هل تعشقين قراءة قصص الإثارة والغموض، وتفضلين أن تكوني بطلة القصة في
نفس مرحلتك السنية؟ إذن نرشح لك هذه الرواية الجديدة ""Fracture التي صدرت
في يناير 2012، وحققت مبيعات جيدة جدا على مواقع التسوق الإلكتروني.
المؤلفة هي الأمريكية الشابة ميجان ميراندا التي درست العلوم في
الجامعة، ومارست العمل كمدرسة علوم لطلبة المدارس لفترة بعد التخرج، وتعتبر
""Fracture هي القصة الأولى التي تنشر لها.
ويقول أحد النقاد الذين كتبوا عن القصة، إن المؤلفة نجحت في جذب القاريء
من الفصل الأول، وحتى الصفحة الأخيرة من القصة بأسلوب رشيق وسريع مليء
بالإثارة والغموض.
بطلة القصة هي "ديلاني ماكسويل"، فتاة في السابعة عشرة من عمرها، وأثناء
لهوها على الثلوج التي تغطي إحدى البحيرات مع أصدقائها تطأ قدماها منطقة
رقيقة تنكسر بسهولة تحت ثقلها فتسقط في الماء شديد البرودة، وتظل محتجزة
تحت الثلوج لمدة 11 دقيقة إلى أن ينجح أحد أصدقائها واسمه "ديكر" في
إنقاذها وبعد عدة محاولات لإنعاشها باستخدام إجراءات الإنقاذ في حالات
الطواريء، ييأس الأطباء ويعلنون وفاة ديلاني.
لكن الغريب أن "ديلاني" الصغيرة تنجو من هذا الحادث البشع، حيث تعاود
التنفس بشكل طبيعي بعد دقيقة واحدة من إعلان وفاتها، ويعتبر الأطباء نجاتها
سابقة طبية فريدة ومعجزة بكل المقاييس!
وتتوالى الأحداث حيث تتسلط على ذهن "ديلاني" فكرة الوصول إلى الحكمة خلف
عودتها إلى الحياة بعد توقف قلبها عن النبض ومخها عن العمل فعليا، والرغبة
في معرفة الآثار الجانبية التي خلفها هذا الحادث البشع عليها نفسيا
وجسديا. ورغم أن الأشعة المقطعية تظهر بكل وضوح أن مخ ديلاني قد تضرر،
فإنها تبدو ظاهريا بخير، وكل من حولها يتمنون من أعماقهم أن تكون الأشعة
كاذبة وأن تكون الفتاة بصحة جيدة، وتبقى الحقيقة لدى "ديلاني" وحدها.
فهي الوحيدة التي تؤكد لها مشاعرها بكل قوة أنها - بعد ما مرت به- قد
أصبحت بشكل ما مرتبطة ذهنيا بعالم الموتى، وأن عقلها قد أصبح بإمكانه
التنبؤ بالشخص الذي قد حان دوره للرحيل عن عالم الأحياء!
وهنا تتساءل "ديلاني" عن الصديق الحقيقي لها، والذي يمكن أن تثق به وتشاركه كل مشاعرها حول هذا الوضع العجيب الذي وجدت نفسها فيه.
تلتقي "ديلاني" بـ "تروي فرجا" الذي استيقظ لتوه من غيبوبة عميقة،
ليكتشف أنه أصبح يمتلك نفس الأعراض والقدرات الخارقة التي وجدتها البطلة في
نفسها بعد الحادث. في البداية تشعر الفتاة ببعض الراحة والاطمئنان لعثورها
على شخص يمكنه تفهم ما تمر به والتطور الذي طرأ عليها بعد نجاتها من
الموت، لكن سرعان ما تكتشف أن هناك دوافع غامضة تقرب "تروي" منها.
ويبقى التساؤل المهم الذي يتردد في ذهن البطلة هو "هل ما حدث لها
والقدرات الخارقة التي اكتسبتها هي حقا معجزة وهدية من السماء، أم أنها شيء
مخيف مخالف لكل قوانين الطبيعة؟".
ومع الإيقاع السريع للقصة، يجد القاريء نفسه يقلب الصفحة تلو الأخرى،
ويلهث خلف الفتاة "ديلاني" وبحثها عن الحقيقية، بل ويشعر كما لو كان هو
نفسه جزءا من الأحداث المثيرة الشيقة المليئة بالمشاعر والانفعالات ولحظات
الحب والصداقة والوفاء والخوف والترقب، إلى أن يكتشف فجأة أنه قد وصل إلى
الصفحة الأخيرة من القصة دون أن يشعر بالوقت الذي أمضاه في القراءة.
وعن مصدر الإلهام الذي دفع الكاتبة لتأليف هذه القصة، تقول ميجان ميرندا
أنها كانت طوال حياتها من المؤمنين فقط بالحقائق المجردة والإجابات
المثبتة علميا، ولهذا اختارت دراسة العلوم في الجامعة. لكنها بعد أن تعلمت
أكثر وعرفت أكثر، وجدت نفسها تنجذب رويدا رويدا لعالم ما وراء الطبيعة
وعرفت أن هناك حقائق أخرى ليس شرطا أن نراها أو نسمعها أو نلمسها بأيدينا
ولكن نعرفها فقط بقلوبنا وتدلنا عليها أحاسيسنا، لأننا لو بحثنا في أعظم
المراجع العلمية لن نجد لها إجابات شافية. ومن هذه الأمور كيفية عمل العقل
البشري، واستجابته للمؤثرات المختلفة، فعلى حد قولها قد يتعرض اثنان لنفس
الإصابة في المخ، وتكون النتائج مختلفة في كل من الحالتين، وأيضا هناك
حالات مرضية ميئوس منها يؤكد كل الأطباء فيها حتمية موت المريض، لكنه يعيش
رغم أنف الجميع ضاربا بكل ما ذكره العلم عرض الحائط! ومن هنا قررت كتابة
هذه القصة التي تعتمد بشكل أساسي على عالم ما وراء الطبيعة.