في مُعترك الحياه . .
إن لم تكدّح و تبذل جهد في الحصولْ على رزقك و كل ما تتمناه نفسكَ ,
أنت في الحقـيقه لآ تستحقه ! حتى وإن طـرق بابك صُدفه . .
في مُعترك الحياه . .
ستُرزق بقدر ما تعمل . .
و ستحصد بقدر ما تزرع . .
لآ ترسم طموحاتك من أحلام . .
و لآ تتوقع من مصباح سحري أنْ يهبك رزقك !
لأنك في نهاية المطاف ستهوي في قاع الألم . .
من أرتاح في مُستنقع الكسل وأنتظر السماء تُمطره الذهب
وأعتقد أن الحظ سيُطعمه لقمة عيشه ,
هو في الواقعَ أحآلْ الممُكن الى مُستحيل
و أودَع إمكاناته في حساب الفشلْ !
الطبيب يعمل . .
و المُهندس يُعمّر . .
والمُزارع يكّدح . .
أحذر من أن تكون ممن آثار الدعه و الرآحه
علىْ السعيّ في طلب الرزق . .
لآ تُخالف سنن الله في كونه ,
فـَ حتى الطيور تُغادر أعشاشها " خِماصاً "
و تأوي اليها في آخر النهار " بِطاناً "
وقد تكفل الله برزق العباد فقال : وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا)
ولعل أجمل مآ ذكر من القصص عن السعي في طلب الرزق
قصة تاجر ال الأصفهاني عندما شاهد رجل يمر أمامه ,
و عينآه على الأرض وكأنه يبحث عن شيءً قد أضاعه !
وعندما تكرر عليه المشهد في اليومين التاليين ,
دعى التاجر الرجل قائلاً له : أرى وكأنك قد أضعت شيئاً وأتيت تبحث عنه هنا !
قال الرجلْ :نعم فقد ضيعت حظي في بلدكم !
ومن جوآبه تبين أنه ليس من أصفهان
ردّ عليه التاجر وكيف للمرءْ أن يُضّيع حظه ؟!
فأجابه : يا هذا أنا من أهلْ [ يزد]
وقد ضاقت بي الدنيا هناك وكنت قد سمعت الكثير عن أصفهان
حتى قيلْ ليّ انْ الأموال " مرمية على الأرض في اسواقها "
فـ جئت لبلدكم بحثاً عنها , لكني لم أجد منها شيئاً
وهكذا ضيّعت حظي عندكم !
قال له التاجر : ما قيلْ لك عن بلدنا صحيح
والأموالْ فعلاً مرميه على الأرض
لكن لا تعرف كيف تلتقطها فلكل شيء مدخله
وسأخبرك كيف ذلك ..
بشرط أن تنفذ تعليماتي بصبر , فهل أنت مُستعد ؟
قال الرجل وكأنه غير مصدق : نبدأ من الآن
فقال التاجر : اعتبر نفسك عاملاً لديّ من غير أجر ,
والذي عليك الآن هو ان تمشي في الطرق المحيطه بنا . .
وتلتقط كل مايرميه الناس من قطع القماش ,
او قطع الخشب , او الحديد , ومايمكن ان ينفع مهما كان تافهاً وتأتيني به
فقام الرجل بما طلبه منه ,
وعند المساء كان قد جمع مقداراً لابأس به من تلك الحاجات . .
فقال التاجر: غداً تذهب بقطع القماش إلى الخياطين ,
وبقطع الأخشاب إلى النجارين ,
وبقطع الحديد إلى الحدادين ,
وتبيعها لهم وبأي ثمن وتأتيني به . .
قام بما طلبه منه ثم استمر في عمله ذلك لفتره طويله من الزمن
حتى اجتمع لدى تاجر ال من المال
مايكفي لشراء بضائع رخيصه ليبيعها مره أخرىْ
وذلك بدلاً من جمع تلك النفايات من الطريق
فقال للرجل : خذ هذه الاموال واشتر بها بعض الشموع ,
وقف عند مدخل هذا الشارع واعرضها بيديك على الماره
وإذا بعتها فآتني بثمنها
وفعل الرجل ذلك لعدة أيام
فزاد رأس ماله قليلاً
ثم طلب منه أن يستأجر محلاً صغيراً ,
يبيع فيه الحاجات البسيطه
على أن لايصرف اي شئ من المال الذي يحصل
عليه إلا بمقدار قوت يومه وإيجار مسكنه . .
وبعد مرور سنه كامله كان الرجل قد فتح
محلاً أكبر وأخذ يبيع فيه بضائع مختلفه
ثم تطور عمله فاشترك مع تاجر ال في بعض الصفقات
ولما زادت أمواله فتحا محلاً كبيراً لبيع ال
وزادت أرباحه حتى استطاع أن يصبح تاجراً مثل صاحبه
وذات يوم قال له التاجر الأول : كيف هي اوضاعك هذه الايام ؟
فقال الرجل: إنها جيده ولله الحمد
فقال التاجر: وكيف تجد فرص العمل في اصفهان ؟؟
قال الرجل : إنها كأفضل مايمكن
قال التاجر : ألا ترى معي أن الاموال مرميه على الارض
في طرقات أصفهان كما قيل لك في بلدك
ولكنها بحاجه إلى من يعرف كيف يلتقطها ؟
قال : هو كذلك
قال : وهل وجدت حظك في بلدنا ؟
قال : هو كـــذلك .
بالكفآحَ والسّعي وراء الرزق , تُزهر الحياه
و تمتلئ أيامنا ضياءً و نور