جفَّ اليَراعُ فأينَ بَعْدُ المَــــــوْردُ *** أَحلامُ شِعْري أَن يعودَ المَسجـــــدُ
عارٌ عَلينا والنِّداءُ يَطالُنــــــــــــا*** نَبْقى سُكوتا والحبيبُ مُهــــــــــدَّدُ
حَرَمٌ يَنُوحُ فلا تَكَلَّمُ أَنْفُـــــــــــسٌ *** تالله إِنا في ثَراكَ سَنَسْجُــــــــــــدُ
ضَنَّ القَرِيضُ ولوْ يَجِفُّ مَعِينُــه *** أَبقى بِعَزْمِكَ أَنْتَحِيهِ وأُنْشِـــــــــــدُ
طَفَحَتْ موازينُ الورى فَلَعَلَّهـــا *** رِيحٌ أَجَنَّتْ لِلْهُبُوبِ تُمَهِّـــــــــــــدُ
ولَعَلَّها إِذْ يَسْتَبِيكَ بَرِيقُهـــــــــــا *** نَارٌ تَلَظَّى في الْخَفَاءِ تَوَقَّـــــــــــدُ
إِذْ هَبَّ كُلُّ العُرْبِ بُغْيَةَ نَصْــرِهِ *** لوْ يَفْعَلُونَ إِنِّي هُنالِكَ أَسْعَـــــــــدُ
مِنْ كُلِّ فَجٍّ قَدْ تَقَاطَرَ جَمْعُهُـــــمْ *** شِعْرِي عليهِم والقَصائِدُ تَشْهَـــــدُ
حتىَّ إذا بَلَغَ القِتَالُ سَنَامَـــــــــهُ *** أَلْفَيْتَهَا تِلْكَ الفَرَائِصُ تَرْعُـــــــــدُ
وإِذِ القُلُوبُ لدى الحَنَاجِر يَوْمَهَا *** فَرَقاً وظَنَّتْ لِلْمَنِيَّةِ مَوْعِــــــــــــدُ
وإذا الْأَسِنَّةُ أُغْمِدَتْ لمَّا بَـــــــدا *** طَلْقُ الرَّصَاصِ وليْسَ ثَمَّ مُهَنَّـــدُ
وكُلَيْبُ خَالَ الزِّيرَ آخِذُ ثَـــــأْرِهِ *** أمَّا تَخَلَّى فَالأَسَى يَتَجَـــــــــــــدَّدُ
حِطِّيْنُ لوْ يَأْتِي رِجَالُكِ هَاهُنَــــا *** لِلْقُدْسِ والأَقْصَى الجَرِيحِ سَنَقْصِدُ
إِيْمَانُهُمْ -لوْ تَعْلَمُونَ- بِأَنَّهُــــــــمْ *** طَلَبُ الشَّهَادَةِ فِي الجَنَانِ يُــرَدِّدُ
خُضْنَا الكَرِيهَةَ والفَطِيمُ خِلافَنَـا *** ولِأُمِّهِ بَعْدَ الرَّحِيلِ تَنَهُّــــــــــــــدُ
ونَعُودُ قَدْ شَبَّ الفَطِيمُ وقَدْ نَبَـــا *** كَيْفَ الرِّمَاحُ إِذا تَحِينُ تُسَـــــــدَّدُ
أَنِسَتْ بِنَا قَفْرُ الوُحُوشِ وحالُنُـا *** أَنَّا كُهُوفَ الوَحْشِ فِيهِنَّ نَهْمَـــــدُ
يَالِلرِّجاَلِ وتَعْجَبُونَ لِحَالِهِـــــــمْ *** عَجَبًا لَكُمْ كَيْفَ العُرُوبَةُ تَرْقُــــــدُ
هَذا ثَرَاكُمْ عِزُّكُمْ وهَوَانُكُـــــــمْ *** قُدْسٌ سَرَى فِيهَا النَّبِيُّ مُحَمَّــــــدُ
فَعَلَيْكُمُ مِنِّي السَّلامَ أَحِبَّتِــــــــي *** مَا عَاشَ فِيكُمْ لِلإِلهِ مُوَحِّــــــــــدُ