قال تعالى :
(وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ )
جنة عرضها السموات والأرض ألا يكون لنا فيها موضع قدم !
[ الجنــــــة ]
أمنية المشتاقين
وراحة المتعبين
الغمسة فيها تنسي بلاء السنين
فمن هنا نبدأ وهناك نلتقي
-بإذن من سعينا لجنته-
فالصبر الصبر .. والبذل البذل .. والتعب التعب !
فمن صام عن شهوته في الدنيا .. أدركها في الجنة
فطوبى
لمن جوع نفسه ليوم الشبع الأكبر
ولمن أظمأ نفسه ليوم الري الكامل
ولمن صبر عن شهوات زائلة ليسعد بنعيم الجنة
يقول ابن الجوزي:
النعيم لا يدرك بالنعيم ، ومن آثر الراحة فاتته الراحة ،بحسب ركوب الأهوال واحتمال المشاق تكون الفرحة واللذة ، فلا فرحة لمن لا هم له ،
ولا لذة لمن لا صبر له،ولا نعيم لمن لا شقاء له، ولا راحة لمن لا تعب له، صبر ساعة خير من عذاب الأبد ، وإذا تعب العبد قليلاً استراح طويلا ً)
::صبر ساعة خير من عذاب الأبد ::
إذ تعب العبد قليلا ً
استراح طويلا ً !
اتعبِ مع القرآن قليلا ً
اتعب مع قيام الليل قليلا ً
اتعبِ مع الصيام قليلا ً
اتعبِ لله قليلاً ..
فالموعد غدًا مع الراحة !
واصبر عن الغناء ساعة
واصبر عن المنكرات ساعة
واصبر عن ما يغضب الله ساعة
واصبر على المكاره ساعة ..!
فغدًا جزاء الصابرين بغير حساب !
تريد إدراك المعالي رخيصة *** ولابد دون الشهد من إبر النحل
ويقول آخر :
تــصل الذنـوب وترتجي *** درج الجنان ونيل فوز العابــدِ
ونسيت أن الله أخرج آدمـاً *** منها إلى الدنيا بذنب واحـــــدِ
لا تستصعب الطريق فالمعين قادر !
كان أبو مسلم الخولاني يقول :
(أيظن أصحاب محمد أن يستأثروا بها دوننا !
كلا والله لنزاحمنّهم عليها زحامًا حتى يعلموا أنهم خلفوا وراءهم رجالاً ) !
فو الله لنزاحمنّهم عليها
حتى ندخلها ونقول فزنا ورب الكعبة !
فشمّر عن ساعديك
حتى الججنة
حتى الججنه
،،
و تذكر !
أن الأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها ،إنما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب !
فتكون صورة العمل واحدة وبينها في التفاضل كما بين السماء والأرض !
فالبداية إخلاص النية والنهاية قطوفها دانية
لا يخدعنك عزّ فانٍ ، ولا يغرينك ملكٌ زائل، واعلم أن الجنة هي الوطن
وإنما تقضى الأوطار في الأوطان أما الدنيا فدار غربة منذ أُهبط فيها الأبوان !
كم منزل في الأرض يألفه الفتى ** وحنينه أبدا ً لأول منزل
فحيّ على جنات عدنٍ فإنها ** منازلنا الأول وفيها المخيم
ولكـننا سبي العـدو فهل ** نعود إلى أوطاننا ونسلـم ؟!
على ضِفاف الجنة سينسى صاحِب الهم همه
ستُنسيه أنهار الجنة وأطيارها.. ونعيمها .. ونسماتها
ما مر به .. ليقول : وعزتك وجلالك ما مر بي بؤس قط
هناك فقط .. لاتعبٌ ولانصبْ ..لاحزن ولاهم..!
،،
البداية بيدنا والنهاية بيد الله
فاجتهد لما بيدك تنال ما بيد الله
فموعدنا غدا ً في دار خلدٍ
بها يحيا الحنونُ مع الحنونِ !