الصوت , احذروا , اعياد

احذروا اعياد رأس السنة



الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه أجمعين .

يفتتن بعض المسلمين بأعياد النصارى كعيد رأس السنة (كريسمس) فيشاركونهم

فيها بالتهنئة وما فوقها غافلين عن مدى مشروعية فعلتهم ؛ لذا نصيحة لهم وتذكيرا

للجميع أكتب هذا الموضوع معتمدا على فقه علماء الإسلام للوحي .

والمغزى هو بيان حرمة مشاركة النصارى اعيادهم وليس الحكم على أحد بالكفر

أو الفسق والفجور .

معنى التهنئة :

كما جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية :

التّهنئة في اللّغة خلاف التّعزية ، يقال : هنّأه بالأمر والولاية تهنئة وتهنيئا إذا قال له :

ليهنئك وليهنيك ، أو هنيئا ، ويقال : هنّأه تهنئة وتهنيا . والهنيء والمهنأ : ما أتاك بلا

مشقّة ولا تنغيص ولا كدر .

وفي الاصطلاح : لا تخرج التّهنئة - في الجملة - عن المعنى اللّغويّ ، لكنّها في

مواطنها قد تكون لها معان أخصّ كالتّبريك ، والتّبشير ، والتّرفئة ، وغير ذلك ممّا

يرد ذكره .ا.هـ.

وعادة ما تكون التهنئة كلام رقيق يقوله المُهنئ لمن يُهنئه في مناسبة سارة يظهر

به فرحه بهذه المناسبة .

عيد رأس السنة (كريسماس) :

هي عيد محدث في دين النصارى أنفسهم ويحتفلون بميلاد المسيح عليه السلام ، فيه

يعظمون الصليب ويشركون بالله تعالى بدعوتهم لعيسى عليه السلام بأنه إله أو ابن إله

تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، إضافة إلى ما يقع في احتفالاتهم بأعيادهم الفواحش

والمنكرات .

حكم التهنئة :

اتفق سلفنا الصالح ومن هو أهل للعلم على تحريم تهنئة النصارى وغيرهم من المشركين

أعيادهم بأدلة من الكتاب والسنة والاجماع والاعتبار ، والمسألة من مسائل العقيدة ولا

تتغير بتغيير الزمان ولا المكان ( إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ) .

قال الله سبحانه و تعالى في وصف عباده المؤمنين :

{ وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً } الفرقان72

قال عبدالله ابن عباس و أبو العالية وطاوس وابن سيرين والضحاك ومجاهد والربيع

بن أنس وغيرهم (عن تفسير الآية): هي أعياد المشركين .أ.هـ.

فإن ما يحدث في أعيادهم زور وبهتان إذا يدّعون أن عيسى ابن الله .

فالله سبحانه وتعالى قرر وحدانيته وتنزيهه في سورة الإخلاص بينما يقرر النصارى

في عيدهم هذا نقيض ما قرره الله سبحانه وتعالى فيشركون بالله ويشبهونه بالبشر

ويكفرون به كما يقول الله سبحانه وتعالى :

{ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَآلُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ } المائد17

{ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ } المائدة73

قولهم هذا يغضب رب السموات والأرض ويكاد أن يجعلهما هباءاً منثورا ، قال الله تعالى :

{تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً * أَن دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ

وَلَداً } مريم90_91

فهل أصبح حجر صلب يؤثر عليه فظاعة قول الكافرين ولا يؤثر على قطعة لحم في

صدورنا ؟

فكيف نرضى بالكفر والله لا يرضه لعباده :

{ إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم }
الزمر7 .

فالموقف الصحيح في مثل هذه المناسبات هو التبرأ منها ومن أهلها كما أمرنا الله سبحانه وتعالى :

{ قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا

تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ

وَحْدَهُ } الممتحنة:4 .

ومن السنة فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قدم رسول الله المدينة ولهم

يومان يلعبون فيهما ، فقال : ما هذان اليومان ؟ قالوا : كنا نلعب فيهما في الجاهلية ،

فقال رسول الله : إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما : يوم الأضحى ويوم الفطر .

رواه أبو داود والنسائي وأحمد .

قال الإمام ابن تيمية رحمه الله في اقتضاء السراط المستقيم :

والإبدال من الشيء يقتضي ترك المبدل منه، إذ لا يجمع بين البدل والمبدل منه.ا.هـ.

قلت : وأعياد النصارى كأعياد الجاهلية إذا يشاركها في الباطل .

أما اجماع سلفنا الصالح ، فيقول ابن تيمية في الاقتضاء :

فمما هو معلوم من السير أن اليهود والنصارى ما زالوا في أمصار المسلمين يفعلون

أعيادهم التي لهم، ومع ذلك لم يكن في عهد السلف من المسلمين من يشركهم في شيء

من ذلك ، وكذلك ما فعله عمر في شروطه مع أهل الذمة التي اتفق عليها الصحابة

وسائر الفقهاء بعدهم : أن أهل الذمة من أهل الكتاب لا يظهرون أعيادهم في دار

الإسلام، وإنما كان هذا اتفاقهم على منعهم من إظهارهم.أ.هـ.

فكيف بمشاركة المسلمين أعيادهم ؟! وإظهار المسلمين فرحهم بأعيادهم ؟!

أما أدلة تحريم تهنئتهم بالاعتبار ، قال العلماء :

إن الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي قال الله فيها:

{ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً } المائدة48

و قال الله تعالى لنبيه محمد عليه الصلاة والسلام :

{ ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ * إِنَّهُمْ

لَن يُغْنُوا عَنكَ مِنَ اللَّهِ شَيئاً وإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ }

الجاثية18_19 .

وأشار إلى ذلك النبي بقوله :

يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا . رواه البخاري ومسلم

قال ابن تيمية في الاقتضاء : إن الأعياد من أخص ما تتميز به الشرائع، ومن أظهر ما

لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره.ا.هـ.

إضافة إلى ذلك أن أعيادهم لا تنفك عن المعصية والمنكر وأعظم ذلك تعظيمهم للصليب

وإشراكهم بالله تعالى ، مما هو موجب لسخط الله ومقته لذلك قال عمر رضي الله عنه:

إياكم ورطانة الأعاجم، وأن تدخلوا على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم فإن السخطة

تتنزل عليهم . رواه أبو الشيخ الأصبهاني والبيهقي

وقال عمر أيضاً: اجتنبوا أعداء الله في عيدهم. رواه البيهقي .


ومن أوجه الاعتبار ، قال العلماء :

أنه إذا سوغ فعل القليل من المشاركة في أعيادهم أدى إلى فعل الكثير، ثم إذا اشتهر

هذا دخل فيه عوام الناس وتناسوا أصله حتى يصير عادة للناس بل عيداً لهم، حتى

يضاهى بعيد الله، بل قد يزيد عليه حتى يكاد أن يقضي إلى موت الإسلام وحياة الكفر

ويكون السنة بدعة والبدعة سنة والمتبع للرسول عليه الصلاة مبتدع والمبتدع متبع .

ومن أدلة تحريم تهنئتهم أن مشاركة النصارى أعيادهم تشبه بهم وإن كانت بالتهنئة

فحسب لقول الرسول عليه الصلاة والسلام :

من تشبه بقوم فهو منهم .رواه أبو داود واحمد

واخبر عليه الصلاة والسلام عن بعض امته انهم سيتبعون اليهود والنصارى ، فقال:

لتتبعن سنن من كان قبلكم، شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب

تبعتموهم. قالوا: يا رسول الله، اليهود والنصارى؟ قال: (فمن) . رواه البخاري .

منقووووووووول للفائده

]i]مرسي على تحذيركي الينا الله يعطيك العافية[/i] :شكراً::