عندما نجلس في الظلمة نفترش الوحدة ونلتحف السكون
عندما لا نسمع صوتا غير صوت أعماقنا
لانرى أمامنا سوى ماضينا …. حاضرنا …. مستقبلنا
عندها فقط يحلو حساب النفس
عندها فقط يطيب العتاب … عتاب النفس
لكن الحساب والعتاب لن ينطلقا قبل إلقاء نظرة على ماضينا
على ماكان فيه من أفراح وأحزان ونشدد على الأفراح
ونعود بعدها الى حاضرنا
نبحث في حالنا
نبحث في أفراحنا وأحزاننا
حينها ….
حينها …. بيدأ العذاب والتأنيب والتوبيخ
حين لا نجد أثرا لأفراح ماضينا في حاضرنا
لو وجدناها غائبة فقط فنحن في أفضل حال
فعلا في أفضل حال …
لكن ….
آه ثم آه
آآآه اذا وجدنا أفراحنا تلك قد انقلبت الى حزن في حاضرنا
تحولت الى ألم …
فماذا عسانا فاعلون حينها ؟
حينما نجد ماكان يوقدنا حماسة ويغمرنا فرحا
أصبح سيفا يجرحنا
لهيبا يحرقنا
ماذا عسانا فاعلون حينها؟؟
حين نجد بسمة الأمس صارت دمعة تعلن مدى بؤسنا
حين نجد أمل الأمس صار يأسا يقيدنا
حين نجد حلم الأمس صار كبوسا يطاردنا في يقضتنا قبل نومنا
من سنعاتب حينها؟؟؟
من سنلوم ؟؟؟؟
انفسنا ؟
أم الزمن؟
هل سنلوم انفسنا على التفريط في أناس كانوا لنا خلانا؟
عن أناس ننذب حظنا أننا فقدناهم
عما كانوا أفضل ماحدث لنا
عن أناس لطالما كانوا مصدر الفرح والسرور
اناس شطرناهم آمالنا … أحلامنا … وحتى آلامنا
أناس كان لنا شرف لقاءهم في رحلة الحياة
أناس لطالما حلى الحديث إليهم
أناس لطالما سمرنا وسهرنا وإياهم
… ضحكنا وإياهم
… إختلفنا معهم
أناس لايمكن سوى لحالنا اليوم أن تحكي مكانتهم
مكانتهم التي تركوها فارغة
أناس جمعتنا بهم أجمل الايام
لم يبقى منهم سوى ذكريات
ذكرى توقد نارا في صدورنا
ونتسأل كيف أضعناهم ولما؟
ما السبب؟
أنفسنا؟
أم الزمن الذي حكم ان يمزق شملنا؟
أم هم الذين فضلوا الرحيل؟
فضلوا الرحيل بغير صمت؟
ليخلفوا عواصف أزلية…
هل نندم عليهم … لن ينفع الندم
نبكي ذكراهم … البكاء لن يعيدهم
تشق صرخة ” كيف ضاعوا ” صمت الضلمة
شعاع نور من ضوء القمر
تسلل الى الظلمة
أنار بقعة
وكأني به يعلن : هم عائدون لا محال
فهل أنتم عائدون رغم كل شيء ؟
هل تسمحون أن يكون على الأقل لكم مكان في مستقبلنا؟
لأننا نسين كل ماكان من عيب في الماضي
ولم يعد في ذاكرتنا سوى أجمل الأوقات