الحمد لله القادر على كشف السوء وبرأ السقيم، وصلاةً وسلاماً على محمد الذي وحد الله وتبرأ من كل صنم وعلى آله وصحابته والتابعين والمستعينين بالله من كل ألم.
وعنا معهم بإحسانك ولطفك يا واسع الجود والكرم.
أما بعد:
قل للطبيب تخطفته يـد الردى من يـا طبيـب بطبـه أرداك
قل للمريض نجا وعوفي بعدما عجزت فنون الطب من عافاك
قل للصحيح يموت لا من علة من بالمنايـا يا صحيح دهاكـا
وإذا ترى الثعبان ينفث سـمه فسأله من ذا بالسموم حشاكـا
واسأله كـيف تعيش يـا ثعبان أو تحيا وهذا السم يملأ فاكـا
الله خالق كل شيء وهو على كل شيء وكيل.
نعم قد عرفنا السحر وأنواعه وعلامات السحرة ولكن كيف العلاج وما طرق الوقاية من الحسر والسحرة؟
1- العلاج: أن تعتقد اعتقاداً جازماً أنه لا يصيبك شيء إلا بإذن الله، ولن تشفى إلا بإذن الله
وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له.
ومن العلاج بل هو العلاج
وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين نعم هو القرآن لكن الناس قد أعرضوا عن هذا الدواء الرباني فبكثرة قراءة القرآن والنفث على المريض يفك الله السحر عن المسحور بإذنه سبحانه وتعالى.
· أما الوقاية:
أ- فبإكثار الذكر ومداومة الطاعة والاستقامة على الخير والإعراض عن المحرمات وترك الموبقات وإن تحفظ الله بفعل أوامره وترك نواهيه ليحفظك في دنياك وأخراك.
والإكثار من قراءة القرآن وقراءة الأوراد والأذكار في الصباح والمساء والمحافظة على آية الكرسي وقراءة المعوذتين وسورة الإخلاص، ففي الحديث أنه من قرأها في صباحه ومساءه ثلاث مرات كفته من كل سوء.
ومن قرأ آية الكرسي لم يزل عليه من الله حافظ، ولا يقربه شيطان يومه ذلك.
ومن حافظ على ذلك كله حفظه الله.
أيها الناس: وإذا أصيب أحد الناس بهذا المرض أعني أصيب بالسحر – هدانا الله وإياكم – فعليه بالرقية الشرعية.
فإن الإنسان إذا اعتقد اعتقاداً جازماً أن الله جعل الشفاء في كتابه وأن الله قادر على شفائه، وأنه لا يملك أحد من البشر شيئاً من ذلك فإنه يرجى له الشفاء بإذن الله.
والرقية هي قراءة الآيات والأذكار والأدعية مع النفث على المريض ولا تكون الرقية شرعية حتى تجتمع فيها ثلاثة شروط:
1- أن تكون بالقرآن والأحاديث أو بكلام نافع.
2- أن تكون باللغة العربية.
3- أن يكون قلب الشخص معلقاً بالله وأن الشفاء من عند الله.
أيها الأخوة: الرقية ليست خاصة بأناس دون غيرهم فكل شخص يستطيع أن يرقي، فأنت تستطيع أن ترقي نفسك أو أن يرقيك أخوك أو صاحبك أو زوجك، فليست الرقية حكراً على أحد، ومن هنا تعجب من بعض الناس كيف يزدحمون على فلان وفلانة وكأن الرقية لا يحسنها إلا هو.
فتجد هذا يأتي من الشمال وهذا من الجنوب وهذا من الشرق حتى يتمكنوا من الحصول على الرقية.
نعم لا شك أن لصلاح الشخص أثر في الرقية، ولكن كم من شخص تحقره ويجعل الله الشفاء في رقيته.
أما أيها الأخوة: ومن أراد النجاة من كل هذا فعليه بالاعتصام بالقرآن تلاوة وعملاً وقراءة وحفظاً وعليه بالأذكار والأوراد في الصباح والمساء وحين النوم وعند اللباس وعند رؤية المبتلي وعند دخول الخلاء والخروج منه وعند دخول المسجد والخروج منه.
ومن أنواع علاج السحر:
ما ذكره الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله - في رسالة السحر والكهانة.
قال – يرحمه الله –:
1- ومن الأدعية الثابتة عنه
في علاج الأمراض من السحر وغيره وكان صلى الله عليه وسلم يرقي بها أصحابه.
((اللهم رب الناس أذهب البأس، واشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاءك، شفاء لا يغادر سقماً)).
ومن ذلك الرقية التي رقى بها النبي
وهي:
((باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك)) وليكرر ذلك ثلاث مرات.
* ومن علاج السحر أيضاً وهو من أنفع علاجه بذل الجهود في معرفة توضع السحر في أرض أو جبل أو غير ذلك، فإذا عرف استخرج وأتلف بطل السحر.
* ومن علاج السحر بعد وقوعه أيضاً وه علاج نافع للرجل الذي يحبس عن جماع أهله: أن يأخذ سبع ورقات من السدر الأخضر فيدقها بحجر أو نحوه ويجعلها في إناء ويصيب عليها من الماء ما يكفيه للغسل ويقرأ فيها: آية الكرسي، وسورة الكافرون، والإخلاص، والمعوذتين، وآيات السحر التي في سورة الأعراف وسورة يونس وسورة الشعراء وسورة طه وبعد قراءة ما ذكر في الماء يشرب بعضه ويغتسل في الباقي وبذلك يزول الداء - إن شاء الله –، ولا بأس من تكرار ذلك.
* وأما علاجه بسحر مثله فهذا لا يجوز، فإنه من عمل الشيطان بل من الشرك الأكبر فالواجب الحذر من ذلك.
* ومن العلاج أيضاً علاج السحر بالحجامة.
قال رسول الله:
((خيركم ما تداويتم به الحجامة)) [رواه مسلم].
ويقول ابن القيم أن أنواع علاج السحر الاستفراغ في المحل الذي يصل إليه السحر، وذلك بالحجامة (أ، هـ).