║░░║ مشاعر مجروحه ║░░║



أخال نفسي نسيتها كلما تقتحم خيالي أسارع في شغل نفسي
كم من الوقت وأنا رهين تلك الصورة
التي لم أجرؤ على تجاوز إطارها




يتخذ طيفها أحياناً أشكالاً أكثر ألفة على صفحات قلبي
وبين ثنايا شراييني كان همي الوحيد أن أظل عند
حسن ظنها





كانت هي حبي الأول إن جاز لي أن أسمي ذلك حباً
وكل ما أذكره منها الآن هو حرصها الشديد على ألا
تجرح مشاعري وهي تنسحب من حياتي






قالت لي :-

أنت شاب مهذب ولطيف وألف بنت تتمناك
أنساني ... !!!






كان وقع الصدمة قاسياً علي ولم أصح من كابوسها
إلا على طيفها الناعم البعيد ذلك أن علاقتي بها انتهت
دون أي لقاء مباشر بيننا






بقيت وحيداً مع أكوام رسائلي التي بحت لها بحبي
تلك الرسائل التي لم يمسسها ساعي بريد






حاولت كثيراً أن أنساها بالانغماس أكثر بالعمل وأشغال
نفسي أكثر وأكثر بمستقبلي






مر زمن من الوقت وفي أحدى الندوات التي حضرتها
تحدث المحاضر عن نقاط عدة حتى وصل للنقطة
الخامسة التي شدتني






تحدث عن العلاقة الندية بين المواطن والمسئول وشدد
على أن العلاقة يجب أن تكون مبنية على الندية وليس
التبعية والمصلحة






سألت نفسي ما إذا كان حبي لها كان ضحية لتبعية
العادات والتقاليد أم لتغليب المصلحة
أم افتقاري للندية





أحسست بالضيق تمنيت أن ينهي المحاضرة قبل الوقت
المحددة ثم ذهبت إلى مكتبة المعهد برفقة جهازي المحمول
لمراجعة الملاحظات التي كتبتها حول الندوة






أخرجت جهاز المحمول وأخذت أراجع قليلاً ثم أضفت بعض
النقاط إلى تلك الملاحظات وعند إغلاقي للجهاز لمحت عيناي
رسالة على الايميل فتحت الرسالة وأعدت
قرأت الرسالة بتمعن :-





;;;"" كل عام وأنت بخير وسعادة "";;;


;;;"" كل عام وأنت محقق لآمالك وأحلامك "";;;




لا أملك بمناسبة قدوم العام الجديد كي أقدم لك خالص اعتذاري
عما سببته لك دون قصد مني من ضيق ونفور فأحياناً يجد
الإنسان نفسه محصوراً رغماً عنه وعن إرادته مهما كانت تلك
الإرادة من الحزم والقوة






محصوراً داخل إحساس ويهيأ له أن هذا الإحساس هو العالم
هو السعادة هو الحياة وتستحيل الدنيا الواسعة مع هذا الإحساس
إلى حيز ضيق يتمثل في شخص واحد وإنسان بعينه تستطيع
أن تعلن ارتياحك له تعلن حضورك الكامل معه






;;;"" إذا ما تبسم تبتسم الدنيا معه وإذا غاب غابت الدنيا لأجله "";;;




وكنت أنت نعم أنت هذا الإنسان الذي أحاط بأيامي كلها ولم أكن
أعلم في غمرة النشوة نعم لم أكن أعلم بل لم أكن أدرك أنني هذا
الضيف الثقيل على أيامك






احتضنت عيناي اسمها أغمضت على صورتها فخاطبتها فكرت
بالرد عليك أكثر من مرة لأقول لك بأنك أبداً لم تكوني ضيفاً ثقيلاً
على أيامي ولأبوح لك بما سببه لي ابتعادي عنك من ضيق وتعاسة




;;;"" لأخبرك بأن تجاهلي لك وتظاهري بالنفور منك ماهو إلا نوع "";;;
آخر من الحب



وأن آمال حبنا ومشاعرنا تتكسر على صخور عادات المجتمع
وتقاليده وتصلب على مشجب شماعة النسب لقد رأيت أن عدم
الرد أفضل من الإمعان في جرح مشاعرك






آثرت الانسحاب من حبك بعد تركك لي ولم أحب التعليق
على قرارك كتمت عواطفي تظاهرت بأني لم أعد أحبك
ولم تعودي تلك الحبيبة التي أسامرها عبر محادثات هاتفية
تستمر لساعات طويلة وتغفين على آخر كلماتي العذبة على
أمل استئناف الحديث في الليلة القادمة لقد فرحت جداً
برسالتك






لأنني أحببتك بصدق لم يكن بوسعي أن أسمح لك بمشاركتي
التعاسة لأني أحببتك بإخلاص ولم أخبرك معاناتي بعد فراقك حتى
لا أجرح مشاعرك





أميرتي كل لغات الحب تترجمها أرواحنا أوج اللحظة فهي لغة عشقاً
فاق فهمنا لها





أنه سر الحب الذي جعل منك قطعة من الفؤاد بين مكنون
الحشا والتقاء الضلوع





أحبك وأتمنى لك حياة سعيدة وتأكدي أني لن أنساك
مدى العمر






أقـفـلـت جهازي المحمول متسائلاً :-


ثمة لحظات تتمنى أن تسرقها من عمر الزمن تحنطها ليقينك
أنها لن تتكرر وثمة أشخاص تشعر بأنهم انشطروا من قلبك
ينحدرون من سلالة روحك كأنهم نصفك الآخر.






;;; "" ســر الحب .... أم .... الحب السر "";;;





الذي وقف أمام غرابة مسارات هذه الحياة وغريبة مسارات الحياة
تجلب هؤلاء الذين اختلفت مراكبهم عن مناطيدنا فلا ذات
المسار ولا ذات الشراع





يكونون أقرب لعقولنا من إشارتها ولأدمغتنا من سيالاتها ولقلوبنا
من نبضها ولشعبنا الهوائية تفاصيل هوائها



مشكلين خطوطنا العريضة ومستقيماتنا المتلاقية المتقاطعة حتى لو لم
يخطوها نقطة بداية أو وقفة نهاية فيعيينا معهم اللقاء ويخترقنا لهم الحنين
وتتكالب علينا صنوف المشاعر فنبعثرها
ليلتم شتاتها معهم



;;;"" كيف تفتقدهم أماكن لم تعتدهم "";;;




;;;"" كيف تحن لهم زوايا لم يركنوها "";;;




;;;"" كيف نعرف طقوس نومهم وصحوهم ونتلمس دقائق نومهم "";;;



;;;"" كيف نفسر أحلامهم ..... ويتجسدنا رؤانا "";;;



;;;"" لا نختارهم في تلك الأماكن ..... ولا نخطط لتواجدهم في تلك الزوايا "";;;




;;;"" ولم نسع أن يصطادونا ..... ولم يسعوا اقتناصنا "";;;




;;;"" نجوب معهم الحياة وكأنهم محطة التاريخ التي ابتدأ فيها التدوين "";;;





في النهاية الدواء المر في أحيان كثيرة طعمه أحلى من جرعة
شهد تمصمصها شفاهنا




إن بعض ما نكره يدلنا على ما نحب أو على الأقل يعطي لنا
لنا جرس إنذار يوقظ حواسنا من أن نقع فيما هو أكره





;;;"" إنها ألغاز الحب "";;;




;;;"" تقتلع منا فتمنحناهم "";;;




;;;"" وتجردنا فتكسونا بهم "";;;





;;;░░ تقبلوا خالص تقديري ░░;;;