تقول إحدى الأخوات تعرفت في فترة دراستي على إحدى الفتيات وكانت مثالاً يضرب في الأخلاق والجمال والاجتهاد، أيضاً إضافة إلى أن تمسكها بدينها كان شديداً لدرجة أنني كنت أفخر بها حقاً وأعتبرها المثل الأعلى للفتاة المسلمة.. وفي يوم من الأيام، ونحن نجلس في مطعم الجامعة، أتت فتاة لا نعرفها وجلست معنا على نفس الطاولة وبالرغم من أنها لم تعجبني من حيث كلامها وهيئتها، إلا أنني تقبلت الوضع لأعرف ما هو غرضها الذي جاءت من أجله، ولكنها أخذت تماطل في الحديث أولاً، ولم تأت بالموضوع مباشرة ثم قالت تخاطبنا، لم أنتما هكذا تبدوان وكأنكما نائمتان في هذا العالم؟! فلم أر يوماً واحدة منكما صبغت شعرها مثلاً أو لبست عدسة لتغير لون عينيها، وربما أصبحت أجمل، وأخذت تسترسل في حديثها هذا وكأنها شيطان ماكر..
وما أن سمعتها تتحدث بهذه الطريقة حتى تركت لها الطاولة وشددت صديقتي لتأتي معي ، ولكنها لم تعرني اهتماماً فتوجهت فوراً لقاعة المحاضرات بعد أن كدت أنفجر من الغضب من آرائها المسمومة، وما طرحت من أفكار ولا أعرف ما حل بصديقتي التي كانت تجلس معها.. وفي اليوم التالي وكعادتي ذهبت لحديقة الجامعة، وجلست على أحد المقاعد هناك ثم فتحت كتاباً لأقرأه حتى تنتهي من المحاضرة، وما أن مرت ساعة من الزمن إلا ورأيت جميع الفتيات يخرجن من القاعة واحدة تلو الأخرى، عندها سألت نفسي أين صديقتي؟! إنها ليست معهن! ترى هل هي غائبة؟! ولكنها لا تغيب إلا لسبب قاهر؟! ترى هل هي مريضة أم ماذا؟! وما أن خرجت آخر طالبة حتى سألتها أين صديقتي ولماذا لم تحضر معكن؟ فأجابت: إنني لم أرها اليوم بأكمله، أعتقد أنها غائبة فانزعجت كثيراً لأنني أعرف أن غيابها لا يكون لأمر سهل، فكرت قليلاً.. ثم نظرت إلى الساعة فوجدتها العاشرة تماماً، سرت متوجهة إلى بوابة الخروج لقد انتهى دوامي هذا اليوم.
وفي اليوم التالي.. تكرر نفس الشيء فانزعجت أكثر وظللت على هذا الحال أسبوعاً كاملاً لا أدري ما الذي حل بها منذ جلوسنا مع تلك الفتاة الشريرة.
وفي يوم السبت وبعد عطلة الأسبوع وأنا متوجهة لقاعة المحاضرة..
فوجئت بل اندهشت عندما رأيت صديقتي مع تلك الفتاة، وهي التي كانت لا تفارقني أبداً وعندما نظرت إليها فإذا شعرها الأسود الجميل قد قص إلى ما فوق رقبتها وصبغ بلون أصفر، فبدت وكأنها واحدة لا أعرفها بتاتاً،
عندها سألت نفسي.. أهذه صديقتي التي أعرفها! أهي تلك العاقلة التي يضرب بها المثل!! لا لا ربما ليست هي، فلم أتعود أن أرى صديقتي تضع سماعة المسجل في أذنيها، لقد اختلفت تماماً، إنها تضع جميع أنواع وألوان المساحيق في وجهها وكأنها أتت لتحضر عرساً أو حفلة، وقد كانت من قبل تأتي لطلب العلم لا تهمها هذه الأشياء التافهة.
وعندما اقتربت مني قليلاً دهشت حقاً، بل كدت أقع على الأرض عندما رأيت تلك الرسمة الخليعة التي وضعت على بلوزتها التي والله يخجل الإنسان من النظر إليها، وحدثتني قائلة وبكل فخر وكل اعتزاز: أتعرفين أين كنت في الأسبوع الماضي؟ فلم أجبها، لأن لساني قد شل تقريباً عندما رأيت ذلك التغير المفاجئ الذي طرأ عليها.. فكررت عليَّ السؤال ثانية ولكنها لم تنتظر إجابتي وقالت: لقد كنت في إحدى دول أوروبا لأنني وجدت أن صديقتي ((الفتاة الشريرة)) معها الحق كل الحق فيما قالته فلن أكون متأخرة العقلية جاهلة لا أفهم شيئاً كما كنت سابقاً، لقد أصبحت الآن مواكبة لعصري متقدمة أتعرفين بلوزتي هذه.. إنها صيحة هذا العام.. وشعري هذا الذي ترينه صبغته وقصصته عند أشهر وأكبر محل ((كوافير)) في أوروبا. (تأملي رعاك الله كيف انقلبت عندها المفاهيم عندما اقترنت بأهل الشر).
فسألتها بكل دهشة ما الذي غيرك؟! أعقلك على ما يرام؟! لا أظن ذلك، لأن هذه الأفعال ليست أفعال عقلاء. أين دينك؟ أين أخلاقك؟ أين العلم الذي كنت تأتين من أجله كل هذا تجاهلتيه من أجل (الموضة) من أجل هذا المنظر السيء الذي أنت عليه الآن وما هذه العدسات التي تضعينها في عينيك.. إن منظرك مضحك جداً وكأنك مهرج يعبث بنفسه ليضحك الناس لقد أصبحت نكتة الموسم.. فاحمر وجهها وبدا عليها الغضب لقد أصبح دمها يغلي في عروقها.. غدت باهتة الألوان مكتملة بلون وجهها الأحمر، وعندما استدارت لتسير مع الشيطانة التي معها (الفتاة الشريرة) فإذا بي أرى تنورتها تكاد تتمزق من الضيق والأسوأ من ذلك فتحة التنورة أين كانت لما فوق الركبة ألهذه الدرجة تلعب (الموضة) بأفكارنا ألهذه الدرجة نكون ضعفاء. أعتقد بل أجزم أن مثل هؤلاء الفتيات لو أن الموضة أمرتهن أن يخرجن من منازلهن بثياب منحرفة لفعلن ذلك، ولو أمرتهن أن يخرجن بدون أن يمشطن شعرهن لفعلن ذلك. هذا حقاً ما دار بذهني عندما رأيت تلك الفتاة التي كانت لي أكثر من أخت، واليوم تبدلت حالها إلى حال تشمئز النفس من رؤيتها، لقد تأملت كثيراً وحاولت نصحها مراراً ولكن الصدود كان ردها عليَّ دائماً ولم أيأس من إعادتها إلى ما كانت عليه من دين وخلق وحياء وجمال وبجميع الوسائل حاولت إقناعها، وحاولت أن ألفت انتباهها أكثر من مرة إلى الغربيين الذين توصلوا إلى القمر وها هم الآن يريدون غزو كواكب أخرى وسيصلون ما دمنا نحن أطفالاً نلهو بالألعاب التي تقدم إلينا ولكن كلامي معها دائماً كان يذهب دون جدوى إلى أن جاء يوم من الأيام وأنا في طريقي لقاعة المحاضرات وجدتها تبكي وبحرقة شديدة وقد وضعت على رأسها منديلاً أبيض على غير العادة فاستغربت واقتربت منها لأعرف ما سبب حزنها الشديد هذا فكشفت لي رأسها فبدا لي وكأنه قد حرق فسألتها ما الذي فعل بك هذا؟ وكيف حدث هذا؟! فأجابتني والدمع ينهمر من عينيها قائلة: أتعرفين الفتاة التي تقابلنا معها في المطعم فأجبتها: نعم.
فقالت: لقد أعارتني الكثير من مجلات الأزياء وجعلتني أفصل الكثير من ملابسي كما في (الموضة) حتى شعري غدوت أتبع (الموضة) في تسريحه وفي يوم من الأيام باعتني زجاجة بها سائل أحمر وقالت لي: هذه هي وصفة آخر التسريحات وأخبرتني أنها أتت بها من أوروبا وما أن وضعت السائل على رأسي حتى رأيت شعري يتساقط بفظاعة إنه شيء لم أتصوره أبداً.. فندمت يا أختي على كل ما فعلته لقد خسرت كل شيء خسرت ديني وصديقاتي وخلقي وحيائي وهذه حالي كما ترين ولكن لن أقول إلا الحمد لله الذي جعلني أتيقظ لنفسي قبل فوات الأوان ولكن هل تقبلين صداقتي من جديد فأجبتها: نعم ما دمت رجعت لرشدك من جديد فأنا صديقتك منذ هذه اللحظة (من رسالة بعنوان: ماذا تخفي لنا الموضة؟ لنجمة السويل)
وعادت تائبة إلى ربها.. عادت من رحلة اللهو والضياع وبدأت حياتها تتغير.. لقد أشرق نور الحق في حياتها من جديد.
..
تقول إحدى الأخوات تعرفت في فترة دراستي على إحدى الفتيات وكانت مثالاً يضرب في الأخلاق والجمال والاجتهاد، أيضاً إضافة إلى أن تمسكها بدينها كان شديداً لدرجة أنني كنت أفخر بها حقاً وأعتبرها المثل الأعلى للفتاة المسلمة.. وفي يوم من الأيام، ونحن نجلس في مطعم الجامعة، أتت فتاة لا نعرفها وجلست معنا على نفس الطاولة وبالرغم من أنها لم تعجبني من حيث كلامها وهيئتها، إلا أنني تقبلت الوضع لأعرف ما هو غرضها الذي جاءت من أجله، ولكنها أخذت تماطل في الحديث أولاً، ولم تأت بالموضوع مباشرة ثم قالت تخاطبنا، لم أنتما هكذا تبدوان وكأنكما نائمتان في هذا العالم؟! فلم أر يوماً واحدة منكما صبغت شعرها مثلاً أو لبست عدسة لتغير لون عينيها، وربما أصبحت أجمل، وأخذت تسترسل في حديثها هذا وكأنها شيطان ماكر..
وما أن سمعتها تتحدث بهذه الطريقة حتى تركت لها الطاولة وشددت صديقتي لتأتي معي ، ولكنها لم تعرني اهتماماً فتوجهت فوراً لقاعة المحاضرات بعد أن كدت أنفجر من الغضب من آرائها المسمومة، وما طرحت من أفكار ولا أعرف ما حل بصديقتي التي كانت تجلس معها.. وفي اليوم التالي وكعادتي ذهبت لحديقة الجامعة، وجلست على أحد المقاعد هناك ثم فتحت كتاباً لأقرأه حتى تنتهي من المحاضرة، وما أن مرت ساعة من الزمن إلا ورأيت جميع الفتيات يخرجن من القاعة واحدة تلو الأخرى، عندها سألت نفسي أين صديقتي؟! إنها ليست معهن! ترى هل هي غائبة؟! ولكنها لا تغيب إلا لسبب قاهر؟! ترى هل هي مريضة أم ماذا؟! وما أن خرجت آخر طالبة حتى سألتها أين صديقتي ولماذا لم تحضر معكن؟ فأجابت: إنني لم أرها اليوم بأكمله، أعتقد أنها غائبة فانزعجت كثيراً لأنني أعرف أن غيابها لا يكون لأمر سهل، فكرت قليلاً.. ثم نظرت إلى الساعة فوجدتها العاشرة تماماً، سرت متوجهة إلى بوابة الخروج لقد انتهى دوامي هذا اليوم.
وفي اليوم التالي.. تكرر نفس الشيء فانزعجت أكثر وظللت على هذا الحال أسبوعاً كاملاً لا أدري ما الذي حل بها منذ جلوسنا مع تلك الفتاة الشريرة.
وفي يوم السبت وبعد عطلة الأسبوع وأنا متوجهة لقاعة المحاضرة..
فوجئت بل اندهشت عندما رأيت صديقتي مع تلك الفتاة، وهي التي كانت لا تفارقني أبداً وعندما نظرت إليها فإذا شعرها الأسود الجميل قد قص إلى ما فوق رقبتها وصبغ بلون أصفر، فبدت وكأنها واحدة لا أعرفها بتاتاً،
عندها سألت نفسي.. أهذه صديقتي التي أعرفها! أهي تلك العاقلة التي يضرب بها المثل!! لا لا ربما ليست هي، فلم أتعود أن أرى صديقتي تضع سماعة المسجل في أذنيها، لقد اختلفت تماماً، إنها تضع جميع أنواع وألوان المساحيق في وجهها وكأنها أتت لتحضر عرساً أو حفلة، وقد كانت من قبل تأتي لطلب العلم لا تهمها هذه الأشياء التافهة.
وعندما اقتربت مني قليلاً دهشت حقاً، بل كدت أقع على الأرض عندما رأيت تلك الرسمة الخليعة التي وضعت على بلوزتها التي والله يخجل الإنسان من النظر إليها، وحدثتني قائلة وبكل فخر وكل اعتزاز: أتعرفين أين كنت في الأسبوع الماضي؟ فلم أجبها، لأن لساني قد شل تقريباً عندما رأيت ذلك التغير المفاجئ الذي طرأ عليها.. فكررت عليَّ السؤال ثانية ولكنها لم تنتظر إجابتي وقالت: لقد كنت في إحدى دول أوروبا لأنني وجدت أن صديقتي ((الفتاة الشريرة)) معها الحق كل الحق فيما قالته فلن أكون متأخرة العقلية جاهلة لا أفهم شيئاً كما كنت سابقاً، لقد أصبحت الآن مواكبة لعصري متقدمة أتعرفين بلوزتي هذه.. إنها صيحة هذا العام.. وشعري هذا الذي ترينه صبغته وقصصته عند أشهر وأكبر محل ((كوافير)) في أوروبا. (تأملي رعاك الله كيف انقلبت عندها المفاهيم عندما اقترنت بأهل الشر).
فسألتها بكل دهشة ما الذي غيرك؟! أعقلك على ما يرام؟! لا أظن ذلك، لأن هذه الأفعال ليست أفعال عقلاء. أين دينك؟ أين أخلاقك؟ أين العلم الذي كنت تأتين من أجله كل هذا تجاهلتيه من أجل (الموضة) من أجل هذا المنظر السيء الذي أنت عليه الآن وما هذه العدسات التي تضعينها في عينيك.. إن منظرك مضحك جداً وكأنك مهرج يعبث بنفسه ليضحك الناس لقد أصبحت نكتة الموسم.. فاحمر وجهها وبدا عليها الغضب لقد أصبح دمها يغلي في عروقها.. غدت باهتة الألوان مكتملة بلون وجهها الأحمر، وعندما استدارت لتسير مع الشيطانة التي معها (الفتاة الشريرة) فإذا بي أرى تنورتها تكاد تتمزق من الضيق والأسوأ من ذلك فتحة التنورة أين كانت لما فوق الركبة ألهذه الدرجة تلعب (الموضة) بأفكارنا ألهذه الدرجة نكون ضعفاء. أعتقد بل أجزم أن مثل هؤلاء الفتيات لو أن الموضة أمرتهن أن يخرجن من منازلهن بثياب منحرفة لفعلن ذلك، ولو أمرتهن أن يخرجن بدون أن يمشطن شعرهن لفعلن ذلك. هذا حقاً ما دار بذهني عندما رأيت تلك الفتاة التي كانت لي أكثر من أخت، واليوم تبدلت حالها إلى حال تشمئز النفس من رؤيتها، لقد تأملت كثيراً وحاولت نصحها مراراً ولكن الصدود كان ردها عليَّ دائماً ولم أيأس من إعادتها إلى ما كانت عليه من دين وخلق وحياء وجمال وبجميع الوسائل حاولت إقناعها، وحاولت أن ألفت انتباهها أكثر من مرة إلى الغربيين الذين توصلوا إلى القمر وها هم الآن يريدون غزو كواكب أخرى وسيصلون ما دمنا نحن أطفالاً نلهو بالألعاب التي تقدم إلينا ولكن كلامي معها دائماً كان يذهب دون جدوى إلى أن جاء يوم من الأيام وأنا في طريقي لقاعة المحاضرات وجدتها تبكي وبحرقة شديدة وقد وضعت على رأسها منديلاً أبيض على غير العادة فاستغربت واقتربت منها لأعرف ما سبب حزنها الشديد هذا فكشفت لي رأسها فبدا لي وكأنه قد حرق فسألتها ما الذي فعل بك هذا؟ وكيف حدث هذا؟! فأجابتني والدمع ينهمر من عينيها قائلة: أتعرفين الفتاة التي تقابلنا معها في المطعم فأجبتها: نعم.
فقالت: لقد أعارتني الكثير من مجلات الأزياء وجعلتني أفصل الكثير من ملابسي كما في (الموضة) حتى شعري غدوت أتبع (الموضة) في تسريحه وفي يوم من الأيام باعتني زجاجة بها سائل أحمر وقالت لي: هذه هي وصفة آخر التسريحات وأخبرتني أنها أتت بها من أوروبا وما أن وضعت السائل على رأسي حتى رأيت شعري يتساقط بفظاعة إنه شيء لم أتصوره أبداً.. فندمت يا أختي على كل ما فعلته لقد خسرت كل شيء خسرت ديني وصديقاتي وخلقي وحيائي وهذه حالي كما ترين ولكن لن أقول إلا الحمد لله الذي جعلني أتيقظ لنفسي قبل فوات الأوان ولكن هل تقبلين صداقتي من جديد فأجبتها: نعم ما دمت رجعت لرشدك من جديد فأنا صديقتك منذ هذه اللحظة (من رسالة بعنوان: ماذا تخفي لنا الموضة؟ لنجمة السويل)
وعادت تائبة إلى ربها.. عادت من رحلة اللهو والضياع وبدأت حياتها تتغير.. لقد أشرق نور الحق في حياتها من جديد.