قبل أن يلفظ عبد الرحمن أنفاسه الأخيرة, غط إصبعه في دمه, وكتب على الجدار:
نحن معك يا شعب العراق!
(2)
فتح عبد المعين التلفزيون, فرأى مسيرة شعبية في بغداد والمذيع يقول: أين
أنتم أيها الزعماء العرب, الضمير العربي يناديكم, العروبة تستصرخ رجولتكم
وإباءكم...
أحس عبد المعين بغصة تأخذ بروحه, فقال:
_ لا تتعب نفسك يا أخي, ناديناهم قبلك أن يساعدونا, أن يمدونا بالسلاح.. ولكنهم أقاموا العلاقات مع الصهاينة, ولم يلتفتوا إلينا!!
(3)
استمع عبد الله إلى نشيد" والله زمان يا سلاحي.."، من المذياع, فدمعت
عيناه، وتكوم فوق الكنبة، تقتله الذكريات.. وتابع المذياع أناشيده.. "
بغداد يا قلعة الصمود.."، فانهمرت دموعه وصرخ: لا، لا لهتلر العصر.. وخرج
إلى الحارة، وهو يصرخ لا, لا لهتلر العصر.. نحن معاك يا بغداد..
مشى معه اثنان يرددان ما يقوله.. انضم ثالث.. خامس.. عشرة.. عشرون.. ستون.. مئة..
صاروا تظاهرة كبيرة.. حملوا الحجارة.. توجهوا نحو السفارة الأمريكية..
(4)
قال المسؤول: شيخ سعودي حرم الدعاء على اليهود!!
انتفض مسؤول آخر, وقال: وكيف سنحارب إسرائيل!!
(5)
حامت الطائرة فوق المخيم, تراكض الناس..
تعالت الأصوات: ستقصف مقر الشرطة.. لا ستقصف مقر حركة، جبهة، منظمة..
وأطلقت الطائرة صواريخها.. فتطايرت أشلاء أطفال الروضة!!
(6)
قال موشيه وعيناه تقدحان شرراً, للطفل الذي يسيل الدم من أنفه وفمه:
_ لم رجمتني بالحجر يابن..
قال الطفل بثقة:
_ لأنني لا أمتلك قنبلة!!
(7)
سأل حاييم قائده:
_ كيف وضعوا العلم في رأس عمود الكهرباء ذي التوتر العالي!!
لم يكن استغراب القائد بأقل من جنديه، ولكنه رمى رميته:
_ لكيلا نستطيع إنزاله!!
ثم فكر، وبعد دقائق، قال بخبث:
_ اقصفوا مولدات الكهرباء!!
(8)
قال ناحوم:
_ الأجيال القادمة ستنسى فلسطين, القضية قضية زمن!
قال المذيع الصهيوني في نشرة الأخبار:
_ .. وقد ألقت الشرطة الإسرائيلية القبض على الصبي الفلسطيني الذي قتل الضابط الإسرائيلي بالسكين..
(9)
قرأ خالد تاريخ فلسطين والعرب والعالم.. وقرأ تاريخ الثورات ضد الظلم
والقهر والاستعمار.. وقرأ القوانين والحقوق والشرائع.. ثم قرأ الكتب
العسكرية.. وغاص في قراءة جياب وجيفارا.. ثم قرأ بعمق العمليات الفدائية
والاستشهادية.. ولما استوعب حقيقة الصراع في الوجود, قرر أن يكون قنبلة
بشرية!
(10)
قال ابي
في اي قطر عربي
اذا اعلن الذكي عن ذكائه
فهو غبي !!