنك ماتبغى تقول إنك شفتها وانعجبت فيها ..
هزت راسها بلا وهي تفز من مكانها وهي تقول بتلعثم : هاااا , لا , صدقني أكيد أمي اختلط عليها و ...
قاطعها وهو يتقدم منها : لا اختلط عليها ولا شي , قالت كللللللللل السالفة , حضرتك كنت ناوية تحرجيني وتحطيني قدام الأمر الواقع وإنت وااااااااااثقة إني بأوافق احترام لرأي أمي , و ماحطيتي في بالك إني ممكن أرفض لأنك ماتدرين إني حاط سفانة في بالي , المقصد هنا ......
ورماها بنظرات حادة وهو يقول بتحذير : أبغى أعرف إش عندك إنت وجيهان هذي ..
حست الرعب يجتاحها فهزت راسها وقالت بعصبية : ولااااااااشـــــــي , اش فيــــــك ؟؟ لي تطالع فيني كذا ..
وقف قدامها للحظة وهو يضيق عيونه ورجع جلس على سرير ريم وقال بهدوء مثير : أنا ماني متحرك من هنا قبل ما أعرف اللي في راسك ..
ودخل مفتاح الغرفة في جيب بنطلونه الجنز الأسود وقال : وهذي قعدة يا ست .... عوعو ..
~ لااااااااااااااااا أكيد أنا في كابوس وحأصحى منه بعد شويه , مستحيل هذا يصير لي دحين , مستحيييييييييييييل , مو بعد ماقطعت هالمشوار كله , لاااااا , لااااااااااااااااا , استر يارب , استر يارب , عبد الإله لا عصب يصير مجنون , آنا اش خلاني أفكر بهالفكرة !! يارب استر , يارب استر , عهود خليك قوية , إنت دايما تخرجين منها زي الشعرة من العجين , شغلي مخك بس , شغليييييييييييييه ~ ....



************************.................... يتبع

في نفس الوقت في فيلا أحمد :


قلبت الجوال بين يدينها وهي تمشي في غرفتها رايحة راجعة وهي تسحب أنفاسها سحب , طالعت فيها الهنوف وقالت : عنود حولتي عيوني , إجلسي لك ساعة تدورين ..
رصت العنود الجوال وقالت : قاهرتنييييييييييييييييييييييييييييي ..
وعضت الجوال وبعدته وهي تقول : والله لو إنك مامنعتيني كان طقيت عبايتي ورحت قلتلها هالكلام في وجهها بعد ما أصفعها وأطلع كل حرة قلبي منها ...
قالت الهنوف بخوف : إنت ماتخافين , وحدة وصلت بها الحقارة إنها تاخذ من أثر واحد ماتخافين تسوي فيك بلى ..
وقفت العنود عن الدوران وقالت بحدة : لاااا ست هنوف , أجلس متخددة وأستناها تهدم حياتي بالرعب والخوف والشك , توكلي على الله و إقرئي على نفسك وإن شاء الله ما يصير لك شي , بعدين هالأشكال على كثر القوة والحقارة اللي فيهم أجبن خلق الله , صدقني إنها بتخاف من هالكلام وربي إن شاااااااااااااااااء الله يفضحها ربي قبل ما تسوي شي ..
وضربت صدرها بقهر وهي تقول : ياااااااااااارب أشوف فيك يوم يا عهود ..
زفرت الهنوف وقالت : لاتدعين عليها , قولي الله يهديها ولا ..
قاطعتها بحدة : أنا ماني زي أزهاااااااار ولا زيك , سوري , ماعندي هالصبر و الإحتساب و الطيبة الزايدة اللي في قلوبكم , قولي قلبي أسود عادي لكن وحدة نجسة زي عهود تاخذ من أثر أخويه وتبغى تهد بيته وتقولين أقول الله يهديها , الله لا يهديها ..
قالت الهنوف وهي تحط يدها قدام فمها : أسكت أحسن لي لأنك كل مالك تزيدين ..
وسكتت شويه بعدين همست : ترا مايجوز تقولين على مسلم إنه نجس و ...
صرخت العنود تقاطعها : هنووووووووووووووووووووووووووووووووووف ...
ولمن شافت الهنوف مغمضة عيونها ومدنقة راسها مستعدة لضربة منها زفرت وقالت : خليني لوحدي لأني بموت من الغيض وودي أفش غلي في أحد ومافي غيرك قدامي ..
ضحكت الهنوف وقالت : عادي خذي راحتك , كم عنود عندي ..
ماقدرت العنود تبتسم من كثر الغليان اللي تحسه في كل جسمها , سألتها الهنوف لمن شافت جمودها : طيب لو عرفت إن هالأوراق اللي قلتي عنها مجرد حيلة عشان ماتسوي السحر ..
زفرت وقالت وهي تجلس جنبها : شوفي حبيبتي نوع عهود اللي ما همه غير نفسه واللي يسوي المستحيل عشان رغباته وسعادته الشخصية بس يتخيل كللللل الناس زيه , يعني مستحيل تكذبني , ممكن تشك لكن يتظل حاطه في بالها إني ممكن أكون صادقة وأفضحها لو صار شي ..
فكرت الهنوف وقالت : صدقيني لو قلتيلها إنك تعرفين اش ناويه حتخاف وماتسوي شي , ولو علمتي أمي ولا أبوي كان حل الموضوع ..
ضحكت العنود ومدت يدها ومسدت كتف أختها وهي تقول : ياحلاتك ياشيخة , الله يعطيك على قد نياتك ..
وهزت راسها وقالت بطريقة مسرحية : إنت طيبة عشان كذا ربي موفقك ..
وتحولت للجدية وهي تقول : يا ماااااااماااااااا هالبنت عقرب ثرى , عارفه اش هو عقرب الثرى ..
استغفرت الهنوف وهي تطالع في العنود اللي كملت : تقرص قرصتها وتختفي في التراب , حتى لو قلت لها إني أدري ما بتخااااااااف وبتسوي اللي في راسها لأنها ذكية , بتعرف إنه حتى لو صار شي لجاسم ولا أزهار وخبرتهم إنه هي اللي سحرت وين الدلييييييييييل ؟؟ الحرمة المجهولة اللي ماترد واللي طلع رقمها باسم واحد باكستاني ..
قطبت حواجبها وقالت وهي تحط يدها تحت دقنها : إي صحححححح , إنت كيف عرفتي إنه صاحب الرقم باكستاني ..
قامت العنود وقالت بحماس : حبيبتي أنا ماعندي واحد اثنين , من خبرتني أزهار رجعت اتصلت عليها وأخذت الرقم وأعطيته لريوف صحبتي أخوها يشتغل في الاتصالات , ما أخذت خمس دقايق الله يسعدها إلا وهي جايبة الاسم , بسسسسسسسسس ..
ضربت يدها وقالت : آآآآآآآآه يالقهر , ماردت علي , دقيت فوق العشر مرات ولا ردت ..
وزفرت وقالت : يعنيييييييييييي مافي دليل , يعنيييييييييييي لازم أكذب وأقول للـ ### إنه عندي شي ضدها ...
: عنووووووووووووووود , ترا فمك يبغاله غسل , اش هالألفااااااااظ ؟؟
لمن رن جوال العنود قالت : استغفر الله , استغفر الله , الله يغفر لي , هالبنت ركبتني ذنوووووووووووووب ..
وردت على الجوال وقالت بحدة : نـــعــــم ..
وسكتت لثواني قبل ما تشهق و تصرخ : كذاااااااااااااااااااااااااااااااااابــــــــة ..
واستمعت لثواني هتفت بعدها بفرح : يااااااااااااااااااااااااااااااي , إحلفيييييييييييي , قولي والله ...
وقامت تنطط وترقص وهي تقول بفرح : مابأحلق شعري بزنوبة , أهااااااا , ما بأحلق شعري بزنوبة , أهااااااااا ..
ضحكت الهنوف على خبالها وقالت : اش فيييييه ؟؟
وقفت العنود وقالت و السعادة تلمع في عيونها : عبود رفض يتقدم لجي جي ..
شهقت الهنوف فكملت بحماس : وقال إنه بيتقدم لسفسف ..
صرخت الهنوف : واااااااااااااااااا , من جــــــــــد ..
نطت العنود لسريرها وربعت فوقه وعدلت جلستها وهي ترجع الجوال على إذنها وهي تقول : قوليلي السالفة من طقق للسلام عليكم وركزي أبغاها بالألواااااااااان ...
وبعدت الجوال وغطته بيدها وهي تقول بتشفي : ياشماتتي فيييييييييك يا عوعو ..
وضحكت بساعدة , ضربتها الهنوف وأشرت لها على الجوال وهي تهمس : لا تسمعك أختها ..
وطالعت فيها باستنكار وهي تكلم ريم بحماس وهمست تكلم نفسها : صدق مجنونة , يا باغي الشر توطا عباتي , ذبحت البنت وهي ما توطت العباية أجل كيف لو ..
رجعت العنود وغطت الجوال وقالت تقاطعها : إلا من استخدمت اسمي في صياعتها تعتبر توطت عباتي ..
ورجعت تكلم ريم والابتسامة شاقة الحلق , قالت وهي تتحرك خارجة من الغرفة : أهم شي لا تنسين تتصلين بأزهار وتخبرينها بالهباااااااااب اللي سويتيه ...
رفعت العنود يدها إشارة النصر وهي تهز خصرها , ضحكت الهنوف وقالت : الله يكملك بعقلك ...
ولمن خرجت سمعت صوت غريب تحت الدرج , نزلت وطالعت للمحزن , شافته حايس عند عتبة المخزن ودافن راسه في كرتون كبير , تقدمت منه وحطت يدها على ظهره وهي تقول : عبد الرزااا ..
وانفجعت لمن انتفض وهو يشهق , طالعت فيه برعب وقالت : اش فييييييك ؟؟
ابتسم بهدوء وقال وهو يرجع للكرتون : فجعتيني ..
لفت براسها تحاول تشوف اش يسوي وهي تسأل : اش عندك ؟؟
قال بهدوء : أدور دفتر فاضي ..
رفت بعيونها بحيرة وهي تقول : دفتر !!
قال وهو ينفض الغبار عن دفتر من الدفاتر ويتصفحه : رحلتي قربت ومايمديني أشتري دفتر قلت أدور في المخزن , أعرفكم تموتون على التجميع ..
ابتسمت وقالت لمن شافته يبتسم للدفتر الخالي من الكتابات : ممكن أعرف اش تبغى فيه , إذا مافيها فضول يعني ..
ابتسم وقال : لو كنت عنود ماكان قلت لك لو تفحطين لأنه ما حأوصل غرفتي إلا وخبري منتشر عند كل العايلة ..
وهز الدفتر وقال : قررت أكتب يومياتي في البحرين ..
قالت بحماس : وااااااو حاجة حلوة ..
ابتسم مرة ثانية وقال : الله يسعدك , كذا التحميس لو كانت العنود كان قالت أول كم يوم بعدين بتطفش ..
فكرت في العنود الشمتانه في عهود وقالت : مهي فاضية لك دحين , يادوبها تشكر ربها إنها مابتحلق شعرها بزنوبة ..
ضحك من قلبه وهو يقول : برضاها في تحدياتها لازم تحلق شعرها بزنوبة , خبله هالبنت , ما أدري متى بتعقل ..
فرحت لمن سمعت ضحكته فقالت بصدق : والله ما تصدق قد إيش اشتقت لضحكتك يا عبد الرزاق , جد جد وحشتني ..
زفر وقال : الحمد لله على كل حال ..
مدت يدها ولمست لحيته الخفيفه ورجعت سحبتها بخجل وهي تقول بتلعثم : هو , قصدي , أول مرة أشوفك , قصدي ...
قال ينقذها : اش رايك فيها ؟؟
قالت بسعادة : حلوة , تجنن ..
رفع حاجبه وقال بتريقة : ما أشوفك مجنونة ؟؟
طالعت فيه بذهول قبل ما تصرخ بحماس : رزوووووووق ..
وضمته وهي تقول : وحشتنيييييييييييييي ..
ضحك وقال وهو يدفها عنه : أقوووول إبعدي عني وعن عنود كمان , تراك صايرة زيها هالأيام ..
انتبهت لنفسها فنزلت راسها وفركت يدينها بخجل وهي تقول : نسيت نفسي من زود الفرحة ..
لمن سمع رنة جواله قال : هذا عمر جاي يوديني المطار , سلمي على عنود ..
: رزووووووووووووووووووووووووووووووووق ..
لمن سمع مناداتها وهي تجري على الدرج رفع ثوبه وجري لغرفته وهو يقول : مع السلامـــــه ..
ضحكت من قلبها لمن صرخت العنود وهي تلحقه : استنـــــــــى بأسلم علييييييييييييييك , ياحمااااااااااااااااااااااااااااااااار ...
ونطت عليه وضمته بقوة وهو يدفها وهو يقول : فكينيييييييييي , يالنشبة , غثــــــــى ...
ولمن شافها مهي راضيه تفكه قال : الله يعين عدنان على حضنك ..
انفكت يدينها بسرعة وبعدت عنه وهي تقول بصوت بطئ : يا قليــل الأدبــ ...
ضحك من قلبه وقال : شكرا ياجاسم , السلاح السري نفع ..
وسحب شنطته وقال وهو يلوح بيده : مع السلامة ..
قالت الهنوف : لا تنسى تقرأ سورة الكهف قبل المغرب ..
قال وهو يخرج : قريتها بعد الفجر ..
حطت يدها على قلبها وهي تقول : الحمد والشكر لك يارب , يامقلب القلوب ثبت قلبي وقلبه على دينك , وهم كذا تحسين براحة لمن يروحون ويرجعون مو زي أول طول الوقت أفكر لو قبض ربي روحه وهو يتسمع أغاني ولا ...
وسكتت لمن شافت العنود مدنقة وهي ماسكه بطنها , زفرت وقالت : مغص عدنان ..
وانصدمت لمن رفعت العنود راسها وهي تضحك وتقول : بالقوة مسكت ضحكي عنده ..
سلمت الهنوف على وجه وقفا يدها وهي تقول : الحمد والشكر لك يارب , أهل العقول في راحة ..
وزفرت وقالت : أتاريها من جدها يوم تقول حالة المغص تحولت لرغبة في الضحك ..
ورجعت لفت عليها وقالت : لا خلصتي ضحك دقي على أزهاااااااار لا تنسين ..



****************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
R-thar
خمس نجوم
خمس نجوم
R-thar


مسآهمـآتــيً $ : : 797
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 48512
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 17
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/01/2012

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة   رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty30/1/2012, 9:29 pm

الساعة 12 في الرياض :
فيلا عبد الكريم :


صك الجوال وزفر وهو يسند راسه على يدينه المقبوضة وهو مستند بأكواعه على سطح مكتبه , طالع فيه خالد اللي دخل المكتب لمن ماسمع جواب أبوه على دقه وقال بحيرة : أبويه عسى ماشر ..
زفر عبد الكريم وقال : ولاشي , سويت اللي قلت لك عليه ..
قال وهو يأشر له على الملف اللي على الطاولة بين يدينه : أهي الأوراق بين يدينك , جيت أشوف قرأتها ولا لا ..
وجلس على الكرسي المقابل للمكتب وهو يكمل : سويت كل المطلوب بعد ما تكلمت مع أصحابي اللي في وزارة العدل , الأسبوع الجاي لازم تروح عمتي نجلاء للمحكمة مع جدي عشان ينهون الأوراق ..
وطالع بحيرة في أبوه وهو يقول : ليش تدور على فهد دحين و طلبت طلاق عمتي منه في المحكمة بعد هالسنين ؟؟ ..
زفر و قال : لأن الحيوان كمل خمس سنوات من شرد من البيت , و لأني ما عاد أبغى أختي في عصمته , عرفت ليش ؟؟
وسكت وكمل بغيض : أما ليش دورت عليه فهذا لسبب ثاني ..
وطالع فيه بحسرة وهو يتساءل بداخله ~ ليش ماوافقت ؟؟ ليش ؟؟ كان ارتحت , كان ... ~
: أبويه ..
خرج من سرحانه و طالع في خالد اللي طالع فيه بحيرة وهو يسأل : تبغى تقول شي ..
قال وهو يهز راسه : لا , بس ناديلي ماهر ..
قال : توني وأنا داخل لك كان خارج مع سامر ..
طالع في ساعته وقال : دحيييييييييييين , خارجين دحييييييييين ..
رفع جواله ودق على ماهر , استغرب خالد من عصبية أبوه المفاجئة وهو يخاطب ماهر و استغرب أكثر لمن سمعه يقول بعصبية : وحضرتك ناسي إنه أخوك عنده بكرة دوام يوم إنك خارج معاه الساعة 12 الليل , و ... لا تقعد تبرر , ما عندكم أب تستأذنون منه وقت الخروج , اش بتفيديني رجعتكم دحين , روحوا وين ما تبغون تروحون , مع السلاااااامة ..
وصك الجوال وهو يزفر بعصبية , التزم خالد الصمت وهو منزل راسه للأرض , قام عبد الكريم من مكتبه وبدأ يدور في الغرفة وهو يسحب أنفاسه بضيق , قال بعد فترة وهو يزفر : أنا كيف خاطبتهم بهالطريقة , أعوذ بالله منك يا شيطان ..
ابتسم خالد وقال : الواحد لمن يكون معصب وزعلان يـ ...
قاطعه أبوه بحزم : القوي الذي يمسك نفسه عند الغضب يا خالد ..
وزفر وهو يقول بداخله ~ الحمد لله دايم أمسك نفسي عند الغضب لكن ... ~ غمض عيونه لمن تذكر وسام , اللي صار لها واللي عرف به ما يخليه ينام الليل , وزاد لمن عرف بحكاية فيصل جارهم , قال خالد وهو يسمع زفرة أبوه وهو يفرك عيونه بتعب : أبويه قول اللي في خاطرك , ترا زفراتك تحرق القلب ..
همس وهو يرجع يجلس على مكتبه : الله كبير يا خالد , خلني لوحدي ..
قام خالد ولمن خرج لقيهم قدامه , متشابهين تماما ببنطلونهم الجيشي وبلايزهم الزيتي ابتسم وقال : اش رجعكم ؟؟
سأل سامر بتوتر : أبويه جوه ..
قال : إيوه بس يبغى يجلس لوحـ ...
ما خلص كلمته إلا وهم مقتحمين الغرفة وهم يدقون الباب , رفع عبد الكريم راسه وكبح ابتسامته لمن شافهم , كان عارف إنه زعلهم بعصبيته اللي مالها داعي وعارف إنهم بيقدرون هالعصبية منه لأنه من كبروا وهو تارك لهم الحرية في أمورهم و مخاويهم و معتبرهم أصحاب أكثر منهم أبناء وتوقع إنهم يتأسفون منه على أي شي يعتبره خطأ حتى لو ماكان خطأ في نظرهم , لكن ما توقع إنهم يرجعون بهالسرعة عشان يراضونه , قال ماهر هو يبتسم : كيف حال الناس المعصبة ؟؟
تحركوا له و جلس ماهر على الكرسي المقابل للمكتب و وقف سامر عن يساره وهو يكبس أكتافه وهو يقول : والله سمعنا إنه مغضوب علينا اليوم ..
قال وهو يقطب حواجبه : أجل تبغوني أضحك , هذا مو وقت تخرجون فيه , لو خرجتم دحين متى بترجعون ومتى بتنامون ومتى بتصحون لصلاة الفجر ..
قال ماهر وهو يخاطبه بطريقة رسمية جادة : طويل العمر إحنا كنا رايحين نجيب عشى ونرجع محنا رايحين ديوانية شباب , كلها نص ساعة بالكثير وراجعين ..
قال بعصبية : وليه ماقلت هالكلام في الجوال ؟؟
قال سامر وهو يضحك : إنت خليت له مجال , ماسمعت إلا نص سلام ماهر وبعدها ما أسمع إلا ..
ومثل كإنه ماسك جوال وهو يقول : .. طيـ .. أبو .. اسـ .. أنا ... أ .. أ .. مع السـ ..
قهقه عبد الكريم على تمثيله وقال : الله يقطع شرك , اش قصدك بهالكلام ؟؟
قال ماهر بابتسامة : إنت ما أعطيتني فرصة أقول شي ..
ابتسم وقال بصدق : كنت زعلان بس مو منكم ..
وزفر بداخله لمن تذكر وسام , طالع فيهم و شافهم ساكتين ابتسم وقال : مادامكم هنا , أبغى سامر في كلمة راس ..
رفع ماهر حواجبه وقال : أكشخ , طردة محترمة لشخصي الكريم ..
قال عبد الكريم بحزم : بعده إنت في كلمة راس , ترا يكون في علمك إنت الأساس , واصلني كلام ما يسر يا سيد ماهر ..
قام ماهر وقال : سنفروااااااا بجلودكم ..
ضحك سامر من قلبه وقال بخبث : اش قصدك ؟؟ أبويه شرحبيل ياللي ما تستحي ..
لف عليه عبد الكريم وسأل بحيرة : شرحبيل منه ؟؟..
شهق ماهر وسامر يقول بخبث : ذاك المخيف اللي يحاول يقتل السنافر ..
قطب حواجبه يفكر وسامر يذكره : فاكره فيلم الكرتو ..
صك ماهر فمه وهو يقول : أبويه إنسى , أنا ما قصدت شي , يا كلمة ردي مكانك ..
ودعس قدم سامر وهو يهمس : أسكت يالنذل , لله بيشرشحني بعد شويه حشمت الزفت أريجو ..
بعده سامر وقال بأذيه : تستاهل اللي يجيك , مابقي شي على جوازكم و ...
سكته ماهر فقال عبد الكريم : هي إنت وإياه , استحوا على وجيهكم , واحد مدرس والثاني مضيف وقاعدين تضاربون كنكم عيال متوسط ..
قال ماهر بضحكة وهو يلف على سامر : زين رقانا أبويه ..
شاركه سامر الضحكة وقال له وهو يتكي بكوعه على كتفه : العاده أمي تقول عيال إبتدائي و ...
قاطعهم بعصبية لمن شافهم يهرجون مع بعض ومهم معبرينه : بسسسسس , تحركوا ...
انتفضوا في مكانهم وتحرك ماهر خارج وهو يقول : ماعاد أحد يعرف له هالأيام , غير معصب و ..
: ماااااهر ..
ابتسم لأبوه وهو يخرج ويقفل الباب , زفر عبد الكريم وطالع في سامر اللي ابتسم وهو يقول : ترانا مخبل بس نعجبك وقت الجد ..
ابتسم وقال : عارف , إجلس اللي يصلحك ويصلحه ..
أول ما جلس سأله بشكل مباغت : اش رأيك في وسام ؟؟..
طالع سامر في أبوه بحيرة و قال وهو يقطب حواجبه : وسام !!
ولمن تذكرها قال : آآآه وسام بنت عمي خالد الله يرحمه ..
طالع فيه عبد الكريم وقال بهدوء : هي ما غيرها , تعرف عنها شي ؟؟
قطب حواجبه وهو يتذكر شكل سطام بعد المضاربة اللي الكل تكلم عنها وعن خروج أمه من البيت بعد ما تضاربت معاهم بسببها , قال : أعرف عنها اللي يعرفه الكل , قصدي إنها معلمة وعايشة عند عمتي نجلاء من صغرها ..
قال عبد الكريم كإنه يقول تقرير و عيونه مركزه على وجه سامر : مولوده سنة 1394 , عايشة عند عمتك من كان عمرها 3 سنين وعمتك تقول عنها إنها وحده حبوبة وطيبة وجميلة , وهي دحين ما شاء الله موظفة تشتغل مشرفة اجتماعية في مدرسة عبارة عن مجمع متوسط وثانوي ..
كان سامر يستمع لأبوه وهو في حيرة مهو فاهم سبب هالكلام كله لكنه ما حب يقاطع أبوه خاصة وهو يشوفه يقبض يدينه بقوة لدرجة حس إنه أظافيره بتخترق جلده من قوة الضغط , ولمن سأله أبوه بعد ما أنهى كلامه : سامر ما تبغى تتزوج ؟؟
بدأ عقله يدور على رابط بين الحدثين ~ وسام , الزواج , لا يكون .... ~ طالع في أبوه بصدمة , أول ما شاف عبد الكريم نظرته تغيرت ملامح وجهه وهو يسأله بتردد : ما تناسبك ؟؟
تأكد سامر من رأي أبوه فقال بدون ثانية تفكير : أنا من مواليد 1400 , يعني 6 سنين فرق ..
قال عبد الكريم وهو يدعي ربه إنه يسهل ويقدم اللي فيه الخير : بالضبط 5 سنين وشهرين , أنا حسبتها بالتاريخ ..
طالع فيه بحيرة وهو يقول : حسبتها , كيف يعني ؟؟
تردد عبد الكريم وأخيرا قال بحزم وهو يكسو وجهه بجمود : شوف الكلام اللي أقوله لك دحين ما يطلع من فمك ولا تكلم فيه حتى خيالك , أنا ما أجبرك على شي بالكلام اللي قلته , هذي حياتك وإنت حر فيها , لكن أنا ودي إنك تتقدم لوسام لأسباب أحتفظ بها لنفسي حاليا , أعرف إنها أكبر منك لكن أنا أشوف إن السن مو عيب , يمكن إنت لك وجهة نظر غير وجهتي ..... هنا أقولك هذي حياتك و إنت حر فيها , فكر وقولي رأيك ..
وسكت وهو يشوف نظرات سامر التايهة , زفر وقال : شكله كلامي مو مترابط ومو مفهوم ..
ابتسم سامر وقال بلطف وهو خايف على أبوه اللي أول مرة يكون بهالشكل : المهم إني فهمته , صراحة ما أدري اش أقولك يا أبويه ؟؟ أنا حاط في عقلي الزواج ورغبان فيه حتى كلمت سحر عشان تجس نبض أثير ..
قطب عبد الكريم حواجبه وقال بتساؤل : أثير بنت عمتك ؟؟ إنت تبغاها ؟؟ ليش ما خبرتني ..
قال بصدق : لا مو حكاية أبغاها ولا شي معين , هي أكبر الموجودات من بنات عماني وعماتي و لمن سألت عنها سحر مدحت لي فيها فقلت أتوكل على الله وأجس نبضها ..
تذكر عبد الكريم إنها ولدت قبل سحر بكم شهر , طالع فيه عبد الكريم وقال يستحثه : و ..
ابتسم وقال : ولاشي , رفضت ..
اتسعت عيون عبد الكريم وهو يقول بصدمة : كييييييييييييييف ؟؟
قال سامر يهديه وهو عارف إنه ما حيهون عليه إنه بنت أخته رفضت ولده : مو هذا الموضوع يا أبويه , الموضوع إني ناوي أتزوج في أقرب فرصة إذا سهل ربي لكن وسام ...
وسكت وكمل : ما قيد فكرت فيها , أقصد ..
هز عبد الكريم راسه وقال بصوت كسير : فاهمك ..
ابتسم وقال : بس أوعدك أفكر ..
ابتسم له أبوه وقال : الله يقدم اللي فيه الخير ياولدي ..
وزفر وقال : نادي أخوك خليني أشوف مشكلته مع مرته هالمرة ..
قام سامر وقال : طيب عن إذنك أروح أشتري العشا على بال ماتتفاهمون لأنه لو دريت سلافة إننا ماجبنا العشا بتذبحنا ...
قال بضحكه : تحرك بسرعة مادام في السالفة أختك الزنانه هذي , مافينا على صوتها ..
ابتسم سامر وقال : أبويه ترا شكلك مشتاق لشركاتك وشغلك , قاعد ورى مكتبك و ....
ضحك عبد الكريم وقال : تحرك وإنت ساكت ...
خرج سامر وابتسم لماهر الجالس في الصالة مع سحر وخالد وأمه وقال بمزح : التالي ..
قام ماهر وقال بصوت أنثوي وهو يحط يده ورى ظهره ويقدم بطنه كإنه حامل : يوووه يالإنتظار في المستشفيات يطلع روح الوحده , ومع الحمل , أفففففففف ..
وتحرك ببطء وهو يتمايل ولف عليهم وهم غرقانين في ضحكهم وقال وهو يزفر : إدعولي , دكتورتي في إجازة و محوليني على هالدكتور ..
رفع خالد قدمه لمن مر من عنده ماهر ورفسه بقوة وهو يقول : تحررررررك ..
كان بيطيح على وجهه من قوة الرفسة لكن سامر سنده وهو يضحك من قلبه على خبالهم , وأمه تقول باستنكار : خاااااااااالد , بتذبح أخوك ...
لف ماهر على خالد وقال بعصبية : هييييييييييييييييي ..
وحط يده على بطنه وهو يكمل : بسسسسس , بغيت تولدني ..
قال خالد بتريقة : أووو سامحيني ياوخيتي بس إنت مأخره المريضات اللي وراك قلت أعجلك شوي ...
ضحكت سحر من قلبها وقالت : الله يخلف علييييييييييك يا أمي ..
زفرت حنان وقالت : يا حسرتي العاقل الوحيد فيهم ربي قدر وبعده عني , كان خفف من خبال اللي عندي ..
ولفت على خالد وقالت بتريقه : إنت متى بتسافر ؟؟
قال بأذيه : لمن تخطبين لي ..
سكت الكل و قال ماهر : إنت من جدك تتكلم , تبغى تتزوج وحده ثانية , أنا وحده ما دخلت عليها وودي أفتك منها ..
شهقت سحر وقالت أمه باستنكار : مااااااااااااااهر ..
زفر وقال : لاحق على هالكلام مع أبويه ..
وتحرك ودخل الغرفة وصك الباب , قالت حنان وهي تزفر : يا حسرتي على عيالي , فرحت بعدنان وقلت العقدة انفكت يجي ينكد علينا ماهر , مابقي على زواجه شي , شهرين بس , الله يهدي سره ..
قال خالد بهدوء : أصلا من بداية خطوبتهم وهم في مشاكل , يعني لا تنكدين على نفسك يا أمي كل ما صارت مشكلة بينهم ..
جلس سامر وقال : خالد من جد تبغى تاخذ على أم غيداء ..
طالع فيهم باستنكار وقال : اش فيكم كل يسأل هالسؤال ؟؟ من جدي أتكلم , ولو مادورتم لي عروسة ترى بأخطب من نفسي ..
التزمت سحر الصمت وأمها تقول : طيب فكرت في الموضوع زين ؟؟
قال بحزم : فكرت وقررت كمان ..
طالع فيه سامر بحيرة وهو يتساءل بداخله ما دام هو مصر على الزواج ليش ما عرض عليه أبوه وسام بدل عنه , يكون أبوه فكر في هالشي واستبعده ولا ..
: أمي أنا ما قلت إنه هند مقصرة معاي في شي ..
قالها خالد بنبرة حادة خرجته من أفكاره وخلته يطالع في وجه أمه اللي تغير , اعتذر خالد وقام بسرعة , لحقته سحر قبل ما يطلع للملحق اللي مجهزه أبوه له ولحرمته وهي تقول : خالد , خالد ..
التفت لها وزفر بضيق وهو يقول : خير ..
ابتسمت وقالت وهي تكبس أكتافه : اش فيك معصب ؟؟ تعال أسويلك كاسة عصير على بال ما يجيب سامر العشاء ..
قال بضيق : متى بيروح ومتى بيجي أنا تعبان بأروح أنام و ...
قالت تقاطعه : أخليه يطير دحين ..
ولفت على الصالة وقالت : سموووووووووووووور , تحرك جيب العشاااااااا , سلافه بتنزل دحين ...
قام سامر بسرعة وقال : ياويلييييييي ..
ضحكت وقالت : شفت , للمريخية هذي محاسن كثيرة , الكلللللللللللل مايبغى يسمع زنها ...
ولمن شافت ملامحه المقطبة سحبته للمطبخ , جلسته وفتحت الثلاجة تخرج له العصير اللي كانت حافظته في جك كبير , صبت له في كاسة , ولمن لفت عليه شافته دافن وجهه بين كفوفه وهو مستند بأكواعه على الطاولة , حطت الكاسة قدامه على الطاولة و قالت وهي تمسد أكتافه بحنان : خالد ..
قال من دون ما يتحرك : مفتقد زي هالحركة اللي تسوينها يا سحر ..
وبعد وجهه ولف طالع فيها وقال : مفتقد اهتمام و حنان ..
نزلت راسها بصمت , قال وهو يلتفت لها بكامل جسده : هند على بالها لأننا متزوجين من عشرة سنين وعندنا ثلاث بنات إني ماعاد أحتاج هالإهتمام , ما أنكر إنها تغير في شكلها كل فترة ومتابعة لأحدث صرعات الموضة لكن ياما قلت لها إنه هذا مايهمني بقدر مايهمني اهتمامها فيني ..
قالت تدافع عن هند : طيب مو التغير في شكلها وحفاظها على أناقتها عشانك و ..
قال يقاطعها : مو على حسابي , ياليتها تصرف نص الوقت اللي تصرفه في الصالونات وقدام التلفزيون والكمبيوتر على الجلسة معايا , اش أستفيد أنا من وحده طول وقتها مشغولة عني بنفسها وبأناقتها ..
قالت باعتراض : حاولت تكلمها وتفهمها , مافي زي الصراحة ..
زفر وقال : مليون مرة تناقشنا على هالموضوع وكل ما فتحته تقعد تقول هذا جزاتي اللي أتعب وأحاول أكون في أحسن شكل عشانك , وياما قلتلها ماأبغاك تتزينين إذا هذا بيشغلك عني لكنها ما تفهم , لاهية في نفسها وفي بناتها وأنا مخصصة لي الوقت اللي تخلص فيه أشغالها وزياراتها ومكالماتها و غيره ..
قالت تحاول تفهمه رغم إنها بدأت تفهم سبب رغبته في الزواج : طيب لا تلومها , مسؤولية بيت وثلاث بنات وطبخ وغسيل و ...
قال يقاطعها : جبت لها شغالة تسوي الغسيل والكوي والتنظيف و مابقيت لها إلا الطبخ كله عشان تتفضى وبرضووووووووو ما نفع , تعبت , تعـــبت , حتى لمن نجلس جلسة هادية والبنات نايمات والبيت هادي ما تحاول ..
وأشر بيده وهو يحاول يشرح لها وزفر وقال : مختصر الكلام إني محتاج وحده تحسسني لمن أجي إني أنا اهتمامها الوحيد ..
ابتسمت سحر وقالت : ولمن تجيب عيال و تنشغل و تسوي زي هند , اش بتسوي ؟؟
قال بحزم : سحر أنا كنت عارف إنك بتدافعين عن هند , ياما حريم بيتهم متروس عيال وماعندهم شغالات وقدروا يوفقون بين هذا كله وبين أزواجهم , هند تهمها خرجاتها وصحباتها أكثر مني وإذا كلمتها تقول ..
سكتت وما علقت على كلامه , قال وهو يطالع فيها بتقطيبة : إنت بداخلك موافقتني لكن ما تبغين تقولين ..
سكتت لفترة قالت بعدها بهدوء وهي تطالع فيه بثبات : مو عن كذا , أنا ما أقدر أحكم إلا لمن أسمع من الطرفين , يعني إنت أخوي وممكن أتعاطف معاك و غيره لكن لو حكمت على كلامك أكون ظلمت هند ..
ابتسم وقال بتريقة : ما يجي أتزوجك ..
طالعت فيه بعيون متسعة بصدمة وضحكت وهي تضربه على كتفه , قال : ودي أتزوج وحده توزن الأمور في راسها وتفكر في الصح والخطأ بحكمة و ..
زفر وقام , قالت بلطف وهي تسحب الكاسة وتناولها له : اشرب شويه على الأقل ..
شرب العصير وهي تطالع فيه بصمت , قالت بعد ماناولها الكاسة الفاضية : تبغاني أتكلم مع هند بدون ما تحس و ..
سكتت لمن هز راسه بلا وهو يقول : سحوره خلاص حطيت في راسي الزواج ولا يمكن أخرجه , ما دامها ما عقلت بالكلام اللي أقوله الثانية تكسر راسها , سعيد يقول لي من تزوجت وحرمته متغيرة و صايرة تهتم به وبنفسها , تمشي على العجين ما تلخبطه عشان تنافس الثانية ..
لفت بوزها وقالت : يا كرهي لهالنوع من الرجال , ما قالك على المسؤولية اللي زادت عليه والمشاكل اللي يواجهها كل يوم , فالح يقول هالكلام , إذا زوجها قال هالكلام أجل ما ألوم الحريم يوم يتكلمون على الأولى و يقولون الزواج نحفها ولا غيره ..
ضحك وقال : بيني وبينك , الحرمة اللي تهمل نفسها وتهتم بعد ما يتزوج زوجها تستاهل الكلام اللي يجيها , لو كانت مهتمة في نفسها من البداية ما كان جاها هالكلام ..
وسكت وقال : أنا وضعي غير بيتكلمون علي وبيقولون ماقدر النعمة اللي هو فيها لأنهم شايفين الظاهر بس و ما يعرفون أسرار البيوت ..
وتحرك خارج وقبل مايختفي لف على سحر وقال : تعرفين وحده على المواصفات اللي أبغاها ..
رفعت يدينها باستسلام وهي تقول : أمشي في جنازة ولا أمشي في جوازه ..
ضحك وقال : ما شاء الله عليك حكيمة ..
غمزت له وقالت : أعجبك ..
وطالعت في الباب اللي اختفى من عنده وزفرت وهي تقول : الله يهديك يا هند ..
كانت تلاحظ بعض الإهمال من مرة أخوها لكنها ما توقعته حتى في البيت , توقعته هنا بس لأنها تكون في بيت أهلها أكثر الفترة اللي يجون فيها من السفر بحكم إنها مشتاقة لهم بسبب غيابها الطويل ..
: Hiiiiiiiiiiiiiiiiiiiiii..
لفت عليها سحر وقالت بتريقة : وعليكم الهايات ..
وكملت بضيق : ماعندنا تحية تحين فيها ست سلافه ..
قالت سلافه : السلام عليكم ..
ردت عليها سحر السلام وهي تغسل الكاسة وتحطها على المجلى , قالت سلافه وهي تفك دولاب التخزين الطويل : يووو ما في مارشيملو ..
قطبت سحر حواجبها وسألت : إيييييييش ؟؟ واش هذا ؟؟
قالت وهي تحرك أصابيعها تحاول تشرح : المارشيملو , هذا الحلاوة اللي تجيك ملونه بألوان فاتحه على شكل دوائر زي زي , اش اسمه هذا اللي يغسلون به الصحون ..
زفرت سحر وقالت : اسفنج ..
صفقت بيدها بحماس وقالت وهي تأشر عليها : هو هذا المارشيملو , الحلاوة اللي شبه الإسفنج ..
طالعت فيها سحر بطفش وقالت : هذا الشرح كلللللللللللله والاسم المعقد على حلاوة اسفنج , صدق أهل العقول في راحة ..
طالعت فيها سلافة للحظة قالت بعدها وهي تلف على الدولاب : الحق علي اللي أحاول أشرح لك ..
دخل ماهر بوجه مقطب وهو يقول : سحر أبغاك في ...
وسكت لمن شاف سلافة , لفت سلافة وطالعت فيه من فوق لتحت وزفرت وهي تقول بصوتها النحيف : سوري , لا تستناني أطلع , إذا تبغاها خذها , أفففففف ..
ولفت على الدولاب , ابتسمت سحر وتقدمت له وهي تقول : خير ..
قطب حواجبه وسحبها برا المطبخ وهو يهمس : أبويه مصر يتدخل هالمرة وأخاف تصير مشاكل مع عمي ..
قالت بهمس : طيب خلاص انهي الموضوع بنفسك قبل ما يتطور و ..
قاطعها بحدة : أنا مابيني وبين ذيك الزفت أي تفاهم ..
رفعت حواجبها باستنكار لكنها التزمت الصمت , زفر وهمس : شوفي هو بداية الموضوع كان ...
~ ياربيييييييييييي أنا ليه الكل يشكي لي ؟؟ توني خارجة من هم خالد ~ استمعت له وعيونها تتسع أكثر وأكثر من شدة الصدمة وأخيرا وبعد نصف الساعة من الوقوف قالت بهدوء : أتكلم مع أريج قبل ما أحكم ..
قال باستنكار : يعني منتي مصدقة كلامي ..
قالت بهدوء وهي تتذكر خالد : ما أقدر أحكم من سماع طرف واحد , مادام كلمتني في الموضوع استنى إلين أتكلم مع أريج وأحل الموضوع ..
وابتسمت بتشجيع وهي تقول : إن شاء الله خير ..
زفر وتحرك لغرفته , طالعت فيه بحسرة وهي تقول : ياربيييييييي استر ..
: سحر ..
لفت بصدمة وقالت بحدة : خييييييييييييييييييييييير , لا تقول عندك شي انت الثاني ...
ضحك سامر على رد فعلها وقال وهو يرفع أكياس العشا : العشا ..
ضحكت وقالت : سامحني , كنت مشحونة شوي ..
وسحبت منه الأكياس , حك حاجبه وقال : طيب ممكن أكلمك على بال ما ..
لفت وطالعت فيه بصدمة وهي تقول : لااااا عاااااد , ترا الموضوع تجاوز المعقول , خالد و ماهر ودحين إنت , اش عندكم ؟؟ متفقين علي !!
ضحك وقال بمزح : محد قالك تكونين حكيمة وكتومة , تستاهلين ..
قالت باعتراض وهي تحط الأكياس على الطاولة : عندكم خلود , ماشاء الله عليها , العقل كله ..
قال وهو يسحب كرسي ويجلس : خلود بعيدة , وصعب نتكلم في التلفون , مو زيك إنتي متوفرة قدامنا والزين كله فيك ..
هزت راسها وهي تخرج الأشياء وتقول : إيوه , إيوه , اشتروني بكم كلمة لكن ما أقول غير ..
وتنهدت وهي ترفع يدينها وهي تقول : حسبي الله على اللي ما يتسمى , حسبي الله عليك ..
قطب حواجبه وسأل : مين ؟؟
قالت : في غيره , سيد سين اللي ماشرف إلى الآآآآآآن , أمووووت وأعرف اش اللي مأخره ..
: سيد سين ..
قالها ماهر بحيرة وهو واقف عند باب المطبخ اللي رجع له لمن سمع صوت توأمه , قالت وهي تكتب حرف السين في الهوا : س في الرياضيات ..
ولمن شافتهم متنحين قالت : دلالة على المجهول ..
ولمن استمروا في عدم فهمهم زفرت وقالت : قصدي عريس الغفلة ..
ضحك سامر وقال : حللللللللللوة س , تسمية جديدة COOOOOL ..
وشاركه ماهر الضحك وهو يقول بتريقة : في اللفة , في اللفة , شفته بعيوني راكب حصان أبيض ..
قالت بتريقة وهي تعقد يدينها قدام صدرها : أي لفة هذي ؟؟ هذا قاعد يدور في دوار مو لفة , والله لو إنه في ألاسكا كان وصل من زمان , صدقني هذا راكب سلحفاة و حولاء كمان عشان كذا مضيع دربه ..
قهقه سامر ورجع راسه على ورى وهو يتخيل السلحفاة الحولاء , وقال ماهر من وسط ضحكه : الله يقطع شرك يا بنت , قطعتي ولد الناس وهو ما جا ..
ابتسمت لضحكهم ورجعت ضحكت معاهم وهي تقول : هذا الرجال يطلع أسوأ ما فيني , والله إني حزنانة عليه ..
مسك سامر ضحكه وهو يقول بتريقة : قصدك مين ؟؟
قال ماهر بزفرة : السيد س ..
وانفجروا بالضحك مرة ثانية , مسكت الكيس الفاضي وكورته ورمته على وجه سامر وهي تقول بضحكة : خلااااااص ..
وضربت ماهر على كتفه وهي تقول : بسكم , ما حسبتم بالكلمة ..
دخلت سلافة وقالت : وااااااو جا الأكل At laaaaaast , شميت ريحته من بعيد ..
وسحبت كرسي وجلست عليه وهي تقول : ماهر نادي بابي ومامي ..
قال وهو يحمحم ويجلس : خليه هو يناديهم أنا أكبر منه ..
لف عليه سامر باستنكار و سأل بعفوية وهو رافع حواجبه : قصدك مين ؟؟
لف عليه ماهر وقال بتريقة : السيد س ..
وحرك حواجبه ورجعوا يضحكون , زفرت سحر وقالت : ياربي على البزران اللي عايشة معاهم ..
وخرجت تنادي أمها وأبوها وخالد للعشا وسلافة متحمسة تسألهم عن هذا السين ..



*****************************



صباح السبت 6 / 10 / 1427 هـ :
في المدرسة :


: يا مدمــــــــــــــن ..
توقف سامر عن المشي والتفت لا شعوريا لمن سمع الصرخة المدوية , اصطدم بصره بنظرات الطلبة المتوزعين في الشارع واللي ما دخلوا أسوار المدرسة , كان البعض ملتفت نحو الصوت والبعض الآخر يطالع فيه بابتسامة غريبة , عرف إنه أحد المبتسمين هو صاحب الصوت , رماهم بنظرة باردة وتحرك لداخل المدرسة , وقفه أحد الطلبة وهو يقول : كل سنة وإنت طيب يا أستاذ ..
ابتسم سامر وقال : وإنت طيب , كيف كانت إجازتكم ؟؟
وطالع لبقية الشباب اللي بدأوا يتأففون وهم يقولون إنهم مالهم نفس للدراسة بعد هالإنقطاع , ذابت ابتسامته لمن سمع واحد يقول من وراه : أنا نفسي أعرف الوزارة كيف سامحه لمدمن إنه يدرس ..
التفتوا طلبته وطالعوا للي خلفه , تجاهل الصوت تماما وقال لواحد من طلبته المتميزين : قرأت القصص اللي أعطيتك إياها ..
هز راسه بحماس وهو يقول : أخذت مني وقت طويل لكني استفدت منها كثير يا أستاذ ..
قال : مافي زي القراءة و متابعة البر امج الإنجليزية بترجمة إنجليزية , تقوي اللغة كثير ..
: مسوي فيها فهيييييييييم ..
: لو فهيم ماكان يضرب نفسه هروين ..
ذكر نفسه إنه أستاذ ولازم يكون أعقل فتجاهله للمرة الثانية وهو يسأل البقية بهدوء : والبقية قريتم ولا لا ..
محد جوابه فحس بتوتر يزيد , قبض على ملفه بقوة ..
: ماتبغى تحكينا عن إدمانك يا ... أستااااااذ ..
وقبل ما يلتفت إندفع أضخم طلابه من يمينه وهو يصرخ : إلزم حدودك يا لحيواااااااااان ..
التفت بسرعة وصرخ : بدر لاااااااااااا ..
لكن بدر تجاهل صرخته وهو يضرب أنحف الموجودين بقبضة يمناه واللي ميزه سامر لأنه واحد من طلبته في الصف الثالث , اندفع النحيف من قوة الضربة وطاح على الأرض , تفل الدم اللي في فمه وقال وهو يقوم : يا #### إنت وأستاذك أبو المخدرا ...
وقبل ما يخلص كلمته كان بدر فوقه ينهال عليه بالضرب , رمى سامر ملفه واندفع يسحب بدر وهو يقول بحزم : بدر سيبه ..
تفلت منه بدر وهو يرفس الولد , وقبل ما يتحرك سامر اندفع أصحابه يدافعون عنه وينهالون على بدر بالضرب , صرخ : خلااااااااااااااااص ..
وبدأ يفرق بينهم هو و أستاذ التربية البدنية اللي اندفع لمن شاف المضاربة لكنهم كانوا أكثر , شهق سامر لمن شاف طلبته من الصف الأول يندفعون ويساعدون بدر , ثواني وخرج المدير من المدرسة وهو ماسك خيزرانته ووراه الحارس اللي راح يناديه , لكن الطلبة كانوا في حالة فوضى ..
: بــــــــــــس ..
صرخة المرشد يوسف اللي وصل توه خلت الكل يجمد في مكانه , قال المدير بعصبية : كلكم للساحة بسرعة ..
ولف على سامر وقال : سامر , خليل , إلحقوني ..
انتبه سامر إنه شماغه وعقاله مهي على راسه وإنه أزراره العلوية مختفية , مسد شعره وهو يسحب أنفاسه , انمد الملف له فطالع في الطالب وقال وهو يتناوله منه : شكرا ..
وتقدم له طالب ثاني وهو ماسك شماغه وعقاله , شكره وهو يتناولها و طالع في الأرض عل وعسى يلقى طاقيته الجديده من بين الطواقي المرماه على الأرض واللي بدأ الحارس يجمعها ..
: سامر ..
تحرك لمن سمع مناداة المدير ودخل للمدرسة وهو يدعي من قلبه إن الله يستر وتعدي المشكلة من دون شوشرة , كان واثق إنه مجمع الأمل اللي كان فيه يضمن له السرية التامة أثناء العلاج , وفوق هالسرية هم يصدرون لكل المتعالجين تقارير طبية تبرر إنقطاعهم عن العمل وتوافق عليها الوزارات والدوائر الحكومية بلا تردد لدعم هالفئة عشان ماترجع للي كانت فيه , وكل المتعالجين كانوا يرجعون لأعمالهم تحت مراقبة صارمة من المجمع , يعني مستحيل إن الخبر يكون انتشر من المجمع أو المسؤول في الوزارة أو .. غمض عيونه بقوة وهو يقول بداخله ~ آآآآآآخ , أنا كيف نسيت إنه معاذ ولد جارنا , أففففففففففف أكيد ماخذ الخبر من أبوه أو أمه , ياربييي كيف أواجه المدير والأساتذة , توني بدأت أتأقلم وأرتاح , توني اللي ثبت رجولي وكسبت احترام اللي حولي و .... سامر تذكر إن الحمد لله على كل حال , الحمد لله ~..
: صحيح الكلام اللي أسمعه من الطلاب يا أستاذ سامر ..
خرج من أفكاره وطالع في المدير اللي جلس خلف مكتبه وهو يقول ببرود : حضرتك كنت مدمن ..
الكلمة والنظرات المحتقرة أصابته في مقتل وهي تخرج ببرود من بين شفاه مديره اللي كان يطالع فيه باحترام ويشد على كتفه كل ماشاف اجتهاده في العمل في الفترة السابقة , قال بهدوء ومن دون تردد : إنت قلتها بنفسك , كنت , لكن دحين الحمد لله ..
تنهد المدير وهو يمسح وجهه والتفت سامر على أستاذ البدنية خليل اللي طالع فيه بذهول , ولف وجهه وتصنم لمن شاف نظرات المرشد المبتسم بلطف , حس بعزيمته تقوى فقال باعتراض : يا أستاذ هالموضوع قديم وصارله فوق السنتين و ...
ضرب المدير المكتب بكل قوته وقام وهو يقول بحدة : لو كان قبل عشر سنين , إحنا هنا تهمنا سمعة المدرسة , يعني لو الموضوع كان محصور بين المعلمين ماعندي مانع لكن إنه يعرف الطلبة إنه أستاذهم المبجل كان مدمن مخدراااااااااااات هذا شي ثاني ..
طالع فيه سامر بعتاب وهو يقول بهدوء : تقولها كإني كفرت ..
طالع فيه المدير بحدة فتابع بحزم : الحمد لله ربي تاب علي وانتهيت من هالمرحلة في حياتي وإنت بنفسك شاهد إني منضبط في دوامي وأأدي واجباتي على أكمل وجه و طلبتي ..
قال المدير يقاطعه : طلبتك اللي يشوفونك قدوتهم اش بيكون نظرتهم هاااا , أهلهم اش بيسوون لمن يدرون إنه أستاذ أولادهم مدمن مخدرات ..
قال سامر بحزم : كاااااان ..
زفر المدير وقال ببرود : لو سمحت وقع حضور وخروج , أنا معفيك اليوم إلين أشوف هالمسألة وأحلها مع الطلبة ..
وقبل ما يفتح فمه باعتراض قال يوسف وهو يأشر للباب بيد ويسحب سامر من ذراعه بيده الثانية : تفضل يا سامر ..
خرج سامر من مكتب المدير ولمن شاف نظرات خليل اللي هز راسه وراح زفر وقبض يدينه بقوة وهو يقول من بين أسنانه : لاحول ولا قوة إلا بالله , حسبي الله ونعم الوكيل ..
مسد يوسف على كتفه وقال : وقع زي ماقال المدير وأخرج خذ لك نفس , أوعدك أتصل عليك وأخبرك بالتفاصيل ..
هز سامر راسه وقال بحزم : ماني خارج لو على جثتي , مو بكيفه , لمن تقول الوزارة إطلع أطلع , بأجلس في مكتبي وما بأحضر الحصص إن كان هذا قصده , عن إذنك ..
وتحرك لمكتبه بعد ما وقع في سجل الحضور , أول ما دخل الغرفة حس بتكهرب الجو , طالع فيهم وقال بابتسامة هادئة : السلام عليكم ..
ردوا عليه السلام , حط ملفه على المكتب وتحرك بثبات وبدأ يسلم عليهم وهو يعايدهم , كان يشوف نظرات التساؤل في عيونهم لكنه تجاهلها وهو يرجع لمكتبه ويخرج دفتر التحضير وأوراقه ويبدأ يصنفها ~ لا يمكن أتراجع الآآآآآآن , مو بعد ماقطعت هالمشوار كله , إن شاء الله أبقى ثابت دايم يارب ~ , طالع في جواله اللي حطه على المكتب ورفعه بعد تردد عشان يتصل ...



****************************


في مدرسة أخرى :

: مايجوز تلقي الرشاوي ياست وسام ..
ضحكت وسام وقامت من مكتبها وهي تقول بترحاب : هلااااااا والله , كيفك أنغام ؟؟ بشريني عنك ..
وتبادلوا السلام وهم يهنون بالعيد , أشرت أنغام على باقات الورد وكيسين صغار محطوطة على المكتب وقالت : أنا مدرستهم بنات الإيه ولاعمرهم أهدوني ..
ضحكت وسام وقالت : إنت لو تلقيتي ورد وهدايا تعتبر رشوة لأنه بيدك درجات لكن أنا ماعندي ولا درجة ممكن أمنحها لهم ..
جلست أنغام وقالت : وريني هدايا بنات المتوسط ..
سحبتها وسام ودخلتها درجها وقالت : روحي لحصصك مالك دخل في هداياي ..
ضحكت وقالت : فكـــه ماعندي لا حصة أولى ولا ثانية ..
وزفرت وكملت وهي تتمطى بكسل : يازين اليوم اللي مافيه أولى أو سابعة , ولا إحتياط يااااااااااااي , يكمل اليوم ..
ضحكت وسام وقالت وهي تجلس : هموم المعلمات ..
لفت أنغام وقالت : مابتسأليني عن زوجي ..
هزت وسام أكتافها وقالت بهدوء: إذا تبغين تتكلمين قولي وأنا بأسمع ..
ابتسمت وقالت : قال بصريح العبارة إنه يبغاني أخلع لكني صدمته لمن حلفت إني ما أطلب الخلع لو ذبحني , يبغى الفكة يطلق ويطلع حافي منتف زي ماجاني حافي منتف ..
وزفرت وقالت : أصلا هو مو وجه نعمة , زين اللي سيارته اللي اشتريتها له مسجلة باسمي ...
قالت وسام بابتسامة : صراحة حركة ذكية منك ..
زفرت وهمست بتعب : عايشة معاه صورة , ماني قادرة أكلم أخواني أو أشتكي لهم , أنا اللي أصريت عليه لمن تقدم ووافقت رغم اعتراضاتهم , وتهاوشت معاهم وقلتلهم إني بأتزوجه بسببهم وبسبب اللي يسونه فيني , دحين لو كلمتهم ولا قلت آآآه بيتشمتون فيني هم وحريمهم ..
لمن تذكرت وسام نجلاء اللي تعذبت مع فهد طويييييييييل وخبت هذا كله عشان مايلوم أبوها نفسه اللي أجبرها على الزواج من ولد أخوه مدت يدها وقبضت على يد أنغام وقالت : حبيبتي أنا ما ألومك لمن وافقتي , إنت كنت بتفتكين من إستغلال أبوك وأخوانك لراتبك ومن مراقبتهم لك على الطالعة والنازلة ومن حبسهم لك في البيت , لكن اللي ألومك فيه إنك بتخبين عنهم مد يده عليك , حبيبتي ترا مهما كان استغلالهم لك صدقيني ما بيرضون عليك المهانة ومن واحد غريب , والله مايرضون بها ..
دنقت وقالت وهي تهز راسها : إستحالة أكلمهم , أنا سويت اللي علي والباقي على الله ..
ولمن شافت نظرات وسام ضحكت وقالت : قصدي كلللللللللله على الله ..
ابتسمت لها وسام مشجعة ولمن تذكرت أمها اللي بلغتها إنها خبرت عبد الكريم وأنهت الموضوع زفرت وسألت بحيرة : أنغام لو خيروك بين واحد متزوج ولا واحد أصغر منك بست سنين مين تاخذين ؟؟
ولمن شافت نظرات أنغام وتذكرت إنه زوجها أصغر منها قالت بضحكة : أووووو نسيت ..
هزت أنغام راسها وقالت بزفرة : لا تقارنين الـ ### اللي عندي بباقي الرجال ..
شهقت وسام من سبتها لكنه ما علقت لأنها عارفه إنها ماقالتها إلا وهي واصلة حدها من زوجها , تابعت أنغام وهي تطالع فيها بجدية وهي تعقد يدينها فوق المكتب : شوفي هو بالمختصر المفيد ومن واقع معاشرة لأصناف الرجال خلال أربعين سنة أختصر لك الموضوع في جملة مفيدة , حاليا الرجال كلاب لابسين ثياب ..
شهقت وسام مرة ثانية وانفجرت بالضحك وهي تقول باستنكار : الله يقطع سواليفك اش هالكلااااام , اغتبتي كل الرجال بهالكلمة ..
قالت أنغام بجدية : من جدي أتكلم , ماعاد هم زي أول , ماعاد في رجال بالمعنى الحقيقي للرجل , صار همهم شكل الحرمة واتباعها للموضة , دلعها وغنجها , سهرات وشيشة وشباب ودشوش وأغاني و غيره كثيييييييير , هذا صار همهم , ولمن أقول هالكلام ما أبرئ الحريم , حتى الحريم ماعاد هم زي أول , ماعاد يهمهم إلا الجري ورا الموضة وتسوي قصة فلانة و تقلد المغنية العلانه و تفصل فستان المصمم الفلاني و تحب الممثل العلاني و معظم اللي تتبعهم نصارى ولا هندوس ولا مالهم ديانة ..
وزفرت لمن شافت نظرات وسام وقالت : بالمختصر الدنيا ماعاد هي زي أول , الوحده تختار الرجال الطيب وتحاول تصبر على غثاه إلين تجيب لها كم ولد تربيهم على الدين عشان يرفعون شأن هالأمة النايمة وتموت وبسسسسسس ..
ابتسمت وسام وقالت : برضك ماجاوبتيني , لو الاثنين طيبييييييييين , تختارين مين ؟؟
سكتت للحظات قالت بعدها : تستخير وتختار , لأنه صراحة صعب الإختيار بينهم , أمرين كلاهما مر ..
طالعت فيها وسام وسألت بهمس : إذا مافيها فضول , ممكن أعرف هل مشاكل مع زوجك بسبب السن !!
ابتسمت أنغام وقالت وهي تطالع في مناكيرها الوردي : شوفي هو مو السبب الرئيس بالضبط , قصدي إنه كمان كان في فارق إجتماعي بيننا , بالإضافة لإختلاف القبيلة و الأهم من هذا كله إنه كان داخل على طمع من بداية الموضوع وأنا كنت عارفه هالشي لكني حبيت أجرب حظي يمكن أقدر أخليه يحبني لذاتي , بداية حياتنا في الثلاث سنين الأولى قدرت أجاريه لأني كنت أحبه ومتحمسه إني أخليه يبادلني هالحب لكن السنتين الأخيرة ببروده ومعاملته خلتني أحس بالعجز والكبر , وهنا انتبهت إنه فرق العمر بيننا كان هائل , عقد بيني وبينه وصدقيني لو كان أكبر بخمس سنين وداخل على الزواج بقصد ثاني غير الطمع كان فرق في حياتنا كثير وماكنا حنوصل لهالطريق المسدود , قصدي أنا دحين أربعين وهو في الثلاثين أوج شبابه , ماعاد أنا قادرة أجاريه ..
ولفت عليها وطالعت فيها بألم وهي تقول : لكن والله لو حبني بصدق كان رفع نفسه كم سنه لفوق وكان ممكن لحظتها إني أقلص بعض من هالسنين زي ما كنت أسوي أول أيام زواجنا ولحظتها كنا حنتلاقى في نقطة معينة , فرق السن مو المشكلة , المشكلة في الشخصين المتزوجين , شوفي الرسول تزوج خديجة وفرق 25 سنة بينهم وهي غنية وهو راعي لكنهم كانوا أسعد زوجين ..
وزفرت زفرة حرقة , صلت وسام على النبي ومدت يدها مرة ثانية وقبضتها على كف أنغام وهي تهمس : صدقيني يا أنغام الله إذا أحب عبدا ابتلاه , المؤمن يؤجر على الشوكة اللي يشاكها فكيف بأمر عظيم زي مصيبتك , بعدين تذكري إنه عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ..
رفعت أنغام راسها وطالعت فيها بامتنان قبل ما تقول بحزم : بس برضو الصغير أحسن من المتزوج , على الأقل الصغير تشوفين معاه كم يوم حلو لكن المتزوج بيظل طووووووول عمره مقسوم بالنص بينك وبين حرمته , يعني بتتزوجين نص رجال ..
ضحكت وسام و قالت : مشكورة على النصيحة ..
قامت أنغام وقالت بتريقة : وتذكري الجملة اللي قلتها لك ..
قهقهت وسام وقالت : روحي ياشيخة , ما أقول غير الله يهدينا ويهديك ...




******************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
R-thar
خمس نجوم
خمس نجوم
R-thar


مسآهمـآتــيً $ : : 797
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 48512
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 17
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/01/2012

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة   رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty30/1/2012, 9:30 pm

في جامعة الملك عبد العزيز في جدة :

: عنيدو دحين إنت متصلة علي مع هالصباح وأنا في الجامعة عشان تستجوبيني عن عهود ..
: ريمان تكفيييييييييييييين أبغى أعرف اش صار من بعد ما دخل عليها عبد الـ ...
وشهقت وهي تسأل : إلا تعاااااااااااااااااااالي إنت في الجامعة اليوم ليييييييييه ؟؟ خبري بكم ماتداومون مع البزران ..
ضحكت وقالت : لا عندي أشياء ضرورية لازم أسويها , بعدين عندنا إمتحان بسيط أصرت الأستاذه إننا نختبره اليوم ..
وكملت : وبالنسبة لعهود , ما أدري اش صار بينهم لكنه خرج وهو ساكت ما كان في شي مقروء على معالم وجهه , توقعته يخرج وهو مبهذلها بعد المقلب اللي سوته فيه عشان تخطب له صحبتها , أما عهود كانت معصبة لآخر درجة , تخيلي طردتني من الغرفة مع كم سبة وجلست في الصالة إلين هديت وخرجت دخلت بعدها للغرفة ..
بدأت العنود تهزئها وهي تعطيها دروس في عدم الاستماع لأوامر عهود الغير معقولة خاصة وإن الغرفة حق مشترك بينهم , فكرت ريم في مصايب أختها اللي مهي قادرة تمنعها منها ولا هي قادرة تعلم أحد عليها و زفرت وهي تقول : خليها على الله يا بنت , إلا إنت ليش كنت معصبة من عهود , معقول هذا كله عشان حاولت تخطب له صحبتها , ترى عهود ما تدري إنه سفانة تحب عبـ ...
وسكتت , كانت هذي أول مرة تتكلم فيها عن سفانة وعبدالإله من ذاك اليوم اللي قرأت فيه الرسالة وتلقت فيه أول صفعة من العنود في حياتها , وصلها صوت العنود المرح يقول : اش فيك سكتي ؟؟ لايكون تذكرتي هبالتنا ذاك اليوم , تراه في قلبي إلى الآن , والله آآآآآآآآآآآسفة يا ريمو ..
ضحكت ريم وقالت بهدوء : عادي يابنت , مابيننا هالأشياء ..
وسكتت وكملت : ماقلتيلي اش السبب ؟؟
وصلتها زفرة العنود قبل ما تقول : هو هالسبب ماغيره , يعني عاجبتك هالجي جي اللي تبغى تخطبها لعبوووووود , لا يا عيوني , يكون في علمك كنت مستعدة أكلم عبود بنفسي وأقوله عن حقيقة هالبنت ...
~ عنود مهمها كان عهود أخت ريم الكبيرة ومو حلو إن الصغيرة تشوف قدوتها وتسمع عنها كلام مو زين , خليك ساكتة ولا تنبهينها ~ وتداركت كلامها عشان ماتدري ريم عن سوالف أختها وتشك فيها وقالت : قصدي من شكلها ذاك اليوم في الزواج ولبسها تعرفين طينتها ..
~ آآآآآآآآآآآآآه يا عنود ماتدرين عن عهود وسواليفها , ياربي اش أسويييييييييي ~ قالت تسألها عشان تضيع الموضوع : اش مصحيك في هالوقت ؟؟ لا تقولين مانمت إلى الآن يا العاطلة ...
وصلتها ضحكت العنود وهي تقول : إي والله ما نمت إلى الآن عشان كنت أفكر في أمور الرعية , بعدين رزوق طلب مني أصحيه للفجر وخفت أنام عنه ..
وضحكت وهي تكمل : وياليتني فدته , الغبية موقته على أذان جدة ونسيت إنه في المنامة يختلف التوقيت , يسبقوننا بأقل من ساعة تقريبا ..
ابتسمت ريم لمن سمعت اسمه وقالت : كيف حاله دحين ؟؟ ومتى سافر ؟؟
: إمبااااااااارح سافر , والحمد لله إن شاء الله إنه أحسن , يعني صار يضحك ويفرفش شويه لكنه مازااااااااال صامت وسارح معظم الوقت ...
قالت ريم : الله يوفقه ..
وكملت لمن شافت صحباتها يلوحون لها : عنودي , صحباتي ينادون , عن إذنك ..
: مع السلامة ..
: مع السلامة ..
قفلت ريم جوالها وتبعت صحباتها وهي تفكر بآخر مرة شافته فيها , كان مرعب وإلى الآن ينتفض قلبها كل ما تذكرت منظره ذاك لكنها في نفس الوقت تحمد ربها إنه فاق من غفلته وتدعي له بالثبات , وهي ماشية من عند أحد المباني شافت بنت حاضنة صديقتها حضن مو طبيعي , نسيت نفسها وهي تطالع فيهم بحيرة ولمن شافت وحده منهم ترفع راسها لصحبتها وهي ... شهقت ولفت وجهها وهي تقول : أعوووووذ بالله , لاحول ولا قوة إلا بالله , يارب ترحمنا , يارب لا تسخطنا ...
ضحكوا صحباتها عليها وقالت وحده منهم بصوت عالي وهي تطالع فيهم بلا تردد : من وجدتموه يعمل عمل قوم لووووووط فاقتلوا الفاعل والمفعول به , اتقواااا الله ..
ولمن تحركوا البنتين ووحده فيهم تسحب الثانية اللي طالعت فيهم بحدة قالت : وين مارحتم ربي شايفكم ..
سحبوها صحباتها وريم تقول : فطوووووووم يالخبلــــه ناسية حكاية بنت الأحياء اللي ..
وحركت بيدها حركة مبهة وهي تقول : فاكرتها اللي استفردوا بها في الحمام ..
قالت فاطمة بحدة وهي ماهمها في أحد : الخوف من الله يا حبيبتي , والله ما أخاف من بشر , كنتم خير أمــــة للناس , ليييييييش ياهوانم ؟؟ تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر , بعدين شوفيهم كيف اختفوا من قدامنا , والله صاحب المعصية ذلييييييييييل , حتى لو جاتك تصارخ وتنافخ و تشوح بعيونها بتخويف بتظل ذليلة , ارفعي عليها الصوت شويه واثبتي تشرد من قدامك ..
وزفرت وقالت بقهر : اش خلاهم يتمادون ويسوون فعلتهم الشنيييييعة قدام الله وخلقه إلا السكووووت , دحين تلقينهم راحوا يدورون مدس ولا حمام وهذا مقامهم أصلا ..
وتحركت بعصبية وهي تقول : وتبغون مطر ورحمة من رب العالمين , الله يغفر لنا ..
لفوا البقية على بعض وهم يحطون أياديهم على موضع قلوبهم , قالت وحدة فيهم : والله بنروح فيها مرة من المرات من فطوم هذي , لو راحت وكلمتهم بهدوء كان ممكن يتعظون ..
هزت والثانية راسها وهي تقول : يا الناااايمة راحت لهم وكلمتهم كذا مرة لكنهم ما يتعظون ..
ضحكت ريم وقالت بحماس : بس تصدقون , عجبتني فطوم , شكلهم وهم مرتبكين كذا بعد ماكانوا زي الملوك نافخين ريشهم ورااااايحين فيها وهم يعلنون للكل عن حبهم بلا خوف يجنن , حمستني ودي أدور عليهم وأقولهم زي ماقالت ..
وقطبت حواجبها وقالت : هي اش قالت بالضبط ..
قالت أهدأهم : هذا حديث يالجاهلات , حديث عن الرسول يقول من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به , يعنيييييييي سواء كان رجال ورجال ولا حرمة وحرمة , وترى حتى البهيمة لو فعل بها يقتل اللي فعل وتقتل البهيمة ..
شهقوا وسألت ريم : لييييييييه , البهيمة اش سوت ؟؟
قالت وهي تلحق بفاطمة : لأنه كره أكلها بعد ما انفعل بها العمل من شدة قباحته ..
مشوا معاها وهم يستغفرون , لفت عليهم وقالت : وتصدقون إنه اللي تعمل هالعمل ملعونه , يلعنها الله من فوق سبع سموات ..
قالت ريم وهي تحط يدها على قلبها وهي تتذكر عهود وجيهان اللي دخلت عليهم مرة وهم في وضع مريب : يارب رحمتك , يارب عفوك وسترك ..
وحست بقلبها يتفطر بداخلها وبكل خليه من خلاياها تئن بألم من وقع اللي سمعته , من كثر ماصارت تشوف هالمناظر تساهلت الأمر بالرغم عنها , سنتين في الجامعة كانت كفيلة إنها تعودها على المناظر وتصير كإنها شي عادي , جلست تستغفر وتستغفر وهي تتمنى لو عندها قوة فاطمة عشان توقف عهود عند حدها أو يكون عندها حلم أزهار وتفكيرها الصائب عشان تقدر تواجه أختها بالعقل أو جرأة العنود وتهورها , على الأقل كان ممكن تسوي شي يبعد عنها ألم الصمت اللي يذبحها ويحسسها بالذنب ...



****************************


بعد نهاية الدوام في الرياض :

خرج من غرفة المدرسين اللي ظل حبيسها طوال النهار وراح لغرفة المراقب اللي رماه بنظرة غريبة قبل ما يرجع يطالع في الأوراق اللي قدامه , مسك القلم ووقع الخروج وتحرك , كان زيه زي الجدر اللي وراه طوال اليوم , ماكان أحد يكلمه ولا حاول هو يكلم أحد , لمن سمع أصوات الشباب المختلطة في الساحة , سحب نفس وخرج من المبنى , ثلاث خطوات خطاها في الساحة ساد بدأت بعده الأصوات تتخافت شيء فشيء , حس بإختناقه يزيد مع تراخي الأصوات اللي همدت تماما لعدة ثواني قبل ما ترجع الهمسات المتخافته , استمر في مشيه بثبات وهو يبتسم إذا جا بصره على أحد الطلبة مباشرة , ظهر جسم قدامه فتوقف عن المشي قبل مايتراجع خطوه عشان يميز الشخص , ابتسم وقال : كيف كان يومك يا بدر ؟؟
ابتسم بدر وقال بحماس وهو يأشر على عينه المضروبه والمحمر أسفلها : وناااااااااسة , فصلوني يومين ..
ضحك من قلبه وحس برغبة إنه يحضنه بامتنان لأنه أول شخص يخاطبه من بداية هالنهار , مين كان يتخيل إن أشقى ولد في الصف الأول و أكثرهم احتقارا و كرها للأساتذة واللي الكل يشتكي منه يصير من أحسن طلبته , حط كفه على كتف بدر وشد عليها بقوة وهو يقول بعتاب : تراني ضحكت على وناسة , و المفروض ما تفرح بالفصل يا بدر , تراني فرحان بمستواك الحالي وما أبغى أي شي يأثر عليه ..
قال بدر بحماس وهو يضربه تحيه عسكريه : as you wish, I do my best ...
طالع فيه سامر بفخر وقال : I will لأنك تتحدث عن مستقبل ..
هز راسه وقال بابتسامة : I will remember ..
شد على كتفه أكثر وهو يقول : إن شاء الله ..
وربت عليه وتحرك وهو يودعه , وتفاجأ ببعض طلبته يودعونه بحماس , ودعهم ودخل سيارته وهو متجاهل تماما قزازها الخلفي المكسور , أول ما تحرك طالع في الطريق بصمت , وقف عند أول إشارة وتلفت يمينه ويساره وصرخ بحماس : yeeeeeeeeeeeeeeeeeeeeees..
وحمحم وقال يكلم نفسه : قول الحمد لله , اش يس هذي , الحمد لله , الحمد لله ..
وقاوم مشاعر حسها تغرقه للحظة وهو يسترجع كلام بدر اللي حاول يثبت له إنه يعتبره أستاذه رغم كل شي , حس بالمشاعر تترجم لدموع غريبه , دموع بداخله في حين ظلت عيونه جافه , قبض على الدركسون وضغطه بقوة وهو يقول : الحمد لله , الحمد لله ..
ولمن أضاءت الإشارة الخضراء حرك السيارة وتوجه لحي بعيد عن حيهم , وقف سيارته عند العمارة وطلع وهو يقفز الدرجات درجتين درجتين , وقف عند بابها ودق الجرس , له فترة طويـــلة مازارها , لحظات مرت قبل ما ينفتح الباب وتستقبله ابتسامتها الرقيقة الهادئة , ابتسم وقال : السلاااااام عليكم ..
وسلم عليها وهو يقول : هلااااااااا خلودي , شخبارك يالقاطعة ؟؟
ضحكت وقالت وهي تأشر له يدخل : أنا القاطعه ولا إنتم اللي خونتم فينا وقلتم بتخيمون فجأة ..
سألها وهو يجلس على الكنبه : جيتي عندنا ذاك اليوم ؟؟
قالت : إيوه جيتكم , بالقوة أقنعت ولد عمتك وخليته يجيبني طلعتم في البر البريرة مع الشباب ..
وابتسمت وسألت : المهم , بشرني عن يومك ..
زفر وقال : الحمد لله ..
قالت وهي تقرب منه صينية القهوة اللي مجهزتها وحاطة فيها صحن بسبوسة وكنافة : واش سويت مع ولد محمد الـ ..
قال بطفش وهو يتناول منها الفنجان اللي صبته : لا تجيبين سيرته , الله يقطعها من ساعة اللي تعرفت فيها على هالجار , مايقدر يصك حلقه ويحفظ أسرار ..
ابتسمت وقالت بعتاب : مايجوز هالكلام , إنت تسب الوقت والوقت هو الله ..
استغفر وابتسم وقال وهو يحرك سبابته : ما نقول الوقت هو الله , الوقت والزمن كله بتقدير من الله هو اللي يجريهم , الله هو الدهر زي ماجاء في الحديث ..
ضحكت و قالت : كنت أحاول أشرح وأقرب المعنى , فعلا الأفضل ما نقول هالكلام ..
هز راسه وقال : كثير يقعون فيه , الله يغفر لنا ..
قالت وهي تطالع فيه بحنان : سمور حبيبي عادي اللي صار كان متوقع أقصد منتظر , يعني مو كل شي ممكن إنه يتخبأ خاصة إنه أبوي سوى نقلك لمدرسة قريبة داخل الرياض , بعدين قول الحمد جلست فترة طويلة رسخت فيها رجولك قبل ما ينكشف المخبأ صح ولا لا ..
ابتسم وقال بصدق : والله أنا مو متأثر من هالسالفة , صح في البداية خفت واكتأبت وحسيت إنه كل شي بينهار لكن لمن جلست أفكر وأتذكر كل اللي مريت به أقول الحمد لله على كل حال , يعني أنا فعلا إنسان سعيد ...
وزاد اتساع ابتسامته وهو يقول : سعييييييييد لدرجة ما تتخيلينها , لقيت فرصة لأقدم فيها اشيااااااء كثيرة , أول دلائلها وأنا خارج قابلني واحد من طلابي اللي قلت لك إنه متضارب مع ولد محمد عشاني , كلمني كم كلمة بالإنجليزي وودعني وهو مبتسم , حسيت لحظتها إني ملكت الكون , حسيت وقتها إني أستاذه اللي استفاد منه فـ شي ..
قالت بتأثر : الله يسعده يارب ويوفقه ..
زفر وقال : لا يمكن أنساه , صدقيني بيظل بصمة في تاريخي كمدرس , ولو يدري كيف كان أثر كلماته وابتسامته بداخلي ....
وهز راسه وهمس : حسيت بثقتي تكبر أكثر وأكثر بفضل الله أولا وأخيرا ..
لجظة صمت سادت قبل ما يرفع راسه ويطالع حولينه , الشقة الواسعة الخالية من الأصوات دعاها بداخله إن الله يرزقها الولد الصالح اللي يملأ لها البيت وهو يسأل : ومتى يرجع النسيب ؟؟
ضحكت وقالت : يووووووووو عد الساعات وإغلط , مايجي إلا حول خمسة ..
وقامت وهي تقول : تعال أغرف لك الغدا ..
حاول يتملص منها وهو يقول لها إنه أمه وسحر بيزعلون ليش ما خبرهم لكنها جلسته عند السفرة اللي فرشتها ودقت على بيتهم وهي تجهز الصحون , أنهت مكالمتها وقالت وهي تحط صحن الرز : يااااااا ويلك وسواااااااااد ليلك من سحر , تقول ذابحتك لا رجعت ذابحتك لأنها من زمان ودها تجيني ..
فكر في سحر للحظات وقال : الله يسعدها هالبنت , تصدقين أمس كنت بأكلمها في موضوع مهم ولمن قاطعنا ماهر قلت خيرة لأني بعد مافكرت في الموضوع أكثر وجدت إنه من الأفضل إني أسألك إنت هالسؤال ..
طالعت فيه وهي تجلس عند السفرة جنبه وهي تقرب له الملعقة , تابع وقال : بحكم إنك مجربة يعني ..
طالعت فيه بحيرة وطالع فيها بصمت قطعه وهو يسألها : برأيك أتقدم لوسام رغم فارق العمر ؟؟
اتسعت عيونها وهي تطالع فيه بصدمة وهي تهتف : وساااااااام !!!!!...


****************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
R-thar
خمس نجوم
خمس نجوم
R-thar


مسآهمـآتــيً $ : : 797
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 48512
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 17
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/01/2012

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة   رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty30/1/2012, 9:31 pm

يوم الثلاثاء 9 / 10 / 1427هـ :
صباحا في الرياض :
زفرت وهي تطالع في الطالبة الجالسة أمامها والتزمت الصمت وهي تحدق فيها , رفعت الطالبة عيونها لها ورجعت رختها وبعد فترة رفعتها ورجعت رختها , وبعد هالصمت الطويل همست : أبله وسام والله الـ ..
قالت وسام بحزم : لا تحلفين باسم الله كذب ..
سكتت البنت بعدين قالت وهي تفرك يدينها : قصدي أنا كتبت هالرسالة بس , قصدي , بريئة ما كنت أقصد فيها شي ..
حطت وسام يدها على الورقة المفرودة قدامها وزحفتها إلى عندها وهي تقول بهدوء : طيب ممكن تقرئينها لي بصوت عالي يا جنى ..
طالعت جنى في الورقة قبل ما تتساكب الدموع من عيونها وهي تمسكها بيد مرتجفه , طالعت في وسام باستعطاف لكنها واجهتها بنظرات ثابته بلا مشاعر واضحة , طالعت في الورقة وهمست : حبـ .. حبيبتي ملاك .. أنا أحب شعرك الـ ...
وسكتت ودموعها تزيد , قالت وسام بهدوء : كملي ..
هزت راسها بلا وهي تغطي وجهها بيدينها , تجعدت الرسالة المحشورة في قبضتها , قامت وسام وتحركت لخلف مكتبها وجلست على الكرسي المقابل لجنى وقالت وهي تحط يدها على ركبتها : جنى لو الرسالة بريئة كان ما خجلت من قراءتها بصوت عالي صح ..
زاد بكاها فقالت وهي تبعد يدينها عن وجهها : طالعي فيني ..
طالعت فيها جنى فابتسمت لها بحنان وقالت : جنى أنا اش كنت أقولك ..
همست من بين دموعها : إبعدي عن ملاك وشلتها ..
هزت راسها وقالت بحنان : حبيبتي أناعارفه إنه ماما حاولت تنقلك ودايم تفتشك لمن ترجعين من المدرسة لكن لا تلومينها , أنا لو شفت مع بنتي كتاب زي اللي لقيته أمك مدسوس بين كتبك كنت بأراقبها ..
وحطت يدها على خدودها تمسح دموعها وهي تقول : شوفي كيف صار وجهك من البكى ؟؟
وضحكت وقالت وهي تناولها منديل : عيونك صارت زي عيون الباندا , لو شافتك أبله أماني بتسوي لك تعهد عشان الكحل اللي حاطته ..
مسحت عيونها وهي تشهق وتقول : كل شي منعتونا منه , إحنا بنات , لا سلاسل لا كحل لا مرطب لا عطر , حتى المرايات في الحمام مكسرة ..
قالت بتفهم : عانينا نفس المعاناة وصدقيني بأحاول أرفع للوزارة شكوى خصيص عشان المرايات , لكن المكياج مايحتاج في المدرسة لكل مقام مقال صح ولا لا , بعدين لاتلومينهم على منع العطر لأن البنات بهذلوهم يرشون العطر وقت الصرفة وتخرج الطالبة معطرة وهي ماهمها إنه البنت اللي يشم أحد الرجال ريحتها تعتبر زاينة ..
قالت ببرود : أمي تتعطر وهي خارجة ..
ابتسمت وقالت بهدوء : ومين قالك إن الأم ماتغلط , الأم بشر زيها زي باقي الناس , كلنا نغلط , لكن الحلو إن الإنسان لمن يعرف غلطه يحاول يتفاداه صح ..
سكتت للحظة قبل ما تقول : طيب يعجبني دلع ملاك ..
وسكتت على طول وهي تطالع في وسام بخوف وتردد , حافظت وسام على هدوءها وهي تهز راسها بمعنى كملي , كملت بتردد : تمشي وهي رافعة راسها , الكل يحبها ويستنى نظرة منها , والبنات حولينها يجرون لها ..
طالعت فيها بهدوء وسألتها : هذا اللي يعجبك فيها بس ؟؟
ترددت طويل قبل ماتقول : شعرها حلو يعجبني وحركاتها الناعمه وضحكتها وكلامها ..
وسكتت , كانت وسام تطالع فيها بهدوء وعقلها يدور بلا هواده , وأخيرا سألت بلطف : اش أكككككككثر شي يعجبك فيها ؟؟
قالت بلا تردد : حنانها , دايم تسأل عني لمن أغيب وتتصل علي في البيت وتسألني كيف حالي وتضحكني بهروجها وتعلمني على أشياء تشوفها أمي تفاهة وقلة أدب عشان كذا شالت عني التلفون لكن ملاك جابت لي تلفون ثاني دسيته في مكان ماتعرفه أمي ..
~ أهااااااااااااااااا , دحين فهمت ~ قامت و قالت : ماشاء الله عليها , الله يجزيها بالخير اللي تحب تطمن عليك , بس عارفه بما إنه أمك مهي راضية على مشيك مع ملاك و صديقاتها فإيش رأيك نبعد عنها شوية لو بمكالمات البيت على الأقل , إلين أتفاهم مع ماما وأفهمها إنكم صديقاااات ..
وضغطت على الكلمة عشان ترسخها في بالها وهي تكمل : إنت عارفه إنه رضى الله من رضى الوالدين ..
وابتسمت وكملت تنهي الموضوع : عارفه لمن قرأت رسالتك لاحظت إنك ماشاء الله عندك ألفاظ حلوة ومعبرة ..
طالعت فيها جنى بحيرة , قالت باقتراح : اش رأيك تشاركين في مسابقة أحسن تعبير اللي بتسويها المدرسة ؟؟ بعد أسبوعين نستلم التعابير ..
وقالت وهي توقفها و تمسح على شعرها : فكري ورديلي عشان أسجل اسمك في المسابقة , يلا عشان ماتفوتك الحصة ..
خرجت جنى وهي مبتسمة , زفرت وسام وجلست وهي تطالع في الورقة الساقطة على الأرض , رفعتها وطالعت فيها , وقع بصرها على (( ......... أحس بالدفء عندما أنظر لعينيك التي تسحرني برقتها , وأجمل لحظة عندما تلامس يدي يدك الناعمة الـ ...... )) زفرت ونزلت الرسالة وهي تستغفر وتقول : الله يسامحك يا أم جنى , هذا كله من إهمالك لو شبعتيها ماكان دورت في مكان ثاني , الله يسامحك ..
راحت وسحبت ملف جنى البنت المرحة المندفعة وهي تتذكر بكى الحرمة عندها وهي تترجاها تساعدها على السيطرة على بنتها اللي بدأت تتفلت من بين يدينها خاصة بعد طلاق أبوها وغيابه عن البيت , حطت الملف على المكتب ورفعت السماعة بتدق الرقم , تصنمت لمن شافت الاسم , انسلت السماعة من بين يدينها وضربت في سطح المكتب , رفعت الملف وهي تقبض عليه بقوة , صرخت بداخلها ~ لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ااااااااااا ~ وخرجت بسرعة وهي مهي مهتمة بطول الكعب اللي لابسته , كانت تهرول في خطواتها وهي تطلع الدرج تروح للمبنى الأول حيث صفوف ثالث متوسط , قالت سامية : وسام اش ...
وسكتت لمن تعدت من عندها وسام اللي ما سمعتها وهي تطلع الدور الثاني قبل ما تجري في الممر , تعلقت عيونها بالصف الثالث / ب , وقفت عند الباب المغلق وهي تلهث بسرعة وتمسد شعرها اللي تناثر على أكتافها بفوضوية , تمالكت أنفاسها ودقت الباب ولمن فتحته قالت لأبلة الرياضيات : ممكن جنى شوية يا أبله هنادي ..
ابتسمت هنادي وقالت : جنى ..
لمن خرجت جنى تأملتها وسام ودارت ببصرها على تقاطيع وجهها , همست جنى : أبله وسام ..
بلعت غصة مريرة وهي تسأل : أمك هي اللي جاتني ذاك اليوم في المكتب ؟؟
هزت جنى راسها وقالت : إيوه , ليه ..
لأول مرة تفقد وسام ثباتها وهي تقول بتلعثم : هااا , لا ولا شي , كنت , كنت ..
~ وساااااااام ~ بلعت ريقها وقالت : كنت أبغى أتذكر شكلها عشان لمن أكلمها يكون بيننا تواصل أكثر ..
ومدت يدها بتربت على كتفها لكنها تراجعت في آخر لحظة وهي تقول : روحي لحصتك وانتبهي لدروسك ..
وأعطتها ظهرها قبل ما تدخل وتحركت وهي تعدل وضع بلوزتها الوردية اللي لبستها على تنورة جنز مرسوم عليها بخيوط وردية ناعمه , كانت تسمع صوت طرقات كعبها على أرض الممر الخالي مختلطة بصوت البنات وهم يقولون : أنا يا أبله , أنا يا أبله ..
وصوت المعلمه وهي تختار وحده منهم عشان تجاوب , صوت الفراشة اللي مرت من عندها وهي تمتم بغضب ليش ماوقعوا المعلمات على سجل الإحتياط قبل ما يطلعون وخلوها تضطر تقطع هالمسافات , كانت تحس الممر بلا نهاية وتحس الطريق لمكتبها بيكون بعد الشمس , شافت الباب الصغير في نهايته بقرب الدرج , دخلت منه للحمامات , استندت على أول مغسلة واجهتها وهي تهمس : ماعرفتني , جات عندي وماعرفتني ..
وحست بهواء يلفح خدها فرفعت يدها الثانية واكتشفت إنه خدها مندي , التفتت للجدر وابتسمت بمرارة لمن اصطدم بصرها بالجدر و شافت أثار المراية المنزوعة , غمضت عيونها بقوة وهي تهمس : ماعرفتني , أمي ماعرفتني , جات إلى عندي وكلمتني وماعرفتني ..
دوى بداخلها ذكرى صوته الغليظ وهو ينزع قميصها القطني الأصفر الموشى برسومات لورود ملونه : إنت مالك لا أم ولا أب يعني يتيمة , شفتي سالي اللي تحبين تتفرجين عليها والله لا أطشك في دار أيتام يخلونك فيها زي الخدامة , زي سالي ..
كانت تحس بتحرك القميص ومرور طرفه من أسفل قدميها لركبها لخصرها ثم عبور فتحته من خلال رأسها وذراعينها المنكمشة بخوف , البرودة اللي اجتاحتها وخجلها من وقوفها قدامه بسروالها الأبيض اللي يوصل لنصف فخذها واللي فرحت بالرسمة الصعير على طرفه واللي تماثل الرسمة في فنيلتها القطنية , همست بخوف : لاااا ..
مد يده ونزع رباط شعرها اللي تناثر حولين وجهها الدامع و تقدم لها , أنفاسه , رائحته , لمساته , دخان سجائره المتصاعد و اللي تخبو حرارتها وتعلن إحتضارها على صفحة فخذيها الغضة لمن تطبقها بخوف واشمئزاز , أياااام وأياااام وأياااام .....
(( عارف إنك تبغين أحد ### , أنا عارف إنه عمك اغتصبك )) , يد ترتفع وتهوي على خدها وصوت الصفعة يدوي في أذنها , دموعها اللي تغرق عيونها الكسيرة اللي نحتت السنون أخاديدها حولينها وهي تصرخ : أنا قصرت معاك في شــــي ..
: أنا ما أضمن لك أحد غير أولادي لأني أعرفهم ومربيهم بنفسي , صدقيني لو ما وافقوا على الموضوع ما بينشرونه , ماعندي إلا خالد وسامر , واحد منهم بأفاتحه بالموضوع بسرية تامة , المثل يقول أخطب لبنتك ولا تخطب لولدك وأنا أعدك بنتي , وأوعدك يا وسام إنه ما أخبره بالموضوع إلا بعد مايبدي موافقته التااامة عليك عشان ما تقولين شفقة أو يحز في نفسك أو ....
صوته الحنون اختلط بصرخة سطام وهو يندفع لفيصل , صقر وهو يصارخ ويضرب الجدر ...
صرخت : لااااااااااااااا ..
وفتحت عيونها على اتساعها وهي تنتبه إنها مازالت في حمامات المدرسة , تلفتت حولينها برعب وهي تهمس : ليه يا أمي ؟؟ ليه سبتيني ؟؟ ليه ما عرفتيني ؟؟ جنى أختييييييييي , جنى أختيييييييي , الحرمة ذيك أمييييييييييييييي ..
سحبت نفس طويل بشبه شهقة وهي تعصر المغسلة بيدينها قبل ما تصرخ بلا شعور : لييييييييييييييييييييه ؟؟ ...
طالعت حولينها لكن المنظر كان يتماوج مع دموعها , صرخت بحرقة : ماعرفتيني ليييييييييييييييييييييييه ؟؟
كانت تصرخ بداخلها ~ وسام إنت في المدرسة , وسام تمالكي نفسك , وسام مو معقولة اللي تسوينه , أذكري الله , أذكري الله , وساااااااااام ~ لكنها كانت تحس جسمها يتصرف بغير ما يمليه عليه عقلها , كانت الصرخات تندفع من بين شفايفها بدون ما تقدر توقفها , صرخت وهي تنتحب : ياااااااااااااااربــــــــــ ...
وعصرت رخام المغسلة المندي البارد وهي تصرخ بكل قوة في حنجرتها : رحمــــتك يااااااااااااااااااااربـــــــــ ..
اندفع جسم عبر باب الحمام وصاحبته تهتف : وساااااااااااااام , وسااااااااااام اش فيك ؟؟
ضمتها سامية وهي تقول : بسم الله عليييييييييييك اش فيييييييييييييييك ؟؟
صرخت بحرقة وهي تتشبث فيها : ماعرفتنييييييييييييييييييييييييييي , ليييييييييييييييييييييييييييييييه ؟؟
ضمتها بقوة وهي تصرخ : وسااااااااام قولي لا إله إلا الله ..
صرخت وسام من أعماقها : ماعرفتنيييييييييييييييييييييييييييييي ..
وضربت صدرها وهي تصرخ : أنا بنتهااااااااااااااااا , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ...
صرخت في معلمة الدين اللي اندفعت مع مجموعة بنات مذهولات : مريم صكي الباااااب , خرجيهم ..
دفعتهم المعلمة للخارج ولفت على وسام اللي صرخت وهي تقاوم سامية : ياااااااااااااربــــــــــ , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا حرقة قلبك يا وسااااااااام , ثلاثة وثلاثين سنة يااااااااااااااااربـــــــــ ..
ضمتها مريم وهي تقرأ عليها وسامية تقول من بين دموعها : وسام حبيبتي لا تسوين في نفسك كذا ..
كانت تصرخ بداخلها ~ أنا مافيني شي سيبوني لوحدي , سامية لا تخافين أنا بخير بس خلوني أطلع اللي جوتي , سامحوني , سامحوني ~ انفتح الباب واندفعت أنغام مع المديرة وهي تسأل برعب : اش فييييييه ؟؟ وسام اش فيهاااااااا ؟؟
وصدح صوت أماني وهي تصرخ في الطالبات عشان يرجعون للفصول , وسام كانت تسمع وتشوف كل شي لكن كإنها تشاهد فيلم , كإنه روحها اللي تحسها بتطلع من جسدها خرجت وتطالع على المشهد من البعيد , الطاقة اللي كانت فيها تلاشت فخارت أقدامها وطاحت على الأرض ومريم تحاول تمسكها , كانت دموعها تذرف من عيونها الشاخصة لهم , ناولتها أماني كاسة الموية اللي جابتها الفراشة وسقتها إياها مريم ومسحت وجهها بها وهي تسمي وتقرأ , همست سامية وهي تجلس على الأرض جنبها وهي تثبتها في حضن مريم : خلاص يا وسام , عشان خاطري خلاص , حرام اللي تسوينه في نفسك , والله حراااااااااام ..
وصاحت وهي تحط راسها على صدر وسام , كان ودها ترفع يدها وتمسد على راس سامية تطمنها لكنها كانت تحس جسدها زي صبة الإسمنت , همست بضعف : خلاص مافيني شي , مافيني شي , أنا بخير , أنا بخير , مافيني شي , أنا بخير ..
وجلست تكرر هالكلمتين بصوت غير واعي وعيونها مثبته على اللامكان , قالت سامية بخوف وهي ترفع راسها : مريم , حاسه ..
هزت مريم راسها ولفت على أنغام والمديرة وقالت : لازم ننقلها مستشفى , جسمها كل يرتجف ..
انتبهوا لحظتها ليدين وسام المصفرة واللي تنتفض بخفة ووجهها الشاحب وشفايفها اللي استحالت للون أبيض مزرق , همست بتعب وهي تهز راسها : مستشفى لا , مافيني شي , أنا بخير , مستشفى لا ..
تساعدوا وسندوها ونزلوها لمكتبها , قالت سامية وهي تلبس عبايتها : أقول لو بتستنون الإسعاف بتموت وهم ماجووا , زوجي برا , وحدة من المعلمات تمشي معايا ..
قالت أماني المراقبة وهي تتحرك بسرعة : أنا أروح معاك ..
قالت أنغام بمرح تحاول تخفف الجو وهي تجيب عباية وسام من العلاقة : إن شاء الله إنك بخير , بس قاعدة تتدلعين علينا عشان تختبرين غلاتك ..
وتوجهت لوسام الممدة على الكنبة ورفعتها ولبستها العباية بمساعدة مريم , زفرت المديرة وسألت بحنان : ها وسومه كيفك دحين ؟؟
وسام اللي كانت تحس نفسها تسبح في اللاشعور هزت راسها اللي تحسه بثقل الأرض وهي تهمس : أنا بخير , مافيني شي ..
قالت أنغام بتوتر : هو لو تغيرين هالكلمتين أرتاح وأعرف إنك طيبة ..
همست : أنا بخير , مافيني شي ..
وسكتت للحظة قبل ما تهمس : سامحوني ..
وغطت وجهها وهي تهمس : سامحوني , سامحوني , سامحوني ..
ورجعت تنشج نشيج صامت , ضمتها مريم وهي تقول بحنان : ولو , إحنا أخوات مابيننا شي ..
وساعدتها على الوقوف لمن جات أماني بعد مالبست عبايتها , وصلوها لحد الباب وهناك مسكوها أماني وسامية ودخلوها السيارة , زفرت المديرة وهي تحوقل ولمن لفت وشافت الطالبات المتجمعات عند باب المبنى ويطالعون بفضول صرخت : على فصووووووووولكم ...



*******************************



تجاهل رن الجوال وهو يعدل بشته الأسود ويطالع في الباب المغلق , رفع الجوال بـ يشوف مين اللي يدق عليه بهالكثرة لكنه رجعه لمن انفتح الباب وخرج منه رجال من ضمنهم سامر , وقف وهو يطالع فيه بتوتر , طالع فيه سامر بصدمة قبل ما يقول : أبويـــه , إنت هنا ؟؟
ابتسم عبد الكريم وقال : ها بشر , كيف الجلسة ؟؟
هز راسه وقال وهو يمشي معاه في أروقة الوزارة : بيستمرون على إيقافي إلين يتفاهمون مع الآباء , تعرف جا كم أب واعترض على تدرسي لمن عرف من ولده إني كنت مدمن ..
قبض عبد الكريم يده بغيض وهو يقول : غجر , طول عمرهم غجر , يعني المدرس كااااااااان مدمن ومن وقت طويل أجي وأشتكيه وأقطع رزقه كله عشان خايف على ولدي ..
ابتسم سامر وقال بهدوء : هذاك تدافع عن ولدك , أبويه كل يهتم بولده بشكل , خلينا واقعيين , لا تلومه , أنا لو بأدري إنه ولدي عند مدرس مدمن بأخاف ..
زفر وقال : الحمد لله , الحمد لله ..
ضحك سامر وقال وهو يطالع فيه بحنان : واش مخليك سايب الشركة وجاي هنا ؟؟
قال عبد الكريم بتردد : قلت أكون جنبك يمكن ...
ضحك وقال وهو يربت كتفه : أبويه أنا ماعاد إني صغييييير ..
لف عليه عبد الكريم وقال : بتظل ولدي الصغير في عيني إلين أموت ..
سلم سامر على راسه بصمت وتحرك معاه وعبد الكريم اللي رفع الجوال ورد عليه قبل ما يقول : خلااص يا بنتي , شويه وإحنا عندك , مسافة الطريق ..
وزفر وقال وهو يغلق جهازه : هذا كلللله الدق عشان الجامعة ..
قال سامر : أكيد المريخيه ..
ضحك وقال : يعني سحر أطلقته والكل صار يستخدمه ..
ومشوا بصمت قطعه عبد الكريم و هو يقول بهدوء : عارف , دحين لا رحت المدرسة أكيد بيغيرون قرار التوقيف , إحساسي يقول كذا ..
وقف سامر وطالع فيه بشك فقال : كلمت واحد من معارفي وقال إنه بينهي الموضوع ...
لف على أبوه وقال : أهااااااااااا , دحين عرفت ليش جاي , كنت تتوسط لي ...
قال عبد الكريم بسرعة وهو خايف من اعتراض سامر اللي كان متوقعه : أنا ما أتوسط لواحد ما يستحق ..
هتف سامر : أنا ولـــدك , يعني أكييييييييد ما بيشوفوني أستحق الواااااسطة ..
قال بحزم : خليهم يقولون اللي يقولونه مهي مهمة نظرة الناس , المهم إنت إيش عند الله والله عالم إنك تعبت وجاهدت إلين وصلت للي إنت فيه دحين ..
وكمل وهو يطالع فيه بنظرات قوية : إذا ربي كتب وقدرني بأسوي اللي أقدر عليه و ما حأخلي أحد يضيع مستقبلك بكم كلمة وكم توقيع ..
وتحرك بخطوات قوية , زفر سامر وتبعه وهو يقول : جوالك يدق ..
رفع عبد الكريم جواله وسامر يكمل : أبويه لازم أتكلم معاك على هالحكاية لا وصلنا البيت إن شاء الله ..
هز عبد الكريم راسه وهو يرد على أخته , استغرب سامر لمن شاف أبوه يقطب حواجبه قبل ما يهتف : كييييييييييييف ؟؟ مستشفــــــــى !!
لف طالع في سامر ورجع تحرك بسرعة وهو يقول : متى هالكلام ؟؟ لااااااا حول ولاقوة إلا بالله ..
وزفر وهو يكمل : خلااااااص لاتصيحين جايك في الطريق , أقولك جاي لك خلااااص ..
وصك الجوال وهو يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
لف على سامر وهو يتوجه للمواقف وقال يطمنه : روح مدرستك و أنا أروح لعمتك نجلاء , تبغاني أوديها المستشفى ..
~ وسام ~ ليه اندفع اسمها على باله فجأة أول ما سمع اسم عمته , سأل أبوه باهتمام : عمه نجلاء تعبانه ؟؟ فيها شي ؟؟
قال أبوه وهو ماوده يجاوبه : لا بنتها شويه تعبانه ..
وتحرك لسيارته اللي يستناه السائق فيها , قال سامر يستوقفه : بس سمعتك تقولها لا تصيحين لا يكون مخبي عني شي ..
ابتسم عبد الكريم وقال يطمنه : إن شاء الله خير , روح مدرستك ..
طالع فيها بتردد وقال بعدها بلهجة حاول يسبغها بالهدوء : هيام أمس كانت عند سلافة في البيت وماكان فيها شي ..
طالع فيه عبد الكريم وهو يتساءل بداخله عن سر هالسؤال ~ يكون فكر بوسام زي ما وعدني ؟؟ ~ قال وهو يرصد انفعالاته : مو هيام , قصدي وسام , تعبت في المدرسة ونقلوها المعلمات للمستشفى ودحين بأروح آخذ عمتك عشان تتطمن عليها ..
تغيرت ملامحه لثواني قبل ما يقول : الله يعينهم ..
وتحرك لسيارته , ركب عبد الكريم سيارته وهو يقول لسائقه على المستشفى , وفتح القزاز لمن شاف سامر جاي له , حط سامر جبينه وقال : أوديك المستشفى , عشان السواق بيروح لسلافة ..... عشان الجامعة ..
ابتسم أبوه وهز راسه وهو يفتح الباب , ثبت بشثه على المقعد وهو يوصي السايق عليه ويقوله يروح البيت وياخذ زوجته عشان يوصلون سلافة للجامعة , ركب سيارة سامر اللي التزم الصمت وهو يدعي بداخله إنه أبوه مايسأله عن سبب هالمبادرة ولا يعلق على الموضوع لأنه هو نفسه مو عارف السبب , أول ما وصلوا عند العمارة لقيوا نجلاء عند بابها واقفه بعبايتها , أول ماشافتهم دخلت بسرعة وهي تشهق من كثر البكى , لف عليها عبد الكريم وهو يحوقل ويقول : قولي لا إله إلا الله , الحمد لله , البنت ماماتت ..
قالت وهي تمسح دموعها : ماعمره صار لها هالشي , المديرة تقول إنها طاحت وما فهمت منها اش قاعدة تقول ..
جلس يهديها إلين وصلوا المستشفى وهناك دقت نجلاء على سامية اللي قالت لها إنهم في طوارئ النساء , راحت لها بعد ما وصاها عبد الكريم إنها ما تصيح عنها , دخلت عليهم لقيتها منسدحة على السرير ومثبت فيها مغذي , أول مرة تشوفها بهالضعف , طول عمرها كانت تظهر بمظهر القوية المبتسمة , دمعت عيونها غصب عنها وهي تتقدم لها قبل ما تدنق عليها وتضمها وهي تهمس : وسام ..
فتحت وسام عيونها وأول ماشافت وجهها الحبيب لقلبها اندفعت الدموع لعيونها وهي تقول بصوت باكي : أميييييي , أميييييييييييييي ..
وضمتها بيدين ضعيفة , صاحت نجلاء في حضنها وهي تهمس : يا حبيبة أمك إنت , اش فيييك ؟؟ اش بك ؟؟
مسحت سامية دموعها وهي تطبطب على ظهر نجلاء وهي تقول : مافيها إلا كل خير إن شاء الله يا عمه , هي تعبت علينا شويه , تدلع ..
بعدت عنها نجلاء ومسحت على شعرها وهي تتأملها بخوف , همست وسام بتعب وهي تمسح دموعها اللي مهي راضية توقف من جات من المدرسة : مافيني شي , أنا بخير صدقوني ..
قالت أماني بحزم : لا تتكلمين , ارتاحي دحين إلين يخلص المحلول ..
وبدأت تعدل حجابها وهي تأشر لسامية إنه لازم يتحركون دحين مادام جوا أهلها , سلمت على نجلاء وطمنتها وقالت لها على اسم الطبيب اللي شاف حالتها وخرجوا وهم يتمنون لها الشفاء العاجل ..
طالع عبد الكريم في الحرمتين اللي خرجوا وطالع في الممرضات اللي يدخلون ويخرجون وقال : مافي أحد يقولنا على اللي صار ..
خرجت نجلاء وقالت : عبد الكريم ..
جاها عبد الكريم ووقف سامر في مكانه يطالع لهم من البعيد , كان يشوف حركات يدينهم ويسمع همهماتهم من دون مايعرف اش فيه , وشاف أبوه يدخل شويه ويرجع يخرج وهو يزفر قبل ما يكلم وحدة من الممرضات , ~ أنا اش جابني ؟؟ من جد مال أمي داعي , راز بوجهي هنا ~ طالع في ساعته وهمس : أروح مدرستي أبرك ..
وتحرك عشان يسأل أبوه إذا بيطول ولا لا فـ شاف الطبيب واقف عنده ..
: انهيار عصبي مفاجئ مع ارتفاع في ضغط الدم ..
تصنم في مكانه وطالع بصدمة في أبوه وعمته اللي ضربت صدرها وهي تقول ك يا حسرتي على بنتي , انهيااااااااار , من إيه ؟؟
قال الطبيب السعودي الكبير في السن : الحقيقة هي ما رضيت تتكلم واكتفت بكلمة ضغوطات وأنا الصراحة تفاجأت إنه وحده صغيرة زيها ممكن يرتفع عندها الضغط بهالشكل ..
وابتسم وقال : وأنا قلت لها لسه بدري عليها تزعل وهي ماشافت من الدنيا شي ..
دخلت نجلاء بسرعة عندها وقال عبد الكريم : وكيفها دحين يا دكتور ؟؟
قال وهو يهز أكتافه : الحمد لله بخير , المهم ماتتعرض لأي ضغوطات ثانية , أنا ماتكلمت عند أمها عشان ماتخاف , الضغط كان مرتفع بشكل مخيف , مايهمني ارتفاع الضغط العالي , اللي فجعني إنه ضغطها المنخفض كان عالي وهو عادة ما يرتفع بهالشكل , أنا حاليا أعطيتها حبة تحت اللسان تنظم ضربات قلبها ومحلول وإبرة مهدئة وإن شاء الله خير ..
قطب حواجبه وسأل : ومافي لها علاج ؟؟
ابتسم وقال : لا ما وصفت لها أي علاج لأنها حالة عابرة , لكن لو تكررت هنا يكون لنا كلام ثاني , مالها إلا الراحة ..
وتناول ظرف من الممرضة اللي جات وخرج ورقه منه ووقعها وهو يقول : وهذي ورقة إجازة لبكرة طلبتها لها زميلتها , مع الخميس والجمعة كمان إن شاء الله تكون إرتاحت وتقدر تباشر عملها ..
ورجع الورقة للظرف وناولها لعبد الكريم اللي طالع فيها بصمت قبل ما يزفر وهو يحطها في جيبه وهو يستغفر , التزم سامر الصمت وعقله يدور بملايين الأسئلة , خرج من عمق أفكاره لمن انتبه لنظرات أبوه اللي همس : شوفها يمكن ربي يوفقك بينكم ..
انصعق سامر من اللي قاله وهتف غصب عنها : دحيييييييييين ..
زفر عبد الكريم وهمس : إنسى اللي قلته , إنسى ..
وتحرك للغرفة , زفر سامر وهو يحاول يهدي ضربات قلبه اللي تسارعت بشكل مفاجئ ..
وقف ورا الستارة وناداها , خرجت له نجلاء وهي تقول : هلا ..
همس يسألها : ماقالت اش زعلها ؟؟
هزت راسها وهمست وهي تخرجه برا الغرفة عشان ماتسمعهم وسام : مارضيت تتكلم ولا تفتح فمها بحرف ..
وكملت بقلق : ماعندها غير أنا بخير ومافيني شي و ..
اختنق صوتها فـ ربت عبد الكريم على كتفها وهو يهمس : خلاص يا نجلاء ..
قالت بصوت باكي : خايفه إني أنا السبب ..
طالع فيها بحيرة وهو يقول : إنت ؟؟ ليش ؟؟
مسحت دموعها من تحت غطاها وهي تهمس : شكلها كانت مترددة من ناحية سامر لكن أنا قعدت أزن عليها عشان توافق على خالد فرفضت الاثنين ..
حس بطعنة في قلبه من كلمتها فطالع فيها بعتاب وهو يهمس : خالد مو أحسن من سامر عشان تفضلينه , ما توقعت إنه حتى انت تفكرين بهالتفكير ..
شهقت لمن تذكرت موضوع سامر اللي انتشر وتوقيفه عن التدريس وقالت بصدق : والله ما قصدت , أنا قلت يكون أكبر منها أحسن عشان يكون في تقارب أكثر , خفت إنها توافق عليه وتتعب بعدين من تعليقات الناس لأنه أصغر منها ..
طالع فيها بحيرة وقال : الاثنين أصغر منها ..
سكتت وهي تطالع فيه فقال : خالد أصغر منها وسامر كمان أصغر منها ..
قالت وهي تهز راسها : لا خالد جا قبلها بسبع شهور , جا شهر خمسة ..
ابتسم وقال : هذي خلود , خلود اللي جات قبل وسام وخالد بعدها بسنتين ..
شهقت وقالت : إي والله صــــح , أنا كيف نسييييييييييت ؟؟
هز عبد الكريم راسه وقال بعتاب : نسيتي و شوشتي وسام كمان , شكلها يوم شافت إنك إنت أمها واللي تعرفينها وتعرفين وضعها فضلت خالد على سامر لأنه أكبر خافت توافق على سامر و ..
سكت لمن غطت وجهها بيدينها وهي تصيح وتقول : والله ما قصدت , خفت عليها , ماكنت أبغاها تندم على شي سوته , ماكنت أبغاها تقول إحنا جبرناها عشان وضعها ..
ضمها بحنان وطبطب على ظهرها وهو يقول : فاهم , والله فاهم , شكلنا الاثنين ضغطنا عليها ..
ولف على سامر لقيه مستند على الجدر وهو غارق في التفكير , زفر وقال : الأفضل إننا نسيبهم في حالهم , اللي يقدمه ربي فيه الخير ..
وبعد نجلاء وقال : إذا تقدم لها عريس وشفت إنه رغبان فيها وكفو بأكلمه في الموضوع و إن وافق الحمد لله وإن راح خيرة من رب العالمين ..
هزت نجلاء راسها وهي تقول : كذا أحسن , لأنها مهي على بعضها الأيام الأخيرة ..
وتحركت للغرفة , شافتها جالسة والممرضة تنزع الإبرة من ذراعها وتحط لها لصقة , ابتسمت وقالت : ها حبيبتي كيفك دحين ؟؟
أجبرت نفسها جبر و ابتسمت وهي تقول بصوت حاولت تخليه طبيعي : الحمد لله , إن شاء الله أحسن ..
ساعدتها في لبس العباية وشالت شنطتها اللي أعطتها لها سامية , قالت وسام وهي تتناول الشنطة منها : أمي ما يحتاج ..
قالت نجلاء وهي تقبض على يد الشنطة : إلا يحتاج ..
ومسكت يدها باليد الثانية , لمن حست بأصابيعها الباردة طالعت فيها بألم , ابتسمت وسام وضغطت على يدها وهي تقول : الله يا أمي , يدك دافيه ..
تغطت نجلاء وخرجت وهي تقاوم دموعها , تحرك سامر بسرعة أول ما شاف سوادين قدامه , رصت وسام بلا شعور يد أمها وهي تغمض عيونها , قالت نجلاء : وسام فيك شي ؟؟؟
هزت وسام راسها بلا وتحركت وهي تثبت عيونها على الأرض , كانت ترد على عبد الكريم اللي مشي جنب نجلاء وتشكره على مبادرته الطيبة , ركبوا السيارة ورجعوا للعمارة , أول ما طلعت درجات العمارة عصفت بها الذكرى , تماسكت وطلعت وسابت أمها اللي كانت تحاول في عبد الكريم إنه يطلع معاها , رفض عبد الكريم بلطف ورجع للسيارة بعد ما وصاها إنها تخبر وسام على اللي قالوه وإنها تعتذر منها على لسانه لأنه ضغط عليها بشكل غير مباشر بمبادرته اللي حاول بها يلقى حل لمشكلتها , بعد لحظة صمت في السيارة لف سامر بعزم لأبوه وقال : أبويه ..
لمن لف عليه أبوه حس بعزمه يتلاشى فهمس : لا ولا شي , نأجل الموضوع أحسن ..
: تكلم , قول ..
طالع في الطريق وقال : رحت لخلود وتكلمت معاها على الموضوع ..
لف عليه أبوه باستنكار وهو يقول : طلبت منك يكون سررررررر ..
قال : أنا كنت أحتاج نصيحة , رأي وبما إنه خلود أختي وكتومة وهي أكبر من زوجها بثلاث سنين قلت أسألها , يقولون اسأل مجربا ولا تسأل حكيما ..
زفر عبد الكريم ولف يطالع من القزاز وهو يقول : و ..
صمت طويل ساد ماحاول يعكره عبد الكريم قبل ما يسمعه يقول بثبات : أشوفها نظرة شرعية وإن شاء الله ربي يقدم اللي فيه الخير ..
لف عليه عبد الكريم وهو يحس بالسعادة تملأ قلبه لكنه كتمها وهو يسأل بثبات : كلامك هذا مو بسبب اللي سمعته اليوم ؟؟
ابتسم وهو يوقف عند المحطة ويأشر للعامل إنه يعبيه بالكامل ولف على أبوه وقال بثقة : لا مو عشان اليوم , أنا مكلم خلود من يوم السبت لكني كنت متردد أكلمك قبل ما انتهي من مشكلة المدرسة ..
قال عبد الكريم بفرح : خلاص أخليك تشوفها ..
ولمن تذكر قال : بس تشوفها بدون ماتدري هي لأنه في موضوع ثاني لازم نتكلم فيه بعد ماتشوفها وتتأكد إنك تبغاها ..
قطب حواجبه وقال : موضوع ..
زفر عبد الكريم وقال : الموضوع اللي قلت لك إني أحتفظ به لنفسي ..
طالع فيه سامر بتوتر وهو يتساءل بداخله اش ممكن يكون هالموضوع ..



**************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
R-thar
خمس نجوم
خمس نجوم
R-thar


مسآهمـآتــيً $ : : 797
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 48512
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 17
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/01/2012

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة   رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty30/1/2012, 9:31 pm

بعد العصر في جدة :

: إخص عليك يا حسين , كدا تضرب أختك الصغيرة , يلا أولها آسف ..
خرج عمر من عمق ذكرياته و شاف طفل السادسة يعقد يدينه ورى ظهره وهو يقول بصوت مخنوق لطفلة الرابعة : أنا آسف ..
ابتسمت الطفلة ذات الشعر الأجعد وقالت ببراءة وهي تمد لعبتها له : نلعب بيها سوا يا حسين , إي رأيك ؟؟ ..
رفع الأب عيونه عنهم وابتسم لعمر اللي كان يراقب المشهد وقال بتحبب : البنات طول عمرهم حنينين ..
بادله عمر الابتسام وقال : الله يحفظهم لك ويصلحهم ..
ولف عن المنظر وطالع في أزهار الواقفة عند طاولة محل الهدايا تراقب تغليف الهدية اللي ساعدته على اختيارها عشان تكون هدية زواجه لمنى , وقف جنبها وعدل عبايتها اللي كانت منزلقة شويه عن راسها , التفتت له وهمست : وين كنت ؟؟
قال : هنا وهناك , ألف في المحل ..
ابتسمت بحب وهي تتأمل وجهه , كانت كل قسماته تدل على توتره وخوفه , مدت يدها المغطاة بقفازها ورصت يده بقوة , رص يدها وهو يبتسم , قطع تأملها لوجه أخوها يد قوية مسكت يدها وسحبتها من يده وصاحب اليد يقول : لا والله ..
مسكت ضحكتها وهي تشوف حرج عمر اللي بعد عنهم , لفت على جاسم وهمست : هلا , وين رحت إنت الثاني ..
قال بتريقة : لا تضيعين السالفة , حضرتك ماسكه يده ليش ؟؟
و رص على يدها وقال لعمر بمزح : لو سمحت روح إمسك يد حرمتك , حرمتي لا ..
دقته باعتراض وهي تشوف وجه عمر المتلون من الخجل , ضحك وقال : اثنين أحب أفشلهم في هالحياة , العنود وأخوك ..
همست : جسوم حرام عليك ..
لف عليها وقال وهو يحرك حواجبه : لا تحرمين من عندك ..
دفع عمر سعر التغليف وشال الكيس وتقدمهم , قالت أزهار وهي تأشر على الكافتريا : أبغى ورق عنب ..
بلا مقدمات ضحك عمر من قلبه وشاركه جاسم الضحك , غطى عمر فمه بسرعة وهو يحمحم لمن التفتوا الناس على ضحكتهم المفاجئة , همست أزهار : الله يفشلكم تضحكون ليه ؟؟
قال عمر وهو ماسك ضحكه : جاسم أول مادخلنا السوق قال أتحداك نخرج من السوق من دون ماتطلب أزهار أي أكل ..
نقلت بصرها بينهم وقالت باستنكار : ماخذينه تريقة ..
ولفت بوزها وتحركت قبلهم , قال عمر وهو يعدل غترته ويتحرك وراها : ياويلي زعلت ..

قال جاسم بلا اهتمام وهو يأشر على محل كواليتي : صدقني , بس أجيب لها آيس كريم فروالة بالبسكوت تنسى أبو الزعل , أصبر و شوف ...
ولمن شاف عمر يطالع فيه باستغراب ابتسم وقال وهو خايف إنه عمر فهمه غلط : ترا ما أقولها تريقة , لا والله , هذا شي يعجبني فيها , مافي أطيب من قلبها ما تزعل من أحد وسهل إرضاءها الحمد لله ..
ابتسم عمر وقال : أنا كنت مستغرب إنك صرت تعرفها أكثر مني وفي هالمدة , قصدي , أنا ماكنت أعرف إنها ... كيف أشرحها ..
ابتسم وقال : فهمت قصدك , لمن تتزوج حتفهم ..
ودخل المحل واشترى الآيس كريم وخرج ولمن شاف توتر عمر قال : بكرة الزواج هااا ..
هز راسه وزفر وهو يقول : الله يسهل ..
قال جاسم بصدق وهو يطالع في أزهار اللي وقفت قدام وحده من الواجهات الزجاجية : ترا الزواج صعب في البداية , صعب جدا , محد فاهم الثاني , تحس برعب من كل تصرف يصدر منها ومنك , ولمن تفكر اش بيصير بعدين تحس الرعب يزيد , وبتصير مشاكل لا لها أول ولا ثاني , لكن ..
ابتسم وكمل وهو يلف على عمر اللي كان يسمع بحواجب مقطبة : لو كنت حكيم وصبور و متفائل صدقني بتعدي هذا كله إن شاء الله ..
وزفر وقال : هذا اللي تعلمته من أختك ..
ولمن وصلوا لها لفت عليهم وقالت بغيض : ساعة إلين تجو ...
وقطعت عتابها وهي تطالع في الآيس كريم , ناوله لها جاسم وقال : تفضلي ..
قالت بفرح : ليـــه , شكرا ..
وأخذت الآيس كريم وتحركت لبوابة الخروج , لف عليه جاسم وضحك وهو يقول : شفت ..
قال عمر بحنان : طول عمرها قنوعة , تزعل وترضى بسرعة ..
وخرجوا من السوق وتوجهوا لشقتهم , كان عمر منحرج منهم لأنهم من أول يوم العيد وهم حالفين عليه ينام عندهم عشان ما ينام في البيت قبل العروسة , لمن وصلوا الشقة قال جاسم : بعد إذنكم أستأذن ..
ابتسم عمر وقال : مباراة الإتحاد والهلال ..
رفع جاسم حواجبه وقال : عجيييييييييييييب والله , الإمام عارف المباريات ..
ضحك عمر وقال : مابقي أحد ما تكلم عن هالمبارة المنتظرة , حتى العيال الصغار في السوق سمعتهم يحللون قبل المباراة ..
قال برجاء : إدعي يفوز الإتحاد عشان نكسر خشم الهلالية وعلى أرضهم كمان ..
ابتسم عمر وقال : لو بأدعي للإتحاد عشان ما تجوون منكدين من الهزيمة بكرة ..
قال جاسم : لا تقوووول ترى الملافظ سعد ..
ضحك عمر وقال : الله يوفقك الجميع وخاصة الإتحاد , رضيت ؟؟
ابتسم جاسم وأشر على راسه بتحية وهو يرجع لسيارته عشان يلحق على المباراة اللي بيتفرجها عند عبد الإله ..
قالت وهي تطلع للشقة معاه : تصدق , أحمد ربي إنه جاسم مو من النوع المتعصب مرة للمباريات , قصدي صح يزعل على الخسارة ويفرح للفوز لكن مو من النوع المجنون زي بندر ومعاذ أخوان مشاعل , يووووووو إذا خسر الإتحاد يحطون حرتهم في مشاعل وأخواتها ..
ولمن دخلوا الشقة سألها : كيفها مشاعل دحين ؟؟
هزت راسها وقالت وهي تنزع قفازاتها : الحمد لله , رحت عايدتها وكانت أحسن بكثير من أي وقت مضى , لاهية مابين مدرستها اللي جابت لها الجنان وبين البيت وأخوانها ..
طالع في الكيس اللي معاه وهو يفكر كيف حيقدم الهدية لمنى , لمن لفت وشافته مسرح ضحكت وقالت : عمووووور ..
رفع راسه لها و قالت : تعال أبغى أقولك اش تسوي بكرة في الفرح ..
ابتسم بحرج وقال وهو يترحك لغرفة التلفزيون : مايحتاج ..
لحقته وهي تضحك وتقول : تعااااااااااال , وين رايح ؟؟ هذا كله خجل ...



************************



يوم الأربعاء 10 / 10 / 1427هـ :
قبل صلاة الظهر :

شهق بقوة وفتح عيونه على اتساعها , طالع برعب في الغرفة و أخذ يتنفس بحدة , اسم حسين خلاه يحلم بأحلام فرح إنه تخلص منها فترة من الزمن , انتفض لمن انفتح الباب ودخلت منه أزهار وهي تقول : يا عريييييييييييييييييييس , أوو صاحي ..
زفر وهو ينتبه لكنبة غرفة التلفزيون اللي نايم عليها وتذكر إنه نايم في بيت جاسم وأزهار , تقدمت له وضمته من وراه وسلمت على راسه وهي تقول : اليوم زواجك يا عريس ..
ابتسم وقال وهو يمسح عرقه : الله يسهل ..
قدمت أزهار راسها وطالعت فيه بحيرة وهي تقول : عمور ..
مد يده وشد شعرها بخفة يبعدها عنه وهو يقول : خنقتيني ..
حكت شعرها وهي تقول باستنكار : آآآآآآآآآآآآآآآي , عورتني ..
ولفت للباب وقالت بصوت عالي : جسوووووووووووووووووم , تعال شوف عمور شد شعري وأزم النونووووووووووو ..
حط يدينه على جانبي راسه وهو يقول : الله يعيييييييييينك يا جاسم ..
ضربته بخشونة على ذراعه وهي تقول : ولد , اش قصدك ؟؟
لف عليها وقال باستنكار : بنت تراك صايرة دفشة , أحد يضرب أخوه يوم عرسه كذا ..
ضربته مرة ومرتين وهي تقول بغيض : حرة , حرة , حرة ...
ضحك وقال : عقلك صار في شي ولا ..
وسكت لمن شاف نظراتها , قال بخوف وهو يلتفت لها : أزهار ..
رصت شفايفها اللي بدأت ترتجف وهي تقول : بتتزوج وتنساني عشان كذا خليني آخذ راحتي اليوم ..
ابتسم وسأل بلطف : زهرة ليش تقولين هالكلام ؟؟
بلعت ريقها عشان تخفي غصتها وقالت : الرجال إذا تزوج ينسى أهله موعشانه ما يحبهم لكنه يلتهي بأشغاله وزوجته , هذا شي معروف ..
قال بحنان : ما أشوف جاسم نسي أهله ..
فركت يدينها ونزلت راسها وهي تهمس : هذا لأني وراه , والله لو ما أقوله أمك وأبوك , لك يومين مارحت لهم و غيره كان يمر عليه أيام ما يسأل فيهم , مو من تقصير لكن من انشغال ..
ورجعت طالعت فيه وقالت : ترا ما أقصد إنه منى مابتوصيك فيني لكن ..
ابتسم أكثر وقال : أزهار إنت في قلبي , والله لو مليون حرمة ماتنسيني إياك ..
غطت وجهها وهي تصيح من قلبها , كانت تعرف تأثير الحرمة على الرجال , خاصة الزوجة , تعرف إنها ممكن تغيره 180 درجة , كانت خايفة , غصب عنها كانت تحس بخوف فقده وهو حي , قال بهمس : أزهار إنتي أهلي كلهم , مالي غيرك وين أنساك , يلا عاد تصيحين يوم زواجي ..
زاد صياحها رغم كل محاولاتها إنها تمسك نفسها , زفر وضمها وهو يقول : خلاص لا تصيحين ترا إلا دموعك ما أحبها ..
لفت يدينها حولينه وضمته بقوة وهي تصرخ بداخلها ~ عمر لا تنساني , الله يخلييييييك , لا تنساني , عمر مالي غيرك , عمر الله يخلييييييييييك ~ كانت تحس إنها أنانية برجاءها هذا لأنها هي تزوجت وسابته لكنها ما نسيته , مامر عليها يوم من دون ماتدق عليه وتسأله عن حاله , تزوره وتطبخ له , لكن خوفها كان من معرفتها للرجال هم بطبيعتهم مو زي المرأة اللي عواطفها أكبر بكثير ..
رفع عمر راسه وطالع بحيرة في جاسم اللي كان يتأملهم وهو مستند على الباب ..


**************************


.....................يتبع ..

بعد العصر في الرياض :
في شقة نجلاء :
ابتسمت وسام لسحر وقالت وهي تشم الورود : يالله كيف ريحتها تجنن ..
وهمست بامتنان : مشكورة ياقلبي ماكان لازم تتعبين نفسك ..
هزت سحر أكتافها وقالت : لا تعب ولا حاجة , تعبك راحة ياختي ..
زفرت وسام بداخلها وهي تتأمل سحر اللي ضحكت على شي قالته نجلاء لهيام وهي تضربها بخفة , أمس جوا لها بعض المعلمات في البيت بعد المغرب وهم محملين بهالدايا , وجوا أخواتها بعد العشا بأطفالهم , واليوم سحر وسمر و ...... أريام , طالعت في أريام بشكر عميق على لطفها , الكل كان خايف ومهتم فيها , ولأول مرة تحس بإنها مهمة , خاصة بعد البرود اللي صار من حركة عاليه أم سطام اللي رجعت البيت بعد ما راح سلطان لأبوها وكلمه بالنيابة عن ولده , لكنها بالرغم من هذا كله كانت تحس بتعب وفتور غريب , كإنها عافت كل شي حولينها , خاصة بعد ما كلمتها أمها على اللي قرره عبد الكريم , بكت بداخلها مليون مرة لكنها ما أظهرت شي , كانت متألمة من كل شي حولها , حتى نجلاء اللي خبت عنها إنها انطعنت منها لمن فضلت خالد وبينت لها إنه صعب تاخذ واحد أصغر منها , طالعت في سحر وسمر وهي تحس بضحكه سخريه بداخلها للحظة البسيطة اللي فكرت فيها إنه توافق على سامر ..
كانت سحر تتكلم بحماس إنه اليوم زواج واحد يقرب لمرة أخوهم اللي سمعت عنها وإنها كانت من ضحايا العبارة , وبلا تفكير انسدحت على السرير و أعطتهم ظهرها , قالت أمها بصدمة : وسااام ..
قالت سحر بضحكه : خليها يا عمه يمكن تعبانه وماقدرت تقاوم ..
غمضت وسام عيونها وهي تحضن الورود الي أهدتها لها وهي تصرخ بداخلها ~ آآآآآآآآآآآسفة , سامحونيييييييييييييييييي ~ ..
وسمعتهم وهم يقومون ويخرجون من الغرفة قبل ما ينطفأ النور , هنا سمحت لدموعها بالانهمار ...





***************************


بعد صلاة العشاء :
في قسم الرجال :

: بيتزوج , بيتزوج , بيتزوج ..
لف عبد الإله على حسان وقال : قول ماشاء الله عن تطق الرجال عين ..
قال حسان : ماشاء الله , الله يبارك له ويسعده , أنا ماني عيان سيد عبد الإله ..
تنهد وقال وهو يطالع في عمر المبتسم : أنا أغبطك مو أحسدك ..
زفر عبد الرزاق اللي نزل من المنامة اليوم صباحا عشان يحضر الزواج وقال : لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , ياخي تزوج وفكنا , صدعت روسنا بالزواج , أنا من عندي أقولك خذ أختي وفكنا من الصدعة ..
لف عليه حسان وقال بحماس : والله ؟؟
وحط يده تحت دقنه بتفكير وقال : إمممممممم , والله فكرة ..
ولف عليهم وقال : مادمنا مملكين خلاص , آخذها ونروح شهر العسل وإنتم براحتكم جهزوا للجواز وغيره , لا رجعنا نزفها في اليوم اللي حددتوه وخلصنا ..
طالعوا فيه وتبادلوا النظرات فيما بينهم وزفر جاسم وقال : لاااااا , الصراحة , حالتك مستعصية ..
قال حسان بعصبية وهو يأشر على مكان الرصاصة : يا خليقة شفت الموت بعيوني وحييت ولسه ما تزوجت ..
انفجروا بالضحك و عمر يقول من وسط ضحكه : كل تأخيرة فيها خيرة , الله يقدم لك اللي فيه الخير يا حسان , وإن شاء الله ماتسمع إلا اللي يسرك ..
ضحك عبد الرزاق وقال بتريقة : أقول لا تدعي رجاء , أمس دعيت للاتحاد وخسرنا خسارة مهي متوقعة والكأس صارت للناعمين حقين نيفيا ..
ضحكوا كلهم وعمر يقول بحدة : عبد الرزااااااق , لا تطير و لاتستهزئ ..
زفر حسان وقال بعصبية وهو مو سامع شي منهم : متى يعني بأتزوج , يوم أصارخ وسط الناس زوجونييييييييييييييي ...
قال أحمد ولد جلال : هذاك قاعد تصارخ ...
وسكته جاسم وهو يقول : هي لا تفضحنا اللي يفضح العدو ..
: خلاص , حددناه 12/4 إن شاء الله ..
التفتوا لصالح اللي تابع بابتسامة : زواجك إن شاء الله يوم الأربعاء 12 / 4 السنة الجديدة ..
فرد حسان يدينه يحسب رفع راسه وقال بصدمة : 6 أشهر , ليييييييه ؟؟ حليب طويل الأجل هو ..
ضحكوا على تشبيهه وزاد ضحكهم لمن قال علي بمزح : إحمد ربك لا تخلينا نخليه
مدة صلاحيته سنتين ..
قال حسان بسرعة : لاااااا , حليب طويل الأجل أرحم ..
وزفر وقال : ما يجي قبل ..
طالع فيه أبوه وقال بصدمة : حسان الله يهديك اثقل ..
تحرك وجلس على أطراف رجوله قدام أبوه وخاله وهو يقول برجاء : خلوها بداية السنة في محرم , واللي يرحم أهلكم تراني مليت , والله مليت ..
قال صالح : القاعة محجوزة إلين شهر أربعة ..
قال باستنكار : بسسسسسسسسسس , هذا السبب , القاعات في جدة كثر الهم على القلب , ولا وحده فيهم فاضية في محرم , ياناس مستعد أرمي العمامة عند رجول واحد من اللي حاجزين ويبادلني يومه , بس إنتم أعطوني الضوء الأخضر ...
ضحك أبوه وقال صالح وهو يطبطب على كتفه : إنت خلقه إشارتك خضراء على طول لو أعطيناك إياها بتسوي حوادث , إركد مكانك وارضى بشهر أربعة أحسن لك ...
قطب ورجع قال : 6 شهووووووور , تعذيب ..
أحمد اللي كان يراقب المشهد كان عارف إنهم مأخرينه احترام لمشاعرهم قال وهو حاس بحسان : صالح , علي , اتقوا الله ذليتوا الولد , حسان , لو تبغاها الليلة جاتك ..
لف على خاله وقال بعدم تصديق : والله ..
ضربه أبوه وهو يقول : هيييييي إركد , إنت ما حسبت , وقوم الناس تطالع ..
قام وهو يعدل وضع ثوبه و غترته وهو يتمتم بغيض , قال أحمد بحزم : دام هو يبغى زواجه في محرم يكون في محرم , وإذا مافي في القاعة اللي تبغونها , ما عندنا إشكال دوروا قاعة ثانية لو أرخص ..
قال علي بسرعة وهو يتذكر الملايين اللي ما لمسها في حسابه في البنك : هي مهي حكاية فلوس ..
ابتسم أحمد وقال : عارف , بس أبغى أضغط عليكم ..
قال صالح باستسلام : مادام أبو العروسة قال محرم , محرم ..
ولف على علي وهو يقول بهدوء : اش رايك في ثاني خميس في محرم ؟؟
قال علي وهو يفكر : يوافق 13 أو 14 , لا لا بيكون في عز الإمتحانات النهائية ..
زفر صالح وقال : خلاص نخليه ثالث خميس ..
قال أحمد وهو يشوف حسان يلتفت كل شوي للمتحدث يراقب نهاية الموضوع : ليه ما نخليه الخميس الأول ؟؟..
قال صالح : في زواج ولد راجح ..
هز علي راسه وقال : زواج ولد راجح في ثالث خميس ..
ابتسم أحمد وقال : يعني خلاص نشوف أول خميس ..
قال علي : توكلنا على الله بيكون التاريخ وقتها ..
قاطع حسان اللي كان يتابع محادثتهم بأعصاب مشدودة : مو مهم التاريخ , يعني إن شاء الله محرم ..
ابتسم علي وقال : إن شاء الله ..
صرخوا الشباب بحماس و تلثم عبد الإله بشماغه وغطرف له , قال عبد الرزاق وهو يدق عمر : ياخي كان دعيت من زمان عشان يتزوج ويفكنا ..
طالع فيه عمر وقال بسخرية : لا والله ...
ضحك عبد الرزاق و طالع عمر بحيرة في حسان الساكت , دقه جاسم وهو يقول : حسان , اش فيك ؟؟
لف عليه حسان وانتبه إن الكل يطالع فيه , هز أكتافه وهو يقول بصراحة : ماني مصدق , ودي أسوي شي بس ماني عارف اش هو , أحس حيلي فتران ..
انفجروا بالضحك وقام علي وضمه وهو يضحك من قلبه ..
طالع فيهم عمر وهو ممتن لهم من الأعماق حضورهم , هذي حلاة القبيلة , رغم يتمه إلا إن الكل حولينه , حتى أمير القبيلة جا جوازه اللي حلف عليه أحمد إنه يدفع حقه وحق ذبايح العشا ...


***************************

في قسم النساء :

: ماشششششاااااااء الله , هذولي كللللللللللللهم جايين لك يا أزهار ..
دقتها أزهار وهي تقول : قولي ماشاء الله تنقصين حبايبي ..
ضحكت ريم وقالت : صراحة شكلك رزة وإنتي قاعدة عند الباب في وجه الإستقبال , من جد أم عريس ..
ابتسمت أزهار بزهو وهي تمسد شعرها اللي رفعت نصه بشكل ناعم وثبتت فيه طوق كريستال و تركت الباقي طليق بنعومه وأطرافه ملفوفه وقالت بمزح : مسكوره ..
جات الهنوف وسألت : فين العنود وسفانة ؟؟ ...
هزت ريم أكتافها وقالت : ما أدري ..
تحركت تدور عليهم , قالت أزهار بحب : الله لا يحرمني منكم , ما أتخيل اش كنت حأسوي من دونكم ..
ابتسمت ريم وقالت : هذا أقل شي يا قلبي , الناس لبعضها , بعدين إحنا قلنالك , كلللللللللنا أخوات عمر ..
طلعت الهنوف لغرفة أهل العريس وهي تقول : هذي وينها ..
ولمن قربت من الباب المردود تصنمت وهي تسمع سفانة تقول : عنود قلبي خلاص , يا حبيبتي خلاص ..
: مو .. مو ... بيـ .. بيدي ...
طالعت من الباب ومسكت شهقتها لمن شافت العنود جالسة على الكرسي , رجولها تنتفض بشكل واضح رغم الفستان الواسع , وفمها يصطك من قوة النفضة , قبضت سفانة على يدينها وهي تقول : اش فيك ؟؟ إنتي أقوى من كذا ..
ومدت يدها وحطتها تحت دقن العنود ورصته بقوة وهي تقول : يا قلبي خلاص ..
ورغم إنها راصه فكها بقوة إلا إنه كان ينتفض , قالت بمزح : تبغيني أجلس فوقك عشان أخفف نفضة رجولك ..
ابتسمت العنود وفكها يرتجف بقوة وهي تقول : ما .. ماني .. بر .. بردانه .. بس .. جسمي .. كلـ ... كله ..
قالت سفانة وهي ترص على ركبها بقوة : عارفه , كله ينتفض , تراك عدتي هالجملة ثلاث مرات إلى الآن ..
غمضت العنود عيونها وسحبت أنفاس عميقة وهي تحاول تهدي نفسها , دخلت الهنوف وهمست بخوف : اش فيه ؟؟
لفت عليها سفانة وقالت بتوتر : من دخلت القاعة وهي مهي على بعضها ولمن جيتها لقيتها على هالحالة ..
جلست الهنوف جنبها وضمتها وهي تقول : عنود حبيبي حتى أنا من دخلت وأنا أحس نفسي واقفة على طرف هاوية , أقل حركة من هنا ولا من هنا بترميني من فوق , بس قلبي يهدأ لمن أقعد أقول لنفسي مو شرط اللي صار في فرح البندري يتكرر هنا , لازم نمشي , لازم نسوي . لازم ولازم , أشغل عقلي عشان ما أتذكر وما أفكر ولا أسترجع أي ذكرى , سوي زيي ..
غمضت العنود عيونها بقوة وهي تسحب أنفاس عميقة , دلكت سفانة يدينها البارده وقالت : يلا يا عمري , يلا عشان أزهار , شوفيها ماشاء الله عليها كيف صابرة , يلا يا قلبي قومي ...
بدأت رجفتها تخف شويه شويه فهمست وهي تحس براحة من توقف صوت أسنانها المزعج : شويه وألحقكم , تحركوا لا تلاحظ أزهار غيابنا ..
خرجوا بعد ما تأكدوا من إن الرجفة وقفت تماما , أول ما صكت الهنوف الباب انسابت دموعها , شهقت سفانة وسحبتها بسرعة وهي تقول : هنووووووووف , دوبك اش تقوليييييييييين ؟؟
مسحت دموعها وقالت بثبات : يلا ننزل لأزهار ..
ابتسمت سفانة وقالت : سبحان الله المصايب إذا ما قتلتك تقويك , مين كان يتخيل إنه هذي هنوف ..
أول ماتمالكت العنود أعصابها ونزلت شافت الكل هادي رغم أصوات الطيران اللي شايله القاعة شيل إلا إنه ما كإنهم في فرح , صح القاعة كانت مليانة , أهل أصحاب عامر وعمر , الجارات وبناتهم , حريم رجال الحي وغيره من الحريم باضافة لأهل العروسة إلا إن الجو كان خانق و ما في تفاعل , قالت الدقاقه بعد ما خلصت أغنيتها : صفقة يا جماعة , نايمين ..
وبدأت تغني : وادان واا دااااااانــه ..
ابتسمت العنود وقالت : من جد نايمين ..
وسحبت أزهار اللي ناولت شنطتها لريم وهي تقول : على وين , عنيد ...
تحركت العنود لدرج الكوشة وفكت حبال صندلها , شهقت أزهار وقالت : بنت ما أعرف أرقص قدام الناس ...
سحبتها وتقدمت في الكوشة وبدأت ترقص وهي ماسكة يد أزهار وهي تبتسم لها , تعالت وقتها صفقة الحريم والغطاريف , ضحكت أزهار بحرج وهي تقول : الله يقطع شرك , أظن الكل يضحك على رقصي ..
قالت العنود بابتسامة : لا , حلو لا تخافين , إنت بس هزي وتمايلي ويصير أفنن رقص ..
ضحكت أزهار وقالت : حلو أفنن ..
وطالعت فيها بامتنان وكملت بهمس : شكرا ..
ابتسمت العنود وقالت : على إيه , مو قلنا عمر أخونا كلنا ..
حست أزهار بالتعب فقالت : خلاص تراني تعبت , رجولي يبست ..
تحركوا نازلين , وتفاجأوا لمن بدأوا الحريم يرقصون , ضحكت سفانة وقالت وهي تعدل لأزهار صندلها عشان ما تدنق : شكلهم كانوا يستنون أحد يستفتح الكوشة ..
قالت أزهار بضحكه : سفانة لا صرت في التاسع أخليك تعدلين لي الصندل عشان ما أقدر أدنق مو دحين ..
قالت خولة : أنا قلت لها , مو زين الحركة الكثيرة والتدنيق , لا تنسين إنك حامل ..
كانت فعلا ممتنة حضورهم وعاذرة هدى ونورة اللي رفضوا الحضور بألطف طريق ممكنة , كان يكفيها البنات وخولة وبناتها , وهي نازلة ابتسمت لمن شافتها واقفة قرب الباب , متألقه بثوبها الأسود الحرير الطويل الملفوف بنعومة على جسمها و اللي يحيط به حزام فضي مطعم بالكريستال من تحت الصدر , قالت بفرح : مشااااااااااااااااعل ..
وانطلقت لها وضمتها بقوة وهي تهتف : هلا والله , يا حيا الله من جا ..
قالت مشاعل وهي تسحب شالها اللي بدأ ينزاح عن كتفها : زهره , فضحتيني , شالي بيطيح , زهره ..
وسكتت لمن حست بأنفاس أزهار تتهدج , ابتسمت وقالت بحزم : أم العريس ما تصيح , أم العروسة بس اللي تصيح ...
ضحكت من قلبها وراحت الصيحة اللي حستها تحاربها وهي تقول : الله يقطع سواليفك ..
وتبادلوا السلام , قالت العنود وهي تلف بوزها : على إيه هالترحيب كله ..
دقتها الهنوف وهي تهمس : بنت بلا غيرة مال أمها داعي ..
سلمت أزهار على أم مشاعل وهاله ومرة أخوهم وهي تهلي وترحب , وسلموا عليهم البنات وهم يرحبون فيهم , شوية جات أم صلاح وهي تقول : أزهار , في حرمة تسأل عنك ..
تحركت أزهار معاها وأول ماشافتها تصنمت , كانت تشبهه لحد كبير , ابتسمت الحرمة وقالت بصوت رخيم : إنت أزهار ؟؟
سلمت عليها أزهار وهي تقول : هلا فيك , سامحيني ما عرفتك بس شبهت عليك ..
ضحكت وقالت : ترا تحطميني لمن تقولين إنك شبهتي علي لأنك ما تعرفين إلا أخويه ..
شهقت أزهار وقالت : لا تقولين أخت الدكتور مطلق ..
ضحكت وهي تهز راسها بإيوه وهي تقول : هو ماغيره , اسمي منار , تراني أموت قهر لمن يشبهوني برجال ..
ضحكت أزهار و رحبت فيها أكثر و قالت بحرج : سامحيني بس مررررة تتشابهون ..
قالت بمرح : ما عليك دايم يقولون علي إني النسخة المؤنثة منه ..
وكملت بضحكة : والمصغرة لأني أصغر منه , تعرفينا إحنا الحريم يهمنا حكاية العمر ..

ضحكت أزهار و أشرت لها على الطاولة القريبة من المدخل واللي جلسوا عندها البنات عشان يكونون قريبين من أزهار وقالت : تفضلي , تفضلي , يا حلوات , هذي منار أخت الدكتور مطلق ..
هتفوا بحماس دفع علامات الدهشة على وجه منار , ضحكت أزهار وقالت وهي تفرصع عيونها فيهم : أعذريهم له شعبية كبيرة ..
سلمت عليهم منار وجلست جنب خولة اللي قالت : يا هلا فيك والله , جزاك الله خير , راعين واجب وأخوك ماشاء الله الكل يمدح فيه ..
ومن بين تبادل الأحاديث ابتسمت منار لمن سمعت سمية والخنساء يتكلمون عن الجامعة وسألتهم : ماشاء الله في أي قسم ..
قالوا مع بعض : تغذية ..
وابتسموا , قالت بحنان : بنتي مرام قسم رياضيات , ثاني سنة ..
طالعوا فيها بذهول وقالت الهنوف : ما شاء الله عندك بنت في الجامعة ..
ضحكت بإحراج وقالت : هي بنتي بس مهي بنتي , قصدي ..
وابتسمت وقالت هدوء : بنت زوجي بس عايشة معاي عشان كذا أقول بنتي , أنا عندي اثنين , ولد في الإبتدائي وبنت سنة أولى متوسط ..
قالت خولة بتخرجها من حرجها وهي تأشر للبنات ينزلون بصرهم المحدق فيها : ما شاء الله , الله يحفظهم لك يا رب ..
همست العنود لسفانة : شبه أخوها مررررة ..
لفت عليها سفانة وسألتها باستنكار : وإنت حضرتك متى شفتي أخوها يا أم عيون طويلة ..
قالت بدفاع : يوو لمن كنت أروح المستشفى مع أزهار كنت أشوفه أحيانا ومرة شفته من طاقة بيتـ ...
وسكتت لمن تذكرت ذاك الموقف السخيف اللي تعرضت له , يكون عدنان شافها ذيك المرة ~ لا , لا , قفلت الستارة بسرعة , وييييييي لا يكون وقتها كان يحسبني الصايعة اللي تلاحقه ولا ...~ شهقت بداخلها وعزمت إنها تسأله متى ما سنحت لها الفرصة بطريقة غير مباشرة عن ذيك المرة ..
: وين رحتي يالخبلة ؟؟
لفت عليها وابتسمت وهي تقول : هنا , يعني وين بأروح ..
وكملت لمن تذكرت هي اش كانت تقول : مرة صابتني طفاقة وفتحت الستارة عشان أشوف من هالغريب اللي جاي لأبويه وطلع عمر ..
قالت سفانة بتعجب : يوم تقولين هالكلام أحسك تتكلمين عن شي صار من سنين ما كإنه من كم شهر ..
زفرت العنود وقالت : فعلا هالسنة أحسها طويــــلة ..
ضحكت سفانة وهي تسمع أطراف من حديث الخنساء وسمية مع هاله أخت مشاعل اللي انشغلت بالحديث عن مدرستها مع خولة : خاصة وهي أول سنة جالسين في البيت بعد التخرج , يعني من جد طويلة وملل ..
ولمن سمعت منار تتكلم عن مطلق مع أم مشاعل دقت العنود بكوعها بخفة وهي تهمس : تتوقعين جايه تسلم على أزهار وتبارك لها بس ولا جايه تدور لأخوها على عروسة , أشوفها تتكلم عنه كثير ..
رجعت لها عنود الدقه وهي تقول بتريقة : هــي , حدك عاد , عيونك لا تطول أكثر , عبود وبس ..
ضربتها سفانة وقالت : تراك ذبحتيني هالأيام , اش عندك ؟؟ الولد متكلم على وحده فكيني منه خلاص ..
رصت العنود فمها وهي تقول بداخلها ~ وييييييييييي لازم أمسك لساني لا أنفضح , عاد ريم محرصة علي ما أطلع الموضوع قبل ما يتكلم عمي في الموضوع , واااااااااااااي والله تعذييييييييييييييييب ودي أقولهاااااااااااااا , حرام يا ناس , هذا سلخ وذبح بالبطييييييييييييء ~ مسدت سفانة على شعر الباروكة تتأكد من وضعيتها وهي تهمس : بعدين مافيها شي لو دورنا على رزق , من سبق لبق ..
طالعت فيها بنظرات حادة وهي تقول : إخصصصصص باعت ولد خالها راعي التاكسي على أول رصيف عشان دكتور ..
وقطبت حواجبها وهي تعيد كلامها : دكتور !! ..
ومسدت دقنها بتفكير وهي تهمس : وحليوة كمان !!
ثواني وضربت الطاولة بيدها وقالت بحماس : بيعي أبووووه مو بس بيعيه ..
قهقهت سفانة من قلبها وغطت فمها لمن التفت لها كل من الطاولة وهي تحمحم بحرج , لفت على العنود ولكزتها في خصرها وهي تقولها : متخلفة , مجنونة , إنقلعي عني فضحتيني ..
قالت العنود بتريقة وهي تقوم : ماتبغين شوري , إنتي حرة , أروح أشوف زهرة أبرك من قعدتي عندك ..
زفرت سفانة وقامت لحقتها عشان تدور على الهنوف المختفية ..


***********************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
R-thar
خمس نجوم
خمس نجوم
R-thar


مسآهمـآتــيً $ : : 797
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 48512
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 17
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/01/2012

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة   رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty30/1/2012, 9:33 pm

فركت أزهار يدينها بتوتر وهي تطالع في باب غرفة العروسة اللي نادتها أم صلاح لها , دق جوالها , ردت عليه بسرعة لمن شافت اسم الجوهرة , قالت بابتسامة : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
ولمن ردت الجوهرة السلام وكملت بتريقة : ما تشوفين إنه المفروض إني أنا اللي أسلم ..
ضحكت أزهار وقالت بتحبب : كيف حالك يا عسل وحال رنوده ؟؟
ردت عليها الجوهرة و قالت بلهجة جافة بعد ما سألتها عن حالها وعن الزواج : اتصلت عشان أبارك لك , مبروك اللي سويته , اللي يبارك لهم يارب ..
أزهار اللي صارت تعرف إنه رمي الكلام بلا حساب واللهجة الباردة المتعالية جزء لا يتجزأ من الجوهرة قالت بحرارة : جزااااك الله خير , والله ما تقصرين يا أم ريناد ..
قالت الجوهرة وهي ترقق لهجتها : المهم , لا تنسين تحطين عوده كل ما خف البخور و مو تنسين الفوفل , باشري به بعد العشاء على طول ..
ابتسمت وقالت : إن شاء الله ..
واستمعت لنصائح الجوهرة اللي ما لها نهاية وهي تقول : إن شاء الله , الله يسعدك , جزاك الله خير , من عيوني ..
ولمن قالت : يلا مع السلامة ..
قالت بلطف وتحبب : جواهر , مشكورة على اتصالك , وأنا عارفه إنك لو كنت هنا ما بتقصرين معايا , جزاك الله خير ..
وصك الجوال بعد ماودعتها وطالعت فيه للحظات وهي تقول بداخلها ~ صدقت الآية , إذا قابلت الإساءة بالإحسان يصير عدوك كأنه ولي حميم , سبحانك يارب تغير ولا تتغير ~ خرجت من أفكارها لمن خرجت بنت خالة منى وقالت بابتسامة : تفضلي , جابت لنا الصداع , نادوا أزهار ..
ابتسمت أزهار ودخلت وهي تسلم , أول ما شافت منى اتسعت ابتسامتها أكثر وهي تقول : بسم الله ما شاء ..
فستانها الأبيض مفتوح فتحة سبرينه مثلثه والصدر مشغول بكريستالات ناعمة يتغير لونها مع أي حركة تصدر منها , شعرها مرفوع بشكل خفيف ومثبت عليه تاج عريض له سلاسل من الجنبين تتحرك بنعومه وطرحتها مثبته من تحت التسريحة , طالعت فيها منى بخوف وقالت وهي تأشر على مكياجها اللي بألوان الغروب تشبه الألوان المنعكسة من كريستالاتها : ثقيييييييييييييل ..
ضحكت أزهار وضمتها بخفه وهي تقول : والله يجنن , بسم الله ماشاء الله ..
وبعدت عنها وقالت : قريتي على نفسك ..
هزت راسها بإيوه وهمست : من جدك حلو !! ولا تجاملين عشاني حرمة أخووووك ..
ضحكت أزهار وقالت : أكلمك كصديقة مو كأخت زوج يالخبله ..
ابتسمت منى براحة وقالت : ريحتيني ..
قالت أم صلاح : لنا ساعة نقولها حلو , حلو , مارضيت تسمع لأحد وأصرت تناديك ..
قالت منى باعتراض وهي تأشر على بنت خالتها : طاحت فيني , مفروض ما تشوفك إلا في الزفة ...
انحرجت بنت خالتها فقالت أزهار بلطف وهي مقدرة إنه محد حيفهم العلاقة اللي بينها وبين منى واللي قويت وزادت في الأيام الأخيرة : لا تلومينها , تبغى تطلع لك طلعة ..
دنقت منى وهمست : تتوقعين عمر ما ينفجع من المكياج الثقيل ..
ضحكت أزهار وقالت بهمس : قلت لك حلو إش فيييييييييك ؟؟
زفرت منى وهمست من بين أسنانها : مو أخوك دايم يقول إنه يحب البساطة ..
قالت أزهار وهي تدقها : إنت عرووووس , إش بساطة ..
ودقتها وهي تقول بتريقة : مو كل شي يقوله تمسكينه بالحرف , ترا أخوي بدوي ما قيد شاف شي عشان كذا يقول هالكلام , إنت علميه ...
ضحكت وقالت : حراااام عليك ..
قالت أزهار بلهجة صادقة : يارب يوفقكم ويخليكم لبعض ..
وتحركت وخرجت تلحق بأم صلاح اللي نازلة عشان تقول للناس يتفضلون للعشا , كانت تحس نفسها تايهة وهي عارفة فين تروح وفيت تجي فكانت أكثر الوقت يا جالسة أو تلحق بأم صلاح اللي تبتسم لها كل شوي وهي تضغط على يدها مشجعة , جات للطاولة وسألت أم مشاعل ومنار وخولة : أكلتم ؟؟
جاوبوها بالإيجاب وأم مشاعل تقول : كثر الله خيركم , جعلها سفرة دايمة يارب ..
شكرتها أزهار وهي تقول بامتنان وهو تطالع للهنوف والعنود : كثر الله خير أبويه أحمد ..
و لفت للكوشة و ابتسمت لمن شافت مشاعل ترقص مع سمية , وصفقت لهم وهي تطالع فيهم بامتنان , رفعت مشاعل راسها وابتسمت لها وهي تأشر بسبابتها بمعنى مرة وحدة بس , ضحكت وقالت وهي تلف على الهنوف : ما تحب ترقص لكن عشاني , الله يسعدها يارب ..
قالت العنود بغيرة وهي ترفع سبابة يمناها وهي تدق صدرها بسبابتها الثانية : أنا كمان , أنا رقصت كمان ولا نسيتي ..
ضربتها ريم وسط ضحكهم و هي تقول : بلا بزرنة , كل ماقلنا شي رفعت إصباعها كإنها في مدرسة وهي تقول أنا و أنا ..
قالت أزهار بضحكة : الله لا يحرمني منك ..
ابتسمت العنود براحة و رجعت جلست بهدوء , قالت خولة : خلاص ارتحتي ..
هزت راسها بإيوه و ضحكت منار وهمست لخولة متسائلة : هي دايم ربشة كذا ..
زفرت خولة وقالت : مطلعة مزرعة نخل في راس خالي المسكين ..
وقالت وهي تأشر على ريم و سفانة اللي عن جنبيها : وترى الثنتين اللي جنبها ما يفرقون عنها في شي إلا إنه خبالهم ما يطلع عند الناس يعني قدام بعض بس ..
انتفضت أزهار لمن رن جوالها ورفعته على طول وهي تقول بلهفة : هلا ..
وصلها صوت أخوها المتلعثم وهو يسلم , ردت السلام وقالت : آآآآمر يا قلبي ..
: يا سلاااااااااااام , تقولين يا قلبي لييييييييييييييه ؟؟
قالت بصدمة : جسوم ..
: سحبت الجوال منه يوم شفته مو قادر يتكلم , أتاريك قاعدة تغازلينه ..
ضحكت وقالت بأذيه : أخويه وأنا حره ..
: لا والله , إحلفي , ماكنت داري إنه أخوك ..
جاوبته بضحكة ثانية فقال : شغلك في البيت , المهم سوي طريق , العريس بيطلع ..
حست خفقات قلبها تزيد فسألت : مين بيطلع معاه ؟؟
قال : أبو العروسة وأخوانها يعني مين بيطلع ..
قالت بسرعة : بأدخل معاهم بالعباية ..
وهمست بعدها بإستئذان : إذا ممكن ؟؟
وصلها صوته يحمل نبرات حانية وهو يقول : ممكن ونص , يلا إلبسي ..
قالت بفرح : شكرا ..
وصكت الجوال وقالت وهي تحاول تضبط انفاسها المتوترة : بيدخل ..
فزوا البنات وقالوا في لحظة وحدة : بنشوفه ..
قالت خولة بحزم : إجلسوا وانثبروا , حلللوة ذي ..
قالت العنود باستنكار : لييييييه ؟؟ هذا عموووووور ..
وقالت سفانة وهي تهز راسها : أخونا عمور لو ماشفناه وهو داخل على عروسه نشوف مين ؟؟
رفعت خولة حواجبها وقالت بسخرية : لااااااااااا , من متى ؟؟ ليه ماقلتولي إنكم راضعين معاه ؟؟
وكملت بحزم : إجلسوا , أصلا لازم ثلاث منكم يوقفون بسلال الفوفل , الناس دحين يطلعون من العشا ..
قالت ريم وهي تأشر على سمية وأسماء والخنساء : هذولي هم , واحد , اثنين , ثلاثة , إحنا بنطلع ..
وتحركوا والعنود تدف أزهار وهي تقول : يلا بسرعة , تحركي ...
زفرت الهنوف وقالت : لا تحاولين ..
وأشرت للبنات الثلاثة وقالت وهي تتحرك طالعة لغرفة أهل العريس : تعالوا عشان تاخذون السلال ..
ابتسمت منار وقالت : خليهم , اش فيها ؟؟
قالت خولة باستنكار : مايجوز , بيقعدون يتأملون الرجال وهو مهو محرم لهم , مو عشان عريس تصير شوفته حلال ..
ضحكت وقالت : إنت ليه متعصبة كذا , أجل لو بينزف ويسلم عليها ويشربها قدام الله وخلقه زي اللي عندنا إش تقولين ..
قالت خولة : أستغفر الله العظيم , الحمد لله على نعمة العقل , الله لا يبلانا , أنا لو أشوف زي كذا ما بأشره على العروسة , أشره على الرجال اللي رضى يسوي هذا كله وهو لوحده وسط حريم لا همه في إختلاط ولا ذنوب ولا غيره , وين رجولته ؟؟ ..
فتحت منار عيونها على اتساعها وقالت : ما توقعتك جافة كذا , الموضع عادي ما يحوج هذا كله ..
ابتسمت خولة وقالت بلطف : مو حكاية عادي وبسيط هي اللي خلتنا نتهاون في كثير من الأمور , بعدين شي يجر شي ..
وحبت تنهي الموضوع فتابعت وهي تأشر على الدقاقة : اش رايك فيها ؟؟ ماشاء الله عليها صوتها ودق اللي معاها مرررة حلو ..
وافقتها منار وقالت : أول مرة أحضر زواج إسلامي , صراحة ما توقعته كذا ..


*********************

طالع عمر بتوتر في أبو صلاح وعياله ورجع طالع في أحمد , ابتسم له أحمد بتشجيع , قال صلاح بضحكه : عمر اش تستنى ؟؟
قال عمر وهو يأشر على جاسم : جاسم ..
وسكت لمن ابتسم جاسم وقال : أهم جووا ..
لف وانصدم لمن شاف عبد الرزاق و حسان و عبد الإله معاهم محمد و أحمد عيال جلال وهم ماسكين طيران , قال حسان وهو يبتسم و يمسح الطار : بـ نزفك ..
وأشر براسه على عبد الرزاق وقال : هو أصر ..
ابتسم عمر لعبد الرزاق اللي بادله الابتسام ورفع الطار وبدأ الدق وهو يقول : عريسنا دخل دخل ..
وتبعوه البقية وهم يكملون : بين الشريعة والنخل ..
ابتسم عمر بامتنان وهو يحس بإحراج من النظرات اللي تصوبت عليه , مسكه أحمد ومشي معاه , كانت ضربات قلبه تنافس الطار في قوتها وهو يشوف أخوان منى يصفقون ومعاهم بقية الشباب اللي وصلوه لحد الباب المخصص للعروسة , قرب من جاسم وهمس وهو يحس ابتسامته مراقبة : أحس ابتسامتي منشيه وأحس شكلي يضحك ..
ضحك جاسم من قلبه وقال بتريقة : ومن قال لك مهي منشية , كإنك منشي أبوها لكن من ناحية شكلك يضحك , لا والله , ماشاء الله عليك ..
وكمل بتشجيع وهو يدقه : ترا أزهار بتدخل معاك , تلقاها تستناك ..
شكره بتوتر و طلع الدرج وهو يحس خفقات قلبه تزيد مع كل خطوة , قال أبو صلاح وهو يأشر له : تفضل يا عريس ..
أول ما دخل الصالة طالع يمين ويسار ورجع دنق وهو يشوف كم وحده واقفة بعبايتها , حمحم بتوتر وهو ينادي : أزها ..
ما خلص كلمته إلا وشاف طرف عباية جنبه فعرف إنها هي , دخل أبو صلاح وعياله , فرفعت غطها , رفع عمر بصره لأزهار وهمس وهو يعدل بشته : خليك جنبي ..
ماقدرت ترد عليه من الغصة اللي حستها زي الحجرة الكبيرة أعلى حلقها , هزت راسها وهي تتأمله بمحبة عميقة , أول مرة تشوفه ببشت سكري , قال بمزح يبغى يخفف توتره وهو يعدل غترته البيضا اللي لبسها بدون عقال: عريس مو ؟؟
هزت راسها وهي تسحب حروفها سحب وهي تقول بصوت حاولت تخليه معتدل : ماشاء الله عليك ..
ومدت يدها ومسحت بخفه على راسه وكتفه وهي تهمس : أعيذك بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ..
ونفثت وهي تكمل : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ..
ضحك وقال وهو يحس توتره زال بحركتها : كم مرة أقولك مو لازم تمسحين ولا تمسكين , يكفي القراية ..
قالت وهي تدقه : تعودت , اش أسوي , تحرك يلا ..
حمحم ودخل للغرفة اللي أشرت له عليها وهي تغطت ودخلت وراه , كانوا مشغلين شريط زفة في المسجل , أول ما دخل وجا بصره عليها وهي جالسة على الكرسي خفض بصره بسرعة وهو يلف يمينه , قال أبو صلاح بمزح : أزهار بنتي خليك جنبه ..
ضحكوا عياله و مسكت أزهار ضحكتها لمن حمر وجهه وهو يمسك أطراف بشته , تحرك لمنى اللي وقفت بمساعدة أمها اللي أول مرة يشوفها , مد يده بإحراج لها فسلمت عليه عربة وهي تقول : كيف حالك ؟؟ مبروك عليكم , الله يسعدكم ويتمم لكم على خير ..
شكرها بهمس وهو مو قادر يرفع بصره لها , ولمن اشرت له على منى , رفع بصره و تصنم وهو يحس اضطرابه يزيد , كانت قمة في الجمال , قال صلاح بضحكة : منى , خرعتي الولد ...
ضربه أبوه بخفة و همست أزهار وهي تدق عمر : عمور ارفع طرحتها ..
مد يدينه ورفع طرحتها , دنقت منى راسها وهي تحس بإحراج أكثر من إحراجه , ركزت بصرها على مسكتها المعلقة بشريط ساتان أبيض في معصمها اليمين , رفع يده لجبينها وهو يدعي اللهم إني أسألك من خيرها وخير ما جبلتها عليه، وأعوذ بك من شرها وشر ما جبلتها عليه , ولمن انتهى نزل يده وهو مو عارف اش يسوي , أشرت له أزهار يوقف جنبها , وقف وهو يبتسم بتوتر , تقدم أبو صلاح وبدأ يسلم على بنته ويوصيها على عمر ويوصي عمر عليها , ولمن جاب كمال صينية مزينة بنفس بورود وشرايط نفس ألوان الورود اللي في مسكة منى , طالع بتوتر في صلاح اللي تناول من أمه كاميرا الفيديو وشغلها , ابتسم صلاح وقال : بعد إذنك يا عمر , جدتي ما قدرت تجي الفرح ونبغى نصوركم ..
ابتسم عمر وقال بهدوء : كاميرا الفيديو عادي , بس ينمسح الشريط على طول ومحد يحتفظ فيه ..
أشر صلاح على عيونه وقال وهو يرفع الكاميرا : طيب أعطينا نظرة حلوة ..
ابتسم بإحراج ولف على الصينية , وشاف أزهار تأشر له إنه يشربها , ضحك بداخله عليها , أمس جلست تشرح له الخطوات اللي يسويها وكيف يدخل ويرفع طرحتها ويقرأ الدعاء ويوقف جنبها , هذا كله شرحته له لكن مع التوتر طارت كلها من عقله , الكاسة هذي ما جابت سيرتها , ما كان يحبذ هالأمور لكنه مد يده وسحب الكاسة ولف على منى المدنقة , حمحم وقال بهمس وهو يشوف الكاسة تهتز من رجفة يده : يستحسن إننا نشرب بسرعة قبل ما أخرب فستانك ..
غطت فمها تمنع ضحكتها ورفعت راسها , شافت الكاسة تهتز بشكل واضح , مدت يدها بسرعة وسندت الكاسة من طرفها وشربت شويه وهي منحرجة من نظراتهم المنصبة عليهم , بعد الكاسة وهو يزفر بداخله براحة لانتهاء التعذيب , قال كمال وهو يناولها الكاسة : دورك يا منى , بس مو تفشلينا وتكبينه على ثوب المرس , ترى يطلقك ..
ابتسم عمر ورفع بصره لها شافها مقطبة وهي تطالع في كمال بغيض كمل ما تلف عليه بإحراج , لمن شاف أثر شفايفها الخفيف على الكاسة مد يده و لف الكاسه وهي في يدها وشرب من نفس مكانها , خفضت منى بصرها عنه وحست أزهار بالإحراج من حركته رغم إنها كانت متوقعتها , صرخوا أخوانها بحماس خلى عمر يلف وجهه وهو يعدل غترته وهو يحمحم , قال أبوهم : بس إنت وإياه , ذبحتوا الولد ..
قال كمال أصغر أخوانها : أمووووووووت أنا يارومنسي , ماتوقعت هالحركة منك يالمطوع ..
دقه أبوه وهو يقوله : ولد اش هالكلام , ما تعرف إن هذي حركة إقتداء بالرسول ..
فتح عيونه على اتساعها وقال بعدم تصديق : بالله !! صراحة أول مرة أدري ..
سحبه أبوه وخرج البقية وهو يقول : خلوا أزهار تاخذ راحتها , مبروك يا أزهار ..
همست : الله يبارك فيك , مبروك ماسويتم ..
ولمن خرجوا فتحت غطاها وغطرفت لهم وهي تقول بفرح : ألف ألف ألللللللللللف مبروك يا حبايبي , عقبال ما أحضر فرح عيالكم ..
حس عمر بحرجه ينزاح بعد خروج أبوها وأخوانها واللي تبعتهم أمها , ابتسم وقال : الله يبارك في عمرك ..
ولف على منى وقال وهو موجه بصره للأرض : مبروك يامنى ..
دنقت وهمست وهي تقبض على فستانها بخجل : الله يبارك في عمرك ..
طالعت فيهم أزهار وضحكت وهي تقول : اللي يشوفكم يقول أول مرة يتقابلون , هذا وإحنا مسوين ملكة أجل لو ماسوينالكم ملكة اش بتسوون ..
ولمن شافتهم ملتزمين الصمت ومحد حاول يطالع في الثاني زاد ضحكها وهي تخرج وتقول بتريقة : أروح أشوف كم شغلة وأرجع , مابأسيبكم شوية عشان تاخذون راحتكم و تتذكرون إنكم مملكين وتهرجون بالساعات في التلفون , لا بس بأروح اشوف كم شغلة وأرجع ..
خرجت وصكت الباب وهي تقول : الله يخلف عليهم هذولي اش بيسوون الليلة ..
: يا قلبييييييييييييييي ..
انفجعت لمن انتبهت للبنات اللي واقفات عندها , لفت على العنود وقالت : خير اش فيه قلبك ؟؟
همست بطريقة مسرحية : حركته وقفت لي قلبي ..
ضربتها سفانة باستنكار وهي تأشر لها على بنت خالة منى اللي ضحكت عليها , قالت أزهار وهي رافعة حاجب من حواجبها : خلاص أوصي سحر تقول لعدنا.. آآآآآآآآآي ..
تأوهت وهي تحك ذراعها اللي ضربتها العنود وهي تقول بعصبية : تراااااااب , إنت وحاجبك هذا , ماعلمك جاسم خير ..
وتغيرت ملامحها وهي تمسك بطنها وهي تقول : مغصتي بطني ..
ضحكوا عليها وقالت ريم : يا ذا المغص اللي ذبحتينا فيه ..
وزاد ضحكهم لمن قالت العنود بتريقة : أبشرك قام يتحول لضحك , مغص ممزوج برغبة مجنونة في القهقهة من قلبي ..
تلاشت ابتسامة أزهار وهي تتساءل بداخلها ~ افتقدهم زي ما افتقدتهم اليوم , يكون .. ~
: أزهار ..
رفعت بصرها لسفانة وابتسمت بسرعة وهي تهز راسها وهي تقول : كنت أفكر , تكفين سفسف إنزلي وشوفي الحريم فضوا صالة العشا خلاص عشان نبدأ الزفة , ترى عمر حرص علي أمس إنه مايبغى يتأخر ..
أشرت على عيونها وقالت : تامرين أمر ياقلبي ..
ونزلت للصالة بسرعة , تبعتها ريم عشان تساعدها لكن العنود أشرت على رجول أزهار وقالت : رجلي على رجلك , ما أتحرك من دونك سامعة ..
ابتسمت لها أزهار وهي تهز راسها , قالت لمياء : عندنا زفة أطفال , تعالوا شوفوها ..
تحركوا ونزلوا عشان يشوفون الزفة اللي كان فيها بنتين صغار معاهم سبتات ورد ولابسين فساتين بيضاء واسعة وقدامهم ولد صغير لابس دقلة سوداء مطرزة بخيوط فضية ..
بعد صمت وجمود طويـــــل , رفع راسه وابتسم وهو يقول : كيف حالك منى ؟؟
هزت راسها وهي تقول : الحمد لله ..
مسح جبينه بتوتر ورجع نفخ هوا من فمه وقال : تراني ماني عارف اش أقول ..
مسكت ضحكتها ورفعت بصرها له وابتسمت له , ضحك من توتره وقال : ترا الشباب حفظوني فوق العشر جمل لكنها طارت ..
ضحكت هالمرة لأنها ماعاد هي قادرة تمسك نفسها , قال بصدق : من جدي أتكلم , هالسكوت كله أحاول أسترجع حرف واحد ماني قادر , أتذكر أشكالهم بس ..
ولمن سمع ضحكتها وشاف السعادة تلمع في عيونها أشاح ببصره وهو يصرخ بداخله ~ سامحيني يا منى , ودي أقول هذي أسعد ليلة في حياتي لكني ماني قادر , والله ماني قادر ~ رجع طالع فيها وقال : الله يقدرني وأسعدك ..
ابتسمت بخجل وهي تهمس : و يقدرني و أسعدك ..
اندق الباب ودخلت منه أزهار وهي تقول : سلااااااااام على عصافير الحب , ها سطيتم على بعض ..
ودخلت وهي تقول بمرح : يلا عمور , مادام تذكرتم إنكم مو أول مرة تشوفون بعض جا وقت الإنصراف , يلا بـ نزف العروسة ..
قام عمر و همس لأزهار : إقري عليها ..
ضحكت وقالت بصوت عالي عشان تسمعها منى وهي تطالع فيها : ويييييي لا تخاف قرينا وإن شاء الله مو صاير لها شي ..
طالع فيها عمر باستنكار ودقها بخفه وهو خارج معاها , ودعته عند الباب وراحت تساعد منى عشان ترتب نفسها قبل ما تنزف ..
قالت العنود للهنوف اللي طلعت تشوف يحتاجون شي ولا لا وهي واقفة تستنى أزهار : قلبي هو عمووووور , بغيت أنط عليه وأحضنه ..
طالعت فيها الهنوف وقالت باستنكار : صدق ما عندك مذهب ..
لفت العنود بوزها وقالت : يمه منك , ما قصدت شي , مجرد مشاركة وجدانية لا أكثر ..
ولمن شافت خالة العروسة داخله للغرفة همست : هنوف شفتي تسريحتها ..
قالت الهنوف بحزم : بلا غيبة زايدة , من كثر حسناتنا عشان ناخذ ذنوب ..
دقتها وقالت : يا دبببببببب , ما كنت بأغتاب , كنت بأسألك هذا شعرها الحقيقي ؟؟ لأنه ما أظنها تركب باروكة و لا تحط حشوة شعر و معروف إنه الواصلة ربي يلعنها ..
ضحكت الهنوف ضحكة ألم وقالت : ومين قالك إنه الحريم يهمهم هالشي , يقولون لك رجعت دحين موضة البواريك والعياذ بالله , خاصة عند العرايس , تقول عشان ماتضطر تفكك تسريحتها لمن ترجع مع عريسها تقوم تسشور شعرها وتلمه كله وتركب باروكة تسوي عليها التسريحة ويوم ترجع تفك الباروكة ويكون شعرها ناعم لا فيه مثبت ولا شي ..
قالت العنود بصدمة : أعوذ بالله , أنلعن من ربي عشان شعري يكون ناعم , أعوذ بالله , نسمع ونسلم ..
: حلوة نسمع ونسلم , كإنه جدتي حمده قدامي , بعدين اش وصلنا لهالموضوع ..
عدلت العنود وضع شعرها اللي سشورته ولفته في البيت وقالت : صراحة شعرها ما شاء الله عليه كثيييييييييير , ودي في حاجة تكثر شعري , بعدين رافعته كله فجاي شكله غريب و ..
وقطعت كلامها وهب تقطب بتفكير قبل ما تقول بحيرة وتساؤل : تعتقدين هذي التسريحات اللي قال عنها الشيخ ماتجوز في تفسيره لحديث صنفان من أهل النار وذكر رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة ..
هزت الهنوف أكتافها بأسف وقالت : إلا هي , الله يغفر لها ..
شهقت العنود وقالت : كمااااااااان ..
و مسكت لسانها بسبابتها و إبهامها ومسحته ورجعت تحركها كإنها تنفض شي وهي تقول : الواحد لا يزرى إلا على صاحب صلاة ودين , الزراية تلحق ..
ضحكت الهنوف وقالت : ما أشوفك مسحتيها في باطن رجلك زي دايم ..
دقتها وقالت باستنكار : مكياج وصندل شياكة وين أمسحها في رجلي ..
: أم التخاريف أسميك ..
سكتتها العنود لمن خرجت خالة منى وهي تنادي لمياء وتبعتها ببصرها تحاول تشوف هذا شعرها الحقيقي ولا باروكة أو حشوة , دقتها الهنوف وهي تقول بهمس : عيونك يالخبلة , بتفضحينا عند الناااااااس ..
قالت العنود وهي تتحرك : أروح أسألها أحسـ ...
شهقت الهنوف وسحبتها وهي تقول : يا مجنونة ..
ضحكت العنود وقالت : صدقتي , أمزح معاك أنا ..
خرجت أزهار وقالت : إنتم هنا , خلاص بنزفها دحين ..
نزلوا معاها ووقفوا عند الكوشة في الوقت اللي ظلمت فيه القاعة وتصوب الضوء على المدخل اللي بتدخل منه العروسة , ولمن خرجت منى وبدأت الغطاريف والزفة حست أزهار بالدموع تتجمع في عيونها وهي تفكر بعمر وبأمها وأخوينها الميتين , ودار طيف البندري في بالها يوم البروفة اللي لبست فيها الفستان تعرضه لهم , كبحت دموعها بقوة وهي تشوف نظرات مشاعل المشجعة لها , ابتسمت لمشاعل وأشرت لها بإبهامها بمعنى أنا كويسة ورجعت تطالع في منى وهي تسمي عليها , وثواني ولفت على بقية البنات , حست قلبها يتفتت لمن شافتهم يبكون بحرقة , سفانة ساندة جبينها على الطاولة وتمسح بالمنديل دموعها , ريم مغطية وجهها بيدينها وأكتافها تهتز من شدة بكاها , الخنساء ضامة الهنوف اللي صدر منها صوت مخنوق , حتى خولة وبناتها كانوا يبكون بصمت , قالت العنود بهمس ثابت : شكلهم يفكرون في البندري ..
هزت أزهار راسها بإيوه وهي تتأمل وجه العنود , كان غير مقروء وهي مثبته بصرها على منى , تمنت أزهار لو تكلمها لكن عقلها كان خالي , اش ممكن تقول لها في مثل هالوقت ؟؟ لمن وصلت منى الكوشة , طلعت لها أزهار وتبعتها العنود , وقفوا جنبها وهم يصفقون ويغطرفون لها وطلعوا قريباتها و صحباتها في الكلية وسلموا عليها وبدأوا يرقصون قدامها , كانت كل لحظة تمر على العنود تتخيل فيها لو إنه البندري حية كان فرحوا بها نفس هالفرح , نفضت هالتفكير عن بالها و ركزت نظرها على أزهار وهي تقول بداخلها بحزم ~ الليلة لازم تخلين بالك من أزهار , ياحبيبتي يا أزهار أنا وحده وماني قادرة أنساها كيف انتي , ماشاء الله عليك كل مالفيت و طالعت فيك كنت مبتسمة ولا تضحكين , ياليت ربي يرزقني ربع صبرك وقوتك , ماشاء الله عليك ~ كانت أزهار مبتسمة وتسلم على صحبات منى اللي عرفتها منى عليهم و بدأوا يلقون النكات قدامها وهم يطلعون فضايح منى في الكلية , رفعت العنود جوالها اللي دق كذا مرة وهي مهي منتبهة و قالت : هلا جسوم ..
: أزهار ويييييييييييين ؟؟ لي ساعة وأنا أدق على جوالها ..
قالت : مشغولة , أكيد ماانتبهت ..
قال بحزم : المهم خرجوا العروسة بسرعة , قد إيش هو الانتظار ..
قالت وهي تحط يدها على خصرها : ياسلااااااااااام , لايكون إنت أبوها وأنا ماني دارية , حبيبي مالنا دخل في العروسة , متى ما خرجـ ...
: أعطيني أزهااااااااار ..
راحت و ناولت أزهار الجوال وهي تقول : جاسم ..
قطبت أزهار حواجبها مهي سامعتها من الدق , قالت وهي تأشر على الجوال : جااااااااااااسم ..
ردت أزهار وقالت على طول : ما حأسمع اش تقول بسبب الدق , خلاص هالدقة ونخرجها , مع السلامة ..
ومن خلصت الدقة جات أم صلاح ووقفت منى وهي تقولها إنها بتروح , زفتها الدقاقة بأغنية وداعية وقريباتها يبكون على فراقها , ساعدتها أمها في فك الجيبون اللي تحت الفستان وفي لبس العباية , ولمن وصلت عند الباب حضنتها بقوة وهي توصيها على نفسها وعلى عمر , حست أزهار بغصة لمن شافت منى تبكي في حضن أمها وابتسمت وقالت بمزح تخفف عنها : منااااي اللي يشوفك يقول بتطير لكوكب ثاني , الباب على الباب يادلوعة ..
مسحت منى دموعها والتفتت لها , ضمتها أزهار وهمست بصوت مخنوق : منى لا أوصيك على عمر ..
همست منى وهي تضمها : عمر في عيوني إن شاء الله ..
غمضت أزهار عيونها بقوووووة وقالت بصوت حاولت تخليه ثابت : تسلم عيونك إن شاء الله , الله يوفقكم ويسعدكم ..
ولمن خرجت وقريباتها يودعونها وهم يبكون طالعت للشارع وشافت صلاح يساعدها على ركوب السيارة مع عمر , تأملت جانب وجهه , لحيته الخفيفه , ابتسامته المتوتره , عيونه , حركات يده وهو يرفع عباية منى بيد واليد الثانية ماسك بشته عشان ماينزلق , حست بدموعها تتجمع مرة ثانية في عيونها , لمن التفت بعدوا البنات عن الباب , وانسحبت أزهار ..
: أزهار ..
رجعت للباب أول ماسمعت صوته وقالت بلهفة : هلا ..
تقدم لها طالع فيها بحنان وهو يهمس : إدعيلي ..
استجمعت كل قوة في خلاياها عشان تنحت أجمل ابتسامة على شفايفها وهي تقول : الله يوفقكك دنيا وآخرة , انتبه لنفسك وللعروسة , لا أوصيك على منى ..
ارتجفت شفايفه لثانية لكنه رجع رص فكه بقوة وهو يقول بثبات : في آمان الله ..
ودنق وسلم على جبينها وتحرك للسيارة , صكت الباب ووقفت عنده بصمت تجاهد عشان تتمالك نفسها , كان جسمها كله يرتجف , لمن سمعت صوت تحرك السيارة مختلط ببواري الشباب اللي بيزفونه جلست على الأرض الرخامية ..
: أزهاااااااااااار ..
التفتت للعنود اللي هتفت باسمها بخوف وقالت وهي تشهق : أقدر أصيح دحين , أقدر أصـ يـ ـ , أ صـ ..
ومدت يدينها للعنود وهي تشهق بقوة وهي تهتف : عنوووووووووووود ..
وانفجرت ببكاء مرير وهي تقول : آآآآآآآآآآآآآآآآه يا أميييييييييييييييي , وينك يا أمييييييييييييييييي ماشفتيه وهو عريييييييييييس , آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه يا حبيبي ياعمر ..
ضمتها العنود وهي تقول بخوف : أزهار حبيبتي خلاص ..
هزت أزهار راسها بلا وهي تصيح وتصرخ : لوحده يا عنووووووود , لوحده , لا أب ولا أم ولا أخواااااااان , لوحده , آآآآآآآآآآآآآآآآآآه ياعمر , آآآآآآآآآآآآآآآه ياحبيبي ...
دمعت عيون العنود وهي تقول بتلعثم : أزهار خلاص الله يخليك ..
دفنت أزهار وجهها في صدر العنود وهي تصيح وتقول : قطع قلبيييييي , مو عارف يفرح ولا يصيييييييييييح , قطع قلبي يا عنووووود ...
غمضت العنود عيونها وبلا مقدمات بدأت تصيح بصوت عالي معاها , كانت تحس بجزء من وجعها ووجعه , كانوا الناس يبكون ويصيحون من صياح أزهار , جاتهم خولة بوجه محمر من أثر البكا وحطت يد على ظهر أزهار واليد الثانية على كتف العنود وقالت بصوت مخنوق : خلاص يا حبايبي , اش فيكم ؟؟ أذكروا الله , قولوا لا إله إلا الله و الحمد لله , ما يصير اللي قاعدين تسوونه ..
رفعت العنود وجهها عن شعر أزهار وطالعت فيها من بين دموعها برجاء إنها تسيب أزهار تفرغ اللي في قلبها لأنها أكثر وحدة تحس بوجع الكبت , قامت خولة عنهم وقالت للبنات اللي كانوا يصيحون : خلاص إنتم كمان بدل ما تهدونها تزيدونها ..
كان كل اللي حولهم يصيحون بلا استثناء وأكثرهم أم صلاح اللي جات ورفعت أزهار عن حضن العنود وهي تقول : خلاص يازهرة , خلاص ياحبيبتي , اللي تسوينه مو زين لا لك ولا للبيبي ..
طالعت أزهار في أم صلاح أحب جارات أمها وزادت دموعها وهي تقول : ماني قادرة يا خاله , ماني قادرة ..
ورجعت تجلس على الأرض وهي تصيح بحرقة وهي تتذكر الأيام اللي قبل استرجاعها لذاكرتها و اللي بعد زواجها , كيف كان وحيد وكيف كانت تتعذب كل يوم وهي تفكر فيه , أخيرا ارتاحت , أخيرا بتجي وحده تؤنس وحدته , كان المفروض من هالتفكير إنه يهديها لكنه كان يزيد دموعها ويزيد وجع قلبها لأنه فكرة إنه كان لوحده في يوم زي كذا كانت المسيطرة على عقلها ..
حست بحضن دافي ماعرفت صاحبته لكنها استسلمت له وهي تصيح ..
: يلا أزهار , إنت أقوى من كذا , من عرفتك وإنت ماشاء الله مؤمنة صابرة , خليك زي ما عرفتك دايم ..
غمضت عيونها وهي تستمح لهمسات مشاعل الرقيقة وهي تضمها أكثر وتمسد على ظهرها بحنان وهي تذكرها بعبارات كثيرة كانت دايم تقولها لها بعد وفاة أبوها وبعد طلاقها من ناصر , بعد ما هدأ صياحها غمضت عيونها وهمست بتعب من بين شهقاتها : تعبانة , مشاعل أنا تعبانة ..
همست مشاعل : الحمد لله , هذا من فضل ربي , الله إذا أحب عبدا ابتلاه , هذا كلللله كنت تقولينه دايم , تتذكرين لمن قلت حتى الهم لمن الإنسان يحس بهم وحيرة ربي يعطيه حسنات عليه , صح ولا لا , تذكري هالكلام زين ..
من بين شهقاتها اللي تهز جسمها حست بظلام خفيف مريح يسود عقلها قبل ماتستسلم له تماما ..


************************


طلع للشقة وهو يساعد منى بعد ما شكر جاسم وبقية الشباب اللي زفوه إلى العمارة , قال صلاح بعد ما دخلهم : خلاص نروح ..
قال مراد لمن شافهم ساكتين : لا نجلس كمان شويه عشان يضيفونا بعصير ..
سحبه صلاح وقال بتريقة : تحرك بكرامتك قبل ما يطردونك بالجزمة ..
ضحك عمر وقال بحرج : لا أبدا , تفضلوا ..
قال صلاح وهو يأشر على راسه مودع : دام فضلك , يلا مع السلامة ..
لمن خرجوا و انصك الباب قال عمر على طول وهو يأشر على غرفة النوم : أسيبك تغيرين فستانك ..
و لمن دخلت الغرفة تحرك على طول وعلق بشته و دخل الحمام اللي عند مجلس الرجال , صك الباب وقفله بالمفتاح وتحرك وغطى الحوض وجلس عليه وهو يزفر , طالع في جزمته السوداء الرسمية وشرابه الجديد وساعته الفضية وكبكاته , ارتجفت شفايفه فزمها بقوة وهو يدفن وجهه بين كفيه وهو يستند بأكواعه على ركبه , صرخ بداخله ~ أميييييييييييييي ليتك معايا الليلة , ليتك .... عمر استغفر ربك , تعترض على اللي كتبه ربك , الليلة ليلة فرحك , تمالك نفسك عشان منى ~ قام بسرعه ووقف عند المغسلة وفتح المويه وغسل بها وجهه , ولمن رفع وجهه تصنم , لوهلة تخيل عمار , لف من الجنب و هو يطالع في المراية , من زاويه معينه كان يشبهه كثيــر , بلا شعور مد يده للمرايه وماانتبه لنفسه إلا لمن لامست أصابعه سطحها البارد , نزلت دمعتين عصية على خدوده وهو يقول بداخله ~ عمار تزوجت قبلك في الدنيا لكن إن شاء الله إنك تكون شهيد وزفوك الحور العين ~ مسح دموعه بخشونه وهو يذكر نفسه إنه صار زوج ومسؤول عن حرمة ولازم يكون أقوى من كذا بكثير , غسل وجهه بسرعة وبداخله كان يهتف منادي لأمه وعمار و ...... عمير المفقود اللي مجرد التفكير فيه يهشم قلبه تهشيم ..
رفع وجهه وتأكد إنه مو واضح عليه أي أثر , مسح بالمنشفة وعدل طاقيته وغترته وخرج , استغرب لمن ماشافها في الصالة , راح لباب الغرفة ورفع يده بيدق ورجع نزلها ورجع جلس على كنب الصالة , ثواني تحولت لدقائق عشر قبل ما ينفتح الباب , قام على طول وفتح عيونه على اتساعها لمن شافها بفستانها , كان وجهها محمر وهي تهمس بصوت باكي : السوسته عالقه ..
قال بتلعثم : ها هاااااااا ..
نزلت راسها وقالت : السوسته حقت الفستان مهي راضية تتحرك ..
حمحم بحرج وفرك رقبته وسكت فترة طويلة قال بعدها كإنه لقي الحل : مو لازم تفكين السوسته تعالي نصلي و أوريك البيت ..
كانت بتقوله الفستان ثقيل و ماتقدر تصلي وتمشي به في الشقة لكنها من حرجها ماحبت تناقشه ..


*********************


يوم الجمعة 5 / 1 / 1427 هـ :
في وقت ما من النهار :

صرخ بلا كلل : أزهاااااااااااار , عماااااااااااار ..
وسحب نفس وهو يبلع ريقه الجاف وكمل صراخه : عــمـيـــر ..
كان يحس أطرافه تؤلمه من مجرد تحريكها , لكن كان عليه إنه يستمر في تحريكها عشان ما يغرق , شهق لمن غمرته موجه عاليه وغطس داخل البحر لثواني قبل ما يجدف بيدينه بكل قوة فيه , خرج راسه للسطح وسحب نفس سريع وهو يهتف : رحمتك يااااااااااارب ..
ولمن حس بالألم يزيد في أكتافه ورقبته بشكل موجع إثر تجديفه , قاوم دموعه وهو يهمس : رحمتك وسعت كل شيء ..
من فارقها من فوق الـ 15 ساعة تقريبا وهو يسبح بين الجثث وهو يصرخ باسمها وباسم أخوانه وفي نفس الوقت كان يبحث عن سترة نجاة أو أي شي يتعلق فيه لفترة عشان يرحم جسده اللي بدأت عضلاته تتراخى بعد ما كانت تستسرخ من التعب , كانت هناك قطع خشبية و براميل غريبة وبعض الأشياء الطافية حولينه لكن في كل وحدة منهم اثنين أو ثلاثة متعلقين فيها , غمض عيونه بإرهاق وهو يتوقف عن التجديف بيدينه اللي وصلت لمرحلة ما بعد الاسترخاء , وبدأ يحرك أقدامه بدل عنها , كان على هالطريقة يبدل بينهم كل فترة ولمن تذكر إنه يوم جمعة بدأ يقرأ سورة الكهف بهمس و ثواني و حس إنه بدأ يغرق في ظلام غريب ..
: ارفع صوتك يا شيخ ..
فتح عيونه المجهدة بسرعة لمن وصله الصوت الهادئ بلكنته المصرية وكأنه قرع ناقوس , انتبه لحظتها إنه إما كان على وشك النوم أو الإغماءة , التفت للرجل الكبير في السن واللي كمل بذات الهدوء وعيونه تلمع بلمعة غريبة : أنا ما أعرفش الإرايه لكن ابني كان يأراها لي كل جمعة ..
اللمعة تحولت إلى رقرة دموع انسابت على خدوده وهو يهمس : أعطاني السترة دي واختفى ..
ابتسم عمر بتشجيع وقال وهو يسبح للشيخ الكبير : إن شاء الله يرجع لك بالسلامة يا عم ..
ولمن قرب منه بدأ يقرأ السورة من بدايتها , كان الشيخ يستمع ودموعه مالها توقف , وبعد ما انتهى من قراءتها بدأ يدعي , يعلم إنه هالوقت الدعاء مستجاب فبدأ يدعي ربه إنه ينجيهم من هالمحنة ويرفع عنهم العذاب , دعا لأزهار وأخوانه ورغم عنه بدأت دموعه تنساب وهو يدعي لأمه بالرحمة , دعا لولد الشيخ الكبير , حس بانتعاش بعد ما دعا ربه , حس نفسه قريب من ربه وأيقن إنه بيستجيب له دعاؤه , ولمن فرغ من دعاؤه قال بصوت جهوري : إدعووووو الدعوة مستجابة في هذا الوقت , إدعو الله ..
صوت الموج وعصف الهوا البارد اختلط بهمهات الموجودين و صرخات رجاء , لمن جا وقت المغرب توضأ و رفع صوته بالتكبير لكن خانته قواه وغطس مع وحده من الموجات العالية اللي دفعت الكثير للصراخ , وبدأ معاها نواح , كح وهو يحس ملوحة البحر اللي دخلت أنفه وفمه تزيده جفاف وقال : صلوااااا يا جماعة , دخل وقت المغرب ..
من بدأ الشفق الأحمر بالظهور بدأ الهوا يزداد جنون , كان بارد بشكل لا يطاق , قبل كم ساعة كان بيموت من شدة الحر بسبب الشمس اللي يحسها تضرب رأس العاري من أي شيء ودحين يتمنى لو شويه من هالدفء اللي كان يحسه , ثواني وغرق المكان بظلااااام تام , كان يحس وجهه اللي يتبلل كل فترة من ماء البحر اللي بدأ يتفاعل مع جنون الهواء يتحول لقالب من الثلج , حاول يفتح فمه عشان يكلم الشيخ لكنه حس لسانه لاصق في سقف فمه من شدة البرد , ولمن شاف الشيخ يرتجف وهو يخرج يدينه من تحت الموية ويفرك بها أكتافه , تحرك عمر وهمس بالقوة : عم حسين , بردان ..
هز الشيخ راسه وبدأ فمه يرتجف وتصطك أسنانه , تمنى لو يقدر يسوي شي عشانه , تحرك بصعوبة وهو يحس بالبرودة تجتاحه من الحركة , وبدأ يجدف بأقدامه و يفرك كفوفه بصعوبة قبل ما يمدها ويمسد بها ذراعين الشيخ ويحطها على أذنيه اللي كانت جامده من البروده , كان حسين يدعي له بدعوات صادقة جميلة وهو يحكيه عن ولده المفقود وزوجته وبنته اللي ينتظرون رجعته , هو بشبابه كان يحس البرودة تنخر أكتافه ووجهه وتخترقه للعظام حتى جسده المغمور بالموية بدأ يحس بقرصات وتنمل في كل شبر منه فكيف هذا الرجل العجوز , طالع في الناس اللي همدت أصواتهم المنطلقة طوال النهار , كانوا يسبون ويحللون ويدعون و ينادون طوال الوقت , أما الآن أخرستهم البرودة , ما كان يقدر يشوف أي شي أبعد من امتداد يده , بدأت النجوم بالظهور وأعطت إضاءة خفيفه لكنها ما تكفي لتبديد الظلام الدامس , حتى القمر كان مجرد قوس صغير بحكم إنهم في بداية الشهر ..
: عـ ... ـمـ ..ـر ..
التفت عمر للشيخ الكبير وقال وهو يحس نفسه يسحب حروفه سحب من فمه اللي بالكاد قدر يفتحه : هلا يا عم ..
: خد .. ستر.. تي .. شكـ ..ـلي .. حمـ ..ـوت ..
انعصر قلب عمر وصرخ بداخله ~ لااااااااااا أرجوك , ما أقدر أستحمل موت شخص ثاني قدامي , يارب رحمتك ~ همس وهو ينفض عن نفسه التعب ويبدأ يفرك يدينه : لا تفاول على نفسك , إن شاء الله تجي سفينة عن قريب , تراها مهي بعيدة عن ربنا ياعم حسين ..
بعد ما دفأت أصابيعه مسد وجه الشيخ اللي همس بضعف : ونعـ .. ـم بالـ .. ـله ..
استغرب من المويه اللي يحسها , يدينه جفت من كثر الفرك , مد كفوفه وانصدم من الحرارة و العرق اللي يتصبب من جبين الشيخ , ما فتح حسين عيونه وهو يهمس بتعب : يا ابني .. أنا .. عندي .. سـ .. ـكر ..
~ لاااااااا , لااااااااااااا ~ لف وقال بصوت عالي : أحد معاه شي ينأكل , أي شي ؟؟
ولمن ما سمع رد قال وهو يحاول يخترق حجب الظلام ببصره وهو يسبح بصعوبة من أطرافه اللي حسها كتلة وحدة من التعب والثقل : يا جماعة الرجال معاه سكر , لازم ياكل شي ..
كان كإنه يكلم أشباح صامته , عرف إنه محد عنده شي , لف على حسين وقال وهو يسبح له : عم حسين , استحمل شويه , إن شاء الله بيجي الفرج ..
كان الشيخ يرتجف وجبينه يعرق بكثرة , وبعد فترة تراخى راس حسين وتدلى على صدره بطريقة غريبة , مد عمر يده بخوف ورفع راسه بيده اليمين , شافه مغمض العينين وفكه شبه متدلي ..
: عمي حسين , عمي حسين ..
حس بالرعب وهو يشوف ملامح وجهه المستكينة , مد يده اليسار و حطها تحت أنفه وحس بالدماء الهاربة ترجع لجسمه وهو يحس أنفاسه الدافية , أطلق أنفاسه الحبيسة وهو يقول : حي , حي , الحمد لله ...
وضم جسد العجوز وهو يقاوم دموعه وهو يردد : حي , حي , حي ..
وابتعد عنه لمن ساد سكون غريب , في شي مفقود , بدأ يسمع صوت غريب , انتبه لحظتها إنه أسنانه تصطك في بعضها من شدة البرودة , نفخ في يدينه أنفاس مقطعة من شدة البرد وفركها وهو يدعي بداخله إنه ربي ينجيهم من هالعذاب , شق المكان صوت صرخة محروقة : بنتيييييييييييييي , بنتي سكتت , بنتي ما تتحرك , محمد بنتي ما تتحرك , بنتي ما تتحرك , بنتيييييييييييييييييييي , بنتي مااااااااااااتت , بنتيييييييييييييييي ..
اختلطت صرخاتها بصوت رجولي يحاول يهديها , وبدأت الهمهمات تتصاعد , شفقة على ألم على حسرة وكثير من الهمهمات كانت دعاء على الكابتن وطاقمه ..
الآن عرف الصوت المفقود , بكاء الرضيعة , حس باعتصار قلبه , كانت الدقيقة تمر عليهم زي الساعة والساعة زي اليوم , كان يحس إنه يدخل في ظلام غريب ويرجع يصحى منه إما على مناداة واحد على شخص من المجموعة عشان يتطمن عليه أو على صراخ المرأة اللي يخترق المكان كل ما وجدت في جسدها قوة على البكاء أو في لحظة خوف إنه حسين صحي أو صار له شي , كان كل شويه يحط يده تحت أنفه ويتنفس براحة لمن يحس بأنفاسه ويرجع يقاوم الموج ويحاول يسترخي على ظهره عشان يريح عضلاته , لكن الموج الهادر كان يضرب وجهه كل شويه ويخليه يشهق بقوة فيختل توازنه ..
: عمر , عمر , عمر ..
فتح عيونه بصعوبة لمن سمع صوت غريب يناديه وانتبه إنه مازال في عرض البحر , شهق وهو يطالع حولينه برعب , كانت أشعة الشمس تخترق الظلام على استحياء , قال وهو يرفع يده بصعوبة عشان يشوف الوقت : لا يكون أشرقت الشمس ..
حس بتعبه يزيد لمن شاف إنه فاته الفجر , والتفت بسرعة لحسين اللي ربط سترته بحبل موصل بين المجموعة عشان ما ينجرفون بعيد عن بعض , كان على نفس الوضعية , مد عمر يده وحاول يرفع راسه لكنه كان جامد زي الحجر , مد يده المرتجفة تحت أنفه ولمن ما حس بالدفء تسللت الدموع لعيونه وصورهم تتدافع له , أمه وهي تنسل من بين يدينه , صرخات أزهار المتوسلة , عمار , عمير , كتم صرخاته بداخله وهو يذكر نفسه إنه أي إنهيار ممكن يأثر على الكل , التفت وتقطع قلبه وهو يشوف الحرمة الوحيدة معاهم ضامة بنتها الرضيعه الميته ومتشبثه فيها كإنها خايفة إنها تهرب منها أو إنه أحد يخطفها , سأله واحد من الموجودين : مات العجوز ..
هز راسه بإيوه وانصدم لمن شاف ثلاثة يسبحون بسرعة وهم يتصارعون مين ياخذ السترة , كانت سحناتهم متغيرة وهم يتصارعون بكل قوة في أجسادهم , لدرجة ما كان يهم الواحد فيهم لو غرق الثاني , الكل كان يطالع بصمت وذهول في اللي قاعد يصير , قال عمر بحزم : بسسسسس , هذا بدال ما تترحمون عليه تتصارعون من ياخذ السترة ..
ولمن وصل أعظمهم جثة لحسين وبدأ يفك السترة بلا اهتمام وهو يحاول يخلصها من جسد حسيت المتصلب حس بدمه يفور , صرخ وهو يدفعه بعيد عنه : سيبه ..
وبلا مقدمات رفع الرجال يده المكوره وهوى بها على وجهه ..


***************************

تم بحمد الله الفصل العشرون ..

يليه الفصل الأخير من عندما عبروا حدود الظلام : لنقف عند تلك الحدود ....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
R-thar
خمس نجوم
خمس نجوم
R-thar


مسآهمـآتــيً $ : : 797
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 48512
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 17
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/01/2012

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة   رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty30/1/2012, 9:34 pm

الفصل الحادي والعشرون : لنقف عند تلك الحدود .

((انتهينا ..
و الخطى تاهت في أشلاء العبور ..
و الفقد غاص في لجّة الصمت ............الصمت الذي رتلته كثيراً في محراب الخوف..
الخوف من ترهلات ماضيي الموحش الذي تمنيت أن أغرس سبابتي في عينه ليتوقف عن رمقه إياي بذات النظرة التي تخترق آمالي العتيدة لتحيلها إلى أمل وحيد ...
وحيد وهش يحتاج الكثير من الثقة ليقف على رجليه ..
.
.
.
دائماً ما كنت ألوّح بالظلام فوق رأسي كسلاسل أريد أن أرميها لأطوق بها عنق تلك الغيمة البيضاء التي حجبت النور عنّي ...
وطالما كان عنقي يؤلمني حينها ..
ولما بدأ أثر وشمها يظهر عليه ...............
علمتُ أنني لم أطوق سواي و لم أكسي غيمة بيضاء بسواد فحسب !!
بل ألبستني ظلمة ً متمردةً لم يزل أثرها إلى الآن !
.
.
.
.
يا وجه ظلمتي التي غفت على صدري ..
يا وجه ٌ أوقد بفتيل غفلتي ...
يا وجه ٌ أحتضنه و أمقته ...
أما آن أن تخلي بيني و بيني ؟؟؟
أما آن أن تنكفئي في عين ذاك المدى البعيييد .... البعييد عنّي ؟؟
.
.
.
.

أشتاق للنور يا أمي ..
الرماد يغشى عيّني و قلبي يئن من العتمة ..
هاتي يديك ضعيها على صدري..
انفثي وانفثي ثم انفثي ....
علّي أستكين إلى رحمة من الله تجلو صفحات ذنوبي ..
ادعيه ..
تبتليه..
ارفعي كفيكِ الطاهرتين..
قولي له أني أشتاق إلى نقطة نور تقتات قلبي ..
ادعيه بالرحيم و دعي دموعكِ تحكي له همي ..
ادعيه يا أمي لأنه أرحم بي منكِ ..
أرحم بي منكِ يا أمي ..))*

*ك/شموخ




في زمن ما سابق :

فتح عيونه وهو يحس بالصداع يفتك براسه , شهق لمن ضربت الموية في وجهه وفتح عيونه على اتساعها وهو يقوم من نومه , لمن حس نفسه يتقلب في فضاء غريب هلامي حرك يدينه وهو يشهق , يدين قبضت على أكتافه وصاحبها يهتف : عمر , عمر ...
فتح عيونه أكثر وانتبه إنه الون الأزرق بدرجاته يحيط به من كل مكان , التفت يمين شاف الحرمة مازالت متشبثه بطفلتها الميتة وزوجها يحاول يسحبها منه وهي تصرخ بهسترية من يحط يده على الطفلة , التفت ليساره وهو يسحب أنفاسه متسارعة اصطدم بصره بالأشخاص اللي رافقوه لزمن ما يعرف مدته ~ عم حسين ~ دوى الاسم في ذاكرته فتلفت حوله , قال اللي جنبه : مات أمس ..
~ أمس ؟؟ أنا كنت نايم من أمـ ..... لااااااا أنا ما نمت ~ تذكر الضربة واستعاد عقله كل اللي صار دفعة وحده ~ كيف نجيت من الغر ...~ وانقطعت أفكاره لمن حس بش يحيط بجسده يمنحه بعد الدفء ويرفعه عن مستوى سطح الموية , لمن شاف سترة النجاة طالع في اللي جنبه بحيرة , ابتسم وقال : أجبرناه يرجع السترة لك لأن العجوز كان يبغاك تاخذها ..
تلمس السترة وهمس : حسين , اسمه حسين ..
هز الرجال أكتافه ببرود وبلا مبالاة وهو يتمسك في الطوف الخشبي المربط نفسه فيه وهو يقول : واش يفيد اسمه ؟؟ الله يرحمه وبس ..
غمض عمر عيونه وهو يصرخ بداخله ~ يهم أهله , أمه وأبوه العجايز , زوجته وبنته الوحيدة اللي يستنونه , يااااااااااااااااااااارب رحمتك وسعت كل شيء , ياااااااارب إنت أرحم بعبادك من عبادك , يارب تنجي ولده يارب عشان يرجعلهم ~ لف يدينه حول السترة وضمها وهو يحس برودة الأموات تزحف لظهره وبقية جسده لمن تذكرها ~ يارب مالها غيري , يارب نجيني عشان ذيك اليتيمة , ياااااااااارب نجيني عشان أزهار . أزهااااااااااااار سامحينييييييييييييييييي ~ ...



*****************************


يوم السبت 13 / 10 / 1427 هـ :
بعد الفجر بوقت في الرياض :


فتحت عيونها دفعة وحدة وجلست ترف جفونها لثواني , طالعت في السقف اللي حفظت تفاصيله ورجعت استغفرت وغمضت عيونها وهي تنقلب على جنبها اليمين , رجعت فتحت عيونها لمن انتبهت إنها شافت السقف بكل تفاصيله , قامت بسرعة وهي مستغربة النور المنتشر في الغرفة ..
: خفت أطفي النور تصحين على صوت الزر ..
التفتت ليسارها وابتسمت للشخص الجالس على الكنبه بجانب السرير وهمست : أمي ..
ابتسمت نجلاء ابتسامة حنونه وقالت وهو تقوم من الكنبه : أول مرة تنامين من تعبت ..
حمدت وسام ربها وقامت عشان تتجهز للمدرسة وهي تخفي عن أمها إنه نومها كان كله فوضى , كانت نايمة ومهي نايمه في نفس الوقت , كانت في أصوات تهدر في أذانيها طوال الوقت وتقلق منامها , غسلت وجهها بتعب وتوضت وخرجت وهي تطالع في ساعتها , زين اللي صحيت قبل الإشراق لأنه نجلاء أكيد ما كانت حتصحيها للصلاة من شدة خوفها , زفرت وهي تلبس شرشفها , كثير من الأمهات تغلبهم عاطفتهم وهذا شي خاطئ خاصة في أمور الدين لازم الحزم , صلت السنة والفرض وجلست تسبح وتقرأ الأذكار , كانت معودة نفسها حتى لو تأخرت على شي أو كانت مستعجلة إنها ما تسيب أذكار بعد الصلاة , يكفيها من الدنيا إنها لمن تقرأ آية الكرسي بعد كل صلاة ما يمنعها من دخول الجنة إلا إنها تموت , من عرفت فضلها صارت تحتقر نفسها لمن ما تلقى دقيقتين بعد الصلاة تقرأ فيها هالآية , وقفت هيام جنبها وبدأت تصلي بسرعة عشان الإشراق مابقي عليه إلا خمس دقائق , قالت وسام : تأني في صلاتك يا بنت ..
تباطأت سرعة هيام , وكملت وسام الآذكار وتفكيرها يقودها بالرغم عنها لعبد الكريم وعائلته بكل أفرادها , قامت هيام وفكت شرشفها وهي تستغفر بسرعة قبل ما تتحرك خارجة من الغرفة , زفرت وسام وقالت : هيووووووم كم مرة قلت لك على أهمية الطمأنينة في الصلاة , تراها ركن يعني إذا ما اطمأننت تبطل صلاتك ..
لفت هيام وقالت : أنا أطمأن , إنت بطيئة مو أنا سريعة ..
ابتسمت وسام وقالت : إنت عارفه لمن تركعين تتساقط ذنوبك وكل ما طولتي في الركوع كل ما زاد تساقط الذنوب ..
سكتت بتفكير وقالت : إن شاء الله أتذكر المرة الجاية ..
وراحت بسرعة , قامت وسام بعد ماشافت إن الإشراق له أكثر من خمس دقايق , صلت ركعتين الضحى وخرجت من الغرفة ورفعت حواجبها بتفهم لمن شافت هيام تطقطق على الكمبيوتر قبل ما تضحك وترجع تطقطق قالت بحزم : أجهز نفسي وأفطر ألقاك خلصتي محادثتك ..
قالت باستنكار : لااااااااا ما خلصنا ..
قالت وسام بحدة : من الساعة 2 و انتي على المحادثة , خافي الله هذا ضياع وقت , كل حرف إنت محاسبة عليه وكل دقيقة وثانية بتنكتب في صحيفتك وتنعرض قدام الخلايق , إذا ربي نازل السما الأولى في آخر الليل يقول هل من مستغفر وهل من داع وإنت قاعدة تكركرين في هرج ماله داعي ..
وتحركت للمطبخ بدون ما تنتظر تبريرها , صح هيام جالسة في البيت وماعندها دراسة وغيره لكن هذا ما يشفع لها , مفروض تقضي وقتها في شي يفيدها ..
خرجت بيضتين بتقليها ورجعت رجعتها لمن حست نفسها مسدودة , شهقت لمن حست بإصبع يمر على طول ظهرها و لفت بحدة , ابتسمت لها هيام باستعطاف لكنها ما قدرت تمسك أعصابها فصرخت : كم مرة قلتلك ما أحب أحد يمسكني من وراااااياااااااا !!
ولمن شافت وجهها اللي تغير قبل ما تخرج من المطبخ بسرعة فتحت فمها بتناديها لكنها كانت قيد غابت عن نظرها , زفرت وهي تغطي وجهها بيدينها المرتجفة , من انهارت ذاك اليوم وهي تحس نفسها أشلاء , مهي قادرة تتماسك وترجع وسام الهادئة المتحملة , صارت تصارخ وتنافخ على أقل شي ..
: وسام ..
بعدت يدينها وقالت بحدة : نــعـــم ..
وحست بالوجع وهي تتأمل وجه نجلاء الصامت , غمضت عيونها بقوة وهمست : آسفة , أنا ..
وفتحت عيونها وتحركت خارجة من المطبخ , راحت للغرفة اللي وجدتها خالية , صكت الباب واستندت عليه وهي تزفر ....


**********************


في نفس الوقت في جدة :
في شقة عمر :

صك عمر الباب بعد ما دق الجرس ينبهها لحضوره , طلت من نهاية الممر وهي تهمس بابتسامة وهي تأشر بإصبعها : دقيقة بس ..
ابتسم لمن اختفت عن نظره ~ ماعاد تجلس للإشراق يا شيخ ولا عاد نشوفك بعد الصلوات ~ حرك راسه يبعد كلام الرجال اللي قابله وهو خارج من المسجد وتحرك لداخل الشقة وهو يقول بداخله ~ هالكلام عشان ما صرت أجلس إلى الإشراق , طيب أنا توني مالي يومين متزوج , أجل اش بيقولون لو عرفوا إني بأعتذر عن المركز الصيفي هالإجازة !! ~ كان عارف إنه بيتعرض لمثل هالأمر , الإنسان الملتزم وخاصة أئمة المساجد محاسبون أكثر من غيرهم وحياتهم تكون تحت المجهر , وأي خطأ بسيط يصدر منهم لو بدون قصد الكل يصرخ بعده : شوفوا المطوع اش يسوي ؟؟..
كإنهم يعتبرون هالإنسان الملتزم ملاك لازم ما يخطئ زي بقية البشر , وكل شي حرام عليه حتى الأمور المباحة اللي مافيها ذنب , وقف عند باب المطبخ وتأملها وهي تقفل شنطة الرحلات بسرعة وتتلفت حولينها , دخل وسحب الكيس اللي مهي شايفته وهمس : منى ..
أول ما سمعت صوته التفتت بسرعة وهي ترجع قصتها بتوتر ورى إذنها , كانت لابسة تنورة مشجرة بألوان زاهية خليط من الأصفر والتفاحي والأزرق البحري توصل لنص ساقها وبلوزة بأكمام قصيرة بلون تفاحي , طالع فيها بخجل و رجع بعد بصره وهو يبتسم ويناولها الكيس , قالت بإحراج وهي تتناوله منه : شـ شكرا , كنت أدور عليه ..
عدل شماغه وهو يسأل : خلاص جاهزة ؟؟
حطت الكيس في الجيب الجانبي للشنطة وقالت وهي تتحرك : ألبس عبايتي بس ..
بعد ليساره عشان يفسح لها مجال وتفاجأ لمن لفت هي على اليمين وصاروا متواجهين , لمن حس بضربات قلبه تزيد ابتسم بحرج ولف ليمينه في نفس الوقت اللي لفت هي , طالعوا في بعض بصدمة , ضحك وقال وهو يتمنى إنه حرجه مو واضح على وجهه : يا أنا أتحرك يا إنت تتحركين ..
دنقت بخجل فبعد هو وأشر لها تعدي , تحركت بسرعة وخرجت , ابتسم وهو يراقبها بحب , لفت لمن تذكرت شي وتصنمت لمن شافته يتأملها , دنق بسرعة و حك جبينه بإحراج قبل ما يسحب الشنطة ويتحرك وهو يقول : أسبقك للسيارة ..
تجاوزها بسرعة وخرج من الشقة , لمن سمعت صوت باب الشقة ينقفل ضحكت وتحركت عشان تلبس عبايتها وهي ناسية اش كانت تبغى , نظرته طيرت كل شي كان في بالها , طالعت في ساعتها , نص ساعة وتشرق الشمس , تحركت بسرعة و طفت النور وتحركت خارجة من الشقة , أول ما فتحت الباب شافته واقف ومثبت الشنطة على كتفه اليسار , استغربت إنه ما نزل للسيارة , ابتسم بإحراج وقال وهو يمد يمناه : يلا ..
خرجت وصكت الباب ومدت يسراها بخجل , مسكها ونزلوا وهو يقول : إن شاء الله نلحق الشروق على البحر ..
ابتسمت وهي تتأمله من ورى غطاها , كانت تضحك بداخلها على نظريته اللي مصر عليها وإنه صباح السبت البحر يكون فاضي لأنه الناس كلهم في أشغالهم ..


*************************


بعدها بوقت في الرياض :
في شقة نجلاء :

بعد فترة تفكير عميقة لبست أول لبس شافته ومشطت شعرها مشطتين ورفعته بشباصه وهي تخرج من الغرفة , تحركت للشماعة سحبت عبايتها و علقت شنطتها على كتفها و خرجت وهي تقول : سامية تحت , مع السلامة ..
ونزلت بسرعة وهي تتحاشى إنها تشوف البهو اللي يذكرها باللي صار , ثبتت بصرها على الأرض وهي خارجة , كانت تتمنى لو تروح صحرا ولا فضاء خالي تصرخ فيه بكل قوتها , تحس بداخلها صرخااااات حبيسة , نزلت الدرجات وتحركت في الشارع تمشي بين العماير لنهاية الشارع , كانت أوجاعها تزيد وهي تصرخ بداخلها ~ ليش كذبتي ؟؟ ليش قلتي سامية تحت ؟؟ ليش كذبتي ؟؟ يا ويلك من ربي ومن عقابه , المؤمن لا يكذب يا وسام , المؤمن لا يكذب , أصلا من قال لك إنك مؤمنة , من قااااااااال ؟؟ ~ توقفت عن المشي وهي تحس بالسؤال تختلط على وجهها بإزعاج , دموعها وسؤال أنفها , دورت جوة شنطتها عن منديل لكنها مالقيت فدخلت يدها المغطية بالقفاز تحت غطاها اللي التصق بوجهها ومسحت أنفها ودموعها وهي تكتم شهقاتها , سمعت صوت بوري فرفعت وجهها وهزت راسها بلا لمن شافت سيارة التاكسي وتحركت بعزم , لو جدت السير بتوصل للمدرسة قبل الخط الأحمر , مشيت ومشيت وقطعت سكة وهي مستغربة من بعد مدرستها اللي كانت تظنها قريبة , وقفت بين السكتين تطالع في السيارات المنطلقة بسرعة جنونية , لمن شافت سيارة تشبه سيارة عبد الكريم انقبض قلبها وهي تدعي بداخلها إنه مايكون هو عشان ما تصير فضيحتها بجلاجل , ممكن تنذبح على هالمشي اللي مشيته , لمن تباطأت السيارة حست بنبض قلبها يتباطأ معاها وهي تتخيل الكلام اللي ممكن ينقال لها , ولمن سمعت البوري رفعت راسها بخوف , ولمن شافت السائق السعودي الغريب يأشر لها إنها تعدي حست براحة فضيعة وتسارعت نبضات قلبها فجأة , قطعت السكة وهي تشكره بداخلها و عاهدت نفسها إنها أول مرة وآخر مرة تمشي فيها لوحدها ولمن شافت مبنى المدرسة يلوح من البعيد حست بانشراح غريب وحست إنه هالمشي فادها كثير وغير الكآبة اللي كانت تملأها , ضحكت بداخلها على خوفها وخبالها اللي خلاها تمشي هالمسافة كلها , أول ما شافت الحارس العجوز الواقف بثوبه العتيد وصندله البداوي اللي عفا عليه الدهر وشماغه المعقود فوق عقاله وهو ضاغط خيزرانه في الأرض بيمناه ويسراه خلف ظهره تبادر لذهنها صورة الحرس الملكي البريطاني ببزاتهم الحمراء وقبعاتهم الفرو الطويلة , سلمت بهمس وقالت : كيف حالك يا عم عبد الله ؟؟..
قال بحماس بدون ما يتحرك من وقفته : هلا هلا أبله وسام , الحمد لله على السلامة , اش فيك جايه اليوم بدون سيارة ؟؟
ابتسمت وقالت بهدوء : ظروف ..
وشكرته ودخلت وهي تحس بحنان عجيب لهالرجل اللي جاوز الستين , 35 سنه وهو في هذه المهنة اللي كانت من بعد الله مصدر رزقه ورزق أبناؤه الثمانية , ابتسمت لبنته اللي في الصف الثاني واللي شالت المكنسة عن أمها اللي ماشية وراها وهي تسب بلهجتها المحببة لنفس وسام في بنات المتوسط اللي ما اهتموا في نظافة الساحة اللي تعبت بالأمس وهي تنظفها , سلمت عليها وسام وتلقت منها أحضان حنونة بعودتها سالمة , قالت البنت بخجل : حمد لله على السلامة يا أبلة ..
ابتسمت وقالت بحب عميق : جزاك الله خير يا نهلة , تصدقين , كل يوم يزداد إعجابي بك وبخدمتك لأمك ..
ابتسمت البنت بخجل فقالت وسام بلهجة صادقة : هذا البر كله بتلقينه في دنياك قبل آخرتك , صدقيني ..
شكرتها ولحقت بأمها اللي تمشي بنشاط عجيب رغم سنونها اللي جاوزت الخامسة والخمسين , تحركت وهي تفكر بالفرق اللي بينها وبين أختها نهاد اللي في الثانوي واللي تستعر من أمها و تحب تتباهى بالأشياء اللي تضغط على أهلها عشان يوفرونها لها من معاشهم القليل ..
تحركت وتوقفت لمن شافت الدفتر مو في مدخل الإدارة , عرفت إنها تجاوزت الخط بدون ما تطالع في ساعتها , دخلت للإدراة وسلمت على المديرة والمراقبة اللي انهالوا عليها بأسئلة جاوبتها بهدوء وهي تكبت بداخلها ضيقها ونفاد صبرها اللي بدأ يعاودها , وقعت تحت الخط وبسرعة تجاوزت الغرف ودخلت مكتبها , سحبت نفس طويـــل وعلقت عبايتها وجلست ورى مكتبها ودفنت وجهها بين ذراعينها المعقودة على المكتب ..


*************************


بعد نصف ساعة في فيلا أحمد :
في غرفة العنود :

: أرسل , ما أرسل , أرسل , ما أرسل , أرسل , ما أرسل ...
ولمن خلصت أدراج تسريحتها على ما أرسل قالت باعتراض : لااااااااااا ..
وثواني ورجعت تأشر على أدراج التسريحة وهي تكرر الكلمتين وتأشر بعدها على أبواب الدولاب الستة : أرسل , ما أرسل , أرسل , ما أرسل , أرسل , ما أرســـ يوووووووووو ..
وفردت يدينها وهي تقول بحزم : آخر مرة , على عدد اللي في البيت , أمي , أبويه , والـ ....
وعدت الهنوف والشغلات الثلاثة ولمن وصلت لما أرسل صرخت وهي تحك شعرها : ليـــــــــــــــــــــــــــه ؟؟؟
ورمت نفسها على ورى منسدحة على سريرها , زفرت الهنوف اللي كانت تراقبها بصمت وقالت بطفش وهي تقفل الكتاب اللي في يدها : يختي إرسلي وفكينا , لازم تعدين ..
قامت العنود من سدحتها وربعت بحماس وهي تقول : والله ..
ومسكت جوالها وفتحت القفل وهي تقول : كان قلتي هالكلام من زمان ..
ولمن فتحت الرسايل والابتسامة على وجهها قطبت والتفتت للهنوف وهي تهمس : طيب اش أرسل له ؟؟
ضحكت الهنوف وقالت : لك ساااااااااعة أرسل ما أرسل وآخر شي منتي حاطة في بالك اش بترسلين ؟؟
زحفت العنود لطرف السرير وانزلقت من فوقه ببطء وجلست على الأرض جنب الهنوف وقالت : غششيني , اش أرسل ؟؟ انتي مجربة ولك بااااع طويل في هالسوالف ...
ضحكت الهنوف وقالت وهي تفتح الكتاب : انقلعي عني , كل وحده وتجربتها , روحي دوخي زي ما دخت أول مرة ..
لصقت فيها العنود وهمست برجاء وهي تطالع فيها بعيون متسعة بريئة : تكفييييييييين , قوليلي اش أرسل , رسالة غزل ولا رسالة خفيفه فيها دعوة ناعمه ولا إن شاء الله سب إنتي بس قولي ..
دفتها الهنوف وقالت : لا تحاولين تطالعين فيني بهالعيون الكذابة , روحي ارسلي اللي يناسبك وفكيني ..
لفت العنود بوزها وطالعت في جوالها وهي تقول : الدب من رجع جواله ما أرسل إلا رسالتين ومكالمة وحده , لا و ثلااااااااااااااااث أرباعها صمـــــــت ..
مسكت الهنوف ضحكتها وهي تقول بهدوء : عادي , يمكن هو من النوع الهادي اللي ما يحب يتكلم على الفاضي والمليان ..
مصمصت بشفايفها بعدم استساغه لهالتبرير وهي تقلب في الرسايل , ثواني وقالت بطفش : اش رأيك أكتب شي بنفسي ؟؟ مو أحلى ؟؟
هزت الهنوف راسها بتأييد وهي تحاول تركز على الديوان الشعري اللي اشترته مؤخرا ..
وهي تحاول تستذوق الكلمات اللي تقرأها وصلها صوت العنود الساخر وهي تقول : صباح الخير يا بارد يا لوح يا جدار ..
قهقهت الهنوف لمن سمعت كلمات العنود ولفت عليها وقالت : حرااااااام عليييييييييييييك ..
قالت العنود باستنكار : لا تحرمين على كيفك , مو عشان حسونه مريحك ما تحسين فيني ..
سكتت الهنوف للحظة ورجعت قالت بهدوء : لا تقارنين , مو كل الرجال زي بعض لو بدأت تقارنين بتهدمين حياتك قبل ما تبدئينها يا عنيد ..
ولمن شافت صمت العنود ابتسمت , كانت حاسة بدواخل أختها الرومانسية بجنون , كانت عارفه إنها تتساءل بداخلها عن سبب فتور عدنان تقارنه بالرغم عنها بحسان المندفع , همست بلطف : عنود قلبي أنا فاهمة اش بتقولين , ترا ممكن الرجال الصامت يكون حبه وتقديره واحترامه أعمق من الشخص اللي يعبر بالكلمات زي حسان , وطبعا هذا مو معناته إنه حسان مو صادق في حبه , لا بس في فروقات , يعني إنت لمن تكونين مع البنات تجرين وتبوسين وتضمين وتشترين ورود وتهدين وغيره لكن أنا عكسك , هاديه وما أعرف أعبر لكن هذا مو معناته إني ما أحب البنات أو ما أحبك بمقدار حبك لااا , لكن كل له طريقته في التعبير , فهمتي ..
قالت بصوت مخنوق وهي تزم شفايفها بضيق : الأفندي من قبل فرح عمور ما اتصل ولا أرسل , أففففففففففففففففففف , وما أبغى أرسل يقوم يقول هالبنت راميه نفسها ولا ما حسبت ...
ابتسمت الهنوف وقالت بلطف : انزعي هالفكرة من راسك مافي هالشي بين الزوج وزوجته , مو لازم يكون هو المبادر , ودك ترسلين ارسلي , ليش تمنعين نفسك عشان هو ما أرسل , ارسلي وشوفي رده ..
طالعت فيها وقالت بتريقة : طالعوا من يتكلم عن المبادرة ..
رجعت الهنوف تفتح الديوان بخجل وهي تهمس : مو معناته إني ما أتكلم عندكم إني ما أبادر بشي ..
رفعت العنود حواجبها ورمتها بنظرات فاحصة , لفت الهنوف وسألت بحدة لمن شافت نظراتها : خير ؟؟
ابتسمت العنود بخبث وهمست : يمــــــه منك وأنا أقول ولد خالتي مو مصروع من فراغ , بنت اش سويتي في الولد ؟؟
زاد احمرار خدودها وهي تهمس : ولا شي , يعني اش بأسوي ؟؟
ورجعت ودفنت وجهها في الكتاب وهي تقول بهمس أخفت : شوية رسايل ومكالمات وبس , الزهرة لو ما لقيت مين يسقيها بطبيعة الحال بتذبل ..
شهقت وقالت بعدم تصديق : لااااااا ما أصدق ..
ضحكت الهنوف وقالت بهدوء بدون ما تطالع في أختها : تراني أستحي أقول هالكلام لأختي الصغيرة لكن إعرفي إن الرجال ما يعطي إلا بمقدار ما ياخذ , لا تنتظرين إنه يكون المبادر المعطي , الرجال زي الطفل الصغير لازم تراعينه وتبينين له إنه هو دنيتك وكل شي في حياتك لكن الذكية تخلي هالعطاء بحدود معقولة عشان ما يطالبك بالمستحيل بعد فترة , افهميها عاد ..
تأملتها العنود بعدم تصديق , لأول مرة تسمع هالكلمات من الهنوف اللي كانت دائما تظهر لهم بمظهر الخجولة الصامته المستسلمة لكل شي حولها , لفت الهنوف وكملت : وشي مهم , لا تتكلمين عن أيييييي شي يصير بينك وبينه ..
ابتسمت العنود وقالت : لا توصين حريص , أمي أعطتني محاضرة طويلة عريضة بعد الملكة عن الحفاظ على أسرار الزوج على قولتها ..
ضحكت الهنوف وقالت : نفس المحاضرة اللي تلقيتها واللي تلقتها البندري الله يرحمها ..
زفرت العنود لمن جا ذكر أختها وقالت وهي تقلب الجوال بين يدينها : الله يرحمها ..
قالت الهنوف تخرجها من صمتها اللي بدأت تغرق فيه : قالت لك في محاضرتها على الشكوى ..
ضحكت العنود وقالت : حسيتها كإنها بتخنقني , تقول لو ظلمك ولا تمشكل معاك على أي شي لا تجين تشتكين لأنه لو انحل الموضوع بينكم بعد كذا وتصافيتم وصرتم سمن على عسل بيقعد في قلبي وبأكرهه ليش سوى فيك كذا حتى لو تظاهرت قدامك بالعكس ..
هزت الهنوف راسها وقالت بتأييد : إعرفي إنه مشاكلك لو طلعت من بين جدران بيتك وتجاوزتك إنت واياه حتنقلب حياتك وقتها لجحيم , كلوا في بعض وتضاربوا وتصافوا بدون شوشرة ..
سألت العنود بتردد : عمرك تمشكلتي مع حسان ؟؟
وانصدمت لمن قالت الهنوف بطريقة التضخيم : أوهوووووووو , لازم تصير شوية ..
ودخلت يدينها في بعض تبغى تعبر عن المعنى قبل ما تكمل : لكنها تنحل الحمد لله ..
ولمن شافت إنها كشفت كثير من الأشياء اللي ما يعرفها من حولها قالت بهدوء : ارجعي لرسالتك و تذكري إن المشاكل لا بد منها في بداية أي شي ..
تذكرت العنود أمها وهي تهول لها أول سنة الزواج وهي تقولها إنها بتكون كلها مشاحنات لأنه كل واحد فيهم غريب عن الثاني وإنه الحرمة الذكية هي اللي تصبر أول سنة وتتجاوزها عشان تنجح بقية السنين لأنها هي اللي مفروض تقدم بعض التنازلات بدون ما يكون فيها تقليل من كرامتها , حتى إنها حكتها عن مواقف صارت لها واستغربت فيها إنه أبوها كان بهالشكل العصبي لكنها فهمتها إنه هذا الشي من طبيعة الرجل , حزمت أمرها وبدأت تكتب رسالتها , تأملتها الهنوف بابتسامة وهي تتذكر أول أيام ملكتها اللي كانت باختصار فوضى مشاعر واضطرابات تضحكها كل ما تذكرتها ..
ربع ساعة مرت قبل ما تقهقه وهي تطالع في العنود اللي تدور في الغرفة زي الأسد الحبيس وهي تصفق يدينها وهي تقول بقهر : أنا اش خلاني أسمع كلامك , أنا حمااااااااره لو سمعت كلامك مرة ثانية ..
ورفعت الجوال وطالعت في الرسالة اللي أرسلتها وصرخت : لااااااااااااااااا , أنا كيف كتبت هالكلام ؟؟
وكشرت وهي تتريق على رسالتها ورمت الجوال بعدها على سريرها وهي تزفر وتغطي وجهها وهي تقول بصوت مخنوق من يدينها : ما يجي أنتحر ؟؟
خففت الهنوف من ضحكها وحمحمت عشان تقاوم ضحكة جديدة وهي تقول : عنيد لا تتندمين على شي سويتيه , خلاص صار الشي وانتهى ..
بعدت العنود يدينها وقالت بقهر : ما يجي أرجع الوقت وما أضغط زي الإرسال ..
قالت الهنوف : قولي الحمد لله ..
كورت يدينها ورفعتها لعيونها وقالت وهي تمثل البكاء : أهااااااا , أنا غبية , أكره نفسيييييييييييييييييي , حتى هو الدبــــــــــ ما رد , أهاااااااااااااا ..
قامت الهنوف وحضنتها وهي تضحك وتقول : يا بنت عااااااااااااادي اش فيييييييييك ؟؟ الوحده لازم تمر بهالإضطربات والخوف و ..
: هنوووووووووووووووووووووووووووووووووووف بلا فلسفه ...
: طيب بأسكت ..


*****************************

الساعة 9 صباحا في الرياض :
في مبنى وزارة التعليم :

لف وجهه و غمض عيونه بقوة وهو يقبض يدينه ..
: أخ سامر ..
فتح سامر عيونه والتفت لصاحب الصوت وسحب نفس عميق ونحت ابتسامة مصطنعة وهو يقول : إن شاء الله ..
لمن جا الرجال بيناوله قلم سحب قلمه المعلق في جيبه وقال بهدوء : معايا قلم ..
وطالع في الورقة اللي قدامه , الكل كان يحاول فيه إنه يقبل واسطة أبوه , أخوانه كلهم , سحر , خلود , أمه حتى عماته حاولوا لكنه أصر على رأيه ومارضي بأي واسطة , رص القلم بقوة ووقع على الورقة , طالع في توقيعه للحظة قبل ما يناول الورقة للرجال اللي ابتسم له وهو يقول : الله يسهل لك ..
قام وصافحه وتحرك خارج من الغرفة للممر الطويل المزدحم واللي يحوي غرف يصدر منها ضجيج العاملين , ابتسم للأشخاص اللي التفوتوا له لحظة خرجوه ومشي بخطوات ثابته , ولمن خرج من المبنى الكبير للمواقف تأملها للحظة قبل مايزفر وهو يقول : الحمد لله ..
تحرك لسيارته وخرج جواله ودق على رقمه , ماكمل نص رنة إلا ووصل له الصوت المهتم وهو يقول : بشر ..
ابتسم وقال : خير إن شاء الله , نقلوني للعيينة ..
صمت أبوه حسسه بالذنب وذكره بواسطاته اللي سواها عشان ينقله للرياض بعد ما خرج من معهد الأمل , فقال بابتسامة : من بعد العيينة عن الرياض يا أبوي كلها ساعة بالكثير وأنا عندك ..
زفرة أبوه وصلته وزادت عقدة الذنب بداخله قبل ما يسمعه يقول بمرح : على الأقل ما رجعوك للمردمة ..
ضحك وقال وهو يحس بالإنشراح يرجع له : على قولك ..
كمل أبوه بصوت قوي : يلا إن شاء الله كله في ميزان حسناتك , ربي بيختبر صبرك ..
قال وهو يرص جواله : إن شاء الله تكفير عن اللي سويته ..
ولمن ساد الصمت من الطرف الثاني دنق وفتح سيارته وهو يكمل : أنا رايح دحين للمدرسة عشان آخذ ورقة إخلاء الطرف ..
: الله يسهل لك يا ولدي ..
جلس في مقعده ودخل المفتاح وهو يقول : جزاك الله خير و ...
توقف عن إنهماكه وهمس : سامحني يا أبوي ..
وسكت للحظة يبلع غصة في حلقه وهو يكمل : في آمان الله ..
وقفل الجوال بعد ما سمع وداع أبوه , حط الجوال في حامل صغير معلقه عند المكيف اللي جنب الباب وقفل الباب وهو يصرخ بداخله ~ سامحني لأني صغرت من قيمتك قدام الناس وخليتك تتوسط لي عند اللي يسوى واللي ما يسوى , سامحني لأني بعد هذا كله رميت كل تعبك وما رضيت بالواسطة ~ طالع لورى ورجع سيارته عشان يخرج من الموقف وهو يفكر إنه محد حيفهم سبب اللي سواه , كان يبغى يعاقب نفسه , محد يعرف إنه إلى الآن يلوم نفسه على حالة الإدمان اللي كان فيها , الكل يلقي اللوم على سليمان اللي كان يعطيه الحبوب على إنها حبوب صداع واللي كان يدسها في المويه أحيانا لو ما رضي ياخذ الحبوب لأنه مايبغى يتعود على أخذ الحبوب كل ما وجعه راسه , الكل يلقي اللوم عليه إلا هو , كان يلوم نفسه ليل نهار اللي ما انتبه للي حوله إلا متأخر , متأخر جدا , وحتى لمن انتبه مارضي يتحرك ويتعالج استمر في اللي كان فيه وهو يردد لنفسه إنه مايقدر يتعالج ولو تعالج بيرجع زي اللي قبله , كان يردد لنفسه المدمن بيظل مدمن وبيحن لإدمانه فليش أتعالج , ضرب الدركسون بقبضة يده بقوة وهو يعض شفته بقهر ورجع رفعها بتوجع ولمس الندبة اللي في خده , كان وده يشوف الثلاثة اللي ضربوه وشوهوه عشان يسلم على راسهم , بعد يده وطالع في ظاهرها اللي تخترقه خطوط أسمر من بشرته زفر وهو يقول : الحمد لله , الحمد لله ..
وسحب نفس عميق وهو يصرخ بداخله ~ إنت تستحق كل شي يصير لك , تستحق كل شي , تعذب عشان تكفر ذنوبك وعشان تطهر ذاتك , خلي عقدة الذنب تخف عنك و... ~
خرج من أفكاره لمن مر من عند مدرسة بنات , طالع في لوحتها ورجع يطالع في الطريق وهو يبتسم على حركته , خرج جواله وضغط رقم 2 في الاتصال السريع , ابتسم لمن سمع صوته المرح وهو يقول : والله توني اللي دخلت المنتدى , خلاص أطلع دحين ..
ضحك وقال بغيض : لا تقوووول داخل باسمي ..
: هاااااااااا إنت ماكنت داري ..
: ماهر يالنذذذذذذذذذذل قلت لك لا تدخل باسمي , والله لا أغير الرقم السري ..
وصلته ضحكة ماهر قبل ما يقول بخبث : ياخي يازينها مراقبة قسم المرأة أبغى أشبك معاها وما بتطالع في وجهي ما دمت عضو عادي ..
شهق وقال بصدمة : قسم بالله لو ترسل لها أذبحححححححك ..
قال بتريقة : رسالة بريـــــــئــــــــة , بريـ ..
قاطعه بحدة : بعيد عنك البراءة ..
ضحك ماهر وقال : أصلا ما بتعطيني وجه لأنه على زين هرجها إلا إنها قوية , خلاص أحول على ذيك العضوة المرجوجة اللي دايم تقيم مشاركاتك , شكلها متيمة في غرا ..
: مــــــــــــاهر إطلع من المنتــــدى ..
ضحك ماهر وقال وهو يسمعه ضغطة الفارة : سجلنا خروج ياهادم اللذات ..
زفر سامر وسحب أنفاس يحاول يهدي نفسه قال بعدها : نقلوني للعيينة ..
: وععععععععععععععععععععععععععععععععععععععععع , بيض , بيض , بيض ..
قهقه سامر من قلبه وقال : ياخي هالكلمة اللي مخترعينها ماخشت لي من زور , اش بيض ؟؟
قال يفهمه : شفت الشي العفن اللي يرفع الضغط و يحتوي على كل شي مقرف , هذا يطلق عليه بيض ..
هز راسه وقال : أهااااااا , طيب سري يلا ..
: سري إنت ..
: روح نام أحسن لك من تضيع الوقت في النت , أنا رايح المدرسة أسوي إخلاء طرف ..
: الله يسهل لك ..
ابتسم وقال : خبر أمي وسحر ..
وصلته زفرته وهو يكمل عنه : وعدنان وخلود و خالد و يااااااااااااااااااااااااخ اش هالقرف ؟؟ ترا الترابط الزايد يجيب الغثياااااااااااااااااان مو ناجي من هالسلسلة إلا المريخية اللي ما يدور عليها أحد تدور على أحد ..
ابتسم سامر لأنه عارف إنه متضايق لأن الكل تدخل و كلمه على أريج اللي متخاصم معاها إلى الآن ومو راضي يروح عشان يحل الموضوع وحتى مكالمة مو راضي يكلمها , قال : سوي اللي تشوفه , يلا مع السلامة ..
وقفل الجوال وهو يحس قلبه يتقطع على توأمه , حاله في الأيام الأخيرة ما يسر العدو , وخروج مرة عمه اللي ماهي راضية ترجع لبيتها رغم كل المحاولات إلى الآن زايد الطين بلة ومعقد الموضوع أكثر , خرج من أفكاره لمن شاف أسوار المدرسة , وقف سيارته وسحب نفس وتحرك , ابتسم له الحارس العجوز , سلم عليه سامر وسأله عن حاله وهو يحس بتوتر من أصوات الشباب اللي مازالوا في فترة الفسحة , فتح له الحارس الباب فدخل وهو يزين وجهه بابتسامه ..
: أستاذ سااااامـــــــــــر ..
اتسعت ابتسامته على صرخة طلابه المختلطة , تجمع حوله اللي يعزونه منهم , بلا شعور جال ببصره عليهم يدور عن وجهه لكنه ماشافه , مد يده يصافح الطلبة اللي طالعوا في يده بإحراج , ابتسم ابتسامة عريضة وقال : ما بتسلمون ..
صافحوه بابتسامة متوترة , كان عارف إنه محد فيهم متعود على مصافحة أستاذه , استمع لأخبارهم بعد ما سألهم عن حالهم وتوجه بعدها للإدارة , حس بطعنة نجلاء لمن سلم عليه المراقب اللي زين وجهه بابتسامة باردة متكلفة وهو يناوله ملف وهو يقول : المدير في اجتماع مع بقية الأساتذة , هذا ملفك في كل أوراقك وبداخله كمان ورقة إخلاء الطرف موقعة ومختومة ..
كان فاهم قصد المدير من هالحركة , ماكان يبغى يشوفه أو يسلم عليه لأنه عارف إنه كان بيده ينهي الموضوع وديا بينه وبين الآباء بدون شوشرة و بدون تدخل الوزارة , ابتسم وقال وهو يتناول منه الملف : شكرا , جزاك الله خير ..
وتحرك وهو يقول بثبات : بأجلس عند أستاذ يوسف إلين ينتهي الإجتماع لأني أبغى أسلم على المدير وباقي الأساتذة ..
وتوجه لمكتب المرشد الطلابي , كان بابه مفتوح , ابتسم وهو يشوفه جالس ورا مكتبه وهو يطالع من قزاز طاقته الواسعة المفتوحة على الساحة , دق الباب دقتين , التفت يوسف وأول ماشافه رسم ابتسامة ترحيب عريضة وهو يقوم من مكتبه وهو يهتف : يااااااااااحيا الله سامر ..
وفرد ذراعينه , ضمه سامر وهو يحس بالطعنة اللي بداخله تخف , طبطب على ظهره بقوة وهو يهلي ويرحب فيه , ولمن بعد عنه قال بمرح : سمعت إنك رايح للعيينة ..
ابتسم وقال : إي والله ..
شد بيده على كتف سامر وهو يقول : شد حيلك ما أبغى أسمع عنك غير كل خير , وريهم الأستاذ سامر اللي أعرفه ..
ذابت ابتسامة سامر للحظة لكنه رجع نحتها على وجهه وهو يقول : الله يسهل ..
طبطب على كتفه ورجع شد عليها قبل ما يلف وهو يأشر له على المقعد اللي قدام مكتبه , جلس سامر وجلس يوسف مقابل له وهو يسأله عن أحواله ..
دقايق مرت ووصلهم أصوات الأساتذة الخارجين من غرفة المدير , قام سامر وابتسم لمن شافهم جايين له بعد ما سمعوا من المراقب إنه جا , ثواني بعد تبادل السلام ولقي نفسه يضحك من قلبه على تنكيتهم على مدارس العيينة وأحوال أساتذتها , ولمن وصلهم صوت المراقب اللي يذكرهم بحصصهم ودعوه وتحركوا وهو توجه لغرفة المدير وهو شايل ملفه , تعدى من عند المراقب ودق باب غرفة المدير , قام المدير ومد يه من ورى المكتب , لكن سامر تحرك ولف من عند المكتب وصافحه وسلم عليه عربه وهو يقول : شكرا , جزاك الله خير ..
وبعد عنه وهو يقول بصدق : لايشكر الله من لا يشكر الناس , كان شرف كبير لي إني درست في هالمدرسة , فعلا أنا شاكر لك دعمك لي في بداية حضوري , تشجيعك كان له فضل كبير بعد الله في تحسن مستواي , مع السلامة , إدعيلي ..
وابتسم لوجه المدير المبهوت وخرج بهدوء وهو يرص على الملف بكل قوته و هو يصرخ بداخله ~ انتصرت , انتصرت ~ ماينكر إنه بذل مجهود خرافي للابتسام ولقمع كلمات العتاب اللي كانت تستصرخ بداخله لكنه حس بشعور غريب بعد ما قال هالكلمات , حس كإنه قفز سور عالي كان يعترض طريقه , أول ما خرج للساحة اللي خلت من الطلاب وسادها هدوء غريب لثواني اخترقت نسمة الهواء البارد ذاك الصمت واختلط صوتها بصوت تطاير أكياس الأكل اللي تناثرت بإهمال في الساحة وبصوت رنين علبة مشروب غازي تدحرجت في طرف الساحة , نزل الدرجات القليلة وتحرك وهو يحس باعتصار غريب بداخله , كان أكثر ما سبب هالعصرة هو غياب بدر اليوم , كان تراوده لهفة غريبة لرؤية وجهه المقطب وملامح الطفش اللي تلوح عليه عادة , ابتسم وتحرك خارج من أسوار المدرسة ..


************************


الساعة 11 صباحا في الدمام :

قرأها للمرة الرابعة قبل ما ينزل الجوال وهو يفرك عيونه بتعب ..
: عدنان ..
قام بسرعة وهو شايل أوراقه وتحرك وهو يرمق جواله القابع على آنية خزفيه على سطح مكتبه , زفر ودخل مكتب مدير المالية وهو يسلم , فرد أوراق المخططات على الطاولة وبدأ مدير يستمع لشرحه وهو ماسك ورقة وقلم وآلة حاسبة قدامه , من انتهى طوى المخططات وخرج بسرعة , رفع جواله وقرأ الرسالة للمرة الخامسة ..
: ما شاء الله اش هالابتسامة الحلوة ؟؟
التفت عدنان لزميله ثامر في العمل وقال بهدوء وهو يرجع جواله في المكان المخصص له : أصدروا قرار بمنع الابتسام ..
ضحك ثامر وقال : اش هالأخلاق الشينه ؟؟ ضاغطين عليك هالمرة ..
زفر وقال : الحمد لله ..
ودخل المخططات جوة حافظتها الإسطوانية السوداء وهو يطالع في الجوال , خرج من سرحانه لمن وصله صوت ثامر وهو يقول : شكله عندك مكالمة مهمة , روح اتصل وأنا بأغطي مكانك ..
قال بهدوء : لا و جزاك الله خير ..
كان ما يحب يتلقى مساعدة من أحد أو يتفضل أحد عليه بشي خاصة هالشخص اللي يحاول بشتى الطرق إنه يتخطاه ويصير أحسن من مستواه عند رؤساؤه , كان يكره طرقه الملتوية ودحلسته للمدراء والرؤساء بالجري وراهم بالكلام المعسول المتزلف وهي ذاتها الطرق اللي خلته أعلى منه مرتبه وتوجته كمهندس أول في الشركة , قال ثامر بلطف مخادع : خدمة بسيطة ما تكلفني شي , خاصة وهم مشغولين ينقلون أشيائي لمكتبي الجديد ..
ابتسم عدنان وقال بصدق : مبروك للمرة الثانية , روح اشرف على نقل أشياءك صدقني أقدر أدبر أموري هنا , مشكور ..
وجلس على كرسيه وفتح درجه وخرج الملف المطلوب منه مراجعته وتوقيعه كآخر خطوة للمشروع اللي رسمه وحددوا ميزانية تكاليفه , لمن خرج من مكتبه رفع راسه عن الملف وهو يزفر , طالع في الجوال وتذكر الرسالة اللي صدح صوتها وسط الإجتماع اللي تم فيه اختيار المهندس الأول , وتذكر نظراتهم المنصبة عليه وهو يخرج جواله اللي نسي على غير العادة إنه يحوله على الصامت , وبعد ما حوله فتح الرسالة على عجل عشان يشوف إذا فيها أمر ضروري لأنه ما تعود على رسائل في مثل هذا الوقت المبكر من اليوم ولمن لمح اسمها ( عنودي ) تناسى كل اللي حوله وهو يقرأ رسالتها بسرعة قبل ما يغلقها ويرجع الجوال لجيبه وهو يبتسم بهدوء لرئيسه المباشر واللي كان الوحيد المعارض لترقية ثامر وتجاهل عدنان المثابر , حط القلم وسط الملف ومد يده وسحب الجوال وفتح الرسالة ..
(( السلام عليكم ..
كيف حالك يا مهندس ؟؟
أكيد رايح على الدوام , إن شاء الله يكون دوامك خفيف وهادي اليوم ..
(^.^) ترا أنا بخير ... في حالة بتسأل عن حالي (>.<)
صح أنا في الغرب وإنت في الشرق بسسسس
حبيت أكون أول شخص يصبح عليك ويهمس لك
صباحك ورد إن شاء الله ..))
زفر وهمس : ما كان ورد ..
ورجع ابتسم وهو يتذكر جملته اللي قالها في أول اتصال لهم ~ ترا أنا بخير في حالة تبغين تعرفين أنا كيف حالي ~ ضحك وهو يهمس : متذكرة رغم إنها كانت ..
وسكت وهو يتذكر إنه كان سبب في ألمها لفترة حتى لو كان بدون علمه وبدون قصد وهي صدقته و سامحته بسهولة , قام وقفل باب المكتب ودق على رقمها , مرة مرتين ..خمسة ولسه ماردت , زفر وطالع في الجوال وهو يتساءل عن سبب عدم ردها ~ يكون زعلت لأني ما اتصلت عليها أول ما جات الرسالة ~ كتب رسالة سريعة وأرسلها , دقايق واتصل عليها مرتين وماردت , زفر وكتب رسالة ثانية أرسلها ورجع الجوال لموضعه ومسك الملف وبدأ يوقع عليه ورقه ورقه بعد مايراجع المكتوب فيها وهل المقاسات والمواصفات زي ما حددها ولا لا , وبين كل ورقه والثانية يرفع بصره للجوال ويرجعه للملف , زفر بطفش لمن انتهى من الملف ورجعه للدرج وفتح محموله , ولمن اكتشف إنه ينقل بصره من الجوال للشاشة ومن الشاشة للجوال زفر وهو يحرك كرسيه شويه عشان يسحب الجوال ويدق على رقمها وهو يقول من بين أسنانه بغيض : ردييييييي , ياويلك لو مارديتي هالمرة ..
: نـعـم ..
أول ما سمع صوتها الخافت البارد قال : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
وصلته همهتها وهي تهمس : وعليكم , خير ..
انصعق من كلمتها وانلجم لسانه بالرغم عنه ~ مستحيييييييييل تكون هي ~ سأل بهمس : العنود ؟؟
وصلته ضحكتها الساخره البطيئة وهي تقول بصوت غريب : متصل على جوال عنيد وتسأل العنود , إيوه العنود خييييير ..
كان بينفجر غيض من برودها لكنه من تبين صوتها ابتسم وهمس : نايمه ؟؟
سمع طقطقتها بلسانها بطفش قبل ما تقول : أفففففففف يا ثقل دمك , تصحيني من نومي وتقول نايمه , استغفر الله العظيم ..
كتم ضحكته وقال بهدوء : عنود شكلك من النوع اللي ما ينتبه للكلام وهو نايم ..
: لاااااااا جايب حاجة جديده الأخ , أفففففف أنا نايمه اتصل بعد شوي ..
فتح فمه وصكه لمن انتبه للصمت في الجهة المقابله , بعد جواله وطالع في الشاشة وقال بصدمة : صكت في وجهي ..
رجع دق عليها وهو ناوي يطير النوم من عينها ~ مو معقولة إنه هذا كله نوم , يكون بتنتقم مني بالتمثيل , والله ~ وقطع توعده لمن سمع همسها المتثاقل وهي تقول بطفش : نعم ..
وتلاها صوت شبه باكي وهي تقول : والله حرام توني نمت لي كم يوم ما أنام والله حرااااام , يا عالم أبغى أنااااااااام ..
سكت للحظة ورجع همس : رسالتك جات في وقتها , خففت عني كثير , شكرا ..
ولمن وصلته همهمتها اللي باين إنها تجاريه عشان يخلص ابتسم و قال بغيض : ليش أضحك على حركاتك الخبله ما أدري ؟؟ هيا مع السلامه ..
انصك الجوال بدون أي وداع , طالع في الجوال وضحك , رجع هز راسه بحيرة وهو يقول : أول مرة أشوف واحد يضحك ليش انقفلت السماعة في وجهه , أكيد يا إني انهبلت أو إنه هذا من آثار صدمتي من ترقية ثامر ..


*************************


الساعة 1.30 الظهر في الرياض :

: أنا في المستشفى مع أختك عندي مراجعة عند دكتورة الباطنية , نسيتي ..
زفرت وسام بداخلها وقالت بهدوء : أوو نسيت , خلاص أرجع مع سامية , اتصلي وطمنيني اش قالت الدكتورة لك ..
وصكت الجوال بعد ما ودعت نجلاء وهي تتساءل كيف نسيت موعد أمها , طالعت في دفتر التوقيعات وتركز بصرها على توقيع سامية اللي خرجت قبل عشر دقايق , وقعت خروج وتحركت لمكتبها عشان تلم أشياءها وهي تفكر من من المعلمات تطلبه عشان يوصلها , أول ماشافت أنغام اللي كانت بين كل حصة من حصصها تجي عشان تتطمن عليها ابتسمت وقالت : خارجة خلاص ..
زفرت وقالت وهي تلف طرحتها : الكلب برا وحالف لو ماخرجت في دقيقة يروخ و يسيبني ..
ابتسمت وسام برأفة وقالت : الله يعينك ..
رن جوالها بصوت أنثوي رقيق يصدح بأغنية مليئة بالموسيقى , تحركت مستعجلة وهي تقول : هذا هو , ياويليييييييي ..
تأملت وسام تطريز الأشكال الزخرفية اللي في ظهر العباية والمماثل لأطراف طرحتها وأكمام عباية الكتف , زفرت وقالت : الله يهديك يا أنغام , يمكن لو غيرتي في نفسك شي يغير ربي حالك وينعم عليك برحمة بعد هالعذاب , الله يهديك ..
ودخلت مكتبها بسرعة لمن سمعت صوت جوالها يرن بالنغمة العامة , شافت اسم سحر فرفعت الجوال بسرعة وهي تقول السلام , ردت عليها سحر السلام وكملت : يا حلوة , شوية ونوصل المدرسة ..
استغربت وسام من كلمتها لكنها فهمت لمن كملت سحر : عمتي دقت علي عشان تقولي أمر عليك ..
انحرجت وسام منها فقالت : إذا فيها كلفة ..
قاطعتها سحر : استحي على وجهك يا بنت , مابيننا هالشي , كلها خمس دقايق بالكثير ونكون عندك يلا اجهزي , مع السلامة ..
ودعتها وقفلت الجوال ودخلته شنطتها وتحركت بسرعة عشان تلبس عبايتها وهي تلبس صدحت أنشودة ( لسوف أعود يا أمي ) ابتسمت وقالت بعد ماردت وسلمت : كيف عرفتي ؟؟
وصلها الصوت الحنون اللي كانت تعشقه بشكل لايمكن لأحد إنه يتصوره وهي تقول : اتصلت على سامية أتطمن إنك معاها قالت لي إنها مشيت من فترة فعرفت إنك ما دبرتي أحد ..
همست من أعماق قلبها وهي مقهورة من حدتها هذا الصباح : أمي , الله لا يحرمني منك , رضاك يا غالية ..
ضحكة نجلاء وهي تقول ( راضية عليك دنيا وآخره ) كان لها مفعول السحر في قلب وسام اللي ودعتها قبل تصك الجوال وهي تنخرط في بكاء صامت , كانت تحس نفسها جاحدة ليش بكت على أمها وانهارت وخوفت المرأة اللي ربتها وفوق هذا كله ماهي قادرة تتمالك نفسها وترجع وسام المعهودة , غطت وجهها وتحركت خارجة من غرفتها وهي تلوم نفسها مليون مرة , لأول مرة تتجاهل مناداة البنات لها مدعية عدم سماعها لمناداتهم وخرجت أول ما سمعت رنة جوالها برنة وحيدة , كانت تدور بعيونها على سيارة السواق المني فان لكنها ما شافتها , ولمن دق جوالها ردت على سحر اللي قالت : يا عسل , شايفة السيارة الهمر السوداء اللي قدامك ..
رفعت بصرها وشافت وحدة متحجبة تلوح لها بيد واليد الثانية ماسكة جوالها وصوت سحر يوصلها وهي تقول : عرفتي السيارة ..
صكت وسام الجوال وتحركت وهي تقول بداخلها ~ من وين أحد يضيع الهمر ؟؟ ~ فتحت الباب وانصدمت من المكان الواسع ومن شكل المقاعد لكنها تمالكت صدمتها وطلعت وهي تدعي ربها إنه شرابها الأسود اللي بدأ يتوسع ما ينزلق لآخر قدمها ويكشف ساقها بسبب ارتفاع السيارة , أول ماجلست قالت السلام بهدوء وهي تصك الباب , لفت عليها سحر وقالت وهي تمد يدها : كيفك يا عسل ؟؟
ابتسمت وسام وصافحتها وهي تقول بهمس خافت : الحمد لله ..
: كيفك يا وسام ؟؟ وكيف عمتي وهيام ؟؟
حست بإحراج لمن وصلها صوت خالد فهمست : الحمد لله كلهم طيبين ..
وكملت بإحراج : سامحونا كلفنا عليكم ..
: لا ولو , واجب ..
ضحكت سحر وقالت : عاااااادي , أصلا هو عطلان حاليا وما عنده شي غير اللفلفة والدوران ..
قال خالد باستنكار : قولي ماشاء الله عن تحسديني ويستدعوني في الوزارة والله لا أذبحك ..
ضحكت وقالت بتريقة : عادي أداوم بدالك , حتى أنا فاضية ماعندي لا شغلة ولا مشغلة ..
قال بتريقة : ليس بعد الآن ..
لفت عليه بتعجب وهي تقول : اش قصدك ؟؟
حرك حواجبه ففهمت إنه مصر تدور له على عروسة , زفرت وقالت وهي تأشر على الطريق : ركز على الشارع لا تصدم بنا بس ...
ضحك و طالع في الطريق , قالت سحر وهي تأشر على لفه على اليمين تعداها : هييييييييييييييي من هاللفة , وين رايح ؟؟ ..
فرمل ولف على ورى عشان يرجع السيارة , أول ما شافته وسام تراجعت على ورى وهي تضم شنطتها لصدرها بلا شعور ولصقت في الباب وهي تشيح بوجهها بحدة , انصدم خالد من تصرفها فرجع لوضعه بسرعة واكتفى بالمراية وهو يسمع دقات بوري السيارات المتعدية من عنده , لمن عدى اللفة لف على اليمين وكمل طريقه وعقله مشغول ~ اش فيها ؟؟ لا يكون تحسبني لاف عشان أطالع فيها ولا ...... , ليش انكمشت ؟؟ معقول يكون هذا كله حيا , لا ما أظن , بسسسس ~ ركز بصره على الطريق وعقله يسترجع حركتها الغريبة , غمضت وسام عيونها بقوة وهي ترص فمها وتضم شنطتها أكثر عل وعسى تخف ضربات قلبها , كانت تحس بتقلبات فضيعة في معدتها كإنه شي يتلوى بداخلها , بدأت تستغفر وتسبح بداخلها وهي تقول لنفسها ~ وسام ماقصد شي بهالحركة , اش فيك ؟؟ ليش مكبرة الموضوع ؟؟ مو كل رجال يبغى منك شي , لا تكبرين الموضوع ~ زادت من إغماض عيونها وهي تتذكر الخاطر اللي جال بعقلها أول ما التفت , تخيلته بيمد يده , شعور مرعب اجتاحها , ضمت شنطتها أكثر لمن شافت العمارة , قالت بهمس لمن وقفت السيارة : جزاكم الله خير ..
وتحركت خارجة بسرعة , قالت سحر وهي تلفت لها : إحنا ماحنتحرك إلا لمن تخبرينا إنك في الشقة ..
شكرتها وسام بداخلها وهي تسرع للشقة , وقفت عند الباب وفتحت شنطتها تدور المفتاح ولمن مالقيته تذكرت إنها من عجلتها ماسحبته من باب الغرفة زفرت ورفعت جوالها ودقت على أمها اللي قالت لها إنها ما انتبهت إنها نسيت مفتاحها وإنها يمكن ربع ساعة وتوصل وطلبت منها تروح مع سحر وهي تمر عليها وهي راجعة , رجعت وسام واتصلت بسحر بحرج وهمست أول ما ردت سحر : نسيت المفتاح جوة البيت ..
وصلتها ضحكة سحر العذبة قبل ما تقول بلطف : أحححححححلى خبر , يلا انزلي عازمتك على غدا من اللي يحبه قلبه في غرفتي المطلة على البحر ..
ابتسمت وسام لمرحها وتأسفت كثير وهي تنزل , حست بارتباكها يرجع وهي تطلع السيارة , كانت تسب وتلعن غباءها وفي نفس الوقت مقهورة ومنحرجة في نفس الوقت من حركتها اللي أكيد فجعت الرجال , قالت سحر بلطف : عادي عادي تحدث في أرقى العائلات ..
شكرتهم بلطف وهي تطالع في تغير المناظر من حيهم البسيط للفلل الفخمة في العليا , ما تتذكر متى آخر مرة دخلت فيها فيلا عبد الكريم , أول ما دخلت الهمر باب المواقف الكبير انصدمت وسام لمن شافت الحديقة الواسعة اللي في طرفها أربع مواقف مظللة بعريشة واللي وقف الهمر في وحدة منهم , قال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
R-thar
خمس نجوم
خمس نجوم
R-thar


مسآهمـآتــيً $ : : 797
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 48512
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 17
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/01/2012

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة   رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty30/1/2012, 9:34 pm

بعد العصر في الرياض :
بيت عبد الكريم :

: سحر وين جالسين ؟؟
ابتسمت سحر لأبوها وقالت وهي تمسك أطراف الصينية بقوة : في المجلس الصغير , ليش ؟؟
وضحكت وكملت بمزح : لا يكون مفتقد شاهي بعد الغدا مع حبيبة القلب ..
ضحك وقالها : روحي توكلي ..
شافت ماهر اللي يلعب بنكاش الأسنان اللي حاطه في فمه خارج من الحمام فقالت وهي تتحرك : الله يعينك بتشرب الشاهي مع الجنس الخشن هالمرة ..
قال ماهر بتريقة وهو يدخل يده في شعره المبلل ويحركه بقوة عشان يجف : أموت أنا يا ألطف الكائنات , والله أعفش الكائنات ..
قال خالد اللي مروق على كباية الشاهي اللي في يده : مو عشانك حمقان على بعض ناس شفتهم أعفش الكائنات ..
انقهر ماهر من قهقة سحر اللي حركت حواجبها وهي تقول : أحلــــى أبو غيود لو ماني ماسكة الصينية كانت أعطيتك خمسة ..
رفع ماهر رجله ومثل إنه بيشوتها وهو يقول : انقلعي بس , انقلعي ..
ابتسم عبد الكريم بتوتر وهو يتأمل سامر المكتفي بابتسامة هادئة وهو يطالع فيهم , فرك يدينه وهو يجلس , ثواني ورجع قام وسحب الريموت وشغل التلفزيون , ولمن ماشاف شي مهم في قناة المجد الأولى حول على المجد الإخبارية , زفر وهو يطالع في الأخبار على الشريط وعيونه تتابع الكاريكاتورات المعروضة بلا اهتمام بقراءة ما فيها , ورجع قفل التلفزيون ومسك فنجانه ..
: أبو خااااااااااالد ..
رفع بصره لمن سمع مناداة بكره , ابتسم خالد وقال : وين وصلت يا أبويه ؟؟
انتبه إن فنجان الشاهي معلق في الهوا قريب من فمه بدون مايمسه , زفر ورشف منه وهو يتحمد الله , كانوا مستغربين حالة أبوهم في الفترة الأخيرة , من رمضان وهم ملاحظين إنه مو على طبيعته , طالعوا في بعض بحيرة , دق جوال خالد بصوت سيارة شرطة فقام وهو يقول بخوف مصطنع : الحكومة ..
ضحك سامر وقال : والله لا أعلم عليك هند حاط لها ونانات ..
تحرك لغرفة عدنان اللي ينام فيها حاليا لأن الملحق اللي ينامون فيه دايما كله عفش بيت ماهر اللي ينتظرون المستأجرين يخلونه عشان يحطون فيه الأثاث , انسدح ماهر ومدد جسمه بطفش وغمض عيونه و هو يقول : يوم تبغى رحلات ما في ويوم تتمنى الراحة هذي ما تلقاها , أستغرب ليش ما تجي رحلاتي إلا في أوقات المناسبات الهامة ..
مرت لحظة صمت قام بعدها سامر وجلس جنب أبوه اللي ساب الشاهي واتكأ على يمناه وهو غارق بالتفكير , أول ما حس عبد الكريم بيدين سامر على جبينه زفر وقام بعد فترة وهو يطالع فيها بتوتر , تأمل سامر وجه أبوه اللي فجأة بان الكبر عليه وكأنه قفز 10 سنوات للأمام , قبض بيمناه يسرى سامر وهو يهمس : أنا عارف إنك تعبان وجاي من العيينة ومنت رايق لأحد بسسسس , اش رأيك تشوفها دحين ؟؟
اتسعت عيون سامر فكمل أبوه بذات الهمس : ما بنلقى وقت تشوفيها فيه بدون ما تدري زي هالمرة , أنا كنت مخطط نعزمهم بعد كم يوم لكن جات من ربي ..
ما يدري ليه تسارع نبض قلبه بعنف قبل ما يهز راسه موافق , ابتسم أبوه و تحرك وخرج من الصالة , طالع فيه سامر وهو يحس بالأفكار تعصف به وبأعصابه مشدودة بشكل غريب ..
: اش عندكم ؟؟
انتفض لمن وصله صوت ماهر , لف وشافه لاف عليه بدون مايقوم من سدحته , ابتسم لعيونه شبه المفتوحه وقال متهرب من الإجابة : يعني اش بيكون عندنا ؟؟
قال ماهر ببطء : أشوفكم تتساسرون , اش عندكم ؟؟
قال سامر وهو يضحك ويقوم : نام , نام , خل عنك لقافة الحريم ..
غمض ماهر عيونه و ثواني و انفرجت شفايفه وبدأ يشخر شخير خفيف , ضحك سامر وقال : زي البزران لا تروشوا وأكلوا يروحون فيها ..
وتأمله وهو يحس بداخله إنه قاعد يخونه , كان المفروض يكون هو أول شخص يعرف بهالموضوع , لكن أبوه محرم عليه يكلم أحد في هالموضوع , وهو يخاف يقوله وبعدين ما يصير شي , ما يبغى يقوله إنه أبوه عرض عليه وسام , زفر و بلا تفكير تحرك سحب شماغ أبوه المعلق وغطى راس ماهر المبلل وراح خفض التكيف , ألقى عليه نظرة أخيرة قبل ما يطفي الأنوار , قال خالد اللي رجع : يااااااحيييي , خايف على توأمه ..
سكته سامر وهو يهمس : اششش تصحيه ..
ضربه خالد بخشونة وقال : أقول انقلع , حرمته وأنا ما أدري , غثى , مالت عليكم يعني وين أروح أنا , لا زوجة ولا أخوان ..
وجلس على الكنبة وفتح التلفزيون بعدم اهتمام وهو يكمل من بين أسنانه بغيض : كلها أسبوعين و أسافر و محد خطب لي ..
هز سامر أكتافه وتحرك للمطبخ وهو مهو عارف أبوه اش بيسوي وكيف بيخليه يشوفها , فتح الثلاجة وخرج علبة اللبن ..
: سامر ..
التفت لأبوه وهو يحس باستنفار في كل حواسه , ابتسم عبد الكريم وقال : تعال ..
ابتسم بتوتر وتبعه بصمت بعد ما رجع علبة اللبن , وقف أبوه قريب من المجلس الصغير المفتوح واللي يوصل بين المجلسين الأساسية الكبيرة , همس : بتعرفها لأنه مافي غريب عليك غيرها , هيام طلعتها فوق مع سلافة ..
قال عبارته بسرعة وراح لأنه حاس بسامر اللي كان التوتر والاضطراب واضح في كل سكنة من سكناته , طالع سامر في المجلس اللي يعتبر كصالة داخلية مفتوحة من جهتين وواحد من جدرانها الباقية عبارة عن أعمدة رخامية بينها رفوف زجاجية بشكل أفقي توضع عليها التحف , ولمن سمع الأصوات سحب نفس عميق وتحرك بعزم ..
: سحـــر ..
: والله من جدي أتكلم يا عمه , البنات صارت حالتهم مستعصية , كل يوم أشكر ربي اللي تخرجت وما شفت حالهم التعيسة اللي وصلوا لها ..
: حبيبتي كل شي تغير , الجيل كل ماله في انحدار اللي يستر علينا ..
أول ما سمع الصوت الغريب عليه وقف للحظة وهو يرهف سمعه ..
ابتسمت وسام اللي حست براحة بعد مانامت وخف توترها وهي تتغدى مع البنات وتسمع وتضحك على كلام سلافة الساخر المطعم بلغة إنجليزية عن بنات قسمها وقالت : أتذكر لمن كنت في المتوسط والثانوي أرتجف أنا وزميلاتي لمن تمر من عندنا معلمة وعيوننا على الأرض , دحين الله يستر , تحط عينها في عينك ولو بتفتحين فمك بتقولين شي تصرخ فيك ..
وغيرت نبرتها لصوت متوعد تقلد البنات : خييييييير عندك شي ..
لمن ضحكوا تحرك سامر وهو يشوف المجلس من بين واحد من العمودين , أول ما وقع بصره على أمه اللي معطيته جنبها وعمته المقابلتها , سحب نفس يهدي نفسه وهو يتحرك خطوتين وهو يسمع أمه تقول : هو من شي هين تقاعدت , أنا ابتدائي وجابوا الشيب لراسي كيف متوسط وثانوي ..
قالت وسام بعطف : والله حليييييييلهم بنات المتوسط يا خالة , تصدقين كلمتين حلوة مع كثير من الصبر ويتغيرون , إسئليني عنهم ..
تجمد لمن لمحها وتراجع خطوة , كان يحس بحرج كبير لكن لمن ذكر نفسه إنه هذي السنة وهو مايسوي شي غلط رجع تحرك وهو يقبض يدينه بلا شعور ..
: عاد انتي الخبيرة بهم وما نقدر نتكلم ..
تعلق بصره بابتسامتها وهي تقول بمزح لسحر الجالسة بجنبها : والله حليلهم حبوبات , سهلين ممتنعين ..
تشتت انتباهه للمحداثات المتبادلة وهو يتأملها , أول ما انتبه له إنه فيها شي غريب يجذب , كانت جميلة قمحية البشرة ملامحها حلوة , جسمها متوسط و شعرها أسود بلون عيونها , لمن اخترق المنظر يد سحر اللي كانت تعدل خصلات قصتها المتناثرة على جانبي وجهها انتبه إنه كان حابس أنفاسه فزفر وهو يرف بعيونه يحاول يفهم مشاعره , رفعت وسام يدها بسرعة وعدلت قصتها بإحراج وهي تقول : لا تقولين شعري مشعفل , ماسشورت اليوم ..
ضحكت سحر وقالت : لا بس عدلت لك خصلة متمردة ..
نزلت شباصتها وفردت شعرها الغجري متوسط الطول واللي يجاوز أكتافها ورجعت لفته وهي تقول بابتسامة : بعيد عنك من كثر الكسل اليوم ما سشورت , القصة أمس في الليل سشورتها على أمل أكمل الصباح لكن هيهات ..
تحرك مبتعد وهو يسمع ضحكة سحر اللي قالت : أهووووو يا ما صابتني هالحالة , إلا صح اش أخبار جنى اللي حكيتيني عنها ذاك اليوم ؟؟ ..
تجمدت وسام لثواني لمن سمعت اسم البنت اللي طلعت أختها , وبقوة خارقة حستها استنفذت كل طاقتها ابتسمت وقالت : إن شاء الله كويسة , ماشفتها اليوم ..
ولمن لفت سحر لأمها اللي كانت تتكلم مع أخت زوجها غمضت وسام عيونها لثواني وفتحتها وهي تحاول تحافظ على ابتسامتها لأنها ما تبغى ترجع للمشاعر الغريبة اللي كانت غارقة فيها قبل فترة ..
أول ما خرج سامر للصالة الداخلية شاف أبوه جالس جنب خالد وهو يقلب في الجريدة , قال خالد : وين كنت يا أفندي ؟؟
رفع أبوه راسه لكن سامر أشاح بوجهه بسرعة وهو يقول : عن إذنكم رايح أتمدد شوية في الغرفة ..
قال أبوه بهدوء وهو يحاول يخفي ترقبه : مابقي شي على صلاة العصر ..
تحرك وهو يقول : إن شاء الله ما بتفوتني ..
طلع لفوق و انصدم لمن شاف سلافة في الصالة وجنبها وحده ثانية شهقت وهي تندس وراها , حمحم ونزل راسه وهو يقول : آسفين ..
قالت سلافة كإن الأمر عادي : أوكي فهمنا , يلا روح غرفتك بسرعة , هالخبلة كسرت my back..
نزل راسه أكثر وتحرك لغرفته وهو يسمع صوت ضرب وهمهة هيام وهي تقول : يا حماره يا دبه فشلتيني ...
دخلها وصك الباب و غمض عيونه و زفر بقوة ..


************************

بعدها بوقت في جدة :
فيلا أحمد :

: عنوووووووووووود , لا صلاة ظهر ولا عصر , قومي واستغفري ربك ..
انقلبت العنود النايمة على بطنها على جنبها وهي تقول : سيبينيييييييي , دقيقة بس , دقيقه بس والله نعسااا...
وتخافت صوتها واختفى وهي تغط في النوم , زفرت الهنوف لمن شافت الجوال الغاطس في الفراش واللي كان مدفون تحتها , شالته وحطته على الطاولة ورجعت تصحيها وهي تقول : عنيييييييييييييييييييييييييييييييييييد ..
ولمن شافت إنه ما اهتز فيها شي حتى رموشها دلالة على صحيانها هزتها وهي تقول : عنوووووووووووووووود ..
رفت جفونها من دون ما تفتحها وهي تهمس : هنوف الله يخليك جلست أراقب الجوال ثلاث ساعات والدب ما دق فالله يخليك خليني أنااااااااااااام ..
قالت الهنوف بعناد : حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطـــى , العصر له نص ساعة مئذن ..
طلعت صوت باكي وهي تقول : خمـــــس دقايق بـــــــس ..
زفرت وقالت : خمس دقايق ..
وتحركت خارجه وهي تقول لأمها الجالسة في الصالة : هذا كله من السهر ..
قالت هدى بهدوء : تعرفينها تمر عليها أيام ما تنام , من زواج عمر ما جاها النوم , لا في الليل ولا في النهار , عيونها طايحة لكنها ما تغمض ..
قالت الهنوف وهي تزفر : الله يعينها , لازم تغير هالطبع فيها قبل ما تتزوج ..
: لا تجيبين طاري الزواج عشان مايجيني استفراغ ..
التفتوا وشافوها عند الباب شعرها الطويل مفلوت بفوضويه وبلوزة بجامته القطنيه جهتها اليمنى محشور جوة البنطلون وهي تحك شعرها بيمناها وباليسرى تحك جنبها من تحت البلوزة , قالت أمها وهي تأشر على خصرها المكشوف من حكها : هي غطي , شويه وتفصخين ..
زفرت وتحركت ببطء وهي تسحب رجولها ورمت نفسها على الكنبه جنب أمها , حطت راسها في حضن أمها ودلت رجلينها من فوق يد الكنبه وهي تقول : نعسانه ..
مسدت هدى شعرها وهي تقول بحنان : يلا قومي صلي وارجعي نامي ..
قالت الهنوف وهي تضرب أقدامها المدلاة العاريه : حلوة ترجع تنام , خططنا نروح لجرير مع البنات ولا ناسية ..
قالت العنود وهي مستمتعة لأقصى حد بدبدبة أمها لشعرها : يا ذا جرير , أشوفكم صايرين آفات كتب , بس مو مشكلة لو تبغيني أروح المريخ رحت لك , أمي شويه على اليسار ..
ضحكت الهنوف وقالت أمها وهي تدفها : قومي صلي ..
قالت برجاء وهي تنقلب على جنبها وتسحب يد أمها وترجعها لشعرها : أمي تكفين , كمان شويه ..
التمعت الدموع في عيون هدى وهي تمسد على شعرها وهي تهمس : البندري الله يرحمها ماكانت تحب أحد يلعب في شعرها عكسك , من هي صغيرة في الابتدائي وهي تخلي شعرها مفرود وتقصه كله عشان ما أمشطه أو أمسكه ..
سكتت الهنوف وقالت العنود وهي ترفع يدها وتقبض بها على يد أمها اللي على راسها : راحت لحياة أفضل إن شاء الله , راحت للي أحن مني ومنك يا أمي ..
سحبت هدى يدها و مسحت دموعها قبل ما تنزل وقالت : الله يرحمها ..
اعتدلت العنود في جلستها وقالت بحماس : أمي تعالي معانا لجرير والله بتعجبك ..
استغربت أمها من الطلب وقالت : واش أبغى فيها ؟؟
قامت وسحبت أمها من يدها وهي تقول : كلمي أبويه وقوليله بأخرج مع البنات , يلا نتنفه شويه , من عند جرير ننطلق لشارع الأربعين نحو البيك ونطلب لنا ذيك الوجبة المحترمة بالثوم , أففففففف ..
وتحت إلحاحها راحت هدى تكلم أحمد وراحت العنود عشان تصلي , أول ما شافت الجوال في موضعه على الكومدينه تفلت عليه وقالت بغيض وهي تدخل الحمام : مالت ..
صلت فرضينها وهي تحس بقهر على تفويت الظهر , قامت وهي تقول بعتاب : انرمت صلاة الظهر في وجهك يا ست عنود وقالت لك ضيعك الله كما ضيعتيني , استغفر الله العظيم وأتوب إليه ..
وجلست على سريرها وفتحت الدرج عشان تخرج شنطتها الصغيرة المحتفظة فيها بمصروفها , انتبهت للمستطيلين اللي فوق بعض رسائل ورادة :4 مكالمات لم يتم الرد عليها : 9 ..
شهقت ورفعت الجوال بسرعه وفتحته , مكالمتين ورساله من سفانة تذكرها بالخرجة و ثلاث رسائل وسبع مكالمات من الدب , انصقت لمن قرت الرسائل من تحت من أول رسالة وصلتها ..
(( كنت في اجتماع مهم وما خلص إلا قبل شوي عشان كذا مارديت ))
فتحت الرسالة اللي بعدها بسرعة وهي تحس نبضات قلبها تزيد ..
(( عنود ليش ما تردين ؟؟ ردي علي ضروري ))
قالت بغيض وهي تفتح اللي بعدها : كنت نايمه , واش دراني إنك في اجتما ...
ولمن وقع بصرها على الرسالة الأخيرة فتحت عيونها على اتساعها ...
(( عنيدي قلبي ..
بعدي الجوال عنك لمن تنامين عشان ما تفضحين أسرار الدولة وانتي نايمه ..
أول مرة أدري إنك من النوع اللي ما يصحى من النوم على دق الجوال و....
(*_*) يتسحب في الكلام كمان ..))
صرخت من أعماق قلبها : لااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا اااااااااا ..
وبعد نص ساعة من صرختها اللي خرقت سكون الفيلا , مسحت دموعها الغزيرة وهي تحاول قدر الإمكان إنها تتمالك نفسها لكن من شافت خدود العنود المنتفخه من كثر الزعل وعيونها المحمرة المنفخة من كثر البكى انفجرت تقهقه مرة ثانية وهي تمسك بطنها بيد وباليد الثانية تمسح دموعها وهي تقول بتأوه : يا بطنييييييييييي يا بطنيييي , والله بتتفتق ..
قالت العنود بغيض وهي تطالع فيها بحقد : يعلللللللللللها تتفتق يارب على الضحك اللي ضحكتيه عليه ..
زاد ضحك سفانه وهي تقول : غصصصصصصصصب عني , غصب عني , أووووووهووووووو , بطني , بطنيييييييييييي والله بتتفتق والله بتتفتق من كثر الضحك ..
قالت ريم وهي تزفر : صراحة يا عنود دوري لك حفرة وادفني نفسك فيها , اش هالموقف السخييييييييييييييييف اللي حطيتي نفسك فيه ..
التمعت الدموع في مآقيها وهي تقول بتريقة عشان تضيع الصيحة اللي تحاربها : إذا فيك حيل تحفرين احفريها وريحيني لأني من كثر ما جفت موية وجهي تعبت وأنا أتشحد الناس موية للوجه فماعاد فيني حيل , تسوين فيني خدمة لو حفرتي لي حفرة ..
قالت الهنوف بتعاطف : استغفر الله مو لهالدرجة الموقف مـ .. مـ ...
وسكتت مهي قادرة تكذب عليها أكثر , قالت ريم بتريقة وهي تشوف عمتها جايه : خلونا نروح المكتبة أول بعدين لمن نرجع أساعدك في حفر الحفرة ..
زفرت العنود وهمست : أموت وأعرف أنا اش قلت له , ماني متذكرة ولااااااا حرف ..
قالت سفانة وهي تلف طرحتها : إن كان سبيتيه بوحدة من سباتك ذات الوزن الثقيل قولي على الدنيا السلام ..
شهقت العنود وقالت : أنا ما أسب هالسبات إلا ..
رفعت سفانة حاجبها وقالت : فاكرة يوم اتصلت عليك وقاطعتيني وأنا أسلم وقلتي #### يالكلبة لا عاد تتصلين علي وأنا نايمة ..
ضربت صدرها وهي تقول : بيطلقنيييييييييي , والله يطلقني لو سمع هالسبة ..
وصفعت خدودها وهي تطالع فيهم , ضحكوا كلهم و سحبت ريم جوال العنود وبعد عدة ضغطات قالت : أقل من دقيقة زمن آخر مكالمة , اش تتوقعين قلتي فيها ..
قالت سفانة بتريقة وبطريقة مسرحية : ##### تبعها شهقة عدنان المصدوم قبل ما يقفل السماعة في وجهها ..
هتفت الهنوف باستنكار : سفاااااااااااانه ..
ولفت على العنود الشاحبة وقالت وهي تسحبها : سبيك منهم يحبون يتريقون , إمشي أمي تستنى ..
خرجوا لهدى اللي تنتظرهم عند سيارة السواق , سألت الهنوف : مين جابكم ؟؟ ..
ابتسمت سفانة وقالت وهي تمرر سبابتها اليمنى بين أصابعها اليسرى عشان تعدل قفازها : حسونه ..
والتفتت لريم اللي كانت تتأملها , استغربت من نظرتها لكنها كملت : والشي الغريب ستو ريم طاح عليها أدب غير طبيعي ..
خرجت ريم نفسها من سرحانها وتأملها لسفانة وقالت مدعية الأدب : خلاص الرجال تحدد زواجه , لازم أحترم نفسي شوية ..
ضحكت الهنوف بإحراج وقالت سفانة بتريقة وهي تخاطبها : تصدقين عاد , أول مرة يكون هادي ورزين , شكله تحديد الزواج عقله شوي , حتى جدة حمده قالت له لو دريت إنه تحديد زواجك بيثقلك كان حددناه من 10 سنين , وطبعا استلمناه محشات وهو لأول مرة مطنش وسااااااااكت ..
همست الهنوف بلا تفكير وهي تحط يدها موضع قلبها : يا قلبي هو ..
صرخوا بحماس و أشرت عليها سفانة وهي تقول بحماس : سمعتك , سمعتك , والله عند حسونه ..
وقالت ريم بتريقه وهي تضحك : شكله حسونه عقل والهنوف قامت تتخيبل ..
ولفت على العنود وسألت : مو ؟؟
وتخافت سؤالها وهي تشوف العنود مهي معاهم سارحة في عالم ثاني , دقتها سفانة بقوة وهي تقول : الله ماخذ عقلك وسبـــيــتيه وإنت نايمه يتهنا به ..
وضحكوا لمن ضربتها العنود وهي تسبها بغيض وهدى تناديهم عشان يستعجلون وهي تدق على السواق عشان يجي للسيارة ..



**************************


بعد العشاء في الرياض :
شقة نجلاء :

: لو تقدم لك سامر توافقين عليه ؟؟
بعدت وسام بصرها عن شاشة الكمبيوتر والتفتت لهيام باستغراب وهي تسأل : اش هالسؤال الغريب ؟؟
~ يكون دريت عن الموضوع ولا سمعتني أنا وأمي !! ~ كان قلبها ينبض بقوة بداخلها وهي تطالع في أختها بانتظار إجابتها , هزت هيام أكتافها وقالت وهي تسحب مقعد بلا ظهر : قابلته اليوم وهو طالع لغرفته فجا هالسؤال في بالي ..
وجلست , ~ أشششششششششششوه , على بالي ~ رجعت وسام لشغلها وبدأت تفتح صفحات المواقع اللي تبحث فيها عن دراسات تختص بمشكلة الشذوذ الجنسي , كانت مشكلة ملاك وشلتها تؤرق نومها , سألت وهي تطلع على المعلومات المكتوبة : واش معنى هالسؤال اللي في بالك ؟؟
قالت وهي تهز أكتافها : لأنه أثير رفضته , فقلت لنفسي ..
التفتت وسام بصدمة وقاطعتها وهي تقول : أثــــيــــــر ..
استغربت هيام ردة فعلها فهمست : مو هو تقدم لأثير قبل فترة عن طريق سحر ورفضته أثير ..
قطبت وسام حواجبها وهي تهمس بحيرة : عن طريق سحر !!..
قالت هيام بسرعة : جس نبض بس ..
طالعت فيها وسام بحدة وقالت بعتاب : المفروض مادام الموضوع مجرد جس نبض محد يتكلم فيه ..
وزفرت وقالت وهي ترجع للشاشة : الحق على أثير , كان المفروض ما تطلع الموضوع ..
قالت هيام بإعتراض ودفاع : يعني ما تقول لنا ؟؟
قالت وسام وهي تلف عليها : لااا , مفروض ما تقول , لأنه هالموضوع كان سري , أصلا الخطبه مفروض تكون سرية لأنه لو ماصار موافقة من أي من الطرفين محد يدري عشان مايتضرر واحد فيهم ..
وزفرت وقالت : دحين أسألك بالله لو تقدم سامر لك أو لإسراء أو أي وحدة من بنات العائلة بتوافقون ولا ترفضون ..
ولمن سكتت هيام قالت : شفتي , مافي وحدة بتوافق , ليييييييه ؟؟ لأنه ست أثير رفضته , كل وحده بتقول رفضته أثير وأوافق عليه , تقدم لأثير قبلي , كان وده في فلانه ورفضته وكان وكان , عرفتي ليش مفروض تسكت وماتتكلم ..
ولمن شافت تغير وجه هيام ابتسمت وقالت : حبيبتي , هالكلام نفسه ينطبق على الرجال , يعني لو سامر دخل نظرة شرعية على أثير وماعجبته وكان الكللللل داري إنه شافها وماعجبته اش بيصير ؟؟ كل اللي بيتقدمون لأثير بعد كذا بيتراجعون لأنهم مهم عارفين سبب تراجع سامر , بيقولن أكيد مهي حلوة ولا فيها عيب ولا ولا وهي مافيها شي بس ممكن إنها ماناسبت سامر ..
فكرت هيام وقالت : إي والله صح , ما فكرت بهالشي ..
زفرت وسام وقالت بغيض وهي تهز راسها بتحسر : كان المفروض تعرفون هالشي , منتم صغار ..
قالت هيام وهي تشوفها تعدل نظارتها اللي تلبسها وقت الشغل على الكمبيوتر عشان الأشعة الصادرة منه على قولتها : تصدقين لمن شفته اليوم جلست أسأل نفسي ليش رفضته أثير عشان شكله , صح هو فيه ..
لفت وسام وهتفت بصدمة تقاطعها : إيـــــــــش ؟؟ رفضته عشان شكله ؟؟..
انتفضت هيام من صرختها الحادة وسألت بتوتر : وسام اش فييييييك ؟؟
زفرت وهي تضرب الفارة بقوة على سطح المكتب وتطقطق بها تقفل الصفحات وهي تقول بغيض : هيام قفلي الموضوع رجاء , صدق صدق سخافة بنات , قال إيه , ترفضه عشان شكله , لاحول ولا قوة إلا بالله , في بنات في البيوت يتمنون أي رجاااال طيب عشان يعيشون في بيت خاص بهم ويجيبون عيال , يحلمون بحياة غير الحياة اللي يعيشونها ونااااااااااااس تتشرط , من جاءكم من ترضون دينه فزوجوه , يا خسارة بناتنا اللي صار همهم الشكل ..
سحبت نفس ولفت على هيام اللي تطالع فيها بتوتر , سألتها بهدوء : لو تقدم لك بترفضينه ؟؟
هزت هيام راسها بإيوه وهي تقول بسرعة : بس مو عشان شكله , لا والله , أصلا اش أستفيد من واحد حلو أخلاقه شينه , هو صح في ضربه في وجهه غريبة وشكلها ما أدري كيف لكن أنا بأرفضه عشان الإدمان ..
وقالت بسرعة قبل ما تتهمها أختها بالقسوة : أكثر المدمنين يرجعون للإدمان و ...
قطعت حديثها وهتفت بخوف : تخيلي لو رجع للإدماااااااان ..
فكرت وسام إنه فعلا هالموضوع صعب جدا , ماقدرت تلوم هيام خاصة إنها واجهت رجل في حياتها مارس بعض أنواع الإدمان ومو أي رجل , أبوها , و كل بنت من حقها إنها تخاف على مستقبلها مع رجل كان له ماضي مريب زي سامر , ولمن تذكرت إنه أثير رفضته عشان شكله حست بدمها يغلي يداخلها من الغيض خاصة وهي تتذكر وحده من بنات ثاني متوسط تصيح عندها وتشتكي لها من حبها المجنون وتعلقها بالممثل الهندي هرتيك وبوسامته و ابتسامته , زفرت وهمست لنفسها : الحمد لله , ما أتخيل إن الشكل يكون عندي أساس لكل شي ..


************************


بعدها بوقت في جدة :
في فيلا أحمد :

زفرت وقالت وهي تتحرك ورا العنود : عنيدي , الشردة ما تنفع , إلى متى بتشردين ..
طالعت فيهم العنود بحدة وقالت وهي تفك عبايتها : طببببببببببببببعا مو حضراتكم اللي منتم عارفين اش قلتم أثناء نومكم ..
سحبت الهنوف شنطتها وخرجت منها جوالها و ناولته لها وهي تقول بحدة : ردي على ولد الناس وإنت ساكته ..
قالت وهي تسحب الجوال وتطالع فيهم باستنجاد : طيب خليكم معايا ..
هزوا أكتافهم باستسلام , ردت على عدنان وهي تهمس : نعم ..
لمن وصلها سلامه الهادئ البارد ردت عليه وهي ترقص خصرها لهم وتمثل إنه تلطم خدها , مسكوا ضحكهم وأشروا لها تركز معاه , صمت ساد بعد ردها للسلام , ثواني مرت وصارت دقيقة , أشرت لها سفانة بتساءل هزت أكتافها وتحركت في الغرفة وسحبت دفترها وكتبت لهم في آخر صفحة ( صمت , اش أسوي ؟؟ ) , أشرت لها الهنوف تتكلم , أشرت بيدها بغيض بمعني إيش , همست الهنوف بدون صوت : أي شي , كيف حالك ؟؟
سحبت نفس واستجمعت شجاعتها وقالت : آآآآآآ , كيف حالك ؟؟
وغمضت عيونها بقوة , لكن الصمت كان جوابها , فتحت عيونها وسألت بخوف : اش فيك ساكت ؟؟
وصلها صوته البارد وهو يقول : مافيني شي , بس أنا من كثر اتصلاتي عشان تطنشيني يا ست عنود ..
انصعقت من لهجته وكلامه , فقالت بتلعثم : ما طنشت أنا كنت ..
قال يقاطعها : لا طنشتي , لكن المرة الجاية يوم ما يكون فيك حيل تردين اقفلي الجوال وأنا أفهم , أما إنك تخليني أدق و ما تردين ..
أشرت لهم يخرجون وهي تقول بخوف وهي تحس نبضات قلبها تتسارع : مهي حكاية ما فيني حيل , الجوال كان ..
قال يقاطعها : ماكلفتي على نفسك تتصلين تشوفين اش كنت أبغى ؟؟
التفتت لمن حست بيد على كتفها , مدت لها الهنوف الدفتر وراحت , طالعت فيه لقيتها كاتبه ( لا تجادلين , أكيد زعلان , اسكتي وخليه يفرغ بعد ما يهدأ فهميه ) , سكتت وهي تحس الدموع تحارب عيونها وكمل هو بغيض : أنا ما أدري لو إني من هالرجال اللي يتصلون عشر مرات في اليوم وآخر الليل اش كنت بتسوين , يعني أنا ما اتصل إلا من فترة لفترة ويوم أتصل يا نايمه يا الجوال بعييييد !!..
كان ودها تقول المرات اللي فاتت رديت لكنها التزمت الصمت زي ما نصحتها هنوف أكيد هي مجربة وعارفه , وتفاجأت لمن كمل بدون ماينتظر ردها : حتى رسالتي ماكلفتي على نفسك تردين عليها ؟؟ ما فكرتي اش شعوري , زين اللي نمت و ماانتظرت رد ...
وكمل ببرود مفزع : وحتى بعد ما صحيت لا لقيت رسالة ولا مكالمة , ما أقول غير شكرا على الاهتمام ..
وسكت بعدها , كانت تسمع أنفاسه الثائره , مسحت دمعة سالت على خدها وجلست على السرير وهي راصة الجوال على إذنها بصمت , ثواني وصلها صوته الهادي وهو يهمس : ماني سامع رد ..
ابتسمت وقالت : هو إنت سألت عن شي , إنت قاعد تقر ..
ولمن سمعت صمته قالت : ما بأقعد أبرر لأني ما أحب التبرير , لكن إعرف إني ما طنشت , أنا من صحيت اضطريت أخرج من البيت وهذي رجعتي وكنت ناوية أتصل رغم صعوبة الاتصال ..
سألها بحدة : رغم صعوبة الاتصال ؟؟
سحبت نفس وقالت بحدة : أنا ماني فاكرة اش قلت لك وأنا نايمة ..
وتفجرت دموعها اللي حبستها طويل بصمت , مسحتها بخشونة وهي مقهورة من حساسيتها الزايد وقالت بنفس الحدة : إنت ماتعرف الضغط النفسي اللي تعرضت له وأن أحاول أعصر مخي أحاول أتذكر اش قلت في الدقيقة ..
صمت ساد قبل ما يقول بصوت غريب : مهي دقيقة , الدقيقة كانت ثاني مكالمة مو الأولى اللي صكيتي الخط فيها على وجهي ..
شهقت وهي تفز من مكانها , وتفاجأت لمن قال بعصبية : دحين مطنشتني ومخليتيني أهوجس وأراجع رسايلي خوف فيها شي زعلك كللله عشان كذا ..
قالت بذهول وهي تحس قلبها يخفق بشكل غريب : هااا ..
قال بحدة : اش هاااا ..
حدته خففت حالة السرحان اللي صابتها فقالت بداخلها بغيض ~ يا دب لا تتريق ~ ورجعت تقول بحنية ~ آآآآآآآخ يا عممممممري هو خايف على زعلي ~ جلست على السرير وهي تهمس بخجل : والله ما قصدي أصك السماعة في وجهك أنا لمن ما أنام فترة وأرجع أنام والجوال عندي ممكن أتكلم بدون , بدون ..
وما عرفت كيف تشرح له , فكملت وهي تمسح بقيا دموعها : وخفت إني زعلتك بكلمة ولا ..
وقطعت تفسيرها وتجمدت يدها عند طرف عينها هي تسأل بخوف : زعلت مني ؟؟
قال بهدوء : لا لأني عرفت إنك نايمة , بس لا عاد تخلين الجوال جنبك وإنتي نايمة , أخاف يتصل عليك واحد ويقعد يسحبك في الكلام , اللي زعلت منه عدم ردك ..
~ كنت برا , معقول لازم أعطيه تفاصيل تحركاتي ~ قاطع أفكارها لمن كمل بعتاب : أنا ما ألزمك تعطيني خبر كل ما خرجت , مالي حق في هالشي وإنت منتي تحت سقف بيتي , لكن لمن أتصل ردي علي وقولي إنك برا بأصك وارجع أتصل بعد فترة أو أستناك تتصلين لا رجعت , أو على الأقل ارسلي رسالة خبريني فيها إنك ما تقدرين تردين لأنك برا , ما بتكلف عليك شي ..
حست بالخجل من نفسها وكان ودها تعتذر لكن كلمة آسف ما خرجت من بين شفايفها وكانت تحس برغبة في الدفاع عن نفسها وتبرئة نفسها قدامه , دق عليها وهي في المكتبة وماقدرت ترد عليه وهي خايفة إنها تحتاج تبرير وغيره والمكتبة أبدا مو مكان مناسب لفض النقاشات في الجوال , تناست هذا كله لمن تذكرت أمها لمن قالت لها اخضعي له في كل اللي يقوله و تذكري إنه جنتك ونارك و حيصير الرجال اللي تبغين فقالت بصدق متجنبة كلمة آسف قدر الإمكان : المرة الجاية بأتذكر هالشي إن شاء الله وما بيتكرر ..
وزفرت براحة , ماكان صعب عليها إنها تعترف بخطأها و استغربت لمن قال بلطف يفهمها : عنودي أنا زعلت لأني كنت أبغى أسمع صوتك , من الصباح وأنا أتصل , حتى يوم رديتي علي وسمعت صوتك كنت شويه وتضاربيني ليش صحيتك من النوم ..
ضحكت وقالت بعفوية وهي تلعب في خصلة من شعرها : أصير شرانية وقت النوم ..
زفر وقال بضحكة : على كذا الله يعيني ..
لمن انتبهت لكلمتها اللي ممكن لها معاني كثيرة قالت بلا تفكير : لاااااا ماقصدت النوم النوم , قصدت ..
ولمن شافت إنه تفسيرها زاد الطين بلة غمضت عيونها وهي تسمع قهقهته , ضربت جبهتها وهي تقول من بين أسنانها : غبية , متخلفة , كان سكتي , هذي اللي بتكحلها تعميها ..
و تفاجأت لمن قال : بالعكس , ضحكتيني في وقت كنت في أمس الحاجة فيه إني أضحك ..
عضت طرف يدها وهي تصرخ بداخلها ~ كنت أكلم نفسي , آآآآآآآآآآآخ يا رب متى أبطل هالأفكار المسموعة و ~ فتحت عيونها على اتساعها وسألت بسرعة : لييييييييش ؟؟
: ليش إيش ؟؟
انحرجت من اندفاعها فهمست : ليش كنت في أمس الحاجة إنك تضحك ؟؟
بدأ يكلمها عن العمل وعن ثامر بشكل مختصر واستمعت له بصمت وبعد ما انتهى قالت له وهي تتذكر كلام أزهار لجاسم اللي يتذمر من عمله كل ماجاهم : الخيرة فيما اختاره الله , يمكن مالك خير في هالمنصب أو ممكن كان بيجر عليك شي مو زين , ربي ما يضيع تعب أحد , بيجي يوم ويقدرون تعبك وإخلاصك في العمل ..
همس بصوت غريب : هذا اللي كنت محتاج أسمعه من الصباح ..
حست بإحراج فضيع رغم إنه ماقال شي , لكن نبرة صوته كان فيها شي غريب , قالت بدفاشة تبغى تضيع خجلها : يعني لو مو رسالتي ما كان اتصلت سيد عدنان ولا فكرت حتى تتصل ..
انصعقت من جرأتها لكنها ما كانت تقدر تتراجع , سبت خجلها ودفاشتها وهي تغمض عيونها وهي تعض لسانها بقهر , وتفاجأت لمن قال بهدوء : لو بأطاوع نفسي بأتصل كل شوي وبأتكلم على الفاضي والمليان فأحسن شي إني أتصل يوم يكون عندي شي ..
~ يا حمار لو تقول كيف حالك بس مو لازم تقعد تقرقر , بين إنك مهتم بس , أفففففففف ليش ما يحس فيني ؟؟ ~ انقطعت أفكارها لمن سأل بذات الهدوء اللي يثير أعصابها : تبغيني أتصل كل يوم ؟؟ إذا تبغيني ..
قالت تقاطعه بإحراج وحدة : لاااااا ..
وصرخت بداخلها ~ ماااااااااااالت عليك تحسسني كإني أتشحد منك الاتصال ~ قال بشبه ضحكة : طيب لا تاكليني ..
لفت بوزها بغيض وهي ودها تدخل السماعة وتخنقه من القهر اللي تحسه , قال بعد لحظة صمت ينهي المحادثة : تامرين على شي ..
من الضيق والخجل بالقوة سحبت الكلمات من فمها سحب وهي تهمس : مايأمر عليك عدو ..
قال : في أمان الله ..
لفت بوزها وهمست : في حفظ الله ..
وقبل ما تبعد الجوال سمعته يقول : العنود ..
رجعت الجوال لإذنها وقالت بلا تفكير : هلا ..
وصلها همسه وهو يقول : أول مرة تنطقين اسمي ..
حست بقلبها بيخرج من قفصه , حطت يدها على موضع قلبها و قالت بعفاشة من شدة خجلها : طيب ويعني ؟؟..
ضحك وقال : اش فييييك بتضاربين ؟؟ كنت بأقولك إنها أول مرة أسمعك تنطقينه ..
وكمل بهمس رقيق : المرة الجاية أبغى أسمعك تنطقينه بدون كلمة سيد ...
~ أهاااااااا بيوصل عتبه بشكل لطيف , فهمنا يا سيدي , أسمعهم يقولون مزحة برزحة أول مرة أشوف همسه برزحه ~ خرجت نفسها من أفكارها لمن قال : يلا تصبحين على خير , عندي مخطط لازم أخلصه قبل ما أنام ..
همست : وإنت من أهله , الله يعينك ويسهل لك ..
وقفلت الجوال وطالعت فيه فترة قبل ما تزفر وهي تحطه جنبها , فردت يدها اليسار وبدأت تطوي أصابيعها بسبابتها اليمنى وهي تعدد : أول مكالمة في العزا , ثاني مكالمة في رمضان في سيارة جاسم , ثالث مكالمة يوم أوراق عوعو العلة أنا اتصلت ..
وقطبت وهي تقول : أحسبها ولا لا !! أحسبها مادام كلمني فيها ..
وكملت : رسالة العيد ..
رجعت قطبت وقالت : أحسب الرسايل !! لا , أعددها بس ما تنحسب ولا ..
طالعت في يدها اليسار وطالعت في يدها اليمين , فردتها وطوت خنصرها تحسب الرسايل في اليمن , كملت : مقابلة العيد , مكالمته في نفس اليوم من جوال جاسم , رسالته من جواله أول ما رجعه ومكالمه بعدها , ورسالة قبل زواج عمر , واليوم ثلاث رسايل ومكالمة ..
طالعت في يدينها ولمن شافت إنها ضيعت الحساب قالت وهي بتقوم : لا زين , مادام انطوت كل أصابيعي الحمد لله ..
لمن رن جوالها برسالة لفت بسرعة وفتحتها ..
(( ما كل غالي بالرسايل نوفيه ..
بعض الغلا في داخل القلب مرساه ..
دايم لكل إنسان ميزة تحليه ..
وإنتي بعيني شي ما ألحق على أقصاه ..
الله يطول عمر قلبك ويحييه ..
لشخص يشوفك ......... أنت أجمل هداياه ))
خرجت من أفكارها بعد إعادتها للرسالة كذا مرة لمن حست بوجع في وجهها , اكتشفت إنها كانت مبتسمة لأقصى درجة , ضحكت وهي تتخيل لو أحد دخل عليها بيشوفها مجنونة تطالع في الجوال وهي مبتسمة , مدت يدها ورصت أطراف فمها بتضيع الضحكه وهي تهمس : حمار , خبل بي ..
وفكرت لثواني اش ترد عليه , لمن لقيت إنها مستحيل ترسل له من الرسايل اللي عندها لأنها ماتحب ترسل إلا رسالة تعنيها بكل مافيها تذكرت رسالة تناسبها فأرسلتها ورمت الجوال وخرجت للبنات ..


**************************

في نفس الوقت في الدمام :

(( هذي الرسالة مافيها كلام ..
بس شوف اسمي عاليها تلقى اسمي يضويها ..
وش تبي أكثر من هذا الشي يحليها !!
قول مغروره قول اللي تبي ..
أنا أدري أي رسالة مني لو فاضية ..
تنسيك الدنيا وبلاويها ..
وهذي حقيقة صعب عليك تخفيها (*.^) .. ))
رفع حواجبه لثواني قبل ما يضحك وهو يقول : الله يعينني عليك يا عنود , الله يعينني عليك ..
وطالع في الجوال ورجع يضحك , دخل عليه أيمن بدون ما يدق الباب , قال : خير , الأخ مبسوط ..
حمحم عدنان وحط الجوال على ساند الأقلام اللي في طاولته وقال وهو يعدل المخططات المفردوة على الطاولة الرسم المائلة وقال بتريقة : متى أعلنوا قرار منع الضحك ..
اتكأ أيمن على طرف الباب وقال وهو يحك رقبته وذقنه اللي ما حلقها بشكل عكسي من تحت لفوق : لا بس قلت أشوف يمكن عندك خبر حلو من هنا ومن هنا , تعرف النفس خايسة هالأيام ..
وصلهم ضحك هاني من الصالة وهو يقول : خايسة هالأيام عشان الخويات كثروا ومنت عارف تتصرف معاهم , ياخي قلت لك خليك على خمسة ماسمعت ..
ابتسم عدنان بأسف على حال أصحابه وقال وهو يمسك المسطرة يتأكد من المقاسات : إنت تقرب من ربك شبر يتقرب منك باع , وروح له مشي يجيك هرولة ..
قطب أيمن مو فاهم اللي قاله , لف عليه وقال بعتاب : قصدي صلي فروضك اللي ما أدري متى آخر مرة ركعت فيها لربك و بتلقى الخير ينفتح في وجهك ..
قال باعتراض : أنا أصلي ..
رفع عدنان حواجبه ورجع لأوراقه بصمت قبل ما يقول بهدوء : صدقني لو استمريت في اللي تسويه ببنات الناس لمن تخطب وتتزوج ما بيكفيك حلالك لأنت منت متعود على وحده ..
ورجع رفع راسه وقال : أصلا ما بتشوف حلالك شي , بتقعد طول عمرك ما تتلذذ إلا بالحرام ..
تأفف أيمن وخرج وهو يقول بحدة : أنا اش خلاني أجي عندك ..
هز عدنان أكتافه وقال ببرود : أنا ماقلت لك تعال ولا ضربتك على يدك وقلت لك افتح بابي ..
وزفر لمن انكسر المرسام وشق المخطط من قوة ضغطه , رمى المرسام ورفع يدينه ودفنها في شعره وهو يشده بقهر وهو يهتف : آآآآآآآآآآآخ ..
: واااااااااااااااااااااااو , هذا كله من الغيض ..
لف عدنان على هاني ورجع طالع في المخطط اللي صار واجب عليه إنه يعيده وجع لف عليه مرة ثانية وهمس : حاله زايد يا هاني , حاله زايد , أمس حتى الجمعة ما راح يصليها , مو معقولة نسكت على حاله ..
قال هاني باعتراض : إنك لا تهدي من أحببت , قول الله يهديه ..
زفرعدنان لمن سمع طبقة الباب الخارجي و قال : ما قلت شي , الهداية بيد الله أي نعم , لكن إحنا علينا ذنب لو ما نصحناه , إحنا أصحابه , أنا ما أبغاه يتعلق في رقبتي يوم القيامة ليش ما نصحته , هو بيزعل مني , وبيزعل من كلامي , لكن أنا وراه وراه حتى لو ما عجبه هالشي , من أول أنا أمازحه وآخذه باللين لكن حاله كل مالها تتدهور , أنا بأقاطعه لو في نسبة 1 % إنه يعتدل بجفائي ومقاطعتي له , وإنت لازم تسوي نفس الشي ..
قال باعتراض : يعني أتضارب معاه ..
قال بحزم : جافيه , لا تكلمه , أنا بأتبع هالطريقة لكن لوحدي ما أقدر ..
حك شعره وقال بخجل : طيب أنا زيه كيف أجافيه ..
قال عدنان باعتراض : على الأقل تصلي , هو ما يصلي , الفرق بيننا وبين الكافر الصلاة إذا تركها اش صار الفرق بينه وبين الكافر ؟؟ الصلاة , الصلاة , الصلاة ..
قال هاني يسكته : خلاص فهمت ..
لف عدنان لمخططه وهو يحس بغليان جوة صدره , غضب ممزوج بألم وحسرة , زفر وقال وهو يبعد المخطط ويحط ورق رسم جديد : الله يحفظه , إن شاء الله ما يفوق من معاصيه بغضب من الله , بحادث أو شلل أو غيره ..
قال هاني : أعوذ بالله , اش هالكلام ؟؟..
قال عدنان بحدة : هالكلام شفته بعيوني , أكثر الناس ما يفوقون من معاصيهم إلا على مصيبة , ويكون في علمك نعـــــــمة من الله لو فاق و ما كان هو الميت اللي يفوقون اللي حولينه من بعد موته ..
طالع فيه هاني بصدمة وخرج , غمض عدنان عيونه وهو يستغفر , ماكان عارف اش اللي ثوره , كان مبسوط لأقصى حد بمكالمته مع العنود , فتح عيونه لمن استوعب سبب زعله , العنود خلته يتخيلهم وهم يكلمون بنات الناس بهالحرية ويسمعون لأصواتهم الناعمة وهم يعاتبون أو يضحكون أو يزعلون أو يمازحون , حرام يضحكون عليهم , البنات يتأثرون بالكلمة وممكن تعني لهم الشي الكثير مو زي الرجل هو لاحظ هالشي , كلمة منه ممكن تغير مزاج العنود وتقلبه زي ...... وابتسم وهو يتذكر صوتها وهي تنطق اسمه ..... زي ما كلمة منها ممكن تغير مزاجه وتقلبه ..



***************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
R-thar
خمس نجوم
خمس نجوم
R-thar


مسآهمـآتــيً $ : : 797
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 48512
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 17
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/01/2012

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة   رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty30/1/2012, 9:35 pm

يوم الأحد 14 / 10 / 1427 هـ :
الساعة 3 بعد الظهر :
في مبنى الشركة :

: حلوة ..
طالع عبد الكريم في سامر اللي طلب منه يمر عليه في الشركة بعد ماينتهي دوامه وهو يحس بخيبة أمل من كلمته المختصرة فقال يستحثه : حلوة وبعدين !!
هز سامر أكتافه وضحك بحرج وهو يشوف حماس أبوه وقال : وبعدين !! اش تبغاني أقول ؟؟
ابتسم عبد الكريم وطالع في يدينه المعقودة على المكتب , ابتسم سامر وقال بصراحة : ارتحت لها , بعدين مو باين إنها فوق الثلاثين ..
طالع فيه أبوه بفرح فكمل بلطف : على بركة الله , الله يقدم لنا اللي فيه الخير ..
حس عبد الكريم بفرحة غامرة لكنه ذكر نفسه إنه مايغرق فيها لأنه الموضوع الأهم دحين , قال سامر لمن شاف الوجوم على وجه أبوه : أبويه ..
ركز عبد الكريم عيونه على وجه ولده فابتسم له سامر وقال : بتقول الموضوع اللي قلت إنك محتفظ به لنفسك ..
زفر عبد الكريم وقال بثبات وهو يركز بصره على سامر : قبل كل شي لازم تعرف إنه هالموضوع مايعرف به أحد غيري وغير عمتك نجلاء , إنت عارف عمك فهد وكيف كان واش كان يسوي في عمتك , صح عرفنا متأخر لكننا عرفنا ببلاويه ولمن هددناه شرد , وتعرف إنه وسام اللي هي بنت أخوه الشهيد عاشت معاه من ماتت أمه وهي طفلة لأنه أمها تخلت عنها , عمتك ربتها إلين كبرت و تقدم لها كذا واحد من ضمنهم ولد عمك سطام لكنها رفضتهم كلهم , وتعرف حكاية فيصل اللي تحرش بها ..
قطب سامر حواجبه و ما علق وهو يطالع لثواني في يدين أبوه المقبوضة و اللي ابيضت مفاصلها بشكل مرعب قبل ما يرفع بصره لوجهه باهتمام وعقله يحاول يربط وسام بعمها فهد وتربية عمته مع حكاية الخطاب و فيصل ..
: الموضوع المهم إنه اكتشفنا إنه فيصل كان يتحرش بها لأنه يعرف فهد من أيام سهراته وبلاويه ..
وسكت مو عارف كيف يصوغ الموضوع بأبسط شكل ممكن وزفر وكمل : وسام كانت مخبية الموضوع لوقت طويل لأنها كانت خايفة يفضح سر في طفولتها محد يعرفه غيرها وغير عمها فهد , السر هذا إنه , إنها , ..
واختنق صوته رغم عنه وهو يستجع قوته وهو يكمل : إنه عمها اغتصبها وهي صغيرة بنت سبع أو ثمانية سنين ..
اتسعت عيونه لدرجة حس بالوجع فيها وبلا شعور قام من مقعده وهو يلف وجهه عن أبوه وهو يمسحه بيدينه وهو أنفاسه لها صوت مسموع , أول ما دار بخلده وجال بفكره ابتسامتها , اندفعت بقوة بين زوايا عقله اللي يصرخ ~ عمها اغتصبها , اغتصبها , اغتصبها , اغتصبها ~ قام عبد الكريم ووقف جنبه وهو يحط يده على كتفه , بعد سامر يدينه وقال : أبويه أحتاج وقت عشان ..
قاطعه عبد الكريم : أبغى أقولك على التفاصـ ..
همس سامر بصوت غريب يقاطعه : مهي مهمة , الشي المهم وعرفته ..
: بس ..
تحرك سامر وقال : عن إذنك ..
وخرج من المكتب بسرعة , طالع عبد الكريم في باب مكتبه اللي انقفل بعد خروج سامر ورجع جلس على كرسيه وهو يطالع في النافذة المفتوحة ستائرها قدامه , غمض عيونه ورجع راسه وريحه على ظهر مقعده الجلدي وهو يرجع الكرسي لورى ويقدمه بحركة رتيبة ...
صوت الرياح المحملة بالغبار اختلط بصوت يهتف : أبو خالـــد , الكميييييييييين , اللاسلكي مو راضي يفجر الكمين ..
وصوت متحسر مختلط بصوت حديد الدبابات الثقيلة القادم من البعيد يقول : لا إله إلا الله , لنا يومين نعده , الدبابات الروسية وصلت ..
: حاول مرة ثانية , حاول و ..
: عمي أبو خالد ..
فتح عبد الكريم عيونه وهو يحس إنه جسمه ثقيل ثقل عجيب , التفت بعيونه لسكرتيره وحاول يحرك فمه لكنه ما قدر ..
: عمي عبد الكريم اش فيك ؟؟
خرج من هالحالة الغريبة وحرك راسه بصعوبة وهو يهمس بصوت ثقيل : مافيني إلا الخير إن شاء الله ..
فرك عيونه بتعب وابتسم لوجه الشاب الشاحب المترقب وقال : علاء ..
ابتسم علاء وقال وهو يحط بعض الرسائل على المكتب : البريد وصل يا عم ..
شكره عبد الكريم فخرج وهو يقول بتحبب : ثواني و أجيب لك كاسة عصير بارد ..
ضحك وقال يقاطعه : لا تجيب ولا شي , لو شربت شي ووصلت البيت شبعان بتقتلني أم خالد ..
ضحك علاء وقال : على أمرك ..
وخرج , زفر عبد الكريم وطالع في المظاريف وبدأ يفتحها بعد ما صنفها حسب أهميتها ..


**********************


قبل المغرب في جدة :
في فيلا حمده :

: يا عـــــــرب ..
ابتسمت سفانة أول ماوصلها صوته العالي وقالت وهي تقوم بسرعة : ورااااااااك ..
ودقت الخنساء المنبطحة وقدامها مجلة : تحركي , عبد الإله بيدخل ..
هزت أكتافها وقالت وهي تقلب المجلة بلا اهتمام : مافيني , ليش جاي ؟؟ اليوم مو أربعاء عشان يجي ..
رفستها بخفة وهي تهمس : تحركي يا وقحة , لا يسمعك ..
زفرت الخنساء وقامت وهي تضرب يدها على سطح المجلة قبل ما تسحبها بطفش , قال حمده : يا معبرة إي والله يالمعبرة , بيتك هو عشان تحكمين مين يجي ومتى ..
زفرت الخنساء وهي تلف بوزها , قالت حمده بعصبية : تحركي , يعلكن ما تكثرن من بنيات ..
لفت سفانة وقالت باستنكار : جــده لا تجمعين في الدعوة , أنا اش سوييييييييت ؟؟
هشت حمده بيدها وهي تقول بنفس العصبية : : أقول انقلعي وصكي حلقك ..
تغير وجه سفانة فقالت بهمس : يالفشلة , طيحتي وجهي يا جدة ..
وقامت تدور حولها , قالت حمده بغيض : اش دورين دحين والرجال واقف برا ..
قالت سفانة بتريقة : خنوس ماشفتي خشم طايح هنا ولا هنا ..
ضحكت حمده و قالت الخنساء وهي تشاركها الضحك : تستاااااااهلييييييييين , ما تعرفين جدة أم الكسحات ..
وتحركت للباب وتوقفت فجأة وقالت وهي تدنق : أهو لقيته ..
ولفت على سفانة ومثلت إنها ترمي شي وهي تقول : التقطي خشمك ..
طالعت حمده في السما تتمتم بدعاوي خفيه لمن مثلت سفانة إنها التقطت خشمها وبدأت تركبه في وجهها وهي تلحق بأختها , قالت الخنساء وهي توقف عند الباب : طريــ..
وشهقت لمن شافت ثوب قدامها , ضحك حسان وقال : خرعتك ..
ضربته وهي تقول باستنكار : وقفت قلبي ..
قال وهو يسحبها من كتفها ويدفها بخشونه : تحركي الرجال من متى يستنى ..
ولف ومد يده بيدف سفانة لكنها قالت وهي ترميه بنظرة محذرة : أمشي باحترامي ..
وتحركت من جنبه وهو يطالع فيها وهو يصطنع الخوف , ومن أعطته ظهرها دفها بخشونه وقال بسرعة عشان ماترد الضربة : عبود أدخل ..
أشرت على دقنها متوعدته من ورى الباب , حرك حواجبه غياض ودخل غرفة جدته , سلم عبد الإله على جدته , دقايق ووصلهم صوت إنشاد علي بالسلام , ابتسم حسان وقال : أبوي يعلن وجوده ..
تلفتت حمده يمينها ويسارها وهي تقول بعصبية : وين مسفعي ؟؟
قال حسان وهو يتأمل شعرها المحنى : جده حلو شعرك لا تـ ..
قاطعته بعصبية : دور مسفعي وإنت ساكت ..
قام عبد الإله وقال وهو يسحب طرفه من تحت جدته : مو هذا هو ..
لفت على جنبها وسحبته ولفته بسرعة وغطت سروالها , قال حسان بمزح : لااااا حلاته خط البلدة معطيك منظر ملوكي ..
مسكت كرتون المنديل ورمته عليه , تلقاه وهو يضحك ..
: السلاااااااااااام عليكم ورحمة الله وبركاته , أشوف ولدي معذبك يا عمتي ..
ابتسمت حمده اللي تلثمت وقالت : من يومه معذبني ..
سلم عليها ولف سلم على عبد الإله وهو يرحب به , قال عبد الإله : عمي عاقبه وغير موعد زواجه ..
فتح حسان عيونه على اتساعها وهو يقول : آآآآآآآآآ يالنــــــذل ..
ضحك علي وقال : لا مايهون علي ولدي ..
قال حسان بعدم اهتمام وهي يرجع ظهره لورا مستند على ظهر الكنبه : أصلا ماعاد يهمني , لأنكم لو أجلتوه , حالف أيمان الله لا أطبح على بيت خالي في ليل أظلم وأسرق حرمتي و أشرد ..
انفجروا بالضحك وقالت حمده وهي تحط يدها على راسها باستنكار وهي مصدقة كلامه : الله لا يفضحنا , لا تطبح ولا شي , أنا أجوزكم لو أجلوه , أهم شي اركد ولا تفضحنا بين العربان , آآآ يااااا فضيحة الندم اش بيقولون علينا وقتها ..
ضحك حسان وقال وهو مستمتع بتصديقها له : إيوه جدتي , خليك وراهم وراهم عشان ما أفضحكم بين العربان ..
لف علي وقال وهو يحط يده على فخذ عبد الإله : وإنت متى نفرح بك ؟؟
توتر عبد الإله وما عرف اش يقول , قالت حمده بفرح : كان بيخطب وبطل ..
قال حسان اللي عارف إنه جدته بتموت فرحة ليش انتهى موضوع جيهان اللي ما تدري إنه كان من تحت راس الحريم وبدون شور عبد الإله : جده ما كان بيخطب , إشاااااااعة , إشاااعة ..
قال علي وهو يتأمله : ها ماجاوبت سؤالي ..
ابتسم عبد الإله وقال بإحراج : الله يسهل , قاعد أدور على وظيفة أحسن من اللي أنا فيها وإن شاء الله ربي يسهل ..
قال حسان بحماس : ترا خالي أحمد لمن جانا أمس بعد المغرب قال إنه كلم عمي عبد الكريم ووعده خير إن شاء الله ..
ابتسم عبد الإله وقال بفرح : والله ..
استغرب حسان من عدم معرفته فقال : ماخبرك خالي صالح , أمس كان هنا وتكلموا في الموضوع ..
هز راسه بلا وهو يقول بحيرة : يمكن خاف أتحمس وما يكون في وظيفة ..
وبعد تجاذب أطراف الحديث قال علي متذكر : حسان نسيت المقاضي في السيارة , روح دخلها ..
وسحب مفتاح السيارة ورماه لحسان اللي طالع فيه بنظرة مطولة , ابتسم علي وقال : روح توكل ..
زفر وقام , قال عبد الإله وهو يقوم : أساعدك ..
حط علي يده على كتفه ورجعه وهو يقول بهدوء : ارتاح مهي كثيرة ..
خرج حسان وسحب نفس طويل وتحرك لداخل الفيلا , لقيها منسدحة على الكنبة الطويلة وفي يدها الريموت تقلب في قنوات المجد , قال : سفانة قومي ساعديني في المقاضي , أنا أخرجها من السيارة وإنت دخليها البيت ..
لفت عليه بدون ما تقوم من سدحتها وهزت راسها بلا وهي تقول : مافيني حيل , بعدين هذا شغلكم إنتم الرجال ..
قال بنفاد صبر : قومي ..
تأففت وهي تقوم , أول ما شاف ثوبها القطني قال : اش هالشكل روحي غيري شكلك , إلبسي تنورة وبلوزة ..
طالعت فيه وقالت بتريقة : ألبس لمين ؟؟ لا تقول أتكشخ للمقاضي , نقص علي ألبس تنورة وبلوزة للطماطم والدقيق ..
وزفرت وهي تتحرك , حك شعره بغيض وهو يطالع فيها من ورى , تحرك وقال : استني ..
لفت عليه فمسد شعرها يرتب الباروكة وقرص خدودها , دفته وهي تقول باستنكار : هيييييييي , اش عندك ؟؟
قال باعتراض : شكلك خرع ..
طالعت فيه باستنكار وهي تقول : اش لك دخل ؟؟ يوووووووووو ...
وطالعت في المرايا وهي ترجع تعدل الخصلات اللي بعثرها وهي تقول باستغراب : أول مرة تعلق على الشكل ..
وطالعت في نفسها ولفت ورمته بنظرة حاده وهي تقول : ماني خرعه لهالدرجة يا دب ..
زفر ومشي قبلها , وقفت عند باب الحوش و مسكته تطالع عليه من وراه وهي تقول بتريقة : تحرك بسرعة لا أحترق ترا بشرتي حساااااااااسة , وشموس جدة ما عندها 1 , 2 حرق على طول ..
خرج حسان جواله ودق دقه ورجعه لجيبه قبل ما يفتح شنطة السيارة ويخرج منها الأكياس , خرج علي جواله وطالع فيه وقال وهو يقوم : عن إذنك يا عمتي , دقيقة وجاي ..
هزت حمده راسها , لف علي لعبد الإله وقال : عبد الإله روح ساعد حسان أشوفه تأخر ..
قام عبد الإله وهو يقول : إن شاء الله ..
ولمن خرج من غرفة جدته ابتسم له علي وقال وهو يمشي معاه : ترا أبوك جاني ومعاه عمك وخبروني إنك تبغى تخطب سفانة لكن الفلوس هي اللي مانعتك ..
ارتبك عبد الإله وطالع فيه بصدمة , ابتسم علي بلطف وقال : ترا إحنا نشتري الرجال ما نشتري الفلوس يا عبد الإله , وأنا قلت لأبوك هالكلام أمس زي ما قلته لك دحين ..
سكت عبد الإله وما عرف اش يقول , طالع فيه علي وقال بثبات : أكيد إنت تعرف إنه سفانة صابتها عين وطاح شعرها ..
وسكت وكمل بصوت مهزوز : إن كان ماتعرف إحنا عرضناها على أطباء وشيوخ لكن مافي شي نفع معاها , بالمختصر يمكن تمر سنين وسنين بدون ما يطلع شعرها لكن الأمل بالله ماينقطع ..
وزفر قال عبد الإله : أنا عارف هذا كله يا عمي ..
قال علي : خليني أكمل , لأنه من حقك تعرف , هي مو بس شعر راسها اللي طاح , كمان ما عندها حواجب لكنها ترسمها بكحل أو شي زي كذا , تلبس باروكة أفتى لها الشيخ بجواز لبسها وما تنزعها إلا وقت النوم وفي هالوقت تلبس إيشارب و ..
ولمن حس بغصة في صوته مد عبد الإله يده وشدها على يد علي وهو يقول : أنا عارف هذا كله وشاريها ..
سحب علي نفس وقال : إذا كذا أبغاك تشوفها عشان تتأكد من رأيك قبل ما يكون كل شي رسمي و ..
قال عبد الإله بسرعة : ما يحتاج , أنا ..
ابتسم علي وقاطعه : أنا عارف إنك أكيد شفتها في مرة من المرات لكن هالنظرة غير ..
دنق عبد الإله راسه بإحراج , قال علي وهو يسحبه : بنطبق السنة وبتتربص لها بدون ماتدري ..
وكمل لمن شافه على وشك الإعتراض : إحترام لمشاعرها في حالة تراجعت ..
وطالع فيه بثبات وهو يقول : ما أبغى بنتي تتعرض لصدمة ثانية , هي دحين في الحوش مع حسان , أبغاك تشوفها وتتأكد من رغبتك في خطبتها و إذا كنت متردد من دحين تكلم ..
هز عبد الإله راسه وقال : ماني متردد بسس ..
وانحرج وهو يقول : بسس ..
ضحك علي وقال : لا تنحرج ولا شي , تحرك قبل ما تدخل تراها مطيورة ..
زفرت بطفش وقالت : حساااااااااان , هذا إيييييييييييييييييه تخترع مقاضي حضرتك ..
دخل حسان وهو شايل الأكياس وقال بحدة : اششششش رخي صوتك , تكلمي بهدوء و ..
شهق لمن شافها رافعها ثوبها وعاقدته على وسطها وسيقانها باينه , حط الأكياس على الأرض بسرعة وقال وهو يسحب ثوبها : بتضاربيييييييين , في حراج الصواريخ إحنا ..
وشهق وقال وهو يأشر على رجولها : حفياااااااانه ..
وضرب جبينه وهو يقول من بين أسنانه : الله يفشلك , الله يفشلك ..
حطت يدينها على خصرها وقالت وهي تهز رجلها بعصبية : شوف سيد حسااااااااان , يا تقولي دحين اش فيك علي يا أتوطا بطنك ..
نزل يدينها عن خصرها وحط يدينه على أكتافها عشان توقف هز وقال : ما عندي شي , شيلي المقاضي وبس ..
زفرت وتأففت وهي ترفع ثوبها وتعقده وهي تقول بصوت ممطوط : رجـــال مايجون إلا بالعين الحمرااااا ..
طالع فيها حسان وهو ماسك ضحكه , كشرت له وهي تسحب الأكياس وتتحرك لباب المطبخ , لمن اختفت عن بصره زفر وهمس : الله يفشل إبليسك , كافي ثوبك العرة اللي رايحه ألوانه كإنه متوارث من سنين جدي ..
خرج وجاب باقي الأكياس وكرتون الطماطم والخيار , حطها على الأرض و لمن سمع صوت صندل رجالي رفع راسه وهو يقول : بنتك فشيلة و ثوبها الخرع يـ ..
سكت لمن شاف رجل صغيرة بيضاء داخل صندل أبوه البداوي الكبير , ولمن ارتفع بصره أكثر شاف سيقانها وانتهى بوجه سفانة المعصب واللي لبست صندل أبوه , ابتسم بخوف وقال بدحلسة لمن شاف نظراتها الحادة ويدينها اللي ارتفعت لخصرها : سفسف , هلا والله ..
قالت بعصبية وهي تحرك يدها : هلا فيك سيد حسونه , أشوفك تكبرت علينا , من حددوا جوازك صرنا وععععععع ما نعجب , اش فيه ثوبي ؟؟ عشنا وشفـ ...
وانقطع صوتها لمن صك حسان فمها بيده وجرها لداخل المطبخ وهو يقول : خلاص فهمت اش بتقولين , خلااااااص ..
ولمن شاف نظرات الاستنكار منها سابها وقال وهو يحك رقبته بتوتر : ولد الجيران كان مار خفت يسمع صوتك النشاز و ...
شرد لمن صرخت : حسااااااااااااااااااااااااااااااااان ..
خرج بسرعة وهو يسمع خطواتها السريعة و قفل باب المطبخ الخارجي ومسكه عشان ماتفتحه ولمن سمع دقها على الباب مختلط بتوعداتها رفع راسه للسما وهو يقول : الله يسامحك يا أبويه , قلت لك هالطريقة ما تنفع مع بنتك أم الفشايل , وين أودي وجهي من عبد الإله , عز الله شرد الرجال , حتى لو كان في صورة راسمها تحطمت مع خبال هالبنت , الله يسامحك يا أبويه ..
ولمن هدأ الدق زفر براحة و تحرك للأكياس وقبل ما يشيلها شافها جاية من الباب اللي ورا , شهق وشرد لداخل البيت وهو يسمعها تصرخ متوعدة : وراك وراك يالدبــــــــ ..
دخل لغرفة جدته وحمد ربه لمن شاف عبد الإله جالس بصمت جنب أبوه , جلس بهدوء وهو يقول بداخله ~ أشششششششششوه اللي ما شافها تو , المجرمة , خبلة يا ناس , خبلة ~ طالع في أبوه شافه يتكلم بهدوء مع جدته ولا كإنه كان في شي مخطط له , واختلس نظرة لعبد الإله الصامت , حس عبد الإله بنظرات مصوبة عليه فرفع بصره لحسان , لف حسن وجهه وهو يبتسم لشي قالته جدته وهو مو عارف اش هو لكنه شاف أبوه مبتسم , ورجع طالع في عبد الإله , شافه حاط يده قدام فمه كإنه يحك أنفه وهو يعدل شماغه باليد الثانية , وانتبه إنه يقاوم ابتسامة كانت تهاجمه بقوة , قام علي وقال : يلا يا عيال , عشر دقايق ويؤذن المغرب ..
ولمن خرج رفع عبد الإله بصره وإلتقى بنظرات حسان المهتمة المتسائلة ابتسم لثواني قبل ما تنطلق منه ضحكة مخنوقه حاول يكتمها قدام جدته , انفجر حسان بالضحك و تبعه عبد الإله , طالعت فيهم حمده باستنكار وقالت : ياااااااا الله تسكنهم في مساكنهم ..
وبعدت لثمتها وتفلت داخل ثوبها ورجعت قالت وهم غارقين في الضحك : بسم الله على عيالي , اش فيكم ؟؟ كن أحد ضاغط زر ..
صوت جرس الباب تعالى وخلاهم يخففون ضحكهم , تبع الجرس أصوات مختلطة قبل ما يوصلها صوتين يقول في وقت واحد : إحنا جيناااااااااااا ..
حطت حمده يدينها على راسها وهي تقول : يا حظي , هذولي اش جااااااااابهم , انتم متفقين تجون ولا إيش ..
هز عبد الإله أكتافه بحركة مبهمة , و لمن دخل محمد و أحمد عيال جلال قالت بحدة : اليوم مو اثنين ولا ربوع اش جايبكم ؟؟
سلموا عليها وهم يضحكون , كانت متعودة على جيتهم يوم الإثنين لأنها تكون صايمة فيه فيجون عشان ياكلون من فطورها , شربة , سمبوسة , مقلية اللي ماياكلونها إلا في رمضان , والأربعاء عشان إجتماعهم المعتاد , جلسوا شوية وتحركوا بعد ما أذن المغرب , قال عبد الإله عند الباب مستغل وجود عيال جلال : يلا نشوفكم إن شاء الله ..
وابتسم لحسان اللي طالع فيه بحدة ليش بيروح وهو ما قاله شي , أشر على راسه وتحرك , ما كمل دقيقة من حرك السيارة رن جواله رنة رسايل , وقف سيارته عند المسجد اللي جنب بيتهم وخرج الجوال وهو يخرج من السيارة ضحك لمن قرأ رسالة حسان ..
(( لا تحسب نفسك نفذت بجلدك , اليوم عازم نفسي على عشا في أي مكان تحدده ميزانيتك )) , صكها وحول جواله لصامت ودخل المسجد ..


************************

بعد صلاة العشاء بوقت في الرياض :
فيلا عبد الكريم :

: سامر ما جا ؟؟
زفرت حنان وقالت : عبد الكريم ايش عندك ؟؟
هز عبد الكريم راسه وقال : هاااا لا , ولا شي , بس ماشفته عشان كذا أسأل ..
لفت وجهها وقالت : حتى يوم نجلس لوحدنا من دون العيال تشغلنا سيرة العيال ..
ضحك على غيرتها وقال : خلاص راحت عليها هالأشياء , كبرنا ياأم خالد ..
طالعت فيه باستنكار وقالت : تكلم عن نفسك أنا لساعني صغيرة ..
جس بجزء من همه ينزاح وهو يقهقه من قلبه , قالت حنان : والله , من يومي وأنا أسمع إن الرجال يجرون ورى الحريم لا كبروا والحريم يقولون خلاص كبرنا , ما أخبر إن الرجال هو اللي يقول راحت علينا ..
قام وسحب جواله اللي يرن وقال : هذا أبو عبد الرحمن ..
قطبت وقالت وهي تأشر له : ما أعرف منه هو بس رد , أشرد , أشرد ..
ضحك وقال : صالح أخو أبو جاسم ..
ورد عليه , وبعد محادثة طويلة قال : قلت لك مافيها تعب ولا شي , أصلا أنا من خبرني أبو جاسم قلت له يجيني عبد الإله هنا ومعاه شهاداته وشهادات الخبرة ومايصير إلا كل خير , ولو ما تبغاه يجي إرسل ملفه و ...
ضحك وقال : ولو يا أبو عبد الرحمن , عزيز وغالي , هذا ولدنا زي ماهو ولدكم ..
وابتسم وقال بعد فترة صمت : الله يسلمك يارب , الناس لبعضها يا صالح , الناس لبعضها ..
وكمل بتحذير : بس هااااااااا تراني مدير صارم ما أحب الحال المايل و ....
ضحك وقال : ما يحتاج عصا الله يهديك , مدرسة ابتدائي إحنا ...
ورجع قال بلطف : خلاص يجيني عبد الإله متى مالقي حجز وأشوف القسم اللي يناسبه إن شاء الله , يا هلا , حياك , حياك يالغالي , في حفظ الرحمن ..
قفل الجوال والتفت لزوجته اللي قالت بتقطيبة : وظيفة ثانية ؟؟ إنت إلى متى بتوظف ؟؟ إنت بنفسك تقول عندك زيادة في عدد الموظفين ..
زفر عبد الكريم وقال : كيف يا حنان ؟؟ كان الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ..
وابتسم وقال : أبشرك لقيت حل لزيادة الموظفين , بأفتح فرع للشركة في تبوك وأنقلها بعض الموظفين المستعدين للنقل ..
طالعت فيه بابتسامة وقالت : الله يسهل لك دربك يا أبو خالد وين مارحت على اللي تسويه للناس , كنك ناقص شركات ؟؟ تذكر بس إنك لمن فتحت فرع الدمام صابك عجز في الميزانية ..
ضحك وقال : يلا هي الفلوس تروح وتجي , صابني عجز مؤقت وبعدها فتح لي ربي أبواب الرزق وأنا في أشد حالات الضيق ..
حست بخوف لمن تذكرت الشهور اللي مرت عليهم قبل ثلاث سنين وما كان يقدرون يجيبون فيها بريال عيش لأنه يادوب تكفي فلوس عبد الكريم لرواتب الموظفين في شركاته , 6 شهور تناوبوا فيها عدنان والتوأم عشان يدفعون الفواتير ويجيبون المقاضي للبيت بعد نقاش حاد مع عبد الكريم اللي كان يرفض مساعدتهم لأنه عارف إنه هو السبب في اللي يصير , كانوا محامين الشركة ينصحونه بإقفال فرع من فروعه لكنه رفض لأنه الموظفين يفوقون الـ 100 موظف في ذاك الفرع , وكان يقول دايم : أموت أنا وأهلي جوع ولا أجوع 100 أسرة ..
ولمن أجبروه المحامين على إقفال الفرع عشان المصلحة العامة للشركة وبقية الفروع ظهر من العدم رجل أعمال كان مدين له من سنين بعدة ملايين وجا يسددها , وانقشعت عنه الغمامة وازدهرت أعماله أكثر بعدها , ابتسمت لمن تذكرت ضحك أولاده عليه ليه أعطاهم شيكات بكل المبالغ اللي دفعوها كإنهم موظفين عنده وكيف اضطر عبد الكريم يكتبها مرة ثانية لمن قطعوا الشيكات ..
خرجت من ذكرايتها لمن ضحك عبد الكريم وقال : تصدقين تذكرت على سالفة العجز , عدنان هو الوحيد اللي ما سحب مبلغ الشيك , سامر أول من سحبها بعد كم شهر و ..
سكت و اكتأب وجهه زفرت حنان وهي تتذكر إنه كان وقتها مدمن وسألت تخرجه من أفكاره : وماهر ؟؟
ابتسم وقال : بعد توأمه بشهور , بالضبط بعد ملكته , شكله صرف كل رواتبه في مكالمات الجوال والهدايا ..
قالت بضحكة : أجل أصبر شوي على عدنان , صدقني بيسحب الشيك ..
ضحك وقال : زين اللي مخلي الشيكات مفتوحه ..
وسرح وكمل : والله ما أظن عدنان يسحبها ..
وزفر وقال : الله يوفقه دنيا وآخره ..
أمنت حنان وهي تقول : وينقله هنا ويريح قلبي ..
صدح صوتها النحيل في الصالة وهي تهتف aaaaaaaady وmaaaaaaaaaamy لوحدهم ..
ابتسم عبد الكريم وقال بتريقة : إنت حية ؟؟ الحمد لله ..
لفت بوزها وقالت بضيق : not funy , أنا طفشانة ..
وجلست جنب أبوها وقالت : باباتي إيش رايك نسافر إجازة الحج لماليزيا ..
طالع عبد الكريم في ساعته وقال : أهاااااااا , جا وقت رواقنك ..
ومثل إنه يتحرك بيقوم وهو يقول : وأنا جا وقت نومي ..
مسكته وقالت بإعتراض : daaaaaaaaaaaaaad ...
زفر وقال : يالييييييييييييييل مااطولك ..
ولمن شاف حنان تقلب المجلة ابتسم وقال : إقنعي أمك هي اللي تكره السفر بالطيارة ..
طالعت فيه حنان باستنكار وتحرك سلافة على طول وجلست جنبها وهي تزن على راسها , ضحك عبد الكريم وأشر على راسه وراح لغرفة النوم , زفرت حنان وقالت بصوت عالي ممتليء بالغيض : وأنا أقول التوأم من فين جايبين النذااااااااااالة ..
وزاد غيضها لمن سمعت ضحكته من الغرفة ..


****************************


يوم الثلاثاء 16 / 10 / 1427 هـ :
بعد صلاة الفجر :
في فيلا صالح :

: ياااااااااااااا حياااااااااا الله المعرس ..
ابتسم عبد الإله وقال وهو يزرر ثوبه : أقول , ذبحتيني , كل ماشفتيني قلتي عريس , أجل لو صار كل شي رسمي اش بتسوين ؟؟..
ضحكت ريم وقالت وهي تهز خصرها : بأتحزم وأرقص ..
وسكتت لمن انفتح باب غرفة النوم وطلعت منه عهود , قال عبد الإله وهو يطالع فيها وهي رايحة للمطبخ : ياااااااا الله سكنهم في مساكنهم , ترى السلام لله ..
رفعت يدها وكملت طريقها , كان عارف إنها لسه زعلانه من استجوابه لها رغم إنها تملصت منه , من ذاك اليوم ناغزه قلبه وحاس إنه ورى هالبنت شي , بعد هالأفكار عنه وهو يأكد لنفسه إنه أخواته بعيدين عن أي شكوك ~ ويعني كذبت على أمك عشان تزوجك , أكيد من كثر حبها لجيهان , آآآآآآآآآآخ مو هو تعلقها بجيهان هو اللي موترني , أكيد بينهم شي ولا ... عبد الإلـــه ~ تحرك وقال : نسختي المعلومات اللي طلبتها منك من الـCD للـUSB ..
شهقت ريم وقالت : أوو أوووووووو ..
طالع فيها باستنكار وقال : ريــــــــــــم ..
قالت وهي تهز راسها وتناول الـ CD والـUSB : سوري حبيبي , والله شكل منافذ الـ USB في جهازي خربانه أو مهي متقبلته وقلت من يوم تصحى بأخبرك ونسيت ..
زفر وقال وهو يتناولها منها ويتحرك : اش هالحظ ؟؟ جهازي في الشركة محرك أقراصه خربان ..
ولمن مر من الغرفة شاف محمول عهود فقال : لقيت الحل ..
لمن دخل الغرفة شهقت ريم وحست بموية باردة تنسكب على جسمها , خافت يشوف شي في جهاز عهود اللي ما تسمح لظلها إنه يمسك جهازها المدعمته بكلمة سر مايعرفها أحد بعكس جهازها اللي سبيل للعائلة , تحركت بسرعة وقالت بخوف حاولت تخفيه : أكيد مقفل , أنادي عهود عشان ..
قاطعها وهو يفك باب الأقراص ويدخل القرص : لا مفتوح ..
وأخرج الـ USB المثبت بأمان ودخل الـ USB حقه , وفتحه بسرعه وبدأ ينسخ المعلومات وهو يطالع في ساعته , لمن ظهرت مدة النسخ اللي تدل على 3 دقائق حست براحة , قال بعجلة : ريم جيبيلي كاسة لبن الله يسعدك ولا أقولك هاني لبانة إذا عندك عشان أغير ريحة فمي ..
تحركت خارجة لغرفتها وطالعت للمطبخ وهي تطقطق أصابيعها ..
طلع صوت التنبيه يخبره عن إنتهاء مدة النسخ , خرج الـUSB وحطه على الطاولة وفتح درج الأقراص وهو يقوم من الكرسي , تصنم لمن شاف إن جهازه يشبه جهاز عهود , ضرب جبهته لمن تذكر إنه اشتراها مع بعض , سحب الاثنين والغطا الوحيد وتحرك خارج , اصطدم بعهود اللي ثبتت صينية أكلها وهي تهتف : بسم الله , اش كنت تسويييييييييييي ؟؟
ابتسم وقال : كنت أنسخ من ...أووووووو سالفة طويلة وأنا مستعجل ..
وتحرك خارج وهو يقول : ريــــــــم خلاص أنا رايح ..
حطت صينيتها على الطاولة ولمن شافت الـUSB مختفي شهقت برعب وهتفت : عبد الإلــــــــــــه ..
وجريت خارجة من الغرفة في اللحظة اللي وصلها صوت إنغلاق الباب الخارجي , حطت يدها موضع قلبها وهي تتنفس برعب وتصرخ بداخلها ~ لااااااااااااااااااااااااااا , بأروح فيها لو شاف اللي في الجهاااااااااااااز , لاااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ~ وحست بأطرافها تبرد وبشعر جسمها كله يوقف من شدة الهلع , تسارعت ضربات قلبها وتعرق جبينها رغم البرودة اللي تحسها , غمضت عيونها وهي تحاول تهدي نفسها ..
: عهووود ؟؟
لفت بعصبية على ريم وصرخت : ليه ماقلتيلي إنه حضرت أخوك الأفندي قاعد يفتش في جهازي ..
انصدمت ريم من هجومها وقالت بحدة : اللي على راسه بطـــحه يحسس عليها ست عهود , عبد الإله نسخ من قرصه للـUSB وخرج , لا فتش ولا شي ..
صرخت عهود : أخذ الـUSB حقي كمااااااان يا حماره ..
هتفت ريم : لا تسبييييييييييييييييييين , أنا اش لي ؟؟
وتحركت رايحة لغرفة التلفزيون اللي صارت تنام فيها معظم أياما هروبا من تشاركها الغرفة لعهود , قالت عهود بعصبية : الله يلعنك ويلعنه ويلعنكم كللللللكم ..
وتحركت بعصبية لغرفتها , لفت عليها ريم باستنكار وهي تهتف : اللعن حراااااام يا وقحة ..
: ريــــــــــــم , عهووووووووووووووووود ..
صوت عبد الإله اللي اخترق المكان جمد الدم في عروق عهود , طلع وقال وهو يلهث : وحدة فيكم محفظتي بسرعة ..
جريت ريم لغرفته , لهث وهو يقول : أشوه اللي وقفت عند المحطة عشان أعبي بنزين ..
~ يا غبية , من وين بيلقى جهاز ويفتح جهازك بهالسرعة , تمالكي نفسك , تمالكي نفسك ~ سألت عهود وهي تتنفس براحة : أخذت جهازي يا دب ..
سحب الجهازين من جيبه وقال : ما عرفت أي منهم حقي فسحبتهم الاثنين ..
حست بقلبها بيتوقف من السعادة , سحبت جهازها وقالت : أحتاجه ..
قال باعتراض وهو يتناول محفظته من ريم : يمكن يطلع حقي ..
قالت وهي تتمسك فيه وتهز راسها بلا : أنا أعرف جهازي ..
وأشرت على على كشط أسود خفيف على سطحه الفضي وقالت : فيه علامه ..
طالع عبد الإله في جهازه وابتسم وقال : زين ماعندي ...
وودعهم وراح , قبضت عليه عهود وهي تضمه أكثر لصدرها وابتسامة عريضة تزين وجهها , تحرك لغرفتها بعد ما أطلقت زفرة راحة عميقة , عقدت ريم ذراعينها وقالت : ارتحتي ست عهود , الله العااااااااااالم اش عندك فيه ..
لفت عليها عهود وسوت حركة وسخة بيدها ودخلت الغرفة وقفلت الباب بالمفتاح , سكت ريم فمها اللي انفتح من الذهول وقالت بشفقة : الله يهديك ..
وتحركت لغرفة التلفزيون ..
دخلت عهود الـ USB وفتحته وزفرت براحة لمن شافت ملفاتها ونقلت بصرها على أسماء الملفات الموجودة ..
(( محادثات + صور جي جي )) , (( محادثات عامة )) , (( صور متنوعة )) ..
وراحت وكتبت خاصية فتح المخفي وظهرت لها ثلاث مجلدات جديدة ..
(( فوفو محادثات + رسائل + صور )) , (( صوري )) , (( مو مهم )) ..
فتحت صورها وزفرت لمن شافت صورها المتعددة , لو درى إنها بتحط صورها على الجهاز بيذبحها على غير قبلة فكيف لو شاف صورها هذه وباقي الملفات , ابتسمت وهي تعض لسانها لمن شافت صورتها اللي قال لها عليها فوفو إنها ما نومته الليل , كانت صورة لها وهي جالسة على سريرها وعارية إلا من نقاب على وجهها , ضحكت وقالت : والله إني شيطانة ...
وزفرت لمن تذكرت تهديد العنود الواثق بإنها حتفضحها بأشياء سابتها لها البندري لو صار شي لجاسم وأزهار , قالت ببرود : الله يقهرك يا البندري , ملاحقتني حتى وإنت في قبرك , أففففففففففففففففف ..
ماكانت متخيلة إنه المخطط اللي تعبت وهي تسويه وتدبره يتوقف بسبب وحده ماتت , زفرت مرة ثانية وقالت وهي تظلل على كل المجلدات : زي هالأشياء مفروض ...
وضغطت زر الحذف وهي تكمل : حذف على طول ..
وعقدت ذراعينها وطالعت في شاشة جهازها وهي تفكر بجيهان اللي من لمحت لها إنه عبد الإله ممكن ما يوافق على اللي تبغاه صارت ماعاد ترد على مكالماتها ~ لازم ألقى مخطط جديد , حسانو الأهبل غارق لشوشته في حب البشعة الهنوف يعني خارج من القائمة , ما كو إلا جاسم بآخذه بأي طريقة و ..... صــح ليه ما أحول على عبد الرزاق و .. لالالالا , من زينه صار من قوم جزاك الله خير من عاشر أخو اللعينة أزهارو , أفففففففففففف لو ما طلعت أزهار من العدم كان ...... ~ ظهرت نافذة جانبية تنبهها لدخول سلطان الحب وهو كاتب : ##### لأحلى ##### في جدة كلها ..
ضحكت وقالت وهي تفتح النافذة : يلعن أبوك , أنا أعرف كيف أوريك شغلك ..
وتناست جيهان ومخططاتها وبدأت تطقطق على جهازها وبعد تبادل بعض الكلام ضحكت وقالت : أنا أوريك ..
راحت لسلة المحذوفات واسترجعت ملف صورها ورجعت أرسلت صورة لها تمثلها وهي متربعة فوق كرسي بجانب طاقة الغرفة بقميص أحمر عاري بلا حبال فوق بنطلون جينز ضيق و متلثمة بغترة والمكياج يلون عيونها الكحيلة الواسعة ..
: ودي ##### , يا ##### ..
ضحكت وقالت : عارفه ..
ورجعت طقطقت بعدة عبارات وهي تضحك مابين وقت والثاني ..
ولمن ظهرت عدة نوافذ ..
####### في الغربية : ربي راضي علي اللي لقيتك أون لاين يا عسل ..
طبيب قلوب : يا صباااااااااااااااااح الـ #### , الـ ###### , كيفك يا ##### ..
زفرت وقالت : هذا وقته , لازم أغير نك نيمي يمكن يحلون عن سماي شويه , أففففففففف ..
وأغلقت كل النوافذ وهي تقول : سوري شباب , ماني رايقة لكم , صرتم دقة قديمة ..
ورجعت لسلطان الحب الفرد الجديد في قائمتها الطويلة في بريدها الثالث واللي تعرفت عليه في أحد المنتديات على عكس البقية اللي التقطتهم من الشات والدردشة ..


****************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
R-thar
خمس نجوم
خمس نجوم
R-thar


مسآهمـآتــيً $ : : 797
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 48512
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 17
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/01/2012

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة   رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty30/1/2012, 9:36 pm

بعد صلاة العصر في فيلا عبد الكريم :

طالع سامر في أبوه المتكي على طرف الكنبة الطويلة ورافع رجوله عن الأرض وهو يقرأ جريدة , ما فاتحه في موضوع وسام من ذاك اليوم في المكتب يمكن لأنه كان يتجنبه ويحاول قدر الإمكان ما يجلس في مكان واحد مع أبوه وهم لوحدهم , لف بصره للكنبة المقابلة وطالع في أمه المبتسمة وهي تطالع في سلافة المربعة فوق الكنبة وسحر الواقفة قدامها وهي معصبة على الآخر وتسب وتلعن اللغة الإنجليزية اللي ذبحتها بها سلافة اللي طالعت فيها من فوق لتحت قبل ما ترجع بصرها لمحمولها بلا اهتمام يذكر , ابتسم ورجع لف على أبوه , قرب منه وقال : أبويه ..
لف عبد الكريم راسه وطالع له من فوق نظارة القراية من دون ما يسيب الجريدة , ابتسم سامر وقال بثبات : ما تبغى تخطب لي ..
اعتدل عبد الكريم في جلسته ولف عليه بجسده و هو ينزل نظارته , طالع فيه بلهفة حاول يكبتها عشان ما ينصدم لو قصد سامر بنت ثانية وقال بهدوء : أشر بس ..
قال بضحكة : المشكلة بعد تفكير اكتشفت إني بأخطبها منك لأنه مالها غيرك ..
انزلقت النظارة والجريده من يد عبد الكريم وطاحت على الأرضية الرخامية مصدرة صوت مختلط بصوت تطاير الجريدة , التفتت النساء الثلاث بتساؤل , طالع عبد الكريم في سامر وجال ببصره في تقاسيم وجهه يبغى يأكد لنفسه إنه اللي سمعه يقصد به وسام , دوى صوت خالد وهو يصرخ من أعماقه وهو يجري للكمين اللي فشل اللاسلكي في تفجيره أثناء مرور دبابات الروس في كابل : لا إله إلا الله , الــلـــه أكبر ..
قبل ما يرمي القنبلة اللي فجرت الكمين لكن بعد ما تلقى المئات من الطلقات اللي اخترقت صدره ووجهه , المنظر عصف بذاكرته بالصوت والصورة لدرجة إنه رائحة النيران والبارود المختلطة بالغبار المتناثر أزكمت أنفه وأصوات الشباب اللي ماسكينه عشان ما يجري له وهو يصرخ : خالـــــــــــــد ..
وهم يصرخون : شهيد يا أبو خالد , إن شاء الله شهيد ..
بدأ يسحب أنفاس حسها اختفت من الصالة , وبلا مقدمات غطى وجهه وهو يجهش ببكاء غريب , شهق سامر بفزع وضم أبوه وقامت حنان من مكانها بخوف وسحر تقول بغزع : أبويـــــــه ..
وحنان تسأل سامر وهي تحط يدينها على أكتاف زوجها : اش قلت له ؟؟ أحـد مات ..
طالع فيهم سامر بذهول وهو يحس لسانه معقود واكتفى بهز راسه بلا , جلست سحر عند رجول أبوها وحطت يدينها على ركبته وهي تهمس بخوف : أبويه , أبويه ..
و التمعت عيونها بالدموع , لأول مرة تشوفه بهالحالة , بعد عبد الكريم يدنه ومسح دموعه و لف يدينه حولين سامر وضمه بقوة وهو يهمس : الله يفرحك زي ما فرحتني , الله يفرحك يا ولدي ..
قالت حنان باستنكار : يفرحك ؟؟ هذا كله فرررررررح ..
وضحكت سحر على استنكار أمها ومسحت دموعها اللي هددت بالإنهمار وهي تقول : الحمد لله , الحمد لله , بس اش المو.....
وانقطع كلامها بصرخة سلافة اللي دوبها انتبهت للي يصير : ooooooh my gaaaaaad , اش عندكم متجمعين ؟؟
مسكت سحر الخدادية اللي على الأرض ورمتها على سلافة اللي قالت بصوت نحيف مستنكر : إنت اش فييييك علييااااااا , daaaaaaaad شوف بنتك ..
ابتسم عبد الكريم وهو يبعد عن سامر اللي كان مصدوم من شدة فرحة أبوه , لو درى إنه بيفرح هالكثر كان من زمان وافق بدون تفكير , ربت عبد الكريم على كتفه ولف على حنان وقال : ولدك عزم يتزوج أخيرا ..
صرخوا البنات صرخة حماس وابتسمت حنان بفرح وقالت : هذي الساعة المباركة , طيب تعلم ابوك قبل ما تعلمني ..
قالت سحر بحماس : طبعا الوظيفة واستقرينا فيها الحمد لله والبيت موجود وفاضي كإنه يناديه , مابقي إلا العروسة ..
ابتسم سامر وعبد الكريم يقول لحنان بلطف : شوفي يا أم خالد , الله رزقك أربع أولاد , اثنين إنت اخترتيلهم و اثنين هم اختاروا ..
قطبت حواجبها وقالت : قصدك التوأم اللي طلعوا لي نخل في راسي هم اللي اختاروا , ليش ما عجبوك هند والعنود اللي اخترتهم لأخوانك ؟؟ ..
قال سامر بإحراج : والله ما قصدت كذا بس ..
قال عبد الكريم وهو يقوم : أنا أفاتح أمك ..
وتحرك للغرفة وتبعته حنان بعد ما أشرت على دقنها متوعدة سامر اللي ابتسم لها باستعطاف , أول ما غابوا عن بصره لف وانصدم لمن شاف وجهين مبتسمة مقابلة له , بعد سحر وسلافة وقال : اسألوا أبويه ..
وقام , قبل ما يكمل قومته سحبته يد سحر القوية ورجعته للكنبه بعنف و صوتها المعصب يدوي وهي تقول : نــعــــم , والله تقول ورجلي على رقبتك ..
ضحك وقال وهو يطالع في تقطيبتها : مو قبل أمي , يعني ...
وصرخ لمن مدت يدينها ورصت رقبته بقوة وهي تقول بعناد : تقول و إنت ما تشوف الدرب ولا بأذبحك ..
صرخت سلافة وهي تسحبها مصدقة إنها بتخنقه , لفت سحر عليها وطالع فيها سامر وانفجروا بالضحك عليها , تأففت وهي تقول بصوت نحيف : أصلا الحق علي اللي أفكر فيكم , ماتهمني عروستك وما تهمني هالـ هالـ متوحشة ..
وراحت لمحمولها , شالته وراحت لغرفتها , ضربت سحر صدرها وقالت : يا حبيييييييييبي يا زوجها المسكين , والله أمه داعية ليلة قدر اللي بياخذ هالتيمون ..
طالع فيها سامر وقال بحيرة : تيمون ؟؟
رفعت يدها وهي تأشر وتقول : شفته ذاك النمس الخبيلة اللي مع بومبا في الأسد الملك اللي ذبحونا فيه بنات خلودي , هو ماغيره , متفلسف ونحيف وطويل زيها وصوته يرفع الضغط ..
ضحك سامر وقال : كانت مريخية اش خلاها تيمون ؟؟
قالت بجدية وهي تضرب فخذها : تصدق عاد , أهل المريخ أرسلوا لي رسالة يشتكون فيها ليش أشبها بهم , جاهم اكتئاب نفسي وكثرت نسبة الانتحار عندهم ..
قهقه من قلبه وهي تكمل : اضطريت أغير هاللقب , والله يعيني لا جات شكوى من عند قبيلة النموس بأضطر أغير ..
قال : حرام عليك حشيتيها حش وقطعتي لحمها ..
قالت : لااااااا أنا أقوله في وجهها يعني مو غيبة ..
وصلهم صوتها النحيف الحاد من بعيد وهي تقول : بس أنا ماني مسامحتك عليه وبأجرك به يوم القيامة ..
وتبعها صوت صفقة الباب القوية , عض سامر شفته وهو يهمس : يا ويلك منها عصــبت ..
أشرت بيدها بعدم اكتراث ورجعت طالعت فيه وقالت بحماس : مين اللي في بالك ؟؟
ابتسم وقال بهدوء : وسام بنت عمي خالد الله يرحمه ..
فتحت عيونها على اتساعها وهي تقول بعدم تصديق : وساااااااااااااام ..


***************************

العصر في جدة :
في شقة عمر ومنى :

طالعت فيه وهو منسدح على الكنبه الطويلة في الصالة ~ ياربييييييييي كيف أصحيه , مستحيـــــه ~ قالت بصوت أعلى : عمر , عمر ..
وقربت أكثر وهي ترفع صوتها أكثر وهي تقول : عمر صلاة العصر ..
زفرت وتقدمت منه , هزت كتفه وبعدت عنه بسرعة , شافته ما تحرك من نومته , صرخت باخلها ~ ياااااااااارب , كيف أصحيه ؟؟ أول مرة يكون نومه ثقيل كذا , العادة من يسمع صوتي يفز , يكون تعبان ولا ~ شهقت وتحركت بسرعة , مدت يدها بتردد ولمست جبينه , سحبت يدها لمن شافت إنه حرارته طبيعية , تنهدت وقالت وهي تتأمله : ياربي كيف أصحيه ؟؟..
~ أبوسه ~ شهقت من الفكرة اللي طرت في بالها وهزت راسها تنفضها وهي تحس خودها حارة , حطت يدينها على خدودها وهي تهمس : مستحيل ..
~ منــــــى , الرجال بيخاف على نفسه لو صحيته ببوسه , عمـــــــر قوم قبل ما أتهور ~ شافت شبح ابتسامه على وجهه , ~ يحلم , يبتسم في الحلم ~ طالعت فيه بحيرة وهي تعتقد حواجبها , قال بدون ما يفتح عيونه : الحمد لله اللي ماني نايم بعمق كان راحت علي الصلاة ..
شهقت لمن فتح عيونه وابتسم لها وهو يقوم , سألت بخجل : كنت صاحي ؟؟
رفع يده يمسد شعره بإحراج وهو يقول : هاااااا ..
حس بإحراج إنه يعترف لها عن الرغبة المفاجئة إنه يمثل عليها إنه نايم و في نفس الوقت ما يبغى يكذب عليها ويقولها إنه كان نايم , قام بسرعة وقال : الصـ الصلاة بتقوم ..
وتحرك بسرعة للحمام , طالعت فيه وهو رايح ولمن اختفى ضحكت على خجله اللي مو راضي يتخلص منه , المشكلة إنها أجرأ منه لكنها تخجل غصب عنها من خجله ..
لمن خرج وهو يعدل طاقيته وشماغه على ذراعه طالع فيها بابتسامة , تأملته بمحبة عميقة , تنحنح وخفض بصره وهو يسأل : تبغينا نروح بعد الصلاة على طول ؟؟
~ الله يفشل العدووووووو , هو استحى وأنا ما استحيت ~ جلت حنجرتها وهمست وهي تطالع في الأرض : على كيفك ..
ابتسم وقال وهو يتحرك في الممر : خلاص أجي ألقاك جاهزة ..
ورجع لف عليها , شافها مدنقة , ابتسم وقال : منايا ..
رفعت راسها , بعد بصره بخجل لثانية ورجع طالع فيها وهو يهمس : نروح لها بدري عشان يمدينا نتمشى برا بعدها ..
ابتسمت وهزت راسها وهي تقول : إن شاء الله ..
خرج وصك الباب , طالع فيه وابتسم وهو يتذكر حركاتها ..
: الصلاة يا أحلى متنح قدام الباب ..
تمنى لو تنشق الأرض وتبلعه لمن شاف أبو صلاح وكمال أصغر عياله خارجين من الشقة المجاورة , ضرب أبو صلاح ولده وهو يقول : عيب عليك , يا طول لسانك ..
ابتسم بإحراج ونزل شماغه على وجهه وتحرك نازل بعد ما سلم عليهم ...


******************************


في الرياض :
في فيلا عبد الكريم :


: وساااااااااااااااام , مالقي إلا وسام ؟؟ ..
ما استغرب كلمتها أو استنكارها وهو يقول بهدوء : هو يبغاها ..
قالت باستنكار : لكنها قد خلود ..
قال يصحح لها المعلومة : أصغر منها بنص سنة تقريبا ..
قالت باستنكار : بس برضو أكبر منه بكثير ..
وهزت راسها بلا وهي تقول : أنا ماني موافقة ..
ابتسم عبد الكريم والتزم الصمت لدقائق قطعته حنان اللي كانت تدور في الغرفة وهي تقول : مستحيل أوافق ..
لكنه مارد عليها , زفرت حنان وهي عارفه إنه ورى صمته شي كثير , تحركت وجلست جنبه وقالت باستعطاف تبغى تفهمه وجهة نظرها : حبيبي , والله فرق بينهم , الحرمة أعقل من الرجال اللي في سنها , هذا شي معروف , قصدي إنها تكون أحكم , فكيف يتزوج وحده أكبر منه ..
قال بهدوء : الرسول تزوج خديجة وفرق 25 سنة بينهم ..
قالت باعتراض : هذا الرسول , بعدين هذا زمان ..
هز راسه وقال : مافي شي تغير , ويعني أكبر منه ..
قالت باعتراض : بسسس ..
قاطعها بهدوء متسائل : اعتراضك بس على العمر ؟؟
انصدمت من سؤاله وفكرت شويه ورجعت قالت : بس العمر ..
همس بلطف : حنون جاوبي سؤالي ..
زفرت وأعطته جنبها وهب تقول باعتراف : البنت حبوبة وطيبة وخدومة وأختك دايم تمدحها ..
ورجعت لفت عليه وقالت : بس برضو مسألة العمر مهمة , بنات عمانه وعماته كثير ..
ابتسم وقال : جس نبض وحده منهم ورفضته ..
طالعت فيه بصدمة ورجعت قامت وهي تقول بعصبية : وأنا ما أدري , هذا كللللللللله يصير وأنا ياغافل لك الله , من متى صاروا الأولاد كتومين عني بهالشكل ؟؟ ..
قال وهو يهز أكتافه : أنا كمان ماكنت أدري , هو وأخته تفاهموا وتكتموا على الموضوع , و ما دريت إلا لمن جا موضوع وسام ..
زفرت وقالت باعتراض وبلهجة ماتقبل النقاش : أنا ماني موافقة ..
قام عبد الكريم من جلسته وهو يزفر وتحرك خارج من الغرفة , قالت باعتراض معصب : وين رايح ؟؟
لف عليها وقال بهدوء : أروح أخبره إن العروسة ما ناسبتك وأخليه يفكر بغيرها ..
سكتت للحظات قبل ما تفرك يدينها بتوتر وهي تقول : لا لا تقول له دحين , قصدي أخاف يزعل و لا , أففففففففففففففف ..
تأففت وهي تحس نفسها في دوامة , ابتسم وقال : اش رأيك تتفاهمين مع سامر بنفسه وتعرفين سبب رغبته فيها , يمكن تقتنعين أو تقنعينه يصرف نظره عن البنت ..
فرحت وقالت : إي والله صح , فكرة زينه ..
ولمن شافت ملامحه الهادئة حست بقلبها إنه يخفي شي وكبير كمان , طالعت فيه بتأمل وتأكدت ظنونها لمن بعد بصره عنها وهو يمسح لحيته اللي تخللها البياض , سألت بهدوء وهي تتذكر دموعه وفرحته اللي غابت عن تفكيرها من صدمتها بهوية البنت : إنت اش رأيك ؟؟
قال بصدق وهو يطالع فيها : أنا لو علي وبيدي أبغى أجيب المملك اليوم وأعقد لهم ..
ولمن شاف ذهولها قال : السن مو عيب في البنت يا حنان , دحين لو تقدم واحد لسحر وهي في هالسن وكان في الـ 23 أو 24 بترفضينه عشان السن ولا بترضين لو إنه كان راغب في سحر وأمه هي اللي منعته بحجة إنها أكبر منه ؟؟ فكري إنه وسام بنتك زي سحر , السن مو عيب , بعدين لا تنسين إنه سامر كمان فيه عيب , كان مدمن وإنتي شفتي بنفسك إنه المجتمع لا يمكن يطالع فيه بنظرة إحترام وهو متناسي ماضيه , بعدين الرسول بنفسه قال تنكح المرأة لأربع : لجمالها ودينها ولمالها ولنسبها فاظفر بذات الدين , ماذكر السن , هذا شي إنتم فرضتوه وطبقتوه , الرجال ما يتزوج إلا بنت أصغر منه , المسألة بالعقل مو خذني جيتك , ويعني أكبر منه ؟؟ بتكون أعقل !! والله يا زين العقل , تخافين يعايرها ولا يندم على قراره ؟؟ سامر مو صغير وهو متقدم وهو عارف سنها , بتكون وسام ثقيلة وما تدلع عليه ومن ذا الكلام ؟؟؟..
ابتسم و كمل : مافي بنت في الدنيا ما تقدر تتغنج وتتدلع , يا حبكم إنتم الحريم لتصغير نفوسكم ..
ولمن شاف شبح ابتسامتها قال بتحبب : حنون إنت لو كنت أكبر مني كنت بأتعلق في رقبة أبوي و أبوك إلين يجوزني إياك ..
ضحكت بإحراج وقالت : عبد الكريم ..
قال بصدق وهو يتذكر حبه القديم لها : والله ..
وضحك وقال : تتذكرين أيامنا استغفر الله لا حجاب ولا شي , وكل يوم وأنا متنصب عند باب الحوش يعني يعني أخاف واحد من الصبيان يتحرش فيك وأنا حاميها حراميها ..
حمرت خدودها لمن استعادت الماضي وهي تقول باعتراض : لا والله ما كنت تسوي شي , بس واقف تطالع أو تدافع عني وعن باقي البنات لمن يجون عيال الحارة يخربون لعبنا ..
ولمن انتبهت لابتسامته الهادية قالت باستنكار وعصبية : لا تحاول تضيع الموضع ..
قهقه وقال : والله ما كنت أضيع , الذكريات الحلوة جات فجأة و كنت ..
سكت وكمل بصدق : كنت أبغى أأثر عليك ..
طالعت فيه بصدمة لمن زفر وكمل بصوت مخنوق : والله لو تعرفين اش شعوري وأنا أسمع إنه ولدي بيخطب بنت خالد الله يرحمه كان ..
وسكت وهو يشيح بوجهه ويداري غصة تثقل حلقه كل ما ذكر اسم أعز أصدقاؤه , تنهدت وقالت : ما أقدر أقولك موافقة دحين لكن أوعدك إني أفكر في الموضوع بحيادية بس بعد ما أستخير و أسمع من سامر ..
ابتسم بفرح وقال : هذي حنان اللي أعرفها ..

في الصالة :

قطبت حواجبها بتفكير وقالت وهي تعقد رجلينها فوق الطاولة القزاز اللي قدام الكنب : سؤال مهم ..
طالع فيها سامر المجاور لها وقال : اسألي ..
لفت عليه وسألت : هو انتم الرجال تحبون من نظرة ؟؟
ضحك على سؤالها وقال وهو يتلمس ندبته : لا هي مهي مسألة إني شفتها خلاص حبيتها , أنا يوم قلت إني شفتها يوم تغدت عندنا قصدت إنها عجبتني وارتحت لها فهمتي , بس مو معناته حب , الحب أكبر من كذا بكثير ..
قالت : و ماهر ..
قطب وقال : شوفي هو ممكن زي حالة ماهر يسمى حب بس مو من نظرة , لا هو حب من الطفولة , أنا من وجهة نظري أفضل يطلق إعجاب أو افتتان من أول نظرة بدل حب من أول نظرة , لأنه بالعقل , فلنفرض إنك شفتي واحد حلو بالسوق , فيه كل المواصفات , جسم طويل وعيون جميلة ومشيته واثقة وشكله محترم ورزه و ..
قالت بحماس وهي تلتفت له : ياااااااااااي ..
ضربها بطرف يده على راسها وهو يقول : هي , وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ..
ضحكت وقالت : خيال , اش فيك أنا ماني قاعدة أطالع ..
ابتسم وكمل : المهم شفتي هالرجال ماشي قدامك ..
قالت بسخرية تبغى تغيضه : حمااااااس ..
رماها بنظرة وهو يقول بعصبية : المهم , شفتيه , تحبينه ؟؟
قالت على طول : طبعا لا ..
قال وهو يأشر : أهاااااااا ما تحبينه لكن ممكن يكون عجبك شكله أو أي شي ثاني , بالمختصر لفتك , عشان كذا ما أفضل إنه يقال حب من أول نظرة ..
قالت بجدية : بس لو شافته سلافة وبنات عماتي كان ماتوا عليه ..
قال بجدية مماثله : بس برضو مو حب ..
طالعوا في بعض لفترة قبل ما يسأل سامر : إنت اش رأيك في خطبتي ؟؟
قطبت سحر وقالت بغموض : متفهمة اللي قلته وما أدري اش أقول ..
قال بتريقة : لا جاوبتي على سؤالي ..
قامت وقالت بهدوء : دام إنت رغبان محد يقدر يقول شي , هذي حياتك وإنت اللي بتعيشها , صح ولا لا ؟؟
تنهد وقال وهو مقطب : ما أدري اش بتقول أمي ؟؟
هزت أكتافها وقالت بابتسامة : ما دام أبويه موافقك يعني حصلت على 60 % من الأصوات ..
وكملت لمن طالع فيها بحيرة : هذا مو تصغير من شأن أمي , بس الحلو في أمي وأبويه لمن يكون واحد فيهم موافق يقدر يقنع الثاني , يعني لو أمي موافقه كان قلت إنك حصلت على 60 % ..
هز راسه متفهم ورجع قال : لا تقولين عشان كذا تحصلين دايم على اللي تبغينه ..
ضحكت وقالت وهي تأشر على راسها : طبعا , فكر فيها , أقنع واحد فيهم وأرميه على الثاني عشان يتكفل بإقناعه وبكذا ..
أشرت بيدينها بحركة مبهمة , ضحك وقال : يالشيطااااااااااااااانة ..
قالت وهي تتحرك لغرفتها : الحمد لله 26 سنة ما عشتها كذا ..
ابتسم وهو يراقبها وقال : الله يرزقك السيد سين اللي يقدرك ويثمنك ..
لفت عليه وقالت بعصبية : سمعتك , إدعيلي بالجنة لو فيك حيل تدعي , سيد سين حقي ما في أحد له دخل فيه , ثانيا الزواج مهو أهم شي في الحياة ..
وضحك وهي تكمل طريقها وهي تقول : أصلا أنا ناويه له نية شينة عشان كذا شارد ..
ابتسم وهو يتأملها , ولمن انفتح باب غرفة أبوه وأمه التفت لوراه , ابتسم لمن خرج أبوه أول , طوي عبد الكريم شماغه وهو يغمز له بخفة , مسح سامر ابتسامته لمن شاف تعابير الجدية على أمه تبعت أبوه وهي ترميه بنظرة حادة قبل ما تقول : قبل كل شي لازم تعرف إني زعلانه ..
وتحركت وجلست على الكنب , حطت رجل على رجل وأعطته جنبها وهي تستند على ذراع الكنبه , قام من مكانه وجلس جنبها فبعدت عنه وهي تقول بحزم : لا تكلمني ..
قال برجاء وهو يحط يده على كتفها : أمي ..
زفرت وقالت وهي تلف عليه : دحين أنا من سنة وشوي وأنا أطارد وراك عشان أخطب لك وأدور لك على عروسة وآخر شي يوم تتخذ هالخطوة تروح لأبوك ..
ورجعت أعطته ظهرها , لف على أبوه بحيرة فأشر له أبوه إنه يدهن سيرها شوية كمان وبترضى , لفت وشافت حركة يده فقالت بحدة : عبد الكريم , لا توز ..
ضحك عبد الكريم وقال : ماوزيت ..
: مين اللي يوز ميييييييييييين ؟؟
التفتوا لخالد اللي سأل هالسؤال وهو شايل غدي النايمة , قامت أمه وشالتها منه عشان توديها للغرفة الداخلية وهي تقول : أبوك يوز أخوك علي ليش زعلانه عليه , مايبغاه يراضيني ..
التفت خالد لهم وقال بمزح : خيييييييييير اش صار في الدنيا أبويه قالب على أمي ؟؟ صراحة وناسة من زمان ماسمعنا هوشة ..
طالع فيه سامر باستنكار والتزم عبد الكريم الصمت وهو يكتفي بابتسامة , وتفاجأوا لمن قالت حنان اللي رجعت : خويلد , هذا كلام ..
ضحك وقال وهو يجلس جنب أبوه : أمزح ..
زفرت وقالت بحسرة : وينك يا عدنان ؟؟ مايبرد قلبي غير هالولد , الله يسهل له ويوفقه دنيا وآخره , ويااااااااارب ما تغمض عيني قبل ما أشوف عياله يارب ..
طالع فيها خالد وهو يقول بصوت ممطوط : أفااااااااااا يا أم خالد , ماهقيتها منك تمدحين الأعزب المثالي وتكشتيني ..
قال ماهر وهو طالع من الدرج : راح هاللقب من وقع على ورقة سجنه ..
وهز راسه وهو يكمل بسخرية : أقصد ورقة زواجه ..
رماه عبد الكريم بنظرة حاده وقال : الناس تسلم أول ..
قال السلام وهو متجاهل نظرة أبوه , ردوا عليه وقال سامر وهو يتأمل بذلته : رايح أخيرا ؟؟
هز راسه وابتسم وهو يقول : لنننننننندن ..
سألت حنان : ومتى راجع ؟؟
هز أكتافه وقال : يومين ثلاث على حسب الجدول , ممكن يصير فيه تبديل ولا شي ..
ودعوه لكن عبد الكريم قاطع وداعهم وهو يقول بتساؤل : المهم حليت الموضوع قبل ما تسافر !!
ابتسم ابتسامة غريبة وهو يقول : حليته أخيرا ..


الساعة 5,30 بعد العصر في جدة :
في شقة جاسم و أزهار :

فتحت أزهار باب الشقة بحماس وهي تقول : ياااااااااااا حيا الله من جااااااااااا ..
ابتسم عمر وقال وهو يفسح المجال لمنى عشان تدخل : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
صكت أزهار الباب وتحركت بتضمه لكنها مسكت نفسها في آخر لحظة ومدت يدها له , تحرك عمر متجاهل يدها الممدودة وضمها بقوة , حست بالدموع تحرق جفونها لكنها بلعت ريقها بسرعة وهي تضمه وهي تقول : ألف ألف ألف مبارك عليكم ..
طالعت فيهم منى وغصب عنها حست بالغيرة وهي تشوفه يضمها بهالطريقة والفرح على وجهه لكنها ذكرت نفسها إنها الوحيدة الباقية له , بعدت أزهار عنه وسلمت عليه ولفت على منى اللي بعدت غطاها وهي تبتسم بخجل , فردت ذراعينها وضمتها بقوة وهي تقول : يا دبــــــــه اش هالحلااااااااااااوة ؟؟ بسم الله ماشاء الله ..
وبعدتها وهي تتأملها بابتسامة , نزلت راسها بخجل وهي تقول : بعض مما عندكم ..
ضحكت أزهار وقالت : يا بنت , من متى تستحين مني ؟؟
قرصتها من طرف خفي وهي تأشر لها بعيونها يعني اسكتي , ضحكت أزهار وقالت وهي تأشر على الصالة : تفضلوا تفضلوا ..
ودخلتهم للمجلس بعد ما أخذت عباية منى , كانت لابسة بنطلون أسود له قصة واسعة من تحت وفوقه بلوزة تل بشرايط تنربط على الكتف , مشجرة بالأسود وخليط من درجات الأحمر طويلة توصل لركبتها ولابسة تحتها بلوزة سوداء تل أكمامها قصيرة , جلست منى وبلا تفكير جلس عمر جنبها ورجع زحف بعيد عنها شوية ووجهه متغير من الخجل , مسكت أزهار ضحكتها وقالت وهي تجلس على الكنبة المقابلة : يا هلا والله , تو مانور بيتي ..
ولمن ردوا عليها بحرج وكل واحد مبعد نظره عن الثاني تأملتهم بفرح , ولمن لاحظت إنها تتأملهم قامت وهي تضحك وتقول متذكرة : القهوة ..
قالت منى : لا تتعبين نفسك ..
ابتسمت وقالت : تعبكم راحة ..
وتحركت للمطبخ , جابت الصينية , قامت منى وسحبت منها الثلاجة وصبت لعمر أول , ابتسم عمر وهمس : شكرا ..
ابتسمت له وصبت لأزهار ورجعت صبت لنفسها وجلست مكانها , قامت أزهار وقدمت لهم من الشوكلاته وهي تقول : هذا من الزايد اللي في فرحكم ..
ابتسموا بخجل وهم ياخذون منها , بالرغم عنها غبطتهم بداخلها وهي تتذكر أيام زواجها الأولى وبالذات يوم راحت لبيت أهله , جاسم حاط رجل على رجل ويكلم أبوه وأمه ووجهه واضح فيه أثار الضرب وهي جالسة بين الهنوف والعنود وهي تضحك وتنكت معاهم , ابتسمت لهالذكريات اللي جرت وراها ذكريات المطار والضياع و .... هزت راسها وطالعت في أخوها ومنى ومسكت ضحكتها لمن شافت منى تحاول تسحب طرف بلوزتها اللي تحت عمر المنهمك في فتح الشوكلاته اللي في يده , انتبه لحركة منى فقام بسرعة وهو يعتذر بإحراج , لمن لفوا عليها فدنقت راسها ومدت يدها بسرعة يعني بتاخذ شوكلاته وهي حاسة بالإحراج منهم ~ وييييييي دحين يقولون قاعدة تراقبنا يالفشلــــــــة و ...... ~ رن جرس الباب وأنقذها في هاللحظة , قامت بسرعة وهي تقول : هذا جاسم ..
وراحت وفتحت الباب , شافته لاف بوزه وهو متكي على طرف الباب وهو لابس بنطلون جنز ويلوزة بيضاء مرسوم عليها رسوم بألوان مختلفه , ابتسمت وهمست : جووا العرسان ..
حك شعره وهو يدخل وقال : عارف , مو عشان كذا تأخرت في الرجعة عشان يكون عندك وقت ترحبين بهم ..
ورفع صوته وهو ينادي : أبو عبد اللــــــــه ..
ثواني وخرج عمر وهو مبتسم , رحب فيه جاسم وهو يسلم عليه , سابتهم أزهار وراحت لمنى , تحركت لها وجلست جنبها وهي تقول بفرح : والله بأموت من الفرحة ليش إنكم عندي ؟؟
ابتسمت منى وقالت بحب صادق : ولو , إنت أول الناس اللي نزورهم ..
ابتسمت أزهار وقالت : بشريني كيف عمور ؟؟ ترا لو سوالك شي من هنا ومن هنا بس قوليلي وأنا أأدبه ..
ابتسمت منى وقالت : لااااا ترا ما أرضى عليه ..
طالعت فيها أزهار وقالت بتريقة : أمووووووووت أنا على اللي ما يرضوووووون ..
ضحكوا وقالت أزهار وهي تغمز لها بتريقة : عشنــــا وشفنـــــــا منى تزورني بهالشياكة ..
ضربتها منى وهي تقول باستنكار : أزهااااااار ..
ضحكت وقالت وهي تأشر على تنورتها وبلوزتها الرسمية اللي عاقدة عليها شال مناسب : حتى أنا , فاكرة ما نتقابل إلا بالقمصان ..
ورفت بعيونها الكحيلة والمطلية جفونها بلون ذهبي وهي تكمل : والوجه زي ما خلقه ربي ..
ضحكت منى و قالت : يا زينها من أيام ..
وبعد تبادل الأحاديث وصلتهم حمحمة عمر قبل ما يدخل وهو يقول : يلا مشينا ..
شهقت أزهار وحاولت فيهم يجلسون يتعشون عندها لكن عمر رفض وهو يقول بلطف : بنت عيب , زوجك فيه ..
دنقت عليه وهمست بتريقة وبصوت يمكن لمنى إنها تسمعه : فكني منه شويه صاير لصقة جنسون ..
ضحك من قلبه وكبح ضحكته و خاطب أزهار وهو يطالع في منى : لا تقولين بيجي يوم بتقول عني منى هالكلام ..
استحت منى وماعرفت اش تقول , قالت أزهار وهي تحط يدينها على خصرها : مو دحين , لكن بعدين معليش أقولك لو جلست في البيت من تصبح إلين تمسي بتقول عنك هالكلام ..
ضحكت منى بإحراج وقطب عمر حواجبه بتفكير , زفرت أزهار وقالت وهي تدفه : بدري عليكم هالشي ..
ضحك وقال : اللي يسمعك يقول لك 8 سنين متزوجة , بنت مالك إلا 8 شهور ..
قالت بلا تفكير : أصلا أنا من أول يوم في زواجنا كنت كإني عايشة معاه 10 سنين ..
ولمن شافت نظرة عمر تذكرت في لمح البصر ذكرى ليلتها المريرة وموقف عمر من جاسم فقالت بسرعة : قصدت إني كنت عايشة معاه من قبل وأنا ما أعرف إنه زوجي ..
وابتسمت لهم وتحركت تجيب العباية لمنى عشان يخرجون من باب المجلس , ولمن رجعت ابتسم عمر وحط يده على كتفها وشد عليها , مسدت يده وهي تقول : الله يوفقكم ويسعدكم دنيا وآخره ..
تحركوا وخرجوا , ابتسمت لمن شافت عمر يمد يده لمنى اللي مسكتها بخجل وهي تلوح مودعة باليد الثانية , رجعت للصالة ودخلت غرفة التلفزيون , شافته متمدد وهو يقلب في التلفزيون بدون ما يحاول يطالع في البرامج , بس يضغط باستمرار , زفر ورمى الريموت وراح للتلفزيون وسحب سلك المجد وشبك سلك الإريل , وقلب على القناة السعودية الأولى ورجع قلب على الرياضية وهو يقول بطفش : ما في إلا غصب واحد وغصب اثنين , عييييشة ..
سكتت وما علقت وهي تجلس على الكنبه القريبة منه , من بعد فترة من تحقيقه لرغبتها وهو يحاول يستميلها عشان يرجع الدش ويشفر كل القنوات ماعادا الإي آر تي الرياضية و العربية والجزيرة لكنها مصرة على رأيها , كان يعصب عليها أحيانا وهو يتذمر من روحته لبيت عمه صالح عشان يشوف المباريات لكن يرجع يسكت , كانت أوقات ثورانه ورغبته في إرجاع الدش مرتبطة بأوقات المباريات الحصرية على القنوات الفضائية , وكانت تحاول قدر الإمكان في هالأوقات إنها تستخدم كل كياستها ولطفها ورقتها وكل سبل الإغراء عشان ينسى هالفكرة , لمن رمى الريموت وراحد لكمبيوتره زفرت بداخلها وهي تصرخ ~ ياربيييييييييييييييييييي , هذا واحد من هالأيام , يارب عديه على خير ~ ولمن ماسمعت تذمره عرفت إنه قاعد يشتغل على النت , زفرت براحة وراحت تحول السلك عشان تتفرج على أهلا أهلا في قناة المجد , قال بصوت بارد : لا تحولين عن الرياضية ..
لفت وشافته مثبت عيونه على شاشة الكمبيوتر , ابتسمت وسابت السلك مكانه و تحركت عشان تجيب ثلاجة القهوة ..


**************************


في نفس الوقت في الرياض :
فيلا عبد الكريم :

: عبد الكريــــم لااااااااااااااااااا ..
صرخة أمها اللي اخترقت المكان خلتها تلتفت بخوف وهي تدف كرسي مكتبها على ورى وتنزع السماعات اللي توها حطتها , جريت خارجه من غرفتها و شهقت وهي تشوف أمها متعلقه في أبوها اللي واقف قدام ماهر الواضح من بذلته إنه مستعد يروح وحده من رحلاته , كان أبوها ماسكه من تلابيبه و ماهر مدنق بصمت وخالد واقف عندهم وهو يقول : أبويه استهدي بالله , ما في شي ينحل بالصراخ ..
قال عبد الكريم بعصبية وهو يهزه : الطلاااااااق مو لعبة تفهم , الطلاق مو لعبة , إتق الله تطلقها طلقة ثانية وإنتم ما تزوجتم لسه , طلقه ثانية يامااااااااااااااااااهر , حلِيلك الطلااااااااااااق , تكلم ..
التزم ماهر الصمت وشهقت حنان وهي تفلت يدينها عن عبد الكريم وتضرب صدرها بصدمة وهي توها تستوعب الكلمة الخافته اللي نطقها ماهر وخلت زوجها ينفجر من العصبية , قالت باستنكار: طلقتهااااااااااااا , طلقت أريـــــــج ..
ورجعت حطتها على راسها وهي تقول : يا حسرتي على عيالي اللي واحد بيتزوج والثاني بيطلق , يا حسرتي على عيالي ..
ماتحرك سامر اللي كان عارف بالموضوع من جلسته و تصنمت سحر في مكانها تحاول تستوعب اللي ينقال ~ طلاق , طلاق للمرة الثانية , على إيه هالمرة ؟؟ هو كلمني بس ما توقعته بيسويها بهالسرعة , اش صاااااااار ؟؟ هو قال بعطيني فرصة أكلم أريج ~ تحركت بسرعة ومسكت يد أبوها اللي عمرها ماشافته بهالشكل وقالت برجاء : أبويه تكفى خلااااص ..
أول ما سمع صوتها المتوسل انتبه لنفسه ففلت ماهر و قال بحزم وهو يشيح بوجهه : لا أشوفك قدام عيوني إلا وإنت مصلح هالمصيبة اللي مسويها ..
قال ماهر بهدوء وعيونه مازالت على الأرض : أنا ماني متراجع عن الطلاق هالمرة ..
شهقت حنان وجلست على الأرض من شدة صدمتها الزواج بقي عليه أقل من شهرين , تحركت سحر و سندتها بخوف وهي تقول : أمييييييييييييييي ..
طالع عبد الكريم بحدة في ماهر و لمن شاف خالد يترجاه من ورا ماهر إنه ما يعصب ويثور مسك أعصابه بالقوة وهو يقول بحزم : إنت أخذتها وإنت اخترتها بنفسك محد ضربك على يدك ولازم تتحمل نتيجة اختيارك , دحين توكل على الله , روح رحلتك وإن شاء الله تهدأ وتفكر زين و إنت بعيد عن كل شي هنا ..
قال ماهر بعناد : أنا ماني متراجع عن الطلاق هالمرة لو إش ما صار ..
رص عبد الكريم شفايفه , لمن شاف خالد حركة قال باستنكار وهو يدف ماهر من كتفه : ماهر , قالك أبويه روح واستهدي بالله ..
طوى عبد الكريم يدينه وقبضها بقوة وهو يقول بأهدأ صوت قدر عليه : خالد خليه براحته , روح لا تتأخر على رحلتك ..
طالع فيه ماهر باعتذار ماتجاوز شفايفه قبل ما يعطيهم ظهره وهو يسحب شنطته بقوة بيد واليد الثانيه يعدل فيها بذلته اللي انفكت أزرارها ..
زفر عبد الكريم وهو يستغفر ويقول : أنا اش فيني , أنا اش فيني ..
قال خالد بضيق : والله يحق لك اللي سويته , أجل فرحان وهو يقول طلقتها ..
قام سامر وقال باعتراض : لا تحسب إنه كان هين عليه هالقرار , كلنا نعرف إنه يموت على التراب اللي تمشي عليه أريج ..
وطالع في أبوه الصامت بوجه شاحب وقال بتأكيد : أبويه والله كان صعب عليه هالقرار ..
همست حنان وهي تطالع فيه باستنكار : يطلقها في الملكة !! وهو مادخل عليها !! لسه ماشاف منها شي عشان يطلقهااااا , ياربي استر , يارب تهدي سرهم ..
وقامت وقالت وهي تحط يدها على كتف عبد الكريم : عبد الكريم ولا تجيب سيرة لأخوك , أنا أتفاهم معاه لا جا من سفرته , لا تزعل نفسك ..
أكبرت سحر أمها بداخلها , رغم إنه أمها تاخذ من كلام مرة عمها المسموم و تقابلها أريج ببرود فضيع إلا إنه هذا ما خلاها تفرح بانتهاء هالعلاقة ..
طالع فيها عبد الكريم وهمس وهو يفك أزرار ثوبه : الحمد لله على كل حال , الحمد للـ ..
وشخصت عيونه للأعلى قبل ما ينهار فجأة على الأرض , صرخت سحر بصدمه وهي تشوفه ينهار : أبويــــــــــــــــــه ....
وجري خالد له يحاول يسنده و تحرك سامر وهو يهتف : أبويه , أبويه ..
لكنه طاح على الأرض قبل ما يوصله أحد , طاح شماغه وعقاله من قوة الطيحة , طالعت حنان فيه بذهول , كان متمدد على الأرض بلا حراك , هزه خالد وهو يقول : أبويه , أبويه ..
وانطرحت سحر عند صدره وهي تهزه مع خالد وهي تصرخ : أبويه قووووووووم ..
زحفها خالد بقوة وخشونه وهو يصرخ : وخريييييييييييي ..
و سدح أبوه على ظهره , مسك سامر سحر وشد على ذراعينها يهديها ..
: أبويــــــــــــــــــــــــــه ..
صرخة ماهر شقت المكان وهو يجري من عند الدرج اللي طلعه درجتين درجتين بعد ماوصلته صرخة سحر , انطرح على الأرض وحط يده بسرعه على الجانب الأيسر من عنق أبوه , كان يلهث من الجري لكنه حاول يركز تفكيره مع دقات قلب أبوه , قال يهديهم : النبض كويس ..
و اعتدل في جلسته ونزع جاكته ورماه ورجع فتح فم أبوه وقرب إذنه منه ثواني و رفع راسه وهو يقول بهدوء غريب : التنفس طبيعي كمان ..
وحط يده على جبين أبوه وهو يسأل : نام أمس زين ؟؟
طالعوا كلهم في أمهم اللي كانت تطالع في المنظر بصمت , سحبت سحر جلابيتها وهي تهمس : أمي ..
هزت أمها راسها بلا وهي تقول بصوت مخنوق : نومه متقطع ويسهر كثير و .....
وهتفت لمن شافت عبد الكريم يفتح عيونه ببطء : أبو خالد ..
قال خالد وهو يقوم : تحركوا نوديه المستشفى ..
هز ماهر راسه وقال يمنعهم : ما يحتاج ..
وتحرك وقلب أبوه على جنبه اليمين وحط يده على راسه وهو يهمس : أبويه ..
فتح عبد الكريم عيونه وطالع بحيرة يحاول يستوعب اش اللي صار , رفع ماهر راسه بشويش ودخل رجله المطويه تحت راس أبوه عشان يرتاح وهو يقول : جاتك إغماءه بسيطة ..
حاول عبد الكريم يقوم لكن خالد رجع راسه على فخذ ماهر وهو يقول بخوف : أبويه خليك منسدح ..
قال عبد الكريم بثبات وهو يحاول يقوم : مافيني شي ..
أول ما سمعت حنان صوته صرخت : عبد الكريـــــــــم ..
ورمت نفسها على صدره تصييح من قلبها , تسللت الدموع لعيون سحر اللي غطت وجهها وهي تنشج بصمت , تنهد سامر براحة وهو يرص ذراعينها أكثر , قال خالد بهدوء وهو يمسح ظهر أمه : أمي مافيه إلا العافية إن شاء الله ..
قال ماهر بابتسامة : أمي عادي , إغماءة تعب ..
ومسد جبين أبوه المقطب وهو يقول باعتذار مبطن : شكله أبويه مزعل نفسه هاليومين ..
زفر عبد الكريم وقام رغم محاولات عياله إنه يرتاح , ضم حنان وقال بصوت ثابت : اش فيك تصيحين ؟؟ قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا , حنان , حنان ..
رفعت حنان راسها ولمن شافت وجهه الشاحب زاد صياحها وهي تضمه , زفر عبد الكريم ومسح شعرها بصمت , زاد صياح سحر بعد ماشافت منظرهم , حمحم خالد وهو يقول بمزح عشان يخفف الجو : نحن هنا ..
ضحكت سحر من بين دموعها ومسحتها بقفا يدها وهي تقول : طيب لا تطالع , خليها تفرغ اللي في قلبها ..
قال خالد بتريقه : مناظر مخلللللله بالأداب العامه , يمه عيب عليك تخلين عيالك يشوفون هالمناظر ..
ضحكوا وسكتوا لمن طالع عبد الكريم في خالد بحدة يعني أسكت وهو يقول : حنان الله يهديك لو صار لي شي كذا بتسوين , وأنا اللي أقول إنه عندي حرمه قوية مابأخاف على عيالي لو صار لي شي ولا ..
قالت تقاطعه وهي تبعد عن حضنه : ولا تنطقها , لا كتب ربي أجلك ذاك الساعة بأصبر نفسي لكن لا تنطقها قدامي ..
ورجعت تصيح وهي تقول : قلت لك لا تفكر كثير فوقك رب كبير لكنك ماسمعتني ..
زفر وهو يضمها وهو يستغفر ويحوقل , نزلت سحر بصرها للأرض وهي تدعي ربها إنه أخوانها ما يلاحظون خجلها عشان ماياخذونها مسخرة , ثواني وقال ماهر : خالد لا يفوتك , لا يفوتك شكل سحر ..
رفعت راسها وانصدمت لمن شافته يأشر عليها وخالد وسامر يطالعون فيها وهم ماسكين ضحكهم , قالت بحدة وهي تقوم : مالكم صلااااااح ..
تعثرت بتنورتها وهي قايمه من شدة الخجل فرجعت جلست على الأرض بقوة , انفجروا بالضحك عليها وهي تتأوه وهي تحط يدها على ظهرها وهي تصرخ : أنذااااااااااال ..
قامت حنان وسندت عبد الكريم اللي قام بصعوبة , قال ماهر يوصي أمه والكل قام يبغى يسنده : لازم ياكل له حاجة زينه وينام , أبويه ترى اللي صار لك من الإرهاق , شكلك مجهد نفسك كثير ..
تذكر عبد الكريم لحظتها فقال : رحلتك ..
قال بابتسامة : في ستين داهية , أدق عليهم دحين وأقولهم غياب اضطراري و ..
قاطعه بحزم : دحين تروح ..
قال باستنكار : أبويه غيابي أقل من القليل مافيها شي لو غبت اليوم و جلست معاك ..
هز عبد الكريم راسه وقال بلطف وهو عارف في قرارة نفسه إنه ماهر يبغى يجلس لأنه يحس نفسه السبب في إغماءته : أنا ما فيني شي الحمد لله , روح ياولدي , روح شوف شغلك ومصالحك , ما قصرت جزاك الله خير ..
قال ماهر بحزم : تبغى مصلحتي وراحتي خليني أجلس ..
وتبادلوا نظرة طويلة قبل ما يتحرك عبد الكريم للكنبة ويجلس عليها , زفر ماهر وخرج جواله بسرعة عشان يتصل بالمسؤول , بعد ما تطمنت حنان عليه لفت على سحر وقالت : سحر حبيبتي روحي حطي لأبوك شويه من شوربة الخضار وكاسة مويه وأهم شي علبة العسل ..
هزت سحر راسها وتحركت نازلة للمطبخ , طالع عبد الكريم في السقف المزين برسومات جبسية فخمة تتوسطه نجفه كبيرة من الكريستال , غمض عيونه وتمدد على الكنبه , ولمن حس بيدينها على راسه تكبسه بخفه همس : أم خالد ارتاحي مافيني شي ..
لكنها استمرت تكبس راسه بخفه وهي تقرأ عليه , كان عارف إنه السبب في اللي هو فيه موضوع وسام اللي شغله من عرفه ..



***************************

في جدة :
بعد وجبة العشاء في غرفة حمده :

طالعت بتوتر فيهم ونزلت راسها وهي تفرك يدينها اللي تحسها زي مكعبات الثلج وهمست : أستخير أول و .. و .. اللي تشوفونه ..
ابتسمت أمها وسألت : ما بتسألين مين اللي نتكلم عنه ؟؟
طالعت فيهم سفانة لثانية ورجعت خفضت بصرها بصمت خجول , هم قالوا لها إنه طيب و مدحوا في أخلاقه وأهله وقالوا إنه أكبر منها بثلاث سنين وعنده وظيفة وبيت ملك , فركت يدينها أكثر وهي تصرخ بداخلها ~ شي أكيد أبغى أعرف منهو المتقدم ~ لكن صرختها ما تجاوزت شفايفها , حط علي يده على كتفها بحنان وقال : عبد الإله ولد خالك ..
رفعت وجهها لهم بصدمة وهتفت غصب عنها : عبد الإلــــه !!
قطب حسان حواجبه وسأل : وليه مستغربة ؟؟
حست أنفاسها تختفي وهي تقول : بس هو , قصدي , هو , مو , صحبة عهود و ...
ابتسمت نورة وقالت بلطف : لا يا قلبي , هالموضوع طلع مجرد كلام حريم عبد الإله ما له دخل فيه وما تقدموا لهم ولا كلموا البنت أصلا ..
قالت حمده بعفوية : الحمد لله , طلع هالكلام كذب , ماودي ولدنا يطلع عن العايلة , البنت مالها إلا ولد عمها ولا ولد خالها ..
بلعت سفانة ريقها وجالت ببصرها على ملامحهم ورجعت قامت وهي تهمس : عن إذنكم ..
وتحركت بسرعة , أول ما خرجت من غرفة جدتها تفاجأت بأختها والعنود المبتسمات , كانت ملامح السعادة مرتسمة بأجمل معانيها على وجوههم , زمت شفايفها اللي ارتجفت لثانية قبل ما ترمي نفسها على صدر العنود , ضمتها العنود بقوة وهي تهمس بفرح : ودي أصرخ بطول صوتي ..
وضمتها أكثر وهي تقول : يااااااااااااااااااااااااااي , كني أنا اللي انخطبت ..
ضحكت الخنساء وقالت : صدق صدق خبلة ..
تنهدت وقالت : أخيييييييييييييييرا من كم وأنا أستنى هالخطبة , كنت ماسكة لساني خوف ما يصير الموضوع رسمي ..
رفعت سفانة وجهها ومسحت دموعها وهتفت : كنت تدريييييييييييييين ؟؟
ابتسمت وقالت : من زمااااااااااااااااااا ...
وصرخت وهي تشرد لمن شافت الشر مرتسم في عيون سفانة اللي لحقتها وهي تقول : يا نــــــــــذلــــــــــــــه ..


***************************

الساعة 12 مساء :
في فيلا عبد الكريم :

انفتح الباب مختلط مع رنات الجرس وصوت جهوري يقول : السلااااام عليكم ..
شهقت سلافة وقالت : impaaaaaaaaaaassipol ..
وتحركت وطلت من فوق الدرابزين , شافته رافع ثوبه ويطلع الدرج درجتين درجتين , صرخت : عدنااااااان ..
كان مقطب حواجبه وهو يطالع في أرجاء الصالة الواسعة , ورجع لف عليها وابتسم وهو يمد يده و يقول : هلا سلافة , كيفك ..
سلمت عليه وهي تقول : اش جابك ؟؟ اليوم مو ربوع ..
ابتسم وقال بتريقة وهو يلف للدرج : عادي إذا مضايقك أرجع الدمام ..
قالت معترضه بصوتها النحيف وهي تمسك ذراعه : لاااااااااا مو قصدي ..
ابتسم وقال : جيت عشان أبويه , فينه ؟؟
استغربت من سبب جيته وقالت وهي تهز أكتافها : ما أدري فيـ ...
انقطع كلامها بصوت شهقة مختلطة بصوتها المتعجب الخايف يقول : عدنان , اش جابك ؟؟..
ابتسم وهو يلف على أمه اللي طلعت الدرج وقال : اش فيكم متعجبين ؟؟
وسلم عليها , مسكته وطالعت فيه ولفت حولينه تطالع فيه , ضحك وقال : اش فيكم ؟؟ جيت عشان خالد قالي إنه أبويه تعب شويه و ...
شهقت حنان وقالت : خاااااااااااااااااالد ..
وزفرت بقهر وقالت : قلت له لا يقولك لكنه مايسمع ..
صرخت سلافة باستنكار : daaaaaaaady تعب متى ؟؟؟ أنا وين كنــــت ؟؟
سأل عدنان أمه : أبويه فين ؟؟
قالت وهي تقطب حواجبها : ماشفته في المجلس الخارجي !!..
هز راسه بلا وسلافة تطالع فيهم باستنكار وهي تقول : لا تطنشونييييييي , بابي تعب من إيه ؟؟
قالت وهي تقطب حواجبها : غريبة قبل نص ساعة قال عنده موضوع ضروري مع واحد من أصحابه جاي له عشان كذا خرج للمجلس وأرسلت لهم القهوة مع سامر ..
قطب حواجبه وسأل : سامر وينه ؟؟
قالت بابتسامة حنان : في غرفته , صار ينام بدري عشان يصحى بدري , تعرف صار في العيينة ..
هز راسه ونزل الدرج , طالعت فيه سلافة باستنكار ورجعت لفت على أمها وسألت بغيض وصوتها يزداد نحف : ليش مطنشيني ؟؟
تحركت حنان وشالت شنطته وهي تهمس بحب : الله يخليلكم أبوكم ويخليكم له و ...
صرخت سلافة : maaaaaaaaaaaaaaaaaaaaam ..
انتفضت حنان وطاحت منها الشنطة وهي تقول : بسم الله الرحمن الرحيم , إنت هنا ..
قبضت سلافة يدينها بغيض وطلعت صوت مقهور قبل ما تروح لغرفتها وهي تضرب رجولها في الأرض بغيض وهي تقول : دايما كذا , دايما كذا ..
قالت حنان بصوت عالي : سلافه حبيبتي تعالي , ماسمعتك , سلافه ..
: thaaaaaaaaaaaaaaaaaaanks ما أبغى شي ..
وصكت الباب , هزت حنان أكتافها وشالت شنطة عدنان وتحركت لغرفة سحر , فتحت الباب بعد ما دقته لقيتها نايمة رغم الأنوار المفتوحة ومحمولها قدامها على السرير مفتوح على صفحة منتداها المفضل ونظارتها ضاغطة على خدها , زفرت وسحبت النظارة وبعدت المحمول وحطته على الطاولة جنب النظارة ولحفتها وتحركت طفت الأنوار وقفلت الباب وهي تدعي بداخلها إن الله يصلح أبناءها ويهديهم , نزلت لقيت عدنان جالس في الصالة جنب أبوه وهو حاط يده على ركبته يكبسها بحنان , من يومه وهو أحن وأبر الأبناء عليها وعلى زوجها , دعت له بالتوفيق وهي تسمع عبد الكريم يقول : معناته كنت مطير يا سيد عدنان ..
ابتسم عدنان وقال : مي ذيك السرعة , ما جاوزت الـ 120 ...
قال عبد الكريم : الله أكبر , 120 لو انفقع إطار ولا شي لا قدر الله , تراني أحلفك يا ولدي ما تجاوز الـ 100 في الخط السريع ..
ابتسم وهز راسه وهو يقول : إن شاء الله , المهم بشرني عنك ..
زفر وقال : ارتحت من شي ودخلت في شي ..
وطالع فيه بنظرات حادة وهو يقول : تصدق إنه ماهر طلق أريج ..
فتح عدنان عيونه على اتساعها وهتف : مرة ثااااااااااااانية , لاحول ولا قوة إلا بالله , هو اش عنده هالولد ؟؟ ..
تنهد وقال : ما أدري عنه ..
قطب عدنان حواجبه وقال بطفش : هالمرة ما بأتدخل , خلهم هم يصطفلون , كل ما تضاربوا راح أحد يصالحهم ..
همس عبد الكريم : أمك الثانية ما رجعت , يمكن عشان كذا المشاكل زايدة ..
فتح عيونه على اتساعها وهو يهتف : خالتي عاليه ما رجعت البيـــــت !!
وانتبه لأمه اللي تحركت بخفة رايحة للمطبخ عشان ما تتدخل في مناقشتهم , قال : أمي ..
لفت عليه حنان وهي تقول : هلا ..
طالع فيها طويل قبل ما يهمس : أمي روحي لخالتي و ...
شهقت وقالت بحزم : مستحيـــــــــــــــــل لو أمي الله يرحمها تطلع من قبرها وتقولي روحي لها مارحت ..
قال : بس إنتي عارفه ما لها سِلفة إلا إنتي , عماتي استحالة يروحون لها لأنهم ما يطيقونها و ..
قاطعته : عدناااان , إنت تعرف اللي بيني وبين مرة عمك ..
قال باعتراض : أمي مرت 29 سنة ..
قالت بألم : وهي 29 سنة تذكرني بهالشي ..
قام لمن شاف نظرة الألم في عيونها وهمس : أمي اللي صار كان مو بيدك و ..
أشاحت بوجهها عنه وهمست : أجيب لكم شي تشربونه ..
وتحركت للمطبخ , زفر عدنان ولف على أبوه اللي هز أكتافه بحركة عجز , رجع طالع في المطبخ وتحرك نحوه بحزم ..
: لا أصدق عينااااااااااااااي , عدناااااااااااني هناااااااااا ..
تلاشى عزمه والتفت بابتسامة لسامر اللي فرد ذراعينه عن آخرها , ضمه بترحيب وهو يقول : أمي تقول إنك نايم ..
ضحك وقال : شغلني المنتدى شويه وما نمت , متى جيت ؟؟
أجل موضوع الحديث مع أمه وتحرك راجع للصالة مع سامر وهو يجيب على أسئلته ويسأله عن باقي أخوانه , خالد خرج يتعشى مع هند والبنات وماهر مايدري عنه ..


*************************

الساعة 2 صباحا في جدة :
الدور الثاني في فيلا حمده :

: أكيد موافقة ..
ارتجفت سفانة السارحة وهي تتأمل الظلام لمن خرق صوت العنود المكان وهي تقول هالكلمتين بلهجة ثابته يشوبها تساؤل بسيط , ابتسمت وضمت لحافها وقالت بهدوء : بأستخير وأشوف ..
قامت العنود من سدحتها على ظهرها واتكت بأكواعها على المخدة وطالعت في سفانة وهي تحاول تشوف ملامحها وسط الظلام وقالت : بلا سخافة , أظن ودك تقولين موافقة من عرفتي إنه عبد الإله ..
زفرت سفانة و انقلبت على جنبها اليمين و أعطتها ظهرها بصمت , زحفت العنود من مكانها على الأرض وفتحت الأبجورة وهي تقول : بنت هالزفرة ما تطمن ..
ورجعت لفت على سفانة النايمة على طراحة مجاورة لطراحتها على الأرض و حطت بطنها على خصر سفانة وطالعت في وجهها وهي تقول : سفانة دب ..
ولمن شافتها مغمضة عيونها بقوة قربت وجهها وباستها على خدها وهي تهمس بدلع : سفسفه ..
ولمن شافت دمعتين تتسلل من عيونها شهقت وزحفت من فوقها على الجنب الثاني وهي تقول باستنكار : بنت تصيحين ليه ؟؟
تأوهت سفانة وهي تمسك خصرها اللي حستها انسحق بثقل العنود ومسحت دموعها وهي تقول : عورتيني ..
ولمن جات بتقوم رجعتها العنود لسدحتها وقالت وهي تجلس : تكلمي , ليش هالدموع ؟؟
طالعت فيها سفانة بصمت , تأملت العنود الشال المربوط بإحكام على راسها ورجعت ضمت فخوذها لصدرها وطوقتها بذراعينها وهي تسند دقنها على ركبها وهي تقول بحيرة وهي تخفي خوفها : خايفة لأنه حلمك صار حقيقة وحبيبك خطبك ..
ضحكت سفانة ومسحت دمعة تسللت لعينها وهي تهز راسها بلا , ورجعت ركزت بصرها على العنود , زفرت العنود ومدت يمناها ومسدت بكفها على كتف سفانة المستلقية وهي تهمس : تكلمي , أنا أصريت أنام عندك اليوم لأني عرفت من عيونك إنه عندك كلااااااااام كثيـــــــر ودك تقولينه ..
زفرت سفانة وانقلبت على جنبها اليسار وأعطتها ظهرها للمرة الثانية , تأملتها العنود بصمت وهي تتلمس شعرها المتناثر على أكتافها وحول جسمها وهي تتحمد الله بداخلها , لمن شافت أكتاف سفانة تهتز مدت يدها ومسدت ظهرها وهي تصرخ بداخلها ~ حاسة بك يا سفاااااااااااانة , ما أتخيل نفسي بلا شعر , الحمد لله , والله الواحد مايشكر ربه على نعمته ولا يحس بها إلا لمن يفقدها , والله حااااااااااااااااسة بك يا قلبي , وأعرف إنك تبغيني أقولها بس ما أقدر , والله ما أقدر أفتح معاك هالموضوع , الله يسامحها اللي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
R-thar
خمس نجوم
خمس نجوم
R-thar


مسآهمـآتــيً $ : : 797
عُمّرـيً * : : 25
تقييمــيً % : : 48512
سُمّعتــيً بالمّنتـدىً : : 17
أنضمآمـيً للمنتـدىً : : 03/01/2012

رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty
مُساهمةموضوع: رد: رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة   رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة - صفحة 4 Empty30/1/2012, 9:38 pm

يوم الجمعة 19 /10 / 1427 هـ :
في شقة نجلاء بعد صلاة العصر :


صكت نجلاء السماعة وهي تطالع في وسام الجالسة على الأرض وهي ماسكة ورقة وقلم تحسب اللي صرفوه هالشهر و هيام منبطحة على بطنها وهي تطالع في الورقة وتسحب طرفها , زفرت وسام ورفعت القلم وضربته في جبهتها وهي تقول : بسك رجه , خليني أركز ..
زفرت هيام بطفش وقالت وهي تريح راسها على يدينها المعقودة : طفــــش ..
سألتها : قريتي سورة الكهف ؟؟
: إيوه ودحين طفشاااااااااااااااااااااااااااااااااااااااانه ..
ابتسمت وسام وقالت : قلت لك أدخلي دورة مكياج اشغلي وقتك ما سمعتي ..
رفعت راسها و قالت باعتراض : لوحديييييييييييييييي ..
ورجعت ريحت راسها وقالت : طفش , اش أقعد لوحدييييي ؟؟ بعدين مين بيوديني ويجيبني ..
قالت وسام بصبر لمن غلطت في الحساب بسبب إزعاجها من دون ماترفع راسها عن الورقة : قلت لك أنا أتكفل أوصلك و أرجعك ..
ورفعت راسها لمن زفرت هيام وابتسمت وقالت : كم هيومه عندنا ؟؟ هي وحده ونعزها ونغليها , أشري يا بنت ونسويه لك ..
ضحكت هيام ومدت يدها بتثاقل ولعبت في خصلة وسام المتدلية جانب وجهها وقالت : ما أبغى شي بس خليك دايم كذا , ترا البيت كان بشع وإنت زعلانه ..
حست وسام بغصة ترجع لحلقها وطعنة في قلبها وهي تقول بداخلها ~ لهالدرجة كنت مأزمتهم ؟؟ حتى أمي قالت نفس الكلمة قبل يومين ~ , ابتسمت وقالت بهدوء وهي ترجع للورقة : كنت تعبانة مو زعلانه , لازم تمر على الإنسان لحظات زي كذا مو على طول مبتسم ..
ابتسمت هيام وتمطت بكسل وهي تقول بصوت مخنوق : بس إنت غير , دايم مبتسمة عشان كذا مو لايق عليك الزعل ..
قالت باعتراض : تعب مو زعل , بعدين أنا بشر ..
ضحكت وقالت بتريقة : طيب يا بشر إرجعي لحساباتك ..
اكتفت نجلاء بتأملهم بصمت وهي تحس إنها ودها تنفجر ببكاء عميق , قالت هيام لمن شافت الحساب : وااااااااااااااو , في فلوس , يعني نوصي عشا ..
ضربتها وسام بالقلم وهي تقول : بلا صرف زايد , يا دوب يكفي لآخر الشهر , لسه باقي 6 أيام على استلام الراتب , فلنفرض صار شي طاريء ولا ..
قاطعتها بخبث : والحساب الإحتياطييييييييييييي اللي يفوق الآلاف ..
شهقت وسام وقالت : يمه منك , قولي ماشاء الله لا ينقص , بعدين هذا لوقت الحاجة ..
قالت وهي تأشر على أمها : في كمان حساب أمي التقاعدي ..
ضربت وسام صدرها وقالت وهيام تقهقه : بــــنـــــــت , أوصيلك عشا لا تقعدين تعددين , ترا ما يحسد المال إلا أصحابه يالخبله ..
ولفت على نجلاء وقالت باعتراض : أمي قلت لك لا تعلمينها على حساب التوفير هالبنت ما تتبل في فمها فولة ..
ابتسمت نجلاء بهدوء , طالعت فيها وسام بحيرة وطلت هيام من وراها براسها وهي تقول : مامي أي مطعم نوصي ؟؟ ..
قالت نجلاء : نوصي من أيييييي مطعم تبغونه لو في آخر الرياض , ولو تبغون نروح نتسوق في الفيصلية ونروح للمطاعم أنا جاهزة ..
صرخت هيام بحماس وهي تقوم وبدأت تنطط وهي تصرخ : بنخرج , بنخرج , وااااااااااااااااااااااااااي بنخرج ..
وجريت وهي تقول : عباااااااااااااااااااااتي , عباتي ويــــنــــــــــك ؟؟
ضحكت وسام على خبالها واتكت على الكنبه اللي جالسة عليها نجلاء وهي تقول : خير أم وفاء , اش المناسبة ؟؟
قالت نجلاء بصوت مخنوق : فرحانة اليوم لدرجة ودي أطير , حرام الواحد يفرح ..
ضحكت وسام على تعبيرها وقالت وهي تقوم وتجلس جنبها : لا حرام ولا شي يا عمري بس فرحينا معاك ..
قالت وهي تقوم : نتمشى ولمن نرجع يصير خير ..
: يلااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا ..
غرقت وسام في الضحك لمن جاتها هيام وهي لابسه عبايتها وماسكة طرحتها وغطاها في يد وجزمتها في اليد الثانية , قالت نجلاء وهي تضحك : أركدي يا بنت , مطيورة , خلينا نتوضأ , نصلي العصر ونتحرك ..
ضربت الأرض برجلها وهي تقول : طيب بسرعة , تمشون على أقل من مهلكم ..
قالت وسام وهي تصك الدفتر اللي كانت تحسب فيه : إنتي المطيورة ..
وشهقت لمن سحبتها هيام ودفتها للغرفة وهي تقول : وساااااااااام استعجليييييييي ..
: هيام , شويه شويه , الفيصلية مي طايرة ..
تأملتهم نجلاء وهي تقول : الله يسعدكم يا رب ..


**********************


قبل المغرب في جدة :
في شقة جاسم :

قطبت حواجبها وهي تدنق راسها أكثر تحاول تركز على الدعاء , كانت لابسة شرشفها ومتوجهة للقبلة , قطبت حواجبها أكثر وهي تحس بإصبعه ينغز خصرها , جاهدت عشان تبقى ثابته وهي تقطب حواجبها أكثر , ولمن حست بإصباعه يقرب دفته بكوعها , ضحك وقال : يلااااااااا تدعين لأمة محمد كلها إنت ..
ابتسمت شبه ابتسامة وهي تصلي على الرسول وتتحمد لله عشان تختم دعاءها , ولمن انتهت لفت عليه وقالت بحدة : جسوووووووووووووم ..
كان منسدح على الكنبة الطويلة اللي وراها وهو مدلي يده بكسل , ابتسم وقال : لك نصصصصصصص ساعة تدعين , حشا تراويح هي , ما صار دعاء ..
عدلت وضع شرشفها وقالت : أنا ما أدعي لنفسي بس , بعدين أنا ماحسبت أدخل في جو الخشوع جيت تنغزني ..
حرك حواجبه وقال بطريقة مسرحية : أنااااااااااا شيطان الإإإإنــس مواااااهااااهااااا هااااااااااااااااا ..
ضحكت وقالت وهي تقوم : يالله تسكنهم في مساكنهم , قوم إدعي الدعاء مستجاب في هالوقت , قول يارب فكني من حالة الخمول اللي أنا فيها ..
وشالت السجادة وهي تفكر في حالة جاسم في الفترة الأخيرة , صار من العمل للبيت ومن البيت للعمل , زفرت ولفت عليه وقالت مقترحة : اش رأيك تروح بعد المغرب لجده حمده ..
قال وهو يعطيها ظهره : كنت عندها الربوع ..
لفت بوزها ورجعت قالت بلطف : طيب اش رايك تروح تتعشى مع حسان من فترة ماخرجتم ..
قال بصوت متثاقل : أنا كل يوم في وجهه وقاعد معاه , تصدقين , غايضني ترابطه مع عبد الإله , أحس إنه صار منسجم معاه أكثر مني ..
قبضت يدينها وهزت راسها وهي تستغفر بداخلها , لف عليها فغيرت ملامحها على طول وابتسمت له وهي تقول : لا تنسى إنه كان لك فترة مهي بسيطة في الشرقية وماكان عنده إلا عبد الإله ..
طالع فيها بحاجب مرفوع وقال : خير اش عندك ؟؟
أخفت مشاعرها وقالت : لا ولا حاجة حبيبي , أروح أجهز لك قهوة ..
قال بأذية : قوليها قوليها عادي , مليتي من وجهي وتبغين تفتكين مني ..
وقبل ما تتكلم كمل : ماااااااااااااني متحرك من البيت ..
رسمت أجمل ابتسامة تقدر عليها ولفت عليه وهي تقول كاذبة : لاااا مين قاااااااال ؟؟
وجات له وجلست جنبه وهي تقول : لو اش ما صار مستحيل أمل منك حبيبي ..
وسلمت على خده وطبطبت على كتفه وهي تقول بحيوية ونشاط : أروح أجهز القهوة وإنت قوم تروش عشان تنشط نفسك ..
ولمن دخلت المطبخ زفرت وهي تقول بداخلها ~ كمان إحنا احريم مايعجبنا العجب , لا غاب وانشغل زعلنا وقلنا مهمل ولا جلس في البيت تتمنين يخرج شويه عشان تتنفسين شويه وتاخذين راحتك و .... , صح هم ليه ما يصيرون وسط , أفففففففف , المشكلة ما تقدر الوحده تجلس ساكته أو مقطبة لازم على طول مبتسمة ورااااااايقة , ياربيييييييييييييي ~ حطت الكافتيرا على النار وهي تدعي ربها يبعد عنها حالة الطفش اللي هي فيها , طالعت في الصينية اللي سحبتها من الدولاب وهي تفكر بأخوها , ارتسمت ابتسامة على شفايفها وهي تتذكر شكله , الفرحة واللمعة في عيونه , الراحة والاستقرار اللي لمستها فيها ..
: عندي ضاربه البوز وهنا مبتسمة ..
لفت عليه وهي تصرخ بداخلها ~ يااااااااااااااااااااارب , دقيــــــــقة راحة بسسسسسسسسس ~ حافظت على ابتسامتها وهي تقول : متى ضربت البوز يا عمري ؟؟
شافت في عيونه النظرة اللي تكرهها ~ لااااااااااااا , هذا معناته ناوي حرش , يدور على مضاربة , الله يعيني ~ , حط يدينه على خصره وقال بحدة : تراني أعرف الابتسامة اللي من قلبك واللي ترسمينها تمشية حال ..
زادت عرض ابتسامتها وهي تقول : جاسم متضايق من ..
قال بعصبية : لا تبدئين الموال , من أعصب تسألين متضايق من العمل ولا من أي شي ثاني , ليش ما يكون ضيقي منك ؟؟
ذابت ابتسامتها وهي تحط الصينية على الطاولة وهي تقول : إذا مضايقتك في شي قول ..
أشر على الصينية اللي ضربت الطاولة بقوة رغم عنها وقال : لا والله , تضربينها بقوة يعني معصبة , عصبيتك هذه على نفسك مو علي ..
زفرت وقالت بسرعة : آسفة ما قصدت , المرة الجاية بأكون أحرص وأنا أحطها ..
سأل بحدة : اش قصدك ؟؟ تسكيتة يعني ..
كانت تحس بدمها يفور بداخلها لكنها ذكرت نفسها إنه صبر على عصبيتها كثير في الأيام الماضية , قبضت يدها بقوة و فردتها وهي تهمس بهدوء : ما قصدت شي ..
أشر على يدها وسأل : واش هالحركة ؟؟
حست بضغطها يرتفع لكنها كبحته وهي تقول : حركة تريحني ..
ولمن فتح فمه يطلع سبب جديد للمضاربة قالت بصوت عالي : جسوووووم ..
وسحبت نفس عميق وكملت : قبل المغرب الشياطين تشد حيلها عشان تشغل الواحد عن هالوقت ..
ورسمت ابتسامة كرتونية , قال بعصبية : قصدك أنا شيطان ..
قهقهت من أعماق قلبها على فهمه الخاطئ , رماها بنظرة حادة وقال وهو يخرج : أحسن لي أخرج ..
لحقته وهي تحاول تمسك ضحكتها وهي تقول : لا والله ما قصدت , إنت فهمتني خطأ و ..
لمن خرج بعد ما سحب جواله ومفتاحه وصك باب الشقة بقوة , طالعت في باب الشقة للحظات نقزت بعدها وهي تصرخ : الحمــد لله ..
طالعت في الشقة , غمضت عيونها تنصت للصمت , تنهدت وقالت : أخيييييييييرا هدوء ..
راحت طفت عن الكافتيرا وراحت تمددت على الكنبه باسترخاء , لمن أذن المغرب قامت صلت الفرض والسنة ورجعت تمددت على الكنبه تقرأ الأذكار وهي حاطة يمينها على بطنها , وزفرت بعد ما انتهت وقالت : والله الشغل رحمة من رب العالمين , الله يعين اللي زوجها عاطل أو متقاعد ..
ولمن مر بعض الوقت قامت عشان تتصل عليه لأنه لو ما اتصلت عليه بيرجع ويسوي مشكلة جديدة , اتصلت مرة ومرتين وثلاث وهي تدعي بداخلها إنه مايرد , بعد الاتصال الثالث أرسلت رسالة رقيقة كتبتها وراحت لغرفة التلفزيون بعد ما سوت لها كوب نسكافيه , استرخت قدام التلفزيون وهي تقلب في قنوات المجد باستمتاع , كانت عارفه إنه لمن يرجع من خرجته بيسوي واحد من اثنين , إن كان معصب مرة بيسكت ويعلن زعله إلى صباح الغد اللي بيصحى فيه ويتعامل معاها كإنه ماصار شي , وإن كان رايق بيجي ومعاه شوكلاتتها المفضلة أو آيس كريم أو أي شي بسيط يعلن فيه أسفه بدون ما تخرج الكلمة من فمه ويرجع يتعامل معاها كإنه ماصار شي , زفرت وقالت : رجال ...


*********************


بعد العشاء :
في شقة نجلاء :

شهقت وقالت باعتراض : لااااااااا ..
سألت نجلاء بصدمة : ليه لا ؟؟ عبد الكريم بنفسه مكلمني وقال إن الولد يبغى يخطبك وهو عارف كل شي ..
كانت تبغى تقول لأمها إنها قالت لا استنكار مو اعتراض , حاولت تستوعب الكلام اللي تقوله أمها وهي تصرخ بداخلها ~ لااااااااا , مستحيييييييييل , ليش وافق على وحدة زيي ؟؟ ليييييييش ؟؟ ~ قالت نجلاء وهي تحط يدها على كتف وسام : حتى يبغى يجي هو وحنان عشان يتقدمون لك رسمي , لكن بعد ......
ما انتبهت لباقي الكلام وهي تهتف بداخلها ~ بيخطبني رسمي ؟؟ أمه موافقة ؟؟ بأتزوج سامر , لاااا , مستحيل ~ سحبت وسام كتفها من تحت يد نجلاء وقالت وهي تهز راسها بلا : بهالسرعة ؟؟ لااا أمي لاااا , أنا لازم أفكر , لازم أهيئ نفسي ..
وهي تقول هالكلمات أول ما طرأ في بالها كيف كلم عبد الكريم سامر , كيف وصل له الموضوع , واش وجهة نظر سامر , أكيد شك إنها سوت شي ونجلاء وعبد الكريم متسترين عليها , كيف وافق ؟؟ وقفز تفكيرها بلا شعور لأول ليلة لهم , حست برعب خلاها تختنق , شهقت تحاول تضيع هالخنقة لكنها زادت , شهقت نجلاء وهي تقول : بسم الله عليك ..
شهقت وسام مرة ثانية ورفعت يدينها لياقة بلوزتها تحاول تبعدها , فزت نجلاء من جلستها وهي تقول برعب : وسام اش فيييييييييك ؟؟
كانت تصرخ بداخلها ~ هواااااااااا أبغى هوااااااااااااا ~ وفكرة الليلة الأولى تهاجمها بشكل غريب مرعب , حاولت تلقط أي نسمة هوا , هزتها نجلاء وهي تصرخ : وسااااااام ..
فتر جسدها وتراخت يدينها لمن حست بظلام يجتاحها ببطء لولا برودة الموية اللي اندفعت من فم هيام اللي جات على صراخهم , شهقت وسام بقوة وهي مصعوقة من برودة الموية واندفع الهوا لصدرها , شربت هيام من كاسة الموية وبخت وجه وسام مرة ثانية وهي تسأل بخوف : خلااااص ..
شهقت وسام وقالت بصوت مخنوق مرتجف وهي تبعدها عنها : خلاص , خلاص ..
وجلست على الكنبه وهي تحس أطرافها كلها ترتجف , سحبت نجلاء كاسة المويه من هيام وحطت شويه في راحتها اليمين وبدأت تمسح وجه وسام وهي تقول : بسم الله عليك , بسم الله عليك ..
ومسحت نحرها ورجعت مسحت وجهها , كانت وسام تسحب أنفاسها سحب من أنفها وهي تجز على أسنانها عشان ترص فكها المرتجف , قالت هيام اللي سمعت كل شي من المطبخ : منتي وجه نعمة , الناس لا انخطبوا يفرحون , يخجلون , ينفجعون , لكن يختنقون ويموتون هذي أول مرة تصير ..
ابتسمت وسام مجاملة وهي تضم يدينها لصدرها قبل ما ترفع رجولها للكنبه عشان تحس إنها ملمومة شوي , جلست نجلاء جنبها وتأملتها للحظات قبل ما تضمها بصمت , غمضت وسام عيونها بقوة , في كل خطباتها السابقة كانت ما تفكر ولا تمنح نفسها فرصة لتخيل أي شي , ترفض على طول بأي حجة ويعتريها خوف إنهم يشكون من رفضها المستمر , ياما كانت تفكر بينها وبين نفسها بعد ما ترفض إنها تقبل بالمتقدم الجديد وبعد ما تتزوجه ويكتشف تحكي له على الحقيقة لكنها تتراجع من تتخيل نظرته لها سواء كانت حقد أو خيبة أمل , ماتبغى تبدأ حياتها بغش , تتخيل إنه كان يرسم لها صورة جميلة ويعطي المهر ويجهز الشقة وكل شي وأخيرا يصاب بخيبة أمل وهي السبب في هالخيبة اللي ممكن يتجاوزها أو إنها تخرب حياتها إما بطلاق أو عيشة كلها شك واحتقار , ماكانت تبغى توصل لهالأمر , الآن وهي عارفه إنه عارف وموافق قفزت ذاكرتها لليوم اللي كان هاجسها , هو حيكون عارف بكل شي لكن هي كيف حتتقبله و ..........
صوت لهاثه , رائحة تبغه , يدينه السمراء الخشنة بأظافيرها المكسرة من قل التقليم على بشرتها الغضة الصافية , قبلاته وتوابعها و الأبشع من هذا كله ........
فتحت عيونها على اتساعها لمن تذكرت بالصوت والصورة ذيك اللحظة اللي كان عقلها دايم يحجبها عنها ويحاول يضفي عليها ضباب مريح صرخت من أعماقها وهي تتشبث في نجلاء , انتفضت نجلاء من صرختها وضمتها أكثر , تفجرت الدموع من عيون وسام اللي رفعت راسها لنجلاء وهي تشهق وتقول : ما أبغى أتزوج , أمي الله يخليك ما أبغى أتزوج , أنا كنت أطاوعكم عشان ماتزعلون مني , أنا ما أبغى أتزوج , أنا مرتاحة كذا ..
ورجعت دفنت وجهها وهي تصرخ : ما أبغى أتزووووووووج ..
أشرت نجلاء لهيام إنها تروح لكن هيام هزت راسها رافضة وهي تجلس على يسار وسام وتحط يدينها على ظهرها تمسحه بخفة , زادت دموعها وزاد انتحابها لمن حست بلمسات هيام الحنونة , كانت تبكي وهي تحس بعقدة الذنب من الألم اللي سببته لهم كدوامة تكبر وتكبر بداخلها لدرجة كادت تبتلعها لولا إنه صوت خفي بداخلها كان يهمس بضعف من وسط آلامها ~ عسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم , على قدر الإيمان يكون الابتلاء ~ تعاظم هالصوت بداخلها وبدأ يدوي ~ كل شي يهون إلا المصيبة في الدين يا وسام , دنيا , دنيا ما فيها إلا الشقاء , ولدت عشان تعبدين وتكافحين والراحة لمن تدخل رجلك اليمين الجنة , الدنيا ابتلااااااااء ~ وزادت دموعها وهي تهمس لنفسها : ياربي يكون ابتلاءك هذا اختبااااااااار من محبة مو عذاااااااب , يارب يكون اختبار مو عذاب ..
ماتدري كم مر من الوقت وهي على هالوضعية لكنها توقفت عن الانتحاب واكتفت بشهقات متتالية وهي تحس بصداع يفتك براسها , ماتحركت عن وضعيتها وهي حاسة بالأمان من اختناقها بجلابية أمها واحساسها بدفء جسمها من تحت الجلابية , هالدفء كان يشوبه بروده تلسع قمة أنفها وأسفله لمن تسحب أنفاسها بقوة , كان ودها تدخل بداخل نجلاء وتختفي عن العالم ولمن تذكرت إنه هالبطن مهي البطن اللي حملتها تسع شهور غمضت عيونها وهي تدفن وجهها أكثر وهي تصرخ ~ انتي أمي , انتي امي , انتي أمي ~ ....


****************************

الساعة 10,30 في جدة :
شقة مشاعل :

: أصلا كان المفروض تدخل هاله على الحرمة مو مشاعل ..
زفرت سعاد وقالت لبنتها الكبيرة : مشاعل أكبر منها و كيف ندخل هاله قبلها ..
قالت حنان بطفش : هي جربت نصيبها وخلصنا , لازم ما تحرم هاله من النصيب ..
قالت سعاد باستنكار : أختك لساعها بنت , بعدين هي ما بتقطع نصيب أختها إن شاء الله , اللي كاتبه ربي بيصير ..
لفت بوزها وقالت ببرود : خلينا واقعيين يا أمي , مشاعل مطلقة يعني مفروض ما تحلم بواحد زي اللي تقدم قبل كم يوم , مالها إلا مطلق زيها ولا متزوج ..
وزفرت وقالت : بس من سمعوا إنها تطلقت فص ملح وذاب , طيرت الرجال , كان لقطه , لو شافوا هاله كان إحنا نتكلم في تفاصيل العرس دحين ..
وكملت بحدة : العريس الجاي بتدخل هاله وتنثبر مشاعل في الغرفة , أنا عارفه إنه الأصول إن البنت الكبيرة اللي تدخل لكن هالشي مفروض ما يتطبق على مشاعل اللي رفضت العريس اللي جاها قبل ..
تنهدت سعاد وقالت وهي تضرب يدينها : لا حول ولا قوة إلا بالله ..
ورجعت قالت بضعف : أنا ما أقدر أكلم أختك في هالموضوع , تعرفينها وتعرفين حساسيتها وكيف تتعب بسرعة من كثر ما تكتم في قلبها ..
قالت حنان وهي تقوم : أنا أكلمها في هالموضوع ..
قالت مشاعل وهي تدخل الصالة : ما يحتاج سمعت الكلام كله ..
مصمصت حنان شفايفها وقالت : التجسس يسمعك شي ما تحبه ..
ابتسمت مشاعل بسخرية وقالت : صوتك واصل للجيران وتقولين التجسس ..
وكملت بلا اهتمام : شوفي يا قلبي بتدخلون هاااااااااااله بتدخلون أحلاااااااااااام , لو بتدخلين بناتك الصغار ما يهمني , ناااااااااركم تحرق حطبكم ..
ومدت سبابتها بتحذير وهي تقول : لكن تقولين المفروض والمفروض هذا اللي ما أسمحك , موووووووو بكيفك تقررين مصيري وتفرضين أفكارك علي , من حقي أتزوج اللي أبغااااااااه وإذا مو عاجبك أعلى ما في خيلك اركبيه ..
: مشااااااااااااااااااااااااااااااعل ..
صوت عبد الله الهادر واللي دخل على آخر جملة قالتها رج المكان قبل ما يهتف : يا قليلة الأدبـــــــ , اعتذري من أختك الكبيرة ..
هتفت مشاعل باستنكار : إنت ماسمعت اش قالت و ..
صرخ بحدة : اعتذريييييييييييييييييييييي ..
زمت شفايفها والتزمت الصمت وبداخلها ناااااااااااار تحرك صدرها , قال ببرود : نظراتك هذه يعني ما تبغين تعتذرين ..
وصرخ : إنقلعي غرفتك لا أشوف وجهك ..
تحركت مشاعل راجعة للغرفة وهي تتمتم : دايم كذا , دايم كذا ..
دخلت وصكت باب الغرفة , زفرت هاله اللي تقلب في مجلة أشعار وقالت بدون ما تطالع في أختها : سيبيك منهم , وحده لاهية مع زوجها ومتى ما طفشت جات تصرف وتحرف فينا وواحد مقهور من حرمته يجي يحط حرته فينا ..
ضحكت مشاعل وقالت وهي تنسدح جنبها على السرير : اششششششش لايسمعونك ويغيرون نظرتهم لك , تراهم شايفينك الملاك المسكين اللي ربي خلاها تجي ورى أختها المطلقة اللي ما تبغى أحد يتزوج قبلها ..
حركت يدها بعدم اهتمام وهي تسمع أصواتهم المتعالية في الصالة وقالت : طنشيهم ..
ودفت المجلة لها و أشرت على أبيات شعر عجبتها وقالت : إقري هذي شوفي كيف حلوة ..
اتكت مشاعل على مرفقها و بعد ما قرأتها قالت بتقطيبة : حلوة بس أحس شي في أبياتها ..
قالت هاله اللي تكتب بعض الأشعار زيها : شوفي أحس هالكلمة ثقيلة ومغيرة شوية في الوزن ..
: إي صـــح , لو حط بدالها ...
اندق الباب بسرعة ودخل منه معاذ وهو يقول بعصبية : أحد استخدم الكمبيوتر وأنا ماني فيه وشغل النت كمان , وحده فيكم ؟؟..
هزوا روسهم بلا فخرج وهو ينادي أحلام وصفق الباب بكل قوته , طالعوا في بعض وقاموا من سدحتهم في وقت واحد , قالت مشاعل بتساؤل وهي تتأمل تعابير أختها : دخلتي الكمبيوتر ؟؟..
عضت هاله شفتها فشهت مشاعل وقالت باستنكار : هاااااااااااااااااااله ..
قالت باعتراض : كنت بأشوف المنتدى اللي تتكلم عنه صحبتي والله ما دخلت غيره ..
سكتتها مشاعل لمن سمعت خطوات في الخارج لكن الخطوات استمرت في طريقها , زفرت براحة وهمست : حسسسسسسسسك عييييييييييييييينك يدري معاذ والله يقص أصابيعك قص ..
قالت هاله بخوف : عسى ما تفضحني المخبوووووووولة أحلامو , لسانها مفلوت ..
ضحكت مشاعل وقالت تهديها : صح لسانها مفلوت لكنها مهي خوافه و ممكن تدخل في عين معاذ وتقلب الطاولة عليه وتصير هي المستجـ ..
وصلهم صوت أحلام العالي وهي تقول : حبييييييييييييييييبييييييييييييييي والله لو ما عندك شي ما تصدع لي راسي بهالشكل , قلتلك مية مرة ما دخلته , تعال تعال اش فيه جهازك خايف عليه كل هالخوف و ...
: أحلاااااااااااااااام ..
ضحكوا الثنتين وقالت مشاعل بتشفي : أحححححححححححسن ما ينفع لهم إلا أحلامو ..
زفرت هاله وقالت بغيض : والله شي يقهر , ظلم هو أصغر مننا ويدخل النت على كيفه ومتى ما اشتهى بس لأنه ولد و إحنا لبنات لو طاحت سنوننا وإحنا عندهم من كثر العجز ما بيخلونا براحتنا وبيتحكمون فينا ..
زفرت مشاعل وغمضت عيونها وهي تنسدح وأفكارها تتدافع ~ لو ما تزوجت بأجلس تحت رحمتهم ؟؟ طيب إلى متى ؟؟ الحمد لله , الحمد لله , يااااااااااارب رحمتك وعفوك يارب ~ ....

اقترب منها وحنى وجهه بجانب وجهها و ... شهقت بقوة وهي تقوم نومها , حطت يدها على موضع قلبها وهي تهتف : بسم الله الرحمن الرحيم , أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ..
سحبت أنفاس مضطربة ورفعت جوالها المجاور لها , لمن شافت الساعة 2 بعد منتصف الليل , زحفت اللحاف ونزلت من سريرها وهي تمتم لنفسها : سهام الليل لا تخطئ يا وسام , سهام الليل لا تخطئ ..
حمدت ربها على هالكابوس اللي صحاها من عز نومها , راحت الحمام وتوضت وخرجت صلت ركعتين استخارة وصلت الشفع والوتر ودعت فيه من قلبها ودموعها على خدها , وبعد ما فرغت من صلاتها جلست سارحة وهي تتذكر الأمس الغريب , كانت تحس باختناق أنفاسها حتى بعد ما انتهت ثورتها و شرحت لها نجلاء كل شي يتعلق بسامر ~ وسام أكيد اللي يصير دحين هو جواب استخارتك السابقة , بس أنا حسبت الموضوع انتهى بعد ما استخرت وصار موضوع فيصل و .... وساااااام ما خاب من استخار , بعدين خلاص أمك قالت إنه عارف بعمرك وبكل شي و فوق هذا شافك ووافق , ليش مترددة ؟؟ خايفة من ذيك الليلة ؟؟ عادي , كل البنات يخافون منها مو بس إنت , صح إنت عشتي تفاصيل مرعبة بسسسس , ياربي ارحمني , والله ماني عارفه اش فيني , أوافق ولا لا ؟؟ بسسسسس , مو معقولة بأرفض بعد ما حاولت أمي و خالي عبد الكريم جهدهم عشان يساعدوني , واش بيقول سامر لو رفضته , وحده زيي ممكن ترفض .... وسااااااااام لازم ماتفكرين في الموضوع كإجبار أو كشفقة عشان تقدرين تعيشين حياتك بشكل طبيعي , لازم تدخلين وإنت واثقة و .... أفففففففففف كيف بأكون واثقة و ......... وساااااام رجعنا , إنت مو سبب اللي صار , اللي صار كان مقدر ومكتوب وشي مو بيدك إنك تغيرينه فلاااااازم تعيشين به , لا تخلينه يأثر عليك , ترا الرجال ما يحبون الحرمة المهزوزة , .... لايكووووووون مستحية !! أستحي من إيه أنا ووجهي , مني صغيرة ولا عذ..... ~ غمضت عيونها وهمست بداخلها تأكد لنفسها ~ أنا عذراء في مشاعري , وسام إنت تجاوزتي مشوار طويــــــل بفضل الله وحده , غيرك انحرفوا مستغلين هالوضع وغيرك ضعيوا غيرهم من البنات , لكن إنتي الحمد لله صنتي نفسك وشقيتي طريقك بفضل الله بإرادة قوية وإيمان أقوى بإذن الله ~ فتحت عيونها وطالعت في نقوش سجادتها اللي أهدتها لها نجلاء في إحدى الرمضانات السابقة وقارنتها بنقوش الشرشف المماثلة لها , تلمست نعومة سجادتها وهي تصرخ بداخلها ~ لو كنتي مع أمك ومارمتك بكل برودة قلب ما كان صار لك شي من هذا كله لكن .... كنت بتكونين لحظتها زي جنى , فارغة عاطفيا تدورين الحب والحنان عند أي إنسان حتى لو كان من بنات جنسك , بعيدة عن ربك , عبايتك ضيقة مطرزة ورائحة العطر تفوح منك في كل مكان , كنت بتكونين زيها ~ حمدت ربها بداخلها كثير وهي تتذكر إلتزام نجلاء اللي زرعته بداخلها من نعومة أظافرها , الفروض اللي صلتها من كانت في صفها الثاني من المرحلة الإبتدائية , السنن اللي حافظت عليها و صلاة التراويح والتهجد اللي داومت عليها من المتوسط , إلين وصلت الثانوي وهي مشبعة بالإيمان اللي زرعته بداخلها شيئا فشيء وهي تجاهد في زوجها اللي أقل ما يقال عنه فاسق ماجن , زجاجات الخمر والدش والسهرات اللي تستمر إلى تباشير الصباح كل هذا كانت تصبر عليه على أمل إنها تهديه في يوم لكن هيهات , كان وكأن على قلبه الران اللي قرأته في القرآن , ما انتبهت من سرحانها إلا لمن سمعت صوت آذان الفجر حست نفسها لحظتها كأنها خرجت من بئر عميقة مظلمة , سحبت نفس عميق وخرجته وهي تبتسم , خرجت من غرفتها متجهة لغرفة نجلاء لكنها توقفت عن مشيها لمن شافت هيام جالسة على الكرسي قدام الكمبيوتر وعيونها متشبثة في الشاشة , زفرت وقالت : أصبحنااااااااا وأصبح الملك للــــــه ..
شهقت هيام ولفت عليها وهي تقول : بسم الله فجعتينـــي يالخايسة يالـ ### ..
فتحت وسام عيونها على اتساعها وهي تردد : يالخايسة يالـ ### ..
وشهقت وقالت : بنـــــــت من فين جايبة هالكلمة ..
وتوجهت لها بغضب , شهقت هيام وصرخت وهي تشرد عنها : واااااااااي ما قصدي , والله ما قصدييييييييييييي , وسااااااااااام ما أحب أحد يجري ورايااااااااااااا ..
نزعت وسام شرشف الصلاة اللي كان يعيقها ورمته على الكنبة اللي تتوسطهم واللي كانوا يدورون حولينها وقالت بعصبية : والله بتنضربين أنا حلفت ..
ولمن تحركت لليمين صرخت هيام وهي تشرد عنها : واااااااااااااااااا , توبــــــــــــــــه , أنا الخاااااااايسة , والله ما عاد أقول هالكلمة ..
قالت وسام بحدة وهي توقف مكانها وهي تلهث : رخــــي صوتك لا تصحى أمي ووقفي مكانك ترا مافيني أطاردك ..
قالت وهي تحط يدينها على خصرها : يا سلااااااااااااام , عشان تضربيني , حكم قراقوووووش هو ..
وصرخت وهي تلف بسرعة لمن حاولت وسام تلحقها , صرخت وسام بغيض وهي تقول : بتنضربيــــــــــن ..
فتحت نجلاء باب غرفتها وشهقت لمن شافتهم يجرون وسط الصالة حولين الكنب وهم يصارخون , قالت : وسااااااام , هيااااااااام , اش هالحركات؟؟ وحده 33 ووحده 27 الله يفشلكم فضحتونا مع الجيران ..
صرخت هيام وهي توقف ورا الكنبه : ماااااااااااماااااااااا شوفيها بتضربني ليش قلت عليها خايسة ..
رفعت وسام ثوبها وقالت : هي بس هالكلمة ..
صرخت هيام بفزع لمن نطت وسام للكنبه ونقزت من فوقها عشان تمسكها , صرخت نجلاء وهي تغمض عيونها لمن انقلبت الكنبه وأصدرت ضجيج مختلط بصرخة البنتين وفتحت عيونها بسرعة وصرخت : وساااااااام ..
وجريت تبعد الكنبه اللي فوقها , قالت هيام بغيض : عرفنا الحب لمييييييييين ..
ودفت وسام اللي فوقها وهي تقول : قومي عني يالدبــــــــه يالبرميــــــــــــل ..
ما قامت عنها وسام وضربتها على جانب ذراعها وهي تقول : أحســـــــن عشان ما عاد تتعلمين كلمات وسخة وتجين ترمينها بلا حساب ..
قالت نجلاء بعصبية : وسامو اش هالحركات ؟؟ تبغين رجلك تنكسر زي ذيك المرة ..
مسدت شعرها وقامت وهي تقول بهمس ممازح : آسفة , تعرفيني تجيني حالات خبال مفاجئ ..
ومدت يدها تساعد هيام اللي ضحكت من قلبها وهي تقول : والله شكلك كان تحححححححفة و إنت ناطة زي طرزان , تصدقين وإنتي ناطة سمعت خلفية فيها صوته ..
وقلدت صرخة طرزان , لمن شاركتها وسام الضحك زفرت نجلاء وهزت راسها وهي تقول : الله يبسطكم دوم يارب ..
وتأملت وسام بسعادة , كانت تحس بانشراح عجيب لمن تشوفها سعيدة ومبتسمة وخالية من الهموم , لفت وسام عليها ولمن شافت نظرتها حست بخجل غريب فدنقت راسها بسرعة , استغربوا حركتها , قالت هيام بتريقة : خييييييييييييييييير اللهم اجعله خير , اش صار في الدنيا عشان تستحي ست وسا ....
وسكتت وهتفت : وااااااااااااا لا تقولين إنك بتوافقين على سامر ..
حست وسام بإحراجها يزيد وهي تقول بتلعثم : هاااا , لا , قصدي ,هااااااا .....
ووقفت عن فرك يدينها وأشرت على غرفتهم وهي تقول : بأروح أصلي الفجر و أتجهز عشان المدرسة ..
وقرنت كلامها بتحركها نحو شرشفها الطايح على الأرض , طالعت فيها نجلاء بذهول وهي تحاول تستوعب إنه هالخجل والهدوء وعدم الثوران معناته إنها ... , وقبل ما تتحرك لها تحركت هيام وتشبثت في ذراعها وهي تصرخ : واااااااااااااا بيصير عندنا جواااااااااااااااز , أخيرا , أخيرا ..
لفت عليها وهتفت باستنكار : هيام ..
فردت هيام يدها قدام وجه وسام وهي تقول بطريقة مسرحية وبلغة فصحى : لاتقولي شيئا يا أختي العزيزة , فالتهرب و الخجل علامة الرضى ..
حطت وسام يدها على خصرها وقالت : لا والله , أعرفهم يقولون السكوت علامة الرضى ..
قطبت هيام حواجبها وقالت بجدية وهي تحط يدها تحت دقنها : والله , ما أفتكر إنه كان السكوت هو علامة الرضى ..
ضحكوا عليها لكنها قاطعتهم وهي تطالع في وسام وهي تسأل بشكل مباشر : المهم إنتي موافقة على سامر ؟؟
سكتت وسام وماعرفت اش ترد , كانت تحس بخجل غريب وهي تفكر بانفجارها الغريب أمس وبمشاعرها المتناقضة المترددة اليوم , حست نفسها مهي متزنة وانفعلاتها مبالغ فيها و , قطع لأفكارها صرخة هيام وهي تقول : سااااااااااااااكته , أمييييييييي وسام ساكتــــــــــــه ..
وقامت تنطط بفرح , ضحكت وسام وقالت نجلاء وهي تأشر عليها وعلى الأرض : هي يالخبلة , أهجدي الله يفضح إبليسك أزعجتي الجيران وقومتيهم من نومهم ..
قالت بفرحة غامرة : بأكون أخت العروسة ..
قالت وسام وهي خايفة من اندفاعها : لسه ما سوينا التحاليل ..
التفتوا لها في نفس اللحظة وانتبهت وسام لحظتها إنها صرحت بموافقتها علانية , ضمت شرشفها وقالت بسرعة وهي تسمع صوت الإقامة : تأخرت عن الصلاة , ورايا سشوار و مكياج و لبس و ......
وشردت قبل ما تعلق وحده فيهم عليها لمن شافت نظراتهم , دخلت الغرفة وصكت الباب وسحبت نفس طويل وخرجته بصوت عالي وهي تقول بداخلها ~ استخرت الحمد لله و الله يقدم اللي فيه الخير ~ ...


*************************

يوم الأحد 21 / 10 / 1427 هـ ..
بعد صلاة العصر في الرياض :
فيلا سلطان :

: هي إركد , وراك تدور زي المخبول , تقان واحد مقروص ..
دنق سامر راسه وسط ضحك عماته وجدته سلمى تقول باعتراض : سلطان , وراك على الولد , فرحان بيخطب , والله لو إنه إنت مكانه كان ترقص ببشتك فوق برج التلفزيون ..
قال وهو يعدل بشته : أنا لو مكانه كان أرقص عند قصر الملك مو عند برج التلفازيون بس ..
طالعت فيه سلمى بطفش ولفت على سامر وقالت بابتسامة حنونة : وليدي لا أوصيك , إقرأ على نفسك ..
قال سلطان وهو يلف فمها يقلدها بتريقة : إقرأ على نفسك ..
وكمل بأذية : يعني يعني حاطة نفسها فاهمة وغيره , اسكتي بس اسكتي ..
قالت أم أيمن باعتراض : أبويـــــــــه ..
قال بعصبية وهو يلف عليها ويأشر بعصايته : اسكتي إنت كمان , أصلا إنت دايم في صف أمك , إنت دلعوتها ..
أشر لها عبد الكريم تسكت ودقتها نجلاء وهي تهمس : اششششش , حسناء ماتعرفين أبويه إنتي , أمي اللي هي أمي ساكته , اشششش ترا مافينا لمضاربة جديدة , خليهم يروحون يخطبون بنتي ..
زفرت أم عادل وقالت : تتوقعين خوالها وأمها يقولون شي ولا يعترضون ..
لفت نجلاء بوزها وقالت بحدة وهي تأشر بيدها : والله لو فتحوا فمهم بحرف لأشق حلقهم شق , نقص علي , بنتي مربيتها وهم ولا سألوا فيها و يوقفون في وجه زواجها ..
قال عبد العزيز برعب مصطنع : أول مرة أشوف هالجانب منك يا نجلاء ..
قالت أم عادل بلا تفكير : وين كان كل هالعصبية والتهديد أيام فهد ..
ولمن تغير وجه نجلاء قالت باعتذار : تراني ما قصدت شي و ..
هزت نجلاء راسها متفهمة وقالت : لا عادي ..
وكملت بعد تنهيدة طويلة : أنا ما أفكر إلا في وسام دحين ..
وطالعت في أخوانها وأبوها اللي مستعدين عشان يروحون لبيت أخوال وسام , هي لو عليها ماكانت تبغى تدق لهم باب لكن أبوها وأخوانها أصروا إنهم مايمشون إلا بالأصول , ومادام فهد وصيها مختفي فلازم يخطبونها من أخوالها وأمها , رافقتهم إلى الباب وهي تفرك يدينها بتوتر وتطقطق أصابيعها , ابتسمت لسامر اللي يعدل غترته وعقاله بتوتر , حطت يدها على كتفه وشدت عليها وهي تبتسم بصمت , ابتسم وقال : الله يسهل , أحس نفسي غلط و أنا ماشي من دون ماهر ..
قالت بهدوء وعقلها مشغول : الله يخليكم لبعض ..
دنق وقال بمرح عشان يخفف توترها : تبغيني أصفع واحد فيهم قبل ما أجي , أذبح , أخنق ..
ضحكت من قلبها وقالت وهي تدقه : خليك مؤدب عندهم ولا تفتح فمك , إذا عقدت على وسام وتم كل شي صفعهم واذبحهم وسوي اللي تبغاه , دحين حاولوا تسايرونهم ..
ابتسم وقال : عمه ليش مهولة الموضوع يمكن يوافقون بلا شوشرة وغيره ..
لمعت عيونها بنظرة ألم وهي تقول : بلاك ما تعرفهم , روح توكل يا ولدي الله يفتح لك ..
سلم عليها وخرج وهو يلوح لعماته الواقفات وراها بابتسامة , وهو خارج شاف سطام واقف عند نهاية السلم الخارجي , ابتسم ورفع يده بالتحية بدون مايتكلم وذابت ابتسامته لمن شاف نظرات سطام الحادة له , نزل درجتين وهو يطالع فيه بحيرة و يحرك يدينه بيسأل اش فيه لكن سطام ماخلاه يكمل سؤاله وطلع الدرجتين الباقية ووقف على الدرجة اللي تحت درجة سامر , حرك يدينه بسرعة وهو يصدر أصوات حادة , استغرب سامر هجومه وقال وهو عارف إنه لايمكن يجاريه في حركات اليدين : بالله كيف بأخطبها وأنا ما أبغاها ؟؟ ..
حرك سطام يدينه وضربها في بعض بعنف والأصوات الصادرة منه تحتد أكثر , ابتسم وقال : والله عارف إنها أكبر مني وعارف سالفة فيصل وكل هالأشياء , ياخي اش فيك ؟؟
زفر سطام ومسح وجهه ورجع حرك يده بحركات خفيفة وأشر على صدره , قطب سامر حواجبه وقال بصدمة : تحبها ؟؟
هز سطام راسه بإيوه ورجع هزه بلا وهو يعيد نفس الحركات , مسد سامر جبينه وقال : ماني فاهمك , عيد بس بشويش ..
طلع سطام صوت معصب وهو يعيد الحركات بغيض ..
: يقولك هو يحبها من طفولته لكنها رفضته واختارتك عشان كذا يبغاك توعده إنك تحبها من كل قلبك , إذا وعدته حيرتاح باله وقلبه عليها ..
لف سامر على صقر المتكي على الباب الخارجي بذهول ورجع طالع في سطام للحظات , لمن شاف العزيمة في عيونه زفر وقال : إن شاء الله ..
وكمل بعصبية : و ترى هالكلمات الجريئة ماعاد أبغاك تعيدها قدامي لو ربي كتب لنا نصيب , ياحلاته يجيني ولد عمي ويقولي أحب مرتك من الطفولة ..
ضحك صقر لمن ابتسم سطام براحة من سمع كلمة إن شاء الله وطنش بقية الكلام وهو يتحرك لداخل الفيلا , راقبه سامر بحواجب مقطبه , نزل صقر وقال : خليك منه و لا تشيل همه , تعرفهم البكم ما يفهمون قوة الكلمات اللي تنقال , طول عمره ياخذ على راسه بسبة كلامه ومايتوب ..
وحط يده على كتف سامر ورافقه للخارج وهو يقول : كلها كم شهر ويتزوج وتفتك من إزعاجه ..
هتف سامر : ليه هو بيزعجني مرة ثانية ..
هز صقر كتفه وقال : الله أعلم , ترى سطام عليه طلعات , يعني ممكن يجيك كل يوم ويطلب منك تجدد الوعد له ..
ولمن شاف الصدمة في عيون سامر قهقه وقال : اش فيييييك ؟ طنشه وبس ..
قال بضيق : ما أدري ليه أحس بشي جوتي , يعني أخوك فرد عضلاته قدام وسام ولوى مفصله ذاك اليوم من كثر ما يضرب فيصل وما اهتم بالوجع , ما أتخيل إنه ..
طالع فيه صقر وسأل بسخرية يقاطع شرحه : تغاااااااااااااااااااار ؟؟..
وقبل ما يرد سامر ضحك وقال : يمه منك تغار وإنت ما خطبتها لسه أجل لو صار كل شي رسمي اش بتسوي ..
ضحك سامر وهو يحاول يخفي الغيرة المفاجأة اللي اجتاحته من بعد ما اعترف له سطام إنه يحبها وقال : لا مو حكاية غيرة , بس ..
: سااااااااااااااامر , سواقين أبوك يالوسخ ..
أول ما وصله صوت جده المعصب واللي مخرج عصايته من الجيب ويولح لها وهو يكمل : لنا ساااااااااااعة نستناك ..
حس بامتنان لهالمقاطعة , ودع صقر وراح للسيارة بسرعة , وبعد ما قف أبوه المقعد وجلس عليها مع عبد العزيز وحمدان وحرك أخو خالد السيارة , لف وجهه وطالع في الطريق وهو يسرح بأفكاره ~ لو إنه كل شي طبيعي كان ممكن إنه وسام تقبل بسطام ؟؟ طبعا لي لا , خاصة وهو أكبر مني و ... , سامر بس هي خلاص رفضته , بس رفضته عشان سبب إنت عارفه مو عشان شي فيه , يكون وافقت علي لأني الوحيد اللي عارف بالموضوع و , سااااااااامر اش هالكلام ؟؟ إنت فكرت بهذا كله من قبل وقلبته من جميع النواحي , تذكر اللي قاله لك الطبيب النفسي , أهم شي تدخل لهالعلاقة وإنت واثق من نفسك تمام الثقة , واثق من رأيك , واثق من اختيارك لهالطريق لأني الرجل و بأكون المسؤول عن القيادة في هالعلاقة , لازم أرمي كل الماضي ورايا وأبدأ حياة جديدة تماما من أول يوم وهي كمان لازم تتناسى الماضي عشان تنجح العلاقة ~ ابتسم براحة وهو يشكر ربه اللي خلاه يصارح دكتوره النفسي اللي في مجمع الأمل واللي أشرف عليه لسنتين بكل الحقائق وباح له بكل أفكاره وهواجسه , كلام الطبيب ونصائحه وكشفه لحقائق خجل سامر إنه يسأله عنها كانت مفيدة بشكل كبير وهي اللي خلته بعد توفيق الله إنه يحزم أمره ويقرر إنه يخطب وسام ..


*************************
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رواية عندما عبرو حدود الظلام رواية راااااااااااااائعة بكل ماتعنيه الكلمة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 4 من اصل 5انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4, 5  الصفحة التالية
 مواضيع مماثلة
-
» رواية (صرخة قلب في الظلام)
» عشاق الظلام...عندما يكون الأسود اللون المفضل...!
» رواية عندما اختفى القمر
» رواية( الاخوه ال١٢ عندما يرونا ينصدمون) الانميه
» رواية صراع الابيض والاسود....(رواية انمي منقولة )

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
*ღ منتديات احلى بنات للبنات فقط ღ*  :: ~►♥ اقـسـام الـعـبـر ♥◄~ :: أقلام أحلـى بنات ☁. :: أجمل القصص & الروايات ☕ !.-
انتقل الى: