ااااممممممممممممممم
لا شك في إن الإنسان عامل في الحياة، شاء أم أبى، إذ لا يمكنه البقاء من دون عمل .
غير أنه ليسس المطلوب أن يعمل الإنسان بشكل مطلق، و إنما المطلوب أن يعمل الصالحات، و حيث أن الأمر كذلك، و أن كل دقيقة و ثانية و لحظة هو محاسب عليها، فلم لا يستثمر أوقاته في ممارسة العمل الصالح، و ليس في أي عمل كان ؟
إن بإمكان المرء إن يكون مشغولا دائما، و حينما يسأل عن عدم حضوره أو مشاركته في عمل معين، قد يتذرع بالمشغولية، و قد يكون صادقا، إلا أنه مشغول بالتوافه .
و الأغرب من هذا أن معظم الذين يضيعون أوقاتهم في التوافه،، و في الأعمال الغير الصالحة – و دون قيد أو شرط – ( يحسبون أنهم يحسنون صنعا )، و أن ما يقومون به هة أفضل الأعمال الصالحة !
يقول تعالى : ( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا )، ( الكهف / 103-104) .
و عليه فالعمل المطلوب هو الذي يتسم بالصالح، الكائن في القناة السليمة .
و من هنا أكد القرآن على أن عمل الإنسان يجب أن يكون صالحا، بل أن قرينه الصلاح هي ملازمة العمل في كل المواطن التي تطرق فيها القرآن الكريم إلى العمل .
و يقول تعالى : ( فمن يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا )، ( الكهف /110 ) .
و يقول سبحانه : ( و العصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا و عملوا الصالحات . . ) ( سورة العصر ) .
و يقول عز و جل : ( و نم عمل صالحا من ذكر أو أنثى و هو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب )، ( غافر /40 ) .
و يقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم : (( من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه )) ( بحار الأنوار /ج71،ص290) .
فالمؤمن يحدد غايته، و نوعية العمل، و لا يتدخل فيما لا يعنيه، لأن في التدخل فيما لا يعنيه بذل للجهد في محله، و إضاعة للوقت في غير الأعمال التي تعنيه و يسأل عنها يوم القيامة .
يقول تعالى : ( وقفوهم انهم مسؤولون )، ( الصافات /24) .
و يقول الإمام علي عليه السلام : (( من اشتغل بما لا يعنيه فاته ما يعنيه )) ( غرر الحكم ) .
و الإنسان ليس له قلبان، فإذا أهتم الأمور الغير رئيسية و التي لا تعنيه، يفوته ما يعنيه، و عليه أن يعمل الصالحات، و لا يصرف وقته و جهده إلا فيها، و ليفتش عن أفضل الأعمال، فالله _ سبحانه و تعالى – ينظر إلى النية الصالحة قبل أن ينظر إلى حجم الأعمال، و ربما يمشي المرء في الطريق فيرفع حجرا صغيرا عن طريق الناس، فهذا العمل صالح لا يستهان به .
جاء في الحديث الشريف :
(( اماطتك الأذى عن طريق صدقة ))، ( بحار الأنوار /ج75،ص50) .
و يقول الإمام علي عليه السلام : (( من اشتغل بالفضول، فاته من مهمة المأمول ))، ( غرر الحكم ) .
فمن ينشغل في الأعمال الفرعية، و بالجزئيات الصغيرة و بالتوافه، يفوته ما يريد القيام به من عمل مرجو، و يضيع هدفه .
و يقول عليه السلام أيضا : (( شر ما شغل به المرء وقته، الفضول )) ( غرر الحكم ) .
و يقول عليه السلام أيضا : (( احذروا ضياع الأعمال فيما لا يبقى لكم، ففائتها لا يعود )) ( غرر الحكم ) .
و يقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم : (( الدنيا ساعة فاجعلوها طاعة )) ( بحار الأنوار /ج77،ص164) .
و هكذا فلكي يحسن المرء استثمار وقته، عليه أن يشتغل بالصالحات من الأعمال، و بما يعنيه، و يترك الفضول و الأعمال التي تهدر الأوقات، و تضيعها هباء بلا طائل .