اليوم جئت لكم بضمان لدخول جنة عرضها السماوات و الأرض و الضامن هو رسولنا الحبيب محمد عليهـ أفضل الصلاة و التسليم
روى الإمام أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه والحاكم في مستدركه وغيرهم عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال « اضمنوا لي ستاً من أنفسكم أضمن لكم الجنة : اصدقوا إذا حدثتم ، وأوفوا إذا وعدتم ، وأدوا إذا ائتمنتم ، واحفظوا فروجكم ، وغضوا أبصاركم ، وكفوا أيديكم »
ضمان القيام بأعمال سهلهـ و ميسرهـ يضمن لكم دخول الجنة « اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة » امورآ من قام بها في حياتهـ ثم انتقل الى رحمة الله ضمن دخول الجنة بأمان ~
وأول هذه الضمانات هو الصدق في الحديث : فالمؤمن يجب ان يكون صادق في حديثهـ لا يكذب أبدآ وفي الحديث « عليكم بالصدق ، فإن الصدق في يهدي إلي البر، والبر يهدي إلي الجنة ، ولا يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا ». رواه مسلم.
وثاني هذه الضمانات هو الوفاء بالعهد : و الوفاء بالعهد هو صفة من صفاة خُلق المؤمنين فالمؤمن لا ينقض عهدآ ولا يخلف وعدآ لأن المجتمع الإسلامي يتصف بالوفاء في التعامل فإن انعدم الوفاء ساد التنافر و كثر الحقد و الكراهية بين الأفراد فلضمان دخول الجنهـ يجب علينا أيضآ ان نفي بالعهود ولا ننقض منها شيئآ.
وثالث هذه الضمانات هو اداء الأمانة : و الأمانة هي من الصفات العظيمة التي يجب أن يتحلى بها كل مؤمن و مسلم فتعد هذه الصفة من كمال إيمان المرء و حسن إسلامهـ وفي الحديث « المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم » رواه أحمد . وإذا سادت الأمانة في المجتمع عظم تماسكهـ وعم فيهـ الخير و البركة فلضمان دخول الجنة يجب على المؤمن ايضآ ان يؤدي الأمانة.
ورابع هذه الضمانات هو حفظ الفروج : لقد امتدح الله عز وجل الحافظين و الحافظات لفروجهم، وجعل ذلك من سمات الفلاح وعلامات الفوز في الآخرة، فقال الله سبحانهـ و تعالى: { والذين هم لفروجهم حافظون إلا على أزواجهم أوماملكت أيمانهم فإنهم غير ملومين , فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون } [المؤمنون : 5-7 ] فلضمان دخول الجنة يجب أيضآ على المؤمن حفظ فرجة.
وخامس هذه الضمانات هو غض البصر : سيسأل الإنسان عما استعمل فيهـ حواس السمع و البصر والفؤاد ,فإن استعملها بالخير نال الثواب, و إن استعملها بالشر نال العقاب, فقال الله سبحانهـ و تعالى: { إن السمع و البصر والفؤاد كل أولئك كان عنهـ مسؤولآ } [الإسراء:36 ] فلضمان دخول الجنة يجب أيضآ على المؤمن غض بصرة عن المحرمات.
وسادس هذه الضمانات هو كف الأيادي : وكف الأيادي يكون بالإبتعاد عن ايذاء الناس أو الإعتداء عليهم أو التعرض لهم بالسوء, روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله عليهـ الصلاة و السلام : « مر رجل بغصن شجرة على ظهر الطريق فقال والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم فأدخل الجنة » رواه مسلم .
فإذا ضمنت الصدق في الحديث و الوفاء بالعهد و اداء الأمانة و حفظ فرجك و غض بصرك و كف يدك عن الناس فقد ضمنت الجنة.
أعاننا الله جميعآ على القيام بجميع هذه الأمور ,, جعلنا الله و إياكم من أهل الجنة و السلام عليكم و رحمة الله و بركاتة