ظاهرة الظلم ظاهرة اخذتبالإنتشار بين مجتمعاتنا لا ادري كيف يستطيع يظلم الظالم المظلوم! كيف له قلب ان يظلم ! سبحان الله ؟ الا يخاف الظالم من يوم الحساب ؟ هذا يظلم ابنه وذاك يظلم اخيه وذا يظلم اخته !!! هل الظلم اصبح مرض في قلوبنا ؟
الظلم هو : وضع الشيء في غير موضعه . و أصل الُظلم : الجور و مجاوزة الحد .
و الظَلَمة : هم المانعون أهل الحقوق حقوقهم. [لسان العرب ، ابن منظور ، (15/266) ]
و في مفردات الراغب الأصفهاني : الظلم عند أهل اللغة و كثير من أهل العلم :وضع الشيء في غير موضعه المختص به إما بنقصان أو بزيادة ،و إما بعدول عن وقته أو مكانه . [مفردات الراغب الأصفهاني ، ص315 ]
الظُلم مُحرم في كل شيء و لكل إنسان :
قال شيخ الإسلام ابن تيميه : " و الظلم محرماً في كل شيء و لكل أحد فلا يحل ظلم أحد أصلاً سواء كان مسلماً أو كافراً أو كان ظالماً، قال تعالى : { يا أيها الذين آمنوا كونوا قوَّامين بالقسط ..} و معنى شنئان قوم :أي بغض قوم و هم كفار" [فتاوى بن تيميه ، (1/351-352) ].
وقد جاء الحديث القدسي الذي رواه النبي عن ربه : ( يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي و جعلته بينكم مُحرماً فلا تظَّالموا ).
سنة الله في عقاب الظالمين :
الغالب في سنة الله في عقاب الظالمين – عقابهم في الدنيا بظلمهم للغير ، يدل على ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي اخرج أبو داود : ( ما ذنب أجد أن يُعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدّخر له في الآخرة مثل البغي و قطيعة الرحم ).
قيل في شرحه : " ما من ذنب أحق و أولى لصاحبه أي لمرتكب الذنب أن يعجل الله له العقوبة مع ما يؤجل من العقوبة له في الآخرة مثل (البغي) أي بغي الباغي و هو الظلم و الخروج على السلطان أو الكبر و قطيعة الرحم أي :و من قطع صلة الأرحام " [عون المعبود شرح سنن أبي داود ،(13/244) ].
ومن صور عقاب الظالم تسليط ظالم عليه :
قال تعالى :{وكذلك نولي بعض الظالمين بعضاً بما كانوا يكسبون } [الأنعام :129 ]
قال الإمام القرطبي :" نسلط بعض الظلمة على بعض فيهلكه و يذله ، و هذا تهديد للظالم إن لم يمتنع من ظلمه سلط الله عليه ظالماً آخر - و لقد شاهدنا رأي العين تسلط الأمريكان الظالمين و حلفاءهم على الحكام الظالمين و إذلالهم – و يدخل في الآية : جميع من يظلم نفسه و أهله بالتعرض لغضب الله أو يظلم الرعية أو التاجر يظلم الناس في تجارته أو صاحب العمل يظلم من تحت يديه من العمال ".
: