أشجار كثيرة .. وأنهارٌ جارية ..وقطوفٌ دانية .. وجنةٌ لا يُسمع فيها لاغية
عجائب الخيرات مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر إنها دار رب الأرباب وملك الملوكـ والعباد .. إنها دار خلود وبقاء.. لا فيها بأس ولا شقاء ولا أحزان ولا بكاء .. لا تنقضي لذاتها ولا تنتهي مسراتها..
فما الجنة ؟ولماذا ؟وما صفة أهلها ؟وما صفتها ؟ وما أسباب دخولها ؟
سنتعرف إلى ذلكـ كله بإذن الله من خلال وقفتنا مع هذه الآية الكريمة
الجنـة هو الاسم العام المتناول لتلك الدار و ما اشتملت عليه من أنواع النعيم واللذة والبهجة والسرور وقرة الأعين .
دار رب الأرباب وملك الملوك التي أعدها لعباده المؤمنين من الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وأهل التوحيد من أمة محمد - عليه الصلاة و السلام - بعد أن يطهرهم رب العزة سبحانه من ذنوبهم .
وقد سميت الجنة جنة لأن الداخل إليها تستره بأشجارها وتغطيه .
أما أسباب خلقها .. فقد خلق الله عز وجل الجنة حتى لا يستوي الصالح بالطالح، ولا المحسن بالمسيءولا المؤمن بالكافر ولا المظلوم بالظالم، وصدق الله العظيم ( أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ) ( سورة القلم – الآية 35 )
فالموزاين عند الله سبحانه وتعالى محكمة يقول الحق تبارك وتعالى في محكم كتابه ( وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ ) ( سورة الأنبياء – الآية 47 )
خُلِقت حتى يعوّض رب العزة - سبحانه - المحسن عن إحسانه والمجاهد عن جهاده والصابر عن صبره والمحتسب وجه الله - عز وجل - في كل بلية جرت عليه .
فتعالوا أخوة الأيمان نتعرف على شىء قليل من كثير غزير من ما فى الجنة عل ذلك يدفعنا للعمل فى نيلها والجد فى طلبها .
قال الله _جل وعلا_ والذين أمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجرى من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا لهم فيهاأزواج مطهرة وندخلهم ظلا ظليلا (سورة النساء) وقال أيضاجنات عدن مفتحة لهم الأبواب (سورة ص) وقال تعالى"حتى أذا جاءوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين" (سورة الزمر)
هل تعلم ان في الجنة سوق؟ سوق الجنه
عن انس ابن مالك ان رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: (( أن في الجنهلسوقا يأتونها كل جمعه فتهب ريح الشمال فتحثو في وجوههم وثيابهم فيزدادون حسنا وجمالا فيرجعون الي أهليهم وقد ازدادوا حسنا وجمالا فيقول لهم أهلوهم : والله لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا فيقولون والله وأنتم لقد ازددتم بعدنا حسنا وجمالا))
أبوابها :
فهي ثمانية أبواب وكل باب قد خصه رب العزة بطاعة لقول النبي عليه الصلاة و السلام ( فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان ) فقال أبو بكر الصديق : بأبي أنت وأمي يا رسول الله، وما على أحد من ضرورة أن يدعى من الأبواب كلها ؟ قال - عليه الصلاة والسلام - ( لا ، وأرجو أن تكون منهم) ( متفق عليه ) أي وأرجو يا أبا بكر أن تكون ممن يدعى من الأبواب الثمانية
أسماء أبواب الجنة الثمان :
1- الجهاد : خاص بأهل الجهاد في سبيل الله .
2- التوبة : خاص بالتائبين .
3- الصلاة : خاص بأهل الصلاة .
4- الريان : خاص بأهل الصيام .
5- الصدقة : خاص بأهل الصدقات .
6- الوالد : خاص للذين يبرون والديهم .
7- الفرح : خاص للذين يدخلون السرور والفرح على الأطفال .
8- الضحي : خاص للذين يصلون الضحى .
نسأل الله عز وجل أن يكتب للجميع الجنة وما يقربنا إليها من الأقوال والأعمال .
أرضها ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال ( خلق الله تبارك وتعالى الجنة لبنة من ذهب ولبنة من فضة وملاطها المسك، فقال لها تكلمي فقالت ( قد أفلح المؤمنون) فقالت الملائكة : طوبى لكِ منزلُ الملوك ) ( صحيح صحيح – الألباني )