مٱ أجَمل ٱلكلٱم عنٌ رجَل عظٌيّم ، عنٌ قَدُوِة مربّيّ ، فُيّ زمنٌ قَل فُيّۂ ٱلقَدُوِٱتُ
ٱلصِٱلحًة . ۂذٌٱ ٱلرجَل نٌتُخٌذٌ منٌ حًيّٱتُۂ سًمٱتُ حًيّٱة ٱلطٌۂر وِٱلكرٱمة ، فُيّ حًيّنٌ أنٌ
منٌ بّيّنٌنٌٱ منٌ يّقَتُفُيّ أثًر ٱلأعدُٱء حًذٌوِ ٱلقَدُة بّٱلقَدُة ..
ۂذٌٱ ٱلرجَل
ٱلعظٌيّم ، ۂوِ ٱلذٌيّ أحًيّٱ أمة وِأعلنٌ دُوِلة وِأقَٱم شّرعة ، أذٌل ٱللۂ بّۂ ٱلكفُر
وِأۂلۂ ، وِنٌصِر بّۂ ٱلحًقَ وِجَنٌدُۂ ، ٱلحًدُيّثً عنٌ رجَل نٌصِر بّٱلرعبّ مسًيّرة شّۂر وِجَعل
رزقَۂ تُحًتُ ظٌل رمحًۂ وِجَعل ٱلذٌل وِٱلصِغّٱر على منٌ خٌٱلفُ أمرۂ .
ۂذٌٱ ٱلرجَل صِٱحًبّ
لسًٱنٌ صِٱدُقَ وِقَلبّ سًليّم، ۂذٌٱ ٱلرجَل ٱلعظٌيّم ۂوِ: محًمدُ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم ،
ٱلذٌيّ كٱنٌ أمة فُيّ ٱلخٌلقَ وِٱلدُعوِة وِمنٌۂٱجَ ٱلحًيّٱة ..
أليّسً ريّنٌٱ تُبّٱرك وِتُعٱلى أثًنٌى عليّۂ فُقَٱل : { وِإنٌك لعلى خٌلقَ عظٌيّم } .
وِإنٌنٌٱ
وِإنٌ تُٱقَتُ أنٌفُسًنٌٱ لرؤيّة حًبّيّبّنٌٱ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم وِتُبّٱعدُتُ ٱلأيّٱم وِٱلسًنٌيّنٌ
بّيّنٌنٌٱ وِبّيّنٌۂ إلٱ أنٌ رجَٱئنٌٱ أنٌ نٌكوِنٌ فُيّمنٌ قَٱل فُيّۂم صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم وِۂوِ
جَٱلسً عنٌدُ أصِحًٱبّۂ : " وِدُدُتُ أنٌٱ قَدُ رأيّنٌٱ إخٌوِٱنٌنٌٱ " قَٱل ٱلصِحًٱبّة مسًتُفُۂميّنٌ : ألسًنٌٱ إخٌوِٱنٌك يّٱ رسًوِل ٱللۂ ؟ فُردُ عليّۂم بّأبّيّ ۂوِ وِأميّ قَٱئلٱً : "أنٌتُم أصِحًٱبّيّ ، وِإخٌوِٱنٌنٌٱ ٱلذٌيّنٌ لم يّأتُوِٱ بّعدُ " فُتُسًٱءلوِٱ كيّفُ يّعرفُ رسًوِل ٱللۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم منٌ لم يّرۂ فُيّ حًيّٱتُۂ فُقَٱلوِٱ: كيّفُ تُعرفُ منٌ لم يّأتُ بّعدُ منٌ أمتُك يّٱ رسًوِل ٱللۂ ؟
فُوِضحً رسًوِليّ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم مقَصِدُۂ بّأعظٌم تُوِضيّحً قَٱئلٱ : " أرأيّتُم لوِ أنٌ رجَلٱً لۂ خٌيّل غّر محًجَلة بّيّنٌ ظٌۂريّ خٌيّل دُُۂم بُّۂم ألٱ يّعرفُ خٌيّلۂ ؟"
وِمعنٌى
تُسًٱؤلۂ : أنٌۂ لوِ كٱنٌ وِٱحًدُ منٌ ٱلنٌٱسً عنٌدُۂ خٌيّل بّيّضٱء بّيّنٌ خٌيّوِل أخٌرى تُفُرقَ
عنٌۂم أوِليّسً يّعرفُ خٌيّلۂ منٌ بّيّنٌۂٱ ؟ قَٱلوِٱ : بّلى يّٱ رسًوِل ٱللۂ..
تُأمليّ
مٱذٌٱ ردُ رسًوِل ٱللۂ عليّۂ وِسًلم بّعدُۂٱ وِٱسًتُشّعريّ عظٌم ۂذٌٱ ٱلردُ فُيّ حًيّٱتُك وِۂل
أنٌتُ ممنٌ يّدُٱوِم على مٱ سًيّقَوِلۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم أم لٱ إذٌ قَٱل صِلى ٱللۂ
عليّۂ وِسًلم : " فُإنٌۂم يّأتُوِنٌ غّرٱً محًجَليّنٌ منٌ ٱلوِضوِء وِأنٌٱ فُرطٌۂم على ٱلحًوِض " روِٱۂ مسًلم.
فُلوِ جَلسًنٌٱ بّعض أوِقَتُنٌٱ لنٌلمسً منٌ ۂذٌٱ ٱلحًدُيّثً تُجَٱرة رٱبّحًة يّوِم ٱلقَيّٱمة ، لطٌٱل بّنٌٱ ٱلأوِقَٱتُ ..
فُإنٌ ٱلوِضوِء يّشّتُكيّ منٌٱ .. وِيّشّتُكيّ منٌ عجَلتُنٌٱ ، وِيّفُتُقَدُ منٌ أۂل ٱلإسًلٱم منٌ يّطٌبّقَ ٱلسًنٌة فُيّ وِضوِءۂ ..
أسًأل ٱللۂ تُعٱلى أنٌ يّجَعلنٌٱ ممنٌ يّقَتُفُيّ أثًرۂ وِيّتُبّع سًنٌتُۂ ، لنٌنٌٱل ٱلجَزٱء ٱلعظٌيّم منٌ ٱلعظٌيّم تُبّٱرك وِتُعٱلى ..
فُإنٌنٌٱ بّحًٱجَة مٱسًة ضروِريّة لأنٌ نٌعرفُ حًيّٱتُۂ وِنٌعيّشّ تُفُٱصِيّلۂٱ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم ..
لأموِر متُعدُدُة سًنٌعرفُۂٱ لتُكوِنٌ لنٌٱ طٌريّقَٱً ممۂدُٱ منٌذٌ ۂذٌٱ ٱليّوِم لتُلقَفُ كل سًنٌة وِٱتُبّٱع كل أموِر رسًوِل ٱللۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم ..
أوِل ۂذٌۂ ٱلأسًبّٱبّ ٱلتُيّ تُدُعوِنٌٱ لٱقَتُفُٱء أثًر رسًوِل ٱللۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم :
1. أنٌ ٱللۂ أمرنٌٱ بّٱلٱقَتُدُٱء بّۂ فُقَٱل سًبّحًٱنٌۂ : { لقَدُ كٱنٌ لكم فُيّ رسًوِل ٱللۂ أسًوِة حًسًنٌة لمنٌ كٱنٌ يّرجَوِ ٱللۂ وِٱليّوِم ٱلآخٌر }
فُمعرفُۂ سًنٌنٌۂ وِإتُبّٱع أوِٱمرۂ وِتُرك نٌوِٱۂيّۂ دُليّل على محًبّتُنٌٱ لرسًوِل ٱللۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم ٱلتُيّ ۂيّ دُليّل على حًبّنٌٱ لمنٌ أحًبّۂ ٱللۂ تُعٱلى ..
فُبّإتُبّٱع ٱلسًنٌة نٌتُيّجَة أوِردُتُۂٱ ٱلآيّة إنٌ كنٌٱ قَدُ تُمعنٌٱۂٱ إذٌٱ أنٌ منٌ كٱنٌ يّرجَوِ ٱللۂ وِٱليّوِم ٱلآخٌر فُليّكوِنٌ لۂ منٌ رسًوِل ٱللۂ أسًوِة حًسًنٌة ..
وِبّمعرفُة حًيّٱة رسًوِل ٱللۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم سًلوِك لطٌريّقَ آمنٌ ، وِلنٌيّل ٱلفُوِز ٱلعظٌيّم ..
ٱلأمر ٱلثًٱنٌيّ ٱلذٌيّ يّدُعوِنٌٱ لسًلوِك سًنٌة رسًوِل ٱللۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم:
2. أنٌ حًيّٱتُۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم حًيّٱة ٱلمعصِوِم عنٌ ٱلخٌطٌأ
وِٱلضلٱل فُۂوِ ٱلقَدُوِة وِقَدُ جَعلۂٱ ربّيّ تُبّٱرك وِتُعٱلى ۂيّ (ٱلأسًوِة ٱلحًسًنٌة) فُۂوِ
ٱلصِوِرة ٱلتُطٌبّيّقَيّة ٱلعمليّة لۂذٌٱ ٱلدُيّنٌ وِجَميّع ٱلطٌرقَ ٱلموِصِلة إلى ٱللۂ تُعٱلى
ثًم إلى ٱلجَنٌة موِصِوِدُة إلٱ منٌ طٌريّقَۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم .
وِيّمتُنٌع أنٌ يّعرفُ دُيّنٌ ٱللۂ وِيّصِحً ٱلإسًلٱم بّدُوِنٌ معرفُة ٱلرسًوِل صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم وِكيّفُ كٱنٌ ۂدُيّۂ وِعملۂ وِأمرۂ وِنٌۂيّۂ وِمنٌۂجَۂ وِسًنٌتُۂ .
فُۂيّ
غّنٌيّمة مٱ بّعدُۂٱ غّنٌيّمة أنٌ يّكوِنٌ لنٌٱ رسًوِل قَدُم لنٌٱ منٌۂٱجَ حًيّٱة عٱدُل وِيّدُعوِ إلى
ٱلفُلٱحً فُيّ ٱلدُنٌيّٱ وِٱلآخٌرة ليّكوِنٌ لنٌٱ نٌبّرٱسًٱً فُيّ ٱلتُطٌبّيّقَ وِٱلعمل ..
وِإنٌ
منٌ ٱلخٌسًٱرة ٱلفُٱدُحًة أنٌ نٌتُرك سًيّرة رسًوِل ٱللۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم ٱلذٌيّ عصِمۂ
ربّيّ منٌ ٱلزلل ، لنٌتُجَۂ إلى غّيّرۂ منٌ ٱلقَدُوِٱتُ ٱلتُيّ تُعتُريّۂٱ ٱلنٌقَصِ وِٱلزلل
وِٱلخٌطٌأ مٱ يّعتُريّۂٱ ، وِرسًوِل ٱللۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم معۂ دُسًتُوِر ٱلحًيّٱة
ٱلصِحًيّحً ..
ٱلأمر ٱلثًٱلثً ٱلذٌيّ يّدُعوِنٌٱ لمعرفُة ۂدُيّۂ وِحًيّٱتُۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم :
3.
<أنٌ حًيّٱتُۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم مدُرسًة كٱملة خٌرجَتُ ٱلأجَيّٱل تُلوِ ٱلأجَيّٱل ،
فُنٌتُأمل منٌ سًيّرتُۂ ٱلمتُكٱملة أنٌۂ سًٱلم وِحًٱربّ ، وِأقَٱم وِسًٱفُر ، وِبّٱع وِٱشّتُرى ،
وِأخٌذٌ وِأعطٌى وِمٱ عٱشّ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم وِحًدُۂ وِلٱ غّٱبّ عنٌ ٱلنٌٱسً يّوِمٱً
وِٱحًدُٱً . وِلقَدُ لٱقَى أصِنٌٱفُ ٱلأذٌى ، وِقَٱسًى أشّدُ أنٌوِٱع ٱلظٌلم ، وِكٱنٌتُ ٱلعٱقَبّة
وِٱلنٌصِر وِٱلتُمكيّنٌ لۂ .
فُنٌرى أنٌۂ ٱسًتُطٌٱع بّعوِنٌ ٱللۂ لۂ أنٌ يّخٌرجَ ٱلنٌٱسً منٌ
ٱلظٌلمٱتُ إلى ٱلنٌوِر ، وِمنٌ ٱلضلٱل إلى ٱلۂدُى وِمنٌ ٱلشّقَٱء إلى ٱلسًعٱدُة
</в>، فُأحًبّوِۂ وِفُدُوِۂ بّأنٌفُسًۂم وِأۂليّۂم وِأموِٱلۂم وِٱقَتُدُوِٱ بّۂ فُيّ كل
صِغّيّرة وِكبّيّرة ، فُأصِبّحًوِٱ أئمة وِقَٱدُة ٱلبّشّريّة
ۂل تُطٌلبّوِنٌ منٌ ٱلمخٌتُٱر معجَزة ** يّكفُيّۂ شّعبّ منٌ ٱلأجَدُٱثً أحًيّٱ
منٌ وِحًدُ ٱلعربّ حًتُى كٱنٌ وِٱتُرۂم ** إذٌٱ رأى وِلدُ ٱلموِتُوِر أخٌـٱۂ
[в]لكنٌ
ٱليّوِم لٱ نٌرى نٌصِرٱ كمٱ كنٌٱ نٌعرفُۂ فُيّ أمجَٱدُ سًبّقَتُ كل ٱلسًبّبّ يّعوِدُ إلٱ أنٌ مٱ
أصِيّبّ بّۂ ٱلمسًلموِنٌ ٱليّوِم ۂوِ بّسًبّبّ ٱلإخٌلٱل بّجَٱنٌبّ ٱلٱقَتُدُٱء بّۂ وِٱلأخٌذٌ بّۂدُيّۂ
وِٱتُبّٱع سًنٌتُۂ .
فُإنٌ رسًوِل ٱللۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم لم يّشّرع منٌ عنٌدُۂم وِلم تُصِل دُعوِتُۂ للآفُٱقَ بّسًبّبّ تُخٌطٌيّطٌۂ ۂوِ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم ..
إنٌمٱ
ۂوِ منٌ وِحًيّ ٱللۂ تُعٱلى ، ٱلذٌيّ خٌلقَ ٱلعبّٱدُ وِۂوِ أدُرى بّمصِٱلحًۂم ، وِبّمٱ يّنٌفُعۂم
، فُحًريّ بّنٌٱ أنٌ نٌسًتُشّعر ذٌلك وِنٌتُأمل ، وِتُتُبّنٌى دُوِٱخٌلنٌٱ قَنٌٱعة عظٌيّمة:
أنٌ مٱ فُيّ حًيّٱة ٱلرسًوِل صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم منٌ نٌجَٱحًٱتُ ۂوِ بّسًبّبّ طٌريّقَة حًيّٱتُۂ وِنٌۂجَۂ ٱلتُيّ كٱنٌ يّنٌۂجَۂٱ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم ..
فُمنٌ
ۂنٌٱ تُكوِنٌ ٱنٌطٌلٱقَتُنٌٱ إلى تُطٌبّيّقَ ٱلسًنٌة لنٌنٌٱل بّۂ فُوِز ٱلدُنٌيّٱ بّتُحًقَيّقَ مرٱدُنٌٱ
وِفُوِز ٱلآخٌر بّٱلخٌلوِدُ فُيّ ٱلفُردُوِسً ٱلأعلى إنٌ شّٱء ٱللۂ منٌ ٱلفُٱئزيّنٌ .سًتُكوِنٌ بّدُٱيّة ٱلكلٱم فُيّ حًيّٱة رسًوِل ٱللۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم .. فُيّ ٱلحًدُيّثً عنٌ ٱلعبّٱدُة فُيّ حًيّٱتُۂ :
فُٱلخٌلقَ كلۂم مٱ خٌلقَوِٱ إلٱ لعبّٱدُة ٱللۂ تُعٱلى كمٱ قَٱل تُعٱلى (وِمٱ خٌلقَتُ ٱلجَنٌ وِٱلإنٌسً إلٱ ليّعبّدُوِنٌ) ..
لذٌٱ
فُإنٌ ٱلنٌبّيّ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم كٱنٌ لۂ شّأنٌ عظٌيّم مع ٱلعبّٱدُة وِموِٱصِلة ٱلقَلبّ
بّٱللۂ عز وِجَل . فُۂوِ لٱ يّدُع وِقَتُٱً يّمر دُوِنٌ ذٌكر ٱللۂ عز وِجَل وِحًمدُۂ وِشّكرۂ . وِ
قَدُ كٱنٌتُ حًيّٱتُۂ كلۂٱ عبّٱدُة للۂ سًبّحًٱنٌۂ .
فُحًريّ بّنٌٱ أنٌ نٌكوِنٌ كذٌلك ، وِأنٌ نٌصِحًحً نٌوِٱيّٱً وِنٌسًلم أمر ٱلدُنٌيّٱ لخٌٱلقَۂٱ ، وِنٌجَعل دُوِٱخٌلنٌٱ فُيّ تُعلقَ كبّيّر بّٱللۂ تُعٱلى فُيّ كل ٱلأوِقَٱتُ ..
فُتُأمليّ حًيّنٌ خٌٱطٌبّ ٱللۂ تُعٱلى رسًوِل صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم بّقَوِلۂ تُعٱلى : { يّٱ أيّۂٱ ٱلمزمل * قَم ٱلليّل إلٱ قَليّلٱً * نٌصِفُۂ أوِ ٱنٌقَصِ منٌۂ قَليّلٱً * أوِ زدُ عليّۂ وِرتُل ٱلقَرآنٌ تُرتُيّلٱ * } [ ٱلمزمل : 1 ـ 4 ] .
لمٱ خٌٱطٌبّۂ تُعٱلى بّۂذٌۂ ٱلآيّٱتُ ٱلعظٌيّمة ٱسًتُجَٱبّ لربّۂ فُقَٱم حًتُى تُفُطٌرتُ قَدُمٱۂ.
فُٱنٌظٌريّ كيّفُ كٱنٌتُ ٱسًتُجَٱبّتُۂ بّأبّيّ ۂوِ وِأميّ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم ، مع كل مٱ حًفُۂ ربّيّ تُعٱلى منٌ ٱلبّشّٱرٱتُ ٱلعظٌيّمة ..
فُعنٌ أبّيّ ۂريّرة رضيّ ٱللۂ عنٌۂ قَٱل : ( كٱنٌ
رسًوِل ٱللۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم يّقَوِم يّصِليّ حًتُى تُنٌتُفُخٌ قَدُمٱۂ ، فُيّقَٱل لۂ : يّٱ
رسًوِل ٱللۂ تُفُعل ۂذٌٱ وِقَدُ غّفُر ٱللۂ لك مٱ تُقَدُم منٌ ذٌنٌبّك وِمٱ تُأخٌر ؟ قَٱل : "
أفُلٱ أكوِنٌ عبّدُٱً شّكوِرٱً " .
فُلك أنٌ تُتُأمليّ فُإنٌ رسًوِل ٱللۂ صِلى
ٱللۂ عليّۂ وِسًلم كٱنٌ يّطٌيّل صِلٱتُۂ بّٱلليّل وِيّنٌٱجَيّ ربّۂ وِيّدُعوِۂ لأنٌۂ يّسًتُعيّنٌ بّۂذٌٱ
ٱلوِردُ ٱلليّليّ فُيّ ٱلقَيّٱم بّأعبّٱء ٱلدُعوِة وِأموِر ٱلأمة . فُقَدُ حًكوِٱ عنٌ صِلٱتُۂ
ٱلعجَيّبّة ٱلمطٌمئنٌة حًكٱۂٱ ٱلصِحًٱبّيّ ٱلجَليّل حًذٌيّفُة بّنٌ ٱليّمٱنٌ رضيّ ٱللۂ عنٌۂ إذٌ
قَٱل : (( صِليّتُ مع ٱلنٌبّيّ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم ليّلة
فُٱفُتُتُحً ٱلبّقَرة فُقَلتُ : يّركع عنٌدُ ٱلمٱئة ، ثًم مضى! فُقَلتُ : يّصِليّ بّۂٱ فُيّ ركعة
، فُمضى ، ثًم ٱفُتُتُحً ٱلنٌسًٱء فُقَرأۂٱ ثًم ٱفُتُتُحً آل عمرٱنٌ فُقَرأۂٱ ، يّقَرأ متُرسًلٱً
. إذٌٱ مر بّآيّة فُيّۂٱ تُسًبّيّحً سًبّحً ، وِإذٌٱ مر بّسًؤٱل سًأل ، وِإذٌٱ مر بّتُعوِذٌ تُعوِذٌ،
ثًم ركع فُجَعل يّقَوِل : سًبّحًٱنٌ ربّيّ ٱلعظٌيّم فُكٱنٌ ركوِعۂ نٌحًوِٱً منٌ قَيّٱمۂ ، ثًم قَٱل
: سًمع ٱللۂ لمنٌ حًمدُۂ ، ربّنٌٱ لك ٱلحًمدُ ، ثًم قَٱم طٌوِيّلٱً قَريّبّٱً ممٱ ركع ، ثًم
سًجَدُ فُقَٱل : سًبّحًٱنٌ ربّيّ ٱلأعلى قَريّبّٱً منٌ قَيّٱمۂ )) روِٱۂ مسًلم 1/536.
وِٱللۂ
لوِ طٌبّقَنٌٱ ۂذٌٱ ٱلۂدُيّ فُيّ قَيّٱمنٌٱ لنٌلنٌٱ فُوِقَ مٱ نٌتُمنٌى فُإنٌ رسًوِل ٱللۂ صِلى ٱللۂ
عليّۂ وِسًلم نٌٱل مٱ نٌتُلمسً أثًرۂ حًتُى نٌحًنٌ وِإلى ٱلآنٌ ، فُفُيّ ٱلجَنٌٱنٌ ۂوِ ، وِدُعوِتُۂ
تُصِدُحً حًتُى ٱلآنٌ ، وِرسًٱلة محًفُوِظٌة إلى يّوِم ٱلقَيّٱمة .
وِٱللۂ لوِ ٱسًتُشّعرنٌٱ ۂذٌۂ ٱلسًنٌة ٱلعظٌيّمة لمٱ فُرطٌنٌٱ فُيّۂٱ ليّلة وِٱحًدُۂ !
فُشّأنٌ
قَيّٱم ٱلليّل شّأنٌ لٱ يّمكنٌ وِصِفُۂ ، فُۂوِ كٱلزٱدُ لمنٌ تُريّدُ أنٌ تُحًقَقَ مٱ تُريّدُ منٌ
أموِر دُنٌيّوِيّة أوِ أخٌروِيّة .. فُمنٌٱجَٱة ٱللۂ وِحًدُۂٱ لذٌة لٱ يّسًتُشّعرۂٱ إلٱ منٌ علقَ
قَلبّۂ بّٱللۂ تُعٱلى ..وِمنٌ قَٱم ٱلليّل كٱنٌ فُيّ وِجَۂۂ نٌوِرٱ وِفُيّ روِحًۂ رضٱ وِٱطٌمئنٌٱنٌ
غّيّر ٱلشّرفُ ٱلرفُعة ٱلتُيّ يّنٌٱلۂٱ منٌ يّقَوِم ٱلليّل ..فُلنٌعقَدُ ٱلعزم منٌ ۂذٌٱ ٱلوِقَتُ
أنٌ يّكوِنٌ لنٌٱ نٌصِيّبّ منٌ قَيّٱم ٱلليّل ، حًتُى نٌنٌٱل أكثًر منٌ نٌتُمنٌى نٌوِٱلۂ ..
وِبّعدُ
ۂذٌٱ ٱلجَٱنٌبّ منٌ ۂدُيّ ٱلنٌبّيّ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم ، نٌنٌظٌر إلى حًٱلۂ مع ٱلذٌكر فُإنٌ
ٱلإمٱم ٱلقَدُوِة صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم كٱنٌ وِقَتُۂ عٱمرٱً بّٱلطٌٱعة وِٱلعبّٱدُة .
فُعنٌ عٱئشّة رضيّ ٱللۂ عنٌۂٱ قَٱلتُ : (( كٱنٌ رسًوِل ٱللۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم يّذٌكر ٱللۂ تُعٱلى على كل أحًيّٱنٌۂ )) روِٱۂ مسًلم .
وِۂذٌٱ دُليّل أنٌ على ٱلمسًلم أنٌ يّكوِنٌ لسًٱنٌۂ رطٌبّٱً بّذٌكر ٱللۂ ..
فُلٱ
يّنٌبّغّيّ أنٌ تُشّغّلنٌٱ ۂذٌۂ ٱلدُنٌيّٱ عنٌ ذٌكر ٱللۂ ، وِۂل ۂنٌٱك أخٌفُ منٌ أنٌ نٌذٌكر ٱللۂ
تُعٱلى على كل حًٱل فُإنٌ ٱبّنٌ عبّٱسً رضيّ ٱللۂ عنٌۂمٱ يّذٌكر وِجَۂٱ مشّرقَٱً آخٌرٱً منٌ
حًيّٱة رسًوِل ٱلأمة صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم فُيّقَوِل :
.. (( كنٌٱ نٌعدُ لرسًوِل ٱللۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم فُيّ ٱلمجَلسً ٱلوِٱحًدُ مٱئة مرة: " ربّ ٱغّفُر ليّ وِتُبّ عليّ إنٌك أنٌتُ ٱلتُوِٱبّ ٱلرحًيّم "
.. وِأمٱ أبّوِ ۂريّرة رضيّ ٱللۂ عنٌۂ فُإنٌۂ يّقَوِل : سًمعتُ رسًوِل ٱللۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم يّقَوِل : "وِٱللۂ إنٌيّ لأسًتُغّفُر ٱللۂ وِأتُوِبّ إليّۂ فُيّ ٱليّوِم أكثًر منٌ سًبّعيّنٌ مرة" .. وِتُقَوِل أم سًلمة رضيّ ٱللۂ عنٌۂٱ عنٌ أكثًر دُعٱء ٱلرسًوِل إذٌٱ كٱنٌ عنٌدُۂٱ :
" يّٱ مقَلبّ ٱلقَلوِبّ ثًبّتُ قَلبّيّ على دُيّنٌك " ٱلتُرمذٌيّ .
فُكل ۂذٌۂ ٱلأحًٱدُيّثً ٱلتُيّ روِٱۂٱ ٱلصِحًٱبّة ٱلذٌيّنٌ تُعلقَتُ قَلوِبّۂم بّحًبّ رسًوِل ٱللۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم نٌتُلمسً منٌۂٱ أثًرٱً عظٌيّمٱ ..
وِۂذٌٱ
ٱلأثًر ۂوِ أنٌ إمٱمنٌٱ وِقَٱئدُنٌٱ وِقَدُوِتُنٌٱ محًمدُ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم يّجَعل منٌ
ٱلعبّٱدُة زٱدُٱً يّقَضيّ بّۂٱ حًٱجَتُۂ فُيّ ٱلدُنٌيّٱ وِٱلآخٌرة .. وِنٌحًنٌ نٌرى أثًر ۂذٌٱ
ٱلزٱدُ فُيّ نٌجَٱحً دُعوِتُۂ ٱلمحًفُوِظٌة إلى يّوِم ٱلقَيّٱمة وِمٱ منٌّ ٱللۂ عليّۂ منٌ
فُتُوِحًٱتُ عٱمرۂ ، وِٱنٌتُشّٱر منٌقَطٌع ٱلنٌظٌيّر لۂذٌٱ ٱلدُيّنٌ ٱلعظٌيّم .
فُلٱ بّدُ أنٌ نٌشّعر أنٌفُسًنٌٱ أنٌنٌٱ بّحًٱجَة مٱسًة إلى عبّٱدُة ٱللۂ .
وِأنٌنٌٱ لنٌ نٌجَدُ طٌريّقَٱً مسًدُوِدُٱً يّفُتُحً إلٱ بّٱلإسًتُعٱنٌة بّٱللۂ عنٌ طٌريّقَ عبّٱدُتُۂ .وِأنٌ نٌؤدُيّ ٱلعبّٱدُة كمٱ أمرنٌٱ ٱللۂ أنٌ نٌؤدُيّۂٱ ، لأنٌۂٱ ۂيّ ٱلزٱدُ ٱلتُيّ سًنٌصِل بّۂٱ إلى مبّتُغّٱنٌٱ منٌ رضٱ ٱللۂ وِٱلفُوِز بّٱلجَنٌة ..
فُحًفُظٌ
دُيّنٌ ٱللۂ بّٱلإسًتُمرٱر على عبّٱدُتُۂ وِٱلمدُٱوِمة على ذٌلك حًفُظٌ لأنٌفُسًنٌٱ ، لأنٌ فُيّ
ٱلحًدُيّثً أنٌ رسًوِل ٱللۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم ذٌكر ذٌلك بّٱلوِصِيّة ٱلعظٌيّمة إذٌ قَٱل:
" ٱحًفُظٌ ٱللۂ يّحًفُظٌك ٱحًفُظٌ ٱللۂ تُجَدُۂ تُجَٱۂك ……… "
فُمٱ أعظٌم تُلك ٱلوِصِيّة لوِ أحًٱطٌتُ بّحًيّٱتُنٌٱ ..
حًتُى
ۂنٌٱ فُإنٌ ٱلوِصِيّة ٱلأخٌيّرة ٱلتُيّ أتُمنٌى منٌ أعمٱقَ قَلبّيّ أنٌ تُجَدُ لۂٱ قَبّوِلٱً فُيّ
قَلوِبّكم ٱلطٌيّبّة .. أتُمنٌى أنٌ نٌكوِنٌ فُعلٱ قَدُ قَررنٌٱ أنٌ نٌنٌبّذٌ كل قَدُوِة لٱ تُعيّنٌ
على ٱلخٌيّر بّل نٌتُجَۂ لأعظٌم قَدُوِة وِۂوِ رسًوِل ٱللۂ صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم ٱلذٌيّ رسًم
لنٌٱ منٌۂٱجَ ٱلحًيّٱة وِقَدُمۂٱ لنٌٱ بّنٌتُٱئجَ مضموِنٌة ، منٌ فُوِز وِفُلٱحً وِرفُعة وِشّرفُ ..
فُۂل منٌ مشّمر قَبّل أنٌ يّقَوِم منٌ ۂذٌٱ ٱلمجَلسً .. أتُمنٌى فُعلٱ أنٌ نٌكوِنٌ كلنٌٱ كذٌلك..
وِسًيّكوِنٌ
حًدُيّثًنٌٱ بّإذٌنٌ ٱلموِلى عز وِجَل حًدُيّثً يّطٌوِفُ بّنٌٱ دُٱخٌل بّيّتُ ٱلنٌبّوِة وِكيّفُ كٱنٌ ٱلنٌبّيّ
صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم فُيّ بّيّتُۂ ، وِنٌنٌۂل منٌ معيّنٌ ٱلسًنٌنٌ ٱلرٱئعة ، وِٱلتُيّ إنٌ
أحًٱطٌتُ حًيّٱتُنٌٱ فُسًتُحًيّطٌۂٱ بّحًفُظٌ وِرضٱ وِسًعٱدُة لٱ منٌتُۂى لۂٱ ..
سًيّكوِنٌ ۂذٌٱ ٱلحًدُيّثً بّتُوِفُيّقَ ٱللۂ تُعٱلى ٱلأحًدُ مٱ بّعدُ ٱلإجَٱزة إنٌ كتُبّ ٱللۂ لنٌٱ عمرٱً جَدُيّدُٱً ..
ٱللۂ
تُقَبّل ۂذٌٱ ٱلمجَلسً ٱلمبّٱرك ٱلذٌيّ ذٌكرنٌٱ فُيّۂ أحًبّ ٱلخٌلقَ إليّك ٱلذٌيّ ٱثًنٌيّتُ عليّۂ
فُيّ كتُٱبّك ٱلكريّم بّخٌلقَۂ ٱلعظٌيّم ، ٱللۂم وِأجَعل كل منٌ جَلسًتُ فُيّ ۂذٌٱ ٱلمجَلسً منٌ
ٱلمتُبّعيّنٌ لسًنٌة نٌبّيّك وِٱلدُٱعيّنٌ لۂٱ ، وِجَعل أقَوِى زٱدُ نٌتُزوِدُ بّۂ جَميّعٱً لقَضٱء
حًوِٱئجَ ٱلدُنٌيّٱ وِٱلآخٌرة ۂيّ سًنٌة نٌبّيّك صِلى ٱللۂ عليّۂ وِسًلم ..
ٱللۂم أنٌتُ
ٱلمعيّنٌ وِأنٌتُ ٱلميّسًر فُإنٌ ٱلتُيّسًيّر منٌ عنٌدُك وِأنٌتُ ٱلموِفُقَ فُإنٌ ٱلتُوِفُيّقَ منٌ عنٌدُك
فُيّسًر لنٌٱ وِٱۂدُنٌٱ لمٱ تُحًبّۂ وِتُرضى وِصِل ٱللۂم وِسًلم على محًمدُ وِعلى آل وِأصِحًٱبّۂ
وِأزوِٱجَۂ ٱلطٌيّبّيّنٌ ٱلطٌٱۂريّنٌ وِأتُبّٱعۂ إلى يّوِم ٱلدُيّنٌ وِنٌحًنٌ معۂم يّٱ أرحًم
ٱلرٱحًميّنٌ