بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
--------------------------------------
يقول صاحب القصة :
بعد 21 سنة من زواجي ، وجدت بريقاً جديداً من الحب ...
قبل فترة بدأت أخرج مع امرأة غير زوجتي ... وكانت فكرة زوجتي ... حيث بادرتني بقولها : " أعلم جيداً كم تحبها " ...
المرأة التي أرادت زوجتي أن أخرج معها ... وأقضي وقتاً معها كانت " أمي " ... التي ترملت منذ 19 سنة .
ولكن مشاغل العمل وحياتي اليومية ( 3 ) أطفال ... ومسؤوليات مختلفة ... جعلتني لا أزورها إلا نادراً !!.
في يوم ؛ اتصلت بها ... ودعوتها إلى العشاء ... سألتني : " هل أنت بخير ؟! " ...
لأنها غير معتادة على مكالمات متأخرة ... وتقلق من ذلك ...
فقلت لها : "نعم ؛ أنا ممتاز ... ولكني أريد أن أقضي وقتا معك يا أمي ".
قالت : " نحن فقط ؟! " .
فكرتْ قليلاً ثم قالت : "أحب ذلك كثيراً "...
في يوم الخميس وبعد العمل ... مررت عليها وأخذتها ... وكنت مضطربا ، وعندما وصلت ... وجدتها هي أيضاً قلقة.
كانت تنتظر عند الباب ؛ مرتدية ملابسا جميلة ، ويبدو أنه آخر فستان قد اشتراه أبي قبل وفاته .
ابتسمت أمي ... وقالت : " قلت للجميع أنني سأخرج اليوم مع ابني ، والجميع فرح ، ولا يستطيعون انتظار الأخبار التي سأقصها عليهم بعد عودتي !! " .
ذهبنا إلى مطعم عادي ، ولكنه جميل وهادئ ، تمسكت أمي بذراعي وكأنها السيدة الأولى ...
بعد أن جلسنا ؛ بدأتُ أقرأ قائمة الطعام ؛ حيث أنها لا تستطيع أن تقرأ إلا الأحرف الكبيرة .
وبينما كنت أقرأ كانت تنظر إلي بابتسامة عريضة على شفتيها المجعدتين ، وقاطعتني قائلة :
" كنت أنا من أقرأ لك وأنت صغير !!" .
أجبتها : " حان الآن موعد تسديد شيء من ديني بهذا الشيء ... ارتاحي أنت يا أماه " .
تحدثنا كثيراً أثناء العشاء ، لم يكن هناك أي شيء غير عادي ، ولكن قصص قديمة ، وقصص جديدة ، لدرجة أننا نسينا الوقت إلى ما بعد منتصف الليل !!.
وعندما رجعنا ، ووصلنا إلى باب بيتها ؛ قالت : " أوافق أن نخرج سوياً مرة أخرى ، ولكن على حسابي " .
فقبّلت يدها ، وودعتها ...
بعد أيام قليلة ؛ توفيت أمي بنوبة قلبية .
حدث ذلك بسرعة كبيرة ... لم أستطع عمل أي شيء لها .
وبعد عدة أيام وصلني عبر البريد ورقة من المطعم الذي تعشينا به أنا وهي - رحمه الله - مع ملاحظة مكتوبة بخطها :
" دفعت الفاتورة مقدماً ... كنت أعلم أنني لن أكون موجودة ... المهم دفعت العشاء لشخصين لك
ولزوجتك ، لأنك لن تقدّر ما معنى تلك الليلة بالنسبة لي ... أحبك ياولدي ".
في هذه اللحظة فهمت وقدرت معنى كلمة " حب " أو " أحبك " ...
وما معنى أن نجعل الطرف الآخر يشعر بحبنا ومحبتنا له ...
لا شيء أهم من الوالدين وبخاصة الأم ... امنحهم الوقت الذي يستحقونه ...
انتهت القصة .
_________________________
- منقول :kkjhuu7y: :kkjhuu7y:
ـأتمنى ـآ الردوود :ert45yg4h: :ert45yg4h: