موضوع: وان من شيء الا يسبح بحمده 21/5/2012, 1:52 pm
وإن من شيء إِلا يسبح بحمده
مجموعة من النمل تمسك بخنفساء للصق بعض لاستعمالها في لصق بعض الأوراق لبناء عش للمملكة النمل
هل الإنسان هو العاقل الوحيد في الكون !؟، سؤال نسأله لأنفسنا كثيراً خاصة عندما يقع أمام أعيننا مشهدا أو سلوكا لحيوان أو طائر أو حشرة أو حتى ميكروب، يكون خارجاً عن مألوف ثقافاتنا ومعتقداتنا ومستغرباً صدوره من كائن لا يعقل ولا يشعر بمن حوله ولا يعرف حتى من هو؟، ولماذا هو هنا؟، وكيف حدث له هذا !؟، ولقد تحدث القرآن الكريم كثيراً عن ظواهر غريبة ومدهشة وغير معتادة تصدر عن الكائنات والمخلوقات بشتى أشكالها وأنواعها، مثل كلام النمل ومنطق الطير، وسجود النجوم والشجر والشمس والقمر، وتسبيح الرعد والجبال، ويكفي أن الله عز وجل ساوى بين الإنسان ومخلوقاته في قرآنه الكريم بل ذكر أن جميع المخلوقات تطيعه جل شانه وتسجد له، ما عدا عدد كثير من بني البشر، وذلك حين قال تبارك وتعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ إِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ) الحج 18. هذه الآيات استخدمها الكفرة والملحدين وسيلة للتشكيك في صدق هذا القرآن ومصدره الرباني حتى وصل الأمر لاتهام النبي صلى الله عليه وسلم بتأليف القرآن، ولكن الله عز وجل ضمن حفظ كتابه من التحريف، كما ضمن كشف أسراره ورد المشككين فيه إلى جحورهم لم ينالوا شيئاً، وفي ذلك يقول رب العزة تبارك وتعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) الحجر 9. إن هذه المخلوقات على اختلاف أنواعها وأشكالها وأجناسها، لتستحق منا النظر والتدبر والتفكير العميق والمتأني، تستحق أن نبذل في سبيل تبيان وعيها وإدراكها وكشف غموضها كل ما لدينا من موروثات ثقافية ودينية وفلسفية وحقائق ونظريات علمية، ولنطرح الموضوع للنقاش، بلا خجل أو وجل، ونتساءل: هل تعقل هذه المخلوقات؟ هل لهذه المخلوقات عقل يدرك ويعي ويحلل ويختار ما بين ما هو ضار وما هو نافع!؟، هل لها قلب به من العواطف والمشاعر والأحاسيس ما قد نفتقده في عالم البشر اليوم؟. إن أمهات الكتب والمراجع العلمية والمنتديات والمواقع وخاصة التي تبحث في سلوك الكائنات الحية لتمتلئ عن أخرها بما يسميه أصحابها بغرائب وعجائب عالم الحيوان والطيور والجمادات. ستجد مجموعة من الأسود تتبع قطيع جاموس يفر أمامها، فتهجم على صغير منها لم يستطع الجري مثل كبار القطيع، فما يكون من قطيع الجاموس إلا أن يعود لهذا الصغير وبعد مناورات شاقة ومضنية استطاعوا جميعاً إنقاذ صغيرهم من فم الأسود المتكالبة عليه وأنضم سالماً للقطيع، فإذا كانت هذه الحيوانات لا تعقل ولا تدرك ما يدور حولها، فلماذا بربك غامرت وعرضت حياتها لخطر محقق من أجل صغيرها، وفلذة كبدها